logo
الطائرات المسيّرة.. هل تراجع الأميركيون؟

الطائرات المسيّرة.. هل تراجع الأميركيون؟

الاتحاد١٨-٠٧-٢٠٢٥
الطائرات المسيّرة.. هل تراجع الأميركيون؟
في براري ألاسكا الشاسعة، أجرت وزارة الدفاع الأميركية تجارب على طائرات مسيّرة هجومية تُستخدم لمرة واحدة، في إطار جهود عاجلة لتحديث القدرات العسكرية للقوات. وانطلقت الطائرات، التي تُشغلها شركات مصنعة للطائرات المسيّرة تم التعاقد معها من قِبل وحدة خاصة تابعة لوزارة الدفاع، لرصد أهداف مبرمجة وتحطيمها عن طريق الاصطدام بها، إلا أن بعضها أخطأ، أو تحطم أثناء التجربة. واستمرت الاختبارات أربعة أيام، بينما استخدم الجنود معدات إلكترونية لمحاكاة التصدي للطائرات.
وكان الهدف من التمرين مساعدة مقاولي الدفاع والجنود الأميركيين على تحسين مهاراتهم في حروب الطائرات المسيّرة، إلا أنه كشف عدم استعداد الجيش الأميركي. فوفقاً لأكثر من 12 مسؤولاً عسكرياً أميركياً وخبيراً في صناعة الطائرات المسيّرة، تتأخر الولايات المتحدة عن روسيا والصين في تصنيع هذه الطائرات، وتدريب الجنود على استخدامها، والدفاع ضدها.
وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث يرى بأن بلاده متأخرة في مجال الطائرات المسيّرة، وأعلن عن سلسلة من السياسات والاستثمارات الجديدة لسد الفجوة، مشيراً إلى أن القوانين القديمة والروتين البيروقراطي جعلا من الصعب على القادة شراء الطائرات وتدريب الجنود، في وقت أنتج فيه الخصوم ملايين الطائرات المسيّرة زهيدة الثمن. هذا الموقف الذي أفصح عنه هيغسيث جاء في أعقاب أمر تنفيذي وقعه الرئيس دونالد ترامب الشهر الماضي بعنوان «إطلاق العنان للهيمنة الأميركية على الطائرات المسيّرة»، والذي يُوجه الوكالات الفيدرالية لتسريع الموافقات على تصنيع الطائرات، وحماية سلسلة توريدها من «التأثير الأجنبي غير المبرر». لكن بناء صناعة محلية قادرة على تلبية احتياجات الجيش يتطلب وقتاً واستثمارات ضخمة، فرغم تفوق أميركا في تصنيع طائرات متقدمة تكلف الواحدة عشرات الملايين من الدولارات مثل «بريديتور»، و«ريبر»، إلا أن الحروب الحديثة تعتمد على طائرات صغيرة ورخيصة، وتنتج غالبية هذه الطائرات بمكونات صينية. وأصبحت الطائرات المسيّرة السلاح المفضل في الحروب الحديثة، كما ظهر في أوكرانيا حين استخدم الجنود طائرات درون تجارية من نوع «مافيك» المُعدلة التي تُنتجها شركة «دي جيه آي» الصينية، أكبر شركة مُصنعة للطائرات المسيرة عالمياً، وتُباع بأسعار تتراوح بين 300 و 5000 دولار حسب الطراز.
وتسيطر الشركة الصينية، ومقرها في مدينة شنتشن، على نحو 70% من سوق الطائرات المسيّرة الترفيهية والصناعية عالمياً، وتبيع منتجاتها في الولايات المتحدة أيضاً، إلا أن القوانين الأميركية تحظر على الجيش شراء طائرات صينية بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي. ورفضت الشركة الكشف عن بيانات إنتاجها، لكن خبراء الصناعة يؤكدون أنها تتفوق بشكل ساحق على جميع المنافسين، كما أنها تُصنع ملايين الطائرات سنوياً، أي أكثر بمئة مرة من قدرة أي شركة أميركية.
