مسيحيو سوريا: سيرة القلق
غداة هروب بشار الأسد، وسيطرة "هيئة تحرير الشام" على الحكم في دمشق، وهي تضم في صفوفها فصائل متشدّدة، كانت الأنظار مشدودة نحو طرائق تعاطي الحكم الجديد مع الأقليات الطائفية والعرقية وأماكن اللهو والترفيه والسهر، مثل باب توما وباب شرقي والشعلان. ولئن وقف المسيحيون بمنأى من التجاذبات والتوترات، لكنهم لم يكونوا بمنأى من المخاطر مثل كل السوريين، فشهدوا اعتداء على شجرة الميلاد في منطقة حماة، وتكسير صلبان في بعض المقابر، وإطلاق نار على كنيسة أو إقفال بار سياحي في حمص، سيارات دعوية تجوب أحياء مسيحية في دمشق. كانت تلك الأحداث مجرد تفاصيل في خضم التحولات والتبدلات في سوريا الجديدة، لكن ما حدث الأحد الماضي من تفجير إرهابي لكنيسة مار الياس في منطقة الدويلعة بدمشق، لم يكن تفصيلاً ولا عابراً، واتخذ أبعاداً سياسية خطيرة في هذه المرحلة بالذات، وفي ظل حكم جديد محسوب على الإسلام السياسي. لكن كيف هي العلاقة التاريخية بين الإسلام والمسيحيين؟
تُبيّن الوقائع والمرويات التاريخية والسوسيولوجية، أن في مسيحيي سوريا شيء من الإسلام وأن في إسلام سوريا شيء من المسيحية، لكن مصائر هذه العلاقة كانت دائماً عرضة للتحولات السياسية والإيديولوجية والدينية والاجتماعية.
يجزم مؤرخون بأن مسيحيي سوريا تقبلوا العرب بقلوب رحبة، لأنهم رأوا فيهم محرّرين، لا غزاة. وفي محاضرة قدمها الباحث ادمون رباط في بيروت، استشهد ببعض الأقوال من هذا القبيل، كميخائيل السرياني، بطريرك السريان الأرثوذكس في القرن الثاني عشر، أي بعد خمسة قرون على الفتح الإسلامي، لنجد عبارات استهجان لسياسة الروم، كالتالية: "لأنّ الله هو المنتقم الأعظم، الذي وحده على كل شيء قدير، والذي وحده إنما يبدّل ملك البشر كما يشاء، فيهبه لمن يشاء، ويرفع الوضيع بدلاً من المتكبّر، ولأنّ الله قد رأى ما كان يقترفه الروم من أعمال الشر، من نهب كنائسنا ودياراتنا، وتعذيبنا من دون أيّة رحمة، فإنما قد أتى من مناطق الجنوب ببني إسماعيل، لتحريرنا من نير الروم... وهكذا كان خلاصنا على أيديهم من ظلم الروم وشرورهم وحقدهم واضطهاداتهم وفظاعاتهم نحونا".
ينقل الباحث حسام عيتاني في كتابه "الفتوحات العربية في روايات المغلوبين" عن يوحنا الفنكي، وهو أحد الإخباريين السريان الذين عاشوا في النصف الثاني من القرن السابع الميلادي، أنه قال في روايته عن الفتوحات العربية في بلاد الشام والعراق إن "ظهور المسلمين وتحقيقهم للانتصارات المتوالية لا يمكن أن يكون أمراً عادياً. بل يجب التعامل معه باعتباره أمراً إلهياً، فقد وضع الله النصر بين أيديهم كما لو كانت الكلمات التي تعنيهم تنفذ بحذافيرها: رجل يطارد ألفاً، واثنان يهزمون عشرة آلاف (سفر التثنية، الإصحاح 32، الآية 30). وإلا كيف أمكن لعراة يمتطون جيادهم من دون دروع أو تروس أن يفوزوا في غنى عن المساعدة الإلهية؟ لقد دعاهم الله من أقاصي الأرض حتى يدمر بهم مملكة آثمة، وحتى يذل بهم روح الفرس المتفاخرة".
