
"فورين بوليسي": خطط روسيا للغواصات تُعدّ أخباراً سيئة للغرب
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:
في الأيام الأخيرة، ذرفت الدموع حزناً على حاملة الطائرات الروسية الوحيدة، الأميرال كوزنيتسوف. فبعد حياة طويلة ومتعثرة، خضعت السفينة لعملية تجديد فاشلة إلى درجة أنها على وشك الانهيار. صحيح أنّ البحرية الروسية ستفقد قريباً حاملة طائرات، لكّنها تعمل على توسيع أسطولها من الغواصات المخيف أصلاً.
في الآونة الأخيرة، حتى وسائل الإعلام التي نادراً ما تتناول المعدات العسكرية نشرت عناوين رئيسية كبيرة عن حاملة الطائرات السوفياتية، الأميرال كوزنيتسوف، التي كانت حاملة الطائرات الوحيدة لروسيا لمدة 40 عاماً. يبلغ طولها أكثر من 1000 قدم، ويبلغ مداها 9800 ميل، وكانت تصميماً صالحاً للخدمة من أواخر الثمانينات، لكنها دائماً ما كانت متأخرة عن نظيراتها الأميركية.
لكن الأميرال كوزنيتسوف تعرضت للعديد من الحوادث المؤسفة التي جعلت الناس يشعرون بالأسف عليها. كانت هناك عمليات نشر ملغاة وإصلاحات وسنوات عديدة من الخمول. عندما شاركت السفينة في مهمة قتالية، مبحرة إلى سوريا لدعم الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2016، فقدت طائرتين.
في عام 2017، أُرسلت السفينة القديمة إلى مورمانسك للإصلاحات والتحديث، وهي عملية استمرت طويلاً. في العام التالي، غرق الحوض الجاف الذي كانت السفينة تُصلح فيه. في العام التالي، اندلع حريق كبير على متن السفينة، ما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة 10 أشخاص. في عام 2021، أُلقي القبض على مدير أحد مصانع إصلاح السفن للاشتباه في اختلاسه أموالاً مخصصة للإصلاحات.
ثم اندلع حريق آخر على متن حاملة الطائرات "الأدميرال كوزنيتسوف" في ديسمبر 2022. والآن، تأتي أنباء عن احتمال تفكيك السفينة بالكامل. 1 اب 10:08
23 تموز 14:14
لكن أي استهزاء بالبحرية الروسية سيكون في غير محله. قال سيرجي أفاكيانتس، القائد السابق لأسطول المحيط الهادئ الروسي: "البحرية الروسية لا تحتاج إلى حاملات طائرات بالشكل التقليدي. حاملة الطائرات بالفعل جزء من حقبة ماضية. إنها بناء ضخم ومكلف يمكن تدميره في دقائق معدودة باستخدام أسلحة حديثة".
أدركت روسيا منذ زمن طويل عجزها عن منافسة مجموعات حاملات الطائرات الأميركية. وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، انشغلت بتوسيع أسطولها من الغواصات، الذي يتمتع بالفعل بمكانة مرموقة، متخذةً موقفاً واضحاً في الجدل الدائر منذ فترة طويلة حول إذا ما كانت حاملات الطائرات قد عفا عليها الزمن بطبيعتها في عصر الصواريخ والغواصات الشبحية. لطالما كانت الغواصات، بقدراتها الشبحية الكامنة، خيار الطرف الأضعف؛ فلم تستطع البحرية الألمانية مواجهة البحرية الملكية البريطانية عامي 1917 و1940، لكنها استطاعت نشر غواصات لمحاولة تدمير السفن البريطانية.
