logo
فهم الآخر.. أكثر من تفسير للنص

فهم الآخر.. أكثر من تفسير للنص

صحيفة الخليج٢٩-٠٧-٢٠٢٥
وضع عدد من المترجمين والكتّاب والناشرين الذين تحدثوا إلى «الخليج» أسباب ومبررات تعدد ترجمة المؤلفات الأدبية العالمية إلى اللغة العربية، حيث أشاروا إلى ضرورة أن تكون عملية النقل مستوعبة لمعاني النص وأن تمارس قدرا من التفسير والتأويل، حيث إن تلك العملية يجب أن يقوم بها مترجمون تنطبق عليهم شروط معينة من ضمنها البراعة في اللغتين المترجم عنها والمنقول إليها، مع توفر قدر من الثقافة ومعرفة الأدب، حيث إن المؤلفات التي وجدت رواجاً وإشادة هي تلك التي قام بترجمتها كتّابٌ سواء في مجال السرد أو الشعر أو الفكر.
الشاعر والمترجم شهاب غانم أكد وقوفه إلى جانب تعدد الترجمات، حيث إن في كل ترجمة جديدة نصاً جديداً، فالأساليب والقدرات بين المترجمين تتفاوت ولا تتطابق، لكن ذلك، بطبيعة الحال، يجب أن لا يكون على حساب الأمانة، إذ إن بعض المترجمين يقومون بنقل معانٍ غير مفهومة وهي ليست تلك التي قصدها المؤلف.
وأشار غانم إلى أن العمل الأدبي يمتلك معاني خفية وإشارات بين السطور، ولابد من الوصول إليها، لذلك فإن تعدد الترجمات يفيد في مثل هذه الأمور، ويجعل النص المترجم الجيد مختلفاً عن بقية الترجمات الأخرى لذات الكتاب، وهنا تكمن فائدة تعدد النقل والترجمة.
الشعر
ويضرب غانم مثلاً بالشعر، حيث إن النص الواحد يحتاج بالفعل إلى أكثر من ترجمة واحدة، وفي كل مرة يظهر اختلاف، حيث إن قصيدة مثل «الأرض اليباب»، التي كتبها «ت. إس. إليوت»، أعيد ترجمتها كثيراً وفي كل نسخة جديدة توجد أشياء مختلفة، وتلك عملية ممتعة للقراء وتعمق من النص الأصلي وفهم أبعاده المختلفة.
ولفت غانم إلى دخول «الذكاء الاصطناعي»، إلى مجال الأدب، حيث صار يستعان به في مجال إعادة الترجمة رغم وجود بعض الهنات التي تستدعي تدخل الإنسان المتمكن من اللغة والأدب.
مدارس
الشاعرة والمترجمة الهنوف محمد أكدت أن تعدد الترجمات للنص الواحد، يعود إلى تنوع المدارس والتيارات في مجال الترجمة العربية، فهناك التي تميل نحو الإسهاب، وهناك التي تفضّل التكثيف والاختزال، لذلك يتم نقل ذات النص ولكن برؤى مختلفة.
ولفتت الهنوف إلى أهمية أن يعكس المترجم المعنى الذي أراده الكاتب، حيث إن الترجمة هي تأويل خلّاق للنص، بالتالي يختلف كل مترجم عن الآخر بحسب قدراته وذخيرته اللغوية والثقافية والمعرفية، وكل ذلك يصب في مصلحة القارئ الذي قد تعجبه أكثر من ترجمة واحدة لذات الكتاب.
وأوضحت الهنوف أن بعض المجالات يكون فيها تعدد الترجمات مهماً وضرورياً مثل الشعر، خاصة قصيدة النثر والتي هي عبارة عن صورة أو صور فالمترجم في هذه الحالة يلجأ إلى التأويل، وبالتالي فإن نصه الذي قام بترجمته يختلف عن المترجم الآخر، كما أن بعض المؤلفات تعتمد على فكرة الغموض، وهذا يجعل من ترجمتها مسألة تخضع لثقافة المترجم، ولذلك فإن التعدد في هذه الحالة مهم.
وذكرت الهنوف أن التطور في أدوات ووسائل الترجمة، وكذلك المتغيرات الحياتية والعصرية تدعو إلى إعادة الترجمة مرات عديدة، بل إن المترجم الذي يعمل على تطوير نفسه ومقدراته يستطيع أن يترجم ذات الكتاب الذي ترجمه سابقاً، مرة أخرى برؤية وأدوات جديدة.
فيما يرى المترجم صلاح محمد خير أن بعض المترجمين الذين برزوا مؤخراً لديهم مشاريع ترجمية مغايرة من حيث المناهج ولم ترُق لهم ترجمة بعض الأعمال الأدبية، فعملوا على إعادة نقلها مجدداً، فهناك المترجم السوري د. مالك سلمان الذي أعاد ترجمة «مزرعة الحيوان»، لجورج أورويل وطبق عليها مناهجه الخاصة بتجربة النصوص الروائية، مركزاً على فكرة الإيقاع السردي في النصوص، وتمكن إلى حد كبير من تحويله إلى إيقاع سردي عربي، كما أنه طبق هذه المنهجية أيضاً على رواية «قلب الظلمات»، لجوزيف كونراد، مبرزاً أن المترجم الأدبي الروائي هو ناقد ومؤوّل للنصوص وناقل لبناها السردية قبل أن يكون مترجماً يتنقل بين اللغة المصدر واللغة الهدف.
