logo
في محبة خالد الفيصل: الحبّ لا يُصنع.. بل يُزرع

في محبة خالد الفيصل: الحبّ لا يُصنع.. بل يُزرع

العربية٢٢-٠٤-٢٠٢٥

"في محبة خالد الفيصل" لم يكن معرضاً فنيّاً فحسب، بل كان تجلياً لأدب الوفاء، وبوحاً جميلاً من وطنٍ لقائد عشق الأرض والناس، ونسج من عاطفته وطموحه وهويته لوحةً وطنيةً خالدة.. هو احتفال بالهوية، بالإبداع، وبالإنسان الذي لم تنسه المناصب أن يكون شاعراً، ولم تنسه القصيدة أن يكون مسؤولاً..
في قلب مدينة جدة، وعلى ضفاف الحنين، ارتفع نداء المحبة عالياً، يشقّ صمت البحر ويوقظ في الذاكرة أسماء العظماء، فكان معرض "في محبة خالد الفيصل" مهرجاناً غير اعتيادي، لا تشي به أروقة الفن وحدها، بل تحتفل به أرواح العاشقين للكلمة، المحتمين بظلال القصيدة، الممتنين لرجل جمع بين الإمارة والشعر، بين الحكمة والسيف، بين الجمال والفكر.
الأسبوع الماضي وتحته إشرافه ومتابعته، دشّن الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، معرض "في محبة خالد الفيصل" ضمن فعاليات موسم جدة 2025، بحضور الأمير تركي بن فيصل بن عبدالعزيز، وعدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء إخوان وأبناء وأحفاد صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، وبتنظيم وهندسة لكل تفاصيل المعرض البديع من الأمير الأنيق الدكتور فيصل بن محمد بن سعد.
المعرض انطلق تزامنًا مع أمسية "ليلة دايم السيف" الغنائية البديعة، التي احتضنها مسرح عبادي الجوهر، بمشاركة فنان العرب محمد عبده وعدد من الفنانين العرب، الذين تغنوا بقصائد الأمير خالد الفيصل، في مشهد فني يُجسّد الحب والتقدير الكبير الذي تحمله الأوساط الثقافية والفنية لشخصه وإبداعه -حفظه الله-، ما أسهم في تقديم المعرض بصورة تليق بمكانة الأمير خالد الفيصل في وجدان أبناء الوطن.
وبزيارة تشرفت بها، دخلتُ المعرض لا كزائر، بل كمن يدخل طقساً من طقوس الوجد، تحفه هالات من ضوء، وملامح من وفاء. لم يكن المكان مجرد جدران تحمل لوحات أو صوراً مؤطرة، بل بدا كأنه مرآة عملاقة عاكسة لروح رجلٍ نبيلٍ خالد لقبه (دايم السيف)، كل ركن فيه يروي قصة، وكل زاوية تختزن صدى بيتٍ شعري، أو موقفٍ ملهم، أو لحظة وعيٍ تشبه لحظات إشراق النور في ظلم الحياة.
خالد الفيصل، هذا الاسم الذي يترنم به السعوديون كما يترنمون بأسماء النجوم والواحات، لم يكن أميراً على منطقته فحسب، بل أميراً في قلوب محبيه، وسيداً في بلاط الحرف، وصوتاً متفرداً في زمنٍ كثُر فيه الصدى وقلّ فيه الأصل الذي لن يتكرر! جاءت فكرة المعرض لا لتستعرض سيرته المجيدة فحسب، بل لتخلق لحظة احتفاء وطنية وأدبية لا تتكرر، لحظة تجتمع فيها عيون الأجيال على صفحة واحدة من تاريخ رجل استثنائي.
كان المشهد أقرب إلى سيمفونية بصرية - شعرية. اللوحات التي علّقت في المعرض لم تكن تجسيداً شكلياً، بل انطلقت من عمق رؤيته الشعرية والفكرية، فبدت القصائد تتنفس على الجدران، وكأنها خرجت من دواوينها لتصافح الزوار، فكأن الشعر لم يُقرأ، بل عُرض، وكأن الذائقة البصرية تآخت مع الإحساس السمعي لتمنح الزائرين تجربة شعورية نادرة.
توزعت بين الأركان مقتنيات الأمير، وذكرياته المصورة، ومخطوطات بخط يده، ولوحاته الفنية بريشته العظيمة، في تناغم دقيق بين الزمن الشخصي والوطني. كل تفصيلة في المعرض بدت وكأنها منثورة عمداً على شكل عبارات حبّ للإنسان الذي جعل من منصبه منبراً، ومن قلمه منارة.
وكان الأنبل، والأكثر مسّاً للروح، كانت تلك الشهادات الحية من فنانين، وشعراء، ومثقفين، تحدثوا عنه لا بصيغة الماضي، بل بصيغة الامتداد، لأن خالد الفيصل ببساطة، ليس حكاية تُروى، بل حضور يُعاش.
وفي لحظة من لحظات التأمل، كانت هناك مرآة زجاجية نقشت عليها أبياته:
"أنا من هالدّيار ومن هالثّرى .. وفي عروق النخل دمي سرى"
شعرت أن الأرض تحت قدمي تهمس، وأن نخيل نجد يطرب، وأن الحروف ارتدت عباءتها الفخمة لتكون على قدر المناسبة!
"في محبة خالد الفيصل" لم يكن معرضاً فنيّاً فحسب، بل كان تجلياً لأدب الوفاء، وبوحاً جميلاً من وطنٍ لقائد عشق الأرض والناس، ونسج من عاطفته وطموحه وهويته لوحةً وطنيةً خالدة.. هو احتفال بالهوية، بالإبداع، وبالإنسان الذي لم تنسه المناصب أن يكون شاعراً، ولم تنسه القصيدة أن يكون مسؤولاً.
غادرت المعرض وأنا على يقين أن الحبّ لا يُصنع، بل يُزرع، وخالد الفيصل زرع في وجداننا شجرة من نور، لا تكفّ عن الإزهار وأكثر..