ويذكر المؤرخ سوزومين (ولد حوالي سنة 400م، في بلدة صغيرة تسمى بيثيليا قرب غزة في فلسطين، وكان جده من أوائل أهل البلدة الذين اعتنقوا المسيحية): "نظرت البلاد التي شملها الغزو إلى الفاتحين العرب بصفتهم كارثة حلّت عليها، ولم تبد اهتماماً بالتعرّف إلى معتقداتهم وأفكارهم، وأقل منها طرق معيشتهم، وبناهم الإجتماعية والسياسيّة والثقافيّة، إلاّ عندما استقر العرب في العراق وإسبانيا وبلاد الشام". ويشير هذا، ليس إلى اعتبار العرب محررين، بل إلى تأخّر فهم تلك الشعوب لدوافع تلك الحملات، والتي نظروا إليها في البدء كغزوات بدويّة عابرة تعرّضت لها المنطقة طويلاً عبر تاريخها.
وأكثر من مرويات جَلد الذات والكلام العقابي وتأخر فهم ما يجري، منذ القرن السابع، ومع وصول العرب المسلمين إلى سوريا، وجد الإسلام نفسه متآلفاً مع المسيحية، فلم يستهدف القضاء عليها ولا الحد من حركتها. استطاع المسيحيون التأقلم مع القوانين الجديدة التي فُرِضت عليهم. ولما كانوا يشكلون غالبية سكان سوريا في ذلك الوقت، لم يشكل دفع الجزية عبئاً ثقيلاً. بل إنَّ المسيحيين السوريين شكلوا البنية العملانية للدولة الأمويّة، فحضرت النقوش والرسوم البيزنطية في الأروقة والقصور الأموية، وحتى الأفكار. الباحث اللاهوتي، نجيب جورج عوض، أصدر كتاباً بعنوان "المسيحية الأموية: يوحنا الدمشقي كمثال سياقي لتشكل الهوية مطلع الإسلام"، ويتناول فيه حياة المسيحيين والمسلمين واندماجهم في حضارة جامعة، ألا وهي الحضارة الأموية، ويُبرز فكرة تعايشهما بعيدًا من صراع الأديان.
وفي رأي عوض أنه، عندما يتطرق الباحثون في الحقبة الحديثة، إلى القرن الميلادي السابع، لدراسة الإمبراطورية الأموية الإسلامية، التي يقع قلبها في سوريا ــ فلسطين، أو لدراسة المسيحية في العصور القديمة المتأخرة وخلال الفترة البيزنطية الوسطى، فإنهم يتوقفون عند كتابات يوحنا الدمشقي وإرثه اللاهوتي عن الإسلام كدراسة حالة، وذلك كونه أحد أهم اللاهوتيين والمفكرين المسيحيين الأمويين الذين جاؤوا من دمشق وخدموا في بلاط الخليفة الأموي.
والاندماج المجتمعي والتلاقي، تجلى في احتواء المسجد الأموي ضريح يوحنا المعمدان (النبي يحيى). وبحسب التقاليد السورية الفولكلورية المتوارثة، فإن يوحنا قُتل وقُطعت رأسه بعدما انتقد ملك الجليل، هيرودس أنتيباس، في فلسطين. وصار المرقد المنسوب إليه مزاراً مقدساً لدى المسيحيين والمسلمين على حد سواء. حتى دير صيدنايا، يتميز بأن قاصديه للصلاة والتبرُّك ليسوا فقط مسيحيين، بل إن بعضهم مُسلم.
غير أن التبدلات السياسية والدينية في سوريا، وبروز دول جديدة مثل الفاطميين والمماليك، فضلاً عن الحروب الصليبية، كانت عوامل أثّرت بشكل كبير في وجود المسيحيين في سوريا، وتناقَص عددهم ينقص حتى باتوا من الأقليات. وعندما نشأت السلطنة العثمانية، ومن ضمنها سوريا، كانت أمام واقع معقد: طوائف وجماعات ومِلل، فضلاً عن أثر الحروب الصليبية في انتماءات بعض المسيحيين. فكان "نظام المِلل" العثماني هو ما تمّ إقراره للتصدي لهذا الوضع. ويقتضي هذا النظام تقسيم السكان بحسب مِللهم، وإعطاء كل ملّة حقوق التصرف في شؤونها الخاصة، ما يعني أن النظام هذا شكل انفراجاً كبيراً بالنسبة للمسيحيين، مقارنة بوضعهم أيام المماليك، بحسب ملاحظة بعض الباحثين.
