
ولا يزال ممنون صامداً
ويُعرف التمثالان باسم «ممنون»؛ البطل الأسطوري الإغريقي من أصول أفريقية الذي قُتل في معركته مع أخيل؛ أحد أبطال حروب طروادة. بعد موته، ظلت أمه إيوس تبكيه كل صباح وتنوح عليه. وحدث أن أحد تمثالَي أمنحتب الثالث العملاقَين وقع به شرخ، فكان الهواء يمر منه كل صباح فيصدر صوتاً كالنواح! ولهذا السبب عُرف التمثالان بـ«تمثالَي ممنون»، وأصبحا قبلة للسياحة منذ العصور القديمة.
كان على المصري القديم أن ينقل التمثالين كل هذه المسافة مستخدماً تقنية ما زلنا أبعد من إدراك جميع جوانبها، فكل ما نعرفه عن نقل التماثيل الضخمة في عصر الدولة الحديثة جاء من المناظر التي تصور مشاهد من نقل تماثيل عملاقة باستخدام زلاجات ودرافيل خشبية وحبال. وكان يجري التغلب على الاحتكاك بين الدرافيل والزلاجات بسكب الماء، وأحياناً الزيت، أو ربما اللبن.
ويقف تمثالا «ممنون» بوصفهما من أعاجيب العصر القديم، ليس فقط لضخامة التمثالين، وإنما لنجاح المصري القديم في نقل هذا الوزن بكل دقة وبراعة، ووضعهما في مكانهما المحدد بالمعبد من دون حدوث أي أذى لكتلة الحجر. ونعرف أن عملية نحت التمثالين كانت قد جرت في المحجر بالجبل الأحمر، ووُضعت اللمسات النهائية عليهما من ألوان وغيرها بعدما استقرا في مكانهما بالمعبد الجنائزي.
ويصور تمثالا «ممنون» الملك أمنحتب الثالث جالساً على كرسي العرش من دون مسند للظهر، باسطاً يديه على ركبتيه، وعلى جانبي ساقَيه نحتت هيئتان لملكتين، هما: الملكة تي، والملكة موت إم ويا، وعلى جانبي كرسي العرش نقش بديع لتوحيد الأرضين.
المعروف أن المهندس المصري القديم برع في نقل الأحجار الضخمة منذ الدولة القديمة، وذلك لبناء الأهرامات والمقابر وصنع التماثيل، فالهرم الأكبر استُخدمت في بنائه أحجار غرانيتية من محاجر أسوان يصل وزن الحجر الواحد منها إلى أكثر من مائة طن، واستطاع المصري القديم نقلها ببراعة عبر نهر النيل ثم وضعها في أماكنها بالهرم.
وفى عصر الأسرة الخامسة، نحت الملك ساحورع أعمدة غرانيتية من محاجر أسوان على هيئة أشجار نخيل، واستطاع أيضاً نقلها عبر نهر النيل إلى معبده الجنائزي؛ إلى أبو صير. ويصور لنا منظر على الطريق الصاعدة للملك ونيس عملية نقل عمودين من الغرانيت الوردي على ظهر مراكب نيلية.
بلغت عمليات النقل البري والنهري قمة التقدم في عصر الملك «رمسيس الثاني» الذي استطاع نقل تمثال يزن أكثر من مائة طن من محاجر أسوان إلى معبده بالرامسيوم، وهو أضخم تمثال في الحضارة المصرية لا تزال بقاياه موجودة إلى الآن.