أدخلت روسيا 13 غواصة جديدة إلى أسطولها في المحيط الهادئ بين عامي 2013 و2025، بما في ذلك خمس سفن من فئة بوري تعمل بالطاقة النووية. يقول جون أيتكين، وهو غواص مخضرم كان عميداً ونائب مدير الغواصات في البحرية الملكية البريطانية حتى العام الماضي: "لن يغزو الروس أميركا. لكن ما قد يفعلونه هو غزو أوروبا، أو جزء منها، أو دولة أوروبية". أوضح أيتكين أنّ الغواصات قد تسمح لروسيا بتهديد المجموعات القتالية الأميركية المحمية بحاملات الطائرات في غياب أساطيل فعالة.
قد لا تكون هذه استراتيجية متطورة، لكن يبدو أنّ الكرملين مستثمر فيها بالكامل. في تموز/يوليو، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توسيع الغواصات بأنه "حاسم" وسلط الضوء على الاستحواذ المستقبلي على أربع سفن أخرى من فئة "بوري". لكن للغواصات استخدامات تتجاوز بكثير إحباط عمليات النشر البحرية الأميركية في أوروبا، وعلى عكس الأدميرال كوزنيتسوف المنكوبة، فإنها تُستخدم بانتظام.
في حزيران/يونيو، أبحرت إحداها عبر بحر الشمال والقناة الإنجليزية. وقال أيتكين: "يتطلع الروس إلى القطب الشمالي وأماكن أخرى في الوقت نفسه الذي يتطلعون فيه إلى شمال الأطلسي". ولا يقتصر الأمر على قواربهم النووية فحسب. فالدفعة الأخيرة من غواصات "كيلو" تتمتع بكفاءة عالية، وبعضها في البحر الأسود، وبحر البلطيق، وبحر بارنتس. لقد شهدنا ارتفاعاً هائلاً في نشاط القوات الروسية على طول ساحل روسيا في القطب الشمالي. ألقى بوتين خطابه المؤيد للغواصات في سيفيرودفينسك، حيث يجري تشغيل أحدث غواصة من فئة "بوري".
الغواصات رائجة. حالياً، تمتلك الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا أساطيل متقاربة الحجم، لكنها جميعاً تتطلع إلى التوسع. أدركت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) توجه الحرب البحرية والردع. في حزيران/يونيو، أعلنت المملكة المتحدة أنها تخطط لشراء ما يصل إلى 12 غواصة هجومية جديدة، وهي زيادة كبيرة على أسطول البحرية الملكية الحالي المكون من تسع غواصات. ستدخل غواصتان أخريان الخدمة في عام 2026، إحداهما تأخرت بعد حريق كبير في حوض بناء السفن في بارو-إن-فورنيس.
كلفت ألمانيا ببناء ست غواصات جديدة - اثنتان لها وأربع للنرويج - في حالة نادرة من النجاح في عملية شراء مشتركة. طلبت السويد اثنتين. أبرمت أستراليا صفقة غواصات حاسمة مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في عام 2021، على الرغم من أنها الآن مهددة من قبل إدارة ترامب. ولكن لأن طلبات الأسلحة عملية تستغرق سنوات عديدة، فسوف تمر سنوات قبل أن تحصل الغواصات على فرصة لحماية مياه الناتو.
المهمة الأساسية للغواصات الروسية اليوم هي اختبار قدراتها الذاتية واستطلاع قدرات الناتو. لطالما كان سجلّ روسيا في البحر ضعيفاً بالنسبة إلى قوة بهذا الحجم، بدءاً من تدمير أسطولها على أيدي اليابانيين في معركة تسوشيما عام 1905، ووصولاً إلى إغراق أوكرانيا للسفينة موسكفا عام 2022. لكنها لا تزال تشكل تهديداً، والقوة غير المتكافئة للغواصات تجعلها تحدياً حقيقياً للقوة الأميركية.