ورغم أن «دي جيه آي» ليست شركة عسكرية، وقد صرحت بأنها تقطع التعامل مع العملاء الذين يستخدمون طائراتها في النزاعات المسلحة، إلا أن هيمنتها شبه الكاملة على سوق الطائرات المسيرة ومكوناتها أثارت قلقاً في واشنطن، حيث يُريد بعض المشرعين حظر منتجاتها لتطوير الصناعة المحلية، إلا أن جعل هذا التطوير قادراً على تلبية احتياجات الجيش الأميركي سيستغرق وقتاً ومالاً.
واقتحم مستثمرو وادي السيليكون المجال بضخ أموال طائلة في شركات الطائرات المسيّرة الأميركية، متوقعين أن تُبرم وزارة الدفاع الأميركية عقوداً ضخمة لشراء طائرات محلية الصنع. واستثمر صندوق مؤسسي «بيتر ثيل» أكثر من مليار دولار في شركة «أندوريل إندستريز»، وهي شركة أميركية متخصصة في تكنولوجيا الدفاع وأنظمة التحكم الذاتي.
كما انضم دونالد ترامب الابن العام الماضي إلى مجلس إدارة شركة «أنيوجوال ماشينز»، وهي شركة أميركية أخرى لصناعة الطائرات المسيّرة، العام الماضي. ولدى الولايات المتحدة نحو 500 شركة ناشئة، دون سجل إنتاجي أو تجاري، تُصنّع طائرات مسيرة في الولايات المتحدة، لكن إنتاجها السنوي لا يتجاوز 100 ألف طائرة.
ويتنافس المؤسسون على فرص لعرض منتجاتهم أمام الوحدات العسكرية التي بدأت مؤخراً في إدخال الطائرات المسيّرة إلى عملياتها. ويُتوقع أن تزيد المنافسة بعد التعديلات التي أعلن عنها وزير الدفاع بيت هيغسيث يوم الخميس الماضي، والتي تسهّل على العسكريين شراء هذه الطائرات. لكن التدريب في ألاسكا أظهر مدى صعوبة تطوير قدرات الطائرات المسيرة محلياً.
وشهد أول يومين من الاختبار سلسلة من الإخفاقات. وكانت شركتان تختبران نماذج أولية لطائرة مسيّرة بعيدة المدى يمكنها التحليق لساعات، والملاحة دون الحاجة إلى نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) أو مشغل بشري، والاصطدام بهدف مُدرب على تمييزه. وكانت الشركتان من بين أربع شركات وصلت إلى المرحلة النهائية من بين أكثر من 100 شركة تقدمت للحصول على تمويل وحدة ابتكار الدفاع لتطوير الأنظمة. وكانت شركتان أخريان على وشك اختبار نماذجهما الأولية في أوكرانيا.
وفي حين أن العديد من الطائرات المسيّرة الصغيرة تُدار يدوياً عبر مشغلين بشريين، تسعى وحدة الابتكار الدفاعي إلى تطوير أنظمة شبه مستقلة يمكن تدريبها بواسطة الذكاء الاصطناعي للتعرف على أهداف العدو ومهاجمتها حتى في حال انقطاع الاتصال مع المشغل البشري، وهي القدرات التي يؤكد الخبراء حاجة أميركا إليها، إلا أنهم يرون أن هناك تحديات تكنولوجية صعبة لا تزال قائمة.
*كاتبة أميركية حائزة جائزة بوليتزر في فئة التعليق الصحفي .
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اشتباكات عنيفة بين الدولتين... من الأقوى عسكريا كمبوديا أم تايلاند؟
اشتباكات عنيفة بين الدولتين... من الأقوى عسكريا كمبوديا أم تايلاند؟