وأثارت إصلاحات الإمبراطورية العثمانية في منتصف القرن التاسع عشر، توترات في دمشق. ابتداءً من أربعينيات القرن التاسع عشر، بدأت السلع الصناعية الأوروبية تغمر أسواق العاصمة. وكان المسيحيون السوريون، الذين تم تعيينهم كوكلاء لبيوت التجارة الأوروبية، هم المستفيدون الرئيسيون من الأعمال التي قوّضت النسّاجين والتجار المحليين. بحلول خمسينيات القرن التاسع عشر، كان المسيحيون في دمشق يكتسبون الثروة والنفوذ بفضل علاقاتهم الأوروبية. وتفاقمت هذه المكاسب بسبب الإصلاحات العثمانية العام 1856 التي منحت المساواة أمام القانون، للمسلمين والمسيحيين واليهود. وفجأة، تخلت مجتمعات الأقليات عن مكانتها كمواطنة من الدرجة الثانية وطالبت بالمساواة مع النخب المسلمة في المدينة. وقد ولّد عقدان من المكاسب المسيحية على حساب المسلمين، استياءً عميقًا. وانتهت صدمة التطور والتحولات بمجزرة 1860 ضد المسيحيين في باب توما ومناطق أخرى، لتبرز بعدها نُخب قادمة من أوساط أرثوذكسية وبروتستانتية تنادي بالعروبة. وبقيت العروبة، كتيار ناشئ في خضم التطورات والتحولات في الدولة العثمانية، حكراً على نخب عربية، كانت في معظمها مسيحية في البداية ثم ما لبثت أن انتشرت في أوساط مسلمة.
يرجّحُ الباحثان إياد العبدالله وعبد الله أمين الحلاق، في ورقتهما عن مسيحيي سوريا، أن انتهاء الدولة العربية الأولى زمن الشريف حسين، ودخول الإنتداب الفرنسي إلى سوريا ولبنان، كان البداية الرسمية لانكفاء المسيحيين نحو ما سندعوه بـ"الجماعة المسيحية". شهد العقد الأول من الانتداب الفرنسي، هجرة مسيحية لافتاة، وكانت غالبية هذه الهجرات نحو الأميركيتين وأفريقيا الغربية. لكن، بسبب الأوضاع الاقتصادية التي ستمر بها البلدان المضيفة في الثلاثينيات المنصرمة، تراجع زخم هذه الهجرة. وثمة هجرة مسيحية إلى سوريا أيضاً، بدأت منذ العام 1915 مع بدء مجازر الأتراك بحق الأرمن. ثم، في عهد الفرنسيين، استقبلت سوريا موجات من المهاجرين الأرمن واليونانيين. وفي العام 1933، حصلت موجة لجوء أخرى، لكن هذه المرة من العراق، ونتحدث هنا عن الآشوريين الذين تم توطينهم في الجزيرة العربية على ضفاف الخابور (المرجع السابق).
بعد الاستقلال، سيتراجع حديث المكونات الطائفية، لصالح تصورات تسعى أو تجتهد للكلام عن هوية وطنية سورية. وفي زمن الانقلابات والأنظمة العروبية والقومية وتصدع المدن وتأميم الاقتصاد والصراع العربي الإسرائيلي، سنشهد موجة جديدة من الإيديولوجيات والتحولات. كانت هناك مؤشرات إلى تراجع وضع المسيحيين وتزايد قلقهم في عهد الوحدة بين سوريا ومصر، واغتيال فرج الله الحلو. ولئن تغنّى كثر من العروبيين ببطولة الطيار جول جمال، المسيحي السوري الذي قدم نفسه دفاعاً عن مصر في حرب السويس 1956، إلا أنه، وخلال سنتَين من الوحدة، لم يتقلد أي مسيحي منصباً وزارياً في الإقليم الشمالي "سوريا"، وفي مرحلة ما راجت نكتة عبد الناصر حول اسم ميشال عفلق، باعتبار انه اسم مسيحي. حتى علاقة العروبيين والوطنيين بمسيحيي العروبة، منذ زمن الانتداب، فيها شيء من الالتباس، وتأتي لأغراض سياسية وليست حقوقية.
