
رقاة المدية في مواجهة السحر والطلاسم المدفونة في المقابر
تشهد مختلف بلديات ولاية المدية، في الآونة الأخيرة، حملات واسعة لتنظيف المقابر، كشفت خلالها فرق المتطوعين عن مشاهد صادمة لممارسات السحر والشعوذة المدفونة خفية بين القبور، حيث تم العثور على طلاسم وأعمال شعوذة مدسوسة بطرق ماكرة، ما أعاد إلى الواجهة الحديث عن خطورة هذه الظواهر، ودور الرقاة الشرعيين في مواجهتها، ليس فقط كمعالجين، بل كقوة مجتمعية تسهم في صيانة القيم ومحاربة الانحرافات.
وفي هذا السياق، برز اسم الشيخ محمد العيساوي، القاطن ببلدية بني سليمان، شرقي المدية، حافظ لكتاب الله ومتحصل على شهادة ليسانس شريعة إسلامية، تخصص مقارنة الأديان، بالإضافة إلى إمامته للناس من كل عام صلاة التراويح، وراق بالرقية الشرعية ويحوز على عدة شهادات في كثير من التخصصات، يعد أحد النماذج البارزة في الجمع بين الدعوة والتطوع، وبين الرقية الشرعية وخدمة المجتمع.
فالرجل، المعروف بخبرته الطويلة في الرقية والطب البديل، الذي ذاع صيته كثيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يكتفِ بتأطير محيطه الخاص وحتى عبر صفحته في "الفايسبوك"، بل قرر النزول إلى الميدان، والمشاركة شخصيا، مثلما حدث مؤخرا بمقبرة الحبشي ببني سليمان في حملة تنظيف جنبًا إلى جنب مع متطوعين ومواطنين حرّكهم الإحساس بالمسؤولية والغيرة على حرمة الموتى.
وما ميز تدخل الشيخ العيساوي هو تواضعه وتفاعله الإنساني، حيث ساهم في كشف وإبطال عدد من الطلاسم التي تم العثور عليها داخل المقابر، مستندًا في ذلك إلى الضوابط الشرعية والمعرفة العلمية التي اكتسبها طيلة سنوات من العمل في هذا المجال.
تعامل الشيخ مع الموقف بحذر شديد، مؤكدا أن تفكيك تلك الأعمال يحتاج إلى دراية شرعية ومعرفة دقيقة بتقنيات السحر، حتى لا يقع الناس في أخطاء تضر أكثر مما تنفع.
ولم يتوقف دور الشيخ العيساوي عند الجانب التطبيقي، بل اتسع ليشمل جهدا توعويا متواصلا، فقد حرص على تنبيه المواطنين إلى مخاطر السحر وآثاره النفسية والاجتماعية، داعيا إلى محاربته بوسائل شرعية ووعي جماعي، واستثمر في هذا الإطار منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة صفحته على "فايسبوك"، لنشر رسائل التوعية، وتوثيق مشاركته الميدانية، وتحفيز فئات واسعة من المجتمع على الانخراط في الحملة، ما أعطاها زخما شعبيا كبيرا.
وتجمع مختلف التعاليق، على الفضاء الأزرق، على أن ما يقوم به الشيخ العيساوي، لا يُعد مجرد مبادرة تطوعية عابرة، بل هو موقف شجاع ورؤية مجتمعية واعية، تؤكد أن التصدي لظواهر الشعوذة والسحر يحتاج إلى تكاتف الجميع، رجال دين، متطوعين، ومواطنين.
