
معهد الصحة العالمية في الجامعة الأميركية في بيروت، بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية، يعقد حوارًا إقليميًا عن النهوض بالصحة الجنسية والإنجابية لدى اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
أُطلق مشروع "سيك" بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وبدعم من مؤسسة تعزيز التعلم والبحث من أجل المساعدة الإنسانية "إلرها"، وهو مبادرة مجتمعية لتحسين الصحة الجنسية والإنجابية والرفاه لدى الفتيات والشابات اللاجئات من خلال التعليم المراعي للثقافة والقائم على الأدلة والدعم النفسي والاجتماعي الذي يقدمه مساعدون مدرَّبون من اللاجئين.
وصف رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري في كلمته الافتتاحية مسألة صحة اللاجئين بأنها من أبرز الأزمات الإنسانية في زماننا حيث تتطلب عملاً مستدامًا ومبدئيًا، مشدّدًا على كون الصحة الجنسية والإنجابية حقًا لا امتيازًا، خاصةً بالنسبة إلى الفتيات المراهقات والشابات اللواتي تعرّضن للتهجير بسبب النزاعات. وأثنى خوري على مشروع "سيك" الذي يُعدّ نموذجًا للمشاريع المؤثرة والمتأصلة في المجتمع المحلي، ودعا إلى دمج دروسه في الاستراتيجيات الوطنية والأنظمة الطويلة الأمد. كما أشاد بريادة معهد الصحة العالمية في مسألة صحة اللاجئين من خلال البحوث والشراكات الإقليمية والالتزام بالتعاون المبني على الثقة والعمل. وختم كلمته قائلاً، "علينا في الجامعة الأميركية في بيروت أن نواصل دورنا كشركاء فاعلين في صناعة مستقبل أكثر صحة وعدالة."
ثم أكّدت المديرة المشاركة لمعهد الصحة العالمية نور الأرناؤوط على أهمية هذه اللحظة إذ تمثّل أكثر من مجرّد ختام لمشروع، بل بدايةً لالتزام طويل الأمد نابع من المجتمع المحلي تجاه الصحة الشاملة ومبني على التعاون والتأثير الهادف والحرص المشترك على تحقيق الاستدامة. وتحدّثت عن مهمة معهد الصحة العالمية المتمثّلة بتحويل الأدلة إلى أفعال وتطوير الأدوات الشاملة والرقمية والمجتمعية للنهوض بالأجندة الصحية الإقليمية، مستشهدةً بمشروع "سيك" كمثال واضح عن تلك المهمة.
وقدّم مدير برنامج صحة اللاجئين والمهاجرين في معهد الصحة العالمية رواد ملاعب لمحة عامة عن مجموعة المبادرات التي أطلقها المعهد عن صحة اللاجئين، ومنها مشاريع "سجّلي" و"سيك" والجامعة المتنقلة للصحة و"مشروع استعمال الذكاء الاصطناعي والتحفيز لتحسين الصحة الإنجابية باستخدام الهاتف المحمول"، مشيرًا إلى التزام تلك المشاريع بالمبادرات العالية التأثير والقائمة على الأدلة بالشراكة مع منظّمات محلية ودولية. ثم استعرض مستشار البحوث في المعهد هادي نعال النتائج الرئيسية التي توصّل إليها مشروع "سيك" والتي عزّزت الثقة بمقدّمي خدمات الرعاية الصحية وحسّنت من رفاه الفتيات والشابات اللاجئات وطوّرت من مهارات التأقلم لديهن. وقد حافظ البرنامج على تأثيره حتى في بيئات النزاع، مما يؤكد على قدرته على توسيع نطاق العمل واستنساخ التجربة في سياقات هشّة أخرى.
تضمّن الحدث ندوتين حواريتين نظرتا في واقع وفرص النهوض بالصحة الجنسية والإنجابية لدى مجتمعات اللجوء. أشرفت المديرة المشاركة لمعهد الصحة العالمية نور الأرناؤوط، على إدارة الندوة الأولى وعنوانها "خرائط الواقع" والتي ضمّت الدكتورة كريستينا القاضي، مديرة فريق الطب النسائي في منظمة أطباء بلا حدود؛ والدكتورة ريما شعيتو، نقيبة القابلات اللبنانيات؛ ووفاء كنعان، المستشارة الأولى للرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة العامة اللبنانية. استكشف المحاورون معوّقات الوصول إلى الصحة الجنسية والإنجابية، كالوصمة والتضليل وانعدام الأمن القانوني وارتفاع الكلفة والثغرات الخدماتية، وشدّدوا على أهمية الرعاية المتكاملة ودعم ما قبل الولادة والاستثمار في أنظمة الرعاية الصحية العادلة.
