logo
الدراسات البينيَّة وتكاثر المعنى

الدراسات البينيَّة وتكاثر المعنى

شبكة النبأ١٩-٠٤-٢٠٢٥

لم تعد الحدود الصارمة بين التخصصات كافية لفهم تعقيد الظواهر الإنسانية، في عالمٍ تتكاثر فيه الأسئلة أكثر مما تتكاثر الإجابات. ومن هنا تبرز الدراسات البينية بوصفها استجابة معرفية لهذا التعقيد؛ إذ تجمع بين حقول مختلفة كالأدب والفلسفة، أو علم النفس والأنثروبولوجيا، أو من خلال الجمع بين مناهج متعددة داخل الحقل الواحد...
لم تعد الحدود الصارمة بين التخصصات كافية لفهم تعقيد الظواهر الإنسانية، في عالمٍ تتكاثر فيه الأسئلة أكثر مما تتكاثر الإجابات. ومن هنا تبرز الدراسات البينية بوصفها استجابة معرفية لهذا التعقيد؛ إذ تجمع بين حقول مختلفة كالأدب والفلسفة، أو علم النفس والأنثروبولوجيا، أو من خلال الجمع بين مناهج متعددة داخل الحقل الواحد، لتفتح أمامنا أفقًا قرائيًا يتجاوز المألوف، ويمنح النص حياةً متجددة في كل قراءة.
وليست الدراسات البينية مجرد تنقّل بين تخصصين أو منهجين أو أكثر، بل هي تقاطعٌ يُنتج توتّرًا خلاقًا، يفتح المعنى على احتمالات متعددة، ويمنح النص بعدًا حيويًا قابلاً للانفتاح على فضاءات متنوعة وقراءات مختلفة الزوايا، واحتمالات للمعنى لا تقف عند حدّ معين، بل تبقى تتوالد بتعدد القراءات والرؤى. فعندما نقرأ قصيدة بعدسة التحليل النفسي، أو نتأمل سردًا روائيًا بمنهج أنثروبولوجي، فإننا لا نُقحم هذه المناهج عليه قسرًا، بل نمنحه قدرة على التفلّت من أسر القراءة الواحدة، حيث المعنى لا يُضاف، بل يتكاثر.
وهذا ليس لعبًا لغويًا، بل توصيف لطبيعة النصوص في ضوء التداخل المعرفي؛ فكل حقل معرفي، وكل منهج قرائي، يحمل في داخله أدوات للتأويل، وآليات للتحليل، لا تتراكم عند تداخلها، بل تتشابك لتنسج دلالات أكثر حيوية وثراء، وأكثر خصوبة، وربما أكثر غموضًا ولا بأس بذلك، لكنه لا يقل دلالة. ومثل هذا التكاثر لا يعني الفوضى، بل العكس من ذلك: إنه شكل من الثراء المنهجي، حيث تنشأ الدقة من تعدد زوايا الرؤية، لا من ضيق الأفق وأحاديته.
ومع أهمية ذلك وضرورته، يبقى هذا المسار مُلغّمًا بالتحديات؛ إذ قد يقود الإفراط في التداخل إلى تمييع المعنى، أو الانزلاق نحو تعسف تأويلي. لذا، فإن الشرط الأهم في هذه المقاربة هو الوعي بحدود المنهج، دون الوقوف عندها، بل محاولة تطويع تلك الحدود ومنحها قابلية للمرونة والتحرر، وقابلية للإفادة من وجهات النظر المتنوعة تسهم في إنتاج صورة بانورامية للمعطيات الدلالية للنص.
فلو أخذنا تجربة بدر شاكر السياب – وليكن مثالنا قصيدته "أنشودة المطر" – لوجدنا أن رمزية المطر، والموت، والخصب، والغربة، والحنين إلى الطفولة، كلها قابلة للربط بجوانب من علم النفس التحليلي وفقًا لمنظور يونغ، كفكرة اللاوعي الجمعي، والأنماط البدائية مثل "الأم" و"الأرض".
وقد يُنظر إلى المطر بوصفه كثافة شعورية أكثر من كونه ظاهرة طبيعية، بما ينطوي عليه من ثنائية تحمل الأمل واليأس معًا، وهو ما يعكس ازدواجية الحالة النفسية في مرحلة عاشها الشاعر إبان ثورة تموز. ومن زاوية القراءة الاجتماعية، يمكن اعتبار هذه القصيدة وثيقة شعرية تعكس قلق مرحلة ما بعد الاستعمار، وأثر الاحتلال البريطاني والانقلابات السياسية في الخمسينيات، بكل ما رافقها من إحساس بالخذلان السياسي واللا جدوى من التغيير.
