
رُؤية 2030.. المملكة منصَّة كُبْرى للإبداع الفنيِّ والثقافيِّ
قادت رُؤية 2030 المملكة؛ لتصبح منصَّةً كُبْرى للإبداع، من خلال انتعاش محليٍّ وحضور دوليٍّ واسع النطاق بمختلف الفعاليَّات.وانطلاقًا من ركائز الإستراتيجيَّة الوطنيَّة للثقافة، تتبنَّى وزارة الثقافة العديد من المبادرات والمشروعات؛ لمواكبة رُؤية 2030 على مختلف المستويات، ومنها مبادرة الجوائز الثقافيَّة الوطنيَّة التي تُقام كل عام، احتفاءً بإنجازات الأفراد، والمجموعات، والمؤسَّسات لتشجيع المحتوى، والإنتاج الثقافيِّ المتميِّز.كما تنظِّم الوزارة باقةً متنوِّعةً من الفعاليَّات الثقافيَّة، ومنها مشروعات الابتعاث الثقافيِّ، والأسابيع الثقافيَّة؛ لنشر الثقافة السعوديَّة بمختلف مجالاتها، في كافَّة أنحاء العالم، وإقامة معارض الكِتَاب في أكثر من مدينة، والمشاركة في أكبر المهرجانات السينمائيَّة العالميَّة، وإقامة مهرجانات محليَّة على مستوى عالميٍّ.وتعزيزًا للرُّؤية المُلهمَة، باتت المملكة -اليوم- منصَّةً كُبْرى للإبداعات الثقافيَّة والفنيَّة بمختلف المجالات، من خلالِ تنفيذ المبادرات التحوليَّةِ، وتمكين وتشجيع القطاع الثقافيِّ السعوديِّ؛ بما يعكس حقيقة ماضينا العريق، ويساهم في سعينا نحو بناء مستقبلٍ يعتزُّ بالتُّراث، ويفتحُ للعالم منافذَ جديدةً ومختلفةً للإبداع والتعبير الثقافيِّ.
محطَّات دوليَّة للموسيقى السعوديَّة
وللموسيقى السعوديَّة وتراثها الرَّائع نصيبٌ كبيرٌ من الحضور المميَّز دوليًّا، ممثَّلًا بفرقةِ الأوركسترا، والكورال الوطنيِّ السعوديِّ، والتي باتت تصدحُ بـ»روائع الموسيقى السعوديَّة»، وتراثنا في مختلف دول العالم، ومحليًّا قدَّمت الفرقةُ حفلًا في الرياض على مسرح مركز الملك فهد الثقافيِّ.
وتشارك المملكة في أكبر المهرجانات السينمائيَّة العالميَّة، ومنها «كان»، و»تورنتو»، و»البندقيَّة»، وغيرها، مع إقامة مهرجانات محليَّة على مستوى عالميٍّ، ومنها مهرجان أفلام السعوديَّة، والبحر الأحمر.
فيما أسهمت الصالاتُ السينمائيَّة في دعم ونشر الفيلم المحليِّ بشكل واسعٍ.
وفي المجال المسرحيِّ، تقدِّم الوزارةُ دعمها اللامحدود للحِراك المسرحيِّ المحليِّ، وتشجِّع المواهب الشابَّة، والفرق المسرحيَّة النَّاشئة، من خلال مهرجان الرياض للمسرح، ومهرجان المسرح الخليجيِّ، والمسرح المدرسيِّ، وغيرها.
وفي المجال الأدبي، أصبحت معارض الكِتَاب منصَّاتٍ مهمَّةً وبارزةً لدعم ونشر وطباعة الكتاب، مع المشاركة حاليًّا في معرض أبو ظبي للكتاب، ومسقط، وفي الصين، وغيرها؛ لتستمر المملكة في إنجازاتها الثقافيَّة، التي تعزِّز مكانتها على خارطة الثقافة العالميَّة.
وبلغت المواقع السعوديَّة في قائمة التراث العالميِّ لمنظَّمة «اليونسكو» 8 مواقع هي: «الحجر (مدائن صالح)، حي الطريف في الدرعيَّة، جدَّة التاريخيَّة، الفنون الصخريَّة في منطقة حائل، واحة الأحساء، منطقة حمى الثقافيَّة، محميَّة عروق بني معارض، ومنطقة الفاو الأثريَّة».
