
نهاية الكون أقرب مما كان متوقعا.. متى سيندثر كل شيء من الأرض إلى أعماق الفضاء؟
هي دراسة أثارت اهتماما واسعا منذ أيام. كيف لا وهي تتحدث عن نهاية الكون الشاسع من حولنا. لا يتعلق الأمر بالأرض والشمس ومجرتنا درب التبانة. بل بالكون كله، المنظور منه وغير المنظور والذي يتكون من مليارات المجرات. وتضم كل واحدة منها مليارات النجوم والثقوب السوداء. وحاولت عدة نظريات توقع سيناريو نهاية "كل شيء" وموعد ذلك.
واهتم باحثون هولنديون بالنظرية الأكثر قبولا حاليا بشأن نهاية الكون والمعروفة ب "موت الحرارة". واكتشفوا أن الموعد أقربُ بكثير مما كان متوقعا في السابق. لكن عندما نقول أقرب بكثير، يبقى ذلك نسبيا بالمفهوم الفلكي. فقد قدّر الباحثون الهولنديون الموعد الجديد خلال رقم من السنوات يصل إلى 10 مرفوعة للأس 78. أي رقم واحد يتبعه 78 صفرا. ونعلم أن المليار هو رقم واحد يتبعه تسعة أصفار، فنحن نتحدث هنا عن مليارات مليارات مليارات.. السنوات. يصعب تخيّل رقم كهذا من الأعوام. أما التقديرات السابقة فكانت تتوقع نهاية الكون في موعد أبعد بكثير، خلال سنوات تصل إلى 10 مرفوعة للأس 1100. وقد يقول قائل إنها أرقام من ضرب الخيال. لكنها لم تأت من عدم.
ستيف هوكينغ وإشعاعه الشهير
استند الباحثون على أعمال العالم البريطاني الشهير الراحل ستيفن هوكينغ الذي عُرف باكتشافاته حول الثقوب السوداء. والثقب الأسود هو "أثقل" جسم في الكون، أي أنه ذو كتلة هائلة تجعله يمتص كل شيء من حوله، حتى الضوء، ما يُصعب رؤيته. لا يمكن رصد إلا هالة المادة التي "تسقط" فيه. كثيرة هي النجوم السوداء في كل مجرة، إذ تُعتبر بقايا النجوم الكبيرة بعد موتها. تم التنبأ بالثقوب السوداء حسابيا قبل أكثر من قرن، وتم رصدها فعلا بالصورة، في السنوات القليلة الماضية، بفضل تقدمنا التكنولوجي.
أرسى ستيفن هوكينغ بفضل حساباته الرياضية نظرية تفيد بأن الثقوب السوداء تتبخر. هي نظرية إشعاع هوكينغ. إذ تنبأ بكون الثقب الأسود يفقد الطاقة تدريجيا وببطء شديد، إلى أن يتبخر تماما. أكّد الباحثون الهولنديون قبل عامين أن الظاهرة لا تقتصر على الثقوب السوداء، بل تشمل أجساما كونية أخرى، كالنجوم النيوترونية، وهي بقايا النجوم متوسطة الكتلة. أما النجوم الصغيرة مثل شمسنا فتتحول عند موتها إلى أقزام بيضاء كما تسمى. تتبخر النجوم النيوترونية والأقزام البيضاء بدورها تدريجيا. من ثم، قام الباحثون بحساب مدة تبخر تلك الأجسام، ليكتشفوا أن الأقزام البيضاء هي الأبطأ تبخرا. وحدّدوا مدة ذلك بحوالي 10 مرفوعة للأس 78 سنة. إنه موعد انتهاء المادة في الكون حسب ما نشروه بداية هذا الأسبوع في مجلة Journal of Cosmology and Astroparticle Physics.
