logo
«ميديا» أفضل عرض متكامل والتونسي كوشكار أفضل ممثل في «الفجيرة للمونودراما»

«ميديا» أفضل عرض متكامل والتونسي كوشكار أفضل ممثل في «الفجيرة للمونودراما»

الإمارات اليوم٢٠-٠٤-٢٠٢٥

تقاسمت إسبانيا وألمانيا وإيران جوائز أفضل عرض متكامل في مسابقة مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، التي رأس لجنة تحكيمها الفنان فايز قزق، إذ خطف العرض الإسباني «قطار ميديا» المركز الأول كأفضل عرض متكامل، ولفت هذا العرض المتقن للفنان رافائيل بينتو، جمهور المهرجان بمعالجته الابداعية المتقنة للأسطورة اليونانية الشهيرة «ميديا». استعادة الأسطورة هنا لم تكن لتسليط الضوء على الأسطورة نفسها، بل كانت بمثابة اختبار شخصي في أن تنطق «ميديا» بصوت الرجل من خلال سؤال محوري: ماذا يمكن أن تفعل أو تقول «ميديا» أمام كل ذنوبها لو صارت إنسانة من لحم ودم؟ وكيف يمكن للإنسان أن يتعايش مع أثقال الفقد، والذنوب العميقة التي لا تسقط بالتقادم ولا يمحوها الزمن؟
قدم العرض بناء مسرحياً متقناً، وكنا أمام أداء منضبط بشكل مدهش، على صعيد تقنيات وأدوات الممثل، وعلى صعيد الشكل، وتفاصيل الديكور التي تحولت بين يدي الممثل إلى أدوات لبناء شكل العمل الخارجي بهشاشة قابلة للانهيار في أي لحظة بينما كان يروي الحكاية، كنا في هذا العرض أمام الحد الأدنى من العناصر البصرية التي صنع منها الممثل البارع عالماً متكاملاً من الضوء والموسيقى والحركة الرمزية، وأصبح الجسد المتجسد للأسطورة بانضباطه الشديد هو محور الفراغ والصمت والمنطلق الأساسي لأدوات السرد.
المركز الثاني كأفضل عرض متكامل جاء من نصيب تجربة بصرية ألمانية استثنائية حملت عنوان «عمق ضحل» من إخراج جوناس كلينينبرغ، وتمثيل جان جيديناك، في هذا العرض كنا أمام فرجة بصرية مدهشة أشبه بالحفر البصري القائم على أداء جسدي شديد الدقة والانضباط وبلا إمكانية واحدة للخطأ. ينتمي العرض إلى ما يمكن اعتباره «التكنو-مسرح»، الذي يمزج بين تقنيات الإضاءة والفلسفة الذهنية، لتحليل الكثير من القضايا الإنسانية الوجودية المعاصرة، وبدا في لحظات كثيرة كأنه يعيد بناء إنسان جديد بعد تعريته من الداخل ووضعه في مواجهة كل مخاوفه ومآزقه.
أما العرض الإيراني «مستطيل» الذي خطف الجائزة الثالثة كأفضل عمل متكامل بأداء الفنان سيد إمام أصفهاني رشيدي، تأليف وإخراج سحرا رمزانيان، فقدم لعبة مغايرة كسرت قوالب الفرجة المعهودة، بنقل الجمهور إلى خشبة المسرح وإلغاء الصالة، ليخلق ذلك الصراع الإنساني الذي انتقل من الحقيقة إلى شبكات التواصل. استنهض العرض البطل الشعبي من رمزيته المتمثلة في «دون كيشوت»، باعتباره نموذجاً في الذاكرة الإنسانية للبطل الباحث عن نفسه والمعنى الإنساني في عالم صعب ومليء بالشر والخديعة، لكن هنا لن يكون «دون كيشوت» ذلك الفارس الذي يخوض حروبه مع طواحين الهواء، بل مع عالم موازٍ حافل بالخدائع، ومقومات العصر التي باتت تحكم حياة الفرد وتحدد مساره في حالة مريبة من الهيمنة المعقدة على أنماط التفكير والعيش وحتى الأحلام.
أما جائزة أفضل ممثل فذهبت للممثل أسامة كوشكار (تونس) الذي قدم عرضاً كبيراً في المسرحية التي حملت عنوان «وحدي» تأليف وإخراج وليد دغسني. عاش الجمهور مع هذا الممثل رحلة محزنة ومبهجة من خلال حكاية سائق شاحنة ثقيلة، قرر أن يروي لنا حكايته أو حكاياه التي لا تنتهي، وبين الضحكة والدمعة، القسوة المفرطة والشعرية الساحرة، الأنا والآخر، حفر هذا الممثل مسار حكاية صارمة من حيث الأداء، وسط انتقالات وتحولات في فضاء مسرحي متقشف. على الخشبة ليس هناك إلا فراغ واسع، وممثل متمكن قاد الحكاية بكل اقتدار.
أما في مسابقة النصوص المونودرامية، التي ترأسها الدكتور سامح مهران، فجاءت النتائج على الشكل التالي:
المركز الأول: «السماء ليست لك» – هوشنك وزيري (العراق)، المركز الثاني: «3.0» – مهند العرقوص (سورية)، المركز الثالث (مناصفة) بين «ميسي فوق الخشبة» محمد عبدول (الجزائر)، و«على شفاه الريح» – ميسون عبدالعزيز عمران (سورية).