أما نقل التماثيل الضخمة عبر الأرض، فكان يتطلب تمهيد الطرق واستخدام أعداد كبيرة من الرجال تصل في بعض الأحيان إلى المئات، كما يشير إلى ذلك منظر مصور من عصر الدولة الوسطى. أما النقل النهري، فكان أولاً يتطلب حفر قناة من النيل إلى أقرب موضع من المحجر، وتجهيز سفن خاصة للشحن والإنزال، وعمل موانئ مؤقتة عند أقرب نقطة لموقع البناء. ونعرف تفاصيل نقل مسلة من عصر «بطلميوس الثاني» مما ذكره المؤرخ بلليني، حيث أشار إلى حفر قناة من نهر النيل إلى موضع المسلة، وتحميلها على مركبين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 11 دقائق
- الشرق الأوسط
إلغاء ندوة محيي إسماعيل في «القومي للمسرح المصري» يُثير تفاعلاً
أثار إلغاء ندوة الفنان المصري محيي إسماعيل، التي كانت مقررة ضمن الدورة الـ18 من المهرجان «القومي للمسرح المصري»، تفاعلاً بين جمهور ومتابعي المهرجان، الذي شهد حفل افتتاحه يوم 20 يوليو (تموز) الحالي، تكريم إسماعيل، بجانب نخبة من الفنانين، من بينهم، سميرة عبد العزيز، وأحمد نبيل، وميمي جمال، وأشرف عبد الباقي، وغيرهم. وأوضحت إدارة المهرجان، في بيان صحافي، السبب وراء إلغاء ندوة محيي إسماعيل، مؤكدين «أن عدم التزامه بالموعد»، كان وراء ذلك، وتضمن البيان أن قرار الإلغاء جاء في إطار الحرص على انتظام البرنامج الرسمي للمهرجان. من جانبه، أكد مدير المهرجان المخرج الدكتور عادل عبده، أن «الجميع يكنّ كل تقدير واحترام للفنان محيي إسماعيل، فهو فنان كبير، وله باع طويل في المسرح، وعلى المستوى الإنساني رجل طيب». صورة جماعية للمكرمين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان) ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «عدم اعتذاره عن الندوة في الوقت الذي ينتظره فيه الجميع، وإرسال سيارة خاصة لتحضره، لا أرى له تفسيراً»، لافتاً إلى أن «إدارة المهرجان تقدر الظروف الشخصية التي لا تعرفها، واستدعت عدم حضوره، لكن كان يجب أن يقدر الحضور، ويعتذر من جانبه». وأكد مدير المهرجان أن «قرار الإلغاء الذي قام به رئيس المهرجان الفنان محمد رياض كان ضرورياً وسليماً، رغم مطالبات بعض الحضور بإتمام الندوة، والحديث عن كتاب إسماعيل، ولكن تم رفض ذلك؛ لأن الندوة للاحتفاء بالفنان المكرم، وليست للكتاب». وأشار عبده إلى أن «محيي إسماعيل فنان لديه تاريخ كبير في المسرح بالداخل والخارج والقطاع العام، مثل مسرحية (القاهرة في ألف عام)، كما أنشأ مسرح الـ100 كرسي، من خلال عرض (المغماطيس)، ويستحق التكريم». رئيس المهرجان ووزير الثقافة ومحيي إسماعيل (إدارة المهرجان) ورداً على تصريحات منسوبة للفنان محيي إسماعيل لوسائل إعلام محلية، «أن قرار إلغاء ندوته لا يشغله، وأن تكريمه لم يعجبه، لأن التكريم يرتبط لديه بالمادة والمهرجان لم يمنحه ذلك»، قال عبده إن «المهرجان يعمل بميزانية ضعيفة، لكنه كبير والتكريم به وسام يعتز به كل فنان». وخلال البيان، أكد الفنان محمد رياض «أن إدارة المهرجان تحرص على احترام الوقت، والتزام الضيوف والفنانين بمواعيد الندوات والفعاليات المعلنة سلفاً، حرصاً على راحة الجمهور، ولضمان سير الفعاليات بالشكل اللائق الذي يعكس قيمة ومكانة المهرجان». وأضاف رئيس المهرجان أن «القرارات تأتي انطلاقاً من مبدأ الانضباط والاحترام المتبادل بين جميع المشاركين والجمهور، وفي إطار الالتزام بالتنظيم والجدية، بما يعكس الصورة الحضارية للمسرح المصري». وتعليقاً على قرار إلغاء ندوة محيي إسماعيل، قال الناقد الفني المصري، محمد عبد الرحمن، إن «المهرجان عليه أن يراجع أسلوب اختيار المكرمين عقب هذا الموقف؛ لأن الالتزام الأدبي والمجتمعي أهم من الإنجاز الفني». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «محيي إسماعيل دائماً ما يثير الجدل بمثل هذه الأمور في المحافل والملتقيات الجماهيرية والفنية، وكان لا بد من البداية إما التشديد على الحضور والالتزام بقواعد المهرجان، وإما إلغاء الندوة». وفنياً، شارك محيي إسماعيل في أعمال عدة؛ من بينها أفلام: «خلي بالك من زوزو»، و«الإخوة الأعداء»، و«مولد يا دنيا»، و«إعدام طالب ثانوي»، و«شهد الملكة»، و«الطائرة المفقودة»، و«حد سامع حاجة»، ومسلسلات: «كليوباترا»، و«أهل الكهف»، و«نسر الشرق»، و«موسى بن نصير»، وغيرها.


