
تقلا شمعون في بودكاست مع نايلة: "الفنان إنسان يبحث عن الكمال"
حلّت الممثلة القديرة تقلا شمعون ضيفة على الإعلامية نايلة تويني في "بودكاست مع نايلة"، حيث تحدثت بصراحة عن مسيرتها الفنية والشخصية، متطرّقة إلى أبرز المحطات التي شكّلت مسيرتها كممثلة.
تعدّ تقلا شمعون واحدة من أبرز نجمات الدراما اللبنانية، إذ امتدّت رحلتها الفنية لعقود من الإبداع والتميز. عُرفت بتجسيدها أدواراً متنوّعة بقدرة استثنائية على التقمص، مما جعلها من أكثر الممثلات تأثيراً في المشهد الفني اللبناني والعربي. لم تكن رحلتها سهلة، لكنها تمسّكت بشغفها بالفن، محافظة على مبادئها، ورافضة التنازل عن قناعاتها في سبيل النجاح. تميزت بقدرتها على اختيار الأدوار التي تترك بصمة، فكان أداؤها دائماً نابضاً بالحياة، معبّراً عن عمق شخصياتها، لتحظى بتقدير الجمهور والنقاد على حد سواء.
تقلا شمعون: رحلة في عالم الفن بين الشغف والتحديات
وُلدت الممثلة اللبنانية تقلا شمعون في بيئة بسيطة تحيط بها الطبيعة التي أحبّتها منذ نعومة أظفارها. ترعرعت في بيت يفتح أبوابه للجميع، حيث لم يكن هناك حواجز اجتماعية، فكان الناس يتوافدون إليه بكلّ حرية. نشأت على القيم الإنسانية والتواضع، فكانت تستمع للجميع وتحبّ الناس من دون تمييز. رغم الظروف الصعبة التي مرّ بها لبنان، بقيت مؤمنة بوطنها، متمسكة بحبها له وللأرض التي نشأت عليها.
منذ صغرها، أظهرت تقلا اهتماماً كبيراً بالدراسة، فكانت تلميذة مجتهدة وجدّية، وكانت دائماً في طليعة من يقع عليهم الاختيار للمشاركة في العروض المسرحية المدرسية. هذا الشغف بالتمثيل لم يكن مجرد هواية عابرة، بل كان نافذتها على عالم أوسع، حيث رأت فيه وسيلة للتعبير عن مشاعرها وأفكارها. وعندما قرّرت دراسة التمثيل أكاديمياً، لم تواجه اعتراضاً من والدها، بل على العكس، بارك خطوتها قائلاً: "لا توجد مهنة سيّئة، بل إنسان سيّئ".
لم تكن تقلا شخصاً مادياً، ولم تساوم يوماً على فنّها أو تربيتها. ظلّت مخلصة لمبادئها، رافضة أن تقدّم أدواراً لا تقتنع بها لمجرد الكسب المادي. حين حصلت على جائزة أفضل ممثلة، نصحها والدها قائلاً: "لا تفتخري إلا بالله"، وهو ما رسّخ في نفسها قيمة التواضع رغم النجاحات التي حقّقتها.
بفضل موهبتها الفذّة، أدركت أن الممثل الجيّد هو من يستطيع تجسيد جميع الأدوار بمهارة وإقناع. كانت تنتظر فرصتها للحصول على البطولة المطلقة، لكنها لم تأتِ سريعاً كما كانت تتوقع. ومع ذلك، لم تفقد الأمل، بل استمرّت في السعي وراء أدوار تلامس إحساسها وتضيف إلى مسيرتها شيئاً جديداً، فهي ترى أن الفنّان الحقيقي هو من يسعى دائماً إلى الكمال، رغم إدراكه أن الكمال صعب المنال.
التمثيل بالنسبة لتقلا شمعون لم يكن مجرّد مهنة، بل تحدٍّياً مستمراً يتطلّب التحمّل والمواجهة. كانت ترفض العديد من الأدوار، ليس بدافع الغرور أو الانتقائية غير المبرّرة، بل لأنها لم تكن تؤدّي أيّ دور فقط من أجل المال. كانت تبحث عن الشخصيات التي تحرّكها داخلياً، والتي تستطيع من خلالها تقديم شيء جديد لجمهورها. عندما شاركت في مسلسل "عروس بيروت"، كانت التجربة بالنسبة لها مغامرة جميلة. أحبّت شخصية ليلى الضاهر، وتقمّصتها بكلّ تفاصيلها، حتى أنّها بكت عند تصوير المشهد الأخير، لشعورها بأنها مضطرة إلى وداع هذه الشخصية التي عاشت معها رحلة طويلة.
إلى جانب التمثيل، وجدت تقلا شمعون في الفنّ وسيلة علاجية من خلال ورش العمل التي شاركت فيها، حيث ساعدت آخرين على التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم من خلال الأداء التمثيلي. كانت تؤمن بأن الفنّ ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل يمكن أن يكون علاجاً نفسياً يساعد على تحرير العواطف المكبوتة.