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«ميديا» أفضل عرض متكامل والتونسي كوشكار أفضل ممثل في «الفجيرة للمونودراما»
«ميديا» أفضل عرض متكامل والتونسي كوشكار أفضل ممثل في «الفجيرة للمونودراما»

الإمارات اليوم

time٢٠-٠٤-٢٠٢٥

  • الإمارات اليوم

«ميديا» أفضل عرض متكامل والتونسي كوشكار أفضل ممثل في «الفجيرة للمونودراما»

تقاسمت إسبانيا وألمانيا وإيران جوائز أفضل عرض متكامل في مسابقة مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، التي رأس لجنة تحكيمها الفنان فايز قزق، إذ خطف العرض الإسباني «قطار ميديا» المركز الأول كأفضل عرض متكامل، ولفت هذا العرض المتقن للفنان رافائيل بينتو، جمهور المهرجان بمعالجته الابداعية المتقنة للأسطورة اليونانية الشهيرة «ميديا». استعادة الأسطورة هنا لم تكن لتسليط الضوء على الأسطورة نفسها، بل كانت بمثابة اختبار شخصي في أن تنطق «ميديا» بصوت الرجل من خلال سؤال محوري: ماذا يمكن أن تفعل أو تقول «ميديا» أمام كل ذنوبها لو صارت إنسانة من لحم ودم؟ وكيف يمكن للإنسان أن يتعايش مع أثقال الفقد، والذنوب العميقة التي لا تسقط بالتقادم ولا يمحوها الزمن؟ قدم العرض بناء مسرحياً متقناً، وكنا أمام أداء منضبط بشكل مدهش، على صعيد تقنيات وأدوات الممثل، وعلى صعيد الشكل، وتفاصيل الديكور التي تحولت بين يدي الممثل إلى أدوات لبناء شكل العمل الخارجي بهشاشة قابلة للانهيار في أي لحظة بينما كان يروي الحكاية، كنا في هذا العرض أمام الحد الأدنى من العناصر البصرية التي صنع منها الممثل البارع عالماً متكاملاً من الضوء والموسيقى والحركة الرمزية، وأصبح الجسد المتجسد للأسطورة بانضباطه الشديد هو محور الفراغ والصمت والمنطلق الأساسي لأدوات السرد. المركز الثاني كأفضل عرض متكامل جاء من نصيب تجربة بصرية ألمانية استثنائية حملت عنوان «عمق ضحل» من إخراج جوناس كلينينبرغ، وتمثيل جان جيديناك، في هذا العرض كنا أمام فرجة بصرية مدهشة أشبه بالحفر البصري القائم على أداء جسدي شديد الدقة والانضباط وبلا إمكانية واحدة للخطأ. ينتمي