
الأدميرال تنكسيري: إيران قادرة على مواجهة القوى الأجنبية
شرح الأدميرال تنكسيري شرح في مقابلة صحفية نشرت اليوم الاحد سير نشوء القوات البحرية لحرس الثورة وكيفية تطوير اسلحتها وقدراتها قائلا: في بداية الدفاع المقدس (الحرب العراقية المفروضة على ايران في الثمانينات)، بدأت العمل العسكري بتدريب على قاذفات الهاون في الدرك، ثم عملت في التعبئة، وبعدها انضممت إلى حرس الثورة في آبادان.
وأضاف: "خلال الحرب المفروضة عندما كان العدو يستهدف مدينة آبادان والموانئ، قمنا بتحويل عدد من السفن لأغراض عسكرية ووفرنا الحماية للزوارق. كما بدأنا المرحلة الأولى من عمل القوة البحرية للحرس الثوري بزورقين وخلقنا نوعاً من الأمن خلال الحرب المفروضة".
وقال الأدميرال تنكسيري: "لدينا آلاف الكيلومترات من الحدود البحرية في جنوب البلاد، ولهذا فكرنا في إنشاء وحدات بحرية واتخذنا إجراءات في هذا الصدد منذ البداية".
وأشار قائد القوات البحرية لحرس الثورة إلى وجود زوارق "جميني" النهرية كأدوات أساسية في المراحل الأولى من الحرب المفروضة، قائلاً: "زوارق جميني هي زوارق مطاطية تستخدم غالباً في الأنهار وهي معرضة للخطر جداً؛ لأنها تتكون أساساً من طبقة قماشية واحدة".
وتابع: "قطعنا عدة خطوات لتشكيل القوة البحرية؛ كانت خطوتنا الأولى تشكيل وحدات بحرية في محافظات مثل هرمزجان وبوشهر وخوزستان. ةفي عمليات 'خيبر' و'بدر' كان لدينا زوارق أولية مثل زوارق 'لافر'؛ في عملية 'خيبر' صنعنا زورق 'رجندر' الذي يبلغ ارتفاعه 50 سم فوق سطح الماء، وبعدها بدأنا صنع الزوارق السريعة".
وأشار الأدميرال تنكسيري إلى صنع هياكل الزوارق السريعة خلال الحرب المفروضة، قائلاً: "صنعنا هياكل من الألياف الزجاجية مثل 'كوثر' و'بعثت'، ثم أنشأنا وحدات بحرية ومناطق بحرية. ةفي سبتمبر 1985 عندما أصدر الإمام (ره) أمره الشهير بتشكيل القوة البحرية لحرس الثورو، شكلنا المناطق البحرية حيث تم إنشاء المنطقة 3 في خوزستان، والمنطقة 2 في بوشهر، والمنطقة 1 في مضيق هرمز؛ كما استخدمنا السفن المغتنمة لبناء السفن، وكانت أول سفينة صنعناها في هذا المجال هي سفينة 'عاشورا'".
وأضاف: " زورقا 'فجر' و'عاشورا' كانا أساس بناء سفننا؛ ثم اشترينا عدداً من السفن من شركة سويدية تسمى 'بوكامر' وثبتنا عليها أسلحة دوشكا ومدافع؛ كما أدخلنا عدداً من السفن الثقيلة للدعم مثل سفن القطر 'إيران' و'آبادان' و'دهلران'، وتم استيراد سفينتي إنزال من هولندا".
وأشار قائد القوة البحرية لحرس الثورة: "في بداية الحرب المفروضة، كانت سفننا بطول 4 إلى 6 أمتار، وسفينة عاشورا أيضاً بنفس هذا الحجم؛ واشتبكنا بهذه السفن مع نظام صدام حسين وأمريكا، وفي منطقة 'خور عبدالله' وقفنا أمام نظام صدام بسفن 'عاشورا'".
وأضاف الادميرال تنكسيري: وقفنا أمام العدو بهذا العدد القليل لمدة عام ونصف، ويجب أن نذكر الشهيد رودكي الذي كان مفكراً استراتيجياً حيث قام بتركيب مدافع 107 ملم على السفن وأسس عملية زرع الألغام. في بداية عام 1987 عندما ضرب الأمريكيون منصاتنا وسفننا ودعموا نظام صدام، دخلنا في حرب مع الأمريكيين".