نقلته إلى العربية: بتول دياب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ 16 ساعات
- الميادين
روسيا: نفذنا 7 ضربات جماعية استهدفت بنية أوكرانيا التحتية للطاقة والنقل خلال أسبوع
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، أنّ القوات المسلحة الروسية نفذت خلال الأسبوع الممتد من 2 إلى 8 آب/أغسطس، 7 ضربات جماعية بأسلحة عالية الدقة وطائرات مسيرة، استهدفت منشآت الطاقة والنقل التي تستخدمها القوات الأوكرانية. وبحسب بيان الوزارة، طالت الضربات مرافق نظام نقل الغاز التي تدعم تشغيل مؤسسات المجمع الصناعي العسكري في أوكرانيا، والبنية التحتية للنقل المستخدمة لمصلحة القوات المسلحة الأوكرانية، إضافة إلى مركز تجنيد إقليمي، ومراكز قيادة، ومستودعات للطائرات من دون طيار بعيدة المدى، والبنية التحتية لمطار عسكري، وورشة لإنتاج المسيرات البحرية، ونقاط انتشار مؤقتة لتشكيلات أوكرانية وقومية ومرتزقة أجانب. وفي السياق الميداني، أفاد البيان بأنّ قوات مجموعة "الشمال" الروسية استهدفت في مقاطعة سومي تجمعات للقوى البشرية والمعدات العسكرية لعدد من الألوية الأوكرانية، وأسفرت العمليات خلال هذا الأسبوع عن مقتل أكثر من 1290 جندياً أوكرانياً، وتدمير دبابة و17 مركبة مدرعة، و80 سيارة، و26 مدفعاً ميدانياً، و3 محطات للحرب الإلكترونية، و19 مستودعاً للذخيرة. اليوم 08:40 7 اب أما قوات مجموعة "الغرب"، فقد حسّنت تموضعها على طول خط المواجهة، مستهدفةً تشكيلات 3 ألوية آلية، وفوجاً للطائرات المسيرة، ولواء دفاع إقليمياً، وآخر من الحرس الوطني الأوكراني. من جهتها، واصلت قوات مجموعة "الجنوب" الروسية تقدمها داخل دفاعات الجيش الأوكراني، وتمكّنت من السيطرة على بلدة أولكساندرو-كالينوفو في دونيتسك الشعبية. وبلغت خسائر القوات الأوكرانية في هذا المحور أكثر من 1075 جندياً، إضافة إلى دبابة و13 مركبة قتالية مدرعة، و19 مركبة، و20 قطعة مدفعية ميدانية، بينها 3 غربية الصنع، فضلاً عن 3 محطات حرب إلكترونية و6 مستودعات ذخيرة. كما أشار البيان إلى استهداف 3 ألوية هجوم جبلي ميكانيكية، و3 ألوية دفاع إقليمي، ولواء بحري، وآخر من الحرس الوطني الأوكراني. وفي المجال الدفاعي، أسقطت منظومات الدفاع الجوي الروسية خلال الأسبوع 8 صواريخ "ستورم شادو" البريطانية، و10 صواريخ "هيمارس" الأميركية، و9 قنابل موجهة، و1508 طائرات مسيرة.


