بعد وقف إطلاق النار بين طهران وإسرائيل.. ما مصير إيران من تخصيب اليورنيوم؟
مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر اليوم الثلاثاء، وقف الحرب بين إيران وإسرائيل، بعد استهداف الحرس الثوري الإيراني لقاعدة أمريكية في قطر، تزايدت التساؤلات حول مصير البرنامج النووي الإيراني ومستقبل تخصيب اليورانيوم في ضوء التطورات الأخيرة.
وتأتي هذه التساؤلات في وقت حساس، خاصة بعد تأكيد واشنطن أنها دمرت بالكامل ثلاث منشآت نووية رئيسة في إيران وهم، فوردو، نطنز، وأصفهان، وهو ما يضع طهران في موقع تفاوضي معقد إذا ما عادت المحادثات حول الملف النووي إلى الطاولة.
ويرى الخبير السياسي علي أحمدي أن الأضرار التي لحقت بالمواقع النووية قد تحدث شلل مؤقت في قدرات إيران على التخصيب، خاصة إذا طال القصف أجهزة الطرد المركزي والبنية التحتية الحيوية.
لكنه في المقابل يؤكد أن لدى إيران خبرات علمية وبشرية كافية لإعادة بناء ما تم تدميره خلال فترة زمنية متوسطة.
ويحذر أحمدي من خطوة قد تقدم عليها طهران، وهي الانسحاب الكامل من معاهدة منع الانتشار النووي، الأمر الذي قد يؤدي إلى تسريع تخصيب اليورانيوم بنسبة تتجاوز 90%، أي إلى مستوى الاستخدام العسكري، كرد فعل على التصعيد الأخير.
ويشير أحمدي إلى أن إيران تمتلك تاريخ طويل في بناء مرافق سرية تحت الأرض أو داخل الجبال، وهي مواقع شديدة التحصين، ما يجعل من الصعب استهدافها مستقبلًا
مضيفًا أن أي قصف جديد سيدفع طهران نحو تطوير بنية نووية أكثر تعقيد وتوزيع جغرافي لتقليل خسائر الهجمات المحتملة.
وتأتي هذه التطورات في وقت أفادت فيه تقارير بأن إيران رفعت نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%، وهو ما يقربها من القدرة على إنتاج سلاح نووي.
ووفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنتجت إيران نحو 300 رطل من اليورانيوم بهذه النسبة منذ فبراير الماضي.
بل إن تقارير استخباراتية كشفت عن نقل طهران قرابة 500 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب من موقع نطنز إلى جهة غير معلومة في ليلة 12 إلى 13 يونيو، وهي كمية كافية لصناعة نحو 10 قنابل نووية، وفق محللين.
من جانبه، يرى الخبير السياسي محمد عربي أن وقف إطلاق النار يفتح الباب أمام العودة للمفاوضات، لكن بشروط أكثر صرامة.
ويعتقد أن طهران قد توافق على تجميد مؤقت للتخصيب المرتفع مقابل تخفيف تدريجي للعقوبات الاقتصادية، وذلك في محاولة لتحقيق مكاسب على المستويين الدبلوماسي والاقتصادي.
ويضع عربي عدة سيناريوهات أمام البرنامج النووي الإيراني، الأول تصعيد تقني يقود إلى مستويات تخصيب غير مسبوقة، والثاني رد سياسي يشمل انسحابًا من المعاهدات الدولية، أما الثالث فيتمثل في إعادة تموضع استراتيجي شامل للمشروع النووي، مما يجعله أكثر كلفة وتعقيدًا.
ويشير محللون إلى أن استهداف المنشآت النووية الإيرانية، كما أظهرت صور الأقمار الصناعية، قد يحدث هزة في سوق الطاقة العالمي.
إذ تلوح إيران بإغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية، في حال تصاعدت التوترات مجددًا.
في الختام، يبقى مستقبل تخصيب اليورانيوم الإيراني معلقًا بين مسارين متعاكسين، التصعيد العسكري من جهة، وإمكانية العودة إلى طاولة التفاوض من جهة أخرى، وسط ضغوط دولية مكثفة ومخاوف من الانزلاق نحو أزمة نووية شاملة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المشهد العربي
منذ 37 دقائق
- المشهد العربي
حاملة الطائرات الأمريكية «جيرالد فورد» تغادر فيرجينيا
أبحرت حاملة الطائرات الأمريكية «يو.إس.إس جيرالد أر. فورد» من قاعدتها في فيرجينيا، الثلاثاء، من أجل عملية انتشار مقررة قد تجعلها تتمركز قرب إسرائيل بعدما تدخلت الولايات المتحدة في الحرب لتدمير برنامج إيران النووي. وكانت الولايات المتحدة تخطط بالفعل لنشر حاملة الطائرات الأكثر تطوراً في الأسطول الأمريكي عندما قامت الطائرات الحربية الأمريكية بقصف ثلاثة مواقع إيرانية في وقت مبكر من يوم الأحد. وردت إيران بهجوم صاروخي محدود على قاعدة عسكرية أميركية في قطر يوم الاثنين. وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل لا يزال "سارياً"، على الرغم من قوله إنه يشعر بالإحباط لأن الجانبين انتهكا الهدنة التي توسط فيها.