الشرق الأوسط
منذ 11 دقائق
- الشرق الأوسط
دنيا سمير غانم تنافس نجوم الأكشن بـ«روكي الغلابة»
عبر توليفة سينمائية تجمع بين الأكشن والكوميديا إلى جانب الغناء والاستعراض، تخوض الفنانة دنيا سمير غانم سباق الموسم الصيفي من خلال فيلم «روكي الغلابة»، الذي تسيطر عليه مشاهد الحركة والمطاردات، وتنافس به نجوم الأكشن من الفنانين الرجال المسيطرين على هذه النوعية من الأفلام. الفيلم الذي انطلق عرضه في مصر، الأربعاء، تصدّر شباك التذاكر في أول أيام عرضه محققاً نحو مليونين ونصف المليون جنيه (الدولار يساوي 48.73 جنيه مصري) ليدفع بفيلم «الشاطر» لأمير كرارة وهنا الزاهد إلى المركز الثاني، بعد أن ظلّ متصدراً الإيرادات على مدى الأسبوعين الماضيين منذ طرحه. فيلم «روكي الغلابة» يشارك في بطولته محمد ممدوح الشهير بـ«تايسون»، ومحمد ثروت، ومحمد رضوان، فيما يطل عدد من ضيوف الشرف، من بينهم: إيمي سمير غانم، والمطرب أحمد سعد، وأحمد الفيشاوي، ومحمد أسامة الشهير بـ«أوس أوس»، ومريم الجندي، والفيلم من إنتاج أحمد السُبكي، وشارك في كتابته كريم يوسف، وندى عزت، إلى جانب المخرج أحمد الجندي في ثاني فيلم يجمعه وكريم يوسف هذا الصيف بعد فيلم «الشاطر»، وقد جمعهما تعاون درامي مع دنيا في أعمال من بينها «لهفة»، و«نيللي وشريهان»، و«جت سليمة». كايلا تلفت الأنظار برفقة الفنان محمد ثروت على الرد كاربت (الشركة المنتجة) وتصدر «تتر» مقدمة الفيلم إهداء «إلى من أسعدونا بفنهما، أسطورة الكوميديا الفنان سمير غانم والفنانة المبدعة دلال عبد العزيز» في تقليد تحرص عليه دنيا في أعمالها الفنية. تبدأ مشاهد الفيلم من خلال طفلة صغيرة يتيمة بأحد الأحياء الشعبية تقوم بضرب عدد من الأولاد، وتنجح في هزيمتهم، ما يلفت نظر «كابتن منصور» مدرب الملاكمة إليها، ويؤدي دوره محمد رضوان، فيتبناها ويشجعها. في المشهد التالي نراها وهي شابة تخوض مباراة في الملاكمة مع لاعبة أخرى تكاد تهزمها، لكن «رقية» التي أصبحت «روكي» تيمناً بأفلام النجم سيلفستر ستالون، تستعيد نفسها وتحقق فوزاً، وأدت كايلا ابنة دنيا شخصيتها وهي طفلة عبر مشهد واحد، لتستكمل دنيا الشخصية في أحداث الفيلم. وتقرر «روكي» العمل حارسة خاصة، وتلتقي «منير»، الذي يلعب دوره الفنان محمد ثروت، ويطلب منها العمل حارسة خاصة لنجل عمه الباحث «ثابت بكر»، الذي يؤدي دوره محمد ممدوح والذي يعود من الخارج هرباً من مطاردة جهات أجنبية تسعى للحصول على ابتكار مهم توصّل إليه. العرض الخاص شهد حضور العديد من الفنانين (الشركة المنتجة) لكن «ثابت» يستخف بـ«روكي» وبأسلوبها في الحديث وطريقة نطقها للكلمات التي تثير الضحك فيسخر منها، إلى أن تطارده العصابة في كل مكان يذهب إليه وتتصدى لهم بقوة فيتفاجأ بقدراتها، وتقدم دنيا مشاهد حركة تتضمن قفزات عنيفة وتبهر «ثابت» بقدرتها على التصدي للعصابة التي تطارده. يتسلل الحب إلى قلب «روكي» و«ثابت»، وحينما يستفزها بقوله إنها «رجل» مشيداً بقوتها فتشارك بالغناء والاستعراض في قريته لتبهر «ثابت» ويعترف لها بحبه، كما تشارك المطرب أحمد سعد في أغنية «أشرار» التي لقيت تفاعلاً لافتاً منذ طرحها، فيما يظهر أحمد الفيشاوي «ضيف شرف» قبل نهاية الفيلم بشخصية «ديفيد»، وهو شخص يقف خلف العصابة التي تطارد «ثابت». وشهد العرض الخاص للفيلم تزاحماً كبيراً على دنيا وابنتها وزوجها الإعلامي رامي رضوان بمجرد ظهورهم على «الرد كاربت». وقالت دنيا سمير غانم في تصريحات صحافية إن ابنتها - في ثاني مشاركة معها بعد مسلسل «جت سليمة» - تُثبت اهتمامها بالتمثيل وتحفظ المشاهد وتتدرب عليها قبل التصوير، مؤكدة أنها حتماً ستدعمها إذا ما قررت الاستمرار في التمثيل. وكشف الفنان محمد ممدوح عن أن الفيلم حقّق أمنيته بالعمل مع دنيا سمير غانم، مؤكداً في تصريحات صحافية أنها فنانة تسعى دوماً لتطوير نفسها وتركز كثيراً في عملها. ويرى الناقد الفني المصري طارق الشناوي، أن الجزء الأول من الفيلم كان به قدر كبير من الضحك، قائلاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «توليفة الأكشن الممزوجة بالكوميديا تُعد الأكثر تحققاً في الوقت الحالي»، لافتاً إلى أن «دنيا سمير غانم بدت مقنعة في أداء الأكشن، والمخرج أحمد الجندي حقق حالة جميلة على الشاشة بالخيال والخروج عن الأسلوب الشائع في الضحك، مع حضور للموسيقى والمونتاج وإيقاع أداء الممثلين»، بينما أبدى الشناوي تحفظه على الجزء الأخير من الفيلم ويراه «انطوى على افتعال»، حسب تعبيره، بظهور أحمد سعد وأحمد الفيشاوي، وقال إنهما «تحولا من عامل إضافة للفيلم إلى ثقل درامي، وبشكل خاص أحمد الفيشاوي، بعدما اتجه الفيلم لإدخال أبعاد سياسية، فيما رأينا من البداية أنه مجرد لعبة، وحينما بدأت الأحداث تأخذ سمة الجدية، فَقَد الفيلم قدرته على الضحك». الملصق الدعائي للفيلم (الشركة المنتجة) ورغم اقتناعه بأن «دنيا سمير غانم مشروع لنجمة جماهيرية» وفق تعبيره، فإن الشناوي يرى أن «هذا الفيلم لن يحقق لها ذلك»؛ مبرراً ذلك بأن «نجم الشباك يحتاج لقفزة رقمية، ومن المبكر أن نتحدث عن إيرادات الفيلم بعد ساعات من طرحه، حتى لو كانت مرتفعة في الأيام الأولى، لكن يظل الفيصل في استمرار تصدره لأسابيع، وفي ظل إيقاع متسارع لعروض الموسم الصيفي»، مشيراً إلى أن «الباب يظل مفتوحاً أمام دنيا لتجارب أخرى». وتعود دنيا سمير غانم للسينما بفيلم «روكي الغلابة» بعد مرور 3 سنوات على عرض فيلمها «تسليم أهالي»، الذي شاركها بطولته هشام ماجد، وقد حرص على حضور العرض الخاص لـ«روكي الغلابة»، إلى جانب إيمي سمير غانم وزوجها الفنان حسن الرداد، ومي نور الشريف، وكريم عفيفي، وفدوى عابد.


