
هاوية جديدة
الآن، وقد حدث ما نشاهد تداعياته بين إسرائيل وإيران، يمكن القول باطمئنان إن المنطقة انزلقت مجدداً إلى هاوية توسّع مساحات القلق والتوتر اللذين نعيشهما على الأقل منذ بداية الحرب في غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وإن كان العالم كله منشغلاً بآثار الضربات التي بادرت إسرائيل بتوجيهها إلى إيران، ومحاولة احتوائها، فإن المنطقة هي الخاسر الأكبر على الصعد السياسية والأمنية والاقتصادية. لم تكن المنطقة بحاجة إلى هذا التصعيد الذي لا فائز فيه، ولا يمكن أن يحقق مراد من يسعى إلى تفخيخها وإعادة رسم الخرائط وضبط موازين القوى بإشعال مزيد من اللهب.
لم تمض أيام على تجدد صوت الحكمة الإماراتية الداعي إلى حتمية الارتكان إلى العمل الدبلوماسي وحده في حل الأزمات التي تعصف بالمنطقة، حتى انفلت القرار الإسرائيلي مرة أخرى واختار العدوان سبيلاً للحوار.
كان الصوت الإماراتي الممثل هذه المرة في د. أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة، يرى نذر التصعيد الذي تحول إلى واقع مؤرق، رغم أمل أطراف كثيرة في أن تتجنب المنطقة ذلك بتواصل المفاوضات الأمريكية الإيرانية حول البرنامج النووي لطهران، سعياً لاتفاق يكون أحد أسس الاستقرار المبتغى بانعكاساته المأمولة على بقية الملفات الموزعة على أكثر من ساحة.
كنا على موعد جديد اليوم مع جولة أخرى للتفاوض نسفها، ومعها كل الجهود السابقة في هذا الإطار، إشعال إسرائيل حرباً جديدة لا يعلم أحد بما تنطفئ، ولا متى. ولم يعد من المقبول، وفق مصادر إيرانية، الجلوس إلى مائدة مفاوضات، بينما الهوة بين المتفاوضين تتعمق وتزداد المواقف تنافراً، فطهران لا شك ترى أن محاولات دفعها إلى اتفاق بالتهديد تارة، وبالترغيب تارة أخرى، تحولت إلى عمل عدائي لن يحملها على تفاهمات، على الأقل في هذه الفترة الملتهبة.
وبهذه الخطوة الإسرائيلية، ندرك خطورة ما كانت الإمارات تخشاه، وقيمة دعوتها إلى ضرورة التمسك بالعمل الدبلوماسي، وهي دعوة وجدت صداها في أكثر من مكان، وكان في الاستماع إليها عاصم من ما نعيشه الآن، وأمل في إحياء مفهوم تصفير مشكلات المنطقة الذي بزغ لفترة بدت فيها معظم الأطراف حريصة على إعادة ترتيب العلاقات والقفز فوق الخلافات؛ تجنباً لمثل ما نرى حالياً وغيره.
مما يؤسف له أن ننتقل خلال أيام من مرحلة الدعوة إلى تجنب الانزلاق إلى نار جديدة، إلى تسخير الجهود لتطويق حدودها ولجم حركتها من بقعة إلى أخرى.
قدر هذه المنطقة الدائم أن تكتوي بجنون بعض أطرافها، لكن الدول العربية تحديداً مطالبة بأن ترفع صوتها دفاعاً عن مصالحها الفردية والجماعية، فلا تبقى في أيدي عابثين، وأن تضع القوى الكبرى، خاصة من يدعم العبث أو يشجع عليه أو يغض الطرف عنه، أمام مسؤوليتها، قبل أن تتسع الهاوية وتنال أكثر من استقرار العالم كاملاً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 37 دقائق
- الإمارات اليوم
إعلام إسرائيلي القصف الإيراني استهدف منزل عائلة نتنياهو في قيسارية
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن القصف الإيراني الأخير شمل استهداف مسكن عائلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بلدة قيسارية ولم ترد حتى الآن تقارير رسمية عن حجم الأضرار أو وقوع إصابات.