أما عن حياتها الشخصية، فتخبر تقلا شمعون نايلة عن صدفة أدّت دوراً كبيراً في زواجها، فقد تعرّفت إلى زوجها الحالي بفضل جريدة "النهار"، عندما قرأت مقابلة أجريت معه في دليل الجريدة، فأثار اهتمامها، وبادرت إلى الاتصال به، ثم بدأت رحلتهما معاً. هذه المصادفة الطريفة كانت بداية قصة حبّ قوية ومستدامة.
تعترف تقلا شمعون لنايلة بأنها شخص عصبيّ، لكنها ليست حقودة. فهي قد تنفعل سريعاً، لكن قلبها لا يحمل ضغينة لأحد. تؤمن بأن الحياة رغم مرارتها، تظلّ جميلة، تماماً كقهوتها المرّة التي تحبّها، لكنها تجد فيها لذّة خاصة. أما رضاها عن نفسها، فتقول إنها راضية بنسبة 50% فقط، مما يعكس سعيها الدائم للتطور وتحقيق الأفضل.
تقلا شمعون هي نموذج للممثلة التي لم تتخلّّ عن مبادئها من أجل النجاح. فبالرغم من التحديات التي واجهتها، حافظت على شغفها بالفن، وأثبتت أن الموهبة الحقيقية تتحدث عن نفسها من دون الحاجة إلى تنازلات.
شاهدوا البودكاست كاملاً عبر قناة النهار على يوتيوب

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- النهار
ربيع فخر الدين في بودكاست مع نايلة: "حدودي السماء، لكن رجليّ على الأرض"
هذا الأسبوع في "بودكاست مع نايلة"، تحاور رئيسة مجموعة "النهار" الإعلامية نايلة تويني رجل الأعمال ربيع فخر الدين، الذي شارك رحلته الملهمة من بدايات متواضعة في بيروت إلى بناء واحدة من أبرز المجموعات في قطاع الضيافة والترفيه في المنطقة، "7Management"، التي باتت حاضرة في لبنان، دبي، قطر، السعودية وأثينا. ابن عائلة متواضعة، لم تكن الوفرة حليفة أيام الطفولة، لكنه وجد في الطهو متنفّساً، وارتبطت ذكرياته الأولى في المطبخ برائحة الطعام المنبعثة من مطبخ والدته وجدّته. هذا الشغف المبكر بالمذاقات والأجواء العائلية سيُترجم لاحقاً إلى عالم الضيافة، لكنه آنذاك لم يكن يدرك أن هذا الحب سيتحوّل إلى مسيرة حياة. بدأ فخر الدين مشواره الأكاديمي في الجامعة الأميركية في بيروت، التي شكّلت منصة انطلاقه إلى عالم الأعمال. وبعد التخرج، سافر إلى دبي سعياً وراء الفرص، لكن في عام 2006، حين اندلعت حرب تموز، شعر بالحنين العميق إلى وطنه، فعاد إلى بيروت، مدفوعاً بعاطفة لم يستطع تجاهلها. هذه العودة لم تكن مجرد نزوة، بل نقطة تحوّل مفصلية. رغم صعوبة الأوضاع، قرر أن يخوض مغامرته الكبرى، فأسّس شركته "7Management" وافتتح أول مشاريعها: ملهى "7 Sisters" في بيروت. لم يكن يعلم حينها أن هذه الخطوة الأولى على سلّم النجاح ستقوده لتأسيس إمبراطورية تمتد عبر مدن وعواصم حول العالم. لا يدّعي ربيع أن الرحلة كانت سهلة، بل يعترف بأنه مرّ بمحطات غير ناجحة، ولكنه يعتبرها "دروساً ضرورية" في مدرسة الحياة، ويؤمن بأن "التعلّم لا يتوقّف"، وأن الفشل ليس نهاية، بل فرصة لمراجعة الذات والتقدّم بثقة. هو طموح، نعم، لكن "رجليه على الأرض"، كما يقول، ويصرّ على التوازن بين الحلم والواقع. يشارك ربيع فخرالدين قصة طريفة حصلت معه عندما أخبر زوجته لأول مرة أنه يعتزم بناء "إمبراطورية" في عالم الضيافة، فظنّت أنه مجنون. لكنه كان يرى الصورة بوضوح: خطوات مدروسة، وصعود درجة بعد درجة. وضع حلمه نصب عينيه، وسعى إليه بإصرار، وكان النجاح ثمرة التصميم، والتفاصيل، والعمل الجماعي. ورغم كل هذا النجاح، لا ينكر فخر الدين أثر الحظ، لكنه يحمد الله دائماً على نعمة الحياة، وعلى كونه لبنانياً. فهو يرى في لبنان، رغم كل التحديات، مصدر إلهام دائم، ومنبعاً للشغف والابتكار. مقابلة ربيع فخر الدين في "بودكاست مع نايلة" أكثر من مجرد حكاية نجاح؛ إنها شهادة على أن الطموح، حين يُقترن بالإرادة والتواضع، يمكن أن يُغيّر المعادلة، وأن ابن الحي البيروتي المتواضع يمكنه أن يصنع فارقاً عالمياً… إذا حلم، وآمن، واجتهد.


