
بعد "ديبسيك"... الصين تخطو خطوة جديدة مع "مانوس" في الذكاء الاصطناعي المستقلّ
بعد أسابيع من إطلاق شركة الذكاء الاصطناعي الصينية "ديبسيك" نموذجها "ديبسيك-R1"، يبدو أن الصين تستعد لتحقيق إنجاز آخر في سباق الذكاء الاصطناعي. فقد أعلنت شركة ناشئة أخرى تُدعى Monica عن إطلاق وكيل الذكاء الاصطناعي الخاص بها، الذي يحمل اسم "مانوس" (Manus). وكما كانت الحال مع "ديبسيك"، فقد جذب "مانوس" اهتماماً واسع النطاق على مستوى العالم، حيث وصفه البعض بأنه "لحظة ديبسيك أخرى" للصين. ما هو "مانوس"؟
"مانوس" هو وكيل ذكاء اصطناعي عام يُقال إنه الأول من نوعه في العالم، إذ يتمتع بقدرات مستقلة في التفكير والتخطيط وتنفيذ المهام بشكل كامل. ووفقاً للموقع الرسمي، فإن "مانوس" قادر على أداء مهام معقدة مثل وضع خطط سفر متكاملة إلى اليابان، وإجراء تحليلات معمّقة للأسهم، وإنشاء محتوى تفاعلي للمعلمين، وتحليل سياسات التأمين المختلفة. كما يُزعم أنه يتفوّق على DeepResearch التابع لشركة "أوبن إيه آي"، بناءً على معيار GAIA، وهو معيار خارجي لتقييم مساعدي الذكاء الاصطناعي العام.
قدرات وميزات "مانوس" صُمّم "مانوس" ليكون قادراً على أداء مهام معقدة عبر مختلف الصناعات بطريقة مستقلة تماماً. ومن بين ميزاته الفريدة تشغيله السحابي غير المتزامن، ما يسمح للمستخدمين بإسناد المهام إليه ثم قطع الاتصال بأجهزتهم، بينما يستمر "مانوس" في العمل عبر السحابة ويعرض النتائج عند الانتهاء. كما يتمتع بقدرة على التعلم من تفضيلات المستخدمين وتحسين أدائه بمرور الوقت، وهذا يجعله أكثر تخصيصاً مع الاستعمال المستمرّ.وقد نُشر مقطع فيديو تجريبي على منصّة "إكس" مساء الأربعاء، وسرعان ما حصد أكثر من 200,000 مشاهدة بحلول ظهر الخميس. وانهالت الطلبات من المستخدمين للحصول على رموز دعوة لتجربة الوكيل الذكي. وقبل أسابيع قليلة، شهدنا اهتماماً مشابهاً حول "ديبسيك-R1"، وهو نموذج طوّرته "ديبسيك" بتكلفة أقل بكثير من النماذج المتقدمة لشركات مثل "أوبن إيه آي"، "ميتا" و"غوغل".
كيفية استخدام "مانوس"؟ يعد بدء استخدام مانوس أمراً بسيطاً. تماماً مثل روبوتات الدردشة الأخرى، يمكن للمستخدمين تقديم استفسارات على شكل مطالبات نصية (Prompts). على سبيل المثال، يمكن للمستخدم طلب "إعداد جدول سفر لمدة سبعة أيام بميزانية محددة إلى بالي". بمجرد تلقي الطلب، يبدأ "مانوس" بالبحث وتجميع البيانات لإنشاء مخرجات منظمة في الوقت الفعلي. كما يتمتع بقدرة على إنشاء الملفات، والتفاعل المباشر مع صفحات الويب، والتقاط لقطات شاشة، وحتى تسجيل نشاط التصفح لمراجعته لاحقاً.
تسجل الصين تقدماً لافتاً في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أظهرت شركاتها الناشئة قدرات تنافسية قويّة ضد عمالقة التكنولوجيا العالميين. بعد الضجة التي أحدثها إطلاق "ديبسيك"، يأتي "مانوس" ليؤكد أن الصين ليست مجرد لاعب في هذا المجال، بل قوة صاعدة تسعى لفرض وجودها، رغم التحديات التقنية والسياسية. في ظل الحصار الأميركي المفروض على قطاع التكنولوجيا في الصين، تستمر الشركات الصينية في إثبات قدرتها على الابتكار والتطور السريع، ما يعزز موقعها منافساً رئيسياً في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، وخاصة في مجال روبوتات الدردشة المتقدمة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 6 ساعات
- النهار
"غوغل" تعيد تعريف البحث: من الروابط إلى المحادثات الذكية
