
كاريراس لمدريد: مرونة وتأثير في حقبة ألونسو
نجحت صفقة التعاقد مع ظهير أيسر من بنفيكا مع ألونسو إلى حدٍ كبير، لدرجة أنّه عاد الآن ليجلب النموذج التالي إلى ريال. فعلى رغم من أنّ ألفارو كاريراس لم يصل بعد إلى المستويات الإبداعية لغريمالدو، إلّا أنّه يَعِد بالمرونة والتدمير الهجومي الذي يتوق إليه مدربه الجديد.
كاريراس (22 عاماً) لاعب قوي، طويل، ومتين، عدّاء تقليدي على الخط يستخدم زخمه إلى الأمام لتجاوز التحدّيات والانطلاق على الجناح. لكنّه قادر أيضاً على الدخول إلى العمق، مرتاح بالتنقل والمراوغة في المساحات الصغيرة وسط الملعب بالكرة تحت قدمَيه، أو حتى التراجع وخلق فرص لزملائه من خلال تمريرات خلف الدفاع أو تغييرات في اتجاه اللعب.
السؤال التكتيكي الذي سبق أولى مباريات ألونسو مع ريال دار حول نظامَين أساسيَّين، إمّا بـ3 مدافعين أو 4، وكلاهما جرّبه في كأس العالم للأندية. لكنّ التعاقد مع كاريراس، الذي كان معروفاً باسمه العائلي «هيرنانديز» خلال صعوده في مانشستر يونايتد، يطمس هذه الحدود. يمكنه اللعب في مراكز متعدّدة ضمن تشكيلات مرنة، ويساعد ريال الجديد على أن يكون غير متوقّع، ويُغيّر شكله عدة مرّات خلال المباراة.
المهارة الأساسية لكاريراس هي التداخل من مركز الظهير الأيسر، كان مصدراً ثابتاً لبنفيكا الموسم الماضي من خلال خطواته الطويلة نحو المساحات على الطرف.
هناك أمثلة لا تُعدّ، تمريرته الحاسمة للمهاجم فانجيليس بافليديس في الخسارة 5-4 أمام برشلونة تُعدّ نموذجاً قوياً، إذ وفّر العرض على الجناح بوصوله إلى تمريرة طولية من توماس أراوخو قبل أن يُرسِل عرضية من لمسة واحدة. وكرّرها مجدداً، ضدّ فارينسي في الدوري، إذ لاحظ الفرصة للهجوم فوراً عندما مرّر بافليديس الكرة في الوسط.
سجّل أحد أهدافه الأربعة الموسم الماضي بهذه الطريقة، إذ استلم الكرة ثم أطلق تسديدة قوية تجاوزت الحارس ريكاردو فيلهو من الزاوية القريبة.
يتألّق كاريراس بدنياً، وحالته الجسدية تُمكّنه من تكرار الركض عالي الكثافة واستغلال المساحات على الأطراف. وفقاً لبيانات SkillCorner، لم يتفوّق عليه سوى ظهيرَين فقط في الدوري البرتغالي من حيث المسافة المغطاة خلال الركض بسرعات تفوق 25 كم/ساعة، ممّا يجعل من الصعب إيقافه حين يكون الزخم في صالحه.
لكن، في حين كان كاريراس يملك معظم الجهة اليسرى بمفرده في بنفيكا، فإنّ الأمور ستكون أكثر ازدحاماً في مدريد، مع فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي اللذَين يتجهان أحياناً نحو هذا الطرف للبحث عن الكرة.
وهنا تتجلّى جاذبية تعدّد أدواره، إذ سبق أن أثبت امتلاكه «البديهة» التي تحدث عنها ألونسو لتغيير نهجه الهجومي وفقاً لما يحدث أمامه.
وتُشير خريطة ركضه من دون كرة بحسب بيانات SkillCorner، إلى أنّه يفعل كل شيء. يمكنه التداخل من الداخل ومهاجمة نصف المساحة إلى جانب ركضاته المميّزة خارج الأجنحة. كما أنّه يرتاح عند التراجع لتقديم الدعم، وقادر على شغل مركز قلب دفاع على الجهة اليسرى في ثلاثَي دفاعي للسماح للآخرين بالتقدّم.
ضدّ أتلتيكو مدريد في تشرين الأول، لعب كاريراس هذا الدور تحديداً. تمركز كقلب دفاع عريض بحسب الموقف بجانب نيكولاس أوتامندي وأراوخو، ممّا شجّع الظهير ألكسندر باه والجناح كيريم أكتوركوغلو على التقدّم.