سبوتنيك بالعربية

timeمنذ 2 ساعات

  • سبوتنيك بالعربية

اشتباكات عنيفة بين الدولتين... من الأقوى عسكريا كمبوديا أم تايلاند؟

اشتباكات عنيفة بين الدولتين... من الأقوى عسكريا كمبوديا أم تايلاند؟ اشتباكات عنيفة بين الدولتين... من الأقوى عسكريا كمبوديا أم تايلاند؟ سبوتنيك عربي تسلط الاشتباكات العسكرية بين كمبوديا وتايلاند، الضوء على القدرات العسكرية للبلدين، التي تظهر الإحصائيات أن هناك تفاوتا كبيرا بين كل منهما. 25.07.2025, سبوتنيك عربي 2025-07-25T11:36+0000 2025-07-25T11:36+0000 2025-07-25T11:36+0000 رصد عسكري أخبار تايلاند أخبار العالم الآن وتشير إحصائيات موقع "غلوبال فاير بور" الأمريكي إلى أن كمبوديا تحتل المرتبة رقم 95 بين أضخم 145 جيشا في العالم في 2025، بينما يصنف جيش تايلاند في المرتبة رقم 25 عالميا.قدرات كمبوديا العسكريةتقدر ميزانية دفاع كمبوديا بـ 860 مليون دولار، ويقدر عدد جيشها بـ231 ألف فرد بينهم 221 ألف فرد قوات عاملة و10 آلاف فرد قوات شبه عسكرية.ويضم العتاد العسكري لجيش كمبوديا 25 طائرة حربية، و644 دبابة و3 آلاف و627 مركبة عسكرية و30 مدفعا ذاتيا و430 مدفعا ميدانيا و463 راجمة صواريخ.أما الأسطول الحربي الكمبودي فيضم 20 وحدة بحرية جميعها تصنف ضمن سفن الدورية.قدرات تايلاند العسكريةتقدر ميزانية دفاع تايلاند بـ 5.9 مليار دولار، ويقدر عدد جيشها بنحو 586 ألف فرد بينهم 360 ألف فرد قوات عاملة و200 ألف فرد قوات احتياطية و25 ألف فرد قوات شبه عسكرية.ويضم العتاد العسكري لجيش تايلاند 493 طائرة حربية، و635 دبابة ونحو 17 ألف مركبة عسكرية و50 مدفعا ذاتيا و589 مدفعا ميدانيا و26 راجمة صواريخ.أما الأسطول الحربي الكمبودي فيضم 293 وحدة بحرية بينها 7 فرقاطات و6 كورفيتات.ودخلت المواجهات بين تايلاند وكمبوديا يومها الثاني وسط تبادل مكثف للضربات أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، بينما حذر رئيس الوزراء التايلاندي بومتام ويشاياشاي، من أن الأوضاع على الحدود "قد تتصاعد إلى حرب مفتوحة".وفي ظل تصاعد العنف، يعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، جلسة طارئة خلف أبواب مغلقة لمناقشة الاشتباكات الحدودية، بناء على طلب رسمي من رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية.ويرتبط النزاع بين البلدين بمنطقة حدودية تعرف بـ"المثلث الزمردي"، تتقاطع فيها حدود تايلاند وكمبوديا ولاوس. أخبار تايلاند سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي رصد عسكري, أخبار تايلاند, أخبار العالم الآن

ترامب يضغط على باول لخفض الفائدة خلال زيارته «الفيدرالي»
ترامب يضغط على باول لخفض الفائدة خلال زيارته «الفيدرالي»

صحيفة الخليج

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة الخليج

ترامب يضغط على باول لخفض الفائدة خلال زيارته «الفيدرالي»