وأكد: "الصفعة الأولى التي وجهناها للأمريكيين كانت من عمل الله، وكنا نحن والقوة البحرية أدوات؛ حيث أطلقنا صاروخاً تخطى ثلاث سفن وأصاب السفينة الأمريكية، وكان هذا الصارخ صاروخاً صينياً قديماً من نفس النوع الذي كان بحوزة نظام صدام".
وقال قائد القوات البحرية لحرس الثورة: "لم نكن نحن من بدأ الحرب في البحر؛ لأن معظم الإمكانيات في الخليج الفارسي تحت سيطرتنا بما في ذلك المنصات النفطية والغازية؛ لكن العدو كان هو البادئ خلال الحرب المفروضة، حيث ضرب منصات 'سروش' و'أبوذر' و'خارك' مستخدماً إمكانيات وطيارين فرنسيين".
وأضاف الادميرال تنكسيري: "في الصفعة الأولى، أطلقنا 18 صاروخاً أصاب 15 منها أهدافها. اصطدمت سفينتا 'سنگاري' و'بريجتون' بالألغام، وأخطأ الطيار العراقي باستهداف السفينة الأمريكية 'ستارك' لأنه اعتقد أنها سفينة إيرانية، وكان هذا من عمل الله. لقد حطم الله هيبة العدو الأمريكي؛ كما كان استهداف السفينة 'صموئيل بي روبرتس' من الصفعات الأخرى التي تلقاها العدو. ووجهنا ست صفعات قوية لأمريكا واستشهد عدد منا؛ بعد الدفاع المقدس أيضاً صادرنا السفن الأمريكية والبريطانية المتجاوزة؛ لذلك لم تعد للولايات المتحدة أي هيبة وقد تحطمت هذه الهيبة".
وتابع: "البلد يحتاج للدفاع في البحر إلى صواريخ وسفن ويجب أن نكون أقوياء. القيادة ترى عزتنا في قوتنا، وإذا لم نكن أقوياء سنُسحق. للتخطيط للإجراءات العسكرية، تقوم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة بالتخطيط، وتقوم قيادة عمليات خاتم الأنبياء (ص) المركزية وقيادة الحرس والجيش بتنفيذ الإجراءات المطلوبة".
وقال قائد القوة البحرية لحرس الثورة: "حصلنا على صاروخ اسمه 'FL-10' ثم صنعنا صاروخ 'ظفر' وبعده 'نصر' و'نور'، واليوم يبلغ مدى صواريخنا 2000 كم. زادت سرعة سفننا من 35 عقدة إلى 55 عقدة؛ كما كانت سرعة سفننا 'عاشورا' 35 إلى 40 عقدة، واليوم سرعة سفننا الصاروخية 'ذوالفقار' 55 عقدة؛ بعدها وبمساعدة الشركات القائمة على المعرفة، رفعنا السرعة إلى 75-90 عقدة وأكثر؛ بدأنا عملنا بسفن مثل 'جميني' واليوم وصلنا إلى زوارق سريعة بسرعة 110 عقدة".
ثم أشار الأدميرال تنكسيري إلى بناء حاملة الطائرات المسيرة 'شهيد بهمن باقري'، قائلاً: " سفينة شهيد باقري هي سفينة متعددة المهام وقاعدة بحرية؛ يمكن لهذه السفينة حمل مجموعتين من السفن الصاروخية بما يعادل 14 سفينة صاروخية؛ لذلك اليوم لدينا مجموعة قتال كاملة متمركزة في سفينة شهيد باقري".
وقال: "لقد صنعنا أنواعاً مختلفة من الصواريخ والطائرات المسيرة والغواصات، كما أن وزارة الدفاع ودعم القوات المسلحة أنتجت غواصات جيدة. ليصدق الشعب أن الله معنا، والفكر الإيراني العزيز سيقود العمل حقاً".