وشدد صلاح على أن ظاهرة تعدد النصوص المترجمة تظهر بين فترة وأخرى في المشهد العربي، هناك أعمال روائية تعرضت لأكثر من ترجمة، مثل: رواية «الشيخ والبحر» لإرنست همنجواي وأعمال جورج أورويل ووليم شكسبير وغيرهم، فالترجمة هي فعل إثراء للثقافة العربية، وكل إعادة نقل إلى العربية هو أمر مفيد للقارئ.
وذكر صلاح أن تعدد التيارات والأساليب واختلاف الرؤى والتجارب كلها عوامل تؤدي إلى إعادة الأعمال التي تمت ترجمتها سابقاً، وكذلك هناك أشياء تفرض على المترجمين إعادة ترجمة النصوص مرة أخرى مثل ظهور حدث معين أو وفاة كاتب على سبيل المثال أو فوزه بجائزة كبيرة مثل نوبل.
وأشار صلاح إلى أن بعض المترجمين أبدعوا حتى في ابتكار عناوين جديدة لذات الكتاب الذي تمت ترجمته، فرواية «العجوز والبحر»، ابتكر لها بعض المترجمين عنوان «الشيخ والبحر»، وكذلك على سبيل المثال رواية «كائن لا تحتمل خفته»، هناك من ترجمها ب«وجود لا تحتمل خفته»، وهكذا.
الأعلى مبيعاً
من جانبها ذكرت الكاتبة والناشرة مريم الشناصي أن هناك أسباباً كثيرة تجعل دور النشر تقوم بإعادة ترجمة الكتب الأجنبية مرة أخرى إلى اللغة العربية، مثل أن يدخل النص قائمة المؤلفات الأعلى مبيعاً.
وذكرت مريم الشناصي أن هنالك أعمالاً أدبية تحظى بشعبية كبيرة سواء الروايات أو المجموعات القصصية والشعرية، فالإقبال على كتاب معين يجعل دور النشر تتسابق على إعادة ترجمته مجدداً.
وأوضحت أن دور النشر ملزمة بعقود توقعها مع أخرى أجنبية من أجل ترجمة كتاب معين، وفي حالة انتهاء فترة العقد المقررة، خمس سنوات على سبيل المثال، فإن تلك الدار الأجنبية تتعاقد مع دار عربية أخرى من أجل ترجمة ذات الكتاب وبيعه، بالتالي فإن ذلك الأمر من الأسباب الشائعة في إعادة ترجمة المؤلفات الأدبية العالمية.
ولفتت مريم الشناصي إلى أن بعض الترجمات لا تتسم بالدقة والجودة والصياغة مما يتطلب إعادة الترجمة مرة أخرى.
وذكرت أن بعض الدول الأجنبية في كثير من الأحيان تكون ضيف شرف في معارض الكتب العربية، مما يستوجب أعادة ترجمة منتوجها الأدبي مرة أخرى حتى لو تم ترجمته مسبقاً.
زوايا متعددة
أما الناشر والكاتب سيف الجابري، فقد وصف تعدد الترجمات بالظاهرة الصحية كونها تمنح القارئ زوايا متعددة لقراءة الكتاب، حيث إن بعض التفاصيل والمعلومات قد تسقط من مترجم فيلتقطها آخر، لذلك تجد هناك اختلاف في ذات النص المترجم أكثر من مرة واحدة.
وأوضح الجابري أن دور النشر تقوم بإعادة ترجمة الكتاب لأسباب كثيرة أهمها مكانة العمل نفسه، فبعض المؤلفات الروائية أو الشعرية أو الفكرية تغري القراء عندما يعرفون أن ترجمة جديدة مختلفة متوافرة في السوق غير تلك التي اطّلعوا عليها سابقاً، إذ إن حب القارئ للكتاب المعين يجعله يحرص على قراءته أكثر من مرة خاصة في حالة اختلاف الترجمات.
وأشار الجابري إلى أن العديد من القراء يبحثون عن الدقة في الترجمة، بالتالي هم يبحثون عن كل ترجمة مختلفة للكتاب الواحد، بل يقومون بمناقشة الترجمات في ما بينهم ويفضلون هذه على تلك، وهذا الأمر يعمق من فهم المتلقي للنص.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«أبوظبي للصيد والفروسية» جاهز للتحليق بتراث الوطن
«أبوظبي للصيد والفروسية» جاهز للتحليق بتراث الوطن

