
بالفيديو.. هكذا ودعت 'أم الشهداء الستة' فلذات كبدها وزوجة أحدهم تنهار
نشرت صفحات فلسطينية مقطعا مصورا لأم الشهداء الستة الذين ارتقوا دفعة واحدة، صباح الأحد، في قصف صهيوني استهدف سيارة مدنية كانت تقلهم في دير البلح، فيما انهارت زوجة أحدهم وتمنت اللحاق به.
تظهر المرأة في الفيديو الذي حظي بتفاعل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي وهي تتحدث بكامل الرضا وتحمد الله على اصطفائه لهم، ماجعل معلقين يعتبرونها مدرسة في الصبر والثبات.
وقالت السيدة الفلسطينية إن الله منحهم لها وأخذهم منها ولا اعتراض لها على حكمه، حيث كان لسانها طوال الوقت يلهج بالدعاء لهم، مع قسمها بأنهم مرضيين وأنها سامحتهم وأنهم غادروا العالم بعد تأديتهم لصلاة الصبح.
ام الشهداء الستة
pic.twitter.com/g2gTKUTqov
— حمدان اليعقوبي 🇵🇸 🇴🇲 (@H59Hamdan)
April 14, 2025
وفي مقطع وداعهم ظهرت الأم وهي تقول لمن يحاول إبعادها عن جثة أحدهم: 'خلّوني أشبع منه، مش رح أشوفه بعد هيك'، وأردفت مخاطبة ابنها الشهيد: 'تعالَ في المنام أشوفك'.
أم تودع ستة من أبنائها من عائلة أبو مهادي، الذين ارتقوا معًا في قصف الاحتلال سيارة مدنية غرب دير البلح وسط القطاع
A mother bids farewell to six of her sons from the Abu Mahadi family, who were killed together in an Israeli airstrike on a civilian car west of Deir al-Balah Gaza
pic.twitter.com/cHweP8JHwp
— Zara (@Zara_2088)
April 14, 2025
وأظهر مقطع مصور آخر تداولته صفحات محلية وعربية، زوجة أحد الشهداء الستة وهي تبكي بحرقة وتردد: 'يا رب ما أطوّل بعدك'.
'يا رب ما أطوّل بعدك'.. فلسطينية من عائلة أبو مهادي خلال وداع زوجها الذي ارتقى بقصف الاحتلال، في قطاع غزة.
pic.twitter.com/ZZt0CnwCOG
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn)
April 13, 2025
والأحد قصفت إن طائرات تابعة للاحتلال سيارة مدنية غرب مدينة دير البلح، ما أدى إلى
استشهاد 6 أشقاء
من عائلة أبو مهادي، إضافة إلى شخص سابع من عائلة الهباش. والإخوة الستة هم:
أحمد إبراهيم زكي أبو مهادي، محمود إبراهيم زكي أبو مهادي، محمد إبراهيم زكي أبو مهادي، مصطفى إبراهيم زكي أبو مهادي، زكي إبراهيم زكي أبو مهادي، وعبد الله إبراهيم زكي ابو مهادي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الخبر
منذ 6 ساعات
- الخبر
رقاة المدية في مواجهة السحر والطلاسم المدفونة في المقابر
تشهد مختلف بلديات ولاية المدية، في الآونة الأخيرة، حملات واسعة لتنظيف المقابر، كشفت خلالها فرق المتطوعين عن مشاهد صادمة لممارسات السحر والشعوذة المدفونة خفية بين القبور، حيث تم العثور على طلاسم وأعمال شعوذة مدسوسة بطرق ماكرة، ما أعاد إلى الواجهة الحديث عن خطورة هذه الظواهر، ودور الرقاة الشرعيين في مواجهتها، ليس فقط كمعالجين، بل كقوة مجتمعية تسهم في صيانة القيم ومحاربة الانحرافات. وفي هذا السياق، برز اسم الشيخ محمد العيساوي، القاطن ببلدية بني سليمان، شرقي المدية، حافظ لكتاب الله ومتحصل على شهادة ليسانس شريعة إسلامية، تخصص مقارنة الأديان، بالإضافة إلى إمامته للناس من كل عام صلاة التراويح، وراق بالرقية الشرعية ويحوز على عدة شهادات في كثير من التخصصات، يعد أحد النماذج البارزة في الجمع بين الدعوة والتطوع، وبين الرقية الشرعية وخدمة المجتمع. فالرجل، المعروف