التنوُّع ركيزة أساسية في الرُّؤية
أظهر التقريرُ السنويُّ لرُؤية المملكة 2030 للعام 2024، تحقيق المملكة للعديد من المستهدَفات، والإنجازات، والتي تعزِّز مسيرة النماء، وتسارع وتيرة التنمية الشاملة، وكفاءة تنفيذ الخطط الإستراتيجيَّة.
وعملت الجهات الثقافيَّة المسؤولة، وعلى رأسها وزارة الثقافة، في تحقيق الأهداف الثقافيَّة التي تسهم في دفع عجلة النهضة والتطوُّر، وتعكس العمق الحضاريَّ الذي تتميَّز به بلادنا الغالية.
ومنذُ تأسست وزارة الثقافة عام 1439هـ - 2018م، بموجب الأمر الملكيِّ، وأُوكلت مهمَّة قيادتها لسموِّ الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وزيرًا لها، وهي معنيَّة بالمشهد الثقافيِّ في المملكة على الصعيدَينِ المحليِّ والدوليِّ، وتحرص الوزارة على الحفاظ على التراث التاريخيِّ للمملكة، مع السعي لبناء مستقبل ثقافيٍّ غنيٍّ تزدهر فيه مختلف أنواع الثقافة والفنون، ونشر وإيصال الثقافة لمختلف المناطق وشرائح المجتمع.
كما تعمل الوزارة على المساهمة في تحقيق مستهدَفات رُؤية المملكة 2030 في محاورها الرئيسة: مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح.
وفي 27 مارس 2019م، أعلنت وزارة الثقافة عن إستراتيجيَّتها التي تُجسِّد رسالتها وطموحاتها، وتعكس أهدافها الإستراتيجيَّة المتمثِّلة في الثقافة كنمط حياة، والثقافة من أجل النموِّ الاقتصاديِّ، والثقافة من أجل تعزيز مكانة المملكة الدوليَّة.
ووضعت وزارة الثقافة التنوُّع والثراء الثقافيَّ ركيزةً في بناء الإستراتيجيَّة الوطنيَّة للثقافة، وحدَّدت في ضوء ذلك هيئات ثقافيَّة تتولَّى مسؤوليَّة إدارة القطاع الثقافيِّ السعوديِّ بمختلف تخصُّصاتِهِ واتجاهاتِهِ، وتُعنَى كل هيئة من الهيئات بتطوير قطاع ثقافيٍّ محدَّد أو أكثر، وهذه الهيئات هي: «التراث، والمتاحف، والأفلام، والموسيقى، والمسرح والفنون الأدائيَّة، والأدب والنشر والترجمة، فنون العمارة والتصميم، وفنون الطَّهي، والمكتبات، والفنون البصريَّة، وهيئة الأزياء».
وزير الثقافة: نعمل بنهج تشاركي مع المبدعين
قال الأمير بدر بن عبدالله بن محمد بن فرحان آل سعود وزير الثقافة: تُعدُّ الثقافة جزءًا أساسًا من التحوُّل الوطنيِّ الطموح، الذي تسير عليه بلادنا.
وتنصُّ رُؤية المملكة 2030 على أنَّ الثقافة «من مقوِّمات جودة الحياة»، كما تشدِّد على أنَّ المملكة بحاجةٍ إلى زيادة نشاطها الثقافيِّ، ومهمتنا في الوزارة تتمثَّل في البناء على هذا العمل.
وأضاف: تقف الثقافة السعوديَّة على أرض صلبة، فلدينا مبدعون في شتَّى المجالات، كما نقفُ -اليوم- على أرض غنيَّة بالصناعة الإبداعيَّة في الحقول الثقافيَّة المتنوِّعة، وطاقات بشريَّة مبشِّرة تجاوز إبداعها حدود بلادنا؛ ليصل إلى العالم، لذا سنعمل في الوزارة بنهج تشاركيٍّ مع المبدع السعوديِّ، رأسمال الثقافة، وسنذهب بعيدًا لخلق بيئة تدعم الإبداع، وتساهم في نموِّه، وسنفتح نوافذ جديدة للطاقة الإبداعيَّة عند السعوديِّين، وستظل الثقافة السعوديَّة نخلةً سامقةً في عالمنَا.
