
انتخابات الشمال وعكار البلدية.. منافسة حادة في البلدات المسيحية
للأسبوع الثاني تواليا، واكب رئيس الجمهورية العماد جوزف عون انطلاق الانتخابات البلدية والاختيارية في مرحلتها الثانية بمحافظتي الشمال وعكار، من غرفة عمليات قوى الأمن الداخلي في مبنى المديرية العامة بالأشرفية قرب مستشفى «أوتيل ديو»، مع افتتاح الصناديق في الساعة السابعة صباحا.
وأثنى رئيس الجمهورية على أداء القوى الأمنية وتمنى أن تكون نسبة الاقتراع مرتفعة. وقال ان «الانتخابات البلدية هي إنمائية وليست سياسية. وهذه رسالة الى الخارج والداخل بأن الدولة اللبنانية عادت الى السكة الصحيحة».
وأضاف: «ان نجاح الانتخابات البلدية والاختيارية سيعطي انطباعا ايجابيا في الخارج، على تصميم الدولة على انجاز كل الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها».
وأشاد بـ«جهود وزارة الداخلية، وبمواكبة وزارة العدل لإنجاز المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية». وشدد على «ضرورة مكافحة الرشاوى والمخالفات بسرعة وبحزم»، منوها «بدور الاعلام في المساعدة على كشف التجاوزات التي تحصل».
بدوره، شكر وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار حضور رئيس الجمهورية ودعمه قائلا: «مرتاحون في العمل، ولدينا الدعم المطلق والحرية المطلقة في تنفيذ القانون، وعدم محاباة أحد، وفق توجيهات فخامتكم».
اليوم البلدي الشمالي الطويل مضى بسلاسة، مرفقا في بعض مراحله باعتراضات في هذا القلم أو ذاك، طالت في جانب كبير منها طريقة الاقتراع من قبل المواطنات والمواطنين.
وتحدثت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، عن «حصول إشكال كبير في بلدة فنيدق (العكارية) أمام مركز اقتراع للنساء»، مشيرة إلى انه تم الاعتداء على جندي.
«وقد أدى الإشكال الى جرح مواطن إثر طعنه بسكين، وحضرت قوة من مغاوير البحر في الجيش اللبناني الى مركز الاقتراع».
ولفتت الحدة في البلدات المسيحية، في حين اتجهت الأنظار الى طرابلس «العاصمة الثانية» حيث سعى الجميع الى تأمين وصول مجلس بلدي تراعى فيه التوازنات التمثيلية الطائفية، في مدينة تغيرت ديموغرافيا كثيرا، من دون ان تنزع عنها الرداء الخاص بطيبة أهلها على رغم صعوبة أوضاعهم المعيشية.
في قضاء زغرتا، كان اللافت أن المعركة ببعدها السياسي محصورة في أربع أو خمس قرى، في مقابل ترك القرى الأخرى للتنافس العائلي، فيما كان التنافس الأساسي هو على اتحاد البلديات في القضاء بين تيار «المردة» برئاسة الوزير السابق سليمان فرنجية مدعوما من «التيار الوطني الحر»، وبين «حركة الاستقلال» برئاسة النائب ميشال معوض مدعوما من حزبي «القوات اللبنانية» و«الكتائب».
أمر آخر لافت في الانتخابات البلدية في قضاء زغرتا هو النسبة المرتفعة لترشح المرأة فيه، اذ وصلت الى 18 بالمئة. وفي مدينة زغرتا بالذات، لم تشأ «حركة الاستقلال» ولا «القوات اللبنانية» دخول حلبة التنافس، اذ ان هناك لائحة للمجتمع المدني من خلال «حركة أسس»، وضمت سبع نساء وخمسة رجال، فيما ضمت اللائحة المدعومة من «المردة» خمس نساء.
ويسجل أن السلطة السياسية وأذرعها الأمنية نجحت في تأمين العملية الانتخابية، وحفظ الأمن توازيا في بقية المناطق والمحافظات، مع ما استدعى ذلك من حجز كل القوى الأمنية بكل أجهزتها. وهذه خطوة تعزز الثقة أكثر بالدولة الضامنة سلامة الأمن وحرية الحركة للمواطنين في كل المناطق، خصوصا مع طقس صيفي خرجت بموجبه جموع غفيرة الى الشواطئ البحرية والجبال لتمضية يوم العطلة.