بخبرته الطويلة في الرقية والطب البديل، الذي ذاع صيته كثيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يكتفِ بتأطير محيطه الخاص وحتى عبر صفحته في "الفايسبوك"، بل قرر النزول إلى الميدان، والمشاركة شخصيا، مثلما حدث مؤخرا بمقبرة الحبشي ببني سليمان في حملة تنظيف جنبًا إلى جنب مع متطوعين ومواطنين حرّكهم الإحساس بالمسؤولية والغيرة على حرمة الموتى. وما ميز تدخل الشيخ العيساوي هو تواضعه وتفاعله الإنساني، حيث ساهم في كشف وإبطال عدد من الطلاسم التي تم العثور عليها داخل المقابر، مستندًا في ذلك إلى الضوابط الشرعية والمعرفة العلمية التي اكتسبها طيلة سنوات من العمل في هذا المجال. تعامل الشيخ مع الموقف بحذر شديد، مؤكدا أن تفكيك تلك الأعمال يحتاج إلى دراية شرعية ومعرفة دقيقة بتقنيات السحر، حتى لا يقع الناس في أخطاء تضر أكثر مما تنفع. ولم يتوقف دور الشيخ العيساوي عند الجانب التطبيقي، بل اتسع ليشمل جهدا توعويا متواصلا، فقد حرص على تنبيه المواطنين إلى مخاطر السحر وآثاره النفسية والاجتماعية، داعيا إلى محاربته بوسائل شرعية ووعي جماعي، واستثمر في هذا الإطار منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة صفحته على "فايسبوك"، لنشر رسائل التوعية، وتوثيق مشاركته الميدانية، وتحفيز فئات واسعة من المجتمع على الانخراط في الحملة، ما أعطاها زخما شعبيا كبيرا. وتجمع مختلف التعاليق، على الفضاء الأزرق، على أن ما يقوم به الشيخ العيساوي، لا يُعد مجرد مبادرة تطوعية عابرة، بل هو موقف شجاع ورؤية مجتمعية واعية، تؤكد أن التصدي لظواهر الشعوذة والسحر يحتاج إلى تكاتف الجميع، رجال دين، متطوعين، ومواطنين. وقد أعادت عمليات تنظيف المقابر التي بادر بها متطوعون، والتي تمت بالتنسيق مع مصالح البلدية، وما تم العثور عليه من طلاسم السحر، دور الداعية في خدمة الصالح العام، الذي لا يقتصر داخل المساجد وعلى المنبر، بل أيضا في الشارع والميدان، ويأتي نموذج الشيخ محمد العيساوي ليُثبت أن الخير لا يزال حيا في النفوس، وأن الالتزام الديني يمكن أن يكون دافعا قويا لبناء وعي مجتمعي، وصيانة القيم، ومحاربة الخرافة بالعلم الشرعي.


حدث كم
منذ 15 ساعات
- حدث كم
رئيس مجلس المستشارين محمد ولد الرشيد يجري مباحثات مع رئيس مجلس النواب البحريني و رئيس برلمان مقدونيا الشمالية
اجرى رئيس مجلس المستشارين، السيد محمد ولد الرشيد، يومه الجمعة 23 ماي 2025، محادثات مع السيد أحمد بن سلمان المسلم رئيس مجلس النواب بمملكة البحرين الشقيقة. وخلال هذا اللقاء الذي جرى بمناسبة انعقاد الدورة الثالثة من منتدى مراكش الاقتصادي البرلماني للمنطقة الأورومتوسطية والخليج بمراكش تحت الرعاية الملكية السامية،تم التأكيد على متانة العلاقات الأخوية التي تجمع بين المملكة المغربية ومملكة البحرين تحت القيادة الرشيدة لعاهلي البلدين جلالة الملك محمد السادس وأخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظهما الله. و جدد الطرفان إرادتهما المشتركة وعزمهما الأكيد على تعزيز التعاون البرلماني الثنائي والمتعدد الأطراف ، وتكثيف تبادل التجارب والخبرات بين المؤسستين التشريعيتين بالبلدين الشقيقتين. كما تم التطرق أيضا إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك المسجلة على جدول أعمال المنتدى ، ولا سيما التحديات الاقتصادية والتنموية التي تواجه