وأشرفت الدكتورة تانيا بوسكي، الأستاذة المساعدة في علم النفس العيادي في الجامعة الأميركية في بيروت، على إدارة الندوة الثانية وعنوانها "من التنفيذ إلى التأثير" والتي بحثت في التصميم الفعال واستراتيجيات التوسع لمشاريع الصحة الجنسية والإنجابية المرتكزة على المجتمع المحلي مع التركيز على مشروع "سيك". ضمّت الندوة الدكتورة فيلوشني غوفندر، العالمة في منظمة الصحة العالمية؛ والدكتورة هالة يوسف، المستشارة الإقليمية للصحة الجنسية والإنجابية؛ والدكتورة غلاديس حنين، الأستاذة المشاركة في كلية رفيق الحريري للتمريض في الجامعة الأميركية في بيروت؛ ولينا صبرا، المديرة التنفيذية للجمعية اللبنانية لصحة الأسرة "سلامة".
وألقى المتحدثون الضوء على الإبداع المشترك مع مجتمعات اللاجئين، وتقديم الخدمات المراعية للثقافة، وأهمية ربط الصحة الجنسية والإنجابية بخدمات الوقاية من العنف القائم على الجندر/النوع الاجتماعي. كما دعوا إلى توفير تمويل مستدام بقيادة الحكومات وتعزيز دور المنظمات غير الحكومية المحلية كقادة مشاركين في برامج الصحة.
وكان من أبرز ما في الحدث عرض مقطع فيديو قصير عن تنفيذ مشروع "سيك"، يستعرض شهادات من الفتيات والشابات اللاجئات، إلى جانب آراء المدربين وأخصائيّي علم النفس ومنسّقي العمل الميداني.
اختُتم الحدث بدعوة لتوسيع إطار مشروع "سيك"، مع التأكيد على ضرورة دمج دروسه في الاستراتيجيات والسياسات الوطنية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 23 دقائق
- رؤيا نيوز
عندما تشرق النفس قبل الشمس
في زحمة الضوضاء، وتراكم المتاعب، وتناسل الأخبار السلبية، يصبح الحفاظ على الطاقة الإيجابية ضربًا من الخيال ، لكن الأمر ليس كذلك فالإيجابية ليست إنكارًا للواقع أو تغافلًا عن الألم، بل هي فنّ اختيار الزاوية التي ننظر من خلالها الى الحياة، وتوجيه الانتباه لما يمنحنا الدفء الداخلي لا ما يستنزفنا. الطاقة الإيجابية لا تعني أن تكون كل أيامنا مشرقة، بل أن نخبىء نورًا ضئيلًا بداخلنا، يضيء لنا الطريق في اللحظات المعتمة. إنها القدرة على التقدير، الشكر، التحمُّل، والبحث عن الدروس لا عن الندوب، وقد أثبتت دراسات علم النفس الإيجابي أن الأشخاص الذين يمتلكون رؤية متفائلة وإيجابية تجاه الحياة، يتمتعون بصحة جسدية ونفسية أفضل، وينجحون في بناء علاقات أقوى، ويتعافون من الأزمات بسرعة أكبر. لكن السؤال هو ، كيف نبني هذه الطاقة وسط عواصف الحياة؟ السر لا يكمن في الخارج، بل يبدأ من الداخل. حين نمارس الامتنان كل صباح، ونستبدل كلمة 'لماذا يحدث لي هذا؟' بـ 'ماذا يمكن أن أتعلم من هذا؟'، نكون قد أعدنا برمجة وعينا ليرى النور بدلًا من الظلام. فالأمر لا يحتاج إلى معجزة بل إلى وعي. التفكير الإيجابي لا يعني أن ننكر الألم، بل أن نمنع الألم من أن يصبح هوية، أن نقول لأنفسنا: 'أنا أتألم، لكنني لست هذا الألم.' وهنا يأتي دور التغذية العاطفية ' محيط داعم، كلمات طيبة، هوايات محبّبة، تواصل مع الذات، ووقت مخصّص للروح قبل الجسد' . وقد نندهش حين ندرك أن الطاقة الإيجابية مُعدية؛ تسرقنا من الاكتئاب، وتنقلنا من دور الضحية إلى دور القائد فابتسامة في وجه عابر، مساعدة بسيطة لشخص محتاج، أو حتى نكتة نرويها في لحظة توتر، كلها تفجّر موجات إيجابية تمتد أبعد مما نتصوّر. في نهاية اليوم، الإيجابية ليست شعارًا نعلّقه على الحائط، بل قرارًا نعيشه بتفاصيلنا الصغيرة: في كيف نبدأ صباحنا، كيف نرد على الإساءة، وكيف نربّت على أرواحنا حين تتعب لا أن ننتظر الظروف لتصبح مثالية لتمنح أنفسنا الحق في الإشراق… أنت تستحق أن تشرق، رغم كل شيء.


