
الدكتور الفاضل سهيل أبو ميّالة ، رجلُ الرؤية والبصمة الرفيعة في زمن التحديات ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات
الدكتور الفاضل سهيل أبو ميّالة ، رجلُ الرؤية والبصمة الرفيعة في زمن التحديات ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات
في مسيرة الحياة الأكاديمية، تمرّ بنا أسماء كثيرة، لكن قلّما نجد اسماً يقترن بالأثر، ويزدهر في الذاكرة كزهرة نادرة لا تذبل، يُعبّر عن صاحبه لا بما قال، بل بما فعل وترك من أثرٍ لا يُنسى. ومن بين هذه القامات التي تستحق أن تُكتب عنها الكلمات بماء الفخر، وترتفع لها رايات الاحترام، يسطع اسم الدكتور الفاضل سهيل أبو ميّالة، مدير فرع جامعة القدس المفتوحة – فرع جنين، الذي جمع بين الحكمة الإدارية، والخلق الرفيع، والرؤية الثاقبة.
الدكتور سهيل ليس مجرد إداريّ عابر في زمنٍ عاصف، بل هو قائد حقيقيّ ارتقى بالفرع في أحلك الظروف، كربّان سفينة قادها بثبات وسط أمواجٍ متلاطمة، فلم يغرق، ولم يتردد، بل أوصلها إلى برّ الإنجاز والتطوير. هو رجل المهام الصعبة، وصاحب البصمة الواضحة التي لا تحتاج إلى تعريف، فقد أحدث نقلة نوعية في أداء فرع جنين، وسجّل إنجازاتٍ تكللت بالاحترام والتقدير، في وقتٍ كانت فيه الكثير من الجامعات تُصارع البقاء.
لم تكن الظروف سهلة، بل كانت كأرضٍ جرداء، ولكن بعزيمته وإصراره، جعل منها أرضاً خصبةً نمت فيها الأفكار، وتفتحت فيها براعم التقدم. جعل من التحديات فرصًا، ومن الصمت صوتاً يصدح بالتجديد والإبداع. وكان حريصاً على أن تكون جامعة القدس المفتوحة – فرع جنين في مصافّ الفروع المتميزة، لا من حيث الشكل فقط، بل في الجوهر والمضمون.
وقد كان لي الشرف الكبير أن أتعرف على هذه القامة العلمية والإدارية حين عدت من رحلتي العلمية في ماليزيا، حاملةً معي شهادة الدكتوراه، وأحلاماً لا تُحصى. قصدت الجامعة، وقدّمت طلبي للعمل، وهناك التقيت بالدكتور سهيل. لن أنسى ذلك اللقاء؛ ففيه رأيت قلباً يفيض تواضعاً، وعقلاً يقدّر الجهد والعلم. قرأ سيرتي الذاتية، واطّلع على أبحاثي العلمية باهتمام قلّ نظيره، ثم التفت إليّ بابتسامة من القلب، وقال كلماتٍ لا تزال تطرق قلبي بفخرٍ كلما تذكرتها:
'دكتورة، نحن فخورون بإنجازاتك البحثية، وأنا دائماً أشجع العطاء وأحب أن أُعطي الفرص للجميع.'
كم من قادةٍ يمرّون مرور الكرام، لا يلتفتون إلى جهد، ولا يُنصتون إلى طموح، ولكن الدكتور سهيل كان مختلفاً… كان بوصلة إنسانية، وعينًا ترى ما لا يراه سواه. لقد منحني كلماته كهدية، لكنّها كانت أثمن من أيّ وظيفة، لأنها حملت في طيّاتها تقديراً، وثقة، وتشجيعاً يُلهب الحماسة ويبعث الأمل.
الدكتور سهيل أبو ميّالة، ببساطة، رجلُ الإنجاز بصمت، والقيادة برُقي، والتواضع بثبات. هو النسيم الذي يمرّ دون أن يثير الغبار، ولكنه يُنعش الأرواح، ويُحيي الطموحات. هو مثال لمن يستحق أن يُكرَّم كل يوم، لا بالجوائز فحسب، بل بكلمات الحق التي تليق بمقامه وأخلاقه العالية.