المنطقتين المتوسطة والخليجية ، ودور البرلمانات الوطنية والمنظمات البرلمانية في مواكبة التحولات الكبرى على المستويين الإقليمي والدولي، من خلال تطوير التشريعات والأطر التنظيمية والمؤسساتية، وتشجيع المبادرات الهادفة، وتعزيز التواصل بين الفاعلين البرلمانيين والاقتصاديين وممثلين الأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني. ذوبالمناسبة ايضا، اجرى السيد رئيس مجلس المستشارين، محادثات مع رئيس برلمان جمهورية مقدونيا الشمالية، السيد أفربم غاشي. وقد شكل هذا اللقاء فرصة للتأكيد على أهمية تعزيز العلاقات البرلمانية بين المغرب وجمهورية مقدونيا الشمالية، بما يسهم في تطوير سبل التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، لا سيما في ظل تفاقم التحديات التي تواجه المنطقة الأورومتوسطية والعالم. وأشاد الجانبان أيضا بمبادرة مجلس المستشارين في تنظيم هذا المنتدى الذي أضحى، مع توالي السنوات، منصة برلمانية رفيعة المستوى لتعزيز الحوار والتنسيق بين البرلمانات الوطنية والإقليمية في المنطقتين الأورو-متوسطية والخليجية خدمة للسلم والاستقرار والتنمية المستدامة. س.ح/ح


الشروق
منذ 18 ساعات
- الشروق
حكيم الجزائر محمد البشير الإبراهيمي في الذكرى الستين لوفاته
إي والله، حكيم بأتمّ معنى الكلمة، وقد عقّب هو نفسه على من قال عنه 'علّامة الجزائر'، بقوله 'أنا علّامة الجزائر، وعلَامة رفع لا علامة خفض'… وآية حكمته ما قرأناه له فيما وصل إلينا من آثاره التي نُشرت في خمس مجلدات، بإشراف ابنه الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، وهي ما بقي مما كتب وما وصلنا من آثار حفظتها لنا الجرائد والمجلات… أما ما ألّف من كتب في فنون متنوعة فكثير، ولكنه ضاع مع ما ضاع من رسائل ومقالات أخرى وأحاديث إذاعية في العالم الإسلامي؛ بل ومقابلات مع الكثير من رجال الفكر والدعوة في العالم الإسلامي -بكل أسف- ومنها لقاؤه مع الأستاذ أبو الأعلى المودودي في زيارته لباكستان. قال لي الأستاذ محمد الهادي الحسني يوما 'عزمتُ على ألا أقرأ لأحد بعد اليوم إلا للإبراهيمي'، وحق له ذلك؛ لأن من يقرأ للإبراهيمي، يشعر أنه يقرأ كلاما غير عادي: مفردات وأسلوب وجمل متجانسة، لا تشعر بمفردة مقحمة في غير سياقها الذي وضعت فيه؛ بل لا يشعر بتكلّف أو تصنّع في شعر أو نثر أو سجع أو تصنّع في إيراد عبارات من مفردات عربية قديمة يريد الاستعلاء بها عن الناس… بل ويشعر من يقرأ للإبراهيمي، أنه يقرأ لأديب من الطراز العالي، حتى أن إعلام العراقيين استقبلوه في زيارته لبغداد في إطار الترويج للثورة بعناوين عريضة منها 'أمير البيان'، التي لم يعرف بها إلا شكيب أرسلان، ويقرأ لفيلسوف وعالم في تربية وعالم في الاجتماع ومؤرخ… وكل ذلك يكتب فيه كتابة المتخصِّص وليس ككاتب المقال الملزم بتسليمه كل أسبوع… وفي كل ذلك من الحكمة الكثير التي لم يؤتها الكثير من الناس. يرى الشيخ الإبراهيمي أن الشعب الجزائري قد استولى عليه استعماران: الاستعمار الغربي الفرنسي الذي حاول تجريده من إنسانيته بالتجهيل والتفقير والاستيلاء على مقدراته واستعباده وتجريده من مقوماته الثقافية والدينية، والاستعمار الذي تمثله الطرق الصوفية المنحرفة التي استولت على عقول الناس بالتدين المغشوش المختلط بالخرافة والشعوذة والبدعة. الشيخ محمد البشير الإبراهيمي لمن لا يعرفه، واحد من رجال