logo
"الرحالة" مغامرة تنتظر السياح في إقليم كردستان العراق

"الرحالة" مغامرة تنتظر السياح في إقليم كردستان العراق

الجزيرة١٥-٠٤-٢٠٢٥

عندما يقرر أي عراقي القيام بجولة سياحية داخلية فإنه يتوجه على الأغلب شمالاً، إلى إقليم كردستان حيث الطبيعة الخلابة والمناظر الرائعة والجبال الشاهقة والسهول الخضراء والغابات الكثيفة والأنهار الجارية والعيون العذبة، إلى جانب مواقع أخرى عديدة في العراق تتسم بطابعها الديني والتاريخي والأثري والترفيهي، ما يجعل معظم المراقبين يعتقدون أن السياحة في إقليم كردستان ستكون خلال السنوات القليلة القادمة إحدى أهم ركائز الاقتصاد في هذا الإقليم العراقي.
ووفقا لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، شهدت منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الخمس الماضية زيادة ملحوظة في أعداد السياح الدوليين مقارنة بالمناطق الأخرى، حيث قالت في تقريرها السنوي إن السياح يتوجهون نحو الشرق الأوسط بمعدل يزيد بنسبة 26% عن أي منطقة أخرى، خصوصا بعد جائحة فيروس كورونا.
"قلب الشرق الأوسط"
في حديث خاص مع "الجزيرة نت"، تقول سوزان ميراودالي رئيسة قسم العلاقات العامة في شركة "زوروا كردستان" (VISIT KURDISTAN)، وهي وثيقة الصلة مع حكومة إقليم كردستان العراق، إنهم يعملون حاليا على تعزيز مكانة كردستان العراق كوجهة متميزة على خارطة العالم السياحية.
وللوصول إلى الهدف المحدد وهو جذب 20 مليون سائح بحلول 2030 إلى الإقليم، تدعو ميراودالي دول العالم لاستكشاف كردستان التي تصفها بـ "قلب الشرق الأوسط"، معولة في ذلك على كرم شعب أهل إقليم كردستان ورؤية الحكومة المحلية، والتي تقول إنها تخطط لدعم التنوع الاقتصادي عبر السياحة وعبر تقليل الاعتماد على الصناعات البتروكيميائية.
مشروع مسار زاغروس
وتشرح ميرادوالي في حديثها للجزيرة نت تفاصيل مشروع سياحي يبدو أنه يحظى باهتمام كبير من قبل السياح، سواء العراقيين منهم أو الأجانب، إذ تقول "هناك مجموعة نسميها الرحالة، وهي رحلة يشارك فيها مغامرون يحبون شيئا مختلفا خارج المسارات التقليدية، حيث يشقون طريقهم في مسار جبال زاغروس بطول 215 كلم"، وهو المسار الذي يبدأ بقرية "شوش" التي تعد رمزا للتعايش الديني.
كما يوجد معبد النار الزرادشتي، وكنيسة ومسجد وكنيس قديم في هذه قرية شوش عند بداية المسار السياحي، وتصف المتحدثة نفسها هذه القرية بأنها رمز لطريقة كردستان في التعايش السلمي.
وتضيف ميرادوالي "أطلقنا مؤخرا مشروعا بالتعاون مع الحكومة، وهو تليفريك "سوران"، والذي يعد أحد أطول التلفريكات في العالم، وهو بقيمة 160 مليون دولار، ويمتد على مسافة 10 كيلومترات عبر جبال منطقة سوران ذات المناظر الخلابة"، ويوفر هذا المشروع أكثر من 500 وظيفة. وتعبر رئيسة قسم العلاقات العامة في شركة "زوروا كردستان" عن تفاؤلها قائلة "كردستان لديها العديد من المقومات التي تجعلها منافسا قويا في قطاع السياحة، مما يسهم في استعادة حصتها السوقية المشروعة في المنطقة".
كردستان جنة العراق
قدم سعدون إلى عاصمة إقليم كردستان مع عائلته من بغداد، ويقول ردا على سؤال "الجزيرة نت" حول سبب اختياره إقليم كردستان كوجهة إن المنطقة "هي جنة العراق، السياحة فيها جميلة في كل الفصول، هناك مئات الفنادق والمطاعم والمنتجعات السياحية التي لا يمل السائح منها".
ويشير سعدون إلى أنها ليست المرة الأولى التي يزور فيها أربيل، و"لن تكون الأخيرة -على حد تعبيره- ونحن نلمس التطور والتقدم الهائل الذي يحصل هنا على مستوى البنى التحتية الخاصة بالسياحة، والتي توفر بالتالي أكبر قدر ممكن من المتعة للسائح".
أمن ومنتجات طبيعية
وتقول آمال، وهي أم لثلاثة أطفال وتقيم في مدينة الموصل، إنها قررت أن تكافأ أطفالها بسفر إلى محافظة دهوك في إقليم كردستان، وهي محافظة متاخمة للحدود العراقية التركية، وتضيف أنها سعيدة جدا برؤية هذه الجبال الشاهقة في دهوك، وأيضا بحيرة سد دهوك.
وتضيف للجزيرة نت: "قدمت لرؤية هذه الجبال الشاهقة، والأسواق التقليدية في مدينة دهوك التي تعج بالبضاعة المحلية الطازجة والطبيعية التي لا تحوي مواد حافظة مضرة بالصحة، الناس هنا وديين جدا".
وتؤكد آمال أن الوضع الأمني مستتب بشكل يبعث على الراحة والأمان والطمأنينة، و"أطفالي يعشقون هذه الأنحاء، وأنا كنت قد وعدتهم بهذه السفرة السياحية في حال تفوقوا في دراستهم، وقد فعلوا وها نحن هنا نستمتع بهذه المناظر الخلابة (…)، سنزور الأسواق، ونشتري المنتجات المحلية، خصوصا الألبان الطازجة، أطفالي يحبونها جدا، وأنا احرص على شرائها كلما سنحت الفرصة لزيارة كردستان، كما نخطط لزيارة مناطق ومنتجعات سياحية".
السياحة بديل اقتصادي
تقول رئيسة هيئة السياحة في إقليم كردستان العراق أمل جلال إن حكومة أربيل وضعت "خطة محكمة" أمدها ثمان سنوات لتطوير قطاع السياحة في الإقليم، بالتنسيق مع الحكومة العراقية الاتحادية، وأيضا بالتعاون مع المستثمرين في هذا القطاع.
وتضيف جلال في تصريح للجزيرة نت أن إقليم كردستان هو "موقع سياحي متميز حيث المعالم الفريدة من نوعها على مستوى العالم، مثل معبد "لالش"، وكهف "شاندر"، واحتفالات "النوروز" في مدينة عقرة".
إلى جانب مئات المنتجعات السياحية والمواقع الأثرية والتاريخية العريقة التي توجد في الإقليم، فإن الوضع الأمني المستقر -تضيف المسؤولة السياحية- يشجع على الاستثمار في القطاع السياحي، خصوصا وأن الحكومة تعمل حاليا على جعل السياحة أحد أهم البدائل الاقتصادية، لتحل محل على النفط والغاز.