رصين
منذ 42 دقائق
- رصين
الثلاثاء... بدء وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران
وكالات - دخل حيز التنفيذ، اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال ترامب، الثلاثاء إن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران 'دخل حيز التنفيذ الآن'، ودعا الجانبين إلى عدم انتهاكه، إذ ذكر في منشور على منصته تروث سوشيال أن 'وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ الآن، الرجاء عدم انتهاكه!'. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه بإمكان المواطنين الخروج من الملاجئ بما يعني انتهاء التهديد الصاروخي الإيراني، فيما أعلنت سلطة المطارات الإسرائيلية إعادة فتح المجال الجوي أمام الرحلات القادمة بعد إغلاقه بسبب وابل الصواريخ الإيرانية. وقبيل بدء سريان الاتفاق، أطلقت إيران 5 موجات صواريخ على الأقل باتجاه مناطق إسرائيلية، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي، فيما أكدت خدمة الطوارئ الإسرائيلية، مقتل 3 أشخاص على الأقل بهجوم صاروخي إيراني على مبنى في مدينة بئر السبع، في أول سقوط قتلى في إسرائيل منذ إعلان ترامب الموافقة على وقف لإطلاق النار. وقال الجيش في بيان وقتها 'قبل قليل، انطلقت صفارات الإنذار في مناطق عدة في أنحاء إسرائيل عقب رصد إطلاق صواريخ من إيران باتجاه دولة إسرائيل'. وأضاف أنّ منظومات الدفاع الجوي تحاول اعتراض هذه الصواريخ، فيما ناشد الجيش السكان الاحتماء في الملاجئ والبقاء فيها حتى إشعار آخر. وأتبع الجيش هذا التحذير بآخر مماثل أعلن فيه رصد صواريخ أخرى أطلقت من إيران باتجاه إسرائيل. وأتت هذه الرشقات الصاروخية قبيل الموعد الذي حدّده الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدخول المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيّز التنفيذ في الساعة الرابعة من فجر الثلاثاء بتوقيت غرينيتش. ورجح ترامب في حديثه لشبكة (إن.بي.سي نيوز)، فجر الثلاثاء، أن يستمر وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، الذي أعلنه الاثنين، 'إلى الأبد'، مضيفا 'أعتقد أن وقف إطلاق النار غير محدود. سيستمر إلى الأبد'. وأبلغت إيران وإسرائيل الولايات المتحدة أنهما لن تشنا هجمات عسكرية ما لم تبادر الأخرى بذلك، وذلك في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر 12 يوماً، وفقاً لمسؤول كبير في البيت الأبيض. وكان ترامب قد أعلن أنّ إيران وإسرائيل وافقتا على 'وقف تام لإطلاق النار' يبدأ قرابة الساعة 4 من فجر الثلاثاء بتوقيت غرينيتش مما سيضع 'نهاية رسمية' لحرب استمرت 12 يوما بين البلدين. وشدّد على أنّه خلال وقف إطلاق النار الذي سيلتزمه كلا الجانبين 'سيبقى الجانب الآخر مسالما ومحترما'. وتابع 'هذه حربٌ كان من الممكن أن تستمر لسنوات، وأن تُدمّر الشرق الأوسط بأكمله، لكنّها لم تفعل، ولن تفعل أبدا!'. وكانت إسرائيل قد أطلقت، فجر الجمعة 13 حزيران 2025، هجوما واسع النطاق على إيران استهدف مواقع عسكرية ونووية؛ وأسفر عن مقتل قادة عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين، مؤكدة امتلاك معلومات استخباراتية تفيد بأن البرنامج النووي الإيراني شارف على 'نقطة اللاعودة'.


البورصة
منذ ساعة واحدة
- البورصة
هبوط النفط 6%.. وخام برنت يُغلق قرب 67 دولاراً
تراجعت أسعار النفط في نهاية تعاملات اليوم الثلاثاء، مع بدء وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، ورغم تبادل الطرفين اتهامات بانتهاك الاتفاق. هبطت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم أغسطس بنسبة 6% أو 4.31 دولار إلى 67.18 دولار للبرميل عند التسوية. وانخفضت العقود الآجلة لخام نايمكس الأمريكي تسليم أغسطس بنسبة 6% أو ما يعادل 4.14 دولار إلى 64.37 دولار للبرميل. واتهم الرئيس الأمريكي 'دونالد ترامب' إسرائيل وإيران بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه في ساعة مبكرة من صباح اليوم، معرباً عن استيائه بشكل خاص من إسرائيل، داعياً إياها إلى وقف الهجمات على طهران. وتعرض الذهب الأسود لخسائر تجاوزت 7% يوم أمس بعد شن إيران هجوماً على قاعدة عسكرية أمريكية في قطر، لتتجنب بذلك خيار إغلاق مضيق 'هرمز' التي لوحت به سابقاً.