مجلة سيدتي
منذ 18 دقائق
- مجلة سيدتي
حكاية شيرين عبد الوهاب وحسام حبيب: من حبه جنة إلى بتمنى أنساك
منذ أن بدأت قصة الحب بين شيرين عبد الوهاب وحسام حبيب ، لم تكن مجرد علاقة عاطفية عابرة بين فنانين، بل بدت كدراما مصرية شعبية تتقاطع فيها الرومانسية مع الواقعية، ويختلط فيها الضوء الذي انطلق من حفل الزفاف بظلال ثقيلة خلف كواليس البيوت المغلقة، فعلى مدار سبع سنوات، تحوّلت شيرين من امرأة تغني "كلي ملكك" لحبيبها، إلى نجمة تواجهه في ساحات المحاكم والبلاغات، مرددة بصوت خافت: " بتمنى أنساك." في هذا التقرير، نعود إلى الوراء لنفكك خيوط العلاقة التي شغلت الرأي العام، من بدايتها الحالمة حتى نهاياتها الموجعة، بين الغناء والصمت، بين "جرح تاني" و "على بالي", وبين تصريحات إعلامية وبلاغات رسمية، نحاول أن نروي القصة كما وقعت وفقا لتصريحات الطرفين. الفصل الأول: "كان قلبي وحيد مرتاح... وأنت اللي مليته جراح" في بدايته، لم يكن هذا الحب عاديًا. كان يشبه الأغاني الرومانسية التي تبدأ همسًا ويعلو ايقاعها شجنًا حتى يصل إلى ذروته. تعرّف الجمهور على حسام حبيب في البداية كصديق مقرّب من شيرين عبد الوهاب، ولفترة ظلّت العلاقة بينهما خارج دائرة الضوء، رغم ما كانت تلمّح به شيرين أحيانًا عن "وجود شخص" في حياتها يمنحها دعمًا نفسيًا وفنيًا. ومع إعلان زواجهما رسميًا في أبريل 2018، بدا الأمر أشبه بإحدى نهايات أفلام الأبيض والأسود: العروس بالفستان الأبيض، والعريس الذي تحوّل فجأة من صديق إلى زوج، والمحبون من الجمهور يصفقون من خلف الشاشات. قالت شيرين آنذاك، خلال إحدى حفلاتها في دبي، إن حسام هو "حب عمرها" وإنه "احتواها زي ما هي"، لتُغني له لاحقًا: "كل ما أغني بحسك جنبي.. وإنك أقرب ليّا مني." لكن الحب في حياة شيرين لم يكن يومًا خاليًا من الصخب. كان أشبه بـ"آه يا ليل"... يبدأ بكلمة حب، وينقلب بعدها بسطرين إلى عتاب، فإلى صمتٍ طويل. في السنوات الأولى من الزواج، حاول الزوجان الحفاظ على خصوصية علاقتهما، إلا أن الصحافة لم تترك لهما المساحة. كل صورة تُنشر، وكل زلة لسان تُقال في حفل أو لقاء إعلامي، كانت تُقرأ بعين التحليل والاحتمال. ومع كل شائعة انفصال، كانت شيرين تردّ بابتسامة، أو تغنّي أغنية فيها من التلميح أكثر من التصريح. بل إنها في أحد اللقاءات قالت صراحة إن حسام "بيحبها أكتر ما هي بتحبه"، ثم أردفت ضاحكةً: "وأنا مكسوفة أقول كده قدامه!"، في إشارة لطيفة إلى توازن القوة العاطفية بينهما. كان المشهد ورديًا، وإن شابه شيء من القلق الدفين الذي لا يظهر إلا في تفاصيل صغيرة: تغيّر لهجة شيرين في بعض حفلاتها، انسحابها المؤقت من مواقع التواصل، وتصريحات متناقضة بين لحظة وأخرى. ومع كل ذلك، ظلّ الجمهور متعاطفًا. فالحب حين يكون من نوع "جرح تاني"، لا يُشفى بسهولة، ولا يُفهم بسرعة. وعلاقة شيرين وحسام في تلك المرحلة كانت كأغنية طويلة بلا قرار، تُطربنا بجمالها حتى لو لم نفهم كلماتها تمامًا. الفصل الثاني: "بتمنى أنساك زي ما أنت نسيتني في يوم" من زفاف الأحلام إلى واقع الخلافات: كواليس الحياة الزوجية بين النجمين لم يكن الطلاق الأول