العرض إلى ما يمكن اعتباره «التكنو-مسرح»، الذي يمزج بين تقنيات الإضاءة والفلسفة الذهنية، لتحليل الكثير من القضايا الإنسانية الوجودية المعاصرة، وبدا في لحظات كثيرة كأنه يعيد بناء إنسان جديد بعد تعريته من الداخل ووضعه في مواجهة كل مخاوفه ومآزقه. أما العرض الإيراني «مستطيل» الذي خطف الجائزة الثالثة كأفضل عمل متكامل بأداء الفنان سيد إمام أصفهاني رشيدي، تأليف وإخراج سحرا رمزانيان، فقدم لعبة مغايرة كسرت قوالب الفرجة المعهودة، بنقل الجمهور إلى خشبة المسرح وإلغاء الصالة، ليخلق ذلك الصراع الإنساني الذي انتقل من الحقيقة إلى شبكات التواصل. استنهض العرض البطل الشعبي من رمزيته المتمثلة في «دون كيشوت»، باعتباره نموذجاً في الذاكرة الإنسانية للبطل الباحث عن نفسه والمعنى الإنساني في عالم صعب ومليء بالشر والخديعة، لكن هنا لن يكون «دون كيشوت» ذلك الفارس الذي يخوض حروبه مع طواحين الهواء، بل مع عالم موازٍ حافل بالخدائع، ومقومات العصر التي باتت تحكم حياة الفرد وتحدد مساره في حالة مريبة من الهيمنة المعقدة على أنماط التفكير والعيش وحتى الأحلام. أما جائزة أفضل ممثل فذهبت للممثل أسامة كوشكار (تونس) الذي قدم عرضاً كبيراً في المسرحية التي حملت عنوان «وحدي» تأليف وإخراج وليد دغسني. عاش الجمهور مع هذا الممثل رحلة محزنة ومبهجة من خلال حكاية سائق شاحنة ثقيلة، قرر أن يروي لنا حكايته أو حكاياه التي لا تنتهي، وبين الضحكة والدمعة، القسوة المفرطة والشعرية الساحرة، الأنا والآخر، حفر هذا الممثل مسار حكاية صارمة من حيث الأداء، وسط انتقالات وتحولات في فضاء مسرحي متقشف. على الخشبة ليس هناك إلا فراغ واسع، وممثل متمكن قاد الحكاية بكل اقتدار. أما في مسابقة النصوص المونودرامية، التي ترأسها الدكتور سامح مهران، فجاءت النتائج على الشكل التالي: المركز الأول: «السماء ليست لك» – هوشنك وزيري (العراق)، المركز الثاني: «3.0» – مهند العرقوص (سورية)، المركز الثالث (مناصفة) بين «ميسي فوق الخشبة» محمد عبدول (الجزائر)، و«على شفاه الريح» – ميسون عبدالعزيز عمران (سورية).