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"بيئة مكة المكرمة" تستعد لإطلاق مهرجان المانجو الرابع عشر بالقنفذة
"بيئة مكة المكرمة" تستعد لإطلاق مهرجان المانجو الرابع عشر بالقنفذة

صحيفة سبق

time٢٧-٠٤-٢٠٢٥

  • صحيفة سبق

"بيئة مكة المكرمة" تستعد لإطلاق مهرجان المانجو الرابع عشر بالقنفذة

برعاية كريمة من مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير خالد الفيصل، يستعد فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة مكة المكرمة ممثلاً بمكتب محافظة القنفذة لإطلاق مهرجان المانجو في نسخته الرابعة عشرة. ويدشن المهرجان نيابة عن سموه محافظ القنفذة محمد بن عبدالعزيز القباع يوم الأربعاء القادم الموافق 2/ 11/ 1446هــ، ويستمر لمدة ثلاثة أيام في ساحة الاحتفالات بالمركز الحضاري على الكورنيش الغربي. ويأتي هذا المهرجان لإبراز الإمكانيات الزراعية الغنية في المحافظة، التي تضم 4288 مزرعة، تحتوي على أكثر من 520 ألف شجرة مانجو، بإنتاج سنوي يصل إلى 52 ألف طن من أجود أصناف المانجو. ويهدف الحدث إلى دعم المزارعين، والترويج لمنتجاتهم المحلية، وتعزيز مكانة المحافظة كمركز زراعي وسياحي بارز. ويتخلل المهرجان فعاليات متنوعة، تشمل عروضًا لأصناف المانجو، ومنافذ بيع للأسر المنتجة، وبرامج إرشادية للمزارعين، إلى جانب فعاليات المسرح، وأنشطة مخصصة للأطفال، ومسابقات ترفيهية، تجذب الزوار من مختلف الأعمار. كما يشارك في تنظيم الحدث عدد من الجهات الحكومية والأهلية؛ ما يعكس روح التعاون المجتمعي. وفي هذا السياق أعرب المدير العام لفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة مكة المكرمة، المهندس ماجد بن عبدالله الخليف، عن فخره بتنظيم هذا المهرجان، وقال: 'مهرجان المانجو في نسخته الرابعة عشرة يُمثل منصة مثالية لدعم المزارعين، وإبراز الإمكانات الزراعية للقنفذة. ونحن ملتزمون بتعزيز التنمية الزراعية المستدامة تحت رعاية سمو أمير المنطقة، وندعو جميع الأهالي والزوار لحضور المهرجان؛ للمشاركة والاستمتاع بفعالياته المتنوعة، التي تعكس التراث الزراعي والروح المجتمعية للمحافظة؛ إذ يجمع بين الاحتفال بالإنتاج المحلي والترفيه المجتمعي".