وتوازيا مع الحركة النشطة لرئيس الجمهورية والحكومة، سواء لجهة الزيارات الخارجية أو المشاريع الاصلاحية التي تقر على طريق استعادة الثقة، والتي تتعزز يوما بعد الآخر بالدولة اللبنانية وسلطاتها، يقابل ذلك شيء من البطء في ملف نزع السلاح.
وقال مصدر نيابي لـ «الأنباء»: «بطء المعالجة يعود الى استمرار الاحتلال الإسرائيلي ورفع وتيرة عدوانه في غياب أي ضغوط دولية على إسرائيل، الأمر الذي يجعل لبنان ينتظر تغييرا في التطورات الاقليمية والدولية يصب في صالحه». وأضاف: «في هذا الاطار يفهم موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن سلاح لبنان في هذه المرحلة هو الصبر، وانه لابد من انتظار مستجدات دولية، والأمور لن تبقى لصالح إسرائيل إلى ما شاء الله».
وان كان البعض يخشى أو يلوح بإمكانية نفاد الصبر اللبناني، وتحديدا لجهة عدم الرد على الاعتداءات الإسرائيلية التي باتت أقرب الى حرب مفتوحة، أكد المصدر «ان خطوات السلطة محسوبة بدقة. فهي لا تريد أي تراخ في إمساكها بالوضع، وتعزز في الوقت عينه من أحكام قبضتها على مرافق الدولة، وخصوصا لجهة محاربة الفساد والتسيب في الإدارات، في انتظار نجاح الاتصالات الديبلوماسية».
وأشارت مصادر مطلعة «الى أن التجديد للقوات الدولية في جنوب لبنان والذي يقترب موعده، سيكون مفصليا لجهة دور هذه القوات سواء لما تقوم به بمواجهه الاحتلال الإسرائيلي، أو ضبط إيقاع الوضع الأمني جنوبا مع الجيش اللبناني، مع التأكيد على أن تصاعد العدوان في غياب أي قدرة للقوات الدولية «اليونيفيل» في منع تحرك الاحتلال، يعوق دورها في المقلب الآخر على مساحة المنطقة المكلفة فيها بمهام الأمن جنوب الليطاني، كما يسهم في تشدد حزب الله بعدم تقديم تنازلات، على اعتبار أن تطبيق الاجراءات لا يكون على فريق واحد، بل يجب أن يكون على الطرفين».
الانباء – ناجي شربل وأحمد عز الدين

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 13 دقائق
- الديار
وَصَلَ عَدَد الشكاوى، حتى الساعَة، بِحَسَب وزارة الداخِلِيَّة والبَلَدِيَّات، إلى 86
Aa عاجل 24/7 09:46 وَصَلَ عَدَد الشكاوى، حتى الساعَة، بِحَسَب وزارة الداخِلِيَّة والبَلَدِيَّات، إلى 86 09:36 "لادي": مندوبة جوالة تابعة للائحة "سوا" في مدرسة عين مجدلين الرسمية رافقت إحدى الناخبات إلى غرفة الاقتراع في محاولة للتأثير على خيارها الانتخابي ما يُعد خرقاً لسرية الاقتراع ومبدأ حرية الناخبة 08:53 الحجّار: شكاوى وردت أمس تبيّن لاحقاً أنّها لم تكن جدّية كما قمنا بعدد من التوقيفات بسبب تقديم رشاوى ونأمل بأن تكون انتخابات الجنوب بداية لعودة الحياة 08:52 توقفت عملية الاقتراع في مركز مرجان – صيدا، بعد تعرّض رئيس القلم لحادث سقوط داخل الحمام، ما استدعى تعليق التصويت بانتظار تأمين بديل عنه، في ظل رفض السماح لمساعديه بمتابعة العملية الانتخابية بشكل مؤقت لحين وصول البديل. 08:42 وَصَلَ عَدَد الشكاوى، حتى الساعَة، بِحَسَب وزارة الداخِلِيَّة والبَلَدِيَّات، إلى 61 08:41 وزير الداخلية أحمد الحجار من النبطية: لبنان ينهض دائمًا وها نحن نواكب انطلاق العملية الانتخابية بآمان ونعالج النواقص اللوجيستية ومعظم الشكاوى حتى الآن لا تحمل طابعًا جدّيًا


الديار
منذ يوم واحد
- الديار
الحجار يتابع انطلاق عملية تسليم صناديق الاقتراع استعداداً لإجراء الانتخابات بالجنوب
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تابع وزير الداخلية أحمد الحجار من غرفة العمليات المركزية انطلاق عملية تسليم صناديق الاقتراع استعداداً لإجراء الانتخابات في محافظتَي لبنان الجنوبي والنبطية.