أما من خلال التداخل بين الأدب والأنثروبولوجيا، فيمكن تحليل رموز القصيدة الأسطورية ودلالاتها، مثل: تموز، وعشتار، والمطر، والموت، والبعث، والتي تشكّل بنية رمزية عميقة في سياق الوعي الجمعي.
كما تتيح المقاربة من زاوية الاقتصاد السياسي قراءة مشاهد الفقر بوصفها تعبيرًا عن بنية اقتصادية مختلّة، وفق مفاهيم الماركسية الأدبية، مثل جدلية المركز والهامش، أو الخطاب الطبقي " ما مر عام والعراق ليس فيه جوع".
ومن خلال التداخل بين الأدب والفيزياء الاحتمالية، يمكن أن تُقرأ "أنشودة المطر" ضمن منطق "الاحتمال الشعري" – حيث لا يتشكل معنى القصيدة من مسار واحد، بل من تراكب تأويلي يُشبه تراكب الحالات في ميكانيكا الكم. فالصورة الشعرية لا تتحدد بحدود نهائية، بل تتردد بين دلالات متعددة: المطر/ الدموع، الحياة/ الموت، الأرض/ السماء. ولنأخذ المشهد الذي يقول فيه السياب:
"كأنّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام/ بأنّ أمّه – التي أفاق منذ عام/ فلم يجدها، ثم حين لجّ في السؤال/ قالوا له: "بعد غدٍ تعود" –/ لابدّ أن تعود،/ وإن تهامس الرفاق أنها هناك/ في جانب التل تنام نومة اللحودْ"
في هذا المشهد وفي ضوء ما أسميناه (نظرية الاحتمال)، التي نوهنا عنها في مقال سابق نشر في ثقافية الصباح، ومن خلال تقاطع الأدبي بميكانيكا الكم، سنقدم عدة قراءات محتملة منها:
إن "الأم" هنا هي الوطن، أو الحياة، أو الأم الفعلية، أو حتى الزمن المفقود.
بينما تكون "نومة اللحود" رمزاً للموت، أو الغياب أو التغييب: حيث تترنح الدلالة بين غياب موقت وموت أبدي.
ويأتي الصوت الداخلي "لا بدّ أن تعود": ليس تأكيدًا حتميًا، بل أملًا أو وهمًا أو شوقًا. إنها حالة كمومية بين الإيمان والإنكار.
وما ينتج لنا من هذه الاحتمالات: أن المعنى هنا لا يُرصد بدقة، بل يحتمل عدة قراءات، وكل قراءة تنتج انهيار المعنى مثلما تنهار دالة الموجة في فيزياء الكم عند رصد الجسيم.
" في العالم الكمومي، الجسيم (كالإلكترون) لا يكون في حالة محددة، بل يكون في جميع الحالات الممكنة في وقت واحد، وهذا يُمثّل عبر "دالة موجية" (Wavefunction) تحوي كل تلك الاحتمالات، لكن عند الرصد ستنهار هذه الدالة إلى حالة واحدة فقط، وتختفي بقية الاحتمالات."
وتأسيسا على ذلك يتبين لنا أن هذه القصيدة ليست مغلقة، بل هي نظام مفتوح من الاحتمالات. كل صورة فيها تشبه جسيمًا كموميًا: لا تتخذ دلالة واحدة إلا عندما "نرصدها" أي نؤولها. وهذا سيخلق لنا تعددية خصبة في التفسير، ويفتح القصيدة على زمن لا نهائي من القراءات، كأنها (قصيدة في حالة كمومية) لا نهائية المعنى.
وتقريرا لما تقدم يتضح لنا أن الدراسات البينية تمثل دعوة إلى الإصغاء لصوت النص بأكثر من أذن. وفي هذا الإصغاء، يتكاثر المعنى، لا لأنه ينفلت، بل لأنه يعيش، فالمعنى الذي لا يحتمل التأويل، لا يحتمل الحياة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الدراسات البينيَّة وتكاثر المعنى
الدراسات البينيَّة وتكاثر المعنى

