
قصة "الفول المدمس" أشهر طبق على مائدة المصريين في رمضان
جو 24 :
"الفول المدمس" الوجبة الرسمية للمصريين التي يتم تناولها بشكل شبه يومي على مائدة الإفطار طوال العام، وطبق أساسي في السحور خلال شهر رمضان الكريم.
طبق "الفول المدمس" استخدمه المصريون القدماء كبديل للبروتين، ويعد الأكلة الشعبية الأولى في مصر التي تقدم بأكثر من طريقة مختلفة، ولكنها تعتمد بشكل كامل على حبوب الفول الممزوجة بعصير الليمون وبعض التوابل مثل الملح والكمون.
واعتاد المصريون القدماء على تسوية الفول في قدر كبيرة، كانت تصنع في البداية من الفخار، ثم النحاس، إلى أن أصبحت تصنع من الألومنيوم حتى وقتنا الحالي.
وكان المصريون القدماء يضعونه في قدور بها ماء، ثم توضع هذه القدور في رماد الفرن، وتظل به مدة إلى أن ينضج ثم يؤكل مدمسا والمكان الذي يسوى فيه الفول يعرفه المصريون بالمستوقد.
تسمية "الفول المدمس"
أما أصل كلمة "مدمس" فهي تشير إلى الطريقة التي ينضج بها الفول، وهي دفنه في الوقود والرماد، فالفول المدمس تعني بالمصرية القديمة "الفول المدفون" وأصلها "تمس" وحرفت بالعربية إلى مدمس.
وفي رواية أخرى يقال إن رجل يوناني يدعى "ديموس" كان يعيش في مصر القديمة، وكان يمتلك أحد الحمامات العمومية، تلك التي كانت تحتوي خلفها دائماً على مستودع لحرق القمامة من أجل تسخين المياه في الحمام.
وفكر ديموس في يوم من الأيام في استغلال تلك الحرارة الناتجة عن حرق المخلفات والقمامة في تسوية الفول، فقام بوضع قدرة الفول في القمامة المشتعلة حتى تنضج، وبالفعل كانت النتيجة مبهرة، الأمر الذي انتشر بين المصريين وقتها، وأطلقوا على تلك الطريقة في تسوية الفول "مدمس" نسبة للخواجة "ديموس".
مصرية الفول المدمس
من جانبه قال الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار، في تصريحات صحافية أن المصريين عرفوا الفول كنبات وزرعوه ووصفوه في بردياتهم وعلى جدران المعابد، لكنهم في البداية لم يستخدموه كغذاء للإنسان، وإنما كان علفا للحيوانات، وكانت زراعته مفيدة للتربة.
وأضاف شاكر أن تاريخ الفول المدمس في مصر يعود إلى عصر الأسرات الأولى، حيث عثر العالم "شفينفورت" على بذوره في أحد قبور الأسرة الثانية عشرة، كما ظهرت في مدينة طيبة خلال عصر الدولة الحديثة.
وتشير الأوراق الطبية القديمة مثل "إيبِرس" و"هاريس"، إلى الفول بأسماء مختلفة مثل "أوربت" و"أور" و"أوري فور".
وأضاف كبير الأثريين أن أصل تسمية الفول "مدمس" مشتق من الكلمة المصرية القديمة "مدس" التي تعني "مدفون"، ويعود ذلك إلى طريقة طهي الفول في العصور القديمة، حيث كان يُدفن في الأرض لفترة طويلة قبل طهيه، كما يرجع إلى طريقة طهيه المُعقدة، حيث يُنقع ويطهى على نار هادئة لفترات طويلة.
وعُثر على بذور الفول في مواقع أثرية مثل سقارة وكوم أوشيم من العصر اليوناني الروماني، كما تُظهر نقوش مقبرة رخيمي رع، وزير تحتمس الثالث، تسلمه كميات من الفول والعسل لخزانة معبد آمون.
وتابع أن الرسوم القديمة تُظهر العمال وهم يقدمون قرابين الفول ويكدسونها في "كومة"، كما تشير بعض النقوش إلى هرس وغربلة الفول.
