logo
✅ إطلالة على حضيض سياسي منحط

✅ إطلالة على حضيض سياسي منحط

24 طنجةمنذ 2 أيام

في اللحظة التي تستعد فيها طنجة لتقديم نفسها للعالم كواحدة من حاضنات كأس العالم 2030، تطفو على السطح مشاهد متقطعة من مشهد داخلي مضطرب، لا يُظهر من المدينة إلا ما تبقى من تعب التراكمات وسوء الفهم السياسي.
مدينة توشك أن تُسلم للعالم، وهي بالكاد تُمسك بتماسكها الداخلي، وتدير ظهرها لكل ما من شأنه أن يحصن صورتها من الانكشاف. ليست الأزمة في البنيات، ولا في حجم الاعتمادات، ولا حتى في تعقيدات التهيئة، بل في اللغة التي يتحدث بها من أوكلت إليهم مهمة تمثيل المدينة أمام ذاتها أولا، ثم أمام الآخرين.
في قلب المؤسسات، بات التدافع السياسي يلامس حدود العبث. منابر خُصصت للتداول في الشأن العام تحولت إلى فضاءات لتصفية الحسابات، وتبادل الاتهامات، والتهديد برفع الغطاء عن اختلالات الكل يعلم بها، لكن لا أحد يملك شجاعة الاعتراف بها من موقع المسؤولية.
الخلاف لم يعد تنافسا بين تصورات، بل صار سجالا بين ألسنةٍ فقدت البوصلة، وأصوات تبحث عن صدى في الهواء بدل أن تجد سندا في المنطق أو المصلحة العامة.
والمؤلم أكثر، أن من بين هؤلاء من يوقع على وثائق الأغلبية صباحا، ويتحدث بلسان المعارضة مساء. ازدواجية لم تعد تُخجل أصحابها، بل يُسوق لها كدهاء سياسي، فيما هي في جوهرها خيانة موصوفة لروح الالتزام الجماعي.
هم حاضرون في اقتسام المواقع، غائبون حين يتعلق الأمر بتحمل تبعات القرار، يهددون بالفشل فيما هم شركاء في صناعته. والأنكى من ذلك، أنهم يزايدون على إنجازات لا فضل لهم فيها، ويعارضون توجهات كانوا من أوائل المصادقين عليها حين كان الحرج أقل والكاميرا غائبة.
وثمّة من اختار خطابا أكثر التفافا، إذ رأى أن أسهل السبل للتنصل من تبعات التسيير هو نزع الشرعية عنه من الداخل، والبحث عن مصدر آخر للإنجازات، ولو اقتضى الأمر تحويل الإشادة إلى سهم. فتصبح السلطة مصدر الفضل حين تعوز الحيلة، وتُستدعى فجأة من رفوف البروتوكول لتتحول إلى سلاح كلامي في يد من يفترض أنهم جزء من الأغلبية. تصريح فيه قدر من الحقيقة، لكنه مشوب بانبطاح لفظي لا يليق بمن يتحمل مسؤولية تدبيرية، ولا بمن يدّعي غير قليل من 'الغيرة على المدينة'. كأن الفضل لا يُذكر إلا حين يُراد به إضعاف شريك، أو تحييد حليف.
وإذا كان هذا المنطق قد استُهلك محليا، فإن بلوغه منابر تصدر من ثغور محتلة، يكشف مدى الانحدار الذي بلغته بعض الضمائر. فلم تعد المعارك تُدبر تحت سقف المؤسسات، ولا تُخاض بأدوات المشهد السياسي المشروع، بل أضحت معارك تُهرب إلى الخارج بحثا عن انتقام صغير، ولو على حساب مدينة بأكملها.
صحيفة إسبانية تنشر، ومنابر محلية تتلقف، والجمهور يُغذى بإيحاءات عن فضائح مفترضة، دون أن يُسائل أحد أخلاقيات التوقيت، أو رمزية المنصة، أو هوية من يقف خلفها. فلم يكن الوطن يوما ملجأ لمن خانوا نُبل الخلاف، ولا المدينة منبرا لمن استرخصوا كرامتها في بورصة المزايدات الصغيرة.
وسط هذا الانحدار، ثمة من اختار ألا ينجر إلى الضجيج، لا لأن الكلام معفى من الحساب، بل لأن بعض اللحظات تقتضي صمتا مشروطا بالحكمة.
وسط هذا التنافر، ما يزال هناك من يدبّر الشأن المحلي بحد أدنى من الاتساق، ولو تحت نيران المزايدات.
ليس دفاعا عن خيار، ولا تماهيا مع شخصية، ولكن لأن المدينة لا تحتمل اليوم أكثر من خصومة، ولا تحتاج إلى أكثر من تصدّع. فكلما ارتفع منسوب التراشق، انخفض منسوب الثقة، وكلما تهاوى الانسجام، سقطت هيبة المؤسسة، حتى لو ظل المبنى قائما والجلسات منعقدة.
قد تكون طنجة في حاجة إلى ملاعب وميزانيات ومخططات تهيئة، لكن حاجتها الكبرى تظل في بناء أخلاق سياسية تليق بمدينة في طور الترشح للعالم، لا في طور التراجع إلى ما دونها. المدينة التي لا يدافع عنها أبناؤها، لن ينتشلها الآخرون من قاع الفوضى، مهما بلغت قيمة الاعتمادات.
أما أولئك الذين اختاروا أن يتحدثوا بلسانين، فربما يُطلب منهم غدا أن يصمتوا باثنين. والذين يتفننون في توزيع الفضل دون أن يلامسوا صعوبة الفعل، قد يجدون أنفسهم يوما خارج سياق المدينة التي تنسى… لكنها لا تغفر.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«عبد اللطيف» يشهد توقيع بروتوكول تعاون مع مؤسسة 'التعليم أولًا' لرفع الكفاءة المهنية للعاملين
«عبد اللطيف» يشهد توقيع بروتوكول تعاون مع مؤسسة 'التعليم أولًا' لرفع الكفاءة المهنية للعاملين

