
تألق الأسود في ودية فاس: هل بات المنتخب المغربي قوة متجددة تُقلق منافسيه في القارة والعالم؟
صورة: صفحة المنتخب الوطني المغربي
فاز المنتخب المغربي لكرة القدم على نظيره التونسي بنتيجة 2-0، مساء الجمعة، على أرضية المركب الرياضي بمدينة فاس، في مباراة ودية جاءت لتؤكد أن 'أسود الأطلس' يواصلون بناء ديناميكية إيجابية في مشوارهم الكروي، قبل الاستحقاقات الرسمية المقبلة. سجل هدفي الفوز كل من أشرف حكيمي (د 80) وأيوب الكعبي (د 90+3)، في أوقات حاسمة كشفت عن قدرة الفريق على التكيف والضغط في اللحظات الأخيرة.
لكن ما الذي يكشفه هذا الفوز عن واقع المنتخب المغربي؟ وهل يمكن اعتباره مؤشراً على بداية عهد جديد لرياضة كرة القدم الوطنية في ظل التحولات العالمية التي يشهدها المشهد الكروي؟ وكيف تتداخل هذه النتيجة الودية مع الطموحات القارية والعالمية للمغرب؟
في تصريحاته بعد اللقاء، أكد الناخب الوطني وليد الركراكي أن الفريق أصبح يمتلك دكة بدلاء 'حاسمة' قادرة على تقديم حلول فعالة، وهو تحول استراتيجي في خطط المنتخب. فالقدرة على استغلال التبديلات بشكل متزن ومؤثر باتت ضرورة في عالم كرة القدم الحديثة التي تعتمد على إدارة دقيقة للطاقة والموارد البشرية. وهذا يعكس تطوراً ملموساً في الاستثمار في اللاعبين الشباب وإعادة هيكلة الفريق، كما هو واضح من تجربة لاعبين مثل الصيباري وبنصغير في مراكز جديدة.
وبينما يشير الركراكي إلى تحديات الموسم الكروي الطويل وتأثيره على لياقة اللاعبين، يتجلى سؤال مهم: كيف يمكن للمنتخب المغربي أن يوازن بين تحقيق الانتصارات والمحافظة على جاهزية لاعبيه، خصوصاً في ظل المنافسات الدولية القوية التي تتطلب جهداً بدنياً ونفسياً هائلين؟ وهل سيكون هذا التوازن المفتاح لنجاح المغرب في البطولات الكبرى، خصوصاً كأس أمم إفريقيا وكأس العالم؟
وفي سياق أوسع، كيف يعكس هذا الانتصار المتواصل – الذي وصل للثاني عشر على التوالي – قدرة المغرب على وضع أسس فريق متجانس وقادر على المنافسة في زمن تتسارع فيه وتيرة التطورات الفنية والتكتيكية في كرة القدم العالمية؟ وهل يمكن لهذا التقدم أن يعيد المغرب إلى مكانته كأحد أقطاب كرة القدم الإفريقية، بعد أن أثبت في مونديال قطر 2022 قدرته على المنافسة على أعلى المستويات؟
من جهة أخرى، تعكس هذه المباريات الودية، وفق تقارير محلية ودولية، استراتيجيات وطنية طموحة تهدف إلى تعزيز النسيج الرياضي عبر فتح المجال أمام اللاعبين الشباب والاحتفاظ بتوازن تكتيكي متطور. فبحسب تقرير صادر عن وزارة الشباب والرياضة المغربية، هناك تركيز واضح على تطوير أكاديميات كرة القدم وتحسين البنية التحتية الرياضية التي تمثل حاضنة للأجيال القادمة.
وفي السياق الدولي، لا يمكن إغفال أن المغرب يسعى من خلال هذه النتائج واستعداداته المستمرة إلى تأكيد مكانته كقوة كروية صاعدة قادرة على منافسة كبار القارة الإفريقية والدخول بقوة في الساحة العالمية، خاصة مع التنافس المحتدم من دول مثل تونس، مصر، الجزائر، ونيجيريا. وهل سيكون هذا الإصرار المغربي كفيلاً بإعادة ترتيب موازين القوة في إفريقيا؟ وما الدور الذي يمكن أن تلعبه البنية التحتية الرياضية والاستراتيجية الوطنية في دعم هذا الطموح؟
مع توالي المباريات الودية استعدادًا للاستحقاقات الرسمية، يبقى السؤال الأساسي: هل يستمر 'أسود الأطلس' في الحفاظ على هذا الزخم، أم أن التحديات الفنية والبدنية ستفرض تحديات جديدة أمامهم؟ وهل هناك رؤية واضحة للارتقاء أكثر بالمنتخب عبر تحديثات مستمرة في المنهج التدريبي والتكتيكي؟
في الختام، إن الانتصار على تونس هو أكثر من مجرد نتيجة رياضية؛ إنه مؤشر على تحولات عميقة تجري داخل كرة القدم المغربية، تتقاطع مع توجهات وطنية تنموية ورياضية تسعى لإعادة كتابة تاريخ الأبطال بأسلوب عصري ومتكامل. ويبقى العالم مترقباً لمستقبل 'الأسود' وإمكاناتهم في تحقيق طموحات الجماهير المغربية والعربية والإفريقية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