بغداد وأربيل على خط واحد
وتسترسل رئيسة هيئة السياحة في إقليم كردستان العراق في حديثها مع الجزيرة نت بالقول "حكومة كردستان تمتلك إرادة حقيقية لرفع مستوى السياحة في الإقليم، بهدف جذب أكبر عدد من السياح العراقيين والأجانب، وفي هذا السياق يبلغ حجم الاستثمار في قطاع السياحة نحو 7.5 مليار دولار"، مشددة على أن الهدف هو وضع كردستان العراق على خارطة العالم السياحية.
وتضيف "ننسق كافة خطواتنا مع الحكومة العراقية في بغداد، ولدينا خطة مشتركة فكرتها هي تشجيع السائح الأجنبي على زيارة العراق من جنوبه إلى شماله كوجهة متنوعة، فإذا دخل العراق من بغداد يتم تشجيعه على زيارة كردستان، وإذا حط الرحال في أربيل نشجعه على زيارة المواقع التاريخية والسياحية في وسط وجنوب العراق".
كلفة سياحية بالمتناول
التقت "الجزيرة نت" في مدينة السليمانية حيدر الذي قدم من محافظة بابل جنوبي البلاد، وكانت تبدو عليه الحماسة وهو يتهيأ مع عائلته برفقة فوج سياحي عراقي لبدء برنامجه، والذي قال إنه يتضمن زيارات عديدة لمواقع وأماكن سياحية خلابة.
وأضاف حيدر للجزيرة نت "الجيد في الأمر أن السياحة في كردستان لا تكلف العراقيين مبالغ كبيرة، فالأسعار في متناول الفرد العراقي العادي"، ويوضح أن رحلته مثلا تستمر لمدة أسبوع وتتضمن كلفة المبيت في فندق مع وجبة الفطور، وأيضا رسوم زيارة عدد من المواقع السياحية، وكل هذا لم يكلف حيدر سوى قرابة 80 دولار للشخص الواحد، و"لذلك -يضيف- مثلي مثل آلاف العراقيين نستطيع أن نقوم بهذه الرحلات الرائعة أكثر من مرة في السنة".
مطار أربيل بوابة الإقليم
"وليام وآليس" زوجان قدما من السويد لزيارة كردستان العراق، وقد التقتهما "الجزيرة نت" في مطار أربيل الدولي، وقالا إنهما سعيدان بخوض تجربة السياحة في عمق الشرق الأوسط، وإنهما قررا القيام بهذه الرحلة بعد البحث على شبكات التواصل الاجتماعي لاختيار البلد الذي سيقرران زيارته.
وقد وقع اختيار الزوجين على إقليم كردستان لأسباب عديدة، يجملها "وليام في الأمن المستتب، وخوض تجربة رحلة المشي عبر الجبال لأيام عديدة، وزيارة القرى التي سيمران بها، ومخالطة القرويين، والتعرف عن كثب على ثقافة المنطقة.
يقول السائح السويدي إنه حريص أن يحضر نهاية شهر مارس/آذار احتفالات النوروز في مدينة عقرة، التي باتت تعرف بعاصمة النوروز، حيث يحمل مئات الشبان من الجنسين المشاعل وهم يصعدون الجبل المطل على المدينة، ليعلنوا من على قمته بدء الاحتفال بهذا العيد القومي، والذي تحتفل به شعوب عديدة في بلدان مجاورة للعراق.
وتضيف "آليس" أنه وزوجها يعيشان في منطقة بالسويد تضم عددا من العائلات العراقية الكردية اللاجئة منذ سنوات، وتقول السائحة السويدية "أعجبنا حقا بأخلاق هذه العائلات وطيبتها، ما شجعنا على القيام بهذه الرحلة إلى كردستان".
وحسب "آليس" فإن الرحلة من السويد لإقليم كردستان كانت سهلة، إذ تتوفر رحلات جوية يومية من مطار استوكهولم إلى مطار أربيل وبالعكس، وقد تم استقبالنا بترحاب وحصلنا على التأشيرة خلال دقائق، جميل هذا المكان وهو يضاهي بل ويتفوق على عديد من مطارات أوروبا".
السياحة قدر كردستان
تقول "آرازو باراوي"، وهي تدير شركة سياحية في إقليم كردستان، إنها تعمل على جذب أكبر عدد ممكن من الأفواج السياحية القادمة من أوروبا وباقي العالم الغربي، وبدت "باراوي" متحمسة وهي تحدث للجزيرة نت عن برنامج شركتها، والتي تقول إنه يشمل فعاليات ورياضات جبلية وثلجية، وزيارات لأماكن تاريخية ومراكز دينية وأثرية.
لكنها صاحبة الشركة السياحية تشدد على أهمية السائح الداخلي وخصوصا من محافظات الوسط والجنوب العراقي، معللة ذلك الأمر بأعدادهم المليونية، وهو الأمر الذي من شأنه أن يدخل مئات ملايين الدولارات الى إقليم كردستان خلال المواسم السياحية.
وتضيف باراوي -التي حرصت على ارتداء زيها الكردي التقليدي خلال لقائها مع الجزيرة- أن كردستان "وجهة سياحية واعدة، لكنها تحتاج إلى مزيد من التعريف والتسويق، عبر مزيد من القصص التاريخية والتراثية والدينية والرياضية والصحية والترفيهية الجذابة".
وحسب المتحدثة نفسها فإن الإقليم ليس أقل شأنا من معظم الوجهات السياحية في العالم، غير أنها تؤكد ضرورة سن قوانين تشجع على الاستثمار في القطاع السياحي، وقالت "علينا أن ننخرط بشكل أعمق في هذا المجال، فالسياحة هي قدر كردستان".
قوانين الاستثمار
يرى خليل محمد نذير، وهو مستثمر سياحي بارز في كردستان العراقي أن الإقليم أرض خصبة للاستثمار في جميع المجالات، وخاصة في قطاع السياحة، حيث تتوفر مقومات السياحة من الطبيعة الجميلة واستتباب الأمان والحاضنة الاجتماعية".
ويعول نذير في نجاح أعماله على قانون الاستثمار الذي أصدره برلمان إقليم كردستان سنة 2006، إذ يعتبره منطلقا لتوفير فرص استثمارية تنافسية لا سيما في قطاع السياحة، ولكنه ينبه إلى ضرورة مراجعة وتقييم بنود هذا القانون بالتزامن مع استقراء وجهات نظر المستثمرين الذين قاموا ببناء مشاريعهم بالاستناد إلى هذا القانون.
ويضيف المستثمر السياحي "قد يكون الاستثمار خارج الوطن مجديا بشكل أكبر من الناحية الاقتصادية، لكن شعور الانتماء يجعل المستثمر متحمسا للمساهمة في عملية الاستدامة والإنماء".
وتظهر الإحصائيات الرسمية لإقليم كردستان أن عدد المشاريع المرخصة حتى نهاية العام الماضي 2024 بلغ أكثر 1250 مشروعا سياحيا، بيد أن الحكومة الحالية في الإقليم تسعى لرفع هذا العدد الى أكثر من 1500 مشروع قبل حلول العام 2030.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

10 تحديات تواجه السائح في روسيا وبدائل لمواجهتها
10 تحديات تواجه السائح في روسيا وبدائل لمواجهتها

الجزيرة

time٢٣-٠٤-٢٠٢٥

  • الجزيرة

10 تحديات تواجه السائح في روسيا وبدائل لمواجهتها

يظن البعض أن السياحة قد تضررت بشدة في روسيا جراء حرب أوكرانيا التي بدأت في فبراير/شباط 2022، وإن كان هذا الأمر في جزء منه الصحة، فقد تأثرت روسيا بشكل كبير خاصة في بدايات العام 2022 بسبب قيود جائحة فيروس كورونا وبدء الحرب، ولكنها بدأت تتعافى تدريجيا مع أواخر 2024، خصوصا مع تراجع وتيرة الحرب وانتهاء الإجراءات الاحترازية المرتبطة بوباء كورونا. روسيا هي أكبر بلد مساحة في العالم، وهي من البلاد التي ينبغي للسائح أن يضعها ضمن قائمته لخطط السفر، وحينما نتحدث عن السياحة فيها يجب أن نحدد أي منطقة نعني، فأراضي روسيا متباعدة ومترامية الأطراف، ومختلفة المناخ ومتنوعة الأعراق والقوميات، وبالتالي ينبغي ألا تُجمع البلاد في رحلة واحدة. ورغم هذا كله، لا يسعنا في هذا الموضوع أن نتحدث عن السياحة في روسيا ككل، بل لا يسعنا أن نتحدث عن السياحة في أشهر مدنها حتى، بل سنسرد معلومات مهمة لا يسع السائح تركها عند زيارته لروسيا. وتعد موسكو وضواحيها هي الأساس من حيث السياحة في روسيا قبل اندلاع حرب أوكرانيا وبعدها، سنركز فيما يلي على بعض أهم الصعوبات التي قد يواجهها السائح بروسيا في ظل الحرب، ثم نقترح عددا من الحلول المجربة لتجاوز هذه المصاعب. صعوبات السفر عدم القدرة على تحويل الأموال عن طريق البنوك من خارج روسيا: أصبح تحويل الأموال إلى روسيا أكثر صعوبة بسبب العقوبات الدولية والقيود المالية التي تم فرضها بعد حرب روسيا على أوكرانيا، وتأثرت العديد من القنوات المصرفية التقليدية، وخاصة تلك التي تعتمد على نظام "سويفت، مما حدّ من إمكانية التحويلات المصرفية المباشرة. نظام "سويفت" (جمعية الاتصالات المالية بين البنوك العالمية) هو نظام معترف به عالميا يستخدم للمعاملات المالية الآمنة بين البنوك، حيث يحدد كل بنك كود فريد لضمان وصول التحويلات إلى المستلم بدقة، وقد تم فصل العديد من البنوك الروسية عن شبكة سويفت كجزء من العقوبات الدولية عقب اندلاع الحرب، مما جعل من الصعب أو المستحيل معالجة التحويلات المالية الدولية إلى ومن هذه البنوك عبر سويفت. ويؤثر هذا العامل بشكل مباشر على السياحة في روسيا خاصة على مستوى الشركات السياحية التي ترسل أو تستقبل أفواجا سياحية في روسيا. عدم القدرة على استخدام بطاقات البنوك الأجنبية سواء للسحب أو للشراء: لا يمكن للسائح استخدام بطاقة الصراف الآلي أو بطاقة الائتمان الأجنبية غير الروسية للسحب النقدي أو الشراء في روسيا، ويؤدي هذا إلى صعوبة في المعاملات المالية اليومية، ويضع السائح في ورطة كبيرة إذا نفد لديه النقد "الكاش"، فلا يمكنه سحب النقد من الصراف الآلي بأي حال من الأحوال رغم غنى رصيده. عدم القدرة على حجز الفنادق من المواقع العالمية الشهيرة مثل "بوكينغ" و"إير بي آند بي": ستظهر أمامك هذه المشكلة العويصة كأول مشكلة عندما تخطط للسفر إلى روسيا بعد أن فُرِضَت عقوبات دولية على روسيا بعد حربها مع أوكرانيا، ففي مارس/آذار 2022 أعلن موقع "بوكينغ" تعليق جميع خدماته في روسيا، مما منع المستخدمين من حجز الفنادق هناك عبر المنصة قبل أو بعد وجودهم في روسيا.وتعد هذه الصعوبة من أهم المعوقات الواجب ذكرها، إذ إن موقع "بوكينغ" هو الأشهر في العالم لحجز الفنادق لما يحتويه من أسعار وخيارات عديدة. وفي مارس/آذار 2022 نفسه، أعلن الموقع الأشهر لحجز الشقق "إير بي آند بي" تعليق خدماته في روسيا أيضا، وهو ما جعل الكثير من السياح يجدون صعوبة في إيجاد خيارات إقامة بسهولة في هذا البلد. تطبيق المواصلات الأشهر "أوبر": من أهم التطبيقات التي يستخدمها السائحون حول العالم للتنقل بسهولة ويعتمدون عليه كثيرا، ولكن هذا التطبيق لا يعمل للأسف في روسيا. ويعتمد الكثير من المسافرين على هذا التطبيق من أول وصولهم إلى المطار إلى تدبير تحركاتهم اليومية، ويستغني العديدون عن فكرة استئجار سيارة خاصة أو حتى بسائق ويعتمد في المقابل على هذا التطبيق لسهولته وأمانه وسرعة استجابة سائقيه وأسعاره التنافسية. تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام لا تعمل: ربما لن يكون هذا عائقا كبيرا بالنسبة للأفراد العاديين، ولكنه يبقى عائقا لا يمكن تجاوزه بالنسبة لصناع المحتوى والمشاهير الذي يعتمد عملهم على نشر فيديوهات وصور يومية، سواء عن السفر أو غيره من المحتوى اليومي. شرائح الهاتف الأجنبية تعمل بصعوبة شديدة: في بعض الأحيان تنقطع الشبكة نهائيا في بعض المناطق لمن يستخدم الشرائح غير الروسية، ويعملون بشرائح الهاتف في بلدانهم الأصلية بعد تفعيل خاصية التجوال. ورغم تفعيل خاصية التجوال ومهما كان لدى السائح باقة إنترنت قوية في بلده الأم أو بلد آخر، فإن هذا لا يعني أنها ستعمل جيدا في روسيا. معظم تطبيقات الهاتف الروسية المهمة لا تعمل إلا بالشريحة الروسية: من واقع تجربة شخصية، قمت بتفعيل أعلى باقة دولية لشريحة هاتفي النقال لأستخدمها في روسيا، ورغم ضعف الشبكة إلا أن الشريحة كانت تعمل إلى حد ما من ناحية الاتصالات والإنترنت ولكن، الشيء الذي لم يعمل قط هو تطبيقات الهاتف الروسية المهمة التي تقدم خدمات المواصلات والخرائط وطلبات توصيل الطعام وقد كنت بحاجة ماسة لها، فهذه التطبيقات تعتمد اعتمادا كليا على الشرائح الروسية فقط. غياب معظم ماركات الموضة والملابس والمطاعم العالمية المعروفة: أغلقت العديد من الماركات العالمية الخاصة بمحلات الملابس والموضة فروعها في روسيا بعد الحرب الأوكرانية مثل أديداس ونايكي وزارا، وكذلك أشهر سلاسل المطاعم العالمية مثل "ماكدونالدز وستاربكس وبرغر كينغ". ويؤثر غياب هذه الماركات على السائحين من محبي العلامات التجارية المعروفة والمهتمين بالتسوق وخاصة السيدات، ولكن الحريصين على جودة المنتج سيجدون في روسيا بديلا لكل شيء تقريبا، سنذكره لاحقا. تقلص أعداد الرحلات الجوية المتجهة لروسيا خصوصاً من أوروبا وأميركا: بعد شن روسيا الحرب على أوكرانيا، شهد قطاع الطيران تغييرات كبيرة أثرت على الرحلات الجوية المتجهة إلى روسيا، إذ فرضت فيها العديد من الدول الغربية حظرا على الرحلات الجوية القادمة والمتجهة إلى روسيا.بالإضافة إلى ذلك، قامت روسيا بحظر الرحلات الجوية من عدة دول أوروبية، مما أثر على حركة الطيران الدولية، فأدت هذه الإجراءات إلى إعادة تشكيل خريطة الطيران العالمية، حيث اضطرت شركات الطيران إلى تعديل مساراتها لتجنب المجالات الجوية المحظورة، مما زاد من مدة وتكلفة العديد من الرحلات. خاصية تحديد المواقع الجغرافية في تطبيق "واتساب" غير دقيقة: بسبب التشويش الروسي على نظام تحديد المواقع الجغرافية الأميركي "جي بي إس" لأسباب أمنية، لا يعمل هذا النظام في "واتساب" بشكل دقيق، وأحيانا لا يعمل إطلاقا. ويؤثر هذا وبشكل كبير على حياة السائح اليومية، فلقد أصبحت خاصية إرسال الموقع من أهم الأشياء التي يستعملها الأفراد يوميا فيما بينهم، وخاصة في السفر. بديل العوائق 1-الاحتفاظ باحتياط كاف من الدولار: للتغلب على مشكلة عدم إمكانية تحويل الأموال من البنوك الأجنبية للبنوك الروسية، عليك أخذ مبلغ كاف من الدولار عند السفر إلى روسيا وتحويله هناك إلى الروبل الروسي عند الوصول. وإذا نفد مخزونكم من الدولار في أسوأ الأحوال، فيمكنكم حينئذ تحويل مبلغ المال المراد استخدامه في روسيا (على سبيل المثال ألف ريال قطري) من حسابكم البنكي في قطر إلى حساب أحد الوسطاء الذين يمتلكون حسابا بنكيا في قطر ويعيشون في روسيا في الوقت نفسه، ولديه طبعا حساب بنكي محلي في روسيا. وسيقوم هذا الشخص الوسيط بسحب ما يعادل ألف ريال قطري (274 دولارا) من حسابه الروسي ويعطيها لك بعد أخذ عمولته، ولكن لا ننصح بالاعتماد على هذه الوسيلة إلا إذا كانت مضمونة، وفي هذه الحالة فإن هذا الوسيط سيأخذ عمولة كبيرة قد تصل إلى 25% من المبلغ الأصلي. 2- فتح حساب بنكي محلي: إذا كان لديكم مبلغ كبير من النقد وتخافون عليه من الضياع أو السرقة، فعليكم أخذ مبلغ كاف من الدولار ثم تحويله للعملة الروسية عند الوصول، ثم الذهاب لبنك محلي لفتح حساب واستخراج بطاقة صراف آلي لتمكنك من الشراء داخل روسيا فقط. وأما إذا تبقى لديك المزيد من المال المدخر في الحساب عند العودة إلى الوطن، فيمكنك استرجاعه على هيئة دولار، مع الأخذ في الاعتبار سعر التحويل وعمولة البنك. 3- الإقامة: لحل مشكلة حجز الإقامة في روسيا فإن أمامك الخيارات الآتية: أولا التواصل مع الفنادق مباشرة عن طريق البريد الإلكتروني أو الهاتف أو مع شركات سياحية روسية لحجز فندقك، وثانيا استخدام مواقع روسية بديلة لحجز الفنادق والشقق الفندقية مثل "زن أوتلز" (Zenhotels) أو "أوزتروفوك" (Ostrovok). 4- تطبيقات بديلة: أهم التطبيقات البديلة التي لا غنى عنها ما يلي: "يانديكس غو" (YANDEX GO) وهو بديل عن أوبر للمواصلات، و"يانديكس مابس" (YANDEX MAPS) بديلا عن غوغل مابس، و"يانديكس إيت" (Yandex Eats) لتوصيل الطعام. جميع هذه التطبيقات تعمل بكفاءة عالية وبطريقة مشابهة للتطبيقات المشهورة عالميا. 5- استخدام "في بي إن" (VPN) قوي: لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي العالمية المعروفة مثل "فيسبوك وإنستغرام ويوتيوب"، عليكم باستخدام خاصية "في بي إن" (VPN) للتغلب على حجب المواقع، ومع ذلك لا تعمل هذه الخاصية بكفاءة في جميع الأحيان. 6- شراء شريحة روسية: سيكون من الضروري عند السفر إلى روسيا الاعتماد على الباقات الدولية المفعلة من البلد الأم لشرائح الهاتف المحمول، وشراء شريحة محلية لاستخدامها في الاتصالات والإنترنت وتفعيل تطبيقات الهواتف الذكية.

8 جوانب يختلف فيها سفر المرأة عن الرجل
8 جوانب يختلف فيها سفر المرأة عن الرجل

الجزيرة

time١٧-٠٤-٢٠٢٥

  • الجزيرة

8 جوانب يختلف فيها سفر المرأة عن الرجل

هل تساءلت يومًا لماذا لا تتشابه تجربة السفر بين المرأة والرجل؟ وهل سبق لك أن لاحظت كيف تُروى رحلات السفر بصوتين مختلفين؟ فبينما ينطلق الرجل نحو المغامرة، قد تجد المرأة نفسها تفكّر في الأمان، أو تخطط لتفاصيل لم تخطر للرجل على بال. فالسفر، رغم كونه تجربة إنسانية مشتركة، لكنه يحمل عوالم متباينة؛ فوراء كل رحلة حكاية تتشكل وفق توقعات المسافر ودوافعه. في هذا المقال، نستكشف كيف تؤثر هذه الفروق على تجربة السفر لنفهم كيف يعيش كل من الرجل والمرأة مغامرته الخاصة. من يسيطر على عالم السفر؟ النساء المحرك الأول للسفر رغم الصورة النمطية التي ترسم الرجل كمسافر دائم، تكشف بعض الدراسات العكس: النساء يتخذن 80% من قرارات السفر العائلي والفردي حول العالم، وتُقدر قوتهن الشرائية في المجال بـ15 تريليون دولار. وفي الولايات المتحدة، تُهيمن النساء على 63% من سفر الترفيه، وفي إحدى الدراسات شكّلت النساء 85% من المسافرين المنفردين. هذه الأرقام تكشف تحوّلًا واضحًا في خريطة السفر العالمية. وفي مفاجأة أخرى، وفقا لتقرير نشرته مجلة فوربس الأميركية، فإن 64% من المسافرين حول العالم هنّ من النساء، في حين أن الرجال لا يشكلون سوى 36%، هذه الفجوة الواسعة تطرح التساؤل التالي؛ لماذا تُسافر النساء أكثر؟ ترى المرأة في السفر فرصة للتحرر من القوالب النمطية، واستعادة السيطرة على وقتها وقراراتها. ووفقا لاستطلاع رأي، قالت 22% من النساء إنهن يسافرن للاستمتاع بالحرية في اتخاذ القرار، و15% لاختيار الوجهة بشكل مستقل. اللافت أن كثيرات يفضلن السفر بمفردهن، كخيار مريح لا يرتبط بموافقة الآخرين. بل إن 60% من المسافرات المنفردات في إحدى الدراسات في عام 2022 كنّ متزوجات وهن يسافرن دون أزواجهن، وأرجعت المشاركات ذلك إما لعدم اهتمام الأزواج بالسفر (42%)، أو لاختلاف الرغبات والتفضيلات (40%). أما دوافع السفر، فتتراوح بين الهروب من ضغوط الحياة اليومية، والرغبة في العناية الذاتية، وإعادة شحن الطاقة. بعض النساء أيضا يتمتعن بمهارات تخطيط مالي أكبر، أو يستفدن من الأموال الموروثة والمدخرات، خصوصا مع ارتفاع معدل أعمار النساء في بعض الدول. لكن اللافت أن كثيرا من النساء أظهرن رغبة شديدة في السفر الفردي تحديدا؛ حيث يسهل التعرف على أشخاص جدد، ويمنحهن مساحة أكبر للتفاعل والانفتاح على تجارب جديدة. باختصار، لم يعد السفر بالنسبة للمرأة مجرد رحلة للراحة أو الترفيه، بل تحول إلى أداة لاكتشاف الذات وتوسيع العلاقات، والانفصال المؤقت عن أدوارها التقليدية في الحياة اليومية. الرجل وأريكته علاقة يصعب منافستها! رغم أن الرجال غالبا ما يكونون في وضع مادي أفضل يسمح لهم بالسفر؛ إلا أن الأرقام السابقة تُظهر أن النساء هن من يسافرن أكثر، بل ويتجاوزن العقبات المالية من أجل تلبية شغفهن بالترحال. المفارقة هنا أن القدرة لا تعني الرغبة دائمًا؛ فالرجال، كما تشير بعض التحليلات الساخرة، ببساطة يفضلون الراحة والبقاء في المساحة الآمنة الخاصة بهم. كما كتبت إحدى النساء منشورا في إحدى مجموعات السفر النسائية في منشور بعنوان "لماذا لا يسافر الأزواج؟": لا تأخذ الأمر على محمل شخصي، الرجال ببساطة يسافرون أقل! فهم يفضلون العودة إلى الأماكن المعروفة، بينما نبحث نحن عن وجهات جديدة وتجارب مختلفة". هي تبحث عن ذاتها وهو عن المغامرة تختلف دوافع السفر بين النساء والرجال بشكل لافت، وغالبًا ما ترتبط هذه الأسباب باهتماماتهم وتجاربهم الحياتية. ففي حين تميل النساء إلى السفر بدوافع تتعلق بالاستقلالية، الراحة النفسية، والبحث عن الذات، غالبًا ما تختلف دوافع الرجال بشكل واضح. فالرجال أكثر ميلًا إلى السفر بدوافع المغامرة، أو لأغراض مهنية، أو لكسر الروتين اليومي من خلال أنشطة مليئة بالإثارة والتحدي. كما يفضل الرجال عموما الوجهات التي سبق لهم زيارتها، حيث يشعرون بالراحة في المألوف، في مقابل ميل النساء لاكتشاف أماكن جديدة وتغيير المشهد. هذه الفروقات لا تعني بالضرورة أن أحد الجنسين أكثر شغفا بالسفر من الآخر، لكنها تكشف عن اختلافات عميقة في الطريقة التي ينظر بها كل من الرجل والمرأة إلى فكرة السفر: المرأة ترى فيه تحررا، والرجل يراه تجربة أو تحديا. التخطيط للسفر: من الرابح؟ تميل النساء إلى التخطيط المُسبق والتنظيم الدقيق لضمان الأمان والراحة، وهذا أحد الأسباب الذي قد يفسر تفوّق النساء في معدلات السفر. فالإحصاءات تشير إلى أن النساء يتخذن نحو 80% من قرارات السفر، من اختيار الوجهة وحتى حجز الطيران والإقامة. لا تترك النساء شيئًا للصدفة فهن يبحثن بعناية عن أفضل أماكن الإقامة، المطاعم المناسبة، والأنشطة التي تناسب أذواقهن. في المقابل، يميل الرجال إلى العفوية في التخطيط، وغالبًا ما يُركزون على الجانب الترفيهي أو المغامرات الرياضية، دون التعمق في تفاصيل الوجهة. كما النساء يبدأن التخطيط قبل الرحلة بفترة أطول، بهدف تجنب المفاجآت، واستغلال العروض والخصومات، بينما يفضل كثير من الرجال الرحلات المفاجئة أو السريعة، ما يجعلهم أقل التزاما بالتحضيرات الدقيقة. وعلى صعيد أدوات التخطيط، نجد أن النساء يعتمدن على التكنولوجيا بشكل أكبر، بينما يثق الرجال غالبا بتوصيات الأصدقاء أو منتديات الدردشة مثل "ريديت" (Reddit) ومواقع متخصصة في المغامرات. السفر الفردي مقابل الجماعي يختلف مفهوم السفر بين الرجال والنساء عندما يتعلق الأمر بالسفر الجماعي مقابل السفر الفردي. فالنساء، عند السفر مع صديقاتهن أو برفقة نساء أخريات، يعشن تجربة غنية باللحظات المشتركة والذكريات الجماعية، فالرحلة بالنسبة لهن هي احتفال بالروح الجماعية، حيث تتضاعف متعتهم بالمشاركة. من ناحية أخرى، يفضل الرجال غالبًا السفر الفردي أو مع زملاء العمل، فهم يعتبرون السفر الفردي فرصة للتركيز على الذات، الهروب من ضغوط الحياة، وربما لممارسة مغامرة أكثر حرية من القيود الاجتماعية. هذا الاختلاف يعكس الطريقة التي يرى بها كل منهما للمغامرة: بالنسبة للرجل السفر الفردي هو تعبير عن الحرية الذاتية؛ بينما ترى المرأة في السفر الجماعي وسيلة لتعزيز الروابط الاجتماعية وتقاسم التجارب والمخاوف، خصوصًا في الأماكن الجديدة. خيارات الإقامة والسلامة عندما يتعلق الأمر بالسفر تُولي النساء أهمية أكبر لعوامل الأمان عند اختيار وجهات السفر والإقامة. وفقًا لتقرير لشبكة "بي بي سي" البريطانية فإن النساء يواجهن تحديات فريدة عند السفر بمفردهن، مما يجعلهن يفضلن وجهات تُعتبر آمنة ومن هنا يختلف الأمر. غالبا ما تكون النساء أكثر تحفظا في اختيار أماكن الإقامة حيث يفضلن الفنادق أو أماكن إقامة توفر مستويات عالية من الأمان، مثل الأماكن التي تتمتع بتقييمات عالية من حيث الأمان على منصات الحجز عبر الإنترنت. على عكس ذلك، يميل الرجال إلى أن يكونوا أكثر مرونة في خيارات الإقامة، حيث يفضلون أحيانا الإقامة في أماكن أقل تكلفة. وقد لا تكون أولويتهم في اختيار الإقامة مرتبطة بالأمان بقدر ما تكون متعلقة بالراحة أو قربها من الأماكن التي يرغبون في استكشافها. إعلان وأما من ناحية السلامة، فإن النساء يقمن بالتحقق من التقييمات والتعليقات عبر الإنترنت بشكل أكثر دقة لضمان سلامتهن أثناء الرحلة. وفي المقابل قد لا يولِي الرجال نفس الاهتمام الزائد بالأمان، ويركزون على تجربة السفر بشكل عام، مثل الأنشطة أو الفرص المغامرة التي تقدمها الوجهات. الأنشطة المفضلة: مغامرة أم ثقافة؟ تختلف تفضيلات الأنشطة بين الرجال والنساء في السفر بشكل ملحوظ، ففي حين يفضل الرجال الأنشطة المغامرة مثل تسلق الجبال وركوب الأمواج، تفضل النساء الأنشطة الثقافية والطبيعية. وتُظهر الأبحاث أيضا أن النساء غالبا ما يبحثن عن تجارب ذات طابع شخصي وتعلمي مثل زيارة المتاحف وحضور الفعاليات الثقافية، بينما يركز الرجال بشكل أكبر على الأنشطة الرياضية والمغامرات. كما أن النساء يفضلن التفاعل الاجتماعي أكثر مثل لقاء الأشخاص الجدد وشراء السلع المحلية. وعلى الرغم من هذه الفروقات يبقى الطعام المحلي عنصرا مشتركا بين الجنسين، حيث يهتم حوالي 89% من النساء و83% من الرجال بتجربة المأكولات التقليدية كجزء أساسي من رحلتهم. الفروق عند الإنفاق والميزانية بطبيعة الحال، هناك اختلافات واضحة في أنماط إنفاق الرجال والنساء أثناء السفر، مع بعض المعلومات المثيرة للاهتمام؛ فعلى سبيل المثال أظهر دراسة نشرت في 2020 أن النساء ينفقن بنسبة 47% أكثر على الإقامة مقارنة بالرجال، وتميل النساء إلى تخصيص ميزانيات أكبر للملابس والتسوق في الأسواق الحرة، في حين يُفضل الرجال إنفاق الجزء الأكبر من ميزانياتهم على الطعام والمشروبات. هذا الاختلاف يعكس رؤى مختلفة للسفر: بين من ترى فيه تجربة متكاملة تستحق الاستثمار، ومن يركز على جوانب معينة دون غيرها. التصوير وتوثيق الذكريات تقوم وسائل التواصل الاجتماعي بدور محوري في تجربة السفر لدى النساء، يفوق بكثير نظيره لدى الرجال. ويبرز هذا التفاوت خصوصًا في التفاعل النشط أثناء الرحلات، حيث تُقبل النساء على توثيق تجاربهن من خلال الصور ومشاركة اللحظات عبر منصات مثل إنستغرام، فيسبوك، ومنصة "بنتراست" (Pinterest) وغيرها. في المقابل، يميل بعض الرجال إلى استخدام منصات مثل يوتيوب وريدت، حيث يفضلون مشاركة محتوى تحليلي أو معلوماتي أكثر عمقا كالمراجعات المفصّلة، لكن مشاركتهم لتجارب السفر تكون أقل مقارنة بالنساء. لكن دور وسائل التواصل لا يقتصر على التوثيق والإلهام فحسب بالنسبة للمرأة، بل يمتد إلى تعزيز الإحساس بالأمان، حيث أن استخدام النساء لتلك المنصات يمنحهن طمأنينة أكبر وإحساس بالمشاركة خلال السفر بمفردهن. تعكس هذه الفروقات اختلافات واضحة في التوجهات الرقمية بين الجنسين؛ إذ تميل النساء إلى التفاعل الاجتماعي وسرد القصص، بينما يركز الرجال على المحتوى المعرفي أو الترفيهي. ورغم هذه الاختلافات يظل التصوير الفوتوغرافي نشاطا مشتركا بين الجنسين، إذ يعتبره 75% من النساء والرجال عنصرا أساسيا في توثيق الرحلة وصناعة الذكريات. الحقيبة مرآة للفرق بين الجنسين ربما لا يوجد رمز أوضح لاختلاف أساليب السفر بين الرجل والمرأة من شكل الحقيبة التي يحملها كل منهما ومحتوياتها. فحقيبة المرأة -في الغالب- أكبر حجمًا، وقد تتعدد حقائبها، حتى في الرحلات القصيرة! ليس لأنها تُبالغ، بل لأنها تفكر في كل التفاصيل: من الضروري والأساسي، إلى الاحتمالات غير المتوقعة. فهي تسافر بكل ما يعكس شخصيتها واحتياجاتها؛ بين كتاب للقراءة، وكريم واقٍ للشمس، ومستلزمات عناية شخصية وتجميل، ورداء لكل وقت في أيام رحلتها، ومفكرة لتدوين لحظاتها، وحتى الأدوية والطعام، مع ترك مساحات فارغة في الحقائب للهدايا والتذكارات المتنظرة من الوجهة القادمة. فالأنثى مستعدة لكل احتمال، وتحب أن تخلق من رحلتها تجربة متكاملة. أما حقيبة الرجل فهي تشبه طريقة تفكيره عند السفر: خفيفة، عملية، لا تحمل إلا الحد الأدنى من الأشياء، والاعتماد على ما توفره اللحظة. قميص إضافي، شاحن، ونظارة شمسية قد تكون كافية لرحلة بأكملها، فهو يميل للبساطة، ويترك المجال للارتجال والمغامرة. في النهاية، سواء كنت من أنصار الحقيبة الكبيرة أو الصغيرة، المليئة بالتفاصيل أو المقتصرة على الأساسيات، تظل الرحلة تجربة فريدة يعيشها كل شخص بطريقته، ويعود منها بحكاية خاصة لا تشبه سواه.

"الرحالة" مغامرة تنتظر السياح في إقليم كردستان العراق
"الرحالة" مغامرة تنتظر السياح في إقليم كردستان العراق

الجزيرة

time١٥-٠٤-٢٠٢٥

  • الجزيرة

"الرحالة" مغامرة تنتظر السياح في إقليم كردستان العراق

عندما يقرر أي عراقي القيام بجولة سياحية داخلية فإنه يتوجه على الأغلب شمالاً، إلى إقليم كردستان حيث الطبيعة الخلابة والمناظر الرائعة والجبال الشاهقة والسهول الخضراء والغابات الكثيفة والأنهار الجارية والعيون العذبة، إلى جانب مواقع أخرى عديدة في العراق تتسم بطابعها الديني والتاريخي والأثري والترفيهي، ما يجعل معظم المراقبين يعتقدون أن السياحة في إقليم كردستان ستكون خلال السنوات القليلة القادمة إحدى أهم ركائز الاقتصاد في هذا الإقليم العراقي. ووفقا لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، شهدت منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الخمس الماضية زيادة ملحوظة في أعداد السياح الدوليين مقارنة بالمناطق الأخرى، حيث قالت في تقريرها السنوي إن السياح يتوجهون نحو الشرق الأوسط بمعدل يزيد بنسبة 26% عن أي منطقة أخرى، خصوصا بعد جائحة فيروس كورونا. "قلب الشرق الأوسط" في حديث خاص مع "الجزيرة نت"، تقول سوزان ميراودالي رئيسة قسم العلاقات العامة في شركة "زوروا كردستان" (VISIT KURDISTAN)، وهي وثيقة الصلة مع حكومة إقليم كردستان العراق، إنهم يعملون حاليا على تعزيز مكانة كردستان العراق كوجهة متميزة على خارطة العالم السياحية. وللوصول إلى الهدف المحدد وهو جذب 20 مليون سائح بحلول 2030 إلى الإقليم، تدعو ميراودالي دول العالم لاستكشاف كردستان التي تصفها بـ "قلب الشرق الأوسط"، معولة في ذلك على كرم شعب أهل إقليم كردستان ورؤية الحكومة المحلية، والتي تقول إنها تخطط لدعم التنوع الاقتصادي عبر السياحة وعبر تقليل الاعتماد على الصناعات البتروكيميائية. مشروع مسار زاغروس وتشرح ميرادوالي في حديثها للجزيرة نت تفاصيل مشروع سياحي يبدو أنه يحظى باهتمام كبير من قبل السياح، سواء العراقيين منهم أو الأجانب، إذ تقول "هناك مجموعة نسميها الرحالة، وهي رحلة يشارك فيها مغامرون يحبون شيئا مختلفا خارج المسارات التقليدية، حيث يشقون طريقهم في مسار جبال زاغروس بطول 215 كلم"، وهو المسار الذي يبدأ بقرية "شوش" التي تعد رمزا للتعايش الديني. كما يوجد معبد النار الزرادشتي، وكنيسة ومسجد وكنيس قديم في هذه قرية شوش عند بداية المسار السياحي، وتصف المتحدثة نفسها هذه القرية بأنها رمز لطريقة كردستان في التعايش السلمي. وتضيف ميرادوالي "أطلقنا مؤخرا مشروعا بالتعاون مع الحكومة، وهو تليفريك "سوران"، والذي يعد أحد أطول التلفريكات في العالم، وهو بقيمة 160 مليون دولار، ويمتد على مسافة 10 كيلومترات عبر جبال منطقة سوران ذات المناظر الخلابة"، ويوفر هذا المشروع أكثر من 500 وظيفة. وتعبر رئيسة قسم العلاقات العامة في شركة "زوروا كردستان" عن تفاؤلها قائلة "كردستان لديها العديد من المقومات التي تجعلها منافسا قويا في قطاع السياحة، مما يسهم في استعادة حصتها السوقية المشروعة في المنطقة". كردستان جنة العراق قدم سعدون إلى عاصمة إقليم كردستان مع عائلته من بغداد، ويقول ردا على سؤال "الجزيرة نت" حول سبب اختياره إقليم كردستان كوجهة إن المنطقة "هي جنة العراق، السياحة فيها جميلة في كل الفصول، هناك مئات الفنادق والمطاعم والمنتجعات السياحية التي لا يمل السائح منها". ويشير سعدون إلى أنها ليست المرة الأولى التي يزور فيها أربيل، و"لن تكون الأخيرة -على حد تعبيره- ونحن نلمس التطور والتقدم الهائل الذي يحصل هنا على مستوى البنى التحتية الخاصة بالسياحة، والتي توفر بالتالي أكبر قدر ممكن من المتعة للسائح". أمن ومنتجات طبيعية وتقول آمال، وهي أم لثلاثة أطفال وتقيم في مدينة الموصل، إنها قررت أن تكافأ أطفالها بسفر إلى محافظة دهوك في إقليم كردستان، وهي محافظة متاخمة للحدود العراقية التركية، وتضيف أنها سعيدة جدا برؤية هذه الجبال الشاهقة في دهوك، وأيضا بحيرة سد دهوك. وتضيف للجزيرة نت: "قدمت لرؤية هذه الجبال الشاهقة، والأسواق التقليدية في مدينة دهوك التي تعج بالبضاعة المحلية الطازجة والطبيعية التي لا تحوي مواد حافظة مضرة بالصحة، الناس هنا وديين جدا". وتؤكد آمال أن الوضع الأمني مستتب بشكل يبعث على الراحة والأمان والطمأنينة، و"أطفالي يعشقون هذه الأنحاء، وأنا كنت قد وعدتهم بهذه السفرة السياحية في حال تفوقوا في دراستهم، وقد فعلوا وها نحن هنا نستمتع بهذه المناظر الخلابة (…)، سنزور الأسواق، ونشتري المنتجات المحلية، خصوصا الألبان الطازجة، أطفالي يحبونها جدا، وأنا احرص على شرائها كلما سنحت الفرصة لزيارة كردستان، كما نخطط لزيارة مناطق ومنتجعات سياحية". السياحة بديل اقتصادي تقول رئيسة هيئة السياحة في إقليم كردستان العراق أمل جلال إن حكومة أربيل وضعت "خطة محكمة" أمدها ثمان سنوات لتطوير قطاع السياحة في الإقليم، بالتنسيق مع الحكومة العراقية الاتحادية، وأيضا بالتعاون مع المستثمرين في هذا القطاع. وتضيف جلال في تصريح للجزيرة نت أن إقليم كردستان هو "موقع سياحي متميز حيث المعالم الفريدة من نوعها على مستوى العالم، مثل معبد "لالش"، وكهف "شاندر"، واحتفالات "النوروز" في مدينة عقرة". إلى جانب مئات المنتجعات السياحية والمواقع الأثرية والتاريخية العريقة التي توجد في الإقليم، فإن الوضع الأمني المستقر -تضيف المسؤولة السياحية- يشجع على الاستثمار في القطاع السياحي، خصوصا وأن الحكومة تعمل حاليا على جعل السياحة أحد أهم البدائل الاقتصادية، لتحل محل على النفط والغاز. بغداد وأربيل على خط واحد وتسترسل رئيسة هيئة السياحة في إقليم كردستان العراق في حديثها مع الجزيرة نت بالقول "حكومة كردستان تمتلك إرادة حقيقية لرفع مستوى السياحة في الإقليم، بهدف جذب أكبر عدد من السياح العراقيين والأجانب، وفي هذا السياق يبلغ حجم الاستثمار في قطاع السياحة نحو 7.5 مليار دولار"، مشددة على أن الهدف هو وضع كردستان العراق على خارطة العالم السياحية. وتضيف "ننسق كافة خطواتنا مع الحكومة العراقية في بغداد، ولدينا خطة مشتركة فكرتها هي تشجيع السائح الأجنبي على زيارة العراق من جنوبه إلى شماله كوجهة متنوعة، فإذا دخل العراق من بغداد يتم تشجيعه على زيارة كردستان، وإذا حط الرحال في أربيل نشجعه على زيارة المواقع التاريخية والسياحية في وسط وجنوب العراق". كلفة سياحية بالمتناول التقت "الجزيرة نت" في مدينة السليمانية حيدر الذي قدم من محافظة بابل جنوبي البلاد، وكانت تبدو عليه الحماسة وهو يتهيأ مع عائلته برفقة فوج سياحي عراقي لبدء برنامجه، والذي قال إنه يتضمن زيارات عديدة لمواقع وأماكن سياحية خلابة. وأضاف حيدر للجزيرة نت "الجيد في الأمر أن السياحة في كردستان لا تكلف العراقيين مبالغ كبيرة، فالأسعار في متناول الفرد العراقي العادي"، ويوضح أن رحلته مثلا تستمر لمدة أسبوع وتتضمن كلفة المبيت في فندق مع وجبة الفطور، وأيضا رسوم زيارة عدد من المواقع السياحية، وكل هذا لم يكلف حيدر سوى قرابة 80 دولار للشخص الواحد، و"لذلك -يضيف- مثلي مثل آلاف العراقيين نستطيع أن نقوم بهذه الرحلات الرائعة أكثر من مرة في السنة". مطار أربيل بوابة الإقليم "وليام وآليس" زوجان قدما من السويد لزيارة كردستان العراق، وقد التقتهما "الجزيرة نت" في مطار أربيل الدولي، وقالا إنهما سعيدان بخوض تجربة السياحة في عمق الشرق الأوسط، وإنهما قررا القيام بهذه الرحلة بعد البحث على شبكات التواصل الاجتماعي لاختيار البلد الذي سيقرران زيارته. وقد وقع اختيار الزوجين على إقليم كردستان لأسباب عديدة، يجملها "وليام في الأمن المستتب، وخوض تجربة رحلة المشي عبر الجبال لأيام عديدة، وزيارة القرى التي سيمران بها، ومخالطة القرويين، والتعرف عن كثب على ثقافة المنطقة. يقول السائح السويدي إنه حريص أن يحضر نهاية شهر مارس/آذار احتفالات النوروز في مدينة عقرة، التي باتت تعرف بعاصمة النوروز، حيث يحمل مئات الشبان من الجنسين المشاعل وهم يصعدون الجبل المطل على المدينة، ليعلنوا من على قمته بدء الاحتفال بهذا العيد القومي، والذي تحتفل به شعوب عديدة في بلدان مجاورة للعراق. وتضيف "آليس" أنه وزوجها يعيشان في منطقة بالسويد تضم عددا من العائلات العراقية الكردية اللاجئة منذ سنوات، وتقول السائحة السويدية "أعجبنا حقا بأخلاق هذه العائلات وطيبتها، ما شجعنا على القيام بهذه الرحلة إلى كردستان". وحسب "آليس" فإن الرحلة من السويد لإقليم كردستان كانت سهلة، إذ تتوفر رحلات جوية يومية من مطار استوكهولم إلى مطار أربيل وبالعكس، وقد تم استقبالنا بترحاب وحصلنا على التأشيرة خلال دقائق، جميل هذا المكان وهو يضاهي بل ويتفوق على عديد من مطارات أوروبا". السياحة قدر كردستان تقول "آرازو باراوي"، وهي تدير شركة سياحية في إقليم كردستان، إنها تعمل على جذب أكبر عدد ممكن من الأفواج السياحية القادمة من أوروبا وباقي العالم الغربي، وبدت "باراوي" متحمسة وهي تحدث للجزيرة نت عن برنامج شركتها، والتي تقول إنه يشمل فعاليات ورياضات جبلية وثلجية، وزيارات لأماكن تاريخية ومراكز دينية وأثرية. لكنها صاحبة الشركة السياحية تشدد على أهمية السائح الداخلي وخصوصا من محافظات الوسط والجنوب العراقي، معللة ذلك الأمر بأعدادهم المليونية، وهو الأمر الذي من شأنه أن يدخل مئات ملايين الدولارات الى إقليم كردستان خلال المواسم السياحية. وتضيف باراوي -التي حرصت على ارتداء زيها الكردي التقليدي خلال لقائها مع الجزيرة- أن كردستان "وجهة سياحية واعدة، لكنها تحتاج إلى مزيد من التعريف والتسويق، عبر مزيد من القصص التاريخية والتراثية والدينية والرياضية والصحية والترفيهية الجذابة". وحسب المتحدثة نفسها فإن الإقليم ليس أقل شأنا من معظم الوجهات السياحية في العالم، غير أنها تؤكد ضرورة سن قوانين تشجع على الاستثمار في القطاع السياحي، وقالت "علينا أن ننخرط بشكل أعمق في هذا المجال، فالسياحة هي قدر كردستان". قوانين الاستثمار يرى خليل محمد نذير، وهو مستثمر سياحي بارز في كردستان العراقي أن الإقليم أرض خصبة للاستثمار في جميع المجالات، وخاصة في قطاع السياحة، حيث تتوفر مقومات السياحة من الطبيعة الجميلة واستتباب الأمان والحاضنة الاجتماعية". ويعول نذير في نجاح أعماله على قانون الاستثمار الذي أصدره برلمان إقليم كردستان سنة 2006، إذ يعتبره منطلقا لتوفير فرص استثمارية تنافسية لا سيما في قطاع السياحة، ولكنه ينبه إلى ضرورة مراجعة وتقييم بنود هذا القانون بالتزامن مع استقراء وجهات نظر المستثمرين الذين قاموا ببناء مشاريعهم بالاستناد إلى هذا القانون. ويضيف المستثمر السياحي "قد يكون الاستثمار خارج الوطن مجديا بشكل أكبر من الناحية الاقتصادية، لكن شعور الانتماء يجعل المستثمر متحمسا للمساهمة في عملية الاستدامة والإنماء". وتظهر الإحصائيات الرسمية لإقليم كردستان أن عدد المشاريع المرخصة حتى نهاية العام الماضي 2024 بلغ أكثر 1250 مشروعا سياحيا، بيد أن الحكومة الحالية في الإقليم تسعى لرفع هذا العدد الى أكثر من 1500 مشروع قبل حلول العام 2030.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store