
من الحرب إلى الشاشة: مهرجان كانّ يتأمل مأساة غزّة
تكتسب حرب غزّة حضوراً لافتاً في الدورة المقبلة لمهرجان كانّ السينمائي، من خلال أعمال سينمائية تُطلّ على المأساة من زوايا إنسانية وفنية، لعلّ أكثرها وقْعاً هو الوثائقي الذي تُعرض فيه سيرة المصورة الغزّية الشابّة فاطمة حسونة التي قُتلت بقصف إسرائيلي قبل أسابيع قليلة فقط من عرض فيلمها في المهرجان.
"ضع روحك على كفك وامشِ"، من توقيع المخرجة الإيرانية سبيده فارسي، يرصد يوميات حسونة التي كانت توثق بكاميرتها لحظات الحياة والموت وسط الحصار والدمار. في 15 نيسان/أبريل، بلغها خبر اختيار فيلمها ضمن البرنامج الرسمي، وفي اليوم التالي، سقط صاروخ على منزلها، فأنهى حياتها مع أفراد من عائلتها، ونجت والدتها وحيدة من المأساة.
سيُعرض الفيلم في قسم 'أسيد' (ACID)، أحد الأقسام الموازية للمهرجان، في ما يشبه وقفة وفاء لصاحبة الحكاية، كما عبّر منظمو كان، الذين وصفوا الحدث بأنه "مأساة هزّت العالم".
كذلك، يتصدر العرض المرتقب لفيلم "كان يا ما كان في غزة" للشقيقين طرزان وعرب ناصر، اللذين يعيشان خارج القطاع، قائمة الأعمال المشاركة في قسم "نظرة ما". الفيلم يقدّم سرداً روائياً يستحضر غزة من قلب الجراح، بصوت منفى لا يزال مشتبكاً بحياة الداخل.
من جهة أخرى، يستوقف الفيلم الإسرائيلي "Yes" للمخرج ناداف لابيد، الأنظار، وهو عمل أُدرج في اللحظة الأخيرة ضمن برنامج "أسبوعا المخرجين". تدور أحداثه في أعقاب هجوم "حماس"، من خلال شخصية موسيقي يعمل على تأليف نشيد وطني جديد، في إطار يحمل نقداً ضمنياً للواقع السياسي الإسرائيلي، انسجاماً مع توجهات لابيد السابقة.
تُتوقّع أصداء قوية لهذه المشاركات، ليس على الشاشة فحسب، بل أيضاً في الكواليس والمؤتمرات الصحافية، وعلى السجادة الحمراء. ففي العام الماضي، انتقدت المخرجة نادين لبكي الصمت عن "موت آلاف الأطفال تحت القنابل أثناء نومهم"، فيما شهد مهرجان برلين السينمائي في شباط/فبراير موقفاً مماثلاً حين صرّحت الممثلة تيلدا سوينتون بأننا "نشهد ارتكابات لا إنسانية بأمّ العين"، ساخرةً من وعود بتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 6 أيام
- النهار
تسريحات الشعر الطويل تسيطر على لوك النجمات في مهرجان كان 2025 (صور)
غالباً ما يشير اعتماد الشعر الطبيعي الطويل، سواء أكان مفروداً أم مجعّداً أم مموّجاً، إلى خطوة نحو احتضان الذات الأصيلة؛ وهذا ما عبّرت عنه النجمات على سجادة مهرجان كانّ 2025، تزامناً مع إطلاق قواعد لباس جديدة تدعو إلى الحشمة وعدم المبالغة في قصّات الفساتين. في الحقيقة، يمكن أن يكسر هذا النمط في تسريح الشعر إطلالات السجادة الحمراء المعروفة بالأناقة المبالغة بها، إلّا أنّ التوجه اليوم نحو الاحتشام واعتماد التقنيات الطبيعية في مجال الجمال يسيطر بشكل كبير على لوك النجمات. في ما يأتي، أبرز صور النجمات اللواتي