بين شيرين عبد الوهاب وحسام حبيب نهاية علاقة، بل بداية فصل أكثر تعقيدًا في حكاية الحب. ففي ديسمبر 2021، أعلنت شيرين رسميًا طلاقها من حسام، بعد فترة من التوترات العلنية والتصريحات المتبادلة، التي خرجت في لحظات انفعال أكثر مما خرجت من نية للكشف أو التوضيح. لكن ما فاجأ الجميع لم يكن خبر الانفصال نفسه، بل الهدوء الذي قابلت به شيرين الأسئلة بعده. لم تندفع، لم تهاجم، بل بدت وكأنها "بنت بسيطة"، تحاول أن تشرح ألمها بلغة القلب، لا بلغة النجوم. في أولى حفلاتها بعد الطلاق، وقفت على المسرح في أبوظبي لتغني "جرح تاني". كان الأداء صادقًا لدرجة أن الجمهور شعر وكأنها لا تؤدي الأغنية بل تعيشها. حينها قالت بصوتٍ مرتجف: "أنا خسرت كتير بس كسبت نفسي". تلا ذلك حوارها الشهير مع الإعلامي عمرو أديب، حيث بدت شيرين في أضعف حالاتها: حليقة الرأس، باكية، تعترف بخطأ الاختيارات، لكنها ترفض أن تكون ضحية. في المقابل، ظلّ حسام حبيب غائبًا إعلاميًا نسبيًا، لكنه لم يُخفِ تعلقه بشيرين في عدد من المناسبات. تداول الجمهور تسريبات صوتية نسبها البعض إليه، كما ظهرت تقارير عن محاولات مستمرة منه لإعادة التواصل. وبين الشدّ والجذب، بدأت الأخبار تتسرّب عن احتمال عودة الثنائي، وهو ما أكّدته شيرين لاحقًا بإعلانها الزواج مجددًا من حسام في نوفمبر 2022. عادت إليه، وقالت إنها اختارته "عن اقتناع هذه المرة"، مضيفةً: "الراجل ده عمره ما أذاني، بالعكس ده سندني وقت ما الكل سابني". بدا وكأنها غنت له من قلبها: "كلي ملكك، مهما تقول، مهما تعمل، أنا راضية." لكن الحقيقة كانت أكثر تعقيدًا مما بدت عليه الصور. الفصل الثالث: "هو أنا حبيتك ليه؟ صدقت كلام أوهام" اتهامات متبادلة، ومشاهد مؤلمة أمام الكاميرات: متى بدأت الحرب؟ بعد أن هدأت العاصفة مؤقتًا بعودة شيرين عبد الوهاب إلى زوجها حسام حبيب في أواخر عام 2022، بدا للجمهور أن الأمور تسير نحو الاستقرار، خاصة بعد تصريحات متبادلة تؤكد التصالح والنضج، حتى أن شيرين أعلنت عن رغبتها في طيّ صفحة الماضي والتركيز على الفن والحياة الأسرية. لكن الرياح لم تسر كما اشتهت شيرين، إذ عادت الأزمات تطفو على السطح سريعًا. ففي منتصف 2023، بدأت الشائعات تنتشر مجددًا عن خلافات داخلية، تبعها ظهور شيرين في حفلات وهي بحالة نفسية متأرجحة، ما أثار قلق جمهورها. ثم جاءت لحظة الانفجار الحقيقي في فبراير 2024، عندما نشبت مشادة شهيرة بين الثنائي داخل أحد الفنادق، تسرّبت تفاصيلها إلى وسائل الإعلام، لتعلن شيرين بعدها انفصالها مجددًا عن حسام، وسط حالة من الغموض. حينها، لم تتحدث كثيرًا، لكنها اكتفت بنشر صورة مع بناتها، وكتبت: "أنا اتعلمت أكون لوحدي... ومش ندمانة". لم تمضِ سوى أيام قليلة حتى بدأ حسام حبيب في الإدلاء بتصريحات لعدد من الصحفيين والبرامج، ملوّحًا بأنه "أُسيء فهمه"، وأنه حاول إنقاذ العلاقة حتى آخر لحظة. لكنه في الوقت ذاته وجّه انتقادات مبطنة لشيرين، ملمّحًا إلى أن "البيئة المحيطة بها" لعبت دورًا في تعقيد الأمور. الردّ جاء غير مباشر، كما اعتادت شيرين، حين وقفت على المسرح وغنّت من أعماقها: "أنا مش بتاعة الكلام