شبكة النبأ

time١٩-٠٤-٢٠٢٥

  • شبكة النبأ

الدراسات البينيَّة وتكاثر المعنى

لم تعد الحدود الصارمة بين التخصصات كافية لفهم تعقيد الظواهر الإنسانية، في عالمٍ تتكاثر فيه الأسئلة أكثر مما تتكاثر الإجابات. ومن هنا تبرز الدراسات البينية بوصفها استجابة معرفية لهذا التعقيد؛ إذ تجمع بين حقول مختلفة كالأدب والفلسفة، أو علم النفس والأنثروبولوجيا، أو من خلال الجمع بين مناهج متعددة داخل الحقل الواحد... لم تعد الحدود الصارمة بين التخصصات كافية لفهم تعقيد الظواهر الإنسانية، في عالمٍ تتكاثر فيه الأسئلة أكثر مما تتكاثر الإجابات. ومن هنا تبرز الدراسات البينية بوصفها استجابة معرفية لهذا التعقيد؛ إذ تجمع بين حقول مختلفة كالأدب والفلسفة، أو علم النفس والأنثروبولوجيا، أو من خلال الجمع بين مناهج متعددة داخل الحقل الواحد، لتفتح أمامنا أفقًا قرائيًا يتجاوز المألوف، ويمنح النص حياةً متجددة في كل قراءة. وليست الدراسات البينية مجرد تنقّل بين تخصصين أو منهجين أو أكثر، بل هي تقاطعٌ يُنتج توتّرًا خلاقًا، يفتح المعنى على احتمالات متعددة، ويمنح النص بعدًا حيويًا قابلاً للانفتاح على فضاءات متنوعة وقراءات مختلفة الزوايا، واحتمالات للمعنى لا تقف عند حدّ معين، بل تبقى تتوالد بتعدد القراءات والرؤى. فعندما نقرأ قصيدة بعدسة التحليل النفسي، أو نتأمل سردًا روائيًا بمنهج أنثروبولوجي، فإننا لا نُقحم هذه المناهج عليه قسرًا، بل نمنحه قدرة على التفلّت من أسر القراءة الواحدة، حيث المعنى لا يُضاف، بل يتكاثر. وهذا ليس لعبًا لغويًا، بل توصيف لطبيعة النصوص في ضوء التداخل المعرفي؛ فكل حقل معرفي، وكل منهج قرائي، يحمل في داخله أدوات للتأويل، وآليات للتحليل، لا تتراكم عند تداخلها، بل تتشابك لتنسج دلالات أكثر حيوية وثراء، وأكثر خصوبة، وربما أكثر غموضًا ولا بأس بذلك، لكنه لا يقل دلالة. ومثل هذا التكاثر لا يعني الفوضى، بل العكس من ذلك: إنه شكل من الثراء المنهجي، حيث تنشأ الدقة من تعدد زوايا الرؤية، لا من ضيق الأفق وأحاديته. ومع أهمية ذلك وضرورته، يبقى هذا المسار مُلغّمًا بالتحديات؛ إذ قد يقود الإفراط في التداخل إلى تمييع المعنى، أو الانزلاق نحو تعسف تأويلي. لذا، فإن الشرط الأهم في هذه المقاربة هو الوعي بحدود المنهج، دون الوقوف عندها، بل محاولة تطويع تلك الحدود ومنحها قابلية للمرونة والتحرر، وقابلية للإفادة من وجهات النظر المتنوعة تسهم في إنتاج صورة بانورامية للمعطيات الدلالية للنص. فلو أخذنا تجربة بدر شاكر السياب – وليكن مثالنا قصيدته "أنشودة المطر" – لوجدنا أن رمزية المطر، والموت، والخصب، والغربة، والحنين إلى الطفولة، كلها قابلة للربط بجوانب من علم النفس التحليلي وفقًا لمنظور يونغ، كفكرة اللاوعي الجمعي، والأنماط البدائية مثل "الأم" و"الأرض". وقد يُنظر إلى المطر بوصفه كثافة شعورية أكثر من كونه ظاهرة طبيعية، بما ينطوي عليه من ثنائية تحمل الأمل واليأس معًا، وهو ما يعكس ازدواجية الحالة النفسية في مرحلة عاشها الشاعر إبان ثورة تموز. ومن زاوية القراءة الاجتماعية، يمكن