logo
تجارب شعراء من خلفيات ثقافية متنوعة .. أصوات تتجاوز الألم في كتاب "الشعر نداء للسلام" لحميد عقبي

تجارب شعراء من خلفيات ثقافية متنوعة .. أصوات تتجاوز الألم في كتاب "الشعر نداء للسلام" لحميد عقبي

يمرس٢١-٠٢-٢٠٢٥

يُعَدُّ الشعر من أبرز أشكال التعبير التي تعكس مشاعر الإنسان بكل تفاصيلها، وتتناول قضاياه الأساسية، خاصةً في أوقات الأزمات والصراعات. في هذا السياق، يأتي كتاب "الشعر نداء للسلام: دراسات لأصوات شعرية عربية" للناقد والمخرج السينمائي اليمني حميد عقبي، المقيم في فرنسا ، ليقدّم أصواتًا شعرية متنوعة تتناول موضوع السلام. يستعرض الكتاب تجارب اثني عشر شاعرًا، وهم: صبري يوسف، أحمد الفلاحي، ابتسام أبو سعدة، سمير بيّة، دورين سعد، بدر السُّويطي، مفتاح العلواني، آية الوشيش، عبد الودود سيف بن سيف، مروة أبو ضيف، سرجون فايز كرم، وفخر العزب. تأتي هذه الأصوات من خلفيات ثقافية متعددة، مما يُثري الحوار حول دور الشعر في معالجة قضايا الحرب والسلم.
يتناول عقبي في مقدمته أهمية الشعر في معالجة هذه القضايا، مشيرًا إلى الفعاليات الثقافية التي تُعقد سنويًا لتعزيز الحوار في هذا الشأن. من خلال هذا العمل، يسعى عقبي إلى تقديم رؤى جديدة حول قدرة الشعر على تجسيد الأحلام والطموحات الإنسانية في عالم مليء بالتحديات، مما يجعل هذا الكتاب خطوة مهمة نحو تعزيز الوعي الثقافي والإنساني في المجتمع العربي. يتألف الكتاب من 204 صفحات، وصدر عن دار صبري يوسف في ستوكهولم ، السويد ، في مطلع هذا العام 2025.
تجارب شعراء من ثقافات متنوعة
استعرض عقبي في كتابه تجارب شعراء مميزين، بدءًا بالأديب والتشكيلي السوري صبري يوسف، الذي يُعتبر واحدًا من الأصوات الأدبية والفنية المؤثرة في المشهد الثقافي العربي. يجمع يوسف بين موهبة الكتابة وفن الرسم، مما يُتيح له التعبير عن رؤيته للعالم من خلال عدة أبعاد فنية. يتميز بأسلوبه الشعري الذي يحمل تأملات عميقة حول الحياة والإنسان والطبيعة، حيث تعتمد نصوصه على الرمزية والتشبيهات المبتكرة، مما يعكس تجربته الشخصية كفنان يعيش في زمن الفوضى والصراعات.
السَّلامُ مطرٌ نقيٌّ
يهطلُ مِن أحضانِ السَّماءِ
نعمةً عَلى جبينِ البشرِ!
خُصوبةٌ يانعةٌ متدلِّيةٌ
مِن عُيُونِ اللَّيلِ ..
مِن نقاوةِ النَّدى!
نورٌ يزدادُ سُطُوعاً كَوَجْهِ الصَّباحِ
تظهر هذه الأبيات أسلوبًا رمزيًا قويًا، حيث يُجسّد السلام كنعمة تُهطل من السماء، مما يعكس الأمل في الخلاص. استخدام الاستعارة يعزز من شعور القارئ بجمالية السلام، في مواجهة قسوة الواقع.
أما أحمد الفلاحي، الشاعر اليمني البارز، فيُعتبر من أبرز الأصوات الشعرية المعاصرة في اليمن. وُلِد في بيئة ثقافية غنية ساهمت في تشكيل رؤيته الشعرية الفريدة. من خلال تنوع نصوصه وعمقها، يعبر الفلاحي عن القضايا الإنسانية والاجتماعية، مُبرزًا معاناة الشعب اليمني في ظل الأزمات والصراعات. يتميز أسلوبه بلغة مكثفة وصور رمزية قوية تعكس قلق الإنسان العربي في مواجهة واقعه المعقد.
"الآن وقد بدأ العام"
ألآن وقد بدأ العام،
ماذا يعني؟
الحرب ما زالت تبيض،
والأطفال يلتحفون الرَّماد،
وأسماك الزِّينة تركض في الحوض.