الإمارات اليوم

timeمنذ 6 ساعات

  • الإمارات اليوم

«أبوظبي للصيد والفروسية» جاهز للتحليق بتراث الوطن

تنطلق في 30 الجاري فعاليات النسخة الـ22 من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، الذي تنظّمه مجموعة أدنيك، بالتعاون مع نادي صقاري الإمارات، وتستمر حتى السابع من سبتمبر المقبل، في نسخة تُعدّ الأضخم في تاريخ المعرض. ويُعدّ المعرض منصة رائدة مخصصة للاحتفاء بالتراث العريق لدولة الإمارات، وعاداتها الراسخة في الصيد والفروسية، إذ يُجسّد تاريخاً يمتد لأكثر من عقدين من التراث الثقافي والتقاليد الأصيلة. وبعد النجاح الكبير لنسخة 2024 التي سجلت حضور ما يزيد على 350 ألف زائر، ومشاركة أكثر من 1700 شركة وعلامة، من المنتظر أن تشهد نسخة المعرض المقبلة نمواً قياسياً في جميع مؤشرات الأداء. منصة بارزة وقال الأمين العام لنادي صقاري الإمارات، ماجد علي المنصوري، إن «معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية أصبح المنصة الأبرز في الدولة للاحتفاء بالتراث الثقافي الإماراتي والعربي والحفاظ عليه»، مشيراً إلى أنه بفضل الدعم المستمر من قيادتنا الرشيدة، يُعزز هذا الحدث المهم من شأن تقاليدنا العريقة، ويضمن غرسها في نفوس الأجيال المقبلة، وستؤكد نسخة عام 2025 صدارة أبوظبي ومكانتها المميّزة في ميادين الصيد والفروسية والصقارة، لتكون نقطة التقاء بين إرث الماضي وتطلّعات المستقبل. وعبّر عن بالغ امتنانه وتقديره لقيادة الدولة الرشيدة على الدعم الكبير لمشروعات وجهود صون الصقارة والتراث الإماراتي، وتعزيز التعاون الثقافي بين الشعوب، مؤكداً أن هذا النهج يُجسّد الإرث الذي غرسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في نفوس أبناء الإمارات، من حُبّ لهذا التراث العريق والاعتزاز به. مزادات الصقور بينما قال العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لمجموعة أدنيك، حميد الظاهري، إن المجموعة تواصل استعداداتها وتحضيراتها لإطلاق نسخة استثنائية من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية بالتعاون مع نادي صقاري الإمارات، وكل الشركاء الاستراتيجيين في القطاعين الحكومي والخاص، لإنجاح هذه الفعالية وإخراجها بالشكل الذي يليق بسمعة المعرض ومكانته على الصعيدين الإقليمي والدولي. وأضاف أن الدورة المقبلة للمعرض ستضم العديد من الفعاليات الجديدة التي ستقام للمرة الأولى، ومن أبرزها: مزادات الصقور التي ستقام على مراحل عدة قبل المعرض وخلاله. وأوضح أن فرق العمل في المجموعة نفذت جولات ترويجية للمعرض خلال الأشهر الماضية عبر المشاركة في عدد كبير من الفعاليات الإقليمية والدولية المتخصصة في القطاع، لاستقطاب كبرى الشركات المتخصصة في القطاع، ولتأكيد المكانة المتميّزة التي وصل إليها المعرض عالمياً. وأكّد الظاهري الدور الكبير الذي