حقاً…إنما الإنسان أثر،
وهذا الرجل الأصيل… ترك أثراً كالعطر، لا يبهت، بل يزداد عمقاً مع الأيام.
له مني كل الاحترام والتقدير، ومن القلب أقول:
شكراً لأنك الإنسان قبل المنصب، والقيمة قبل اللقب، والمَعلم الذي تستضيء به الدروب في زمنٍ عزّ فيه النور.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ 4 أيام
- فلسطين أون لاين
الجرح الثامن: التعليم في مخيمات النزوح
رحلة النزوج تعني الابتعاد عن كل ما كان معتاداً ومعروفاً، ودخول عالم الطوارئ المجهول، فكم من الطقوس مارسناها بموعدها، لم نعد نستطع ذلك، وأجبرتنا الظروف على طقوس جديدة. نتحدث اليوم عن جرح عميق من جروح النزوح، هو التعليم الذي تأثر كثيراً بالعدوان؛ لأن المؤسسات التعليمية التي تحتضن الطلبة، ولا يكاد يخلو بيتٍ من تلميذٍ أو طالبٍ أو عاملٍ فيها، خضعت أيضا لتغيرات جذرية. قبل العدوان، مارس المعلمون والطلبة حياتهم التعليمية باستقرار، لكن منذ العدوان تحولت المدراس والجامعات ورياض الأطفال لمراكز إيواء للنازحين الناجين من جحيم الحقد الإسرائيلي، وهذا يعني عدم انتظام العملية التعليمية. بقي هذا الوضع لفترةٍ بسيطةٍ ظناً منا أن العدوان لن يطول، لكن بعدها بدأت الجهات المعنية بإنشاء مراكز تعليمية في مخيمات النزوح خاصة للأطفال في المرحلة الابتدائية الذين دخلوا المدرسة حديثاً لاسيما أن العدوان بدأ بعد شهر تقريباً من بداية الموسم الدراسي. هذه المراكز ساهمت إلى حدٍ كبيرٍ في استثمار وقت الأطفال في التعليم، صحيح أنها ليست بجودة المدرسة، لكنها أفضل من لا شيء. وبخصوص المرحلة الجامعية تابع الطلبة دراستهم عبر الانترنت بالقدر المستطاع نظراً لصعوبة الوضع، ومنهم من تخرج من الجامعة، وشخصياً وفقني الله عزوجل لإكمال دراستي في جامعة القدس المفتوحة والحصول على بكالوريوس تربية إسلامية خلال العدوان الذي لم ينته بعد. وبما أننا نتحدث عن التعليم، فلا ننسى أن عناصر المؤسسة التعليمية المادية والبشرية كان لها نصيب كبير من الحقد الصهيوني، وهنا نستشهد بما أصدرته وزارة التربية والتعليم بغزة، والتي أكدت أن،600 ألف طالب في المرحلة الأساسية و74 ألفًا في الثانوية و100 ألف جامعي يعيشون ظروف نزوح قاسية، وأن 96% من المباني المدرسية تضررت و89% منها خرجت عن الخدمة بسبب التدمير الكلي أو الجزئي، واستشهد 13 ألف طالب و800 تربوي واغتيل 150 أستاذًا جامعيًا في استهداف مباشر للنخبة الأكاديمية. رغم ذلك، تواصل العملية التعليمية عبر مدارس ميدانية ونقاط شعبية التحق بها 250 ألف طالب إلى جانب منصات إلكترونية التحق بها 300 ألف طالب، كما وضعت تعافٍ تدريجية تستهدف إنقاذ مستقبل 37 ألف طالب توجيهي لعام 2024 رغم تعثّر الامتحانات بفعل العدوان، وأن طلبة التوجيهي لعام 2025 مهددون بخسارة عامين دراسيين وقد أُعدّت خطة مكثفة لتعويضهم. يبقى القول واجباً أن وضع التعليم في ظل العدوان هو حادث طارئ، سيزول ويعود التعليم لأحسن مما كان، إن شاء الله. المصدر / فلسطين أون لاين


