logo
عن إنكار العمران الفلسطيني

عن إنكار العمران الفلسطيني

البيان٠٦-٠٥-٢٠٢٥

وأعلن، على إثر زيارة ميدانية قام بها إلى فلسطين عام 1891، بأن «هذه البلاد وطن قومي لسكانها الموجودين فيها لأجيال كثيرة، ولذا فإن الساعين إلى استيطانها، يمكنهم في الحد الأقصى تحويلها إلى كيان ثنائي القومية».
وأشاع من خلالهما فكرة أن فلسطين مساحة خالية جرداء، تتحرق لتحويلها بسواعد اليهود إلى أرض للبن والعسل، منكراً وجود عمرانها الفلسطيني الأصيل..
وكذلك فعل خليفته ماكس نورداو، حتى أنه لم يأبه بتقرير مندوبين أرسلهما لاستطلاع أوضاع فلسطين على الطبيعة، وكانت خلاصته بالرمز «العروس مستوفية لكل الشروط، لكنها متزوجة فعلاً»!..
فبعد خمسين عاماً من زمن هرتزل ونورداو وبطانتيهما، ذهبت جولدا مئير رئيسة وزراء إسرائيل في يونيو 1969 إلى أنه «ليس هناك شيء اسمه الشعب الفلسطيني».
واليوم، وبعد أكثر من خمسين سنة أخرى، واعتراف 138 دولة وأعلى رموز التنظيم والقانون الدوليين، بحق الفلسطينيين في تقرير المصير والدولة، وما تعنيه موادعات أوسلو وتوابعها من تمهيد للاعتراف بهذا الحق، من جانب قطاعات إسرائيلية جرى إسكاتها سريعاً، نجد خلفاء مئير، من شاكلة نتانياهو وبن غفير وسموتريتش وسواهم كثيرين، يرددون المقولة ذاتها.. أمأ بنصها كما هو وإما باعتماد محتواها ودلالاتها عملياً.
ففي تصريحه الشهير حول فلسطين عام 1917، أنكر بلفور وزير خارجية بريطانيا، العظمى وقتذاك، أي استحقاقات قومية سياسية للفلسطينيين، واكتفى بالإشارة إليهم بحسبهم «طوائف مدنية ودينية غير يهودية مقيمة في البلاد».
وكسياسي متمرس مخضرم، كان الرجل يعرف مؤدى كل كلمة في تصريحه، مدركاً للفارق بين تنسيب مفهوم القومية لليهود، وتعريف غيرهم بأنهم مجرد طوائف أخرى «مقيمة». وبالمناسبة ما زالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تتوسل بهذا المصطلح في وصف فلسطينيي القدس بخاصة، فهم عندها «مقيمون لا مواطنون»!
بينما يتنكر ترامب لأحقية الفلسطينيين في التحرر والاستقلال والدولة، متجاوزاً لفرضية زوال تراث تلك الحقبة السوداء عموماً من جهة، ومتخطياً للتراكم والتبلور الساطع الذي يخرق العين لأطر الاجتماع السياسي للفلسطينيين من جهة أخرى.
وإذا كان وعد بلفور قد اعتبر الفلسطينيين مقيمين يجب «مراعاة حقوقهم المدنية والدينية»، فإن ترامب لا يراهم فيما يبدو سوى صفقة عقارية، يمكن تهجيرهم ونقلهم كرهاً أو طوعاً إلى كيانات إقليمية أو دولية أخرى.
وإذا كان عهد بلفور الاستعماري، قد أفضى إلى تدمير حياة هذا الشعب وتهجير غالبيته جراء جولتي الصراع الشهيرتين عامي 1948 /1949 و1967، وتحويل قضيته إلى كرة نار، حار الخلق أجمعين في إطفاء لهيبها داخل فلسطين ومحيطها الإقليمي..
فإن عهد ترامب ومداخلات دولته، ونفوذها، الطليق تقريباً، في التعامل مع جولة الصراع المتفاعلة حالياً، ينذر بأيام صعبة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«شبح» تفوق على «الموساد».. من هو محمد السنوار الذي اغتالته إسرائيل؟
«شبح» تفوق على «الموساد».. من هو محمد السنوار الذي اغتالته إسرائيل؟