ده.. أنا بتحب بجد." الجمهور التقط الرسالة، وأعاد نشر الفيديو بملايين المشاهدات، في حين تصاعدت المطالبات بحماية الفنانة من التدخل في حياتها الشخصية. في هذه المرحلة، بدأت بعض الجهات الإعلامية تتحدث عن وجود "نزاع مالي" بين الطرفين، وهو ما لم تؤكده شيرين علنًا، لكنها لم تنفه أيضًا. أما حسام، فبدأت تصريحاته تأخذ منحى أكثر حدة، ما أثار حفيظة جمهور شيرين، الذي اتهمه بمحاولة التكسّب الإعلامي من الأزمة. كانت شيرين تعيش حالة "تعبانة"، بين رغبة في الصمت وحاجة للدفاع عن نفسها، لكن يبدو أن مرحلة التصريحات الرمادية أوشكت على الانتهاء. الفصل الرابع: "وصحيت على نار وآلام" لحظات الانهيار والدموع العلنية: من الاعترافات إلى الاستغاثات في 31 يوليو 2025، انفجرت الأزمة من جديد، ولكن هذه المرة على مستوى رسمي. حيث تقدّمت الفنانة شيرين عبد الوهاب ببلاغ رسمي إلى النيابة العامة ضد طليقها حسام حبيب، تتهمه فيه بـ"الإساءة والتشهير بها عبر وسائل الإعلام"، مؤكدة أنه "تعمّد السخرية منها والتقليل من شأنها في تصريحات إعلامية متعددة، ما ألحق بها أضرارًا نفسية ومعنوية بالغة". البلاغ الذي تقدمت به شيرين – بحسب بيان رسمي صادر عن محاميها – لم يتناول أي مزاعم عن تهديدات مباشرة كما أشيع، بل ركّز على ما وصفته بـ"الحملة الممنهجة لتشويه صورتها والنيل من كرامتها كفنانة وأم"، مستشهدةً بتسجيلات ومقاطع من لقاءات وتصريحات أدلى بها حسام حبيب مؤخرًا. ووفقًا للتفاصيل الأولية، فإن فريق شيرين القانوني أرفق مع البلاغ مستندات تثبت "الإساءة العلنية المتكررة"، بعضها يعود لتصريحات صحفية وأخرى لتسجيلات نُشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي. وجاء في نص البلاغ: "السيدة شيرين عبد الوهاب تعرّضت لأذى نفسي بالغ نتيجة استخدام الإعلام أداة للضغط والتجريح الشخصي، بشكل يخالف القانون والأعراف". أما عن رد حسام حبيب، فلم يصدر عنه حتى الآن أي بيان رسمي، لكنه كان قد ظهر قبل أيام قليلة من تقديم البلاغ في مقابلة صحفية، تحدث فيها عن "حبه الدائم لشيرين"، لكنه في الوقت ذاته لمّح إلى أن "العلاقة كانت سامة"، وأضاف: "أنا اتحمّلت كتير... بس لازم أتكلم عشان الكل يعرف الحقيقة". هذه التصريحات – بحسب مقربين من شيرين – كانت القشة التي دفعتها نحو اتخاذ الخطوة القانونية. عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Al Nahar (@alnahareg) يمكنكِ متابعة الفصل الخامس: "كل يوم بعينيك مشغول... كل يوم بإيديك مقتول" بعد أكثر من سبع سنوات من الشد والجذب، والتصريحات النارية، والعودة والانفصال، والمصالحة ثم الخصومة من جديد، تقف علاقة شيرين عبد الوهاب وحسام حبيب عند مفترق طرق غامض. فعلى الرغم من الخطوة القانونية الأخيرة، لا يبدو أن أحد الطرفين ينوي طي الصفحة بشكل نهائي. بل على العكس، لا تزال التصريحات المتبادلة، والرسائل غير المباشرة، والجدل المتصاعد يترك الباب مفتوحًا أمام احتمالات يصعب توقّعها. شيرين، التي لطالما غنّت "مشاعر ما بتكذبش.. مشاعر وإنت غايب ما بتسبنيش", تبدو هذه المرة مصمّمة على حماية نفسها أولًا، كفنانة لها جمهور عريض