في كتاب صقر أبو فخر "سوريا وحطام المراكب المبعثرة حوار مع نبيل الشويري: عفلق والبعث والمؤامرات والعسكر"، يروي الشويري أنه لمع في الحركة الوطنية المناضلة ضد الانتداب على سوريا، اسم فارس الخوري، فشغل مناصب مهمة وأساسية. وتولى في الحكم رئاسة البرلمان ورئاسة الوزارة في سوريا. وبعد وفاته، سرت شائعات عديدة تقبلها الناس، بأنه أسلَم. وشائعة إسلامه تستند إلى أن المشايخ في دمشق قرأوا له القرآن في مأتمه العام 1962، وإلى أنه كان يحب الاستماع الى تجويد القرآن في حياته. يقول الشويري إن السند الحقيقي للشائعة هو راحة النفس من التناقض القائم بين قبولهم بزعامته وبين كونه مسيحياً. بينما الحقيقة تكمن في أن مسيحيته بالذات كانت سلاحاً في وجه الفرنسيين وسحباً للبساط من تحت أقدامهم كحمُاة للأقليات كما زعموا! وكان اختيار فارس الخوري المسيحي، لتأكيد وطنية السوريين، وفي المقابل يقول القيادي العروبي جلال السيد تعليقاً على تولي عفلق رئاسة حزب البعث: "نحن اخترناه لرئاسة الحزب أصلاً لكونه مسيحياً، مع أن هناك من هو أكفأ منه للرئاسة، لكننا قصدنا بذلك أن يكون عنواناً لعلمانية الحزب. وفي مرحلة شطح بعض البعثيين في الحديث عن أسلمة ميشال عفلق وتحوله إلى أحمد عفلق بحسب وثيقة مزعومة سربها نظام صدام حسين".
لا يتعلق الأمر بأسلمة ميشال عفلق فحسب. ففي عهد "البعث" استمرَّ وزن المسيحيين في التراجع على صعيد الشأن العام، وستدخل سوريا بعد ذلك في الزمن الأسدي، وسيمنع الشيخ الأمني الحديث عن أي مكونات اجتماعية، وستكون الهجرة المسيحية القسرية بسبب التأميم والأوضاع الاقتصادية والحريات. استسلم المسيحيون لقدرهم، وربما لمصلحتهم وسط لعبة الأمم والاتفاقات السرية والدولية. ومع أن الأسد كان يختار وزراء من المسيحيين، لكنهم في معظم الحالات كانوا مجرد ديكور وزينة للنظام الاستبدادي البعثي، واستمر هذا الأمر في عهد بشار الأسد. في أحسن الأحوال كان المسيحيون ورقة في يد النظام، ويتجلى ذلك في كلام المطران اليازجي وغيره.
اندلاع الثورة السورية العام 2011 كان إيذاناً بتوترات مجتمعية وسياسية كبرى، اختفاء من هنا، قتل وغزوات من هناك، جماعات متطرفة في أماكن مسيحية مقدسة، نزوح وهجرات، خطف راهبات، وراهبات يؤيدين الاستبداد... سريعاً ما بدت ورقة الإرهاب بنداً في السياسة الدولية في الساحة السورية. روّج النظام البائد سردية وقوف المسيحيين والأقليات عموماً معه، دعماً منه لرواية حربه المزعومة على الإرهاب، وهو ساهم بقوة في "تدعيش" الثورة وأرهبتها وأسلمتها. أطاح الأسماء السلمية أو زجها في السجون أو اختفت. في النهاية دُمّرت سوريا وكثرت التدخلات/الاحتلالات الخارجية، من روسيا إلى ايران وحزب الله والفاطميية والزينبيين، وزاد الوضع قلقاً، وتقلص وجود المسيحيين.
