logo
فادي صقر: لم يعف عني أحد لكن هل يقبل ثوار سوريا بشركاء خدموا الأسد؟

فادي صقر: لم يعف عني أحد لكن هل يقبل ثوار سوريا بشركاء خدموا الأسد؟

الجزيرةمنذ يوم واحد

أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن اللجنة العليا للسلم الأهلي في سوريا تثير عاصفة من الجدل والغضب في أوساط أنصار الثورة السورية الذين يوجهون انتقادات كبيرة إلى السلطات الانتقالية بخصوص الملفات العالقة، ويتحدثون عن تواطؤ مع رموز النظام السابق على حساب العدالة المنتظرة.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن حدة الغضب الشعبي ازدادت بعد تداول أنباء عما وصف بأنه تورط اللجنة في التنسيق مع فادي صقر القيادي السابق في مليشيا "قوات الدفاع الوطني" الموالية للأسد، والذي تتهمه منظمات حقوقية بالضلوع في مجازر مروعة، أبرزها مجزرة حي التضامن في دمشق عام 2013، وحصار المناطق التي ثارت ضد نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
ووقعت مجزرة التضامن في شارع نسرين بحي التضامن في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بالعاصمة السورية دمشق في الأول من أبريل/نيسان 2013، ولم تكتشف إلا بعد نحو 9 سنوات من وقوعها حينما نشرت صحيفة غارديان البريطانية في 27 أبريل/نيسان 2022 مقطعا مصورا قالت إن مجندا في مليشيا موالية للنظام سرّبه، ويظهر إعدام مسلحين من النظام السوري 41 مدنيا، بينهم 7 نساء وعدد من الأطفال.
لكن صقر نفى مسؤوليته عن المجزرة، وقال في بيان لصحيفة نيويورك تايمز "عُينت بعد أحداث التضامن، ولم أحصل على عفو من أحد، إذا وُجد دليل ضدي فليُقدّم للقضاء، أنا مستعد للمثول أمام أي محكمة قانونية".
وفي مؤتمر صحفي عقدته اللجنة أول أمس الثلاثاء حاولت تبرير سياساتها بتأكيد ضرورة "تحقيق التوازن بين العدالة والاستقرار"، مشددة على أن "مصالحة حقيقية لن تتحقق دون إشراك شرائح من النظام السابق".
من جانبه، قال عضو لجنة السلم الأهلي حسن صوفان إن "المشاركة مع بعض رموز النظام ضرورة أمنية لمنع الانفجار"، مضيفا "نفهم ألم الناس وغضبهم، لكن مسؤوليتنا هي حماية ما تبقى من سوريا"، وذلك حسب ما أبرزته نيويورك تايمز.
وتضيف الصحيفة الأميركية أن اللجنة -التي شُكّلت بهدف رأب الصدع المجتمعي بعد نحو 14 عاما من الحرب- تسوّق لنفسها كمبادرة للتعايش وإعادة ترميم اللُّحمة الوطنية، لكن منتقديها يرون فيها أداة لتبييض صفحة الجلادين، ولا سيما بعد الإفراج المفاجئ خلال عيد الأضحى الأخير عن عشرات من عناصر النظام السابق بدعوى "عدم ثبوت تورطهم في جرائم حرب".
ونقلت الصحيفة عن الناشط رامي عبد الحق -وهو أحد الداعمين البارزين للثورة ضد نظام الأسد- قوله "ما انتظره الشعب بعد سقوط الأسد هو محاسبة المجرمين، لا منحهم الغفران المجاني".
وأضاف عبد الحق "نشعر وكأننا خُدعنا مرتين، مرة حين سفك النظام دماءنا، ومرة حين نُسيت هذه الدماء باسم السلام".
وتتابع "نيويورك تايمز" أن حقوقيين يرون أن التساهل مع من يوصفون بـ"المجرمين السابقين" يعزز ثقافة الإفلات من العقاب وينذر بتكرار الكارثة.
كما عبّر أهالي المفقودين والمعتقلين السابقين عن استيائهم، مطالبين بالكشف عن مصير أحبائهم لا "مكافأة الجلادين بالمناصب".
وبحسب الصحيفة، يقدّر عدد من خدموا في الأجهزة الأمنية والمليشيات التابعة للأسد بنحو 800 ألف شخص، مما يجعل محاكمتهم كلهم شبه مستحيلة.
وتضيف أن ذلك يطرح سؤالا جوهريا كما صاغه فادي صقر قائلا "هل يمكن لثوار الأمس أن يقبلوا بشركاء من معسكر العدو السابق؟".
وتشدد "نيويورك تايمز" على أن سوريا اليوم تقف عند مفترق حاسم، بين عدالة تعيد الكرامة للضحايا، وسلام هش قد ينفجر في أي لحظة إذا بُني على رمال النسيان بدلا من أسس المحاسبة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شواطئ اللاذقية بسوريا تنتظر عودة السياح مع دخول الصيف
شواطئ اللاذقية بسوريا تنتظر عودة السياح مع دخول الصيف