كما أنَّ لدينا تراثًا غنيًّا وتقاليدَ عريقةً ومتنوِّعةً تنتمي لـ13 منطقةً، ولدينا مبدعون من مجالات متنوِّعة، فاز العديدُ منهم بجوائز عالميَّة، وتمَّت استضافة أعمالهم في محافل دوليَّة مختلفة، وسننطلق من ذلك كله، نحو آفاق أعلى، تليق بمكانة بلادنا وبثقافتها الأصيلة.
المشهد الإبداعي في المملكة
الحفاظ على التراث التاريخيِّ للمملكة.
السعي لبناء مستقبل ثقافيٍّ غنيٍّ.
نشر وإيصال الثقافة لمختلف المناطق.
التنوُّع والثراء الثقافي ركيزة في بناء الإستراتيجيَّة الوطنيَّة.
تشجع المواهب الشابَّة، والفرق المسرحيَّة الناشئة.
معارض الكِتَاب منصَّات مهمَّة لدعم ونشر وطباعة الكِتَاب.
8 مواقع في قائمة التراث العالميِّ لمنظمة «اليونسكو».
طاقات بشريَّة مبشِّرة تجاوز إبداعها إلى العالم.
العمل بنهج تشاركيٍّ مع المبدع السعوديِّ.
فتح نوافذ جديدة للطاقة الإبداعيَّة عند السعوديِّين.
أبرز الهيئات المنفِّذة لخطط الوزارة
التراث، والمتاحف، والأفلام، والموسيقى.
المسرح والفنون الأدائيَّة.
الأدب والنشر والترجمة.
فنون العمارة والتصميم.
فنون الطَّهي، والمكتبات.
الفنون البصريَّة، وهيئة الأزياء.
الأهداف الرئيسة
الثقافة كنمط حياة.
الثقافة من أجل النموِّ الاقتصاديِّ.
الثقافة من أجل تعزيز مكانة المملكة الدوليَّة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 5 ساعات
- عكاظ
في أول ظهور علني.. تصرف غير متوقع من ماريتا الحلاني بعد طلاقها
/*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} فاجأت الفنانة اللبنانية الشابة ماريتا الحلاني متابعيها بأنها ستشارك في كليب شقيقها الوليد بأغنية جديدة تحمل اسم «ناسي»، المقرر طرحها عبر منصات الموسيقى المختلفة. ويعد هذا أول ظهور علني لماريتا الحلاني بعد طلاقها بأسابيع من مدير الإنتاج اللبناني كميل أبي خليل، في خطوة مفاجئة أثارت تفاعلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ظهرت ماريتا في نهاية الكليب وهي تمسك لافتة مكتوباً عليها «01»، ثم عادت لتظهر وهي تحمل قلباً حقيقياً بيدها، الأمر الذي أثار تساؤلات الجمهور حول دلالاته ورسائله الرمزية. لاقى الكليب تفاعلاً كبيراً على السوشيال ميديا، واعتبر كثيرون أن مشاركة ماريتا فيها إشارة إلى بداية حياة جديدة، وتمهيداً لعودتها إلى الساحة الفنية، خصوصاً بعد الغياب الأخير، مشيدين بجرأتها واختيارها للتوقيت المناسب لعودتها. أخبار ذات صلة تدور كلمات أغنية «ناسي» حول مشاعر الخذلان من أقرب الناس، حيث مطلع الأغنية كالتالي: «ناسي اللي كانوا ناسي، لعبوا بإحساسي، لعبوها بيّا»، في إشارة واضحة إلى الخيانة العاطفية والتلاعب بالمشاعر. يذكر أن ماريتا الحلاني انفصلت عن زوجها كميل أبي خليل في وقت سابق دون الإعلان بشكل رسمي، حيث قام الثنائي بشكل مفاجئ بحذف الصور التي تجمعهما معاً من حساباتهما على مواقع التواصل الاجتماعي، وتم الطلاق بشكل ودي وبالتراضي في إحدى المحاكم المدنية في أبوظبي.


