
80 عملاً فنياً تتتبّع تطور الحركات الفنية الحديثة في الخليج
تسرد هذه الحكاية معرض «ملامح متغيّرة» الذي وصل إلى محطته الثانية في مدينة جدة السعودية، بعد انطلاقته الأولى في أبوظبي بالإمارات عام 2022.
يسلّط المعرض الضوء على مسيرة الحداثة الفنية في الخليج، مستعرضاً جهود الروّاد والمجموعات الفنية التي تشكّلت في دول المنطقة، وأسهمت في رسم ملامح التجربة الفنية في بواكيرها. كما يسعى إلى أن يشكّل مرجعاً بصرياً وثقافياً يوثّق بدايات الحركات الفنية الخليجية ونشأتها.
ويفتح «ملامح متغيّرة» نوافذ لاستكشاف تطوّر المشهد الفني الحديث في الخليج خلال القرن العشرين، من خلال أعمال فنية تعبّر في أفكارها وألوانها عن تقاطعات زمنية مهمّة من مراحل التأسيس، وتعكس التفاعل الجدلي بين التقاليد والحداثة. هذا التفاعل أفرز مفردات فنية فريدة، شكّلت جوهر التجربة الفنية الخليجية، ورسَّخت ملامح حداثتها.
اختيرت الأعمال من مجموعات ومقتنيات لرواد ساهموا تاريخياً في بلورة ملامح الحداثة الفنية (واس)
يُسلّط المعرض الضوء على الدور المحوري الذي لعبته أجيال من الفنانين الخليجيين في بدايات الحركة الفنية، من خلال عرض أعمال لأكثر من 50 فناناً ساهموا في بلورة التيارات الفنية الحديثة في منطقة الخليج، خلال مراحل مفصلية من تطور التجربة الفنية التي شهدت أعمالاً إبداعية لافتة، ونشأة مؤسسات احتضنت تلك المرحلة.
وعن تحديات مرحلة التأسيس، قال الفنان الدكتور محمد الرصيص إن أجيال التأسيس للفن في الخليج واجهت تحديات عدّة، موضحاً أن من أوائل التحديات التي اعترضت طريق الفن والفنانين في السعودية والخليج عموماً هو غياب القبول الاجتماعي لدراسة الفنون، ناهيك عن ممارستها بوصفها مهنة؛ ويُرجع الرصيص ذلك إلى نقص الوعي بمستقبل هذا المجال، إضافة إلى النظرة السائدة آنذاك التي كانت تزدري مفردة «الفنون»، وتشكّك في جدواها المهنية.
الفنان الدكتور محمد الرصيص خلال إحدى مناسبات الفن (معهد مسك)
وقال الرصيص إن النظرة الاجتماعية السائدة آنذاك بدأت تتزحزح أمام إصرار الجيل الأول من الفنانين الذين بادروا إلى دراسة الفنون في معاهد التربية الفنية، رغم غياب الأكاديميات المتخصصة آنذاك، وهو ما عُدّ عائقاً إضافياً حال دون تطوّر الاهتمام بالفنون في بدايات التجربة، ورعاية المواهب والنتاج الفني المحلي. وأضاف: «بتجاوز الفن الخليجي لتحديات البدايات، استطاع أن يُرسِّخ تجربة فنية مهمّة وملهمة، مهّدت الطريق لأجيال جديدة من الفنانين، تستثمر اليوم في مرحلة غير مسبوقة من الرعاية والدعم للفن والفنانين».
رؤية بانورامية عن تطوّر المشهد الفني الخليجي (واس)
يتتبع المعرض تفاصيل تشكّل الحركة والتجربة الفنية في الخليج من خلال أعمال الفنانين الرواد، ومن خلال سيرة الأفكار التي انطوت عليها الأعمال، وما تمثله من عناصر لأنظمة المعرفة والهوية الثقافية التي تكوّنت عبر الزمن.
ويحث المعرض زواره على التفاعل مع الأعمال، وقراءة تسلسل تطوّر ونمو الحركة الفنية الخليجية عبر المعروضات. وقد استوحى المعرض عنوانه «ملامح متغيّرة» من نص تأسيسي للفنان والقيّم الراحل أوكوي إنويزور، وهو شاعر وناقد ومؤرخ فني من أصل نيجيري، ساهم في لفت الانتباه العالمي إلى الفن الأفريقي. نُشر النص المستوحى منه في العدد الأول من مجلة «نكا: مجلة الفنون الأفريقية المعاصرة» عام 1994.