صحيفة الخليج

timeمنذ 23 دقائق

  • صحيفة الخليج

«شبح» تفوق على «الموساد».. من هو محمد السنوار الذي اغتالته إسرائيل؟

غزة - رويترز تصدر محمد السنوار القائد العسكري في حركة «حماس» في غزة، الذي أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء، القضاء عليه، قائمة أبرز المطلوبين لدى إسرائيل لفترة طويلة. وترقى السنوار، الذي اشتهر بالمراوغة، والإفلات من محاولات الاغتيال، إلى أعلى الرتب في صفوف حماس في عام 2024 بعد مقتل شقيقه يحيى، العقل المدبر لهجوم 2023 على إسرائيل الذي تسبب في اندلاع حرب غزة، والذي عُين لاحقاً رئيساً للحركة. ولم تؤكد حماس بعد وفاة محمد السنوار، والتي من شأنها أن تعني انتقال مسؤولية الجناح العسكري لحماس في القطاع لشريكه المقرب عز الدين حداد، الذي يشرف حالياً على العمليات في شمال غزة. وليس من الواضح كيف ستؤثر وفاة محمد السنوار، حال تأكيدها، على عملية صنع القرار في الحركة ككل. على سبيل المثال، هل ستؤدي وفاته إلى تعزيز، أو تقليص نفوذ أعضاء قيادة الحركة المقيمين في الخارج، فيما يتعلق بتحديد السياسة في مفاوضات وقف إطلاق النار. ويصف مسؤولو حماس السنوار والحداد بأنهما «شبحان» تفوقا في دهائهما على أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية منذ زمن طويل. وتقول مصادر في «حماس»، إن السنوار نجا، مثل شقيقه يحيى، من محاولات اغتيال إسرائيلية باستخدام وسائل من بينها غارات جوية وزرع متفجرات. ووفقاً لمصادر في «حماس»، عندما زار السنوار مقبرة ذات مرة، اكتشف مرافقوه وجود عبوة ناسفة يتم التحكم فيها عن بعد، تشبه قالباً من الطوب موضوعة في طريقه. وفي عام 2003، اكتشفت عناصر في «حماس» قنبلة مثبتة في جدار منزل السنوار، ما أحبط محاولة اغتيال حمّلت الحركة مسؤوليتها «للموساد». واشتهر السنوار بعملياته السرية، ولعب دوراً محورياً في تخطيط وتنفيذ هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 على إسرائيل، والذي يُعد أسوأ فشل أمني في تاريخها. كما يُعتقد على نطاق واسع أنه كان أحد العقول المدبرة للهجوم عبر الحدود في عام 2006، واختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. واحتجزت حماس شاليط لمدة خمس سنوات إلى أن بادلته بأكثر من ألف فلسطيني مسجون لدى إسرائيل. وكان شقيقه يحيى، الذي حطم تخطيطه الدقيق لهجوم 2023 سمعة إسرائيل كقوة لا تُقهر في منطقة تشهد عداء لها، أحد المفرج عنهم بموجب ذلك الاتفاق. * يشتهر بالتشدد وتعهد نتنياهو بالقضاء على «حماس»، وأضعف الهجوم على غزة، الذي شنه أكثر الجيوش تمرساً وتطوراً في الشرق الأوسط، الحركة بشدة. لكن الحركة، التي تأسست خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي في 1987، ونفذت تفجيرات انتحارية تسببت في صدمة للإسرائيليين في الانتفاضة الثانية، لا تزال باقية. وُلد محمد السنوار في 16 سبتمبر/ أيلول 1975، ونادراً ما ظهر علناً، أو تحدث إلى وسائل الإعلام. وقُتل شقيقه يحيى في قتال خلال دورية إسرائيلية روتينية في غزة في عام 2024. ونشرت إسرائيل لقطات ليحيى، وهو مصاب بجروح بالغة، ويرمي قطعة خشبية على طائرة مسيرة تحلق في آخر تحد منه لعدوه القديم قبل وفاته وصعود شقيقه. وتنحدر عائلة السنوار من عسقلان، وأصبحوا لاجئين مثل مئات الآلاف من الفلسطينيين الآخرين، في ما يطلقون عليه اسم «النكبة» أثناء قيام دولة إسرائيل خلال حرب عام 1948. واستقرت العائلة في خان يونس بغزة التي دُمرت إلى حد كبير في الحرب الأخيرة. وتلقى محمد السنوار تعليمه في مدارس تديرها وكالة (الأونروا)، التي لطالما كانت علاقاتها مع إسرائيل متوترة، بما في ذلك خلال الحرب الحالية في غزة. وانضم إلى حماس، بعد تأسيسها بفترة وجيزة، متأثراً بشقيقه يحيى. وساعدته سمعته كمتشدد على الترقي في الرتب العسكرية للحركة، وبحلول عام 2005 أصبح قائد لواء خان يونس التابع لحماس. كانت هذه الوحدة، وهي من بين الأكبر والأقوى في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، مسؤولة عن هجمات عبر الحدود، وإطلاق الصواريخ ووضع القنابل على طول الحدود. كما أنها تراقب حركة الجنود الإسرائيليين على مدار الساعة. وفي عام 2006، شاركت قوات النخبة بقيادة السنوار في اختطاف شاليط. تقول مصادر مقربة من «حماس»، إن السنوار أقام علاقات وثيقة مع مروان عيسى نائب قائد الجناح العسكري لحماس، ومحمد الضيف القائد العسكري المنعزل الذي اغتالته إسرائيل.