تألّقن بتسريحات الشعر الطويل الطبيعية على السجادة الحمراء في مهرجان كانّ 2025. ما وراء تسريحات الشعر الطبيعية لإطلالة أنيقة بشكل عام، عندما تظهر النجمات على السجادة الحمراء بتسريحات شعر طويلة طبيعية، فإن ذلك أكثر من مجرد خيار جماليّ؛ إنه تعبير عن الأصالة والفخر الثقافي والفردية. فمن خلال احتضان قوامهن الطبيعيّ، يتحدّين معايير الجمال التقليدية، ويحتفلن بالتنوّع، ويعزّزن قبول الذات. يتماشى هذا التحول أيضاً مع القيم المتنامية حول العافية والاستدامة، والابتعاد عن ممارسات التصفيف الضارّة. وعلى الرغم من أن ردود الفعل قد تختلف، فإن مثل هذه الإطلالات تعيد تعريف البريق وتوسّع معايير الأناقة، ممّا يدلّ على أن الجمال الطبيعي ينتمي إلى طليعة الموضة الراقية. 5 نجمات في كانّ 2025 تألّقن بالشعر الطويل المفرود في إطار متابعتنا لليوم الأوّل ضمن فعاليات مهرجان كانّ السينمائي 2025، لاحظنا ظهور لافت للشعر الطويل المفرود، فهل تُصبح موضة الإطلالات الفخمة في صيف 2025؟ اختارت هايدي كلوم، التي تكون قد كسرت قواعد اللباس بسبب اعتمادها فستاناً كبير الحجم في مهرجان كانّ 2025، أن تتألّق بتسريحة شعر عادية للغاية. تميّزت هذه التسريحة بفرد خصلات شعرها الأشقر بأسلوب الويفي الطبيعي. وقد عكست من خلال هذه الإطلالة روح الطبيعة والتحرّر من قيود تسريحات الشعر الخاصّة بالسجّادة الحمراء. 2. نادين نسيب نجيم وتسريحة عروس 2025 بعدما أبهرتنا بإطلالتها الفاخرة التي تليق بعروس 2025، اعتمدت نادين نسيب نجيم تسريحة الشعر الأسود الطويل المالسة مع أطراف ملفوفة بتموّجات عريضة، مما أضفى الرقي الهادئ على إطلالتها. فهل سنشهد تسريحةَ شعر عروس 2025 بأسلوب نادين نسيب نجيم على السجادة الحمراء في كانّ 2025؟ 3. بيلا حديد وتسريحة الشعر البلاتيني أطلّت بيلا حديد على الجمهور في مهرجان كانّ 2025 بلوكٍ شغل العالم، لقدرتها على المزج بين الرقيّ والبساطة، بين الإثارة والاحتشام. وقد ظهرت بلون صبغة شعر جديدة بتدرّجات الأشقر البلاتيني، الذي منحها سحراً لا يمكن مقاومته. ولتكمل إطلالتها الأيقونية، اختارت تسريحة الشعر الطويل الأشقر بأسلوب ريترو عفوي. تماشياً مع إطلالتها البرّاقة على سجّادة مهرجان كانّ 2025، اعتمدت إيفا لونغوريا تسريحة شعر جانبية بخصلات ويفي للشعر الطويل. عزّزت هذه التسريحة من أناقتها المعهودة بعيداً عن المبالغة. منحتها تسريحة الويفي هذه حيويّة، وأضافت الكثافة إلى شعرها الطويل. 5. ريا أبي راشد وتسريحة مموّجة بسيطة لإطلالة السجادة الحمراء رغم طابع إطلالتها العربيّ الفخم، اختارت ريا أبي راشد التألّق بتسريحة شعر بسيطة للغاية. وقد ارتكزت بطبيعة الحال على التموّجات العريضة، التي منحت لون شعرها العسلي انسيابية راقية، رغم نعومتها. وقد اعتمدت أبي راشك أسلوب جمع الشعر وراء الأذن لتعزيز جاذبية الفرق النصفي للشعر الطويل المفرود.