وتحدث قائد القوات البحرية لحرس الثورة عن السفن الجديدة للقوة، قائلاً: "لقد صنعنا سفينة أفضل من النماذج الأمريكية المماثلة، وعندما يحين الوقت، قد نكشف عنها".
وأكد الادميرال تنكسيري: "الأمريكيون الذين كانت حاملات طائراتهم تغير الحكومات يوماً ما، اليوم سفننا تأمرهم بأنه ليس لهم حق المرور في مياهنا وهذه قوة الله؛ نفس الصاروخ الذي أصاب سفينة 'سنگاري' كان علامة واضحة على قوة الله ويجب أن نشكر الله".
ثم أشار إلى خبث وأعمال العداء البريطانية ضد الشعب الإيراني على مر السنين، قائلاً: "البريطانيون ارتكبوا الكثير من الجرائم في إيران، ومن بين هذه الجرائم إغراق سفينتي 'ببر' و'پلنگ' الإيرانية؛ ولكن على الرغم من الجرائم الكثيرة التي ارتكبها البريطانيون في إيران، كان الشاه يتصالح معهم".
وقال قائد القوات البحرية لحرس الثورة: "اليوم الولايات المتحدة الأمريكية لا تملك القدرة على الاعتداء على ناقلاتنا النفطية، وإذا حدث ذلك، سنواجهها. الأمريكيون لا يستطيعون الاشتباك معنا في الخليج الفارسي؛ لأننا نملك القدرة على مواجهتهم؛ كما أن دفاعنا الجوي قوي جداً ولدينا صواريخ جيدة. في عملية 'والفجر' أيضاً كان لدينا صواريخ جيدة ووقفنا أمام هجمات العدو وحققنا نجاحات".
وقال الأدميرال تنكسيري: "شهداؤنا العظام أثبتوا شعار 'نحن قادرون'؛ واليوم إذا أردنا الحفاظ على عزتنا، يجب أن يكون لدينا قوات مسلحة قوية".
وأضاف: "في القوات البحرية لحرس الثورة، المعيشة تعني تقوية القوة البحرية، وإذا لم تكن قوياً لن تستطيع القيام بالمهام المرافقة، وإذا لم نكن أقوياء لن يكون لدينا الأمن المطلوب. يجب أن نحمي حقل 'بارس الجنوبي' النفطي والغازي بسفننا ونقف في وجه القراصنة. إذا كان لدينا قوات مسلحة وقوة بحرية قوية، يمكننا إظهار عزة الأمة في البحر".
وأضاف قائد القوات البحرية للحرس: "لأول مرة صنعنا حاملة طائرات مسيرة بمدرج طوله 180 متراً. لم يكن أحد ليصدق أننا نستطيع صنع مثل هذه السفينة".
وفي الختام، أكد الادميرال تنكسيري قائلاً: "لدينا شعب غيور وقيم"، وأضاف: "نأمل أن يبذل المسؤولون في الحكومة جهوداً لحل المشاكل الاقتصادية وإسعاد قلوب الناس".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي العام
منذ 5 أيام
- الرأي العام
قصة 'مذبحة ثانوية الكاظمية'.. عبارة على سبورة اعدمت ـ632
كشف رئيس جهاز الأمن الوطني، الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، عبد الكريم عبد فاضل 'أبو علي البصري'، اليوم الثلاثاء، عن تفاصيل مثيرة بشأن قصة 'مذبحة ثانوية الكاظمية'، مشيرا الى ان عبارة 'يسقط صدام' دفعت بـ632 شخصا الى مصير مجهول. وقال البصري في تصريح نقلته الصحيفة الرسمية ، 'بالرغم من أن (الشعبة الخامسة) في مديرية الأمن العامة كانت تتمتع بـ(قدرة مرعبة) على فرز وتنظيم المعلومات التي كانت تتجمع لديها عن حركات المعارضة والأصول الدينية والمذهبية عن الشخصيات المهمة؛ إلا أنها عجزت من الوصول إلى الطالب الذي كتب بيده شعار (يسقط صدام) على (سبورة) صف الرابع عام شعبة (دال) في ثانوية الكاظمية عام 1981، فصدرت الأوامر باعتقال جميع الطلبة في ذلك الصف، وذلك خلافاً للمبادئ الدولية والشرعية لعدالة الأحداث'. وأضاف، أنه 'ولما كانت