القناة الثالثة والعشرون
منذ يوم واحد
- القناة الثالثة والعشرون
هل يكون للعهد تكتل نيابي داعم؟
كتبت ابتسام شديد في" الديار": الجديد على خط الانتخابات في بلديات العام ٢٠٢٥ الحضور القوي للخط السياسي المؤيد لرئيس الجمهورية. ليس مخفيا التنافس بين القوى المسيحية في الاستحقاق البلدي، وليس مخفيا أيضا ان التسابق البلدي راهنا له أهداف بعيدة المدى، ويضع هدفا اساسيا امامه وهو الفوز في الاستحقاق النيابي عام ٢٠٢٦ . ما حصل اليوم بلديا كما تقول مصادر سياسية، لا يختلف كثيرا عن المشهد الرئاسي عند انتخاب العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية، فانتخاب العماد جوزاف عون الذي حظي بغطاء ودعم دولي، لم يكن سهلا في الداخل حيث مرّ بمطبات واشكالات، فرئيس التيار جبران باسيل كان ممانعا لترشيح عون، كما رئيس "المردة" سليمان فرنجية. ورئيس "القوات" سمير جعجع كان رافضا ايضا قبل ان تسقط "القوات" تحفظاتها عن العماد جوزاف عون في الربع ساعة الاخير الرئاسي. من لحظة إقفال صفحة الإنتخابات البلدية بانتهاء الجولة الأخيرة، بدأ تنشط في الكواليس المسيحية عملية تقييم الخسارة والربح على الساحة المسيحية. في الانتخابات البلدية بدا التنافس في عدد من المناطق بين "القوات" و "الوطني الحر"، فيما كان واضحا الحضور البلدي للرئاسة الاولى، على الرغم من تأكيد المقربين من بعبدا ان رئاسة الجمهورية لم تتدخل في الاستحقاق البلدي، وان الامور تركت للتوازنات العائلية، لكن المعلومات تؤكد ان المؤيدين لخط بعبدا كانوا داعمين لتفاهمات إنتخابية تؤيد خط العهد. وتظهر القراءة الانتخابية في عدد من البلديات المسيحية، فوز لوائح ومرشحين من فلك رئاسة الجمهورية ومن المؤيدين للعهد ومسيرة بناء الدولة والإصلاحات. ويتحدث العارفون بالارقام عن حضور قوي للوائح ومرشحين محسوبين على رئاسة الجمهورية بنسب متفاوتة، حيث سجلت موجة التأييد الكبرى في عكار "الخزان البشري" للجيش اللبناني، بنسبة تأييد ودعم للوائح عائلية تتخطى الخمسين في المئة، مقابل نسب تتفاوت بين الـ٣٠ والـ٤٠ في المئة في مناطق جبل لبنان لشخصيات تدور في فلك رئاسة الجمهورية. الاستناد الى المؤشرات البلدية يطرح السؤال من اليوم عن توزع القوى المسيحية وحضورها في استحقاق العام ٢٠٢٦ النيابي، وعما اذا كانت القوى المسيحية تتجه للإستثمار في نتائج الاستحقاق النيابي. والسؤال الأهم اذا كان لرئيس الجمهورية الذي يحظى بتأييد وحضور في الشارع المسيحي، رغبة بقيام تكتل نيابي له في الإنتخابات المقبلة؟ تؤكد مصادر سياسية ان هذا الكلام سابق لأوانه، وان الانتخابات البلدية لها خصوصيتها العائلية، لكن المؤشرات البلدية في الأقضية المسيحية اعطت احجاما واوزانا للقوى المسيحية، سيكون لها تأثيرها في الاستحقاق النيابي. ولا تستبعد المصادر ان تولد كتلة نيابية من شخصيات مستقلة تؤيد رئيس الجمهورية، الذي وصل الى بعبدا على مروحة أكبر مظلة إقليمية داعمة لمسيرة الإصلاح والنهوض بالدولة، اذ يؤكد المقربون من بعبدا ان التوجه اليوم هو للوقوف على مسافة واحدة من كل الافرقاء، من دون الدخول في تفاهمات سياسية تحسب على رئيس الجمهورية منذ اليوم، لكن رئاسة الجمهورية لا تمانع الترشيحات المناسبة المؤيدة للعهد والداعمة له في اي استحقاق، ومن ضمنها الاستحقاق النيابي. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News