وقد أعادت عمليات تنظيف المقابر التي بادر بها متطوعون، والتي تمت بالتنسيق مع مصالح البلدية، وما تم العثور عليه من طلاسم السحر، دور الداعية في خدمة الصالح العام، الذي لا يقتصر داخل المساجد وعلى المنبر، بل أيضا في الشارع والميدان، ويأتي نموذج الشيخ محمد العيساوي ليُثبت أن الخير لا يزال حيا في النفوس، وأن الالتزام الديني يمكن أن يكون دافعا قويا لبناء وعي مجتمعي، وصيانة القيم، ومحاربة الخرافة بالعلم الشرعي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الخبر
منذ 5 ساعات
- الخبر
رقاة المدية في مواجهة السحر والطلاسم المدفونة في المقابر
تشهد مختلف بلديات ولاية المدية، في الآونة الأخيرة، حملات واسعة لتنظيف المقابر، كشفت خلالها فرق المتطوعين عن مشاهد صادمة لممارسات السحر والشعوذة المدفونة خفية بين القبور، حيث تم العثور على طلاسم وأعمال شعوذة مدسوسة بطرق ماكرة، ما أعاد إلى الواجهة الحديث عن خطورة هذه الظواهر، ودور الرقاة الشرعيين في مواجهتها، ليس فقط كمعالجين، بل كقوة مجتمعية تسهم في صيانة القيم ومحاربة الانحرافات. وفي هذا السياق، برز اسم الشيخ محمد العيساوي، القاطن ببلدية بني سليمان، شرقي المدية، حافظ لكتاب الله ومتحصل على شهادة ليسانس شريعة إسلامية، تخصص مقارنة الأديان، بالإضافة إلى إمامته للناس من كل عام صلاة التراويح، وراق بالرقية الشرعية ويحوز على عدة شهادات في كثير من التخصصات، يعد أحد النماذج البارزة في الجمع بين الدعوة والتطوع، وبين الرقية الشرعية وخدمة المجتمع. فالرجل، المعروف بخبرته الطويلة في الرقية والطب البديل، الذي ذاع صيته كثيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يكتفِ بتأطير محيطه الخاص وحتى عبر صفحته في "الفايسبوك"، بل قرر النزول إلى الميدان، والمشاركة شخصيا، مثلما حدث مؤخرا بمقبرة الحبشي ببني سليمان في حملة تنظيف جنبًا إلى جنب مع متطوعين ومواطنين حرّكهم الإحساس بالمسؤولية والغيرة على حرمة الموتى. وما ميز تدخل الشيخ العيساوي هو تواضعه وتفاعله الإنساني، حيث ساهم في كشف وإبطال عدد من الطلاسم التي تم العثور عليها داخل المقابر، مستندًا في ذلك إلى الضوابط الشرعية والمعرفة العلمية التي اكتسبها طيلة سنوات من العمل في هذا المجال. تعامل الشيخ مع الموقف بحذر شديد، مؤكدا أن تفكيك تلك الأعمال يحتاج إلى دراية شرعية ومعرفة دقيقة بتقنيات السحر، حتى لا يقع الناس في أخطاء تضر أكثر مما تنفع. ولم يتوقف دور الشيخ العيساوي عند الجانب التطبيقي، بل اتسع ليشمل جهدا توعويا متواصلا، فقد حرص على تنبيه المواطنين إلى مخاطر السحر وآثاره النفسية والاجتماعية، داعيا إلى محاربته بوسائل شرعية ووعي جماعي، واستثمر في هذا الإطار منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة صفحته على "فايسبوك"، لنشر رسائل التوعية، وتوثيق مشاركته الميدانية، وتحفيز فئات واسعة من المجتمع على الانخراط في الحملة، ما أعطاها زخما شعبيا كبيرا. وتجمع مختلف التعاليق، على الفضاء الأزرق، على أن ما يقوم به الشيخ العيساوي، لا يُعد مجرد مبادرة تطوعية عابرة، بل هو موقف شجاع ورؤية مجتمعية واعية، تؤكد أن التصدي لظواهر الشعوذة والسحر يحتاج إلى تكاتف الجميع، رجال دين، متطوعين، ومواطنين. وقد أعادت عمليات تنظيف المقابر التي بادر بها متطوعون، والتي تمت بالتنسيق مع مصالح البلدية، وما تم العثور عليه من طلاسم السحر، دور الداعية في خدمة الصالح العام، الذي لا يقتصر داخل المساجد وعلى المنبر، بل أيضا في الشارع والميدان، ويأتي نموذج الشيخ محمد العيساوي ليُثبت أن الخير لا يزال حيا في النفوس، وأن الالتزام الديني يمكن أن يكون دافعا قويا لبناء وعي مجتمعي، وصيانة القيم، ومحاربة الخرافة بالعلم الشرعي.