وبعد هروب بشار، كانت العين الغربية على الأقليات، خصوصاً المسيحيين. إذ بدا النظام الجديد غامضاً ومبهماً في توجهاته، وقد تعاطي ببراغماتية مع الواقع، أُعيد للمسيحيين بعض أملاكهم التي سبق للنظام البعثي أن صادرها، واختيرت هند قبوات، وزيرة مسيحية في الحكومة. لكن مكونات الفصائل المسلحة متعدّدة الجنسيات والهويات والإيديولوجيات، لطالما أثارت التوجس والخوف والقلاقل، وثمة الكثير من الوقائع التي أظهرت ذلك، من الساحل إلى السويداء، وأتى تفجير الكنيسة الانتحاري ليزيد الطين بلة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النشرة
منذ 31 دقائق
- النشرة
الشيخ قاسم: إيران خرجت منتصرة بعد 12 يوماً من العدوان عليه ووقف إطلاق النار هو إعلان انتصار
اعتبر الأمين العام ل حزب الله الشيخ نعيم قاسم بان الجمهورية الإسلامية واجهت عدواناً أميركياً إسرائيلياً لا مبرر له، والهدف المركزي لإسرائيل وأميركا ضرب أي قدرة مستقلة للمقاومة أو أي اتجاه يسعى لتحرير فلسطين، وذنب إيران الكبير أنها دعمت فلسطين والفلسطينيين من أجل أن يحرروا أرضهم. ولفت الشيخ قاسم خلال إحياء الليلة الأولى من المجلس العاشورائي المركزي في مجمع سيد الشهداء (ع) بالضاحية الجنوبية لبيروت، الى ان "إسرائيل كيان توسعي ولن تكتفي بأراضي فلسطين كلها من دون استثناء ولن تكتفي الجولان السوري وما بعده، إسرائيل تريد أن تسيطر على كل المنطقة وهي تعمل على التوسع لمصلحتها ولمصلحة الطاغوت الأميركي. واوضح بانه تبين من العدوان على إيران أن مهما كانت مكانة أميركا فإن كل العالم تقريباً استنكر هذا العدوان، والجمهورية الإسلامية الإيرانية أفشلت أهداف العدوان الثلاثة: أولاً، إلغاء التخصيب النووي، وثانياً، البرنامج الصاروخي، وثالثاً، أسقاط النظام واستهداف سماحة الإمام السيد علي الخامنئي. وشدد الامين العام لحزب الله على ان إيران خرجت منتصرة بعد 12 يوماً من العدوان عليه ووقف إطلاق النار هو إعلان انتصار للجمهورية الإسلامية. ولفت الى انه كان هناك إجماع شعبي حقيقي في إيران ملتف حول القيادة والسيد الخامنئي، والقوات المسلحة الإيرانية ومنها الحرس الثوري والقوى الأمنية وقفت صلبة في الميدان دفاعاً عن الجمهورية الإسلامية، وأثبتت إيران أنها قادرة وحدها وأن تواجه وحدها مقابل أمكانيات أميركا وأساطيل والضغوط السياسية والإعلامية. واعتبر بان الجمهورية الإسلامية أثبتت أنها قادرة وحدها على مواجهة الطاغوت الأميركي وإسرائيل المجرمة ومعهما الدعم الأوروبي، كما ان إيران ألحقت وحدها أضراراً بالكيان الذي أثبت مجدداً أنه عاجز عن أن يستمر يوماً واحداً من دون الدعم الأميركي، ونحن في لبنان كحزب الله مع خيارات إيران الاستقلالية بعيداً عن الهيمنة الأميركية، ونحن نفتخر أننا مع إيران ونحن تحت لواء الإمام القائد الشجاع السيد الخامنئي. واشار الشيخ قاسم الى اننا نقارب مواقفنا بعدم الرضوخ وهكذا علمنا الإمام الحسين (ع)، وهذه مقومات مواجهة الخطر على الأجيال القادمة. واردف "هيهات منا الذلة نكررها مع الإمام الحسين (ع) دائماً وأبداً، وما نملكه هو كرامتنا وما نملكه هو موقفنا وما نملكه هو عملنا الذي نحمله يوم القيامة". موضحا بانه عندما نحيي ذكرى الإمام الحسين (ع) نحيي أصالة الشريعة وإلى الأمة جمعاء لتسلك الموقف الصحيح لتنجو في الدنيا والآخرة. وتابع الشيخ قاسم "ما تركتك يا حسين"، لأن مسارك يوصلنا إلى الله تعالى وسنستمر ونتابع، وهكذا كان سيد شهداء الأمة السيد حسن نصرالله وأعطى دمه وروحه تحت شعار "ما تركتك يا حسين".