اعتبار هذه القصيدة وثيقة شعرية تعكس قلق مرحلة ما بعد الاستعمار، وأثر الاحتلال البريطاني والانقلابات السياسية في الخمسينيات، بكل ما رافقها من إحساس بالخذلان السياسي واللا جدوى من التغيير. أما من خلال التداخل بين الأدب والأنثروبولوجيا، فيمكن تحليل رموز القصيدة الأسطورية ودلالاتها، مثل: تموز، وعشتار، والمطر، والموت، والبعث، والتي تشكّل بنية رمزية عميقة في سياق الوعي الجمعي. كما تتيح المقاربة من زاوية الاقتصاد السياسي قراءة مشاهد الفقر بوصفها تعبيرًا عن بنية اقتصادية مختلّة، وفق مفاهيم الماركسية الأدبية، مثل جدلية المركز والهامش، أو الخطاب الطبقي " ما مر عام والعراق ليس فيه جوع". ومن خلال التداخل بين الأدب والفيزياء الاحتمالية، يمكن أن تُقرأ "أنشودة المطر" ضمن منطق "الاحتمال الشعري" – حيث لا يتشكل معنى القصيدة من مسار واحد، بل من تراكب تأويلي يُشبه تراكب الحالات في ميكانيكا الكم. فالصورة الشعرية لا تتحدد بحدود نهائية، بل تتردد بين دلالات متعددة: المطر/ الدموع، الحياة/ الموت، الأرض/ السماء. ولنأخذ المشهد الذي يقول فيه السياب: "كأنّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام/ بأنّ أمّه – التي أفاق منذ عام/ فلم يجدها، ثم حين لجّ في السؤال/ قالوا له: "بعد غدٍ تعود" –/ لابدّ أن تعود،/ وإن تهامس الرفاق أنها هناك/ في جانب التل تنام نومة اللحودْ" في هذا المشهد وفي ضوء ما أسميناه (نظرية الاحتمال)، التي نوهنا عنها في مقال سابق نشر في ثقافية الصباح، ومن خلال تقاطع الأدبي بميكانيكا الكم، سنقدم عدة قراءات محتملة منها: إن "الأم" هنا هي الوطن، أو الحياة، أو الأم الفعلية، أو حتى الزمن المفقود. بينما تكون "نومة اللحود" رمزاً للموت، أو الغياب أو التغييب: حيث تترنح الدلالة بين غياب موقت وموت أبدي. ويأتي الصوت الداخلي "لا بدّ أن تعود": ليس تأكيدًا حتميًا، بل أملًا أو وهمًا أو شوقًا. إنها حالة كمومية بين الإيمان والإنكار. وما ينتج لنا من هذه الاحتمالات: أن المعنى هنا لا يُرصد بدقة، بل يحتمل عدة قراءات، وكل قراءة تنتج انهيار المعنى مثلما تنهار دالة الموجة في فيزياء الكم عند رصد الجسيم. " في العالم الكمومي، الجسيم (كالإلكترون) لا يكون في حالة محددة، بل يكون في جميع الحالات الممكنة في وقت واحد، وهذا يُمثّل عبر "دالة موجية" (Wavefunction) تحوي كل تلك الاحتمالات، لكن عند الرصد ستنهار هذه الدالة إلى حالة واحدة فقط، وتختفي بقية الاحتمالات." وتأسيسا على ذلك يتبين لنا أن هذه القصيدة ليست مغلقة، بل هي نظام مفتوح من الاحتمالات. كل صورة فيها تشبه جسيمًا كموميًا: لا تتخذ دلالة واحدة إلا عندما "نرصدها" أي نؤولها. وهذا سيخلق لنا تعددية خصبة في التفسير، ويفتح القصيدة على زمن لا نهائي من القراءات، كأنها (قصيدة في حالة كمومية) لا نهائية المعنى. وتقريرا لما تقدم يتضح لنا أن الدراسات البينية تمثل دعوة إلى الإصغاء لصوت النص بأكثر من أذن. وفي هذا الإصغاء، يتكاثر المعنى، لا لأنه ينفلت، بل لأنه يعيش، فالمعنى الذي لا يحتمل التأويل، لا يحتمل الحياة.