لا جدوى سوى الآهات
تكرّر زفراتها،
والأوطان تسكب عبراتها،
والموتى
يتوسّدون اللَّحد.
الكربون يفيض بالماء،
والبيئة تغتاظ.
تتسم هذه الأبيات بالقلق والاحتدام، حيث تعكس معاناة الشعب اليمني. الصور الشعرية المكثفة تُظهر الفوضى التي تعيشها المجتمعات، ويبرز استخدام الرموز مثل "الأطفال يلتحفون الرَّماد" عمق المأساة الإنسانية.
من جهة أخرى، تُعد ابتسام أبو سعدة، الشاعرة الفلسطينية، من الأسماء اللامعة في الساحة الأدبية العربية. وُلدت في بيئة غنية بالتاريخ والثقافة، مما شكل لها مصدر إلهام دائم في كتاباتها. تعبر قصائدها عن الآلام والتجارب الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، مستندةً إلى الذاكرة والحنين. تتميز أسلوبها الشعري بالتجديد والعمق، حيث تمتزج فيه المشاعر الخاصة بالمعاناة مع القدرة على تصوير الجمال.
أخبريه حين أموت..
أن ثمة لاجئة تعبت من الشتات وحطت على صدره
امرأة تفتش بين أغصان الأشجار العتيقة على أحرفٍ
نقشها العشق قديمًا فلم تمت.
تعبث بالأوراق اليابسة عن أثرٍ لقبلاتكما المختبئة خلف الأسوار
تخبِّئ آخر رصاصة يحملها مقاوم في صدرها.. سيُنهيها بها يومًا..
وأن ثمة موتًا يعيش في قلبي ولا يقتله..
أخبريه كم كان حزنه متورِّطًا في حزني
وكم كان وجعه متوغِّلاً في لحمي.
تتجاوز هذه الأبيات حدود الألم الشخصي لتصبح تأملًا في الهوية والحنين. تُبرز الشاعرة الصراع بين الحياة والموت، مما يُكسب النص عمقًا عاطفيًا يعكس تجارب اللاجئين.
عبد الودود سيف بن سيف، رمزٌ للشعر اليمني المعاصر، حيث تمتد تجربته لأكثر من نصف قرن، رغم قسوة الواقع والأزمات المستمرة التي تعصف باليمن. بعيدًا عن الأضواء، يجد الشاعر في منصات التواصل الاجتماعي متنفسًا لنشر قصائده، متجاوزًا بذلك غياب الدعم الإعلامي الذي يعاني منه الكثير من المبدعين.
تتسم قصائد بن سيف بتجسيد المعاناة الإنسانية تحت وطأة الحرب، حيث يعيش الشاعر في عالم يتبدل فيه ثمن الرصاص ليصبح أقل من ثمن الخبز. هذه الصورة تعكس واقعًا مأساويًا يتمثل في مفارقات الحياة والموت، حيث تتقاطع الأبعاد الإنسانية مع القسوة التي تفرضها الظروف.
تداعيات.. بدخول عمر الرَّابع والسَّبعين.
1 متعّبٌ! ودمي مطبِقٌ في خناق دمي. أحتمي بعناد الطَّلاسم؟
أم أرتمي صوب اَخر قبَّرةٍ سوف تسطعُ جاهشةً من زنادِ فمي؟
أم أؤجِّلُ هذا الدُّعاءَ وهذا الدُّعاءَ إلى حلمٍ مرجأٍ، سوف يصدحُ
ثانيةً، ربّما، من رمادِ شذى الياسمين؟
الطَّواحينُ عامرةٌ. والسَّلاطينُ إنْ كسروا أمةً؛ أسروا أمّةً.
وليكنْ! تلك أحلامهم. هم يخافون عنفَ الشّذى، ونعافُ صنوفَ
الأذى. فلماذا إذا افتتحوا قريةً قاسمونا البطولةَ؟
إنَّ الشَّجى يستجرُّ الشَّجى. والرَّمادُ إذا حاصر الجمرَ أرمدها عنوةً.
فلندع ما "لروما" لقيصرها! ولنقلْ: إنَّ بعضَ الرَّثاءِ، إذن، صالحٌ للهجاءِ.
تعبّر الأبيات عن حالة من الألم والاختناق، حيث يصف الشاعر معاناته الداخلية ويطرح أسئلة وجودية حول الهروب من الواقع. يتردد بين الأمل والإحباط، مشيرًا إلى حلم هش قد يصدح من "رمادِ شذى الياسمين". كما يتناول الظلم الاجتماعي والسياسي، متسائلًا عن الهوية والانتماء في ظل الاستبداد. في النهاية، يعكس استمرار الألم، مشيرًا إلى أن الحزن يمكن أن يحمل قيمة في التعبير الفني، مما يجسد رحلة البحث عن الأمل في سياق المعاناة.