LBCI
منذ ساعة واحدة
- LBCI
الإمارات تدين الاعتداءات الإسرائيلية على مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة
أعربت دولة الإمارات عن إدانتها واستنكارها الشديدين للاعتداءات التي شنها مستوطنون إسرائيليون على مدن وقرى في الضفة الغربية المحتلة، وآخرها قتل وإصابة عدد من الفلسطينيين في قرية كفر مالك القريبة من رام الله. وحذرت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان لها، من الاعتداءات المتكررة من قبل المستوطنيين. وطالبت الوزارة الحكومة الإسرائيلية" بتحمل كامل المسؤولية وإدانة هذه الممارسات التحريضية ومعاقبة المتسببين بها"، وأكدت أن" أي تقاعس عن ذلك سيعتبر موافقة ضمنية، مما سيعمق دائرة الكراهية والعنصرية وعدم الاستقرار". وشددت على "ضرورة تضافر الجهود لوقف تصاعد التوتر ومنع سفك الدماء، وأن ينعم المدنيون بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي والمعاهدات الدولية". ودعت وزارة الخارجية الإماراتية المجتمع الدولي" للاضطلاع بمسؤوليته تجاه وقف الانتهاكات الإسرائيلية، وتجنب المزيد من تأجيج الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة والمنطقة". وشددت الوزارة على" ضرورة دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط لتحقيق السلام الشامل والعادل، وكذلك وضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد حل الدولتين"، كما نقلت "سكاي نيوز عربية ".


المنار
منذ ساعة واحدة
- المنار
الشيخ قاسم: إيران ثبّتت موقعها الإقليمي والدولي.. ونحن مع خياراتها ضد الهيمنة الأميركية
أكد الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم 'نحن في حزب الله مع خيارات ايران الاستقلالية وضد الاحتلال والهيمنة الاميركية وضد الاحتلال الاسرائيلي'، واضاف 'هذه ايران تعطي العزة والشرف، لذلك نؤكد ونفتخر اننا مع إيران واننا تحت ولاية الامام الخامنئي والطبيعي ان نكون هنا'، وشدد على ان 'الخيار هو تحرير الارض وبناء البلد وعدم الخضوع للاملاءات او الخضوع للعدو وسنقاوم من اجل بلدنا مهما كانت التضحيات، نحن أبناء الإمام الحسين(ع) وأبناء سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله وأبناء الشهداء'. وقال الشيخ قاسم في كلمة له خلال إحياء الليلة الاولى من المجالس العاشورائية في مجمع سيد الشهداء(ع) في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت إن 'إيران اثبتت انها قادرة وحدها على مواجهة هذا الطاغوت العالمي ومعه اسرائيل المجرمة ومعه الدعم الاوروبي بنسبة كبيرة، ايران لا يدخل اليها دعم من اي دول اخرى ولا دول تحارب معه وليس لديها خطوط امداد، بل وحدها بقدراتها التي صنعتها بنفسها'، وتابع 'رغم كل الضغوطات والممارسات وقفت ايران وحدها، بارك الله بايران الفتية المعطاءة المضحية وقد سببت وحدها اضرارا كبيرة بالكيان الاسرائيلي ما دفعه للاستنجاد بأميركا ليؤكد انه لولا الدعم الاميركي ما كان باستطاعة