تعيش محركات البحث مرحلة تحوّل جذري في ظل سباق تقني محموم تقوده شركات التكنولوجيا الكبرى، وعلى رأسها "غوغل"، حيث لم يعد البحث عبر الإنترنت مجرد إدخال كلمات مفتاحية وانتظار قائمة من الروابط، بل بات يشهد ولادة جيل جديد من التفاعل الذكي القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي والمحادثات الطبيعية. في هذا السياق، أعلنت "غوغل" تفعيل ما أسمته "وضع الذكاء الاصطناعي" في محركها ومتصفح "كروم"، ما يسمح للمستخدمين بالحصول على إجابات مباشرة شبيهة بتجربة التفاعل مع روبوتات الدردشة مثل "تشات جي بي تي" من "أوبن إيه آي"، الخطوة تُعد جزءاً من استراتيجية أوسع لإعادة ابتكار البحث عبر الإنترنت ليصبح أكثر تفاعلية، وأكثر قدرة على فهم السياق والنوايا، وليس فقط تحليل الكلمات. هذا التحول يأتي في ظل تحديات حقيقية تواجهها "غوغل"، خاصة مع صعود منافسين مثل "أوبن إيه آي" و "أنثروبيك" ، الذين أصبحوا يهددون هيمنة الشركة على مجال البحث. وقد اضطرت "غوغل" إلى تسريع تطوير نموذجها اللغوي "جيمناي"، الذي تقول إنه تفوق على منافسيه في اختبارات البرمجة والأداء. لكن إدخال الذكاء الاصطناعي بهذه الطريقة يعيد طرح أسئلة حول نموذج الإعلانات التقليدي، الذي يشكل أكثر من نصف دخل غوغل. فالإجابات المباشرة قد تقلل من الحاجة للنقر على الروابط، ما يدفع الشركة للتفكير في كيفية دمج الإعلانات ضمن تجربة المحادثة دون أن تكون مزعجة للمستخدم. وتشير التقديرات إلى أن حوالي 1.5 مليار مستخدم باتوا يتفاعلون مع "نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي"، وهي ملخصات تظهر أعلى نتائج البحث وتقدم محتوى مباشراً من مصادر متعددة، ما يعكس تغيّراً فعلياً في طريقة استخدام محركات البحث. تشات جي بي تي في المقابل، تتبنى شركات مثل "أوبن إيه آي" نماذج أعمال قائمة على الاشتراكات، ما يمنحها مرونة أكبر في التوسع دون الاعتماد على الإعلانات. أما "غوغل"، فهي تواجه معضلة: كيف تحافظ على مكانتها السوقية ومواردها المالية في عالم لم يعد يبحث، بل يُحادث؟ بهذا المشهد المتغير، يتضح أن مستقبل البحث لم يعد يدور فقط حول من يملك أكبر قاعدة بيانات، بل من ينجح في فهم الإنسان بلغته وسياقه، وتقديم إجابات تشبه الحديث لا الاستعلام.


بيروت نيوز
منذ 12 ساعات
- بيروت نيوز
تراجع حاد… هذا ما سجلته أرباح لينوفو
أعلنت شركة لينوفو الصينية، أكبر شركة عالمياً في تصنيع أجهزة الكمبيوتر الشخصية، يوم الخميس عن تسجيل انخفاض في أرباح الربع الرابع بنسبة 64%، متجاوزًا بذلك توقعات الخبراء، وذلك بسبب انخفاض غير نقدي في قيمة شهادات خيارات شراء الأسهم. وأظهرت بيانات مجموعة بورصات لندن أن إيرادات لينوفو خلال الربع المنتهي في 31 آذار بلغت 16.98 مليار دولار، متجاوزة توقعات المحللين التي كانت عند 15.6 مليار دولار. مع ذلك، سجل صافي أرباح مالكي الشركة 90 مليون دولار فقط، وهو أقل بكثير من متوسط توقعات المحللين التي وصلت إلى 225.8 مليون دولار. وفي أيار الماضي، أطلقت لينوفو أول أجهزة كمبيوتر شخصية مدعومة بالذكاء الاصطناعي في الصين، ثم طرحتها في الأسواق الخارجية في أيلول. كما دمجت الشركة تقنيات من شركة ديب سيك الصينية الناشئة، التي تميزت بنموذج ذكاء اصطناعي منخفض التكلفة، في أجهزتها الشخصية واللوحية. وعقب إعلان النتائج، تراجعت أسهم لينوفو المدرجة في بورصة هونغ كونغ بنسبة 2.08%، مع انخفاض إجمالي بلغ 1.69% منذ بداية العام.


ليبانون 24
منذ 13 ساعات
- ليبانون 24
تراجع حاد... هذا ما سجلته أرباح "لينوفو"
أعلنت شركة لينوفو الصينية ، أكبر شركة عالمياً في تصنيع أجهزة الكمبيوتر الشخصية، يوم الخميس عن تسجيل انخفاض في أرباح الربع الرابع بنسبة 64%، متجاوزًا بذلك توقعات الخبراء، وذلك بسبب انخفاض غير نقدي في قيمة شهادات خيارات شراء الأسهم. وأظهرت بيانات مجموعة بورصات لندن أن إيرادات لينوفو خلال الربع المنتهي في 31 آذار بلغت 16.98 مليار دولار، متجاوزة توقعات المحللين التي كانت عند 15.6 مليار دولار. مع ذلك، سجل صافي أرباح مالكي الشركة 90 مليون دولار فقط، وهو أقل بكثير من متوسط توقعات المحللين التي وصلت إلى 225.8 مليون دولار. وفي أيار الماضي، أطلقت لينوفو أول أجهزة كمبيوتر شخصية مدعومة بالذكاء الاصطناعي في الصين ، ثم طرحتها في الأسواق الخارجية في أيلول. كما دمجت الشركة تقنيات من شركة ديب سيك الصينية الناشئة، التي تميزت بنموذج ذكاء اصطناعي منخفض التكلفة، في أجهزتها الشخصية واللوحية. وعقب إعلان النتائج، تراجعت أسهم لينوفو المدرجة في بورصة هونغ كونغ بنسبة 2.08%، مع انخفاض إجمالي بلغ 1.69% منذ بداية العام.