سيناريوهات "نهاية" أخرى
كما هو معروف في علم الفلك، وفي العلوم بشكل عام، تُبنى النظريات وتُعدّل وقد تسقط حسب آخر الاكتشافات والملاحظات والمعاينات. وصرّح الباحثون الهولنديون بأن الهدف الرئيسي من أعمالهم هو التقدم في فهم الكون وقوانينه، ما قد يُقربهم من حل ألغاز نظرية إشعاع هوكينغ. وتبقى هذه النظرية وارتباطها بنهاية الكون السيناريو الأكثر صلابة حاليا، مقابل سيناريوهات أخرى كسيناريو "التمزق الكبير"، أو سيناريو "الانكماش العظيم" وغيرها. كلها سيناريوهات قد تستغرق مليارات السنين قبل أن تؤدي إلى نهاية الكون فعليا. ما يعني أننا لن نكون شاهدين عليها على كل حال. إذ أن نهاية الحياة على الأرض ونهاية مجموعتنا الشمسية ستحل في موعد أقرب بكثير.
ومكّنت مراقبتنا للفضاء واكتشافنا لأطوار حياة النجوم الكثيرة من حولنا من تشكيل فكرة عن مستقبل نجمنا نحن، الشمس، ومستقبل "مركبتنا الفضائية"، كوكب الأرض. فالإجماع العلمي الحالي يفيد بأن الحياة على الأرض ستختفي خلال قرابة مليار سنة من الآن. كيف ذلك؟ فالشمس التي تستهلك الهيدروجين في نواتها لكي تنتج الطاقة ستزداد سطوعًا تدريجيًا إلى أن تصبح حرارتها الشديدة قاتلة للحياة على سطح الأرض. ستتبخر المحيطات وستختفي كل أنواع الحياة بعد مليار عام أو مليار ونصف المليار سنة حسب حسابات العلماء.
وبعد حرق الشمس لكل وقودها من الهيدروجين، ستنتفخ تدريجيا لتتحول إلى نجم "عملاق أحمر". سيصل هذا الانتفاخ إلى الأرض ما سيؤدي إلى ابتلاع كوكبنا خلال بضعة مليارات من السنوات : 6 إلى 8 مليارات عام. هذا إذا لم تقض ظواهر أخرى على الحياة على الأرض قبل ذلك بكثير، كارتطام كويكب ضخم بنا أو انفجار براكين ضخمة ومتعددة تخنق الحياة. وقد حصل ذلك بالفعل في تاريخ كوكبنا. أما تهديد الإنسان ونشاطاته للحياة على الأرض، فذلك حديث ذو شجون..
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فرانس 24
منذ 6 أيام
- فرانس 24
نهاية الكون أقرب مما كان متوقعا.. متى سيندثر كل شيء من الأرض إلى أعماق الفضاء؟
هي دراسة أثارت اهتماما واسعا منذ أيام. كيف لا وهي تتحدث عن نهاية الكون الشاسع من حولنا. لا يتعلق الأمر بالأرض والشمس ومجرتنا درب التبانة. بل بالكون كله، المنظور منه وغير المنظور والذي يتكون من مليارات المجرات. وتضم كل واحدة منها مليارات النجوم والثقوب السوداء. وحاولت عدة نظريات توقع سيناريو نهاية "كل شيء" وموعد ذلك. واهتم باحثون هولنديون بالنظرية الأكثر قبولا حاليا بشأن نهاية الكون والمعروفة ب "موت الحرارة". واكتشفوا أن الموعد أقربُ بكثير مما كان متوقعا في السابق. لكن عندما نقول أقرب بكثير، يبقى ذلك نسبيا بالمفهوم الفلكي. فقد قدّر الباحثون الهولنديون الموعد الجديد خلال رقم من السنوات يصل إلى 10 مرفوعة للأس 78. أي رقم واحد يتبعه 78 صفرا. ونعلم أن المليار هو رقم واحد يتبعه تسعة أصفار، فنحن نتحدث هنا عن مليارات مليارات مليارات.. السنوات. يصعب تخيّل رقم كهذا من الأعوام. أما التقديرات السابقة فكانت تتوقع نهاية الكون في موعد أبعد بكثير، خلال سنوات تصل إلى 10 مرفوعة للأس 1100. وقد يقول قائل إنها أرقام من ضرب الخيال. لكنها لم تأت من عدم. ستيف هوكينغ وإشعاعه الشهير استند الباحثون على أعمال العالم