صوت الأمة

timeمنذ 2 ساعات

  • صوت الأمة

«عبد اللطيف» يشهد توقيع بروتوكول تعاون مع مؤسسة 'التعليم أولًا' لرفع الكفاءة المهنية للعاملين

شهد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، توقيع برتوكول تعاون بين الوزارة ومؤسسة 'التعليم أولًا'، لرفع الكفاءة المهنية للعاملين بالمدارس الرسمية للغات والمدارس الرسمية المتميزة للغات، وذلك في إطار حرص الوزارة على تعزيز الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني الفاعلة، ودعم جهود تطوير التعليم الحكومي. وقد وقع البروتوكول من جانب الوزارة الأستاذ محمد عطية، رئيس الإدارة المركزية للتعليم بمصروفات، ومن جانب المؤسسة الدكتورة سلمى البكري، رئيس مجلس أمناء مؤسسة "التعليم أولًا". وقد شهد توقيع البروتوكول من جانب مؤسسة 'التعليم أولًا' كل من الدكتور محمود حمزة، المدير التنفيذي للمؤسسة، والأستاذ هشام بسيوني، أمين صندوق المؤسسة. وأكد السيد الوزير محمد عبد اللطيف أن هذا البروتوكول يأتي في سياق رؤية الوزارة الهادفة إلى تطوير منظومة التعليم من خلال الاستثمار في تنمية قدرات المعلمين ورفع كفاءتهم المهنية، باعتبارهم العنصر الأساسي في العملية التعليمية. وأشاد الوزير بالدور المتميز الذي تقوم به مؤسسة "التعليم أولًا" في مجال التدريب وبناء القدرات، مؤكدًا أن هذا التعاون يمثل إضافة حقيقية لجهود الدولة في تحقيق جودة التعليم والارتقاء بمستوى المدارس الرسمية للغات، والمدارس الرسمية المتميزة للغات. كما أكد السيد الوزير على أهمية التخطيط المسبق للتدريب باعتباره أحد العوامل الحاسمة لضمان تحقيق الأهداف المرجوة من تنمية قدرات المعلمين، مشيرًا إلى ضرورة الإسراع في تنفيذ خطط التدريب دون تأخير، وكذلك أهمية دمج المكون الرقمي في برامج التدريب لرفع كفاءة المعلمين. ومن جانبها، أعربت الدكتورة سلمى البكري عن تقديرها العميق لجهود وزارة التربية والتعليم في تطوير المنظومة التعليمية، مشيرة إلى أن التعاون مع الوزارة يعكس إيمان مؤسسة "التعليم أولًا" بأهمية التكامل بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني لتحقيق التنمية المستدامة في القطاع التعليمي.