إنّها بنية تبدو واعدة من منظور مدريدي. فإلى جانب قلب دفاع قوي (أنطونيو روديغر، إيدير ميليتاو، أو حتى أوريلين تشواميني) وبوجود سرعة روديغر، دين هويسن أو راؤول أسينسيو على الجانب الآخر من الثلاثي الدفاعي، سيكون بإمكان ترينت ألكسندر-أرنولد التقدّم على الجهة اليمنى، بينما ينجذب فينيسيوس جونيور ومبابي نحو الجهة اليسرى للتنسيق في ما بينهما.
ما يدعو إلى المزيد من التفاؤل هو مدى سلاسة أداء كاريراس في هذا الدور ضدّ أتلتيكو، إذ أكمل 74 من أصل 78 تمريرة، وفاز في جميع التحامات الأرض الـ8، ودافع جيداً في المساحات الواسعة.
كما أنّ دوره الدفاعي لم يُقلّل من تأثيره في التقدّم إلى الأمام. في لقطة من المباراة، افتكّ الكرة من أنخيل كوريا، مراوغاً خصمه ثم اقتحم العمق ومرّر إلى بافليديس على الجهة، وتابع ركضه إلى داخل منطقة الجزاء.
بأسلوب يشبه طريقة استخدام يوشكو غفارديول في مانشستر سيتي، فإنّ اللعب على الجهة اليسرى من ثلاثي دفاعي خلال الاستحواذ قد يكون مقيِّداً للتموضع. لكن، عندما تتسع المساحات، فإنّ لاعباً قوياً وطموحاً في المراوغة من هذا الموقع يمكنه التسبّب بمشاكل للخصم.
هذا الدور يتطلّب من كاريراس الكثير: تمريرات دقيقة، اختيار اللحظات المناسبة للهجوم، وتغطية مساحات شاسعة خلفه إذا خسر الفريق الكرة. لكنّ سرعته في الارتداد جيدة، ومرتاح في الدفاع على الأطراف، ويستمتع بالمواجهات ضدّ الأجنحة المراوغين.
إنّه مدافع شرس، وعلى رغم من أنّه يُفرط أحياناً في الحدّة، إلّا أنّ أسلوبه يخدمه عموماً، لا سيما عندما يتمكن من التقدّم لاعتراض تمريرات الخصم إلى الجناح.
ستكون هناك أخطاء، بطاقات صفراء، بل وحتى لحظات يقرأ فيها الأجنحة السريعون اندفاعه ويخطفون الكرة. لكنّ كاريراس صمد أمام لامين يامال الموسم الماضي، واجه ماغنيس أكليوش (موناكو) ومايكل أوليزي (بايرن ميونيخ) في دوري الأبطال، ويمكن الوثوق به في حماية الطرف بمفرده.
هذا المزيج من الجرأة الهجومية والصلابة الدفاعية يعني أنّ كاريراس قادر على لعب أدوار متعدّدة. وعلى رغم من صعوبة تحديد ما يُخطِّط له ألونسو بالضبط، إلّا أنّ كاريراس يمكن أن يتوقع الدفاع على الجهة اليسرى في خط رباعي، والهجوم في ثلاثي دفاعي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 33 دقائق
- ليبانون 24
بعد فضيحة مونديال الأندية.. ريال مدريد يحسم أمر صفقته الرابعة
كشفت تقارير صحفية أن إدارة ريال مدريد حسمت الصفقة الرابعة للفريق في محاولة سريعة لمعالجة فضيحة الخروج من كأس العالم للأندية 2025 من الدور نصف النهائي. وودع "الميرنغي" بطولة كأس العالم للأندية بطريقة كارثية بعد سقوطه المدوي برباعية نظيفة أمام باريس سان جيرمان في نصف النهائي. وذكر الصحفي الموثوق فابريزيو رومانو خبير الانتقالات في أوروبا أن ريال مدريد توصل لاتفاق مع بنفيكا على التعاقد مع ألفارو كاريراس خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية بانتظار الإعلان الرسمي للصفقة. ووفقا لتقارير فإن ريال مدريد تفاوض مع بنفيكا على دفع 50 مليون يورو على أقساط بدلا من سداده دفعة واحدة. وأوضح الصحفي الإيطالي أن كل ما تبقى لإتمام الصفقة هو تأكيد مانشستر يونايتد أنه لن يُفعّل بند إعادة شراء كاريراس وسيسافر بعدها اللاعب إلى العاصمة الإسبانية مدريد. ومن المقرر أن ألفارو كاريراس سيصبح رابع صفقة يبرمها ريال مدريد حتى الآن في سوق الانتقالات الصيفية بعد ترينت ألكسندر أرنولد، ودين هويسن، وفرانكو ماستانتونو. (روسيا اليوم)