النهار
٢٥-٠٤-٢٠٢٥
- النهار
سامر حليمة في "بودكاست مع نايلة": "أحلامي لا تنتهي... وأبيع ما خلقه الله" (فيديو)
في حلقة جديدة من "بودكاست مع نايلة"، تحاور رئيسة مجموعة "النهار" الإعلامية نايلة تويني رجل الأعمال اللبناني سامر حليمة، أحد أبرز الأسماء في عالم الألماس، حيث شاركها تفاصيل رحلته الملهمة، متنقلاً بين محطات شخصية ومهنية شكّلت مسيرته الاستثنائية، وأضاء على أسرار نجاحه وشغفه. وُلِد سامر في جبل لبنان خلال الحرب الأهلية، فقرر والده إرساله إلى أميركا طلباً للأمان. استقر في لوس أنجليس ثم نيويورك، حيث بدأ عمله في تجارة الألماس، وتبلور شغفه بالمجوهرات بعد شرائه أول قطعة ألماس لوالدته، واصفاً هذه اللحظة بـ"البذرة" لحلمه الكبير. لا يعتبر نفسه مصمم مجوهرات، بل مكتشف ومحسّن لما أبدعته الطبيعة. "أنا لا أخلق الألماس، بل أجد الجمال الذي خلقه الله وأبرزه"، يقول، موضحاً إن عمله يرتكز على البحث عن القطع النادرة والفريدة، التي تمثل استثماراً فنياً وعاطفياً في آن واحد. بناء الثقة مع الزبائن هو حجر الأساس في فلسفة عمله. "نبيع ونشتري أحياناً عبر مكالمة هاتفية فقط، لأنها تجارة قائمة على ثقة ومصافحة". وهو لا يبيع لأي كان، بل يبحث عن الذين يفهمون القيمة الحقيقية لما يقدّمه. ورغم تعامله مع شخصيات عالمية، من بينها تيفاني ترامب، يحتفظ بتواضعه، ويرجع سبب اختيار الزبائين له "لأنهم يعرفون أنني أقدّم لهم الأفضل". ويرى في النجاح رحلة مستمرة تتطلب المثابرة والاستمرارية، "فالنجاح الحقيقي هو أن تبني شيئاً يستمر لأجيال، وأن يجد أولادك وأحفادك ثمرة تعبك"، يقول. ولا يخفي قناعته بأن النجاح مزيج متوازن من الحظ والعمل الجاد، وفيه تعب ومخاطرة. وفي خطوة تعبّر عن وفائه لجذوره، يستعد لافتتاح متجره الأول في لبنان. فالأزمات لم تثنه عن المضي قدماً، بل زادته إصراراً. ويقول: "هذا وطني، وأي مشروع في الشرق الأوسط يجب أن تكون بدايته من هنا". ويختصر سامر رؤيته للحياة في نصيحة يوجهها لأولاده: "أخطئوا، من الجيد أن تخطئوا وأن تتعلّموا في سن مبكرة"، إيماناً منه بأن التجربة والخطأ طريق أساسي للنمو الحقيقي. وفي نهاية اللقاء، بدا جلياً أن سامر حليمة ليس مجرد تاجر ألماس في السوق العالمي، بل قصة لبنانية عن الصبر والإصرار، والإيمان بأن كلّ حجر كريم يخفي داخله حكاية فريدة، تماماً كما تخبّئ حياته حكاية كفاح صنعتها أحلام لا تنتهي.


النهار
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- النهار
سامر حليمة في "بودكاست مع نايلة": "أحلامي لا تنتهي... وأبيع ما خلقه الله"
في حلقة استثنائية من 'بودكاست مع نايلة'، تستضيف نايلة تويني رجل الأعمال اللبناني العالمي سامر حليمة، أحد أبرز الأسماء في عالم الألماس. من جبل لبنان إلى نيويورك، يشاركنا سامر رحلته الملهمة، من طفولة عاشها في ظل الحرب الأهلية إلى تأسيس علامة فارقة في عالم المجوهرات الراقية. تعرّفوا على أسرار شغفه، فلسفته في العمل، وكيفية بنائه لثقة لا تهتز مع زبائنه حول العالم. من أول قطعة ألماس اشتراها لوالدته، إلى تعامله مع شخصيات عالمية، يكشف سامر عن مواقف إنسانية ومفصلية غيّرت مجرى حياته، وصولاً إلى قراره بافتتاح متجره الأول في لبنان.