قدرة الفول وأنواعه المختلفة
وأكد كبير الأثريين أن "القدرة" كلمة مصرية قديمة تعود أصولها إلى اللغة القبطية، حيث اشتقت من كلمة "هيدرا"، التي تعني "بلاص" أو "جرة" أو "قدر".
في اللغة العامية المصرية، لا تزال كلمة "القدرة" متداولة على ألسنة الكثير في اللغة العامية المصرية، حيث يُقال "قدرة الفول" للدلالة على وعاء طهي الفول.
Play Video
وللفول أنواعه الكثيرة، لكن المدمس يفوق سائر الأنواع شهرة وشعبية، وقد أورد العلامة أحمد أمين في موسوعته "قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية" طريقة صُنع الفول المدمس الذي يلقى رواجًا كبيرًا في ليالي الشتاء وشهر رمضان المبارك.
ويقول العلامة علي الجندي في موسوعته "قُرة العين في رمضان والعيدين"، إن الفول المدمس من الأطعمة الأساسية، ويشترك في أكله الفقراء والأغنياء؛ لرُخص ثمنه، وقيمته الغذائية الكبيرة، حتى إن العامة يسمونه "مسمار الضلعة"؛ به يُصلب المصريون طولهم طوال اليوم.
وأبدع المصريون في تحضير طبق الفول، ولكل طريقته في التحضير؛ ففي القاهرة نشأ طبق الفول بالزيت والليمون والكمون والفول بالزبدة أيضا، والإسكندرانية يفضلون الفول بالبصل والطحينة وزيت الزيتون، وخرج من الدلتا طبق الفول بالطماطم والكزبرة وطاجن الفول بالبيض، وفي دمياط يقدم الفول بالحمص، وكعادة الصعايدة الذين يفضلون الأكل الثقيل فحضروا الفول بالزيت الحار وبالصلصة والشطة، وبالثوم.
انتقاله للدول العربية
ومن مصر انتقل الفول المدمس إلى باقي الدول، ففي "السودان" يُطلق عليه "حبيب الشعب"، ويتم تناوله بعد إضافة البصل والبهارات والطماطم، وأيضًا اللبن الرائب، بالإضافة إلى إعداده كوجبة رئيسية تسمى "البوش" وفيها يتم وضع الخبز فوقه كالفتة.
ووصل الفول إلى السعودية عن طريق الحجاج المصريين، وانتشر بين أهالي الحجاز بشكل كبير، وانتشر في باقي مناطق المملكة ليكون وجبة رئيسية على الإفطار في رمضان.
رواية تكذب مصرية الفول
إلا أن هناك رواية تكذب مصرية الفول، وأن مصر القديمة ليست هي صاحبة الحق الحصري في أصله حيث قالت الموسوعة الشاملة "إنسيكولوبيديا" عبر موقعها الإلكتروني إن علماء التاريخ كانوا قد عثروا على أقدم بقايا للفول المدمس في فلسطين، في الفترة من (6800 إلى 6500 قبل الميلاد) في العصر الحجري الحديث.
ولكن بعد هذه الفترة، عثر على بقايا أثرية للفول المدمس تعود لعام 3000 قبل الميلاد، في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وأوروبا الوسطى، حيث كان طعامًا شائعًا لدى العديد من حضارات البحر المتوسط والشرق الأدنى، بما في ذلك الحضارة المصرية والرومانية واليونانية، بجانب نباتات البازلاء، والعدس، والحمص.
ولكن بحسب كتاب "الآثار - شفرة الماضي.. اللغز والحل" للدكتور خالد عزب، يعد الفول من أهم البقول التي عرفها قدماء المصريين منذ عصر الأسرات الأولى، وعُثر على بذوره في أحد قبور الأسرة الثانية عشرة، وفي طيبة من عصر الدولة الحديثة عثر على بذور الفول في قبور بسقارة وكوم أوشيم من العصر اليوناني الروماني، وهي محفوظة في المتحف الزراعي بمنطقة الدقي بمحافظة الجيزة المصرية.