الميادين
منذ 16 ساعات
- الميادين
"فورين بوليسي": خطط روسيا للغواصات تُعدّ أخباراً سيئة للغرب
مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تنشر مقالاً يتناول تحوّل الاستراتيجية البحرية الروسية نحو تعزيز أسطول الغواصات باعتباره أكثر فعالية وأقل عرضة للتدمير في الحروب الحديثة. أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية: في الأيام الأخيرة، ذرفت الدموع حزناً على حاملة الطائرات الروسية الوحيدة، الأميرال كوزنيتسوف. فبعد حياة طويلة ومتعثرة، خضعت السفينة لعملية تجديد فاشلة إلى درجة أنها على وشك الانهيار. صحيح أنّ البحرية الروسية ستفقد قريباً حاملة طائرات، لكّنها تعمل على توسيع أسطولها من الغواصات المخيف أصلاً. في الآونة الأخيرة، حتى وسائل الإعلام التي نادراً ما تتناول المعدات العسكرية نشرت عناوين رئيسية كبيرة عن حاملة الطائرات السوفياتية، الأميرال كوزنيتسوف، التي كانت حاملة الطائرات الوحيدة لروسيا لمدة 40 عاماً. يبلغ طولها أكثر من 1000 قدم، ويبلغ مداها 9800 ميل، وكانت تصميماً صالحاً للخدمة من أواخر الثمانينات، لكنها دائماً ما كانت متأخرة عن نظيراتها الأميركية. لكن الأميرال كوزنيتسوف تعرضت للعديد من الحوادث المؤسفة التي جعلت الناس يشعرون بالأسف عليها. كانت هناك عمليات نشر ملغاة وإصلاحات وسنوات عديدة من الخمول. عندما شاركت السفينة في مهمة قتالية، مبحرة إلى سوريا لدعم الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2016، فقدت طائرتين. في عام 2017، أُرسلت السفينة القديمة إلى مورمانسك للإصلاحات والتحديث، وهي عملية استمرت طويلاً. في العام التالي، غرق الحوض الجاف الذي كانت السفينة تُصلح فيه. في العام التالي، اندلع حريق كبير على متن السفينة، ما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة 10 أشخاص. في عام 2021، أُلقي القبض على مدير أحد مصانع إصلاح السفن للاشتباه في اختلاسه أموالاً مخصصة للإصلاحات. ثم اندلع حريق آخر على متن حاملة الطائرات "الأدميرال كوزنيتسوف" في ديسمبر 2022. والآن، تأتي أنباء عن احتمال تفكيك السفينة بالكامل. 1 اب 10:08 23 تموز 14:14 لكن أي استهزاء بالبحرية الروسية سيكون في غير محله. قال سيرجي أفاكيانتس، القائد السابق لأسطول المحيط الهادئ الروسي: "البحرية الروسية لا تحتاج إلى حاملات طائرات بالشكل التقليدي. حاملة الطائرات بالفعل جزء من حقبة ماضية. إنها بناء ضخم ومكلف يمكن تدميره في دقائق معدودة باستخدام أسلحة حديثة". أدركت روسيا منذ زمن طويل عجزها عن منافسة مجموعات حاملات الطائرات الأميركية. وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، انشغلت بتوسيع أسطولها من الغواصات، الذي يتمتع بالفعل بمكانة مرموقة، متخذةً موقفاً واضحاً في الجدل الدائر منذ فترة طويلة حول إذا ما كانت حاملات الطائرات قد عفا عليها الزمن بطبيعتها في عصر الصواريخ والغواصات الشبحية. لطالما كانت الغواصات، بقدراتها الشبحية الكامنة، خيار الطرف الأضعف؛ فلم تستطع البحرية الألمانية مواجهة البحرية الملكية البريطانية عامي 1917 و1940، لكنها استطاعت نشر غواصات لمحاولة تدمير السفن