موعد حفل محمد عبده في دار الأوبرا المصرية
موعد حفل محمد عبده في دار الأوبرا المصرية

صدى الالكترونية

time٢٧-٠٤-٢٠٢٥

  • صدى الالكترونية

موعد حفل محمد عبده في دار الأوبرا المصرية

أعلنت شركة روتانا عن موعد حفل الفنان محمد عبده المنتظر في دار الأوبرا المصرية، والذي يعد بمثابة عودة له إلى الغناء في مصر بعد غياب دام ثلاث سنوات. وشارك حساب روتانا لايف على منصة 'إكس' مجموعة من الصور من بروفات فنان العرب، مشيرًا إلى أن الحفل سيكون تحت عنوان 'ليلة الموسيقار طلال'، ويأتي وسط أجواء من الطرب والحماس. وقد أعلن الحساب عن موعد الحفل المرتقب يوم الجمعة 2 مايو 2025، في دار الأوبرا المصرية، حيث سيكون الجمهور على موعد مع سهرة فنية رائعة. وهذا الحفل يأتي بعد أن أطل محمد عبده على جمهوره في 'ليلة دايم السيف' التي أُقيمت في مدينة جدة، والتي شهدت مشاركة عدد من أبرز النجوم، من بينهم أحلام، ماجد المهندس، طلال سلامة، نواف جبرتي، آمال ماهر، وعبادي الجوهر، حيث قدموا باقة من أجمل أعمال الأمير خالد الفيصل تكريماً له. إقرأ أيضًا:

تفاصيل عودة الفنان محمد عبده لخشبة مسرح "الأوبرا المصرية" بعد غياب 6 سنوات
تفاصيل عودة الفنان محمد عبده لخشبة مسرح "الأوبرا المصرية" بعد غياب 6 سنوات

ياسمينا

time٢٥-٠٤-٢٠٢٥

  • ياسمينا

تفاصيل عودة الفنان محمد عبده لخشبة مسرح "الأوبرا المصرية" بعد غياب 6 سنوات

كشفت شركة روتانا للصوتيات والمرئيات عن استعداد الفنان محمد عبده للعودة مجددًا إلى خشبة مسرح دار الأبرا المصرية بعد غياب 6 سنوات. رغم أنه لم يتم الإعلان عن موعد حفله المرتقب إلا أن التحضيرات والبروفات تسير على قدم وساق، ومن المتوقع أن يجمع الحفل عددًا من النجوم والفنانين الآخرين تمامًا كـ حفل 'دايم السيف' الذي أقيم في جدة تكريمًا للأمير الشاعر خالد الفيصل . عودة استثنائية لدار الأوبرا المصرية سيحمل هذا الحفل المُرتقب عنوان 'ليلة الموسيقار طلال' والذي سيقدم فيها الفنان محمد عبده عددًا من أعمال الموسيقار طلال التي أحبها جمهوره من أنحاء الوطن العربي، ويعتبر هذا حدثًا استثنائيًا كونه سيعيد الفنان محمد عبده مجددًا للحفلات في مصر بعد غياب دام 3 سنوات، حيث كان آخر حفل له في عام 2022 في القاهرة. ولربما يشهد الجمهور خلال الحفل غناء الفنان محمد عبده عددًا من أغنياته الجديدة من كلمات الشاعر بدر بن عبد المحسن. ويبدو أن الفنان محمد عبده أصبح حريصًا على التواجد في حفلات تحمل قيمة فنية مميزة تمامًا كظهوره الأخير ضمن ح فلات عيد الفطر في 'ليلة دايم السيف' ويأتي ذلك بعد وعكته الصحية الأخيرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store