تابعو الأردن 24 على

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوكيل
١٣-٠٣-٢٠٢٥
- الوكيل
قصة 'الفول المدمس' أشهر طبق على مائدة المصريين في رمضان
الوكيل الإخباري- يعتبر "الفول المدمس" من أكثر الأطباق شهرة في مصر، حيث يُعتبر الوجبة الرئيسية على مائدة الإفطار طوال العام، وطبقاً أساسياً على مائدة السحور خلال شهر رمضان. يتمتع الفول المدمس بشعبية كبيرة بين المصريين، حيث يُقدم بأكثر من طريقة، ويعتمد بشكل أساسي على حبوب الفول الممزوجة بعصير الليمون وبعض التوابل مثل الملح والكمون. اضافة اعلان أصل الفول المدمس: استخدم المصريون القدماء الفول كبديل للبروتين، ويعد من الأطعمة التي تم تحضيرها في قدور ضخمة مصنوعة في البداية من الفخار ثم النحاس، ليتم تصنيعها أخيرًا من الألومنيوم حتى الوقت الحاضر. كان الفول يُطهى في قدور مليئة بالماء، ويتم وضعها في رماد الفرن لينضج، وهذه الطريقة كانت تُعرف بـ"المستوقد". تسمية "الفول المدمس": أصل كلمة "مدمس" يعود إلى الطريقة التقليدية في طهي الفول، حيث يتم دفنه في الوقود والرماد أثناء تسويته. وهناك رواية أخرى تشير إلى أن رجلًا يونانيًا يدعى "ديموس" قام باستخدام حرارة القمامة لتسوية الفول، ومن هنا تم إطلاق اسم "مدمس" على هذه الطريقة. تاريخ الفول في مصر: يقول الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار، إن الفول تم زراعته في مصر منذ العصور القديمة، حيث عُثر على بذوره في قبور الأسرة الثانية عشرة، كما ورد ذكره في برديات مصر القديمة والمعابد، وكان يُستخدم في البداية كعلف للحيوانات. طريقة طهي الفول في العصور القديمة: كان الفول يطهى في "قدرة" مصرية قديمة، وهي الوعاء الذي يُستخدم لتحضير الطعام، وساهمت اللغة القبطية في تسمية "القدرة" التي تُستخدم حتى اليوم للإشارة إلى وعاء الفول. طرق تحضير الفول في مصر: تشمل طرق تحضير الفول في مصر العديد من الأشكال التي تختلف من منطقة إلى أخرى. في القاهرة، يتم تحضير الفول مع الزيت والليمون والكمون، بينما في الإسكندرية يفضلون الفول مع البصل والطحينة وزيت الزيتون. وفي دمياط، يتم إضافة الحمص إلى الفول، أما في الصعيد فيتم تحضيره بالزيت الحار والصلصة والشطة. انتشار الفول في الدول العربية: انتقل الفول المدمس من مصر إلى العديد من الدول العربية. ففي السودان، يُطلق عليه "حبيب الشعب"، ويتم تناوله مع البصل والبهارات والطماطم. كما أن الفول المدمس وصل إلى السعودية عن طريق الحجاج المصريين، وأصبح جزءاً من الإفطار الرمضاني في المملكة. الجدل حول أصل الفول: ورغم تأكيد بعض المصادر على أن الفول هو طبق مصري قديم، هناك روايات تُشير إلى أن أقدم بقايا الفول المدمس تم العثور عليها في فلسطين في العصر الحجري الحديث، وتحديدًا بين (6800 إلى 6500 قبل الميلاد). كما أظهرت آثار من حوض البحر الأبيض المتوسط وأوروبا الوسطى أن الفول كان طعامًا شائعًا في عدة حضارات قديمة. الفول المدمس في العصر الحديث: الفول المدمس اليوم يعتبر من الأطعمة الأساسية في مصر، حيث يُقبل عليه الجميع بسبب قيمته الغذائية العالية وسعره الرخيص. وتُظهر الدراسات أن الفول يظل جزءاً لا يتجزأ من ثقافة الطعام في مصر، ويُعزز بذلك مكانته في حياة المصريين اليومية، خاصة في شهر رمضان. العربية