شبكة أنباء شفا
١٩-٠٥-٢٠٢٥
- شبكة أنباء شفا
الأستاذ فادي خيري الشيخ إبراهيم ، وجه الجامعة المشرق وسند الطلبة الصادق ، بقلم: د. تهاني رفعت بشارات
الأستاذ فادي خيري الشيخ إبراهيم ، وجه الجامعة المشرق وسند الطلبة الصادق ، بقلم: د. تهاني رفعت بشارات في حياة كلّ واحدٍ منا، هناك أشخاص لا يكتفون بأداء أدوارهم الوظيفية، بل يكتبون في قلوب الآخرين سطوراً من الامتنان لا تمحى، ويتركون في الأرواح آثاراً من الطيبة والصدق والإخلاص. ومن بين هؤلاء الذين يستحقون أن تُرفع لهم القبعات، وتُسطّر لهم الكلمات بمداد الفخر، الأستاذ الفاضل فادي، رئيس قسم شؤون الطلبة في جامعة القدس المفتوحة – فرع جنين، ذلك الرجل الذي أضاء ممرات الجامعة بابتسامته، واحتضن قلوب الطلبة بتواضعه وكرم تعامله. الأستاذ فادي ليس مجرد موظف يؤدي مهامه، بل هو عنوان للضمير الحيّ، وسندٌ صادق لكل طالب وطالبة طرقوا بابه يوماً ما، فلم يخرجوا إلا وقلوبهم ممتنة، وأرواحهم مطمئنة، وكأنهم التقوا بإنسانٍ وُجد في المكان والزمان الصحيحين. هو أشبه بنقطة ارتكاز في حياة الطلبة الجامعية، يُيسّر الصعوبات، ويختصر الإجراءات، ويمنحك الشعور بأنك لست وحيداً في متاهة الحياة الجامعية. وجهه البشوش وبسمته الدائمة لا يفارقان ملامحه، فتشعر أنه من صنف أولئك الذين وُلدوا ليجبروا الخواطر، لا ليكسروا الهمم، وليكونوا يد العون الخفية التي لا تُعلن عن نفسها، لكنها تترك أثرًا لا يُنسى. وما يُميزه عن غيره، أنه يعمل بصمتٍ يُشبه ضوء الشمس حين يفيض بالنور دون أن يُحدّق في وهجه أحد، وبمحبةٍ تشبه زرقة السماء حين تتسع للجميع دون تمييز. كلّ من تعامل معه يشهد أنه يعمل بقلبه قبل قلمه، وأنه يتقن عمله كأنه رسالة سامية لا مجرد وظيفة إدارية. الأستاذ فادي، هو أول من تستقبلك روحه قبل أن تطرق مكتبه، وآخر من يغادر مقعده إلا بعد أن يطمئن أن كل طالب قد أنهى حاجته. يسير في أروقة الجامعة لا كموظف او رئيس قسم شؤون الطلبة ، بل كأخٍ كبير، وراعٍ صادق لشؤون الطلبة، يُحسن الإصغاء، ويتقن المساعدة، ولا يعرف التعب طريقًا إلى ضميره. إنني اليوم، لا أُكرّم الأستاذ فادي بكلمات، بل أُحيي فيه مدرسة من الأخلاق، وراية من الطيبة، وشعلة من الإخلاص. إن كان للجامعة وجهٌ يُشعّ دفئاً، وإنسانية، وطمأنينة… فهو الأستاذ فادي خيري الشيخ إبراهيم، بامتياز. شكراً من القلب أيها الإنسان الجميل،شكراً لأنك لا تعمل فقط، بل تُحب ما تعمل.شكراً لأنك لا تنتظر الشكر، ومع ذلك تستحقه ألف مرة. وشكراً لأنك الأثر الذي يبقى، والبصمة التي لا تزول. فحقاً… إنما الإنسان أثر.