أوامر الاعتقال أو الاغتيال تصدر من صدام مباشرة – بحسب اعترافات اللواء السابق في مديرية الأمن العامة نعمة سهيل الدليمي – فإن (مديرية أمن بغداد استخدمت بتعليمات من الدكتاتور صدام حسين نفسه)، أبشع أساليب التعذيب والإذلال خلال اعتقال وإعدام جميع الطلبة البالغ عددهم 44 مراهقاً وبريئاً، والذين كانوا بأعمار 16 عاماً فما دون، وكذلك أيضاً استخدام ذات الأساليب الإجرامية خلال اختطاف نحو (632) مواطناً من آباء وأمهات وإخوة وأخوات وأقارب الطلبة الأبرياء من شوارع مدينة الكاظمية وإعدامهم ودفنهم في مقابر جماعية'. وبصدد التذكير بضحايا النظام المباد، قال البصري 'إننا وذوي الشهداء، هذا اليوم الثلاثاء 20 أيار الجاري، نحيي ذكرى هذه المذبحة التي ارتكبها صدام وأجهزته المرعبة في 14 أيار عام 1981 والمكان ثانوية الكاظمية في بغداد التي ارتكبت فيها المجزرة والتي أزهقت فيها أرواح نحو (676) طفلاً وشاباً وشابة ورجلاً وامرأة وكبار السن'، مؤكداً 'أهمية أن تتناول الكثير من المدارس والجامعات هذا الموضوع خلال الدروس، وطباعة الكتب التي تتناول السيرة التاريخية وبموضوعية لـ(مذبحة ثانوية الكاظمية)، بعد أن استغرق الأمر نصف قرن لإحيائها، ويجب رفض أي شكل من أشكال إنكار جرائم صدام وعقارب أجهزته القمعية، والمساعدة في منع التنظيمات الإرهابية من أن تنفذ إبادة جماعية في المستقبل'. إلى ذلك، بيّنت اعترافات اللواء السابق في مديرية الأمن العامة (الشعبة الرابعة – طلبة) نعمة سهيل صالح الدليمي، التي أدلى فيها أثناء التحقيق معه عن 'نوايا كانت قائمة من جانب المجرم صدام وأجهزته القمعية لإفناء الجماعات المعارضة لنظامه البائد من خلال تهجيرهم إلى معسكرات الاعتقال ثم القضاء عليهم'. وبخصوص تفاصيل 'مجزرة ثانوية الكاظمية'، قال المجرم الدليمي: إنه 'خلال الساعات الأولى من صباح يوم الخميس 14 أيار 1981؛ قرع جرس الإنذار في مديرية أمن بغداد، وعلى الفور توجهت قوة كبيرة من ضباط ومراتب المديرية يقودها (المجرم علي عبد الله برع) مدعمة بفوج الطوارئ باتجاه (ثانوية الكاظمية للبنين)، يأتي ذلك على إثر بلاغ رسمي من قبل مدير الثانوية عن كتابة شعار (يسقط صدام) على إحدى (السبورات) في أحد صفوف الثانوية'. وأضاف أنه 'بعد وصولنا بالقوة القادمة من المديرية تم تطويق الثانوية بالكامل واقتحامها، وبعد التحري عثرنا فعلاً في صف الرابع العام شعبة (دال) على (الشعار) وبكتابة واضحة'. وأكد المجرم، أنه 'تم اعتقال جميع طلبة الصف الرابع الـ44 طالباً، وانسحبنا إلى مقر مديريتنا، وجرى فتح أبواب التحقيق على وجه السرعة وباستخدام كافة الأساليب القمعية الجسدية والنفسية بهدف انتزاع اعتراف الطلبة عن الطالب الذي قام بكتابة (الشعار)'. واعترف الدليمي، أنه 'برغم استخدامنا كل وسائل التعذيب والتدمير النفسي لم نحصل على أهدافنا بالتحقيق والوصول للطالب الذي كتب (الشعار)'. وذكر الدليمي: إن 'صدام أبدى تذمره وصبَّ جام غضبه على المحققين وضباط المديرية والقوة الأمنية المنفذة للواجب ومعاقبة ضباطها وذلك لتأخرهم في اعتقال ذوي الطلاب وأقاربهم، الأمر الذي جعل اهتمامنا يصبُّ في خانة إرضاء المجرم صدام بأي شكل من الأشكال'. وأضاف 'لذا، أعدَّت مديريتنا 'أمن بغداد' خطة لاختطاف جميع ذوي