يؤديه المعرض في دعم الصناعات الوطنية في هذه القطاعات الحيوية، إضافة إلى إسهاماته في دعم قطاع الحِرف اليدوية الوطنية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وفتح أسواق جديدة لها على الصعيدين الإقليمي والدولي. وأوضح أن المعرض يُعدّ منصة حيوية لعقد الشراكات، وبحث فرص التعاون بين الشركات الوطنية والعالمية، إضافة إلى عرض أحدث ما توصلت إليه التقنيات العالمية والمعدات في قطاعات الصيد والفروسية. فعاليات مبتكرة وتتضمن أجندة المعرض مجموعة مميّزة من الفعاليات والأنشطة المبتكرة التي تعكس مكانته منصةً عالميةً للتبادل الثقافي ونشر قيم الاستدامة، وتعكس الفعاليات الموروث الثقافي والتراثي الغني الذي تزخر به الدولة، وكذلك مكانة المعرض الذي لا يقتصر على كونه منصة تجارية دولية فحسب، بل يُعدّ ملتقى ثقافياً وإنسانياً يجمع عشاق التراث، وممارسي الصيد والفروسية، وصُنّاع المعدات والمنتجات التراثية من مختلف أنحاء العالم. وتستعد نسخة 2025 من المعرض لتكون مميّزة في كل مؤشرات الأداء، إذ تجمع نخبة من العلامات التجارية المحلية والدولية عبر الشراكة مع نادي صقاري الإمارات، لتقديم تجربة فريدة ومميّزة تعكس عمق الثقافة الإماراتية وأصالتها، وجاذبيتها الدولية مع الالتزام بمعايير الاستدامة في ما يتعلق برياضات الصيد والقنص المستدام. وتشهد نسخة 2025 من المعرض، سلسلة من مزادات الصقور الاستثنائية، إذ تُنظّم على مرحلتين، الأولى أيام 16 و17 و23 و24 الجاري حضورياً، ويمكن المزايدة أيضاً إلكترونياً على كوكبة من الصقور المتميّزة، بينما ستكون المرحلة الثانية أيام 30 و31 الجاري والسادس والسابع من سبتمبر المقبل، وهي مزادات تفتح أبوابها للمشاركين من داخل الدولة وخارجها، ويقدم المعرض لزواره فرصة فريدة للاستمتاع بعروض ثقافية وتاريخية حيّة تروي حكايات التراث العريق للمنطقة، كما يتعرفون إلى أحدث التقنيات والمنتجات في مجالات متعددة، تشمل الفروسية والصقارة، والصيد والرماية، والتخييم والسفاري، وصيد الأسماك والرياضات البحرية، وكذلك الفنون والحِرف اليدوية والمغامرات في الهواء الطلق. تضاعُف المساحة شهدت الدورة الـ21، التي نظّمتها مجموعة أدنيك، العام الماضي، بالتعاون مع نادي صقاري الإمارات، للمرة الأولى، تضاعف مساحة المعرض بما يزيد على 14 مرة مقارنة بالدورة الأولى في 2003، فيما زاد عدد الشركات العارضة بمقدار 43 مرة في دورته الماضية، لتصل إلى 1742 شركة وعلامة تجارية مقارنة بالدورة الأولى، كما تضاعف عدد الدول المشاركة لتصل إلى 65 دولة في دورة عام 2024 مقارنة بـ14 دولة في الدورة الأولى. • 350 ألف زائر، استقطبتهم النسخة الأخيرة. حميد الظاهري: • الحدث يُعدّ منصة حيوية لعقد الشراكات، وبحث فرص التعاون. ماجد المنصوري: • «المعرض» يؤكد مكانته نقطة التقاء بين إرث الماضي وتطلّعات المستقبل.