شبكة أنباء شفا
١٩-٠٥-٢٠٢٥
- شبكة أنباء شفا
الدكتور الفاضل سهيل أبو ميّالة ، رجلُ الرؤية والبصمة الرفيعة في زمن التحديات ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات
الدكتور الفاضل سهيل أبو ميّالة ، رجلُ الرؤية والبصمة الرفيعة في زمن التحديات ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات في مسيرة الحياة الأكاديمية، تمرّ بنا أسماء كثيرة، لكن قلّما نجد اسماً يقترن بالأثر، ويزدهر في الذاكرة كزهرة نادرة لا تذبل، يُعبّر عن صاحبه لا بما قال، بل بما فعل وترك من أثرٍ لا يُنسى. ومن بين هذه القامات التي تستحق أن تُكتب عنها الكلمات بماء الفخر، وترتفع لها رايات الاحترام، يسطع اسم الدكتور الفاضل سهيل أبو ميّالة، مدير فرع جامعة القدس المفتوحة – فرع جنين، الذي جمع بين الحكمة الإدارية، والخلق الرفيع، والرؤية الثاقبة. الدكتور سهيل ليس مجرد إداريّ عابر في زمنٍ عاصف، بل هو قائد حقيقيّ ارتقى بالفرع في أحلك الظروف، كربّان سفينة قادها بثبات وسط أمواجٍ متلاطمة، فلم يغرق، ولم يتردد، بل أوصلها إلى برّ الإنجاز والتطوير. هو رجل المهام الصعبة، وصاحب البصمة الواضحة التي لا تحتاج إلى تعريف، فقد أحدث نقلة نوعية في أداء فرع جنين، وسجّل إنجازاتٍ تكللت بالاحترام والتقدير، في وقتٍ كانت فيه الكثير من الجامعات تُصارع البقاء. لم تكن الظروف سهلة، بل كانت كأرضٍ جرداء، ولكن بعزيمته وإصراره، جعل منها أرضاً خصبةً نمت فيها الأفكار، وتفتحت فيها براعم التقدم. جعل من التحديات فرصًا، ومن الصمت صوتاً يصدح بالتجديد والإبداع. وكان حريصاً على أن تكون جامعة القدس المفتوحة – فرع جنين في مصافّ الفروع المتميزة، لا من حيث الشكل فقط، بل في الجوهر والمضمون. وقد كان لي الشرف الكبير أن أتعرف على هذه القامة العلمية والإدارية حين عدت من رحلتي العلمية في ماليزيا، حاملةً معي شهادة الدكتوراه، وأحلاماً لا تُحصى. قصدت الجامعة، وقدّمت طلبي للعمل، وهناك التقيت بالدكتور سهيل. لن أنسى ذلك اللقاء؛ ففيه رأيت قلباً يفيض تواضعاً، وعقلاً يقدّر الجهد والعلم. قرأ سيرتي الذاتية، واطّلع على أبحاثي العلمية باهتمام قلّ نظيره، ثم التفت إليّ بابتسامة من القلب، وقال كلماتٍ لا تزال تطرق قلبي بفخرٍ كلما تذكرتها: 'دكتورة، نحن فخورون بإنجازاتك البحثية، وأنا دائماً أشجع العطاء وأحب أن أُعطي الفرص للجميع.' كم من قادةٍ يمرّون مرور الكرام، لا يلتفتون إلى جهد، ولا يُنصتون إلى طموح، ولكن الدكتور سهيل كان مختلفاً… كان بوصلة إنسانية، وعينًا ترى ما لا يراه سواه. لقد منحني كلماته كهدية، لكنّها كانت أثمن من أيّ وظيفة، لأنها حملت في طيّاتها تقديراً، وثقة، وتشجيعاً يُلهب الحماسة ويبعث الأمل. الدكتور سهيل أبو ميّالة، ببساطة، رجلُ الإنجاز بصمت، والقيادة برُقي، والتواضع بثبات. هو النسيم الذي يمرّ دون أن يثير الغبار، ولكنه يُنعش الأرواح، ويُحيي الطموحات. هو مثال لمن يستحق أن يُكرَّم كل يوم، لا بالجوائز فحسب، بل بكلمات الحق التي تليق بمقامه وأخلاقه العالية. حقاً…إنما الإنسان أثر، وهذا الرجل الأصيل… ترك أثراً كالعطر، لا يبهت، بل يزداد عمقاً مع الأيام. له مني كل الاحترام والتقدير، ومن القلب أقول: شكراً لأنك الإنسان قبل المنصب، والقيمة قبل اللقب، والمَعلم الذي تستضيء به الدروب في زمنٍ عزّ فيه النور.