وأقارب كل طالب يتم الإخبار عنه من قبل المخبرين تنفيذاً لتعليمات المجرمين صدام حسين وعلي حسن المجيد الناصري – علي كيمياوي (مدير الأمن العام 1984 – 1987) والعمل بالسياق المعروف بتنفيذ حكم الإعدام ميدانياً بحق المعتقلين المعارضين للنظام البائد'. ولفت المجرم الدليمي في اعترافاته، إلى أن 'قرار إعدام الطلبة نفذ بتاريخ 2 آب 1981 وحسب السياقات المتبعة والمتفق عليها بين المجرمين صدام وفاضل البراك الناصري (مدير الأمن العام 1976 – 1984)، على أن يكون تنفيذ الإعدامات من قبل الضباط والمحققين مباشرة وميدانياً (دون محاكمة) ودفنهم في مقابر جماعية دون محاكمات أو اعترافات'. وبخصوص ذوي وأقارب الطلبة؛ قال الدليمي: 'لقد تم إعدامهم بالتسلل خلال ثلاث سنوات لغاية 1983، وذلك بالتسلسل الزمني، أي أنه كلما يتم اعتقال مجموعة منهم يجري تنفيذ الإعدام وحسب السياق المعمول'، مشيرا إلى أنه 'تم إخفاء رفاتهم لمدة خمسة عشر عاماً ليتم تسليمهم إلى من تبقّى من أقارب كل عائلة ضمن تعليمات صدرت في عام 1996، وذلك للتخفيف من حالة الغضب والغليان التي سادت الأوساط الاجتماعية وعوائل الشهداء في المحافظات الجنوبية'. وتناشد عوائل شهداء 'ثانوية الكاظمية' وذوو ضحايا 'المقابر الجماعية' الحكومة العراقية ومجلس النواب إلى 'تقديم ضباط الأجهزة القمعية للنظام المباد للمحاكم المختصة، ومطاردة الضباط والمحققين المسؤولين عن إعدام أبنائهم وتعذيبهم باستخدام أنواع الأساليب والضغوط النفسية لانتزاع اعترافاتهم الوهمية'، متهمين 'رأس النظام المجرم صدام بافتعال الحادثة بهدف السيطرة على مدينة الكاظمية المقدسة'. الناجي الوحيد من 'مذبحة الكاظمية' والد الشهيد (عبود عبد الوهاب حسن يعقوب)، قال إن 'مسؤولية النظام المباد في التخطيط للجريمة واضحة، فقد تسلل أحد (عقارب الأمن) إلى صف الرابع شعبة (دال) وكتب (الشعار)، مستغلاً وجود الطلبة في ساحة الثانوية عند بدء الدوام صباحاً للمشاركة في (رفع العلم) المعتاد كل خميس'، مبيناً أن 'ترتيب المذبحة بهذا الشكل كان يهدف لغرس الخوف والإرهاب بين الأوساط الاجتماعية والطلبة وزرع الفتنة على أساس طائفي في مدينة الكاظمية المقدسة'. وأشار الوالد المفجوع بنجله البريء، إلى أنه 'منذ يوم اعتقال ولدي الشهيد في أيار 1981؛ وبعد مرور 4 عقود من الزمن على إعدام الشهيد، مازلت آمل في تحقيق حلمي بإنزال القصاص العادل بحق المجرمين ضباط الأجهزة القمعية الذين اعتقلوا ولدي وكان لايزال فتى صغيراً بتهمة كتابة شعارات ضد الطاغية'. وتساءل الأب بغضب 'إذا أعدم ولدي في معسكرات الموت الصدامية بسبب شعار واحد لم يكتبه، فلماذا لم يعدم كل ضابط أو محقق أو منتسب للأجهزة القمعية ممن ارتكب جرائم القتل والتعذيب، وإنصافاً أن نتوقف دائماً عند علامات التحذير حتى لا تتحول جرائمهم إلى مزايدات سياسية لا تليق بالعراق وشعبه وحضارته وتاريخه الإسلامي'. وأضاف، أن 'صدام مجرم وإرهابي وقاتل وطائفي، ولابد من اعتبار فترة حكمه أداة لتنفيذ الإبادة الجماعية التي تعرض لها أبناء الشعب على مدى 3 عقود من الزمن، ولابد من الكشف عن مصير أبنائهم وذويهم الضحايا ومكان دفنهم، ومحاكمة الضباط والمحققين المسؤولين عن قتل أكثر من 500 ألف مواطن في معسكرات الأمن ببغداد'.