«كنانة».. تصاميم عصرية تعتز بفخامة «التلي»
«كنانة».. تصاميم عصرية تعتز بفخامة «التلي»

الإمارات اليوم

timeمنذ 6 ساعات

  • الإمارات اليوم

«كنانة».. تصاميم عصرية تعتز بفخامة «التلي»

الاهتمام الكبير الذي توليه دولة الإمارات للتراث لا يُمثّل تقديراً للماضي فقط، بل مصدر إلهام للعديد من الشباب الذين انتبهوا، بفضل هذا الاهتمام، لما يتسم به الموروث الشعبي من جماليات فريدة، فاختاروا أن يكون محوراً لمشاريع مبتكرة تستلهم التراث وتسعى إلى تقديمه في أبهى صورة، ومن هذه المشاريع مشروع «كنانة»، الذي أطلقته الإماراتية آمنة الكعبي، ليقدم منتجات تتزين بفخامة «التلي»، بأسلوب عصري وخامات مستدامة. وقالت آمنة الكعبي، لـ«الإمارات اليوم»، إن «كنانة» علامة تجارية إماراتية متخصصة في إنتاج الحقائب، وتجمع بين الحِرف اليدوية والتصاميم المعاصرة، بهدف دعم التراث الإماراتي والحفاظ عليه وعلى استدامته، من خلال تمكين الحِرفيات الإماراتيات وتعزيز مكانة الحِرف اليدوية في السوق العالمية، معربة عن اعتزازها بالدعم الذي تجده من جهات مختلفة في الدولة، وأضافت: «أعتز بالتعاون في تنفيذ منتجات (كنانة) مع مصنع الخزنة للجلود، الذي يمثل الداعم الرئيس الذي من خلاله تتحول تصميماتي إلى منتجات جلدية بمواصفات عالمية، وهذا التعاون يبرز قوة الترابط بين المصانع الإماراتية، ويسهم بفاعلية في تعزيز رؤية (اصنع في الإمارات) الهادفة إلى تعزيز الصناعة الوطنية، وتقديم منتجات بجودة عالية تنافس المنتجات العالمية»، مشيرة إلى أن تعاونها كمشروع ناشئ مع مصنع بحجم وأهمية «الخزنة للجلود»، يمنحها ثقة بالنفس وتقديم منتج متميز يستحق الدعم، كما يسهم في التعريف بها كعلامة جديدة في السوق، حيث شاركت في معرض «اصنع في الإمارات» الذي أقيم بأبوظبي، في يونيو الماضي، ضمن منصة الخزنة في المعرض. عن البدايات وأوضحت الكعبي أن المشروع بدأ منذ ثلاث سنوات تقريباً، واستلهمت فكرته من والدتها التي اعتادت أن تصمم محافظ من «التلي» وتقدّمها هدايا لصديقاتها، ففكرت في أن تطلق علامة تجارية تعتمد على شغل التلي اليدوي وتوظيفه في تصميم وتنفيذ حقائب نسائية أنيقة وراقية تليق بمكانة التلي وفخامته، كما تتسم بهويتها الإماراتية، ومع الوقت ومن خلال التعاقد مع مصنع الخزنة، تم التحول لتنفيذ حقائب من الجلود الطبيعية، كما تعددت التصميمات والمواد المستخدمة في تصنيعها بين جلود الماعز والإبل والأبقار، مع الحرص على تطبيق مبدأ الاستدامة في استخدام الموارد الطبيعية، كما يمكن للمشتري المشاركة في وضع التصميم الذي يناسب ذوقه، لافتة إلى أن اسم «كنانة» مرتبط بالمعنى اللغوي للكلمة التي يُقصد بها الجعبة التي تصنع من