النهار
منذ ساعة واحدة
- النهار
الهلال يفكر في الانسحاب من السوبر السعودي
تلوح في الأفق أزمة بين نادي الهلال والاتحاد السعودي لكرة القدم، في ظل رغبة "أزرق العاصمة" في الانسحاب من المشاركة في بطولة كأس السوبر السعودي، المقررة إقامتها في هونغ كونغ خلال الفترة من 19 إلى 23 آب/أغسطس المقبل. ومن المنتظر أن يواجه الهلال نظيره نادي القادسية في نصف نهائي البطولة، فيما تجمع المباراة الأخرى بين الاتحاد (بطل الدوري والكأس الموسم الماضي) والنصر. وأفادت تقارير صحفية بأن إدارة الهلال تدرس بجدية الاعتذار عن المشاركة في البطولة، وسط حالة من الترقب في الأوساط الرياضية، واهتمام إعلامي كبير بمصير هذه الخطوة. وبحسب ما نشرته صحيفة "اليوم" السعودية، فإن تفكير "أزرق العاصمة" في الانسحاب يأتي نتيجة الضغط الكبير في البرنامج التحضيري للموسم الجديد، وارتباط الفريق بمعسكر خارجي بالإضافة إلى مشاركاته في البطولات المحلية والقارية، ما يجعل إدارة النادي تفكر في اتخاذ هذا القرار حفاظاً على الجاهزية البدنية والفنية للاعبين. وكان الهلال قد ظهر بشكل مميز خلال مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية 2025 المقامة حالياً في الولايات المتحدة الأميركية، حيث بلغ ربع النهائي قبل أن يودع البطولة بالخسارة أمام فلوميننسي البرازيلي بنتيجة 2-1. وتنص اللائحة التنظيمية لبطولة كأس السوبر السعودي على أن الانسحاب من المشاركة يعرض الفريق لعقوبة مالية تصل إلى 500 ألف ريال سعودي، وهو ما يزيد من تعقيد القرار بالنسبة لإدارة الهلال، التي توازن بين الاعتبارات الفنية والمالية قبل إعلان الموقف النهائي. وحتى الآن، لم يصدر أي بيان رسمي من نادي الهلال حول المشاركة، لكن جميع المؤشرات تشير إلى أن الانسحاب خيار مطروح بجدية، ومن المتوقع أن تُحسم الأمور في غضون الأيام القليلة المقبلة. وفي حال قرر "أزرق العاصمة" الانسحاب رسمياً، من المنتظر أن يتجه الأنظار إلى موقف الاتحاد السعودي لكرة القدم، خاصة مع اقتراب موعد البطولة، والالتزامات التنظيمية والتسويقية مع الدولة المستضيفة.


Elsport
منذ 2 ساعات
- Elsport
كارثة كروية في البرتغال:هبوط تاريخي لبوافيستا الى دوري الدرجة الخامسة!
قررت لجنة التراخيص في الاتحاد البرتغالي لكرة القدم، رسميًا، هبوط نادي بوافيستا إلى دوري الدرجة الخامسة، بعد فشله في تلبية المعايير المالية المطلوبة للحصول على التراخيص اللازمة للمشاركة في أي من الدرجات الأربع الأولى. ويُعد بوافيستا، الذي تأسس عام 1903 في مدينة بورتو، من بين الأندية العريقة في البرتغال، إذ يُعتبر أحد الفرق القليلة التي توجت بلقب الدوري البرتغالي، وذلك في موسم 2000-2001، كما حل وصيفًا في ثلاث مناسبات. وكان الفريق قد هبط رياضيًا إلى دوري الدرجة الثانية مع نهاية الموسم الماضي، لكنه عجز عن الحصول على الترخيص اللازم للمشاركة، لتتفاقم أزماته ويُحرم لاحقًا من اللعب في الدرجتين الثالثة والرابعة أيضًا. وبناءً على ذلك، سيشارك بوافيستا في منافسات موسم 2025-2026 ضمن دوري الدرجة الخامسة أو دوري المناطق، في هبوط يُعد من أكبر الانهيارات في تاريخ الكرة البرتغالية، ويعكس حجم الأزمة المالية التي يعاني منها النادي.