الجزيرة

timeمنذ 12 ساعات

  • الجزيرة

شواطئ اللاذقية بسوريا تنتظر عودة السياح مع دخول الصيف

اللاذقية – بدأت شواطئ مدينة اللاذقية في سوريا تستعيد جزءًا من رونقها، مع بداية الصيف، بعد سنوات من الحرب والإهمال، إذ تشهد عودة تدريجية للحياة إلى شواطئها ومقاهيها، مع انحسار القيود الأمنية التي كانت مفروضة من قبل النظام السابق. المدينة الساحلية، التي كانت لعقود مرفأً إستراتيجيًا وملاذًا سياحيًا، تشهد اليوم عودة تدريجية للحياة إلى شواطئها ومقاهيها، مع انحسار القيود الأمنية التي كانت مفروضة في السابق. ويتمتع السوريون، لأول مرة منذ أكثر من 14 عاما، بحرية الوصول إلى الشواطئ من دون حواجز أو تفتيشات، وقد بدأت المقاهي المحلية، التي دُمرت أو أُغلقت خلال الحرب، تُفتح من جديد بجهود شباب المدينة، وصارت تظهر تصاميم عصرية ومبادرات محلية تحمل آمالًا بإعادة إحياء المدينة. ويعيد زوّار من داخل سوريا، وبعض العائدين من المغتربين، اكتشاف الشواطئ التي كانت رمزًا للحياة الطبيعية قبل النزاع، فيعبّر أحمد الحمادي، وهو زائر للشاطئ الساحلي في المدينة لأول مرة منذ 15 عامًا بسبب خشيته من اعتقاله من نظام الأسد، عن فرحته لرؤية البحر، مؤكدًا أن الصيف لا يشبهه شيء. لا تطوير ويقول الحمادي في حديث للجزيرة نت: إن الشواطئ لم تشهد تطويرا في ظل نظام الأسد وإنها على حالها منذ آخر زيارة له إلى الساحل السوري، مضيفًا أن مستواها تراجع مع شواطئ متسخة ومخلّفات كثيرة. ويقول سكان من المدينة إن السياح اختفوا طيلة سنوات الحرب، لأن ثمة حالات خطف لبعضهم كما انتهت حياة آخرين من جنسيات مختلفة في المعتقلات من دون معرفة مصيرهم بعد أن فُقدوا في سجون الأسد. وتواجه اللاذقية تحديات كبيرة؛ فالبنية التحتية في بعض المناطق متهالكة، والمرافق السياحية تعاني من نقص في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه. يقول علاء الصايغ، وهو صاحب مقهى على شاطئ اللاذقية، إن معظم أصحاب المحال التجارية كانت تتبع إما لشخصيات نافذة في نظام الأسد، مثل حافظ منذر الأسد، المسؤول عن جباية الأموال، أو يتقاسم مرابحها ضباط نافذون، ومن