راشد بن حمد الشرقي يشهد توزيع جوائز «الفجيرة الدولي للمونودراما»
راشد بن حمد الشرقي يشهد توزيع جوائز «الفجيرة الدولي للمونودراما»

الاتحاد

time١٨-٠٤-٢٠٢٥

  • الاتحاد

راشد بن حمد الشرقي يشهد توزيع جوائز «الفجيرة الدولي للمونودراما»

تامر عبد الحميد (الفجيرة) برعاية صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وبدعم من سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، وبحضور الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي، رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، ومحمد سعيد الضنحاني، مدير الديوان الأميري بالفجيرة، رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، أُسدل مساء أمس الستار على فعاليات الدورة الـ11 من مهرجان «الفجيرة الدولي للمونودراما 2025»، بحفل ختام وتوزيع جوائز المهرجان على مسرح جمعية دبا في الفجيرة. «الفجيرة تجمعنا» على مدى 9 أيام، وتحت شعار «الفجيرة تجمعنا»، احتفى «الفجيرة الدولي للمونودراما» بـ«أبو الفنون» ونخبة من نجوم الوطن العربي، وفن مسرح «الممثل الواحد» من مختلف أنحاء العالم، وشهد الختام حضور نخبة من نجوم المسرح من مختلف أنحاء الوطن العربي، منهم أحمد الجسمي وسعيد السعدي وحسن رجب وسعيد سالم وسوسن بدر وسامح الصريطي وسوزان نجم الدين وشيري عادل وأسعد فضة ورفيق علي أحمد وفايز قزق. لوحة فنية وبمناسبة ختام المهرجان، قال الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي، رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، إن مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما تحت شعار «الفجيرة مسرح مفتوح»، ماهو إلا لوحة فنية متكاملة في تعزيز مكانة وثقافة مسرح «الممثل الواحد»، مثمناً الدعم الكبير من قبل صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الفجيرة، ودعم سمو الشيخ محمد بن محمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، لإنجاح هذا المحفل الثقافي والفني الذي تحتضنه الإمارة، وتوفير كل السبل اللازمة لتنظيمه وفق أعلى المستويات العالمية. عرس ثقافي من جانبه، أعرب محمد سعيد الضنحاني، رئيس المهرجان، عن شكره وامتنانه للدعم اللامتناهي من قبل صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وسمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، لمتابعته المستمرة للمهرجان، مما كان له الأثر الكبير في نجاحه وتطوره، حيث شهدت الفجيرة في هذه الفترة عرساً ثقافياً مميزاً حافلاً بالأنشطة الفنية والعروض المسرحية من مختلف أنحاء العالم، بحضور كثيف من زوار المهرجان والأسر الإماراتية والعربية والسياح الأجانب لدعم المواهب الشابة في مختلف المجالات الثقافية. وقال: «الدورة الحادية عشرة للمهرجان حلقت عالياً في فضاء المخيلة النبيلة، وقد تركت أثراً كبيراً في قلوب كل من شارك بها؛ لأنها الأجمل والأضخم؛ ولأن النجاح كان فيها كبيراً». تكريم الفائزين وكرّم الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي، رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، في حفل الختام، الفائزين في المسابقة الرسمية والمسرح المدرسي والفعاليات المتمثلة في مجالات النصوص والتمثيل، إضافة إلى العمل المسرحي المتكامل، وجاء الإعلان عن الفائزين بجوائز مسابقة العروض المسرحية الرسمية كالتالي: نال عرض «قطار ميديا» من إسبانيا جائزة المركز الأول كأفضل عرض متكامل، وذهب المركز الثاني إلى مسرحية «عمق ضحل» من ألمانيا، وجاء عرض «مستطيل» من إيران في المركز الثالث، فيما ذهبت جائزة «الممثل الواحد» في المونودراما إلى أسامة كوشكار من تونس عن عرض «وحدي». وفي مسابقة نصوص المونودراما، نال المركز الأول نص «السماء ليس لك» لـ هوشنك وزيري من العراق، وحصد المركز الثاني «نص 3.0» لمهند العرقوص من سوريا، وحصد المركز الثالث مناصفة لـ«مسي فوق الخشبة» لمحمد عبدول من