الشرق الأوسط
منذ 2 أيام
- الشرق الأوسط
الإماراتية زمزم الحمادي: جاهزة لمواجهة هتان السيف في أي مكان
بثقة وإصرار لا يشبهان سوى حماسها داخل الحلبة، أكدت المقاتلة الإماراتية الصاعدة زمزم الحمادي أن انضمامها إلى منظمة دوري المحترفين للفنون القتالية في الشرق الأوسط هو بداية فصل جديد في مسيرتها الرياضية الواعدة، وفرصة لرفع علم الإمارات في ساحة تنافسية لا ترحم. تقول زمزم في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»: «شعور لا يُوصف... انضمامي لدوري الفنون القتالية خطوة كبيرة في مسيرتي، والتدريبات تضاعفت، وبعد تخرجي في الثانوية سأكرّس وقتي بالكامل لها». زمزم، البالغة من العمر 17 عاماً، ليست فقط بطلة عالم مرتين في فئة الناشئين في بطولات الفنون القتالية المختلطة الدولية، بل هي أيضاً صاحبة أول ميدالية ذهبية أحرزتها في بطولة العالم بأبوظبي 2016، التي تبعتها بـ5 ذهبيات متتالية، إلى جانب تتويجها القاري في البطولة الآسيوية. ما يميز زمزم حقاً ليس فقط سجلها الرياضي بل الروح التنافسية التي تغذيها داخل عائلتها (حساب زمزم الشخصي) لكن ما يميز زمزم حقاً ليس فقط سجلها الرياضي، بل الروح التنافسية التي تغذيها داخل عائلتها، حيث قالت: «أنا وشقيقتي غلا نتحدى بعضنا في كل شيء، لكن التحدي الأكبر دائماً في الجوجيتسو: من تُنهي النزال أسرع؟ هي فعلتها في 5 ثوانٍ، وأنا أسعى لأحققها في 4!». وبينما يرى البعض أن شهرة المقاتلة السعودية هتان السيف فرضت حضوراً قوياً للنساء في هذا المجال، ترى زمزم أن المنافسة ليست فقط بالأسماء بل بالأداء والإنجاز، وتصرّ: «أنا جاهزة لأي نزال، سواء مع هتان السيف أو غيرها. أحترم الجميع، لكنني أدخل القفص لهدف واحد: الفوز». ولدت زمزم في عائلة رياضية بدأتها من والدتها لاعبة الجوجيتسو السابقة ندى النعيمي وشقيقيها التوأم زياد وغلا. وترى أن انضمام هتان السيف فتح الباب للمقاتلات العرب، لكن منظمة الفنون القتالية تحديداً تمتلك رؤية مختلفة، على حد وصفها: «دوري المقاتلين ليس مجرد منظمة تبحث عن أبطال جاهزين، بل تصنعهم من الصفر. لهذا اخترتها، ولأني أطمح أن أكون جزءاً من جيل لا يُنسى في الرياضات القتالية». زمزم الحمادي التي اختيرت مؤخراً ضمن قائمة «أكثر النساء تأثيراً في الشرق الأوسط» خلال قمة مجلة «فورتشن»، تؤمن بأن اللحظة التي تعيشها الآن، ليست سوى بداية الطريق نحو إنجاز ثالث وأخير في فئة الناشئين، قبل أن تنتقل إلى فئة السيدات: «لقبي الثالث قادم، وسيكون الأخير في فئة الناشئين ومن ثم أبدأ مرحلة جديدة». وتختم بطموح كبير: «أنا لا أمثل نفسي فقط، بل بلادي. وأعد بأن أرفع اسم الإمارات عالياً في كل نزال أخوضه».