النهار
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- النهار
افتتاح كانّ 78 وسط صخب العالم: رسالة من القلب إلى غزة وتحيّة لروبرت دي نيرو
انطلقت مساء اليوم فعاليات مهرجان كانّ السينمائي، وسط عالم تتقاذفه الحروب والنزاعات، من أوكرانيا إلى غزة، حيث أضحت المأساة هناك نداءً يدوّي في الكواليس قبل أن يُسمع على الشاشة. في هذا الجو الملبّد، يلمع على السجادة الحمراء اسم روبرت دي نيرو، الذي سيُكرَّم بجائزة السعفة الذهبية الفخرية عن مجمل مسيرته، في لحظة مؤثرة يقدّم فيها الجائزة صديقه وشريكه على الشاشة، ليوناردو دي كابريو. ومن المتوقع أن تُشدّ آذان السينمائيين لكلمة دي نيرو، المعروف بمواقفه الصريحة والمعارضة لسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لا سيما بعد تهديد الأخير بفرض ضريبة بنسبة مئة في المئة على الأفلام الأجنبية، في مشهد ينذر بتحولات خطيرة في صناعة السينما العالمية. أما الافتتاح، فسيحمل مفاجآت فنية، أبرزها ظهور المغنية ميلين فارمر التي ستُحيي الأمسية بأداء موسيقي خاص، إلى جانب المغنية الفرنسية جولييت أرمانيه، التي تشارك في بطولة فيلم الافتتاح "Partir un jour" للمخرجة أميلي بونان، في أول تجربة روائية طويلة لها، وهو ما يشكل سابقة في تاريخ المهرجان، إذ لم يُفتتح كانّ من قبل سوى مرتين بفيلم يحمل توقيع مخرجة. رسالة من القلب إلى غزة خارج أروقة المهرجان، وبالتزامن مع افتتاحه، نشرت صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية رسالة مفتوحة وقّعها نحو 400 سينمائي، بينهم بيدرو ألمودوبار، سوزان ساراندون، وريتشارد غير، دعوا فيها إلى عدم الصمت حيال "الإبادة الجارية في غزة"، بحسب تعبيرهم. حملت الرسالة طابعاً إنسانياً لافتاً، وحيّت ذكرى المصوّرة فاطمة حسونة التي قُتلت في قصف إسرائيلي منتصف نيسان/أبريل، وتُعرض سيرتها في وثائقي ضمن برمجة المهرجان. وجاء في الرسالة: "ما الهدف من مهنتنا إن لم نستخلص دروس التاريخ والأفلام الملتزمة، إن لم نكن موجودين لحماية الأصوات المضطهدة؟". وكان من بين الموقّعين أيضاً المخرجة جوستين ترييه والممثل رالف فاينز، فيما نقلت وكالة "فرانس برس" عن إحدى المجموعات التي تقف خلف هذه المبادرة أنّ اسم جولييت بينوش، رئيسة لجنة التحكيم، ورد سابقاً بين الداعمين، لكنه لم يظهر في النسخة النهائية للائحة المنشورة. في المقابل، وجّهت بينوش في حفل الافتتاح تحية للمصورة فاطمة حسونة بينما يعرض المهرجان فيلم "ضع روحك على يدك وامشِي"، من إخراج المخرجة الإيرانية سبيده فارسي، الذي يروي قصة محنة غزة والحياة اليومية للفلسطينيين من خلال محادثات فيديو مُصورة بين حسونة وفارسي. بدورها، اعتبرت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي أنّ الموقف الذي اتخذه الفنانون "جزء من مسؤوليتهم"، مؤكّدة خلال زيارتها إلى بروكسيل أنّ من واجبهم التعبير والتفاعل مع القضايا الكبرى في العالم. ظلّ الحرب وحكم قضائي لا يكتفي مهرجان كانّ في افتتاحه بالتكريم والموسيقى، بل يضيء أيضاً على الحرب في أوكرانيا من خلال ثلاثة أفلام وثائقية، بينها "Notre Guerre" للفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي، في تأكيد على التزام السينما بقضايا الإنسان والحرية. وعلى هامش الأضواء، يُنتظر أن تُحدث ضجة قضية الممثل جيرار دوبارديو، إذ يصادف افتتاح المهرجان صدور حكم ضدّه بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة 18 شهراً بتهمة الاعتداء الجنسي خلال تصوير أحد الأفلام، وقد أعلن نيته الطعن بالحكم. النجوم يعودون إلى كانّ مع بداية جديدة واعدة، تعود كوكبة النجوم إلى كانّ، حيث تتقاطع الأضواء مع الأفلام والتصريحات مع المواقف. توم كروز، نيكول كيدمان، دنزل واشنطن، جنيفر لورانس، روبرت باتينسون... كلهم عبروا السجادة الحمراء يوماً، وكلهم يعيدون وهج السينما في مدينة البحر والسينما والرموز. وفي 24 أيار/مايو، ستمنح لجنة التحكيم التي تترأسها جولييت بينوش، وتضم أسماء لامعة مثل جيريمي سترونغ، هالي بيري، والروائية ليلى سليماني، السعفة الذهبية لأحد الأفلام الـ22 المتنافسة، في خاتمة تليق بأعرق مهرجانات السينما في العالم.