ويأتي المعرض في وقت يتلمَّس فيه الفن الخليجي طريقه نحو تعزيز حضوره دولياً، وسط حركة حيوية تشهدها أبرز العواصم والمدن الخليجية، من خلال تنظيم معارض تنمو عاماً بعد عام، وتكتسب أبعاداً دولية، مستضيفة تجارب وأفكاراً ورواداً من مختلف أنحاء العالم، ما يتيح فرصة مميزة لتسليط الضوء على المشهدين الفني والثقافي في الخليج.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 22 دقائق
- الشرق الأوسط
مجلة «الأقلام» العراقية: ملف موسع عن لؤي حمزة عباس
صدر العدد الثاني لعام 2025 من مجلة «الأقلام» العراقية، التي دخلت عامها الثاني والستين، الصادرة عن وزارة الثقافة والسياحة والآثار في العراق. وتطرقت افتتاحية المجلة، التي كتبها رئيس التحرير، إلى الرحيل الموجع للشاعر العراقي موفق محمد، ودوره في «ترسيخ قصيدة الاحتجاج المنبرية على مدى أكثر من أربعة عقود». وتضمّن العدد في باب «إضاءات»: «النقد الثقافي وسؤال المنهج» للدكتورة بشرى موسى صالح، ذهبت فيه إلى أنّ المناهج ما بعد الحداثية يمكن أن نعدد منها نظرية التلقي والسيمياء، والتفكيك والدراسات الثقافية، إذ يمكننا أن نطلق عليها المناهج التأويلية. وكتب صالح الرزوق مقالة بعنوان: «تمثيلات المرأة في روايات كاتبين: هاني الراهب ونجم والي» وقد خلص فيها إلى ملاحظة أثر الذهان السياسي على أسلوب الكاتبين. ونشرت المجلة ملفاً موسعاً عن الكاتب لؤي حمزة عباس بعنوان «الكتابة الحرّة.. أطياف لؤي حمزة عباس». قدّم للملف الناقد الدكتور عبد الستار جبر، مشيراً إلى أن مصطلحَين حديثَين يتقاسمان تصنيف الكتابات العابرة للأنواع التقليدية، وهما التخييل الذاتي واللاتخييل بالمعنى العام للتخييل بدلالته الأدبية وليست السردية الروائية أو القصصية، معتبراً أن هذا الملف الذي تقدمه «الأقلام» محاولة من باحثين ونقاد وأدباء لتقديم قراءات مختلفة ليست احتفاء بها وبكاتبها بل بوصفها تمثيلاً تجريبياً مميزاً لإبداع مختلف يستثمر في الأدب والمعرفة . وكتب مواد الملف: محمد سلامة بترجمة رمضان مهلهل سدخان، أحمد الزين، صادق الطريحي، عبد الله ناصر، صدوق نور الدين، هاشم تايه، زعيم نصار، حمزة عليوي، علي سعدون. وانتهى الملف بمادتين هما «التماعات الكتابة المضيئة» و«حوار مع المحتفى به لؤي حمزة عباس» يخلص فيه إلى أن كل كتابة إسهام في تأويل الواقع. وفي باب «دراسات» نقرأ للناقد الدكتور ضياء خضير مادة: «حسن ناظم من أنسنة الشعر إلى أنسنة النقد»؛ ونشر الناقد جميل الشبيبي مقالاً عن الجماعات القصصية في البصرة، وكتب ضياء الثامري عن «صحراء الروح المسفوحة في مرائي القاص والروائي الراحل حامد فاضل»، إضافة إلى ما تضمّنه هذا الباب من دراسات لمحمد عطية محمود وعبد الحسين شعبان وصالح رحيم وعادل الثامري وأوراد محمد التويجري والناقد محمد رشيد السعيدي. وفي باب «ترجمان» نشرت «الأقلام» مختارات من الشعر الألماني لفويتشيخ كاس بترجمة هاتف جنابي، ومقالات لصالح الطائي وحكمت الحاج وحسن الحضري وسامي شهاب الجبوري ووداد سلوم ورعد شاكر السامرائي وعلي شبيب ورد ودعد ديب وأمل زيادة وكاظم أبو جويدة. أما باب «سرد» فقد تضمن قصصاً قصيرة لعدد من الكتاب العراقيين: حسن ناصر ومحمد إسماعيل وسمير غالي ونواف خلف سنجاري وطالب كاظم وأنس طيار وعبد الناصر عبد الأمير. فيما احتوى باب «استعادات» على مادة تنشر لأول مرة، كتبها رعد كريم عزيز، وهي استعادات لهوامش الناقد الراحل عبد الجبار عباس على قصص المملكة السوداء لمحمد خضير قبل 52 عاماً مع صور عززت من قيمة هذه المادة بوصفها وثيقة لم يكشف عنها خلال نصف قرن. وفي