الوكيل
١٣-٠٣-٢٠٢٥
- الوكيل
قصة 'الفول المدمس' أشهر طبق على مائدة المصريين في رمضان
الوكيل الإخباري- يعتبر "الفول المدمس" من أكثر الأطباق شهرة في مصر، حيث يُعتبر الوجبة الرئيسية على مائدة الإفطار طوال العام، وطبقاً أساسياً على مائدة السحور خلال شهر رمضان. يتمتع الفول المدمس بشعبية كبيرة بين المصريين، حيث يُقدم بأكثر من طريقة، ويعتمد بشكل أساسي على حبوب الفول الممزوجة بعصير الليمون وبعض التوابل مثل الملح والكمون. اضافة اعلان أصل الفول المدمس: استخدم المصريون القدماء الفول كبديل للبروتين، ويعد من الأطعمة التي تم تحضيرها في قدور ضخمة مصنوعة في البداية من الفخار ثم النحاس، ليتم تصنيعها أخيرًا من الألومنيوم حتى الوقت الحاضر. كان الفول يُطهى في قدور مليئة بالماء، ويتم وضعها في رماد الفرن لينضج، وهذه الطريقة كانت تُعرف بـ"المستوقد". تسمية "الفول المدمس": أصل كلمة "مدمس" يعود إلى الطريقة التقليدية في طهي الفول، حيث يتم دفنه في الوقود والرماد أثناء تسويته. وهناك رواية أخرى تشير إلى أن رجلًا يونانيًا يدعى "ديموس" قام باستخدام حرارة القمامة لتسوية الفول، ومن هنا تم إطلاق اسم "مدمس" على هذه الطريقة. تاريخ الفول في مصر: يقول الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار، إن الفول تم زراعته في مصر منذ العصور القديمة، حيث عُثر على بذوره في قبور الأسرة الثانية عشرة، كما ورد ذكره في برديات مصر القديمة والمعابد، وكان يُستخدم في البداية كعلف للحيوانات. طريقة طهي الفول في العصور القديمة: كان الفول يطهى في "قدرة" مصرية قديمة، وهي الوعاء الذي يُستخدم لتحضير الطعام، وساهمت اللغة القبطية في تسمية "القدرة" التي تُستخدم حتى اليوم للإشارة إلى وعاء الفول. طرق تحضير الفول في مصر: تشمل طرق تحضير الفول في مصر العديد من الأشكال التي تختلف من منطقة إلى أخرى. في القاهرة، يتم تحضير الفول مع الزيت والليمون والكمون، بينما في الإسكندرية يفضلون الفول مع البصل والطحينة وزيت الزيتون. وفي دمياط، يتم إضافة الحمص إلى الفول، أما في الصعيد فيتم تحضيره بالزيت الحار والصلصة والشطة. انتشار الفول في الدول العربية: انتقل الفول المدمس من مصر إلى العديد من الدول العربية. ففي السودان، يُطلق عليه "حبيب الشعب"، ويتم تناوله مع البصل والبهارات والطماطم. كما أن الفول المدمس وصل إلى السعودية عن طريق الحجاج المصريين، وأصبح جزءاً من الإفطار الرمضاني في المملكة. الجدل حول أصل الفول: ورغم تأكيد بعض المصادر على أن الفول هو طبق مصري قديم، هناك روايات تُشير إلى أن أقدم بقايا الفول المدمس تم العثور عليها في فلسطين في العصر الحجري الحديث، وتحديدًا بين (6800 إلى 6500 قبل الميلاد). كما أظهرت آثار من حوض البحر الأبيض المتوسط وأوروبا الوسطى أن الفول كان طعامًا شائعًا في عدة حضارات قديمة. الفول المدمس في العصر الحديث: الفول المدمس اليوم يعتبر من الأطعمة الأساسية في مصر، حيث يُقبل عليه الجميع بسبب قيمته الغذائية العالية وسعره الرخيص. وتُظهر الدراسات أن الفول يظل جزءاً لا يتجزأ من ثقافة الطعام في مصر، ويُعزز بذلك مكانته في حياة المصريين اليومية، خاصة في شهر رمضان. العربية