الصين في طريقها للهيمنة على التكنولوجيا الحيوية.. والخطر على واشنطن
الصين في طريقها للهيمنة على التكنولوجيا الحيوية.. والخطر على واشنطن

المردة

time١٧-٠٤-٢٠٢٥

  • المردة

الصين في طريقها للهيمنة على التكنولوجيا الحيوية.. والخطر على واشنطن

بعد عامين من البحث والنقاش، قدّمت اللجنة الوطنية الأميركية للأمن، بشأن التكنولوجيا الحيوية الناشئة، تقريراً إلى الكونغرس في شهر نيسان، خلُص إلى أن بكين في طريقها للهيمنة على هذا المجال الحيوي، مما يشكّل خطراً كبيراً على واشنطن. وتعد التكنولوجيا الحيوية، بتقديم حلول مثل: دروع جسدية متطورة، تمويه ديناميكي، أطعمة يتمّ تصنيعها في الخنادق، جنود خارقون، بكتيريا قادرة على اكتشاف الألغام الأرضية، وموادّ مخرّبة يتمّ شحنها إلى العدو. ولاحظ التقرير أنّ 'الصين تتقدّم بخطى سريعة بعد أن جعلت التكنولوجيا الحيوية أولوية وطنية قبل 20 عاماً'، مشيراً إلى أنّه 'على الولايات المتحدة أن تُصحّح المسار خلال ثلاث سنوات فقط'. كما أضاف أنّ تقدّم الصين مدفوع بما يُعرف بـ'الاندماج العسكري-المدني'. ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة 'يجب ألا تحاول منافسة الصين بأسلوبها، لأنّ هذه استراتيجية خاسرة'. كما لفت تقرير اللجنة، إلى أنّه 'توجد بالفعل فرص للتعاون الدولي، خصوصاً من خلال المسرّع الابتكاري لحلف الناتو DIANA'. وأوصى التقرير، واشنطن، بتخصيص ما لا يقلّ عن 15 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، لتسريع نمو هذا القطاع، مؤكداً بأنّه يجب 'على الكونغرس إلزام وزارة الدفاع بدمج التكنولوجيا الحيوية، ذات الصلة العسكرية، في تدريبات المحاكاة وتمارين الحرب'. بدوره، رأى السيناتور تود يونغ، من قدامى المحاربين في مشاة البحرية الأميركية، أن على 'القيادة الأميركية اعتبار التكنولوجيا الحيوية مجالاً حربياً مستقلاً'. وفي تصريح لموقع 'أكسيوس'، أضاف يونغ: 'تخيّل لو استطعنا، في ساحة المعركة، إنتاج دم مستقر على الرف باستخدام التكنولوجيا الحيوية، مما يمكّننا من الاستفادة من الساعة الذهبية لإنقاذ أرواح الجنود المصابين تحت الضغط'. وتابع: 'تخيّل عالماً نستطيع فيه تطوير موادّ متفجّرة جديدة عبر الوسائل البيولوجية، تمنحنا قوة دفع أكبر، وتُطيل مدى أنظمتنا الصاروخية الحالية'، مضيفاً أنّ 'هذا بطبيعة الحال سيغيّر كلّ حسابات الحرب'. وتعاني الولايات المتحدة من نقص في القدرة الصناعية المحلية، ويُعدّ تحويل الابتكارات من المختبر إلى السوق، 'عملية مكلفة ومعقّدة'، وهو ما يُنفّر المستثمرين الذين يزدادون تحفّظاً في المخاطرة. وقال المفوّض بول أركانجيلي، المدير السابق للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، في مقابلة: 'تماماً كما كان العصر الصناعي، وكما كان عصر المعلومات، فإننا اليوم في عصر التكنولوجيا الحيوية. ومعظم الناس لا يدركون ذلك'. ولفت إلى أنّه 'بعد عشر سنوات من الآن، سيُفاجأ الناس بما يمكن للتكنولوجيا الحيوية أن تقدّمه لهم'.