باب «رؤى» جاءت المواد التالية: «رواية بريد بغداد نموذج الاستشراق الأدبي» للكاتب مفيد عيسى ومحمود عبد الوهاب، و«رائحة الشتاء» بقلم الناقد علوان السلمان، و«الصحراء في قصائد سعيد الصقلاوي» بقلم الدكتور طلال الكلباني، و«لماذا نقرأ الروايات لباقر صاحب وهانيبال لكتر» لإيهاب شغيدل. كما تضمن العدد قصائد لعدد من الشعراء العراقيين والعرب: صالح ليبريني، وعبد الله الزعبي، ودلار قرداغي بترجمة ماجد الحيدر، وعلي رياض، وصفاء سالم إسكندر، وفرات أسبر، وسرمد سليم، وضرغام عباس، وعامر الطيب، ومهند الخيكاني، وعبد الرحمن الماجدي، ومحمد عزيز. وفي باب «مسرح» نشرت «الأقلام» نصاً مسرحياً لطارق العزاوي عنوانه «الشيطان يغادر». وتضمن باب «تشكيل» مادتين: الأولى لأكرم العكيلي الذي استذكر فيها أربعينية الفنان والمعماري الراحل قحطان المدفعي، فيما تناولت مادة الناقد خضير الزيدي رؤية فنية عن الفنان وسام زكو. وفي باب «سينما» نقرأ رؤية نقدية عن فيلم «اللص والكلاب» كتبها الناقد عبداتي بوشعاب. أما مختارات «الأقلام» فقد تناولت نصوص الشاعر نعمة عبد الرزاق.


مجلة سيدتي
منذ ساعة واحدة
- مجلة سيدتي
هيئة المسرح والفنون الأدائية تُبرز الإنتاج المسرحي السعودي في مهرجان إدنبرة الدولي للمسرح
في خطوة تهدف إلى دعم وتمكين المواهب السعودية، أعلنت هيئة المسرح والفنون الأدائية، عن مشاركتها في فعاليات مهرجان إدنبرة الدولي للمسرح، الذي يُقام في العاصمة الأسكتلندية إدنبرة خلال الفترة من 1 إلى 5 أغسطس 2025. وتُعد هذه المشاركة محطة بارزة في مسار الحضور الثقافي السعودي على الساحة الدولية، ضمن أحد أعرق وأكبر المهرجانات المسرحية في العالم، الذي يحتفي هذا العام بالتنوع الثقافي تحت شعار "Voices of the World Stage". عرض مسرحي سعودي يعكس رؤية فنية معاصرة وتعرض الهيئة خلال مشاركتها في المهرجان مسرحية "طوق"، في عرض يستهدف التعريف ب المسرح السعودي المعاصر، وتعزيز التبادل الثقافي من خلال الانفتاح على جمهور عالمي متنوع. وهذه المسرحية هي من إخراج فهد الدوسري، وبطولة أحمد الذكر الله، وفاطمة الجشي، ومريم حسين، وعبدالعزيز الزياني، وخالد الهويدي، وشهاب الشهاب. طوق ثمرة برنامج ستار لدعم العروض المسرحية ويأتي هذا العرض المسرحي لـ "طوق" ضمن نتاج برنامج "ستار" الذي أطلقته هيئة المسرح والفنون الأدائية لدعم إنتاج العروض المسرحية السعودية، إذ تهدف المبادرة إلى تحفيز الإبداع المحلي ورفع جودة المنتج المسرحي السعودي. وقد حصدت مسرحية "طوق" في وقت سابق، جائزة أفضل عرض معاصر في الدورة الثانية من مهرجان الرياض للمسرح عام 2024، كما شاركت مؤخرًا في مهرجان أفينيون بفرنسا ضمن الدورة 79، في إطار احتفاء المهرجان باللغة العربية. أهداف المشاركة إبراز الإنتاج المسرحي السعودي في أكبر منصة دولية مستقطبة للمسرح والفنون. فتح آفاق نقدية وفنية جديدة من خلال جمهور متنوع ومهتم بالفن المعاصر. تقديم تجربة سعودية غير نمطية للمهتمين بالفن من أوروبا وآسيا. ضمن جهودها لدعم وتمكين المواهب السعودية؛ تعلن #هيئة_المسرح_والفنون_الأدائية عن مشاركتها في مهرجان إدنبرة فرينج 2025. — هيئة المسرح والفنون الأدائية (@MOCPerformArt) July 27, 2025 مهرجان إدنبرة الدولي جدير بالذكر أن مهرجان إدنبرة، الذي أُسس عام 1947، يُعد أكبر مهرجان للفنون المسرحية في العالم، ويستقطب سنويًا آلاف الفنانين والمبدعين من مختلف الدول. وتأتي مشاركة هيئة المسرح والفنون الأدائية في هذا الحدث لتؤكد التزامها بدعم الفنون وتعزيز حضورها في المنصات الثقافية العالمية.