ساحة التحرير
١٨-٠٥-٢٠٢٥
- ساحة التحرير
من المقابر الجماعية إلى سبايكر: إرث صدام الدموي الذي لم يُمحَ..!
من المقابر الجماعية إلى سبايكر: إرث صدام الدموي الذي لم يُمحَ..! انتصار الماهود بعد مرور أكثر من عقدين على سقوط نظام صدام حسين، ما زال العراقيون يكتشفون فصولًا جديدة من المأساة. فمن الجنوب إلى الشمال، ومن انتفاضة 1991 إلى مجزرة سبايكر عام 2014، يتكرر المشهد ذاته: قتلٌ جماعي، إعدامات على الهوية، ومقابر جماعية تنتظر من ينصف أصحابها. المقابر الجماعية: شواهد على جريمة دولة بحسب مؤسسة الشهداء العراقية وفرق البحث الجنائي، تم اكتشاف أكثر من 300 مقبرة جماعية في العراق حتى الآن، معظمها تعود إلى حقبة حكم صدام حسين. وتضم هذه المقابر رفات عشرات الآلاف من الضحايا الذين قُتلوا في حملات مختلفة، أبرزها قمع انتفاضة شعبان 1991، وحملة الأنفال ضد الأكراد، وعمليات الإبادة ضد الكرد الفيلية، إلى جانب المعارضين السياسيين. المقابر ليست مجرد جثث، بل هي أدلة صامتة تصرخ من ظلم نظام استخدم الدولة كسلاح للإبادة. في مناطق مثل المحاويل والنجف والرمادي ودهوك، والسماوة ،تم العثور على مقابر تحتوي على رفات الآلاف من الأطفال والنساء والعجائز، وكل ما جمعهم أنهم لم يكونوا موالين للطاغية. أحد جرائمه النظام البعثي القمعي ( الأنفال وحلبجة): جريمة ضد القومية والإنسانية في أواخر الثمانينات، نفذ النظام حملة تطهير عرقي ممنهجة ضد الأكراد في شمال العراق، تُعرف بـ'الأنفال'. أكثر من 100,000 كردي تم قتلهم أو إخفاؤهم، وتم تدمير آلاف القرى. وفي مارس 1988، قصفت طائرات النظام مدينة حلبجة بالغازات السامة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 5,000 مدني في ساعات معدودة. كانت الرسالة واضحة: لا أحد فوق بطش الدولة. (الكرد الفيلية) : جريمة مزدوجة عشرات الآلاف من الكرد الفيلية، وهم شريحة كردية شيعية، تم تهجيرهم قسرًا إلى إيران، وسُحبت جنسياتهم، وصودرَت ممتلكاتهم. أما شبابهم، فقد اختفوا في زنازين الأمن العام، ولم يُعرف مصيرهم حتى اليوم، رغم اكتشاف بعض رفاتهم في مقابر جماعية جنوب بغداد. (سبايكر) : استمرار الجريمة بثوب جديد سبايكر يا وجع الجنوبيات، يا شبابا قضوا حتفهم على يد شركاء الوطن دون ذنب منهم . في يونيو 2014، وبعد سقوط الموصل، ارتكب تنظيم دا.اا عش بالتعاون مع عناصر بعثية محلية مجزرة سبايكر في تكريت. قُتل فيها أكثر من 1,700 طالب شيعي أعزل من كلية القوة الجوية، فقط لأنهم من طائفة معينة. تم تنفيذ الإعدامات الجماعية بطريقة تذكّرنا بوحشية نظام صدام، وكأن الفكر الذي زرعه لم يُقتلع بعد لم تكن جريمة سبايكر جريمة عشوائية بل كانت خطة قتل ممهنج ومدروس عن سبق الاصرار والترصد وكأنهم أرادوا إكمال ما بدأه صدام حين اقتصاد اهلهم واقرباءهم ممن شاركوا في الانتفاضة الشعبانية المباركة ضده، ستبقى