الجزائر، و«على شفاه الريح» لميسون عبدالعزيز عمران من سوريا. «المسرح المدرسي» أما الفائزون بجوائز «المسرح المدرسي» فجاءت كالتالي: في مسابقة أفضل عرض مسرحي متكامل، حصد المركز الأول عرض «حلم» لمدرسة أنس ابن النظر، والمركز الثاني مسرحية «وهم» لمدرسة حمد بن عبدالله الشرقي، والمركز الثالث لمسرحية «بين ألسنة النار»، وذهبت جائز أفضل ممثلة لسلمى فهد الكعبي عن عرض «وحدي في المنزل»، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لآمنة سليمان آل علي، وجائزة أفضل تأليف مدرسي للمؤلف سعيد الهراسي عن نص عرض «خطوة»، وجائزة أفضل إخراج مسرحي للمخرج ثناء حبيب عن مسرحية «جدة حياتي». وذهبت جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل في المركز الأول لعرض «وحدي بالمنزل» لمجمع زايد التعليمي، وجاء في المركز الثاني عرض «خطوة»، والمركز الثالث لعرض «العزلة». وذهبت شهادة أداء تمثيلي لكل من منة خميس حسن الحساني، ومحمد راشد اليماحي عن عرض «خطوة»، فيما حصد أفضل سينوغرافيا مسرحية «رحلة سارة» لمدرسة الماسة، وذهبت جائزة أفضل ممثل حلقة ثانية للطالب حامد أحمد الحفيتي عن مسرحية «العزلة». ومنحت لجنة التحكيم شهادة التمثيل عن عرض «أوتار الزمن» لشهد علي عبدالله الحساني، وحصد جائزة أفضل سينوغرافية للعرض المسرحي «عندما أكون نعامة». ونال جائزة أفضل ممثل الطالب شاهين عبيد عن مسرحية «وهم»، وجائزة أفضل ممثلة لعائشة عبدالله الشحي عن عرض «بين ألسنة النار». وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للطالب محمد يوسف العبدولي عن عرض مسرحية «حلم»، وجائزة أفضل تأليف مدرسي «مسرحية حلم» للكاتب علي حسن الحاير، وحصد جائزة أفضل إخراج مسرحي للمخرج ناصر إبراهيم لمسرحية «وهم». منافسة قوية شهد مهرجان «الفجيرة الدولي للمونودراما» منافسة قوية بين 19 عرضاً مسرحياً من 50 دولة عربية وأجنبية، في عروضه الرسمية، إلى جانب عروض مسرحيات أخرى ضمن برنامج «عروض الفضاءات المفتوحة»، منها: «الفانوس» و«محطة انتظار» من الإمارات، «قطار ميديا» من إسبانيا، «عمق ضحل» من ألمانيا، «وحدي» من تونس، «من يعرف أحداً» من روسيا، «وجوه» من سوريا، «جوكر من العراق»، «اليوم الأخير» من الجزائر، «متر في متر» من سلطنة عُمان، «ودارت الأيام» من مصر، و«شرخ في جدار الزمن» من البحرين. «وصية مريم» نال العرض المسرحي السوري «وصية مريم» صدىً كبيراً ونال إشادات صناع المسرح ونجوم التمثيل، خلال عرضه ضمن برنامج «عروض خارج المسابقة» على هامش فعاليات «الفجيرة الدولي للمونودراما»، حيث اجتمع «ثلاثي الإبداع» المخرج عجاج سليم والمؤلف جمال آدم والممثل محمد حداقي، ليقدموا تجربة مسرحية غنية بالتفاصيل العميقة خلال 40 دقيقة، حول أستاذ مدرسة يستعيد تفاصيل كثيرة وهو يتحدث عن تلك الطفلة الصغيرة التي قتلت، ويستفيض بالحديث والسخرية والبكاء ضمن أجواء من الكوميديا السوداء التي لا تقدم حلولاً بقدر ما تثير الأسئلة. «فخر الفجيرة» شهد حفل ختام مهرجان «الفجيرة الدولي للمونودراما» تقديم أغنية كإهداء إلى صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، بعنوان «فخر الفجيرة»، وقدمها أطفال مدرسة زايد في دبا الفجيرة، وهي من أشعار الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي، رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وألحان محمد الأحمد، وغناء حسين الجسمي. اكتشاف المواهب شهد المهرجان أيضاً في دورته الـ11، استحداث مهرجان خاص يقام للمرة الأولى على المستوى العربي بعنوان «مونودراما المسرح المدرسي»، والذي يضيء على الشباب المبدعين في عالم «أبو الفنون»، ويسهم في اكتشاف المواهب وفتح الأبواب أمامها من أجل الاستزادة من الخبرات المشاركة في «الفجيرة الدولي للمونودراما»، حيث قدم 15 عرضاً مسرحياً، وأتاح المجال أمام الشباب لعرض أعمالهم المسرحية أمام كبار المسرحيين والنقاد والمهتمين من الجمهور.