سكاي نيوز عربية
منذ 37 دقائق
- سكاي نيوز عربية
بزشكيان: رد طهران على هجمات إسرائيل سيكون أكثر شدة
وأوضح بزشكيان: "إذا استمرت الأعمال العدائية الإسرائيلية فإن ردود طهران ستكون أكثر حسما وشدة". وأضاف بزشكيان، أن الجيش الإيراني رد حتى الآن "بقوة وبشكل مناسب". في المقابل، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في وقت سابق، الأحد، إيران بدفع "ثمن باهظ" بسبب ما وصفه بتعمد طهران استهداف المدنيين. وقال نتنياهو في تصريح من بلدة "بات يام" التي طالتها الصواريخ الإيرانية: "إيران ستدفع ثمنا باهظا للغاية لقتلها المدنيين والنساء والأطفال عمدا". وأضاف: "لو امتلكت إيران أسلحة نووية لسقطت على المدن الإسرائيلية. صواريخ إيران تهديد وجودي لإسرائيل". كان الجيش الإيراني قد هدد، الأحد، بتوجيه ضربات حاسمة ومؤثرة ضد إسرائيل ، وذلك في إطار الهجمات المتبادلة بين البلدين منذ فجر الجمعة الماضية. وقال القائد العام للجيش الإيراني اللواء أمير حاتمي: "الجيش سيوجه ضربات مؤثرة وحاسمة لإسرائيل"، موضحا أن جنود الجيش "سيوجهون وبكامل الجاهزية، ضربات حاسمة ومؤثرة إلى جسد النظام الصهيوني الزائف والقاتل للأطفال".


سكاي نيوز عربية
منذ 38 دقائق
- سكاي نيوز عربية
بعد نقل المقاتلات.. هل ستدعم بريطانيا إسرائيل ضد إيران؟
وفي تصريحات لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية، دعت ريفز إلى وقف التصعيد في الصراع، وقالت إن قرار إرسال طائرات إضافية إلى المنطقة "خطوة احترازية". وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت بريطانيا ستقدم المساعدة لإسرائيل إذا طلب منها ذلك، قالت ريفز: "ساعدنا إسرائيل سابقا عندما انطلقت صواريخ باتجاهها". وأضافت: "نرسل معدات لحماية أنفسنا وأيضا ربما لدعم حلفائنا". والسبت، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر نقل أصول عسكرية بريطانية إضافية، منها طائرات مقاتلة ، إلى الشرق الأوسط لتقديم الدعم الطارئ في أنحاء المنطقة. وقال ستارمر: "نحن ننقل أصولا إلى المنطقة، منها طائرات مقاتلة، وذلك لتقديم الدعم في حالات الطوارئ في المنطقة". وشاركت بريطانيا العام الماضي في حماية إسرائيل من هجمات صاروخية من إيران. وفي أبريل الماضي، أسقطت الطائرات البريطانية طائرات مسيرة إيرانية كانت متجهة إلى إسرائيل. وفي أكتوبر، قالت برطانيا إن اثنتين من طائراتها المقاتلة وناقلة للتزويد بالوقود في الجو شاركت في محاولة اعتراض صواريخ إيرانية. ولم تشتبك المقاتلتان مع أي أهداف. ومع ذلك دبت خلافات متكررة منذ ذلك الحين بين بريطانيا وإسرائيل حول أسلوب تل أبيب في الحرب على غزة. وفرضت بريطانيا الأسبوع الماضي عقوبات على وزيرين إسرائيليين من اليمين المتطرف، هما إيتمار بن غفير و بتسلئيل سموتريتش ، متهمة إياهما بالتحريض المتكرر على العنف ضد الفلسطينيين. ووصفت إسرائيل القرار بأنه "مشين"، وقالت إن الحكومة بصدد اتخاذ قرار لتحديد كيفية الرد. وتبادلت إسرائيل وإيران شن هجمات جديدة الليلة الماضية واليوم الأحد. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الهجمات التي شنتها إسرائيل حتى الآن لا تعد شيئا مقارنة بما ستشهده إيران في الأيام المقبلة.