أخبار اليوم الجزائرية
منذ 2 أيام
- أخبار اليوم الجزائرية
حرب شعواء ضد المشعوذين
بعد تورطهم في أسحار المقابر حرب شعواء ضد المشعوذين بعد الفضائح المسجلة عبر المقابر والاعتداء على حرمة الموتى وإلحاق أفعال السحر بالأبرياء وإيذائهم تحرّك كثيرون للتبليغ عن السحرة والمشعوذين ومن يطرق أبوابهم من أجل القيام بأفعال السحر وإيذاء الناس بحيث انطلقت حملات الكترونية واسعة للحث على التبليغ عنهم وظهرت حتى فيديوهات تُوثّق بالصوت والصورة مغامرة الذهاب إلى المشعوذين من طرف البعض دون خجل أو خوف من الله تعالى. نسيمة خباجة استنكر الرأي العام الفضائح التي كشفتها حملات تنظيف المقابر والتي كان الغرض منها تجميل المظهر البيئي لتلك الأخيرة فتلك الحملات كشفت المستور ورفعت البلاء عن مصابين بالأسحار بعد العثور على طلاسم وصور وأغراض أخرى الغاية منها إيذاء الناس وتحطيم حياتهم وتلا تلك الحملات شن حملة واسعة أيضا للتبليغ عن السحرة لفضحهم وتسهيل القبض عليهم بحيث تمّ إلقاء القبض على العديد من المشعوذين عبر مختلف ولايات الوطن باعتبارهم المتهم الرئيسي في نشر أفعال السحر بعد استقبال الزبائن في بيوتهم وممارسة طقوس السحر والشعوذة. مشعوذون في قبضة الأمن شنت مصالح الامن بمختلف فروعها عبر مختلف ولايات الوطن حربا ضد المشعوذين بعد الفضائح المسجلة عبر المقابر إذ وضعت مصالح أمن ولاية الجزائر مؤخرا حدّا لنشاط مشعوذة كانت تمارس التدنيس والإتلاف والتمزيق العمدي للمصحف الشريف لغرض ممارسة ونشر السحر والشعوذة. المشعوذة البالغة من العمر 41 سنة كانت تستعمل معدات وطلاسم في أعمالها الشيطانية قبل أن تقع متلبسة بجرمها رفقة ثلاثة أشخاص في قبضة رجال الأمن وأفاد بيان لمصالح أمن ولاية الجزائر أنّ المشتبه فيها كانت تمارس طقوس السحر لأغراض احتيالية وقد تم توقيفها على إثر استغلال معلومات مفادها قيام أحد الأشخاص بممارسة السحر والشعوذة بأحد أحياء العاصمة وبعد مداهمة المكان تم حجز مجموعة من الأدوات التي تُستخدم في الشعوذة من بينها طلاسم وأعشاب وأقمشة تحمل رموزا غريبة بالإضافة إلى أقراص مهلوسة ووجّهت للمشتبه فيها سلسلة من التهم منها التدنيس والإتلاف والتمزيق العمدي للمصحف الشريف لغرض ممارسة ونشر السحر والشعوذة وممارسة طقوس وطلاسم العرافة والكهنة باستعمال معدات وأدوات مضبوطة ومدفونة لغرض إلحاق الضرر الجسدي والمعنوي بالأشخاص وكذلك الترويج للسحر والشعوذة عن طريق الهاتف النقال ومواقع التواصل الاجتماعي من أجل المساس بحرمة الحياة الخاصة وشرف وكرامة الأشخاص يُضاف إلى هذه التهم الموجهة النصب والاحتيال وإنشاء وكر للفسق والدعارة وممارسة الرذيلة وحيازة المخدرات والمؤثرات العقلية لغرض الاستهلاك والعرض على الغير بالمقابل وقد تم تقديم المشعوذة أمام النيابة المختصة إقليميا. كما تمكنت مصالح الأمن في ولاية وهران من الإطاحة بشبكة من المشعوذين الذين كانوا يمارسون أنشطة احتيالية على المواطنين وقد تم القبض على أفراد الشبكة بعد تحقيقات مكثفة حيث تم ضبط أدوات ومواد تُستخدم في أعمال السحر والشعوذة العملية اندرجت ضمن جهود السلطات للقضاء على هذه الظواهر الخطيرة التي تضر بالمجتمع وتستغل الأشخاص في أوقات ضعفهم لتستمر ملاحقة هذه الأنشطة غير القانونية وتعزيز الجهود للحد من تأثيراتها السلبية. التنويم للإيقاع بالضحايا استعمل السحرة الكثير من الأساليب والحيل للإيقاع بالضحايا والاستيلاء على ممتلكاتهم وأموالهم بحيث طفت على السطح ظاهرة أخرى تتمثل في الانقضاض على الضحايا عبر