«ميديا» متوّجة بذنوبها وهزيمة رقمية  لـ «دون كيشوت» في «مونودراما الفجيرة»
«ميديا» متوّجة بذنوبها وهزيمة رقمية  لـ «دون كيشوت» في «مونودراما الفجيرة»

الإمارات اليوم

time١٥-٠٤-٢٠٢٥

  • الإمارات اليوم

«ميديا» متوّجة بذنوبها وهزيمة رقمية لـ «دون كيشوت» في «مونودراما الفجيرة»

اختارت عروض اليوم الثالث من مهرجان الفجيرة للمونودراما أن تكون محنة الإنسان ومآزقه الوجودية موضوعها المحوري، وبينما ذهب العرض الآتي من إسبانيا نحو الأسطورة والتاريخ لتشريح مفاهيم معقدة، مثل الذنب والغفران والحرية، في فضاء مسرحي رمزي طقوسي، اختار العرض الإيراني أن يكون ابن لحظته التقنية الراهنة من خلال فرجة بصرية اعتمدت على «الفيديو آرت» والتلاعب الضوئي، واستعادة رحلة «دون كيشوت» الرمزية، لكن هذه المرة بمنظور الصراع مع سطوة تقنيات التواصل الحديثة. ترنيمة مسرحية منذ اللحظة الأولى وضع العرض الإسباني «قطار ميديا»، للفنان رافائيل بينتو، جمهوره في مساحة طقوسية أسطورية، كنا أمام استعادة ومعالجة خاصة للأسطورة اليونانية الشهيرة «ميديا»، استعادة لم تكن بأي شكل من الأشكال لتسليط الضوء على الأسطورة نفسها، بل كانت بمثابة اختبار شخصي في أن تنطق «ميديا» بصوت الرجل من خلال سؤال محوري: ماذا يمكن أن تفعل أو تقول «ميديا» أمام كل ذنوبها لو صارت إنسانة من لحم ودم؟ وكيف يمكن للإنسان أن يتعايش مع أثقال الفقد، والذنوب العميقة التي لا تسقط بالتقادم ولا يمحوها الزمن؟ من اللحظة الأولى عبّر هذه العرض عن نفسه، كنا أمام فرجة بنيت بهدوء مفرط، وتحولات متقنة، كنا أمام أداء منضبط بشكل مدهش، على صعيد تقنيات وأدوات الممثل، وعلى صعيد الشكل، وتفاصيل الديكور التي تحولت بين يدي الممثل إلى أدوات لبناء شكل العمل الخارجي بهشاشة قابلة للانهيار في أي لحظة بينما كان يروي الحكاية، كنا في هذا العرض أمام الحد الأدنى من العناصر البصرية التي صنع منها الممثل البارع عالماً متكاملاً من الضوء والموسيقى والحركة الرمزية، وأصبح الجسد المتجسد للأسطورة بانضباطه الشديد هو محور الفراغ والصمت والمنطلق الأساسي لأدوات السرد. بنيت حكاية «قطار ميديا» على سينوغرافيا بسيطة لكنها أعطت الممثل كل ما يريده للذهاب بعيداً في رحلة تعريته لمفاهيم عميقة في النفس البشرية، اعتمد العمل على الموسيقى كمؤثر جوهري في بنية الحكاية وفضائها، موسيقى موازية، وأخرى يصنعها الممثل بنفسه على الخشبة من خلال بعض الأدوات الوترية والإيقاعية المبنية كجزء من ديكور العمل ودلالاته البصرية، التي أضافت مناخ التراتيل السوداوية الأقرب إلى المرثيات والجنائزيات الأسطورية التي ترثي الفقد والغياب. على خيط رفيع بين الإبهار والهشاشة سار الممثل طول مدة العرض بانضباط حسي فريد، فلم يكن هناك أي فرصة للخطأ، وكان عليه التعاطي مع مشاعره وانفعالاته بميزان من ذهب، فنحن لم نكن، من حيث المبدأ، أمام سرد لحكاية بل لعبة نفسية تتصاعد وتتحرك بأدوات تأخذ الواحدة منها معاني متنوعة، وتتصاعد بالإحساس المشدود تماماً، خصوصاً عندما تكون الريشة بكل هشاشتها وضعفها الحامل التي يبني عليها الممثل كتلة ديكوره، وهي التي تتسبب في انهياره في آخر العرض. يدمج العرض الثقافة المحلية مع الأسطورة المعولمة، ويمضي في بحث حرية المرأة، من دون الوقوع في خطاب مباشر أو تقريري، بل من جانب نفسي ملهم مع استدعاء شخصية «ياسون»، ما ضاعف البعد المأساوي والجنائزي في هذه المونودراما، وحوّل الغائب إلى حاضر داخلي يتصارع قي كيان «ميديا» الممزق والمأزوم. نجح العرض في بناء عالم متكامل من الضوء والموسيقى والحركة الرمزية، ليصبح الجسد والفراغ والصمت