الجلد لتوضع فيها السهام، في إشارة إلى أن العرب تفنّنوا في صناعة المنتجات الجلدية منذ عصور طويلة. تحديات وطموحات وتطرقت آمنة إلى الصعوبات التي تواجهها في مشروعها، قائلة إن أبرزها الحصول على «التلي»، لأنه يعتمد على التصنيع اليدوي بنسبة 100%، وتحتاج الحِرفية إلى نحو شهر حتى تنتج كمية محددة من نسيج «التلي»، وتابعت: «في تصميم منتجاتنا نعتمد بدرجة كبيرة على (التلي) الإماراتي الأصيل، لذلك نحتاج منه كميات كبيرة، ولا نعتمد على النسيج الصناعي، وهذا هو التحدي، لكن في الوقت نفسه هذا ما يميزنا، إلى جانب حرصنا على دعم المرأة الإماراتية التي تمارس الحِرف اليدوية التراثية، وتقديرها وفتح مجال لتسويق منتجاتها بأسلوب عصري متميز، وكذلك التعريف بالموروث الإماراتي وتقديمه للعالم بشكل متميز وتسويقه عالمياً». وذكرت أنها تعتمد في تسويق منتجاتها على الموقع الإلكتروني الخاص بها، والحساب الرسمي لها على «إنستغرام»، معربة عن أملها أن تحقق خططها المستقبلية في افتتاح محل خاص لعرض المنتجات، وأيضاً مشغل خاص يجمع حرفيات «التلي»، بما يسهم في توفير كميات من «نسيج التلي» والتوسع في الإنتاج أكثر، وكذلك يتمكن المشروع من دعم عدد أكبر من الحِرفيات وتسويق إنتاجهن، كما أشارت إلى أن خططها للمستقبل تتضمن تنوع تصميمات الحقائب وأحجامها، وقد يشهد تدشين خط إنتاج للحقائب والمحافظ الرجالية. آمنة الكعبي: • نعتمد في تصميم منتجاتنا بدرجة كبيرة على التلي الأصيل، لذلك نحتاج منه كميات كبيرة، ولا نستعين بالنسيج الصناعي. • المشروع بدأ منذ ثلاث سنوات، واستلهمتُ فكرته من والدتي التي اعتادت أن تصمم مَحَافظ من «التلي» وتقدّمها هدايا لصديقاتها.

«جائزة الشيخ زايد للكتاب» الـ 20 تواصل تلقّي الترشيحات
«جائزة الشيخ زايد للكتاب» الـ 20 تواصل تلقّي الترشيحات

البيان

timeمنذ 9 ساعات

  • البيان

«جائزة الشيخ زايد للكتاب» الـ 20 تواصل تلقّي الترشيحات

وتواصل الجائزة، التي تعد من أبرز الجوائز الأدبية الدولية من حيث القيمة والمكانة، رسالتها في تحفيز الإبداع الثقافي والفكري، وترسيخ مكانة إمارة أبوظبي مركزاً عالمياً للفكر والمعرفة، وجسراً للتواصل الثقافي والحضاري بين الأمم. ومنذ انطلاقتها في عام 2007 استقبلت الجائزة أكثر من 33 ألف ترشيح من أكثر من 80 دولة، وكرمت 136 فائزاً في مختلف فروعها، ما يعكس مكانتها الدولية ومصداقيتها العالية. وتحمل الجائزة اسم المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتجسد رؤية دولة الإمارات في بناء مستقبل ثقافي مستدام، بفضل جهود مركز أبوظبي للغة العربية، ودعم القيادة الرشيدة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store