"أكسيوس": الصين في طريقها للهيمنة على التكنولوجيا الحيوية.. والخطر على واشنطن
"أكسيوس": الصين في طريقها للهيمنة على التكنولوجيا الحيوية.. والخطر على واشنطن

الميادين

time١٧-٠٤-٢٠٢٥

  • الميادين

"أكسيوس": الصين في طريقها للهيمنة على التكنولوجيا الحيوية.. والخطر على واشنطن

بعد عامين من البحث والنقاش، قدّمت اللجنة الوطنية الأميركية للأمن، بشأن التكنولوجيا الحيوية الناشئة، تقريراً إلى الكونغرس في شهر نيسان/أبريل، خلُص إلى أن بكين في طريقها للهيمنة على هذا المجال الحيوي، مما يشكّل خطراً كبيراً على واشنطن. وتعد التكنولوجيا الحيوية، بتقديم حلول مثل: دروع جسدية متطورة، تمويه ديناميكي، أطعمة يتمّ تصنيعها في الخنادق، جنود خارقون، بكتيريا قادرة على اكتشاف الألغام الأرضية، وموادّ مخرّبة يتمّ شحنها إلى العدو. ولاحظ التقرير أنّ "الصين تتقدّم بخطى سريعة بعد أن جعلت التكنولوجيا الحيوية أولوية وطنية قبل 20 عاماً"، مشيراً إلى أنّه "على الولايات المتحدة أن تُصحّح المسار خلال ثلاث سنوات فقط". كما أضاف أنّ تقدّم الصين مدفوع بما يُعرف بـ"الاندماج العسكري-المدني". ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة "يجب ألا تحاول منافسة الصين بأسلوبها، لأنّ هذه استراتيجية خاسرة". كما لفت تقرير اللجنة، إلى أنّه "توجد بالفعل فرص للتعاون الدولي، خصوصاً من خلال المسرّع الابتكاري لحلف الناتو DIANA". اليوم 12:49 اليوم 12:45 وأوصى التقرير، واشنطن، بتخصيص ما لا يقلّ عن 15 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، لتسريع نمو هذا القطاع، مؤكداً بأنّه يجب "على الكونغرس إلزام وزارة الدفاع بدمج التكنولوجيا الحيوية، ذات الصلة العسكرية، في تدريبات المحاكاة وتمارين الحرب". بدوره، رأى السيناتور تود يونغ، من قدامى المحاربين في مشاة البحرية الأميركية، أن على "القيادة الأميركية اعتبار التكنولوجيا الحيوية مجالاً حربياً مستقلاً". وفي تصريح لموقع "أكسيوس"، أضاف يونغ: "تخيّل لو استطعنا، في ساحة المعركة، إنتاج دم مستقر على الرف باستخدام التكنولوجيا الحيوية، مما يمكّننا من الاستفادة من الساعة الذهبية لإنقاذ أرواح الجنود المصابين تحت الضغط". وتابع: "تخيّل عالماً نستطيع فيه تطوير موادّ متفجّرة جديدة عبر الوسائل البيولوجية، تمنحنا قوة دفع أكبر، وتُطيل مدى أنظمتنا الصاروخية الحالية"، مضيفاً أنّ "هذا بطبيعة الحال سيغيّر كلّ حسابات الحرب". وتعاني الولايات المتحدة من نقص في القدرة الصناعية المحلية، ويُعدّ تحويل الابتكارات من المختبر إلى السوق، "عملية مكلفة ومعقّدة"، وهو ما يُنفّر المستثمرين الذين يزدادون تحفّظاً في المخاطرة. وقال المفوّض بول أركانجيلي، المدير السابق للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، في مقابلة: "تماماً كما كان العصر الصناعي، وكما كان عصر المعلومات، فإننا اليوم في عصر التكنولوجيا الحيوية. ومعظم الناس لا يدركون ذلك". ولفت إلى أنّه "بعد عشر سنوات من الآن، سيُفاجأ الناس بما يمكن للتكنولوجيا الحيوية أن تقدّمه لهم".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store