النهار
١١-٠٥-٢٠٢٥
- النهار
من الحرب إلى الشاشة: مهرجان كانّ يتأمل مأساة غزّة
تكتسب حرب غزّة حضوراً لافتاً في الدورة المقبلة لمهرجان كانّ السينمائي، من خلال أعمال سينمائية تُطلّ على المأساة من زوايا إنسانية وفنية، لعلّ أكثرها وقْعاً هو الوثائقي الذي تُعرض فيه سيرة المصورة الغزّية الشابّة فاطمة حسونة التي قُتلت بقصف إسرائيلي قبل أسابيع قليلة فقط من عرض فيلمها في المهرجان. "ضع روحك على كفك وامشِ"، من توقيع المخرجة الإيرانية سبيده فارسي، يرصد يوميات حسونة التي كانت توثق بكاميرتها لحظات الحياة والموت وسط الحصار والدمار. في 15 نيسان/أبريل، بلغها خبر اختيار فيلمها ضمن البرنامج الرسمي، وفي اليوم التالي، سقط صاروخ على منزلها، فأنهى حياتها مع أفراد من عائلتها، ونجت والدتها وحيدة من المأساة. سيُعرض الفيلم في قسم 'أسيد' (ACID)، أحد الأقسام الموازية للمهرجان، في ما يشبه وقفة وفاء لصاحبة الحكاية، كما عبّر منظمو كان، الذين وصفوا الحدث بأنه "مأساة هزّت العالم". كذلك، يتصدر العرض المرتقب لفيلم "كان يا ما كان في غزة" للشقيقين طرزان وعرب ناصر، اللذين يعيشان خارج القطاع، قائمة الأعمال المشاركة في قسم "نظرة ما". الفيلم يقدّم سرداً روائياً يستحضر غزة من قلب الجراح، بصوت منفى لا يزال مشتبكاً بحياة الداخل. من جهة أخرى، يستوقف الفيلم الإسرائيلي "Yes" للمخرج ناداف لابيد، الأنظار، وهو عمل أُدرج في اللحظة الأخيرة ضمن برنامج "أسبوعا المخرجين". تدور أحداثه في أعقاب هجوم "حماس"، من خلال شخصية موسيقي يعمل على تأليف نشيد وطني جديد، في إطار يحمل نقداً ضمنياً للواقع السياسي الإسرائيلي، انسجاماً مع توجهات لابيد السابقة. تُتوقّع أصداء قوية لهذه المشاركات، ليس على الشاشة فحسب، بل أيضاً في الكواليس والمؤتمرات الصحافية، وعلى السجادة الحمراء. ففي العام الماضي، انتقدت المخرجة نادين لبكي الصمت عن "موت آلاف الأطفال تحت القنابل أثناء نومهم"، فيما شهد مهرجان برلين السينمائي في شباط/فبراير موقفاً مماثلاً حين صرّحت الممثلة تيلدا سوينتون بأننا "نشهد ارتكابات لا إنسانية بأمّ العين"، ساخرةً من وعود بتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".