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
برنامج "آفاق الدرعية" يعود بنسخته الثالثة لصناعة جيل واعد ومبدع
انطلقت اليوم النسخة الثالثة من برنامج "آفاق الدرعية"، الذي تُنظّمه هيئة تطوير بوابة الدرعية، بالشراكة مع عددٍ من الجهات، ضمن إطارٍ شاملٍ يهدف إلى تنمية مهارات النشء وتعزيز قيمه الثقافية والوطنية، حيث يُقام البرنامج بالتعاون مع مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري، ووكالة الفضاء السعودية، ومركز عِلمي لاكتشاف العلوم والابتكار، وأكاديمية مهد الرياضية، في شراكة تهدف إلى تقديم محتوى معرفي وتطبيقي متكامل يُثري تجربة المشاركين ويُعزّز جودة المخرجات التعليمية. ويأتي البرنامج في إطار اهتمام هيئة تطوير بوابة الدرعية بتعزيز دورها في مجالي التعليم والمسؤولية الاجتماعية، من خلال توفير بيئة تفاعلية متميزة وغنية بالأنشطة النوعية، التي تُسهم في تنمية مهارات المشاركين وتطوير قدراتهم. ويتضمّن البرنامج الذي تستمر فعالياته حتى 21 أغسطس 2025م العديد من الأنشطة، ضمن 6 مسارات متخصصة ترتكز على قيم وإرث الدرعية. وتحتوي هذه المسارات على (14) ورشة عمل تغطي مجالاتٍ متعددة، حيث يشهد مسار القيادة 3 ورش عمل تغطي مهارات المناظرة العلمية، والعمل التطوعي، والإلقاء والخطابة. ويهدف مسار التراث إلى تعليم تقنيات التنقيب عن الآثار، والبناء التقليدي بالطين، أما مسار الإنتاج الإبداعي فيُركّز على التصوير الفوتوغرافي وصناعة الأفلام، فيما يشمل مسار العلوم على عددٍ من الورش المتخصصة في أنظمة المياه وعلوم التربة والطاقة المستدامة وصناعة الطائرات. ويشمل مسار الفضاء ورش عمل تفاعلية عن علم الفلك والفضاء وتقنياته، من الماضي وحتى عصرنا الحالي، أما مسار الرياضة فيشمل رياضات مثل المبارزة ورماية السهام. ويهدف البرنامج الذي يُقام من الأحد إلى الخميس (من 6:00م إلى 10:00م) إلى تنمية جيل واعٍٍ ومتمكن، يُجسّد قيم الشباب السعودي، ويحمل إرث الدرعية الأصيل؛ لتنمية شعورهم بالفخر ورفع مستوى الوعي الثقافي والتاريخي لديهم، وتنمية الابتكار وتشجيع الإبداع وتطوير الحلول الإبداعية للمشكلات الواقعية، وتعزيز مهارات القيادة لديهم، لتمكينهم من التواصل بشكلٍ فعّال وصناعة القرار والعمل الجماعي، واكتساب الخبرة وتعلّم المهارات على أصعدة مختلفة.