مجلة هي
منذ 2 أيام
- مجلة هي
خاص "هي": الشيف غريغوار بيرغر: علَمتني جدتي أن الطعام حبٌّ وثقافةٌ وتراث.. والطريق إلى ميشلان مليءٌ بالتضحيات
ما الذي يجمع بين مطعم Ossiano ومطعم Sushi Art في دبي؟ الشيف غريغوار بيرغر بالتأكيد، بجانب التركيز على الأطعمة البحرية. فقد أطلق الشيف غريغوار بيرغر، الحائز على نجمة ميشلان، تعاونًا حصريًا مع سوشي آرت، العلامة التجارية الرائدة في دولة الإمارات في مجال السوشي الفاخر والعصري؛ وابتكرا معًا قائمة أوماكاسي محدودة الإصدار من ثمانية أطباق، تمَ إطلاقها في 15 أبريل في جميع فروع سوشي آرت في دبي وأبوظبي. ويُضفي الشيف غريغوار، وهو ضيفٌ مخلص للعلامة التجارية منذ فترةٍ طويلة، أسلوبه المميَز في سرد القصص وتقنياته الراقية على قائمة طعامٍ مستوحاة من الذكريات والعائلة والبحر. ومن أبرز الأطباق في هذه القائمة: روبيان ديناميت بالسمسم الأسود، ولفائف أوبسي بلو مع الأرز الأزرق وتوم خا، وموتشي ماتشا جاناشي، التي تمزج بين الذوق المسرحي والعاطفة العميقة. الشيف غريغوار بيرغر؛ علَمتني جدتي أن الطعام حبٌّ وثقافةٌ وتراث بالطبع، كان لموقع "هي" حوارٌ جميل ودافئ مع الشيف بيرغر، للتعرف أكثر على هذا التعاون الفريد؛ بالإضافة بالطبع إلى سبر أغوار هذا الشيف المتميز وما يحمله إرثه الطهوي من تجارب تستحق المشاركة مع قارئاتنا. شيف غريغوار؛ أهلًا وسهلًا بكَ معنا على موقع "هي".. في البداية، هل لكِ أن تخبرنا أكثر عن نفسك. أهلًا بكِ وبموقع "هي".. وُلدتُ في فرساي ونشأتُ في بريتاني، منطقةٌ يتفاعل فيها البحر والبر من خلال مكوناتها. وتدربتُ في معهد CFA في فان، وهو معهدٌ مرموق للطهي؛ حيث تعلمتُ الانضباط والدقة اللذين لا يزالان يُشكَلان منهجي حتى اليوم. متى اكتشفتَ رغبتكَ في أن تصبح طاهي؟ منذ صغري، أسرتني أجواء المطبخ؛ وأذهلني تحويل المكونات الخام إلى شيءٍ عاطفيَ لا يُنسى. لم يكن الأمر يتعلق بالطعام فحسب، بل يتمحور أيضًا حول سرد القصص. من / ماذا كان مصدر إلهامكَ الرئيسي لتصبح طاهي؟ جدتي.. كانت لديها طريقة طبخٍ متواضعةٌ وإنما عميقة. لقد رسخَت في ذهني قدرتها على جمع الناس حول المائدة، وتحضير شيءٍ مميز من أبسط المكونات. وهي من علَمني أن الطعام هو حبٌّ وثقافةٌ وتراث. في السنوات الأولى من مسيرتكَ المهنية، كيف تصفُ رحلة سعيكَ لتصبح طاهٍ حائز على نجمة ميشلان؟ كانت رحلةً شاقة.. فالطريق إلى ميشلان مُعبّد بالتضحيات، والضغط المستمر، وساعات العمل الطويلة، ولكنه أيضًا مليء بالتعلَم العميق. كل خطوة، من شيف مبتدئ إلى رئيس الطهاة، كانت اختبارًا للمرونة ودفعةً نحو التميز. عملتَ مع العديد من مطاعم ميشلان، ومع طهاةٍ مشهورين عالميًا؛ ماذا أضافت تلك التجارب إلى معرفتكَ ومهاراتكَ في الطهي؟ لا شك في أن هذه التجارب علَمتني الانضباط والدقة والتواضع. فالعمل مع نخبةٍ من أفضل الطهاة في العالم، قد صقلَ مهاراتي ووسّع آفاقي؛ كما عززَ قيمة الاتساق وأهمية التطور دون فقدان الروح. يصف الشيف بيرغر رحلته نحو نجمة ميشلان بالمليئة بالتضحيات أخبرنا عن تجربتكَ العملية في أوسيانو، أتلانتس النخلة. كان أوسيانو فصلًا تحوليًا في حياتي؛ وعلى مدى ما يقرب من عقد من الزمان، حوّلناه إلى وجهةٍ تجمع بين سرد القصص الطهوية والتجارب الغامرة. كان الحصول على نجمة ميشلان والتصنيف ضمن أفضل مطاعم العالم، ثمرة شغفٍ دؤوب وعملٍ جماعي. لديكَ في سجلكَ، العديد من الجوائز والأوسمة؛ هل أضافت هذه الجوائز أي شيء إلى شغفكَ بفنون الطهي؟ أعتبرُها تأكيدات، وليست أهدافًا. إنها تُثبت جدارة العمل، لكن شغفي ينبع من المهنة نفسها - الإبداع، والتواصل، وتحدي نفسي باستمرار. ما الذي "أشعلَ" موهبتكَ في الطبخ؟ فضولٌ عميق ورغبةٌ في جعل الناس يشعرون بشيءٍ ما من خلال الطعام. أرى الطبخ شكلاً من أشكال التواصل - يتجاوزُ الكلمات ويتحدثُ مباشرةً إلى الحواس. أخبرنا عن تعاونك مع سوشي آرت، وعن أول تجربة أوماكاسي راقية وسهلة في الإمارات العربية المتحدة. يهدف هذا التعاون مع سوشي آرت إلى الجمع بين سهولة الوصول والرقي. أردنا تقديم نوعٍ جديد من أوماكاسي - نوعٌ يحترم التقاليد اليابانية التي تسمح للطاهي باختيار أطباقه، ولكنه يحمل لمسةً عصرية وإقليمية مميزة. إنه سهلٌ، نعم، ولكنه غني بالتقنيات وسرد القصص. لأكثر من عقد، كنتُ أنا وعائلتي من أشد المعجبين بسوشي آرت، ويحتل فرع جميرا بيتش ريزيدنس مكانةً خاصة في قلوبنا. هناك، في أول يوم لابنتي خارج المنزل، تناولنا وجبةً لا تُنسى معًا؛ واليوم، لا تزال علاقتنا بسوشي آرت قوية كما كانت دائمًا. خذي روبيان الديناميت بالسمسم الأسود كمثال. شعاري وراءه هو "الحياة تبدأ من حافة منطقة راحتكَ"؛ الجميع يعرف روبيان الديناميت - إنه مألوفٌ ومريح. ولكن هنا، أخذناهُ إلى مكانٍ آخر؛ إذ يُضفي السمسم الأسود ومسحوق الفحم عمقًا وكثافةً، ما يُضيف عليه أناقةً تُشبه الدخان. بالنسبة لي، يتعلق الأمر بدخول عالمٍ جديدٍ وإعادة اكتشاف شيءٍ عزيزٍ من منظورٍ جديد. ثم هناك لفائف ناشي الربيعية بالكمثرى والملفوف - ما أُفضّل أن أصفه بأنه "على درب الحنين". إنها ناعمة، مقرمشة، حلوة، ولاذعة في آنٍ واحد. نكهات اليوزو والكمثرى والسمسم تُضفي نكهاتٍ مُريحةٍ تُنعش النفس، وتترك أثرًا في الروج. زبدة الفول السوداني هي في الواقع لمسةٌ من نكهة ابنتي - أردتُ أن أُدمج وجبتها الخفيفة المُفضّلة في هذا التعاون. أما لفائف ورق الأرز، والتقنية المستخدمة، ونهاية العسل الإماراتي - كل ذلك مُتجذّرٌ أيضًا في الحاضر؛ إنه طبقٌ يُعبّر عن الزمن، عن التمسك بالماضي مع احتضان الحاضر. تعاون مثمر بين سوشي آرت والشيف غريغوار بيرغر والمثال الأخير هو لفائف أوبسي بلو مع الأرز الأزرق وتوم كا. لطالما كان البحر مصدر إلهامٍ لي بفضل إيقاعه وتقلباته. شعارنا هو "تقبيل البحر على الشفاه"؛ مع الروبيان الأزرق السماوي والأرز بلون المحيط، ستشعرين وكأنكِ تتذوقين المحيط ذاته. ثم ستحصلين على طبق توم كا الكريمي المتبل - نفحةٌ من جوز الهند والليمون الحامض والخولنجان - كذكرى موجة تغادر الشاطئ. إنه رومانسي، عابر، ويرتكز على احترامٍ عميق للطبيعة. ولهذا السبب، يُهمني ويعنيني هذا التعاون؛ فهو لا يتعلق بالاندماج السطحي أو التوجهات الجديدة فحسب، بل بمشاركة القصص من خلال الطعام، وإضفاء معنى على كل لقمة. ماذا يتوقع زوار سوشي آرت من هذا التعاون؟ يمكن للضيوف توقع تجربةٍ مُصممة بعناية، تُحقَق التوازن المثالي بين الرقي وسهولة الوصول. يدور هذا التعاون حول إعادة تعزيز الحياة اليومية؛ وصُممَ كل طبق بعناية: لعرض نكهاتٍ متعددة الطبقات، ومزاوجات غير متوقعة، وسردٍ يدعو رواد المطعم إلى الاسترخاء والاستمتاع. من اللقمة الأولى إلى الطبق الأخير، تُقدّم قائمة الطعام هذه شعورًا بالاستكشاف. والأهم من ذلك كله، إنها تجربةٌ تناسب الجميع - سيُقدّر الذواقة المتمرسون التقنية وسرد القصص، بينما سيشعر الوافدون الجدد الفضوليون بالترحيب بفضل دفء النكهات وسهولة الوصول إليها. إنه تعاونٌ متجذر في الحرفية والتواصل والمتعة المشتركة لوجبة مُعدّة بإتقان. بين السفر والطبخ واستكشاف المزيد من تطوير الأعمال؛ ما هي المعايير التي تتَبعها عادةً لتحقيق التميَز؟ الأصالة والنية؛ لا أفعل الأشياء لمواكبة الصيحات، بل أتبَع المعنى. ينبع التميَز من مواءمة قيمكِ مع أفعالكِ، سواءً في المطبخ أو في العمل أو في الحياة بالعموم. ما هي خططكَ المستقبلية لعملكَ ومسيرتكَ المهنية؟ أركَزُ على توسيع مشاريعي في مجال الطهي، بما في ذلك مفاهيم تناول الطعام الغامرة وخدمات تقديم الطعام الفاخرة. كما أعملُ على تطوير منصاتٍ تربط الطهاة بالعلامات التجارية الراقية. المستقبل يدور حول الابتكار، دون أن ننسى أصولنا. كيف يصف لنا غريغوار بيرغر أسلوبه العام في الطهي؟ متجذرٌ في التقنية الفرنسية، متأثرٌ بالتأثيرات العالمية، ومدفوعٌ بالعاطفة.. أرى كل طبق كحوارٍ بين التراث والحداثة. قائمة الطعام أوماكاسي بين بيرغر وسوشي آرت تحترم التقاليد اليابانية كيف تتخيل عادةً قوائم الطعام؟ يبدأ الأمر بقصةٍ أو شعور. أرسمُ من الذكريات والمناظر الطبيعية والمراجع الثقافية، ثم أضيفُ طبقاتٍ من القوام ودرجات الحرارة والتباينات. قائمة الطعام، بالنسبة لي، هي بمثابة رحلة. ما هي الأدوات الأساسية التي يجب أن يمتلكها الطاهي الناجح برأيك؟ الفضول والتواضع والهوس بالتفاصيل. الموهبة تُساعد، لكن العقلية أهم - وخاصةً القدرة على القيادة والتطور. ما الذي لا يمكنكَ العيش بدونه في المطبخ؟ سكينٌ حاد وتركيزٌ هادئ. والزبدة - هذا بديهي! كيف تديرُ الصراع والمنافسة بين موظفي المطبخ؟ بالتواصل الواضح والاحترام المتبادل والقيادة بالقدوة. المطابخ بيئاتٌ متوترة، ولكن مع الثقافة المناسبة، يمكن أن تتحول المنافسة إلى تعاون. أصبحت التكنولوجيا اليوم علامةً فارقة في كل عمل؛ كيف برأيكِ، تؤثر على الطبخ إيجابًا وسلبًا؟ من الناحية الإيجابية، يُوفَر هذا النظام الدقة والكفاءة والإبداع - فكّري في الطهي المُفرَغ من الهواء، أو التقديم ثلاثي الأبعاد، أو تطوير قوائم الطعام بناءً على البيانات. أما من الناحية السلبية، فإنه يُخاطر بعزلنا عن الحرفة؛ يجب أن تخدم التكنولوجيا الطهاة، لا أن تحل محلهم. في الختام؛ ما نصيحتكَ للطهاة الجدد عبر "هي"؟ تعلّموا الأساسيات – أتقِنوها؛ تحلَوا بالصبر، وابقوا متواضعين، ولا تطاردوا الشهرة على حساب الجوهر. دعوا طعامكم يتحدث، ولا تنسوا أبدًا: نحن هنا للخدمة، والإلهام، والتواصل.