وزير التعليم يشهد توقيع بروتوكول تعاون بين الوزارة ومؤسسة 'التعليم أولًا' لرفع الكفاءة المهنية للعاملين بالمدارس
وزير التعليم يشهد توقيع بروتوكول تعاون بين الوزارة ومؤسسة 'التعليم أولًا' لرفع الكفاءة المهنية للعاملين بالمدارس

نافذة على العالم

timeمنذ 12 ساعات

  • نافذة على العالم

وزير التعليم يشهد توقيع بروتوكول تعاون بين الوزارة ومؤسسة 'التعليم أولًا' لرفع الكفاءة المهنية للعاملين بالمدارس

الثلاثاء 20 مايو 2025 11:30 مساءً نافذة على العالم - شارك محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، في حفل توقيع برتوكول تعاون بين الوزارة ومؤسسة 'التعليم أولًا'، لرفع الكفاءة المهنية للعاملين بالمدارس الرسمية للغات والمدارس الرسمية المتميزة للغات، وذلك في إطار حرص الوزارة على تعزيز الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني الفاعلة، ودعم جهود تطوير التعليم الحكومي. وجاء خلال حفل توقيع البروتوكول من قبل الوزارة بقيادة محمد عطية، رئيس الإدارة المركزية للتعليم بمصروفات، ومن جانب المؤسسة الدكتورة سلمى البكري، رئيس مجلس أمناء مؤسسة "التعليم أولًا". جانب من اللقاء وقد شهد توقيع البروتوكول من جانب مؤسسة 'التعليم أولًا' كل من الدكتور محمود حمزة، المدير التنفيذي للمؤسسة، والأستاذ هشام بسيوني، أمين صندوق المؤسسة. وأكد السيد الوزير محمد عبد اللطيف أن هذا البروتوكول يأتي في سياق رؤية الوزارة الهادفة إلى تطوير منظومة التعليم من خلال الاستثمار في تنمية قدرات المعلمين ورفع كفاءتهم المهنية، باعتبارهم العنصر الأساسي في العملية التعليمية. وأشاد الوزير بالدور المتميز الذي تقوم به مؤسسة "التعليم أولًا" في مجال التدريب وبناء القدرات، مؤكدًا أن هذا التعاون يمثل إضافة حقيقية لجهود الدولة في تحقيق جودة التعليم والارتقاء بمستوى المدارس الرسمية للغات، والمدارس الرسمية المتميزة للغات. كما أكد السيد الوزير على أهمية التخطيط المسبق للتدريب باعتباره أحد العوامل الحاسمة لضمان تحقيق الأهداف المرجوة من تنمية قدرات المعلمين، مشيرًا إلى ضرورة الإسراع في تنفيذ خطط التدريب دون تأخير، وكذلك أهمية دمج المكون الرقمي في برامج التدريب لرفع كفاءة المعلمين. ومن جانبها، أعربت الدكتورة سلمى البكري عن تقديرها العميق لجهود وزارة التربية والتعليم في تطوير المنظومة التعليمية، مشيرة إلى أن التعاون مع الوزارة يعكس إيمان مؤسسة "التعليم أولًا" بأهمية التكامل بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني لتحقيق التنمية المستدامة في القطاع التعليمي. وأكدت أن البروتوكول يشكل فرصة حقيقية لدعم المعلمين وتزويدهم بالمهارات والخبرات اللازمة لمواكبة التطورات التعليمية، بما يسهم في تحسين مستوى التحصيل لدى الطلاب ورفع جودة التعليم داخل المدارس الرسمية للغات والمدارس الرسمية المتميزة للغات.

«أمريكا أولاً» في أنتاركتيكا.. القطب الجنوبي يدخل «حلبة الصراع»
«أمريكا أولاً» في أنتاركتيكا.. القطب الجنوبي يدخل «حلبة الصراع»

العين الإخبارية

timeمنذ 16 ساعات

  • العين الإخبارية

«أمريكا أولاً» في أنتاركتيكا.. القطب الجنوبي يدخل «حلبة الصراع»