البريطانية. أدخلت روسيا 13 غواصة جديدة إلى أسطولها في المحيط الهادئ بين عامي 2013 و2025، بما في ذلك خمس سفن من فئة بوري تعمل بالطاقة النووية. يقول جون أيتكين، وهو غواص مخضرم كان عميداً ونائب مدير الغواصات في البحرية الملكية البريطانية حتى العام الماضي: "لن يغزو الروس أميركا. لكن ما قد يفعلونه هو غزو أوروبا، أو جزء منها، أو دولة أوروبية". أوضح أيتكين أنّ الغواصات قد تسمح لروسيا بتهديد المجموعات القتالية الأميركية المحمية بحاملات الطائرات في غياب أساطيل فعالة. قد لا تكون هذه استراتيجية متطورة، لكن يبدو أنّ الكرملين مستثمر فيها بالكامل. في تموز/يوليو، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توسيع الغواصات بأنه "حاسم" وسلط الضوء على الاستحواذ المستقبلي على أربع سفن أخرى من فئة "بوري". لكن للغواصات استخدامات تتجاوز بكثير إحباط عمليات النشر البحرية الأميركية في أوروبا، وعلى عكس الأدميرال كوزنيتسوف المنكوبة، فإنها تُستخدم بانتظام. في حزيران/يونيو، أبحرت إحداها عبر بحر الشمال والقناة الإنجليزية. وقال أيتكين: "يتطلع الروس إلى القطب الشمالي وأماكن أخرى في الوقت نفسه الذي يتطلعون فيه إلى شمال الأطلسي". ولا يقتصر الأمر على قواربهم النووية فحسب. فالدفعة الأخيرة من غواصات "كيلو" تتمتع بكفاءة عالية، وبعضها في البحر الأسود، وبحر البلطيق، وبحر بارنتس. لقد شهدنا ارتفاعاً هائلاً في نشاط القوات الروسية على طول ساحل روسيا في القطب الشمالي. ألقى بوتين خطابه المؤيد للغواصات في سيفيرودفينسك، حيث يجري تشغيل أحدث غواصة من فئة "بوري". الغواصات رائجة. حالياً، تمتلك الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا أساطيل متقاربة الحجم، لكنها جميعاً تتطلع إلى التوسع. أدركت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) توجه الحرب البحرية والردع. في حزيران/يونيو، أعلنت المملكة المتحدة أنها تخطط لشراء ما يصل إلى 12 غواصة هجومية جديدة، وهي زيادة كبيرة على أسطول البحرية الملكية الحالي المكون من تسع غواصات. ستدخل غواصتان أخريان الخدمة في عام 2026، إحداهما تأخرت بعد حريق كبير في حوض بناء السفن في بارو-إن-فورنيس. كلفت ألمانيا ببناء ست غواصات جديدة - اثنتان لها وأربع للنرويج - في حالة نادرة من النجاح في عملية شراء مشتركة. طلبت السويد اثنتين. أبرمت أستراليا صفقة غواصات حاسمة مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في عام 2021، على الرغم من أنها الآن مهددة من قبل إدارة ترامب. ولكن لأن طلبات الأسلحة عملية تستغرق سنوات عديدة، فسوف تمر سنوات قبل أن تحصل الغواصات على فرصة لحماية مياه الناتو. المهمة الأساسية للغواصات الروسية اليوم هي اختبار قدراتها الذاتية واستطلاع قدرات الناتو. لطالما كان سجلّ روسيا في البحر ضعيفاً بالنسبة إلى قوة بهذا الحجم، بدءاً من تدمير أسطولها على أيدي اليابانيين في معركة تسوشيما عام 1905، ووصولاً إلى إغراق أوكرانيا للسفينة موسكفا عام 2022. لكنها لا تزال تشكل تهديداً، والقوة غير المتكافئة للغواصات تجعلها تحدياً حقيقياً للقوة الأميركية. نقلته إلى العربية: بتول دياب.