جريمة سبايكر وصمة عار لن يمحوها الاغتسال في ماء زمزم ولا حج بيت الله الف مرة ولا أخذ القصاص من القتلة ، فكيف نغفر لمن اوجع قلب ام بوحيدها ، أو زوجة بعريسها، أو ابن ترك يتيما يصارع هذه الحياة وحده ، ومن قال إن العدد هو فقط 1700 فاعداد المفقودين أكثر بكثير *** ثقافة القتل على الهوية: من صدام إلى داعش كان صدام يروج في مهرجان بابل بقوله من حمورابي لصدام بابل تبعث من جديد ونحن هنا نقول من صدام لداعش الإجرام والقتل والهمجية والعنف والدموية تبعث من جديد رغم تغير الوجوه واللاعبين، فإن الجذر واحد: ثقافة الإقصاء، وشيطنة الآخر، واستخدام العنف كأداة للحكم والسيطرة. نظام صدام لم يكتفِ بإبادة خصومه، بل ترك وراءه بنية اجتماعية ونفسية وسياسية هشّة، جعلت من العراق أرضًا خصبة لتكرار المأساة وزرع أفكارا مسمومة دموية في فئات معينة لازلنا نصارع كي ننظفها ونتصالح مع ما ترتكبه من جرائم ضد الطرف الآخر وهي مهمة شاقة ومؤذية ومؤلمة لنا لكنها كالشر الذي لابد منه العدالة ليست خيارًا، بل ضرورة تاريخية. ما لم يتم توثيق كل هذه الجرائم، ومحاسبة المتورطين فيها، وتكريم الضحايا بالحقيقة والإنصاف، فإن العراق سيبقى يدور في دوامة الدم. المقابر الجماعية، سواء حفَرها البعث أو داعش، يجب أن تكون نقطة بداية لعراق جديد، لا ينسى ماضيه، لكنه لا يسمح بتكراره. 2025-05-18 The post من المقابر الجماعية إلى سبايكر: إرث صدام الدموي الذي لم يُمحَ..! first appeared on ساحة التحرير.


موقع كتابات
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- موقع كتابات
دبلوماسية القمح العراقي….التاريخ يُعيد نفسه
يُخبرنا التاريخ حقيقة مُرّة تمدّنا بكل مشاهد الكوميديا السوداء، إن النظام السابق الذي أسقطه الأمريكان لم يكن بمضمونه ومعناه، وإنما بشكله وشخوصه. بُنية النظام السياسي لازالت تحتفظ بمكوناتها الأساسية التي تستند إلى نظرية وهب خيرات العراق للجميع من خارج الحدود بدون إستثناء حتى ولو كان للطير في السماء ما دام إبن البلد لايستفيد من خيرات بلده ويتنعّم بها. يُسجل التاريخ كيف كان النظام السابق سخياً للغاية بشراء عقول الصحفيين والكُتّاب والفنانين وحتى سياسيين عرب، وتشهد كوبونات النفط على تلك الأيام حين كان الشعب العراقي يتضور من جوع الحصار الإقتصادي فيما ينثر نظامه الأوراق الخضراء على وفوده الزائرة والدول التي تتبنى مواقف العراق. وصل الحال بالنظام السابق أنه خصص مبلغ مائة مليون يورو للأمريكيين الذين يعيشون تحت وطأة الفقر، كان تبرير الحكومة آنذاك بتخصيص المبلغ لثلاثين مليون أمريكي يعيشون تحت خط الفقر ويتناولون النفايات على حد تعبيرها، في حين عاش العراقيون أصعب أيامهم في زمن الحصار حتى وصل بهم الحال إلى بيع مقتنيات منازلهم من أجل ديمومة حياتهم اليومية. كان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنّان لدى زيارته لبغداد يسكن قصور صدام ويسبح في مسابح القصر ويُشيد بأداء النظام السابق وإلتزامه تجاه القرارات الدولية، لكن ما إن يغادر العاصمة حتى تتغير لهجته داخل أروقة الأمم المتحدة، كنا نعتقد كعراقيين إن تأثير المال يفقد سطوته عند عنّان لدى مغادرته الأراضي العراقية. كل ذلك التاريخ لم يتغير في النظام السياسي بعد عام 2003، بل وإزداد الكرم الحاتمي إلى إقتطاع أجزاء من العراق ووهبها إلى دول الجوار. وكأن التاريخ يُعيد نفسه اليوم في وهب خيرات العراق من باطنه وفوق أرضه لدول قريبة وبعيدة من أجل كلمة رضى أو عيون راضية مرضية على بلد إسمه العراق. بعد أن قامت الحكومة العراقية بمنح الشعب السوري 220 ألف طن من القمح في فرصة أُعتبرت تقرباً لحكومة أحمد الشرع، تكررت محاولة العراق في منح 50 ألف طن من القمح هدية لتونس ويُقال إن المعارضة التونسية هاجمت هذه الهبة مُعتبرة أنها رشوة من أجل إقناع الرئيس قيس سعيد لحضور مؤتمر القمة العربية في بغداد المقررة في السابع عشر من الشهر الجاري، خاصة وإن الرئيس التونسي نادراً ما يُشارك في قمم دولية أو يقوم بأنشطة خارج البلاد. وبين هذا السيناريو وذاك كان العراق قد تبرع بـ 250 ألف طن من القمح إلى اليمن وكذلك إلى لبنان. بلد تتوزع خيراته على أرض المعمورة، فيما يعيش شعبه في قاع صفصف من البؤس والفقر تتلقف حياته صوراً ومشاهد تتسابق عليها الفضائيات لعوائل تبحث عن ما يُشبعها أو يسترها وسط أكوام النفايات. بلد يقطن خريجوه على أرصفة الشوارع تواجههم المياه من القوات الأمنية لمنعهم من المطالبة بحقوقهم في التعيين والعيش بكرامة في هذا البلد المنهوب. ليت كل هذه الهبات والهدايا نفعت العراق يوماً، فلازالت سياسته الخارجية في فوضى وإرتباك ولايعرف ساسته ماذا يريدون. لم يتغير من الحال شيء سوى إن دبلوماسية النفط والدولار تحولت إلى دبلوماسية الحنطة. يقول كارل ماركس 'التاريخ يُعيد نفسه في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة'. لا نضيف على مقولة ماركس بوصف أكثر من مهزلة ما يحدث في العراق الذي يضرب أبنائه كفاً بكف عن حال زمانهم الذي وصلوا إليه حين يُهددون بعقوبات أمريكية قد تُفرض عليهم وضرورة الحيطة من سنوات عِجاف قد تُفاجئهم أو قضية رواتب الموظفين المهددة بالإنقطاع ويعني ذلك الأمر أن البلد مقبل على الإفلاس، ورغم ذلك لازال العراق يهب خيراته تحت أرضه وفوقها إلى من تختاره ورقة اليانصيب بإستثناء أبناء البلد الذين تعودوا على الفقر والبؤس والحرمان. ليس خطيئة أن يساعد العراق أشقائه في أوقات الأزمات، ولا من الخطأ أن يقف العرب إلى جانب بعضهم شرط أن توفر الحكومة لشعبها كل مستلزمات العيش الكريم يمكن بعدها مساعدة الأشقاء كنوع من أنواع التضامن العربي تماماً كالمثل القائل 'ما يحتاجه البيت يُحرم على الجامع' وذلك هو أساس المأزق في العراق.