يرفض يُغلَق محله ويُزَجّ في السجن. وأضاف في حديث للجزيرة نت أن البنية التحتية في اللاذقية وطرطوس وعلى الشواطئ متهالكة، وكان من الواجب على الدولة إنشاء مشاريع استثمارية ضخمة على الشواطئ السورية تدرّ أرباحًا وتعود كذلك بالنفع على السكان وأصحاب المشاريع التجارية. وأوضح أن الشواطئ تحتاج إلى "شاليهات" تتمتع بالخدمات والمرافق لتشجيع السياح على القدوم، لكن معظم الفنادق والشواطئ تفتقر إلى أدنى مستويات الرفاهية، ولا تخدم المدينة كواجهة للسياحة السورية التي تستقبل صيفًا ملايين الزائرين للتعرف على "عروس الساحل السوري". ورغم تعهدات المجالس المحلية بإطلاق خطط لإعادة إعمار القطاع السياحي، فإن هذه الخطط تواجه عقبات تتعلق بالتمويل والوضع الأمني غير المستقر في المناطق المحيطة. عامل اقتصادي وتعكس هذه التطورات تحولات اجتماعية وسياسية أعمق في المدينة بعد سقوط النظام السابق، وتبرز السياحة اليوم كعامل اقتصادي حيوي ورمز لاستعادة الفضاء العام. وتسعى اللاذقية، التي عُرفت بمينائها وطبيعتها الخلابة، لإعادة تعريف نفسها كوجهة تجمع السوريين من مختلف المناطق، رغم التحديات التي لا تزال قائمة. وقال أحمد الشمري، وهو سائح عربي قدم إلى اللاذقية مؤخرًا بعد دخول فصل الصيف، إنه فوجئ بالوضع المزري الذي تعيشه المدينة، مؤكدًا أنه استأجر غرفة في فندق لمدة يوم واحد مقابل 30 دولارًا، لكن الفندق كان بلا كهرباء أو أي نوع من الخدمات مشبهًا إياه بالسجن. وقال في حديث للجزيرة نت: إن الوضع الأمني يحتاج إلى ضبط أكثر من أجل تشجيع السياحة في المدينة، فالأحداث الأخيرة في الساحل أثّرت بشكل سلبي، وثمة تخوف من هجمات من قبل فلول النظام السابق تطال السياح بهدف إفشال جهود الدولة السورية في دعم السياحة. وأضاف أن الخطط التي سمع عنها من مسؤولين في إدارة اللاذقية تبشّر بالخير، وأن ثمة مشاريع تستهدف استقطاب استثمارات كبرى، وتساعد على عودة السياح العرب والأوروبيين إلى مناطق الساحل السوري.

فادي صقر: لم يعف عني أحد لكن هل يقبل ثوار سوريا بشركاء خدموا الأسد؟
فادي صقر: لم يعف عني أحد لكن هل يقبل ثوار سوريا بشركاء خدموا الأسد؟