تجادل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول خلال زيارة نادرة للبنك المركزي أمس الخميس، منتقدا كلفة تجديد مبنيين تاريخيين بالمقر الرئيسي ومطالباً بخفض أسعار الفائدة. واختتم ترامب زيارته بقوله إنه لا ينوي إقالة باول خلافاً لما قاله مراراً. وقال ترامب للصحفيين بعد الزيارة «القيام بذلك خطوة كبيرة ولا أعتقد أنها ضرورية». وقبل أيام، وصف ترامب باول «بالأحمق» لعدم استجابته لمطلب البيت الأبيض بخفض كبير في تكاليف الاقتراض. وفي منشور على منصة «تروث سوشيال»، كتب ترامب في وقت لاحق عن أعمال التجديد وكلفتها 2.5 مليار دولار «نأمل أن يتم الانتهاء منها في أسرع وقت ممكن. التجاوزات في الكلفة كبيرة ولكن، من الناحية الإيجابية، فإن بلدنا في حالة جيدة للغاية ويمكنه تحمل أي شيء». وطغى التوتر بشكل واضح على حديث الرجلين في موقع مشروع التجديد الضخم لمجلس الاحتياطي، ويمثل تصعيداً لضغوط البيت الأبيض على البنك المركزي وجهود ترامب لحمل باول على «فعل الشيء الصحيح» بشأن أسعار الفائدة. 4.25 الى 4.50% حدثت الزيارة قبل أقل من أسبوع من اجتماع صناع السياسة النقدية بالبنك المركزي وعددهم 19 على مدى يومين لتحديد مسار أسعار الفائدة. ومن المتوقع على نطاق واسع الإبقاء على سعر الفائدة القياسي في نطاق 4.25-4.50 بالمئة. ويطالب الرئيس دوما باول بخفض أسعار الفائدة بثلاث نقاط مئوية أو أكثر. وقال ترامب في ختام زيارته بينما كان باول يقف بجواره، ووجهه بلا تعبيرات «أود أن يخفض أسعار الفائدة». وزاد اللقاء توتراً عندما أخبر ترامب الصحفيين أن كلفة المشروع تُقدر الآن بما يصل إلى 3.1 مليار دولار. ورد باول وهو يهز رأسه «لست على علم بذلك»، ليسلمه ترامب ورقة تفحصها باول الذي قال «لقد أضفت للتو مبنى ثالثاً»، مشيراً إلى أن مبنى مارتن قد اكتمل قبل خمس سنوات. وعين ترامب باول في هذا المنصب خلال ولايته الرئاسية الأولى عام 2018 ثم أعاد تعيينه الرئيس السابق جو بايدن بعد أربع سنوات. وقال مجلس الاحتياطي إن المشروع، وهو أول تجديد كامل للمبنيين منذ بنائهما منذ ما يقرب من قرن مضى، واجه تحديات غير متوقعة بما في ذلك الحد من المواد السامة والتكاليف الأعلى من التقديرات للمواد والعمالة. ودعم ما قاله بوثائق منشورة على موقعه الإلكتروني. بدأ المشروع في منتصف عام 2022، ومن المقرر أن يكتمل بحلول عام 2027. (رويترز)

نداء أممي لجمع 3 مليارات دولار لمساعدة 10 ملايين سوري
نداء أممي لجمع 3 مليارات دولار لمساعدة 10 ملايين سوري

صحيفة الخليج

timeمنذ 3 ساعات

  • صحيفة الخليج

نداء أممي لجمع 3 مليارات دولار لمساعدة 10 ملايين سوري

دمشق-أ ف ب أطلقت الأمم المتّحدة نداء لجمع 3.19 مليار دولار أمريكي لمساعدة 10.3 مليون سوري حتى نهاية العام الجاري. دعم 10.3 مليون شخص وقال مكتب الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) في بيان: إنّ آدم عبد المولى «المنسّق المقيم للأمم المتّحدة ومنسّق الشؤون الإنسانية في سوريا أطلق اليوم تمديد أولويات الاستجابة الإنسانية لعام 2025، داعياً إلى توفير مساعدة بقيمة 3.19 مليار دولار أمريكي لدعم 10.3 مليون شخص محتاج حتى كانون الأول/ ديسمبر 2025». ويأتي هذا الإعلان في ظلّ نقص حادّ في التمويل، وفقاً للأمم المتّحدة التي لم تتمكن حتى الآن من أن تجمع سوى 11% من الأموال اللازمة للوفاء باحتياجات السوريين. وفي 2024، لم يُموّل من الخطة الإنسانية لسوريا سوى 36.6%، في أحد أدنى مستويات التمويل منذ بدء الحرب قبل 14 عاماً. أولويات إنسانية وأوضح أوتشا في بيانه أنّ هذا التمديد للأولويات الإنسانية لعام 2025 يستهدف بشكل أساسي المناطق التي تواجه أشدّ الظروف حرجاً، والأماكن المصنّفة ضمن مستويي الخطورة الرابع والخامس اللذين يعنيان أنّ الحالة «كارثية»، أيّ المستوى ما قبل الأخير من الخطورة كون المستوى الأخير يعني حالة المجاعة. ولفت مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى أنّه بحاجة لمبلغ 2.07 مليار دولار لسدّ الاحتياجات العاجلة لنحو 8.2 مليون شخص في بلد يعاني اقتصاداً منهاراً وبنية تحتية مدمّرة، وغالبية سكانه يعيشون تحت خط الفقر المحددّ من جانب الأمم المتّحدة. وقال آدم عبد المولى: إنّ «هذا التمديد هو الأول الذي يُطوَّر في البلد، بالتشاور الوثيق مع الشركاء والسلطات، وهو يُبرهن عن التزامنا المستمر تجاه الشعب السوري».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store