الشوارع وحتى البيوت فالتنويم والتمتمات هي سبيل آخر لبعض المشعوذين للانقضاض على الضحايا. بحيث كان الكثيرون ضحايا لهؤلاء عبر الشوارع إذ يتم سرقة مبالغ مالية وسلب النسوة مجوهراتهن عن طريق التنويم وقراءة بعض التمتمات عليهم وقد تمّ مؤخرا القبض على مشعوذة تستخدم تعويذات لتنويم ضحاياها وسرقتهم بولاية عين الدفلى.. إذ تمكنت مصالح الأمن بذات الولاية من توقيف امرأة محتالة تبلغ من العمر 33 سنة تنحدر من إحدى ولايات الغرب الجزائري تستعمل طقوس السحر والشعوذة للنصب وسرقة ممتلكات الضحايا. توقيف المشتبه فيها كان بعد أبحاث وتحريات ميدانية وتقنية معمّقة تم مباشرتها على إثر تلقي شكوى من سيدة تقطن بذات الولاية تعرضت منذ حوالي شهر للسرقة من طرف امرأتين عن طريق النصب والاحتيال باستعمال طقوس السحر والشعوذة قامتا باستدراجها عن طريق الإدعاء بممارسة الرقية وذلك بالتلفظ بعبارات غير مفهومة أمام الضحية لتدخل في حالة اللاوعي أين استولتا على كمية معتبرة من مجوهراتها الذهبية وتوصلت الضبطية القضائية الى تحديد هوية إحداهن وتوقيفها بإحدى ولايات الغرب الجزائري بعد اتخاذ كافة الإجراءات القانونية بالتنسيق مع النيابة كما كشف التحقيق ان المشتبه فيها تورطت في العديد من قضايا الاحتيال بأماكن مختلفة من التراب الوطني. وبينما تتواصل حملات التطهير الواسعة للمقابر تتواصل في الجهة المقابلة حملات تطهير الأحياء والمساكن من هؤلاء المشعوذين بالقبض عليهم من طرف مصالح الأمن باعتبارهم رأس المعضلة في أفعال السحر والشعوذة واذية الناس بعد فتح بيوتهم لاستقبال الزبائن من مرضى النفوس وممارسة حرفة معاقب عليها قانونا وتحقيق عائدات معتبرة من خلال امتهانها. حقوق النشر © 2024 أخبار اليوم الجزائرية . ة


النهار
منذ 2 أيام
- النهار
التماس 7 سنوات حبسا نافذا للمؤثر عادل سويزي بسبب منشورات تتضمن خطاب التمييز والكراهية
التمس وكيل الجمهورية لدى محكمة الجنح بسيدي امحمد تسليط عقوبة 7 سنوات حبسا نافذا و500 ألف دينار غرامة مالية نافذة لأحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي، المعروف بالمؤثر عادل سويزي 'ع.ع' الموجود رهن الحبس المؤقت بالمؤسسة العقابية الحراش. وتمت متابعة المتهم بعد طرحه العديد من المنشورات التحريضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تتضمن توجيه خطاب الكراهية والتمييز ضد ولايتي وهران وقسنطينة. المتهم وأثناء مثوله أمام هيئة محكمة الجنح بسيدي امحمد، وجهت له تهم تتعلق بحيازة المخدرات، وجنحة نشر خطاب الكراهية باستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، ونشر وترويج عمدا لأخبار وأنباء من شانها المساس بالأمن العمومي والنظام العام. حيث أنكر التهم المنسوبة إليه. وصرّح بأنه قام بنشر تلك المنسورات بعفوية، ولم تكن له أي سوء نية عند نشره تلك المنشورات. كما قدم اعتذاره في الجلسة ملتمسا من هيئة المحكمة إفادته بظروف التخفيف. وبالرجوع إلى تفاصيل قضية الحال التي تمت معالجتها من قبل مصالح أمن ولاية الجزائر، ممثلة في فرقة مكافحة الجرائم السيبرانية التي تمكنت من توقيف المتهم صاحب الحساب الإلكتروني المدعو 'ع.ع'، بعد نشره منشورات تحريضية عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، تحتوي على خطاب الكراهية والتمييز ضد ولايتي وهران وقسنطينة. وبعد تفتيش المتهم، عثر بحوزته على هاتف نقال كان يستعمله في نشر تلك المنشورات التي من شأنها إثارة خطاب التمييز والكراهية. إضافة إلى قطعة مخدرات من نوع الكيف المعالج.