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

فادي صقر: لم يعف عني أحد لكن هل يقبل ثوار سوريا بشركاء خدموا الأسد؟

أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن اللجنة العليا للسلم الأهلي في سوريا تثير عاصفة من الجدل والغضب في أوساط أنصار الثورة السورية الذين يوجهون انتقادات كبيرة إلى السلطات الانتقالية بخصوص الملفات العالقة، ويتحدثون عن تواطؤ مع رموز النظام السابق على حساب العدالة المنتظرة. وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن حدة الغضب الشعبي ازدادت بعد تداول أنباء عما وصف بأنه تورط اللجنة في التنسيق مع فادي صقر القيادي السابق في مليشيا "قوات الدفاع الوطني" الموالية للأسد، والذي تتهمه منظمات حقوقية بالضلوع في مجازر مروعة، أبرزها مجزرة حي التضامن في دمشق عام 2013، وحصار المناطق التي ثارت ضد نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. ووقعت مجزرة التضامن في شارع نسرين بحي التضامن في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بالعاصمة السورية دمشق في الأول من أبريل/نيسان 2013، ولم تكتشف إلا بعد نحو 9 سنوات من وقوعها حينما نشرت صحيفة غارديان البريطانية في 27 أبريل/نيسان 2022 مقطعا مصورا قالت إن مجندا في مليشيا موالية للنظام سرّبه، ويظهر إعدام مسلحين من النظام السوري 41 مدنيا، بينهم 7 نساء وعدد من الأطفال. لكن صقر نفى مسؤوليته عن المجزرة، وقال في بيان لصحيفة نيويورك تايمز "عُينت بعد أحداث التضامن، ولم أحصل على عفو من أحد، إذا وُجد دليل ضدي فليُقدّم للقضاء، أنا مستعد للمثول أمام أي محكمة قانونية". وفي مؤتمر صحفي عقدته اللجنة أول أمس الثلاثاء حاولت تبرير سياساتها بتأكيد ضرورة "تحقيق التوازن بين العدالة والاستقرار"، مشددة على أن "مصالحة حقيقية لن تتحقق دون إشراك شرائح من النظام السابق". من جانبه، قال عضو لجنة السلم الأهلي حسن صوفان إن "المشاركة مع بعض رموز النظام ضرورة أمنية لمنع الانفجار"، مضيفا "نفهم ألم الناس وغضبهم، لكن مسؤوليتنا هي حماية ما تبقى من سوريا"، وذلك حسب ما أبرزته نيويورك تايمز. وتضيف الصحيفة الأميركية أن اللجنة -التي شُكّلت بهدف رأب الصدع المجتمعي بعد نحو 14 عاما من الحرب- تسوّق لنفسها كمبادرة للتعايش وإعادة ترميم اللُّحمة الوطنية، لكن منتقديها يرون فيها أداة لتبييض صفحة الجلادين، ولا سيما بعد الإفراج المفاجئ خلال عيد الأضحى الأخير عن عشرات من عناصر النظام السابق بدعوى "عدم ثبوت تورطهم في جرائم حرب". ونقلت الصحيفة عن الناشط رامي عبد الحق -وهو أحد الداعمين البارزين للثورة ضد نظام الأسد- قوله "ما انتظره الشعب بعد سقوط الأسد هو محاسبة المجرمين، لا منحهم الغفران المجاني". وأضاف عبد الحق "نشعر وكأننا خُدعنا مرتين، مرة حين سفك النظام دماءنا، ومرة حين نُسيت هذه الدماء باسم السلام". وتتابع "نيويورك تايمز" أن حقوقيين يرون أن التساهل مع من يوصفون بـ"المجرمين السابقين" يعزز ثقافة الإفلات من العقاب وينذر بتكرار الكارثة. كما عبّر أهالي المفقودين والمعتقلين السابقين عن استيائهم، مطالبين بالكشف عن مصير أحبائهم لا "مكافأة الجلادين بالمناصب". وبحسب الصحيفة، يقدّر عدد من خدموا في الأجهزة الأمنية والمليشيات التابعة للأسد بنحو 800 ألف شخص، مما يجعل محاكمتهم كلهم شبه مستحيلة. وتضيف أن ذلك يطرح سؤالا جوهريا كما صاغه فادي صقر قائلا "هل يمكن لثوار الأمس أن يقبلوا بشركاء من معسكر العدو السابق؟". وتشدد "نيويورك تايمز" على أن سوريا اليوم تقف عند مفترق حاسم، بين عدالة تعيد الكرامة للضحايا، وسلام هش قد ينفجر في أي لحظة إذا بُني على رمال النسيان بدلا من أسس المحاسبة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store