الإصلاح في الجزائر ورئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بعد ابن باديس، تُوفي في 20 ماي 1965، أي قبل شهر من الانقلاب على خصمه السياسي أحمد بن بلة… وقد عاش 76 سنة بين الحجاز والشام والجزائر، كما عاش في الجزائر بين راس الواد ببرج بوعريريج وسطيف شرقا وتلمسان غربا وآفلو جنوبا… طالبا للعلم ومعلما ومدرِّسا ومنفيا وداعية إلى الله رفقة إخوانه من رجال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. وإثباتا لدعوى حكمة الإبراهيمي اكتفي بهذه المناسبة بعرض ثلاثة نماذج من الحِكم البليغة التي زين بها مقالاته… وهي من الحكم التي تعدّ من مفردات الأصول في منهجية الفعل الإصلاحي عموما، وقد تبنتها جمعية العلماء ونسبتها للشيخ الإبراهيمي، لأنه هو الذي عبّر عنها في النصوص التي ننقلها عنه، ومن ناحية أخرى هو مع ابن باديس هما عمدة الجمعية والعمل الإصلاحي عموما في الجزائر، من حيث أنهما كانا يخططان وينفذان وفق رُؤى واضحة بالنسبة إليهما تمام الوضوح، ولذلك سهُل عليهما التعبير عنها بسهولة ويسر ودقة تامة. الحكمة الأولى: كشف عنها الإبراهيمي في مقال له عن بذور الأولى لتأسيس جمعية العلماء في الجزائر، وذلك في سنة 1913 عندما زاره ابن باديس في المدينة المنورة، وكان عمره يومها 24 سنة، وقد عكفا على مناقشة موضوع النهوض بالجزائر والكيفية المناسبة لذلك فقال 'كانت الطريقة التي اتفقنا عليها أنا وابن باديس في اجتماعنا بالمدينة في تربية النشء هي: ألا نتوسَّع له في العلم، وإنما نربّيه على فكرة صحيحة ولو مع علم قليل، فتمّت لنا هذه التجربة في الجيش الذي أعددناه من تلامذتنا'. آثار محمد البشير الإبراهيمي 5/280. ولبُّ الحكمة في هذه الفقرة هي قوله: 'فكرة صحيحة ولو مع علم قليل'، على خلاف ما يعتقد الناس في الغالب، من أن الإكثار من العلم هو المطلوب والذي ينبغي الاهتمام به، فقد اختار الرجلان التركيز على 'الفكرة الصحيحة' وليس على الإكثار من العلم؛ لأن العلم القليل مع الفكرة الصحيحة التي تعني صفاء الذهن وخلوَّ العقل من الخرافة والشعوذة والبدعة وانحراف السلوك، والخوف والجبن والخور، أولى من كثرة العلم مع وجود الخرافة والشعوذة والبدعة وانحراف السلوك؛ لأن صفاء الذهن واستقامة العقل ينمّيان العلم القليل ويزكيانه، أما الإكثار من العلم لا يقوى على تقويم الذهن وإخلاء العقل وتصفيته من الخرافة والشعوذة والبدعة. يرى الشيخ الإبراهيمي أن الشعب الجزائري قد استولى عليه استعماران: الاستعمار الغربي الفرنسي الذي حاول تجريده من إنسانيته بالتجهيل والتفقير والاستيلاء على مقدراته واستعباده وتجريده من مقوماته الثقافية والدينية، والاستعمار الذي تمثله الطرق الصوفية المنحرفة التي استولت على عقول الناس بالتدين المغشوش المختلط بالخرافة والشعوذة والبدعة. ولتحرير المجتمع من هذين الاستعمارين لا بد من بناء العقل وتمجيده، وتصفية الذهن وتنقيته من كل ما علق به مما يخالف صحيح الوحي وصريح العقل السليم. وبالفعل فقد عاد ابن باديس في ذلك العام 1913 وشرع في تنفيذ الخطة في جامع سيدي قموش والجامع الأخضر بقسنطينة، ثم لحق به الشيخ البشير بعد نحو سبع سنوات ليسير على النهج نفسه، ثم لحق بهم خلقٌ كثير من علماء الجزائر من داخل البلاد ومن القادمين من خارجها، وواصل الجميع العملية البنائية وفق تلك المنهجية المتفق عليها: 'فكرة صحيحة ولو مع علم قليل'… لأن الفكرة الصحيحة تجلب العلم وتُكثره، أما العلم بمفرده بكثرته فلا يقوى على مقارعة الانحرافات العقدية البدعية والسلوكية، ولذلك وجدنا علماء كبارا ولكنهم خرافيون وبدعيون بل ومتآمرون مع الطواغيت على الشعوب المغبونة. الحكمة الثانية: هي العمل على تحرير العقول، وفق المنهج والعبارة ذاتها التي وضعها الإبراهيمي في ذلك قوله: 'محال أن يتحرّر بدَنٌ يحمل عقلًا عبدًا'، (آثار الشيخ الإبراهيمي 3/56) ذلك أن العبد لا يمكن أن يكون إلا عبدا. والعبد ليس العبد المملوك فحسب، وإنما هو كل إنسان لا يملك عقلا حرّا يتفاعل مع الوجود وفق قناعاته ومقرراته النابعة عنها. ومن فقد هذا المستوى من الحرية يعدّ عبدا بسبب فقدانه الحرية العقلية، واعتبر الإبراهيمي ذلك من جوهر ما يعمل عليه العلماء في نشاطاتهم الإصلاحية بل اعتبر ما تم في الجزائر من ذلك 'من صنع يدها، لا فضل فيه لأحد سواها، وأوّل يدٍ بيضاء لها في هذا الباب هو تحرير العقول من الأوهام والضلالات في الدين والدنيا، وتحرير النفوس من تأليه الأهواء والرجال، وإن تحرير العقول لأساسٌ لتحرير الأبدان، وأصْلٌ له، ومحال أن يتحرّر بدَنٌ يحمل عقلًا عبدًا'، وجميع توجيهات الشيخ التربوية داخل الجمعية وخارجها يصبّ في هذا الاتجاه. يقول أحمد طالب الإبراهيمي: 'أنني عندما نجحت في امتحان البكالوريا سنة 1949، استشرتُ والدي عن نوعية الدراسة العليا التي ينصحني بإتّباعها، فقال لي رحمه الله: اختر ما شئت، شريطة أن تمارس مهنة حرة، ألا تصبح موظفا عند الحكومة الفرنسية'. حتى لا يستعبدك أحد ويضغط عليك بالوظيفة والسعي وراء الخبزة. أحمد طالب الإبراهيمي/ آثار محمد البشير الإبراهيمي 1/23. والحرية هي جوهر ما كانت تهدف إليه جمعية العلماء في نشاطاتها التربوية، سواء في الاختيار الأول وهو العمل على 'الفكرة الصحيحة' التي تهتم ببناء العقل وتجريده مما علق به من أدران الخرافة والجهل… أو في التوجيه العامّ المفضي إلى التحرر من ربقة الاستعمار وامتداداته المتنوعة؛ بل إن ابن باديس اعتبر 'المطالبة بالاستقلال' لا يعبِّر حقيقة عن السعي من أجل الحرية؛ لأن الاستقلال نتيجة تتحقق بمقدماتها… أما الاستقلال من حيث هو فتحنّ إليه الدواب، ولا يتحقق بالمطالبة، وإنما يتحقق بالانتزاع، ولا يُنتزع إلا بالنفوس الحرة الأبيّة. الحكمة الثالثة: هي 'فقه الفقه' وذلك في قوله 'إن في الفقه فقهًا لا تصل إليه المدارك القاصرة، وهو لباب الدين، وروح القرآن، وعصارة سنة محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو تفسير أعماله وأقواله وأحواله ومآخذه ومتاركه؛ وهو الذي ورثه عنه أصحابُه وأتباعهم إلى يوم الدين، وهو الذي يسعد المسلمون بفهمه وتطبيقه والعمل به، وهو الذي يجلب لهم عز الدنيا والآخرة، وهو الذي نريد أن نحييه في هذه الأمّة فتحيا به، ونصحّح به عقائدها، ونقوّم به فهومها، فتصحّ عباداتها وأعمالها، فإن العبادات هي أثرُ العقائد، كما أن الأعمال هي أثر الإرادات، وما يُبنى منها على الصحيح يكون صحيحًا، وما يُبنى على الفاسد فهو فاسد' (آثار محمد البشير الإبراهيمي 3/ 191)، وعبارة 'فقه الفقه' التي لم أقف عليها عند أحد ممن قرأتُ لهم، يمكن اعتبارها عنوان 'علم المقاصد'… وذلك هو جوهر التديُّن الذي يريده الله منا، سواء في الأمور معقولة المعنى أو في الأمور التي لا تخضع للعقل، وإنما هي من العبادة التي جاء بها الوحي الصحيح.