رؤيا نيوز
منذ 4 ساعات
- رؤيا نيوز
وفد من مؤسسة رحمة حول العالم يزور المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة 7
زار وفد من مؤسسة رحمة حول العالم، اليوم الأحد، المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة/7، وكان في استقباله قائد قوة المستشفى. واستمع الوفد إلى شرح مفصل حول آلية عمل المستشفى، والخدمات الطبية والعلاجية والإنسانية التي يقدمها، التي تعكس الاهتمام الكبير للمواطنين لتلبية احتياجاتهم وتقديم الرعاية الصحية لهم. وثمّن الوفد جهود الأردن المتواصلة، مشيدين بطواقم المستشفى على ما يبذلوه من جهود متميزة لمساعدة المرضى والمراجعين ومتلقي الخدمة الطبية للتخفيف من آلامهم ومعاناتهم. بدوره، تعامل المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة/7 منذ بدء مهمته في 20 تموز الجاري، مع 5202 حالة أجرى خلالها ما يزيد على 45 عملية جراحية كبرى وصغرى، ليصل العدد الإجمالي للمراجعين نحو (362.919) حالة مرضية منذ بدء الحرب على غزة، ويأتي ذلك ضمن جهوده المتواصلة لتخفيف معاناة الأشقاء في القطاع وتوفير الرعاية الطبية الطارئة والمستمرة لهم. يشار إلى أن مؤسسة رحمة تأسست عام 2013 في بريطانيا لمســاعدة المحـتاجين حول العـالم، وموجودة في أكثر من 16 دولة عبر أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط لمساعدة المجتمعات الفقيرة من خلال التركيز على جوانب متعددة وتوفير الإغاثة الفورية.


الغد
منذ 5 ساعات
- الغد
"الخدمات الطبية": إدخال أجهزة مراقبة متقدمة بدائرة النسائية والتوليد
استكمالاً لرؤية ورسالة الخدمات الطبية الملكية بتقديم الخدمة الطبية الحديثة والمتكاملة، تم إدخال أجهزة مراقبة مزوّدة بتقنيات متقدمة تتيح مراقبة متكاملة لصحة الأم والجنين تشمل 12 جهاز Avalon Fm30 مع محطة مراقبة مركزية، في دائرة النسائية والتوليد بمدينة الحسين الطبية. اضافة اعلان وتشمل الأجهزة الجديدة خاصية تخطيط القلب الكهربائي للأم (Maternal ECG)، إلى جانب مراقبة تشبع الأكسجين (SpO₂) وقياس ضغط الدم (NIBP)، وتخطيط قلب الجنين من خلال جهاز واحد متكامل، دون الحاجة إلى أجهزة منفصلة. ويُسهم تكامل هذه الأجهزة إلى تعزيز راحة المريضة ورفع كفاءة الفريق الطبي، خاصة خلال فترات المخاض والمتابعة الدقيقة قبل الولادة، كما يتم ربط الأجهزة الجديدة بنظام IntelliSpace Perinatal (ISP)، ما يوفّر محطة مراقبة لتوثيق ومتابعة بيانات الأم والجنين بشكل لحظي ودقيق، ليساهم في تحسين جودة الرعاية وسرعة الاستجابة للحالات الحرجة. وأكد مدير عام الخدمات الطبية الملكية العميد الطبيب سهل الحموري، أن هذا التحديث يُعد جزءًا من خطة شاملة لتحديث أقسام التوليد في الخدمات الطبية الملكية، وأن هذه الخطوة تعكس الالتزام بتقديم أفضل المعايير العالمية في هذا المجال، لتوفّر بيئة طبية آمنة، وحديثة، ومرنة تلبي احتياجات المريضات وتدعم كوادر الرعاية الصحية. وبين رئيس دائرة النسائية والتوليد العميد الطبيب رامي الشويات، أن إدخال هذه الأجهزة الحديثة ذات التقنية العالية لمراقبة الأم والجنين تساهم في تحسين الخدمة الطبية المقدمة في أقسام التوليد، كما تتيح مراقبة مزدوجة للأم والجنين بفعالية عالية، مع إمكانية حفظ البيانات، وطباعتها، ومشاركتها مع الأقسام المعنية بسرعة وكفاءة، وتخفض المخاطر المتعلقة بالأم والجنين أثناء الولادة، مشيراً إلى أن هذه الأجهزة أُدخلت للمرة الأولى في الخدمات الطبية الملكية.