لم يعد الاهتمام الأمريكي منصبا على غرينلاند والقطب الشمالي فقط، بل يبدو أن بوصلة سياسة «أمريكا أولا» تتجه صوب أنتاركتيكا. ويعد النشاط الصيني والروسي المتنامي في أنتاركتيكا جرس إنذار لأمريكا بأن القارة الجنوبية، التي لطالما اعتُبرت خاملة جيوسياسيًا، مهيأة لمنافسة القوى العظمى. وفي مارس/آذار الماضي، أعلنت الصين نيتها بناء محطة قطبية جديدة في أنتاركتيكا بالتزامن مع إعلان روسيا نيتها بناء محطة جديدة هناك وترميم أخرى مغلقة منذ فترة طويلة، وإنشاء مطار. وستكون المحطة الصينية الجديدة هي السادسة لها في أنتاركتيكا، إلى جانب المطار الذي بدأت في بنائه عام 2018، وذلك وفق مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية. وتحتفظ روسيا بست محطات نشطة و5 مغلقة، في حين أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يناير/كانون الثاني 2024 أن محطة فوستوك بالقرب من القطب الجنوبي قد تم تحديثها بنجاح. وبحسب المصدر نفسه فإن بناء وتحديث محطات أنتاركتيكا ليس مجرد مسألة تنافس رمزي أو هيبة وطنية، ففي قارة يجعل مناخها السكن الدائم مستحيلًا، تُعد محطات الأبحاث السبيل الوحيد للدول للحفاظ على وجودها، وإظهار مطالبها الإقليمية، كما تعتبر السبيل للمشاركة في الأنشطة العسكرية رغم قيود معاهدة أنتاركتيكا لعام 1959. مزايا ولمسة أشارت المجلة إلى أن الولايات المتحدة تمتعت دائما بمزايا وجود محطة في القطب الجنوبي، حيث وفرت وصولاً فريدًا للبحث العلمي. كما عززت قيادة واشنطن في دعم معاهدة أنتاركتيكا والنظام الحالي الذي يحكم القارة، ومع ذلك، فإن القيادة الأمريكية هناك تزداد هشاشة. وعند إنشاء معاهدة أنتاركتيكا، لخص وزير الخارجية الأمريكي آنذاك جون فوستر دالاس الهدف منها بأنه منع انتشار منافسة الحرب الباردة إلى القارة القطبية، لكن الصين سعت في العقود الأخيرة، إلى دفع حدود المعاهدة، وفي بعض الحالات تجاوزها، بحسب "فورين بوليسي". وأضفى الاستراتيجيون الصينيون لمسة أنتاركتيكا على عقيدتهم المعروفة "بالاندماج المدني العسكري"، حيث ذكرت طبعة عام 2020 من الكتاب المدرسي العسكري الصيني "علم الاستراتيجية العسكرية"، أن "الاختلاط العسكري المدني هو السبيل الرئيسي للقوى العظمى لتحقيق وجود عسكري قطبي". وكان الرئيس شي جين بينغ نفسه واضحاً بشأن أهمية أنتاركتيكا، فقال في 2014 إن بكين ستسعى إلى "فهم وحماية واستغلال" أنتاركتيكا. فيما أشار تشو تان تشو، مدير الإدارة الصينية للقطب الشمالي والقطب الجنوبي إلى أن المجتمع الدولي يحتاج إلى وقت "للتكيف نفسيًا" مع الوضع الجديد في الشؤون القطبية. وأضاف "فيما يتعلق بأنتاركتيكا.. نحن هنا من أجل إمكانات الموارد وكيفية استخدامها". «لعبة شطرنج» في ظل إصرار الصين المتزايد، على إعادة صياغة القواعد والمعايير التي تحكم السلوك في أنتاركتيكا، يجب أن تقوم واشنطن وغيرها بإعادة تقييم استراتيجي. ويحظر بروتوكول مدريد لمعاهدة أنتاركتيكا، استكشاف واستخراج الطاقة والمعادن بشكل دائم في القارة لكن هناك نظرية غريبة تلقى رواجًا في الأوساط الأكاديمية الصينية تقول إن البروتوكول سينتهي عام 2048. ويمكن حينها بدء الأنشطة الاستخراجية في حين أن الواقع يشير إلى أن البروتوكول سيُعرض للمراجعة فقط. ويمتلئ مجتمع الدراسات الاستراتيجية في بكين بالتكهنات حول فرص الاستغلال المحتملة المتاحة في أنتاركتيكا والمحيط