كش 24
منذ ساعة واحدة
- كش 24
ماركا تصف ابراهيم دياز بالأيقونة اللامعة والظاهرة الاجتماعية والإعلامية
اعتبرت صحيفة "ماركا" الإسبانية، في عددها لأمس الجمعة 6 يونيو 2025، أن الدولي المغربي إبراهيم دياز "أيقونة لامعة" في كرة القدم المغربية، يتمتع بحضور قوي على أرضية الملعب وبظهور لافت في وسائل الإعلام وعلى منصات التواصل الاجتماعي. كتبت الصحيفة أن دياز، الذي يحمل القميص رقم 10 في صفوف المنتخب الوطني، يجسد "ظاهرة اجتماعية وإعلامية" حقيقية منذ انضمامه إلى ريال مدريد وتمثيله للمنتخب المغربي. وأشارت وسيلة الإعلام الإسبانية إلى أن ابراهيم دياز يعد اللاعب الوحيد في العالم الذي ظهر على غلاف مجلة "فوربس". وأوضحت "ماركا" أن إبراهيم دياز أضحى، أيضا، وجها لعدد من الحملات الإعلانية بالمغرب، وهو أحد الرياضيين القلائل رفيعي المستوى الذين شاركوا في أعمال سينمائية. وأضافت الصحيفة المتخصصة أن متوسط ميدان ريال مدريد يحظى بمتابعة ملايين المعجبين على مواقع التواصل الاجتماعي، ويمتلك بألميريا أكاديمية لتكوين اللاعبين الشباب، تستعد قريبا لافتتاح فرع لها بالمغرب. وأشارت "ماركا" إلى أن أسد الأطلس يستعد لخوض موسم 2025-2026 حافل بالاستحقاقات، بالنظر إلى التزاماته مع نادي ريال مدريد (الليغا، الكأس، ودوري أبطال أوروبا)، وكذا مع المنتخب الوطني الذي يخوض تصفيات كأس العالم 2026 ونهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة.


مراكش الآن
منذ ساعة واحدة
- مراكش الآن
حكيمي: لا توجد مباراة سهلة أمام منتخب كبير مثل المغرب
في أعقاب المباراة الودية التي جمعت بين المنتخب المغربي ونظيره التونسي على أرضية ملعب فاس الكبير، والتي انتهت بفوز 'أسود الأطلس' بهدفين دون رد، رد النجم المغربي أشرف حكيمي، لاعب باريس سان جيرمان، على تصريحات بعض لاعبي 'نسور قرطاج' التي سبقت اللقاء. وكان لاعب المنتخب التونسي، فرجاني ساسي، قد صرح قبل المواجهة بأن منتخب بلاده يستهدف الفوز رغم الطابع الودي للقاء، مؤكدا عزم 'نسور قرطاج' على تحقيق نتيجة إيجابية على الأراضي المغربية. وقال حكيمي عقب المباراة: 'المنتخب التونسي تحدث كثيرا قبل اللقاء، وقالوا إنهم قادمون إلى المغرب للفوز علينا داخل ملعبنا'. وأضاف نجم المنتخب المغربي: 'لكننا أظهرنا أن لا مباراة سهلة أمام منتخب مثل المغرب. نحن منتخب كبير ونواصل تطورنا'. وتأتي تصريحات حكيمي لتؤكد على مكانة المنتخب المغربي، الذي واصل أداءه القوي على أرضية ميدانه، ورد بشكل عملي على التصريحات التي سبقت المباراة. هذا الفوز يعكس الثقة المتزايدة في صفوف 'أسود الأطلس'، الذين أظهروا جدية عالية وروح تنافسية حتى في المباريات الودية، ويواصلون الاستعداد الجيد للاستحقاقات المقبلة.


المنتخب
منذ 4 ساعات
- المنتخب
حكيمي يوجه رسالة خاصة للجماهير المغربية
بحكمة العميد وخبرة اللاعب الذي يعرف للإنتصارات طريقا وللتتويجات أسرارا، توجه أشرف حكيمي برسالة إلى الجماهير المغربية، يدعوها إلى تقديم كل الدعم والمساندة للفريق الوطني، ليتحقق حلم كل المغاربة، الفوز بكأس إفريقيا للأمم، وجعلها لا تغادر الديار. وقال حكيمي العميد والهداف أيضا بعد ودية تونس: "سمعنا وقرأنا كثيرا ما قاله لاعبو المنتخب التونسي، من أنهم لن يتركونا نحتفل بافتتاح ملعب فاس على حسابهم، وأنهم قادمون للفوز علينا، وقد وقفوا على حقيقة أننا فريق قوي ويتطور، ويضع رهانا كبيرا أمامه، وأدركوا أن المطالب تنال على أرضية الملعب!! (…) نحن نسير في الإتجاه الصحيح، لعبنا كرة القدم الخاصة بنا وحققنا فوزا جديدا، سعدنا كثيرا بلقاء جماهير فاس لأول مرة، وكان اللقاء رائعا بالفعل. (…) نحن اليوم في مرحلة تقتضي التعبئة، يجب أن نؤجل كل شيء، إلى حين الإنتهاء من المهمة التي سننجزها جميعا، مهمة التتويج بكأس إفريقيا للأمم، لا يجب أن تضيع منا هذه الفرصة، لأننا نلعب على أرضنا وأمام جمهورنا ولأننا نملك أفضل فريق بإفريقيا". وبخصوص ترشيحه للفوز بالكرة الذهبية لفرانس فوتبول، قال حكيمي بكل تواضع: "أنا سعيد من أن هناك من يعتقد أنه بإمكاني الفوز بهذه الجائزة".