الغد
١٣-٠٣-٢٠٢٥
- الغد
كيفية تحضير خبز التميس في المنزل؟
ما هو خبز التميس وكيفية عمله في المنزل؟ خبز التميس خبز التميس هو أحد الأنواع الخبز التقليدية المصنوعة في مصر القديمة، والذي يتميز بشكله المستدير وسطحه المسطح، ويُعتبر من أقدم أنواع الخبز في التاريخ المصري، حيث عُرف منذ عهد الفراعنة وما زال يُصنع حتى يومنا هذا في بعض المناطق المصرية، ويتميز بطريقة تحضيره الفريدة، حيث يُصنع من دقيق القمح الكامل مع الخميرة، ويُترك ليختمر لفترة طويلة، مما يمنحه نكهة مميزة وقواماً خاصاً. اضافة اعلان يتم خبز التميس في أفران طينية تقليدية على درجات حرارة مرتفعة، مما يمنحه قشرة خارجية مقرمشة ولباً داخلياً طرياً، ويمتلك قدرة كبيرة على الحفظ لفترات طويلة مقارنة بالخبز العادي، دون أن يفسد، بفضل طريقة تخميره وخبزه، كما أنه يتميز بقيمته الغذائية العالية، لاحتوائه على دقيق القمح الكامل الغني بالألياف والمعادن والفيتامينات، فضلا عن سهولة هضمه وقابليته للتناول مع مختلف أنواع الأطعمة. ويرتبط خبز التميس ارتباطاً وثيقاً بالثقافة المصرية وخاصة في صعيد مصر، حيث يستخدم في الوجبات اليومية وفي المناسبات الاجتماعية، وعلى الرغم من انتشار أنواع الخبز الحديثة، إلا أنه ما زال يحظى بمكانة خاصة في المطبخ المصري، ويُعتبر جزءاً مهماً من التراث الغذائي المصري. ويعود أصل خبز التميس إلى مصر القديمة، إذ يُعتبر من أقدم أنواع الخبز التي عرفها المصريون القدماء. وظهرت صوره على جدران المعابد والمقابر الفرعونية، مما يؤكد أهميته في الحياة اليومية للمصريين القدماء منذ آلاف السنين، وكان يُعرف قديماً باسم "تا" في اللغة المصرية القديمة، وانتشر صنعه في المناطق الريفية والقرى المصرية، خاصة في محافظات الصعيد. وارتبط هذا الخبز بحياة الفلاحين المصريين بشكل خاص، حيث كان يصنع في المنازل باستخدام الأفران الطينية التقليدية المعروفة باسم "الكوشة"، واكتسب اسم "التميس" من الطريقة التي يوضع بها العجين على قطعة قماش خاصة تسمى "التميسة" قبل خبزه، واستمر خبز التميس في الانتشار عبر العصور المختلفة في مصر، من العصر الفرعوني مروراً بالعصور القبطية والإسلامية وحتى العصر الحديث. ويشمل خبز التميس العديد من العناصر الغذائية المهمة للجسم، فهو مصدر غني بالألياف الغذائية التي تساعد في تحسين عملية الهضم وتنظيم مستويات السكر في الدم، ويتميز باحتوائه على نسبة عالية من البروتينات النباتية الضرورية لبناء وإصلاح أنسجة الجسم، كما أنه غني بالكربوهيدرات المعقدة التي تمد الجسم بالطاقة لفترات طويلة، وتساعد في الشعور بالشبع لوقت أطول مقارنة بالخبز العادي. ويحتوي أيضاً على مجموعة متنوعة من الفيتامينات، خاصة فيتامينات مجموعة ب وحمض الفوليك، والتي تلعب دوراً هاماً في عمليات التمثيل الغذائي وإنتاج الطاقة في الجسم، وفيتامين هـ المعروف بخصائصه المضادة للأكسدة، بالإضافة إلى المعادن المهمة مثل الحديد والزنك والمغنيسيوم والسيلينيوم، والتي تساهم في تكوين خلايا الدم الحمراء، دعم جهاز المناعة، والحفاظ على صحة العظام والعضلات. السعرات الحرارية في خبز التميس تختلف السعرات الحرارية في خبز التميس حسب حجم وسماكة الرغيف، ولكن بشكل عام يحتوي رغيف التميس المتوسط الحجم (حوالي 100 جرام) على ما يقارب 250-280 سعرة حرارية، ويتميز بأن معظم سعراته الحرارية تأتي من الكربوهيدرات المعقدة التي تشكل حوالي 50-55% من وزنه، وهي تتحلل ببطء في الجسم، مما يساعد في الحفاظ على مستويات ثابتة من السكر في الدم وتوفير الطاقة على مدار فترة أطول. يحتوي خبز التميس على نسبة عالية من الألياف الغذائية (حوالي 3-4 جرام لكل 100 جرام)، والتي تساعد في إبطاء عملية هضم الكربوهيدرات وامتصاصها، مما يجعله خياراً جيداً للأشخاص الذين يراقبون وزنهم أو مستويات السكر في الدم لديهم، كما أن محتوى الدهون فيه منخفض نسبياً، حيث يحتوي على حوالي 1-2% فقط من وزنه دهوناً، معظمها من الدهون غير المشبعة الصحية، مما يجعله خياراً مناسباً للأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً منخفض الدهون أو يحاولون تقليل السعرات الحرارية في وجباتهم. ما هي مكونات خبز التميس؟ ●يُعد دقيق القمح الكامل هو المكون الرئيسي لخبز التميس، والذي يحتفظ بجميع أجزاء حبة القمح بما فيها النخالة والجنين، ويُفضل استخدام الدقيق المطحون حديثاً للحصول على أفضل نكهة وقيمة غذائية. ●الخميرة أو العجين المخمر وهي عبارة عن جزء من عجينة سابقة تم تخميرها بشكل طبيعي، والتي تلعب دوراً هاماً في عملية التخمير، حيث تمنح الخبز نكهته المميزة وتساعد في تحسين قابليته للهضم. ●الملح، الذي يُضاف إلى العجينة بكمية معتدلة لتحسين النكهة وتنظيم عملية التخمير. ●الماء الدافئ لتشكيل العجينة، ويجب أن يكون الماء دافئاً وليس ساخناً لتنشيط الخميرة. ●في بعض الوصفات، يُضاف القليل من الحلبة المطحونة إلى العجينة، للحصول على نكهة مميزة للخبز والمساعدة في عملية التخمير، كما أنها تمنح الخبز لوناً ذهبياً جميلاً. طريقة عمل خبز التميس المكونات: ●3 أكواب من دقيق القمح الكامل ●كوب ونصف ماء دافئ ●ملعقة صغيرة ملح ●ملعقتان كبيرتان خميرة بلدي أو عجينة مخمرة ●نصف ملعقة صغيرة مسحوق حلبة ●طحين إضافي للتشكيل ●قطعة قماش خاصة لنقل العجين ●سمسم للتزيين طريقة التحضير: ●في البداية، يتم تجهيز العجينة الأساسية، عن طريق خلط دقيق القمح الكامل مع الخميرة والملح في وعاء كبير. ●يضاف الماء الدافئ تدريجياً مع العجن المستمر لمدة تتراوح بين 10-15 دقيقة حتى تتكون عجينة متماسكة ومرنة. ●بعد تشكيل العجينة، تُترك للتخمير في مكان دافئ لمدة تتراوح بين 4-6 ساعات، أو حتى يتضاعف حجمها. ●بعد التخمير، تُقسم العجينة إلى كرات متساوية الحجم، وتترك لترتاح لمدة 15-20 دقيقة، ثم تُفرد كل كرة على سطح مرشوش بالطحين بشكل دائري، مع الحفاظ على سماكة متوسطة. ●يتم استخدام أطراف الأصابع لعمل نقوش خفيفة على سطح العجين، وهي سمة مميزة لخبز التميس. ●يتم تجهيز الفرن التقليدي أو الفرن الحجري بتسخينه إلى درجة حرارة عالية (حوالي 250-300 درجة مئوية). ●تُنقل أقراص العجين بواسطة قطعة القماش الخاصة إلى الفرن، ويوضع الخبز على جدران الفرن الساخنة مباشرة، حيث يبدأ في الانتفاخ وتكوين فقاعات هوائية. ●يستغرق خبز كل رغيف حوالي 2-3 دقائق، حيث يتحول لونه إلى البني الذهبي ويصبح مقرمشاً من الخارج مع الاحتفاظ بالليونة من الداخل. ●يجب مراقبة عملية الخبز لتجنب احتراق الخبز، حيث أن درجة الحرارة العالية تجعل الخبز ينضج بسرعة. ●بعد إخراج الخبز من الفرن، يُترك ليبرد قليلاً على رف شبكي للسماح بخروج البخار، ويمكن تقديم خبز التميس ساخناً أو في درجة حرارة الغرفة، ويمكن تخزينه في كيس ورقي أو قماشي للحفاظ على جودته لعدة أيام. فوائد خبز التميس ●يقدم خبز التميس العديد من الفوائد الصحية والغذائية المهمة للجسم، فهو يحتوي على نسبة عالية من الألياف الغذائية التي تساعد في تحسين عملية الهضم وتنظيم حركة الأمعاء. ●يساعد في خفض مستويات الكوليسترول في الدم وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين. ●يساهم في تنظيم مستويات السكر في الدم، لاحتوائه على كربوهيدرات معقدة تتحلل ببطء في الجسم، مما يجعله مناسباً لمرضى السكري، كما أن محتواه من الألياف يساعد في إبطاء امتصاص السكر في الدم. ●يُعتبر خبز التميس مصدراً جيداً للبروتينات النباتية والأحماض الأمينية الضرورية للجسم، وهي مهمة لبناء وإصلاح الأنسجة وتقوية العضلات. ●يحتوي على مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن المهمة، والتي تساعد في تحويل الطعام إلى طاقة، مما يعزز من مستويات الطاقة في الجسم، ويقضي على الشعور بالتعب والإرهاق. ●يساهم محتواه من المعادن والمركبات الأخرى في تعزيز صحة الجهاز العصبي، ودعم وظائف الجسم المختلفة، بالإضافة إلى تقوي جهاز المناعة. ●يساعد في الحفاظ على الوزن الصحي، حيث أن محتواه العالي من الألياف يساعد في الشعور بالشبع لفترة أطول، كما أن سعراته الحرارية معتدلة ومحتواه من الدهون منخفض، مما يجعله خياراً مناسباً للأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً صحياً. ●عملية التخمير الطبيعية لخبز التميس تساهم في تحسين صحة الجهاز الهضمي من خلال تعزيز نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء، كما أنها تقلل من محتوى حمض الفيتيك، مما يزيد من قابلية امتصاص المعادن في الجسم. ●يُعد خبز التميس خياراً صحياً للأشخاص الذين يعانون من حساسية القمح، حيث تساهم عملية التخمير الطويلة في تكسير بعض البروتينات التي قد تسبب الحساسية، ومع ذلك، يجب على الأشخاص المصابين بحساسية الغلوتين الشديدة تجنبه. ●بالإضافة إلى فوائده الصحية، يتميز بأنه خالي من المواد الحافظة والمحسنات الصناعية، مما يجعله خياراً طبيعياً وصحياً للاستهلاك اليومي.