الجنوبي المحيط بها، والذي يُعتقد أنه يحتوي على مخزونات استثنائية من الطاقة والمعادن والأسماك. وقالت آن ماري برادي، الأستاذة في جامعة كانتربري في نيوزيلندا إن الوجود القطبي المتزايد لبكين يتم تفسيرة للصينيين على أنه "جزء من جهود البلاد لتأمين حصة من الموارد القطبية". وأوضح غوه بيكينغ، الأستاذ في جامعة المحيط الصينية، أن "استكشاف الصين للقارة أشبه بلعب الشطرنج.. من المهم أن يكون لديك موقع في اللعبة العالمية.. لا نعرف متى ستبدأ اللعبة، ولكن من الضروري أن يكون لديك موطئ قدم". ومع ذلك، تجنبت واشنطن تعزيز نفوذها في هذه المنطقة الحيوية فلم تعترض إدارة الرئيس السابق جو بايدن على تفسير بكين الغريب لبروتوكول مدريد أو جهودها لعرقلة الحفاظ على البيئة البحرية في المحيط الجنوبي. كما أنها لم تُجرِ أي تفتيش مفاجئ، وفقًا لما تسمح به معاهدة أنتاركتيكا، لأي محطة صينية أو روسية أو أي محطة أخرى غير أمريكية منذ عام 2020. ولم يُسفر إعادة تركيز الولايات المتحدة، أخيرا على القطب الشمالي عن تخصيص أي موارد إضافية لأنتاركتيكا، وواجه برنامج "قاطع الأمن القطبي"، الذي يقوم به خفر السواحل الأمريكي لإحياء برنامج كاسحات الجليد المُنهك، تأخيرات كبيرة، ولم يتبقَّ سوى كاسحة جليد ثقيلة واحدة في الخدمة حاليًا. استراتيجية شاملة ينبغي على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النظر في استراتيجية أمريكية شاملة لأنتاركتيكا، على غرار استراتيجية القطب الشمالي التي أعلنها ترامب في ولايته الأولى. وستدعم هذه الاستراتيجية وجودًا أمريكيًا قويًا في القارة، بما في ذلك تمويل المحطات الأمريكية الحالية وتحديثها، بالإضافة إلى بناء محطات إضافية لبسط النفوذ الأمريكي في جميع أنحاء أنتاركتيكا. وستوضح الاستراتيجية أن واشنطن ترفض جهود الصين وروسيا لتقويض الإطار القانوني الدولي القائم الذي يحكم القارة. وينبغي أن تعزز الاستراتيجية دعم واشنطن للمعاهدة والاتفاقيات ذات الصلة مثل بروتوكول مدريد، لكنها ينبغي أن تبدأ أيضًا في تمهيد الطريق لأسوأ السيناريوهات حين تلغي بكين وموسكو معاهدة أنتاركتيكا وبروتوكول مدريد، مما يُعرّض القارة لتوترات جيوسياسية كبيرة. ويجب أن تكون الولايات المتحدة مستعدة لتحديث محطاتها بسرعة وبناء مواقع استراتيجية إضافية في جميع أنحاء القارة مع إعطاء الأولوية لبناء كاسحات الجليد، بما في ذلك تلك التي تعمل بالطاقة النووية. وكذلك استخدام المسيرات والمركبات تحت الماء من قبل البحرية الأمريكية وخفر السواحل لحماية المصالح الأمريكية في المحيط الجنوبي. ويمكن أن تتلقى وحدات الجيش الأمريكي ومشاة البحرية المتخصصة المُدربة على حرب القطب الشمالي تدريبًا إضافيًا على الظروف الفريدة في أنتاركتيكا. وفي حال انهيار بروتوكول مدريد، يتعين على واشنطن أن تكون مستعدة لإجراء رسم خرائط زلزالية، ومسوحات جيولوجية، واستكشافات محيطية مع الاحتفاظ بالحق في المطالبة المبكرة بالموارد المُحددة وإعلان مناطق اقتصادية واعدة تحيط بالمحطات الأمريكية. كما يجب على واشنطن أن تبدأ في تشكيل تحالف من الدول ذات التفكير المماثل، بما في ذلك الأرجنتين وأستراليا وتشيلي ونيوزيلندا، والتي يمكنها وضع وتنفيذ قواعد الطريق في مناطقها القطبية الجنوبية. aXA6IDIxMi40Mi4xOTQuMTAg جزيرة ام اند امز US

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store