الكيان الاستمرار'. ولفت الشيخ قاسم الى ان 'إيران ثبتت موقعها الاقليمي والدولي، بقناعاتها وبخياراتها ولم تتنازل عن شيء'، واكد ان 'إيران اليوم أشد من قبل الحرب وهي سند للمقاومة وحليف للجوار والاصدقاء وقادرة على تأمين الأمن الجماعي لدول المنطقة بدون الحاجة لاميركا ومن معها'، وتابع 'ايران أكدت ان التدخل الاميركي هو فقط لحماية اسرائيل التي تواصل الابادة في غزة وسط صمت العالم'، واضاف 'يجب على هذا العالم أخذ الدرس من ايران التي وقفت وانتصرت'. وسأل الشيخ قاسم 'لماذا حصل هذا العدوان على إيران؟'، واوضح ان 'الهدف المركزي لاميركا واسرائيل من الحرب على ايران كان ضرب اي قدرة مستقلة وازنة داعمة للمقاومة وتحرير فلسطين في منطقتنا'، واشار الى ان 'ذنب ايران انها دعمت الفلسطينيين لتحرير ارضهم ومقدساتهم المحتلة'. وشدد الشيخ قاسم على ان 'اسرائيل هي كيان توسعي ولن تكتفي باراضي فلسطين كلها بدون استثناء ولن تكتفي باحتلال الجولان وما بعده بل هي تريد السيطرة على كل المنطقة وهذا تثبته الايام والوقائع'، واضاف 'اسرائيل تعمل للمزيد من السيطرة والتوسع لمصلحتها ولمصلحة الطاغوت الاميركي، ولذلك هي هاجمت ايران كجزء من العمل التوسعي'، واشار الى انه 'لا مبرر لهم للحديث عن العدوان إلا ان يقولوا ان ايران ستصل الى السلاح النووي، وكل حديث ايران ان البرنامج النووي سلمي وهذا ما تؤكده وكالة الطاقة الذرية، ومع ذلك يتحدثون عن السلاح النووي لتبرير العدوان على ايران'، واضاف 'تبين من هذا العدوان انه مهما فعلت اميركا، كل العالم تقريبا من دول وشعوب استنكروا العدوان على ايران ما يعني ان هذا العدوان واضح بإجرامه'. واكد الشيخ قاسم ان 'إيران أفشلت أهداف العدوان الثلاثة: إلغاء التخصيب النووي اي ان ايران لديها وتستمر واي اضرار لديهم القدرة على المعالجة، كانوا يريدون ضرب البرنامج الصاروخي لايران لانه يشكل قدرة وحالة دفاع وبالتالي استمرت الصواريخ تضرب كيان العدو، كانوا يريدون اسقاط النظام في ايران، وهذا ما لم يحصل'، واضاف 'أي ان ايران افشلت كل نتائج واهداف العدوان وهذا سقوط للعدوان'. ولفت الشيخ قاسم الى 'الإجماع الشعبي المنقطع النظير حول القيادة والنظام في ايران والالتفاف حول الامام الخامنئي، للدفاع عن البلد بمواجهة العدوان'، واوضح ان 'هذا الالتفاف يؤكد ان ما زرعه القائد والثورة له آثاره الحقيقية على الشعب والقوات المسلحة وحرس الثورة التي وقفت صلبة بمواجهة العدوان'، ورأى ان 'هذه تيجة عظيمة تؤكد ان ايران لديها قوة عظمى لا تضاهيها، لديها 3 ركائز هي:أولا: قائد جاع حكيم ملهم يقتحم المصاعب ويقف في الميدان ولا يخشى في الله لومة لائم واثق بالنصر .