البريطاني الشهير الراحل ستيفن هوكينغ الذي عُرف باكتشافاته حول الثقوب السوداء. والثقب الأسود هو "أثقل" جسم في الكون، أي أنه ذو كتلة هائلة تجعله يمتص كل شيء من حوله، حتى الضوء، ما يُصعب رؤيته. لا يمكن رصد إلا هالة المادة التي "تسقط" فيه. كثيرة هي النجوم السوداء في كل مجرة، إذ تُعتبر بقايا النجوم الكبيرة بعد موتها. تم التنبأ بالثقوب السوداء حسابيا قبل أكثر من قرن، وتم رصدها فعلا بالصورة، في السنوات القليلة الماضية، بفضل تقدمنا التكنولوجي. أرسى ستيفن هوكينغ بفضل حساباته الرياضية نظرية تفيد بأن الثقوب السوداء تتبخر. هي نظرية إشعاع هوكينغ. إذ تنبأ بكون الثقب الأسود يفقد الطاقة تدريجيا وببطء شديد، إلى أن يتبخر تماما. أكّد الباحثون الهولنديون قبل عامين أن الظاهرة لا تقتصر على الثقوب السوداء، بل تشمل أجساما كونية أخرى، كالنجوم النيوترونية، وهي بقايا النجوم متوسطة الكتلة. أما النجوم الصغيرة مثل شمسنا فتتحول عند موتها إلى أقزام بيضاء كما تسمى. تتبخر النجوم النيوترونية والأقزام البيضاء بدورها تدريجيا. من ثم، قام الباحثون بحساب مدة تبخر تلك الأجسام، ليكتشفوا أن الأقزام البيضاء هي الأبطأ تبخرا. وحدّدوا مدة ذلك بحوالي 10 مرفوعة للأس 78 سنة. إنه موعد انتهاء المادة في الكون حسب ما نشروه بداية هذا الأسبوع في مجلة Journal of Cosmology and Astroparticle Physics. سيناريوهات "نهاية" أخرى كما هو معروف في علم الفلك، وفي العلوم بشكل عام، تُبنى النظريات وتُعدّل وقد تسقط حسب آخر الاكتشافات والملاحظات والمعاينات. وصرّح الباحثون الهولنديون بأن الهدف الرئيسي من أعمالهم هو التقدم في فهم الكون وقوانينه، ما قد يُقربهم من حل ألغاز نظرية إشعاع هوكينغ. وتبقى هذه النظرية وارتباطها بنهاية الكون السيناريو الأكثر صلابة حاليا، مقابل سيناريوهات أخرى كسيناريو "التمزق الكبير"، أو سيناريو "الانكماش العظيم" وغيرها. كلها سيناريوهات قد تستغرق مليارات السنين قبل أن تؤدي إلى نهاية الكون فعليا. ما يعني أننا لن نكون شاهدين عليها على كل حال. إذ أن نهاية الحياة على الأرض ونهاية مجموعتنا الشمسية ستحل في موعد أقرب بكثير. ومكّنت مراقبتنا للفضاء واكتشافنا لأطوار حياة النجوم الكثيرة من حولنا من تشكيل فكرة عن مستقبل نجمنا نحن، الشمس، ومستقبل "مركبتنا الفضائية"، كوكب الأرض. فالإجماع العلمي الحالي يفيد بأن الحياة على الأرض ستختفي خلال قرابة مليار سنة من الآن. كيف ذلك؟ فالشمس التي تستهلك الهيدروجين في نواتها لكي تنتج الطاقة ستزداد سطوعًا تدريجيًا إلى أن تصبح حرارتها الشديدة قاتلة للحياة على سطح الأرض. ستتبخر المحيطات وستختفي كل أنواع الحياة بعد مليار عام أو مليار ونصف المليار سنة حسب حسابات العلماء. وبعد حرق الشمس لكل وقودها من الهيدروجين، ستنتفخ تدريجيا لتتحول إلى نجم "عملاق أحمر". سيصل هذا الانتفاخ إلى الأرض ما سيؤدي إلى ابتلاع كوكبنا خلال بضعة مليارات من السنوات : 6 إلى 8 مليارات عام. هذا إذا لم تقض ظواهر أخرى على الحياة على الأرض قبل ذلك بكثير، كارتطام كويكب ضخم بنا أو انفجار براكين ضخمة ومتعددة تخنق الحياة. وقد حصل ذلك بالفعل في تاريخ كوكبنا. أما تهديد الإنسان ونشاطاته للحياة على الأرض، فذلك حديث ذو شجون..