الميادين
منذ يوم واحد
- الميادين
"فايننشال تايمز": القتل الطائفي في سوريا يهز الثقة بالنظام الجديد
صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تنشر مقالاً يتناول تصاعد التوتر الطائفي في سوريا بعد تسلّم أحمد الشرع السلطة، وفشل الحكومة الجديدة في توحيد البلاد أو كبح العنف الطائفي، وخاصة عقب الاشتباكات الدامية في السويداء بين الدروز والعشائر السنية، وما تبعها من انقسامات داخل المجتمع السوري، مشدداً على فقدان الثقة بالقيادة الجديدة حتى من بعض أنصارها السابقين. أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف: عندما نظّمت زين وعشرات من ناشطي المجتمع المدني اعتصاماً أمام مبنى البرلمان المغلق في دمشق احتجاجاً على العنف الطائفي في جنوب سوريا الشهر الماضي، تعرضوا للإهانة من قبل المارة أولاً، ثم تعرضوا للهجوم. ووفقاً لعدد من الحاضرين، انقضّ شبان يحملون عصياً خشبية على المجموعة، متهمين إياهم بالدفاع عن "الخونة" من دروز السويداء، الذين كانوا متورطين في اشتباكات مع قبائل بدوية سنية وقوات حكومية أسفرت عن مقتل المئات. وقالت زين: "ظلّ الشباب الذين هاجمونا يهتفون: لسنا سوريين، نحن عشائر"، واصفةً كيف مزّقوا لافتات المتظاهرين التي تضمنت شعارات مثل "دم السوري على أيدي السوريين حرام". وأضافت: "ظلّوا يهتفون.. نحن سنّة، سنّة". كانت السيدة البالغة من العمر 34 عاماً من بين الكثيرين الذين رحّبوا بحذر بالزعيم الإسلامي السنّي أحمد الشرع في كانون الأول/ديسمبر، مبتهجين بإسقاط بشار الأسد وفرصة إعادة بناء الدولة الممزقة، حتى لو كانت تختلف مع أيديولوجية الشرع. لكن البهجة التي ميّزت تلك الأيام الأولى حلّ محلها تدريجياً التوتر الطائفي وتنامي الشعبوية السنية. وقالت زين، في إشارة إلى الانتفاضة الشعبية ضد الأسد التي أدت إلى الحرب الأهلية: "بينما دعمت الجماهير المتظاهرين في عام 2011، فإنهم اليوم يخونونهم". لقد قوّضت أعمال العنف التي اندلعت في السويداء الشهر الماضي الثقة الحذرة التي وضعها العديد من السوريين في الشرع. بل إن المزاج الوطني أصبح أكثر قتامة، تاركاً الكثيرين، بمن فيهم السنة الذين يشكلون حوالي ثلثي سكان البلاد البالغ عددهم 25 مليون نسمة، يتساءلون عمّا إذا كان الشرع سيعزز الوحدة الوطنية أم الصراع الطائفي. وعد الشرع، الذي كانت جماعته المتمردة تابعة سابقاً لتنظيم القاعدة، بحماية حقوق الأقليات والحكم الشامل. لكن المحللين يقولون إنه لم يبذل جهداً يُذكر لكبح الشعور القومي السني المتنامي، ويعود ذلك جزئياً إلى كونه أداةً فعّالة لاسترضاء قاعدته الشعبية. تنظر العناصر الأكثر تطرفاً في قاعدة الشرع إلى الطوائف والأديان الأخرى على أنها زنادقة، في حين أن جماعته المتمردة السابقة، هيئة تحرير الشام، التي يشكل قدامى مقاتليها نواة قوات الأمن السورية، لها تاريخ من الانتهاكات ضد المسيحيين والدروز. يخشى بعض الأقليات بشكل متزايد أن يكونوا عرضة للخطر. قالت أمل جرجس، وهي بائعة مسيحية تبلغ من العمر 56 عاماً في دمشق: "يشعر السنة بأنهم المنتصرون، وأنهم ليسوا الأغلبية فحسب، بل أصبحوا أيضاً حكاماً أقوياء". وأضافت: "جميع أصدقائي السنة يتجاهلون الأفعال السيئة التي تقوم بها هذه الحكومة لأنهم لا يريدون التخلي عن هذا الشعور بالنصر"، "لذا، كأقليات، يُجبروننا على الشعور بأننا رعاياهم، وأن علينا أن نتعامل معهم بحذر شديد وإلا سيعاقبوننا". 