ينتظر فنها، وكأمّ لابنتين تحاول أن تمنحهما قدرًا من الاستقرار وسط عاصفة حياتها الخاصة. فيما حسام، الذي اعتاد التلميح إلى أنه "ظلّ الحبيب رغم كل شيء"، لم يعلن بعد انسحابه الكامل من المشهد، بل يستمر في تقديم روايته بطريقته الخاصة، عبر الإعلام أو المقربين. الملفت أن هذه العلاقة – بكل ما حملته من شغف وغضب وتصالح وعداء – تحوّلت إلى مسلسل طويل تابعه الجمهور العربي فصلاً فصلاً، وأصبح لكل من الطرفين مؤيدون ومعارضون، يقتبسون من أغاني شيرين لشرح مواقفها، أو يروّجون لرواية حسام بوصفه "ضحية حب جامح". وفيما لا تزال أغنية "على بالي" تصدح في حفلات شيرين، ولا تزال كلماتها: "على بالي حبيبي دايمًا على بالي" تُردّد وكأنها رجع صدى لحبٍّ لم ينتهِ تمامًا، يدور في الكواليس همس عن محاولات تدخل من أصدقاء مقربين للتهدئة، لكن دون نتائج ملموسة حتى الآن. من جهته، قال أحد المقرّبين من شيرين إنها "لا تسعى الآن لأي تصعيد إضافي، بل تطالب فقط بالاحترام وعدم الزج باسمها أو حياتها الشخصية في حوارات إعلامية لا تخدم إلا الإثارة". وهكذا، تبقى النهاية مؤجلة، تمامًا كما اختارت شيرين أن تؤجل الكثير من ردودها، مفضّلة الصمت على الانزلاق في دوامة جديدة، وكأنها تهمس لجمهورها من خلال إحدى أغنياتها: "أنا كتير اتكسرت... بس لسه بضحك، ولسه بقول بحب، ولسه قلبي بيرجع يصدّق". وفي انتظار ما ستُسفر عنه التحقيقات في البلاغ الرسمي، أو مفاجآت الأيام المقبلة، يبقى السؤال معلقًا بلا جواب: هل تنتهي الحكاية حقًا؟ أم أن شيرين وحسام كتبوا فصلاً أخيرًا... بلا نهاية؟ جدول زمني للأزمات بين شيرين عبد الوهاب وحسام حبيب (2018 - 2025) أبريل 2018 زواج شيرين عبد الوهاب من حسام حبيب في حفل عائلي بسيط أثار ضجة واسعة في الإعلام. 2019 - 2020 ظهور مستمر كثنائي في المناسبات الفنية، رغم إشاعات متكررة عن وجود خلافات بينهما. ديسمبر 2021 إعلان الطلاق رسميًا. شيرين تظهر حليقة الرأس وتصرّح لاحقًا: "أنا اللي طلبت الطلاق". نوفمبر 2022 دخول شيرين المستشفى النفسي، وسط تضارب في الروايات. عائلتها تتهم حسام بأنه المتسبب في الأزمة. ديسمبر 2022 خروج شيرين من المستشفى، وتسجيل صوتي مسرّب يكشف تفاصيل خلاف بينها وبين حسام وشقيقها. يناير 2023 عودة شيرين للغناء بعد فترة غياب، مع نفي تام لنية العودة لحسام، ثم تلميحات لاحقة بعودة العلاقة. أبريل 2023 شيرين وحسام يظهران سويًا مجددًا في مناسبات خاصة، ما يعيد الجدل حول حقيقة عودتهما. أكتوبر 2023 مقابلات صحفية متفرقة تلمّح إلى خلافات جديدة، دون تأكيد رسمي على انفصال جديد. فبراير 2024 الانفصال الرسمي الثاني. تصريحات مقتضبة من الطرفين، وشيرين تقول: "مش كل حاجة تتقال". يونيو 2025 حسام حبيب يظهر في مقابلة إذاعية، يلمّح إلى "خيبات في اختياراته الشخصية"، دون تسمية. 31 يوليو 2025 شيرين تتقدّم ببلاغ رسمي إلى النيابة العامة ضد طليقها، بتهمة التشهير والسخرية منها عبر الإعلام وفريق شيرين القانوني يصدر بيانًا يؤكّد أن "الخطوات القادمة ستكون قانونية بحتة"، دون تصعيد إعلامي. لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن ».