
بعد اعتزالها.. من هي الفنانة السورية دانا مارديني؟
اعتزال مفاجئ.. ولكن مخطط له منذ سنوات
نشرت دانا مارديني بياناً رسمياً عبر حسابها على «إنستغرام»، كشفت فيه عن كواليس قرارها المفاجئ.
ورغم صدمة الجمهور، أوضحت دانا أن قرارها لم يكن وليد اللحظة، بل جاء بعد سنوات من التفكير والتأمل، مؤكدة أنها تشعر بالاكتفاء الفني في هذا النوع من الأعمال وأنها تتجه حالياً إلى التركيز على السينما والمسرح.
الجمهور يطالبها بالتراجع عن القرار
أثار الإعلان موجة من ردود الفعل المتباينة، حيث عبّر عدد كبير من متابعيها عن حزنهم واستيائهم من القرار، مطالبين الفنانة بالعودة عنه.
لكن دانا طالبت في بيانها الجميع باحترام رغبتها، قائلة: «أعلن اعتزالي كممثلة في مجال التلفزيون، لن أعمل بعد الآن في هذا المجال، أياً كانت الشركة أو المحطة.. القرار ليس رد فعل، بل مخطط له منذ سنوات.. فخورة بما قدمت، واكتفيت إلى هنا».
وداع مؤثر واحتفال بالماضي
في خطوة بدت كتحية لمسيرتها، نشرت دانا صورة مركبة تجمع أهم الشخصيات التي قدمتها على الشاشة، اعتبرها الجمهور بمثابة احتفال صامت بنهاية مرحلة مهمة في حياتها الفنية، كما وعدت جمهورها بالاستمرار في مشاركتهم جديدها في المسرح والسينما.
من «ولادة من الخاصرة» إلى «الزند».. محطات لا تُنسى
بدأت دانا مارديني مشوارها الفني بعد تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق عام 2010، وسرعان ما أثبتت حضورها القوي في أول أدوارها التلفزيونية من خلال مسلسل «ولادة من الخاصرة» عام 2011.
وتوالت بعدها الأعمال الناجحة مثل:
• قلم حمرة
• حلاوة الروح
• العراب
• الندم
• جيران
• أهل الغرام
كما تألقت في مسلسل «الزند» إلى جانب النجم تيم حسن، حيث قدّمت شخصية «نجاة» التي تركت بصمة قوية في قلوب المشاهدين. وكان مسلسل «عقد إلحاق» هو آخر أعمالها قبل إعلان اعتزالها.
تجربة مسرحية وسينمائية ثرية
رغم قلة مشاركاتها السينمائية، قدَّمت دانا أعمالاً نوعية مميزة أبرزها:
• فيلم دمشق مع حبي.
• فيلم رسائل الكرز من إخراج سلاف فواخرجي.
أما في المسرح، فشاركت في أربع مسرحيات، من أبرزها:
• لحظة
• سيليكون
• الألماني الطيب
• الوجه الآخر لحكاية السيدة روزالين
أكَّدت دانا مارديني في بيانها أنها ستواصل نشاطها الفني خارج إطار التلفزيون، وستركز على المسرح والسينما، مشيرة إلى أن جمهورها سيظل على تواصل معها من خلال ما تنشره من أخبار عن مشاريعها الجديدة.
وقالت: «سأتابع في مهنتي وشغفي خارج هذا السياق.. سأواصل النشر عن جديدي في السينما والمسرح ولكم مني كل الحب».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 7 ساعات
- صحيفة الخليج
انطلاق دورة عناصر العرض المسرحي
انطلقت في المركز الثقافي بمدينة كلباء، فعاليات النسخة الثانية عشرة من «دورة عناصر العرض المسرحي» التي تنظمها دائرة الثقافة سنوياً، وتهدف إلى اكتشاف المواهب المسرحية وتأهيلها وإبرازها، وذلك بحضور أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بالدائرة. استهل افتتاح الدورة بكلمة لمشرفها الفني الفنان إبراهيم سالم، الذي رحب بالمتدربين، وفي معظمهم من العناصر الجديدة، مستعرضاً أبرز المحاور التي ستشملها الدورة، التي تستمر حتى نهاية شهر أغسطس المقبل، ودعا المشاركين إلى الاستفادة من الورشات والمحاضرات والمشاهدات التي ستتيحها الدورة، وحثهم على المواظبة والالتزام والتفاعل والتعاون، مشيراً إلى أن نخبة من مدرسي المسرح المتمرسين ستشرف على ورشات هذه النسخة من الدورة «التي ساعدت في تعريف وصقل العديد من المواهب المسرحية الإماراتية المبدعة خلال السنوات الماضية». وذكر إبراهيم سالم أن الدورة تمثل فرصة لتعلم أصول وأساسيات الفن المسرحي وفق أحدث مناهج التعليم الفني، وتشكل منصة لهواة هذا الفن للانطلاق في دروب الإبداع. وتحدث إبراهيم سالم إلى المتدربين عن المراحل والتفاصيل المختلفة لبرنامج الدورة، التي تعد جسر عبور للمشاركة في مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، الذي ينظم في سبتمبر المقبل. ورشة التمثيل وبحضور أحمد بورحيمة، انطلقت ورشة التمثيل تحت إشراف الفنان خالد أمين، أستاذ مادتي التمثيل والإخراج بمعهد الفنون المسرحية في الكويت. وثمَّن خالد أمين في مستهل حديثه تجربة الدورة التدريبية واستمراريتها ونتائجها الملموسة، مشيراً إلى أهمية رعاية المواهب الشبابية وإتاحة الفرص لها للتعبير عن مَلَكاتها الإبداعية، وتمكينها من لعب دورها في الساحة. بعد ذلك، استعرض خالد أمين برنامج ورشته التي تستمر عشرة أيام، مبيناً أنه سيركز على الجوانب التطبيقية، بدءاً من حصص اللياقة الذهنية والبدنية، مروراً بعمل الممثل على طاقته الشخصية، وتواصله مع نظيره فوق الخشبة، وتفاعله مع مكونات فضاء العرض.


العين الإخبارية
منذ 11 ساعات
- العين الإخبارية
معتذراً وممتناً.. وسام أبو علي يودع جمهور الأهلي
وجه الفلسطيني وسام أبو علي الذي غادر الأهلي المصري رسالة إلى جماهير القلعة الحمراء في أعقاب إتمام انتقاله إلى كولومبس كرو الأمريكي. وأتم وسام أبو علي يوم السبت انتقاله إلى كولومبس كرو بعقد يمتد حتى عام 2027 مع إمكانية التمديد لموسم إضافي. وسام أبو علي وجماهير الأهلي وقال وسام أبو علي في رسالة لجماهير القلعة الحمراء عبر حسابه بموقع "إنستغرام" للتواصل الاجتماعي: "جماهير النادي الأهلي العظيمة جاء الوقت لكتابة تلم الرسالة الصعبة". وتابع: "بداية أريد توجيه الشكر إلى رئيس النادي محمود الخطيب ومجلس الإدارة الذين وقفوا بجانبي من اليوم الأول ودعموني دائماً في الأوقات الصعبة مثلما في الأوقات الجميلة". وأضاف: "إن الأهلي محظوظ جداً بهذا الرئيس الرائع الذي يهتم بمصلحة النادي قبل كل شيء، كان شرفاً لي أن أعمل تحت قيادته". وأكمل: "أنا ممتن جداً على الفرصة التي حصلت عليها للانضمام لهذا النادي العظيم منذ سنة ونصف، النادي الذي منحني فرصة لأظهر من أنا كشخص، وكلاعب كرة قدم أمام العالم، وأمام ملايين الجماهير الرائعة". وواصل: "في الأهلي تعلمت معنى الفوز، وشعرت بلذة تحقيق البطولات وهي مشاعر ستبقي معي إلى الأبد". وحقق وسام أبو علي مع الأهلي لقبين للدوري المصري الممتاز وواحد للسوبر المحلي ودوري أبطال أفريقيا، إلى جانبه تتويجه هدافاً للبطولة المحلية في 2024. وأتبع: "أشكر كل اللاعبين والجهاز الفني والمدربين وكل من في النادي الذين قضيت معهم أياماً جميلة، وكل من وقف بجانبي وجعلني أشعر أنني بين عائلتي، الروابط والعلاقات ستظل معي مدى الحياة". وشدد المهاجم الفلسطيني على أنه عاش مع الأهلي: "لحظات رائعة وصعبة، لكن الشيء الذي لن أنساه أبداً هو قوتنا عندما نتكاتف في الأوقات الصعبة وأخيراً وليس آخراً والأهم، شكراً لجمهور الأهلي العظيم". أزمة الرحيل عن الأهلي وتطرق وسام أبو علي للحديث عن أزمة ترك الأهلي وما تبعها من أقاويل عديدة وهجوم عليه موضحاً: "أعرف أن الفترة الأخيرة كانت مليئة بالكلام والقصص، وكانت صعبة بيني وبينكم، لكن المهم بالنسبة لي هو أنني لم أقصد أبداً إيذاء علاقتنا، فأنتم سبب سعادتي في كل ثانية لعبتها في هذا النادي العظيم". واستطرد: "أنتم من شجعتوني لأقدم أفضل نا أملك في كل مباراة وجعلتوني أشعر بالفخر أمام عائلتي وشعب فلسطين كاملاً، جمهور الأهلي هو صوت النادي وصورته أمام العالم، أنا فخور أنني لعبت أمامكم، فخور أني ارتديت القميص الأحمر أمامكم جميعاً". ووجه أبو علي اعتذاراً قال فيه: "أعتذر إذا صدر مني أي شيء ناحيتكم جعلكم تفكروا فيّ بشكل مختلف. شكراً لكم لأنكم دائماً كنتم بجانبي وساعدتموني على التطور والوصول، الشيء الوحيد الذي أستطيع قوله حالياً، حقيقي أحببت كل لحظة من حياتي كلاعب في الأهلي". aXA6IDM4LjEzLjE0NS4yMTIg جزيرة ام اند امز US

خليج تايمز
منذ 12 ساعات
- خليج تايمز
زياد الرحباني: معزوفة الحرية الإنسانية والنغمة الباقية
في رحيل زياد الرحباني، لا نفقد مجرد فنان أو موسيقار، بل يغيب عصفور الحرية الذي ترنم بألحان صادمة، وناقداً ثاقب البصيرة عكف على استشراف مجتمع بعيون شاعر ثائر. إنه الصوت الذي وظف الموسيقى والكلمة لنبوءة تغيير، ليتجاوز الأبعاد الفنية إلى كون فكره تجسيدًا حقيقياً للوجدان الجمعي اللبناني والعربي. وُلد زياد في حضن أسرة فنية تشكلت ركيزتها على عبق التقاليد والمتانة النوعية. ابن عاصي وفيروز، بطلي الغناء اللبناني الأصيل، استُقبل في عالم الموسيقى منذ نعومة أظفاره، لكن مسيرته لم تكن مجرد محاكاة أو امتداد لما سبق؛ بل انطلقت، ومنذ بداياته، في انعتاق حر من كل القيود، إذ آمن بأن الفن رسالة لا بد أن تحمل وجع الناس وتمثل صوت المظلومين. تميزت أعمال زياد الرحباني بتأثير موسيقي ثوري، تعانق فيه الشرق والغرب في رقصة متناغمة. مزج بين الألحان الشرقية العميقة والتجارب الغربية المعاصرة، خاصة الجاز والكلاسيكية، ما خلق عالماً صوتياً خصباً مدعوماً بكلمات صريحة وُصفت بالجرأة في نقد الواقع. لم يكن مجرد ملحن يكتب للغناء بل كان شاعرًا ومسرحيًا يحمل هماً اجتماعياً وسياسياً جريئاً. في مسرحياته، قدم زياد مشاهد ساخرة وناقدة من واقع الوطن العربي، مستخدمًا الفكاهة والألم في آنٍ واحد. أعماله مثل "سهريّة"، "نزل السرور"، و"فيلم أمريكي طويل" لم تكن مجرد عروض درامية بل كانت مرايا تعكس معاناة الإنسان العربي من الفساد، الظلم، والاغتراب. لم يخف تأثير السياسة والمجتمع على رؤيته الفنية، بل صنع منها صُلب نهجه في الإبداع. على الصعيد الغنائي، أهدى زياد والدته فيروز ألحانًا لا تُنسى تركت أثرًا خالدًا في الذاكرة العربية، من بينها «كيفك إنت» و«بلا ولا شي». غنى من خلالها أحزان وهموم ومآسي الشعوب، وراح صوته يختلط بنغمات الحزن الممزوجة بالأمل، وكأن الموسيقى كانت بزوغًا لعالم أفضل. إنه لم يكن مجرد موسيقي، بل ظاهرة ثقافية وحضارية. حمل عبء الضمير الحي، الصوت الذي لا ينحني، وصوت الذين صمتوا. ترك بصمة لا تُمحى في مشهد الفن اللبناني والعربي، كونه استطاع أن يعبر عن واقع المجتمعات برؤية نقدية وتفاؤل انتقادي في آنٍ واحد. الراحل زياد الرحباني كان، وما يزال، روح المقاومة الفنية التي تدعو للتغيير بالموسيقى والكلمة، رجل الفن والمسرح الذي تكلم باسم الذين لا صوت لهم، وبنى على أوتار عزفه قصيدة لم تنتهِ، قصيدة الحرية والكرامة. ليظل إرثه منارة لكل مبدع يسعى لأن تلامس فنه عمق الروح الإنسانية، وأن يظل صدى أعماله موسيقى ترتقي بالأفكار الخالدة، معزوفةً شفافةً تعانق قلوب محبيه وعشاق الحرية إلى الأبد. مسرح السياسة والهوية في سماء الفن اللبناني، لا يمكن اختزال عبقرية زياد الرحباني دون التوقف عند تجربته المسرحية التي تتوج إنجازاته الفنية بفكر نقدي صلب يغوص في جراح وطنه. فقد عمد زياد منذ بدايات السبعينيات إلى ابتكار مسرح سياسي وساخر، سرد من خلاله مأساة الإنسان اللبناني في ظل واقع محاط بالحروب، الطائفية، والفساد. كانت انطلاقته عام 1973 مع مسرحية "سهرية"، التي لم تكن مجرد مسرحية تقليدية، بل كانت بمثابة "حفلة أغانٍ" توصل رسالته من خلال الموسيقى، لكن مع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية تحوّر أسلوبه جذريًا. في "نزل السرور" (1974)، جذب الأنظار إلى معاناة الطبقة الشعبية التي تواجه القهر الاجتماعي والطبقي، مستخدمًا لغة هزلية تخفي مرارة الواقع. تابع رحلته عبر أعماله الخالدة مثل "بالنسبة لبكرا شو؟" (1978)، التي أصبحت عنوانًا متداولًا يرمز للشك واليأس من المستقبل في لبنان، حيث يرصد من خلال قصة زوجين يديران مطعمًا صغيرًا حال المجتمع المضطرب، وكأنها مرايا تعكس هشاشة الأمل وسط الخراب. في "فيلم أميركي طويل" (1980)، انتقل زياد بجرأة إلى مسرح العبث، عبر مستشفى للأمراض النفسية تجسد شخصياته مأساة واقعية لإحباط المثقفين والقوى السياسية وسط الداهمة اللبنانية. أما "شي فاشل" (1983) فكانت قصيدة لليأس الذي استحكم بعد سنوات من الصراعات، حيث مارس نقدًا لاذعًا على النظام التعليمي والفساد الإداري. ومع بداية التسعينيات، عاد للمسرح بـ "بخصوص الكرامة والشعب العنيد" (1993) و"لولا فسحة الأمل" (1994)، مواصلًا نهجه النقدي الحاد ضد أمراء الحرب والطبقة السياسية الفاسدة، معبّرًا عن تعب شعب يغرق في خيبات الأمل ضائعًا في متاهات السلام الأهلي المزيف. تميزت مسرحيات زياد بالتركيز على الشخصيات من الطبقات الشعبية، التي حملت لواء النقد الاجتماعي والسياسي، مما أعطى صوته بعدًا جذريًا كان صدمة للمسرح اللبناني التقليدي، وجعل من خشبة المسرح منبرًا لمقاومة المجتمع المدني عبر الفن. مسرح زياد الرحباني ليس مجرد عروض درامية، بل هو وثيقة حية توثق أوجاع لبنان، نافذة تُطل على وجدان أمة ممزقة، حيث الماء والدم والموسيقى تتداخل لتشكّل سردًا لا يُنسى عن وطن يعانق الألم والأمل في آنٍ معًا. عبقرية مبكرة منذ نعومة أظفاره، بزغت عبقرية زياد الرحباني الموسيقية في بيت استثنائي؛ فصار رفيق والده عاصي في التلحين منذ الطفولة، حتى أسند له في سن السابعة عشرة مهمة تلحين أغنية «سألوني الناس» لفيروز، لتكون تلك اللحظة مفترقًا بين مدرستين: الرحابنة الكلاسيكية، ونزعة زياد الثائرة على حدود المألوف. تميّز زياد بإدخال أنماط جديدة على الأغنية اللبنانية، مزج فيها بين تراث الشرق بعمقه، والجاز الغربي والكلاسيك، حتى قيل إنه فتح باباً جديداً في الألحان جعل التجريب سمة أساسية لصوته الخاص. لم تكن موسيقاه لحنًا زخرفيًا فقط، بل كانت تعبيراً عن موقف ورؤية اجتماعية وفكرية، فحملت الأغنية لديه عمقًا نقديًا وسخرية مُرّة، وجعل من المسرح والموسيقى مرآة جريئة للواقع اللبناني والعربي. من أهم إبداعاته الموسيقية: لحن عشرات الأغاني الخالدة لوالدته فيروز، من بينها: «سألوني الناس»، «كيفك إنت»، «بلا ولا شي»، «عودك رنان»، «البوسطة»، «عندي ثقة فيك»، «سلملي عليه»، «إيه في أمل»، «أنا عندي حنين»، وغيرها من الأغاني التي حُفرت في الوجدان العربي. ألبوماته الغنائية والموسيقية مثل "وحدن" (1979)، "معرفتي فيك" (1987)، "كيفك إنت" (1991)، "إلى عاصي" (1995)، "مش كاين هيك تكون" (1999)، و"إيه في أمل" (2010). أعماله المسرحية الغنائية المصاحبة كمسرحيتي "سهرية"، و"نزل السرور"، و"بالنسبة لبكرا شو"، والتي صنع لها موسيقى حية نابضة تداخلت مع نقده السياسي والاجتماعي. بأدائه الخاص، أطل بصوته في أغانٍ شهيرة مثل "الحالة تعبانة"، "دلوني عالعينين السود"، "عايشة وحده بلاك"، "بصراحة"، "البوسطة"، و"اسمع يا رضا". وفي توزيع الألحان، كان زياد متفردًا؛ فقد أدخل إيقاعات وأصوات الآلات الغربية، كالبيانو والساكسفون والترومبيت إلى الأغنية الشرقية، ففتح طريقًا غير مسبوق في الموسيقى العربية. وُصف بأنه "صوت الوجع الساخر"؛ إذ لم تكن موسيقاه تخلو من مرارة النقد وفيض المشاعر. ساهم زياد كذلك بشكل هائل في تجديد التجربة الفنية لفيروز؛ إذ نقل صوتها من جيل إلى جيل بألحان ومعانٍ وأفكار عصرية دون أن ينزع عنها الشجن الرحباني الأصيل. لم يتردد في التجريب، فكان كل عمل له مساحة لاكتشاف جديد في الأنغام والكلمات والتوزيع. ويبقى إرث زياد الموسيقي، كلماته وألحانه وألحانه المسرحية، ذاكرة جمعية نابضة؛ مرآة تعكس هواجس وهموم أجيال، وتجسّد قدرة الموسيقى على رصد المجتمع وتحريضه على الحلم والتغيير. لقد أحدث ثورة ناعمة في الأغنية العربية، وربط الناس بفنه لأنه ببساطة غنّى وجعهم بالإبداع والخروج عن المألوف. زياد الرحباني وسيد درويش زياد الرحباني وسيد درويش هما من أعمدة الموسيقى العربية، ولكل منهما بصمته الخاصة وتأثيره البارز على التراث الموسيقي والثقافي، مع وجود أوجه تقاطع ونقاط تأثير بينهما في تاريخ الموسيقى. سيد درويش (1892-1923) يُعتبر رائدًا موسيقيًا وفنانًا متمردًا بدأ في تحويل الأحاسيس الشعبية إلى ألحان موسيقية متقنة، وابتكر نوع الأوبريت كما يجب أن يُقدم، وكان له دور بارز في تطوير المسرح الغنائي المصري والعربي. وقد كان تأثيره كبيرًا على أخوين الرحباني، حيث نشأ عاصي الرحباني في نفس العام الذي توفي فيه سيد درويش. المسرح الغنائي الذي أسسه الأخوان الرحباني حمل الكثير من أثر سيد درويش، خصوصًا في تقديم الأغاني الجماعية والمسرحية. كما تأثر الأخوان بالموسيقى المصرية بشكل عام، واتجهوا إلى المزج بين التراث الشرقي والنغمات الغربية في موسيقاهم، مما أعطاهم طابعًا فنيًا فريدًا. زياد الرحباني، الابن الأكبر لعاصي الرحباني وفيروز، مثّل جيلًا جديدًا من المبدعين الذين تابعوا مسيرة التجديد الموسيقي، متأثرًا بموسيقى سيد درويش التي كانت جزءًا من تراث عائلته الموسيقي. زياد عرف بأنه ابتكر صوتًا موسيقيًا يحمل توترًا إيقاعيًا قويًا، يجمع بين الجاز والكلاسيكية والموسيقى الشرقية. كما تكلم عن تأثير سيد درويش في تجديد الأغنية العربية وخصوصًا الأغاني التي تحمل رسائل اجتماعية وسياسية. زياد أكمل ما بدأه سيد درويش في جعل الموسيقى شكلاً من أشكال التعبير والرفض السياسي والاجتماعي، مع ميل إلى المزج الفني والتجريب. باختصار، سيد درويش هو المؤسس والرائد الذي مهدّ الطريق للموسيقيين العرب بما فيهم عائلة الرحباني، بينما زياد الرحباني كان المبدع الذي وظف هذا الإرث وأضاف إليه روح حداثية وتوسعًا إيقاعيًا وفنيًا وشكل صوتًا جديداً يعبر عن اللحظة اللبنانية والعربية بمنظور نقدي وسياسي وأبداعي عميق. زياد الرحباني، الموسيقار اللبناني، وُلد في بيئة فنية عريقة حملت في طياتها إرث الموسيقى العربية التقليدية، وقد تأثر بشكل واضح برائد الموسيقى العربية سيد درويش. قال زياد رحباني بنفسه: «لو أن سيد درويش عاش أطول لانتهى إلى ما وصل إليه الأخوان رحباني». هذا يعبر عن مدى تشابه الروح المتمردة والطموح التجديدي بين الرجلين. تأثير سيد درويش على زياد الرحباني سيد درويش كان فنانًا شعبيًا متمردًا، بالأخص في كيفية تحويله للأحاسيس الشعبية إلى ألحان موسيقية ومعالجة قضايا وطنية واجتماعية، مؤسسًا نوع الأوبريت المسرحي الغنائي. هذا الفن ومضامينه وصلت إلى عاصي الرحباني وأخيه منصور ثم إلى زياد الذي تربى على هذا التراث. زياد، مثل سيد درويش، تناول قضايا الشعب والفقير والمظلوم، ولم يرفض النقد السياسي والاجتماعي، بل وظف الموسيقى كأداة احتجاج وتحريض. الناقد الموسيقي سليم سحاب أكد أن تأثير سيد درويش على الأخوين الرحباني كان أساسياً في توجههما نحو المسرح الغنائي اللبناني، لكن من حيث الجانب الموسيقي، كان الأخوان الرحباني يميلان إلى الطابع الغربي أكثر، خاصّة في التوزيع والإيقاع. في المقابل، زياد الرحباني مزج بين الموسيقى الشرقية والجاز والكلاسيكية، مما أعطى موسيقاه طابعًا حديثًا ومعاصرًا، لكن الخط الفكري والمضمون الاجتماعي يحمل امتدادًا لما بدأه سيد درويش. زياد كان من كبار المعجبين بسيد درويش، محافظًا على جسر فني روحي معه في معظم حفلاته، مع أداء أغنيات مثل "أهو ده اللى صار" وهي من روائع سيد درويش التي غنتها فيروز عديدًا، ما يؤكد على الرابط الموسيقي والفكري بينهما. زياد الرحباني وسيد درويش: إرث الموسيقى العربية بين التقاليد والتجديد يُعتبر كل من زياد الرحباني وسيد درويش من أعمدة الموسيقى العربية التي تركت بصمة لا تُمحى، إذ جمع كل منهما بين الفن والموسيقى رسالة اجتماعية ووطنية ذات طابع شعبي عميق. ففي حين كان سيد درويش رائد الموسيقى الوطنية العربية وأحد مؤسسي المسرح الغنائي الشعبي في أوائل القرن العشرين، جاء زياد الرحباني ليكمل المسيرة الفنية ويجددها بصوته المميز تجمع بين التراث الشرقي وجمالية الجاز والكلاسيكية الغربية. تأثر زياد الرحباني بشكل ملموس بسيد درويش، حيث يرى زياد نفسه وريثًا لفكر وجرأة سيد درويش في المزج بين الموسيقى والكلمة للتعبير عن قضايا الناس والمجتمع. لكنه تجاوز ذلك بالتجديد الموسيقي، من خلال التوظيف المعاصر للألحان والمقامات، وابتكاره لتوزيعات معقدة تجمع بين الموروث والحداثة. وفي مقارنة بين أسلوبيهما، يتميز سيد درويش ببساطة التوزيع وإيقاعه الحيوي الذي يخدم أغانيه الوطنية والاجتماعية، بينما جعل زياد الرحباني من الموسيقى أداة للانتقاد السياسي والاجتماعي المعاصر، مع مزج فني بين الشرق والغرب، جسّد من خلاله رؤية فنية ثرية متعددة الأبعاد. لعب كل منهما دورًا محوريًا في تطور الأغنية والمسرح الغنائي العربي، فكان سيد درويش مؤسساً لنمط الأوبريت والدراما الموسيقية، في حين برز زياد كموسيقار ومسرحي ساخر يُعبر عن هموم لبنان والعالم العربي بجرأة منقطعة النظير. هذا التلاقي بين إرث سيد درويش وابتكارات زياد الرحباني يشكل جسراً بين التقاليد الموسيقية العريقة ورؤية متجددة، تؤكد أن الموسيقى ليست مجرد لحن وكلمة، بل تعبير حي عن روح الأمم وهويتها الثقافية.