4 اب 09:25 1 اب 10:08 واندلعت أولى شرارات العنف الرئيسية في آذار/مارس، عندما تطورت الاشتباكات بين القوات الحكومية وقوات العلويين في المناطق الساحلية إلى عمليات قتل للمدنيين، قُتل فيها أكثر من 1400 شخص. وحرصاً منها على استعادة الثقة، أمرت الحكومة بإجراء تحقيق في أعمال العنف. وخلصت لاحقاً إلى أن بعض قوات أمن الدولة شاركت في فظائع جماعية. وكان الغضب الوطني محدوداً جزئياً بسبب تورط المتمردين العلويين الذين لا يزالون يُنظر إليهم على أنهم مؤيدون لنظام الأسد. لكن العديد من السوريين يجدون صعوبة في تجاهل عمليات القتل في السويداء. واتُهمت القوات الحكومية، التي أُرسلت لقمع العنف، بالمشاركة في عمليات قتل انتقامية ضد الدروز. وشنّت "إسرائيل" بدورها ضربات ضد قوات أمن الشرع باسم الدفاع عن الأقلية، ما زاد من تأجيج الانقسامات وانعدام الثقة. صرّح سكان دروز لصحيفة "فاينانشل تايمز" أنّ عمليات القتل الطائفي للمدنيين كانت متفشية، ولا سيما بعد وصول العشائر السنية من مناطق أخرى من البلاد للدفاع عن إخوانهم البدو. يُظهر أحد مقاطع الفيديو من السويداء ما يبدو أنهم مقاتلون حكوميون يسألون رجلاً ملطخاً بالدماء على الأرض عما إذا كان درزياً أم سنياً. يجيب الرجل فقط بأنه سوري، وهي إجابة تؤدي إلى إعدامه رمياً بالرصاص. في حين وردت تقارير عن فظائع ارتكبها جميع الأطراف، بما في ذلك الميليشيات الدرزية، إلا أنّ مثل هذه المقاطع أثارت الرعب في جميع أنحاء سوريا. قال عبد الله عمر، طالب جامعي يبلغ من العمر 24 عاماً في حلب: "لطالما كنت من معجبي الشرع، وبصفتي سنياً، فأنا فخور بما كان يحاول القيام به. لكن هذا الفيديو حطم ثقتي به بعض الشيء". لا أقول إنّ المجازر مسؤوليته الكاملة، لكنه يُظهر أنه لا يستطيع السيطرة على شعبه، أو ربما لا يريد ذلك.. هل هو هنا فعلاً لتحسين سوريا؟ لم أعد أعرف. حاولت حكومة الشرع استعادة الدعم، فأدانت الانتهاكات المبلغ عنها، وأعلنت عن تحقيق مماثل للتحقيق الذي أُجري بعد مجازر آذار/مارس. كما أعلن عن إجراء انتخابات برلمانية في أيلول/سبتمبر، بتخصيص ثلث المقاعد البالغ عددها 210 مقاعد،للمناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة حالياً مثل السويداء والشمال الشرقي الذي يديره الكرد. لكن تزايد العنف الأسبوع الماضي، مثل الاشتباكات بين مقاتلي الحكومة والقوات التي يقودها الكراد،زاد من عرقلة جهود الشرع لتوحيد البلاد. بالنسبة لبعض السوريين، فات الأوان. عمل حسام، وهو مدرس درزي يبلغ من العمر 52 عاماً، لأشهر مع أعضاء الحركة العلمانية في السويداء للدعوة إلى حكم أكثر شمولاً، بما في ذلك انتخابات حرة ونزيهة، وحوار وطني، ودستور. قال حسام: "لقد رفضوا كل شيء. من فقدوا أحباءهم في هذا العنف: هل تريد أن تطلب منهم العمل مع حكومة الشرع؟ لن يقبلوا ذلك أبداً". وأضاف: "نحن سوريون... لكن اليوم، لا يمكننا قبول أن يحكمنا هؤلاء الإرهابيون من دمشق. إذا تعاملنا معهم، فهذا يعني أننا سنوقع على أحكام إعدامنا. وهذا مستحيل". نقلته إلى العربية: بتول دياب.