عقوبات أوروبية تستهدف فصائل «السلطان مراد» و«سليمان شاه» و«الحمزة» في سوريا
عقوبات أوروبية تستهدف فصائل «السلطان مراد» و«سليمان شاه» و«الحمزة» في سوريا

صحيفة الخليج

timeمنذ 23 دقائق

  • صحيفة الخليج

عقوبات أوروبية تستهدف فصائل «السلطان مراد» و«سليمان شاه» و«الحمزة» في سوريا

بروكسل - أ ف ب قرَّر الاتحاد الأوروبي الأربعاء، فرض عقوبات على فصائل مسلحة وهي «السلطان مراد» و«سليمان شاه» و«الحمزة» وشخصين مسؤولين عن أعمال العنف الدامية التي هزت سوريا في آذار/مارس وطالت مدنيين ينتمون إلى الأقلية العلوية. وأوردت الصحيفة الرسمية للاتحاد الأوروبي أنه تم استهداف هذه المجموعات الثلاث واثنين من المسؤولين عنها بالعقوبات التي شملت تجميد الأصول وحظر دخول الاتحاد، لضلوعهم في «جرائم تعسفية» و«أعمال تعذيب» وقعت في مارس/آذار الماضي في العديد من مدن وبلدات الساحل السوري. وأضاف الاتحاد الأوروبي: «تم ضم قائدي فصيلي سليمان شاه والحمزة، محمد حسين الجاسم، وسيف بولاد أبو بكر، إلى قائمة الخاضعين لعقوبات بسبب انتهاكات خطرة لحقوق الإنسان». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: «إن أكثر من 1700 شخص، غالبيتهم الساحقة من الأقلية العلوية، لقوا حتفهم في تلك الأحداث التي وقعت بشكل أساسي يومي 7 و8 مارس/ آذار الماضي، متحدثاً عن ارتكاب مجازر وعمليات إعدام ميدانية بحق الأقلية العلوية». من جهتها، اتهمت السلطات مسلحين موالين للنظام السابق بإشعال أعمال العنف في الساحل عبر شن هجمات دامية على عناصرها وأرسلت تعزيزات عسكرية إلى المناطق ذات الأغلبية العلوية. كذلك نشر الاتحاد الأوروبي الأربعاء الوثائق القانونية الضرورية لدخول رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضت على سوريا خلال النزاع حيز التنفيذ، عملاً بقرار اتخذه وزراء خارجية الاتحاد في 20 مايو/أيار الجاري.

فيديو يرصد الدمار في مطار صنعاء بعد غارات إسرائيلية
فيديو يرصد الدمار في مطار صنعاء بعد غارات إسرائيلية

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 25 دقائق

  • سكاي نيوز عربية

فيديو يرصد الدمار في مطار صنعاء بعد غارات إسرائيلية

وتظهر في الفيديو النيران مشتعلة في آخر طائرة متبقية كانت تستخدمها جماعة الحوثي في مطار صنعاء الدولي، بعد أن أطلقت صواريخ باتجاه إسرائيل في يوم الثلاثاء. وقال مدير عام مطار صنعاء الدولي خالد الشايف في منشور على حسابه بمنصة إكس "العدو الصهيوني يستهدف آخر طائرة من طائرات الخطوط الجوية اليمنية العاملة في مطار صنعاء الدولي ويدمرها بشكل كامل". وعاد مطار صنعاء، وهو الأكبر في اليمن، إلى الخدمة الأسبوع الماضي بعد إصلاحات مؤقتة وترميم لمدرجه في أعقاب ضربات إسرائيلية سابقة. وتستخدم المطار بشكل أساسي طائرات الأمم المتحدة والطائرة المدنية الوحيدة التي كانت متبقية من طائرات الخطوط الجوية اليمنية بعد تدمير ثلاث في الهجوم الأخير. وذكرت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان "هذه رسالة واضحة واستمرار مباشر للسياسة التي أرسيناها: من يطلق النار على دولة إسرائيل يدفع ثمنا باهظا".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store