ثانيا: شعب له سجل حافل على الأقل من اول انتصار الثورة الاسلامية حتى اليوم(مرورا بالحرب العراقية على ايران) واستطاعت ايران ان تنتصرن وقتها كان العراق الواحهة بينما في الخلف كان كل العالم وعجزوا عن اسقاط الثورة والنظام. ثالثا: حرس الثورة والقوى الامنية، الذي قدموا الكثير من التضحيات وهؤلاء قدموا الكثير لدعم المقاومة وفلسطين، فمن باب أولى ان يضحوا في سبيل وطنهم'. وعن إحياء ذكرى عاشوراء، قال الشيخ قاسم 'نحيي عاشوراء لاننا نعود الى الأصالة لنعود الى الجذور التي أدت ان نكون مع عاشوراء وان تكون قدوة لنا، نبدأ نم الفطرة حيث الانسان مفطور من الله على مجموعة من الخصائص، بأن يكون متعلقا بالله وكل واحد منا يختار خيارات في حياته، والله هو الاقدر كي يصمم مشروع حياتنا وان يضع لنا التشريع المناسب'، وتابع 'هذا الدين الذي شرعه الله منسجم مع فطرة الانسان حتى تكون حياته سعيدة ووليصل الينا هذا التشريع ارسل الله لنا الرسل وخاتمهم محمد(ص) بهذه الشريعة السمحاء'. واوضح الشيخ قاسم ان 'مقومات الصلاح والاستقامة ومواجهة الخطر، هنا المطلوب بناء لمدرسة الامام الحسين(ع) ان نتحرك بغض النظر عن حسابات الربح والخسارة، بل نقارب مواقفنا بعدم الخضوع وتحمّل المسؤولية والاستفادة من الموارد المتاحة'، واضاف 'ماذا قال الامام الحسين عندما خُيّر عند الوصول الى كربلاء: إما المبايعة ليزيد وتسلم انت والاهل والاصحاب، وإما ان تقاتل وتستشهد، فكان جواب الامام الحسين: ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة'، وقال 'هل الكفرة المنحرفون هم من يعطوا الحياة، كلا الحياة من الله ومن عنده، ما نملكه هو موقفنا وما سنقول لله عند الحساب، الاستشهاديون اصحاب الموقف يقولون يوم القيامة ربنا رفعنا راية الحق ونصرنا المستضعفين وحررنا الارض، ولذلك نحيي ذكرى الامام الحسين نحيي اصالة الشريعة من الله الى النبي محمد واهل بيته الى الامة جميعا، بأن نسلك طريق الحق'. وقال الشيخ قاسم 'في هذا العام رفعنا شعار (ما تركتك يا حسين)، ما تركتك لانك انت الحق ولان مسارك يوصلنا الى الله ولاننا نريد ان نربي اجيالنا على طاعة الله، هكذا كان سيد شهداء الامة السيد حسن نصر الله، كان يجاهد على هذا الطريق وأعطى دمه وروحه وحياته تحت شعار (ما تركتك يا حسين) وهذه هي النتيجة التي نريد الوصول اليها'، وتابع 'على هذه الطريق سار السيد الهاشمي الشهيد السيد هاشم صفي الدين وكل الشهداء وابناء الامام الحسين على امتداد الامة'، واضاف 'انتم يا اهل المقاومة ويا اهل الشرف انتم رفعتم رؤوس الامة عاليا واثبتم ان الحسين فينا وانتم ستستمرون على العهد على عهد السيد حسن نصر الله حتى نحقق كل الاهداف على طريق النصر او الشهادة، وهذا هو طريق الامام الحسين(ع)'. واشار الشيخ قاسم الى ان 'طريق الحسين له انصار ومريدون، الجمهورية الاسلامية تسير على طريق الامام الحسين، ايران واجهت عدوانا اميركيا اسرائيليا عالميا زورا وبهتانا بادعاءات لا اساس لها على الاطلاق، الجمهورية الاسلامية بعد نجحت ثورتها في العام 1979 وانطلقت عزيزة استطاعت ان تحدث تغيرا عظيما وكبيرا على مستوى المنطقة والعالم، من خلال منهج الحسين الذي حضر في الجمهورية الاسلامية الايرانية'. المصدر: موقع المنار