يورو نيوز
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- يورو نيوز
دراسة جديدة تكشف: نهاية الكون قد تأتي أسرع مما كان يُعتقد
كشف علماء من جامعة رادبود الهولندية أن نهاية الكون قد تحدث في وقت أقرب بكثير من التقديرات السابقة، وإن كان ذلك لا يزال بعيدًا للغاية من يومنا هذا. ووفقًا للدراسة المنشورة في Journal of Cosmology and Astroparticle Physics، فإن الكون قد يصل إلى نهايته بعد نحو 10⁷⁸ سنة، أي رقم يتكوّن من 78 صفرًا، مقارنة بالتقدير السابق الذي بلغ 10¹¹⁰⁰ سنة. وأوضح البروفيسور هاينو فالكه، الباحث الرئيسي في الدراسة، أن "نهاية الكون ستحدث أسرع مما كنا نظن، لكنها لا تزال على مسافة زمنية هائلة". ويستند البحث إلى مبدأ "تبخر الثقوب السوداء" المعروف باسم إشعاع هوكينغ، والذي اقترحه الفيزيائي الشهير ستيفن هوكينغ في سبعينيات القرن الماضي. وقد طبّق الفريق الهولندي هذا المبدأ على أجسام سماوية أخرى، بما في ذلك النجوم القزمة البيضاء، التي تُعد من أكثر الأجسام ثباتًا في الكون. وصرّح والتر فان سويليكوم، المشارك في الدراسة، بأن الهدف من هذا النوع من الأبحاث هو "فهم أعمق للنظريات الكونية، وقد يُساعد يومًا ما في حلّ لغز إشعاع هوكينغ". ورغم أن هذه التوقعات تطرح سيناريوهات بعيدة المدى، فإنها لا تُمثّل تهديدًا فوريًا للبشرية، إذ يُتوقّع أن تختفي الحياة على الأرض قبل ذلك بكثير. وتشير تقديرات العلماء إلى أن حرارة الشمس سترتفع خلال نحو مليار سنة بما يكفي لتبخّر المحيطات، في حين ستبتلع الأرض بالكامل بعد قرابة ثمانية مليارات سنة مع تحوّل الشمس إلى عملاق أحمر.


يورو نيوز
٠٢-٠٤-٢٠٢٥
- يورو نيوز
مخيمات علوم الفضاء والتصوير الفلكي: كيف تسعى قطر إلى العلا
اعلان يستكشف برنامج Qatar 365 عجائب الكون مع خبراء ناسا وطلاب علم الفلك في قبة الثريا السماوية حيث تلتقي ليلى حميرة بالدكتور خالد العلي القطري الوحيد الذي عمل في وكالة ناسا ويسترجع حنين ذكريات لقاءه مع رائد الفضاء آلان شيبارد الأسطوري. تتوجه جوانا هوز إلى الصحراء لتحظى بفرصة رؤية مشهد سماوي نادر مع أحد عشاق التصوير الفلكي.