أدوات سرد قوية بحد ذاتها. «قطار ميديا» لم يكن مجرد قراءة معاصرة لأسطورة قديمة، بل عمل ينتصر للقيم الإنسانية بامتياز، ويطرح أسئلة وجودية منبعها القيم الإنسانية، ويراهن على قوة الفن والإبداع في تحويل الألم والخوف إلى معنى. لعبة الفضاء البصري من إيران جاء العرض المميز الذي حمل عنوان «مستطيل»، بأداء الفنان الإيراني، سيد إمام أصفهاني رشيدي، تأليف وإخراج سحرا رمزانيان، ليقدم لنا لعبة مغايرة كسرت قوالب الفرجة المعهودة، ينقل العرض الجمهور إلى خشبة المسرح ويلغي الصالة، ووسط الجمهور الذي صار على خشبة المسرح يوجد ذلك المستطيل البصري الضوئي الذي تدور فيه حكاية ولعبة هذه التجربة الدلالية المكثفة. سرعان ما يكتشف المتلقي أن هذا المستطيل الذي يلازمه الممثل ليس أكثر من سجن بمفاهيم معقدة، ومساحة دلالية لصراع إنساني لكن في شبكات التواصل وتقنيات التواصل، التي بات العمل أسيراً لها، إلى الدرجة التي بدأت الحياة الواقعية تتحول إلى عالم موازٍ وليس العكس. يستنهض العرض البطل الشعبي من رمزيته المتمثلة في «دون كيشوت»، باعتباره نموذجاً في الذاكرة الإنسانية للبطل الباحث عن نفسه والمعنى الإنساني في عالم صعب ومليء بالشر والخديعة، لكن هنا لن يكون «دون كيشوت» ذلك الفارس الذي يخوض حروبه مع طواحين الهواء، بل مع عالم موازٍ حافل بالخدائع، ومقومات العصر التي باتت تحكم حياة الفرد وتحدد مساره، في حالة مريبة من الهيمنة المعقدة على أنماط التفكير والعيش وحتى الأحلام. بطل المسرحية، على نهج صراع «دون كيشوت» الباحث عن الخلاص، ليست لديه القدرة على خوض معاركه بنفسه وسط هذا المستطيل، بل تحوّل إلى رجل ضائع ومشتت مستسلم لتحكم معالج بالطاقة، هو الذي يزيد من قيوده وحصاره، ونكتشف أنه يعيق توقه إلى التحرر والوصول إلى العالم الحقيقي. وعلى مدى 37 دقيقة، مدة العمل، يرتحل بنا إلى عالم هذياني مأزوم ومعقد، يغادر «دون كيشوت» سياقة التاريخي المعروف إلى لحظة راهنة شديدة التأزم، إنها أمامنا شخصية إنسانية مشوشة وحائرة وضائعة تنشد خلاصها من غربة نفسية مركبة، لتسقط تحت سيطرة «المدرب الروحي»، الذي يتفنن بالاستثمار في معاناته، بينما يتحول «سانشو» من الرفيق والصديق الطيب إلى مجرد مدير أعمال جشع يستثمر هو الآخر بمفهوم البطولة الأخلاقية، ويحولها إلى منتج استهلاكي خاضع لموازين الربح والخسارة. في هذا العرض المكثف، كنا أمام ممثل استطاع ضبط مشاعره المتداخلة والمركبة، وطاقته الحركية التي حولها إلى طاقة نقدية أكثر من أدائية، منتصراً لفكرة أن البطل المنهزم ليس مجرد إنسان خاسر بقدر ما هو كائن عالق في مكان بين الحقيقة والوهم. بساطة الفضاء المسرحي كانت من مكامن قوة هذا العرض، مجرد مستطيل صغير تحول إلى مساحة تعبير مدهشة بالاستفادة طبعاً من تقنيات الضوء والظل والصوت، مستطيل هذا العرض هو بكل وضوح سجن العصر الحديث، إنه سجن داخلي مظلم وخانق وقاتل رغم كل الحرية الكاذبة التي يعد ويروج لها. العرض لا يقدّم بطلاً تقليدياً، بل شخصية مأزومة ترى في الجمهور خصماً وصديقاً في آن، ولا يخلص العرض إلى خلاص أو انتصار وهزيمة، بل إلى لحظة فريدة من التلاشي الرقمي، إنها النهاية التراجيدية لأبطال العالم الافتراضي، الذين ينتهون بنقرة «ديليت» على الكيبورد. «مستطيل» عرض يعرّي سجون العصر الحديث، المتمثلة في التقنيات، والعالم الافتراضي المظلم، رغم كل الحرية الكاذبة التي يعد ويروج لها. نجح «قطار ميديا» في بناء عالم متكامل من الضوء والموسيقى والحركة الرمزية، ليصبح الجسد والفراغ والصمت أدوات سرد قوية بحد ذاتها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store