يُعَدُّ الدكتور سرجون فائز كرم، الشاعر اللبناني، صوتًا مميزًا في عالم الشعر المعاصر. ينسج كرم قصائده بأحلام نابضة بالمحبة، متجاوزًا قسوة البعد عن الوطن. نصوصه ليست مجرد كلمات، بل لوحات حية تنبض بروح بيروت المتعبة، التي تحمل في طياتها أملًا لا ينطفئ. تتداخل مشاعر الغربة والحنين، مما يجعل من بيروت رمزًا خالدًا للحياة التي تعاند القبح والانكسار.
من خلال صور متشابكة ودلالات ساحرة، يفتح كرم نافذة على عالم شعري يمزج بين التشظي الداخلي والرغبة في السلام. تتجاوز قصائده حدود الألم لتكون دعوة للتأمل في قوة الحب والإبداع، حتى في وجه الصراعات. كل نص يُعتبر استكشافًا لذاته، حيث لا ينسى وطنه لحظة. تتكرر أسماء المدن في قصائده، مما يجعل القارئ يشعر وكأنه يعيش اللحظة بكل ما فيها من معاناة.
بيروت
الغربان تتداعى إلى الاجتماع
فتتداعى فيه.
في يدي البرهان
حين يخرج ظلّي في مظاهرة خلفي
كي يمسك يديك فوق علبة سجائري
تشعلان لينطفئ الكون
فأرى...
في بيروت
أحبّ الناس وأكره جثّة القصيدة
التي تفوح بي ومنّي،
وأصلّي أن يعود الله غدًا من حيث جاء
وثغره الباسم
وردة ملء يديه.
تتسم الأبيات بالحنين والارتباط بالوطن. استخدام الرمزية يعكس التوتر بين الجذور والغربة، ويظهر كيف يمكن للشعر أن يكون وسيلة للتعبير عن الحب والافتقاد.
تفرض الحرب نفسها كواقع مؤلم في أغلب الكتابات الإبداعية اليمنية ، مما يجعل من الصعب على المبدعين ابتكار وهم السعادة في وطن يعاني. في خضم هذه المعاناة، تبرز تجربة الشاعر فخر العزب، الذي يعبّر في قصائد عن الألم والبحث عن الأمل والسلام. تتسم نصوص العزب بالتكثيف والتشظي، مثلما يتجلى في قصيدته "التقاطات"، حيث يُستخدم "الوعل اليماني" كرمز للحوار الذاتي، مما يجسد القوة والصمود في مواجهة الخراب.
التقاطات
أخبِّئ نفسي في قرن وعلٍ يماني
هكذا أصافح التاريخ
وأصاحبه في حله وترحاله
وأكوِّن نديمه
حين يشرب النَّبيذ من أباريق الجرار.
أكوِّر نفسي في نعيق غراب
يستريح على ساحل "صيرة"
تحت عيون شمس الظهيرة
وهو يفكر كيف يقضي يومه في معية البشر
(غاق.. غاق)
وأنا بلا صدى
كاسمٍ عالقٍ في هامشٍ منسي.
تُبرز هذه الأبيات قوة الرموز، مثل "الوعل اليماني"، كوسيلة للحوار الذاتي. النص يعكس الصمود في مواجهة الأزمات، ويظهر كيف يمكن للفن أن يكون ملاذًا في أوقات الشدة.
بدر السويطي، شاعر ومترجم وروائي عربي، ينسج قصائده من عمق الأحلام، ويطلقها كزفرة تحمل آهات الحياة، لكنه يظل مبتسمًا، متمسكًا بالأمل. تتجلى في عناوين دواوينه عناصر النفي والغياب، مما يعكس حلمه بالسلام والوطن. ورغم غنى تجربته الشعرية، إلا أنها لم تحظَ بالاهتمام النقدي الكافي.
نموذج من ديوان "شوارع برائحة القهوة والمطر"
مرَّتِ الأيَّامُ بلذَّتِها ومرارتِها
بلهفةِ شاعرٍ يَترقَّبُ المَواعيدَ
يرتشفُ قهوتَهُ الصَّباحيّةِ
وينظرُ للساعةِ مُرتبكاً
قَلقٌ كعصفورٍ على غُصنٍ
يرتجفُ قلبُهُ مِنْ شدَّةِ القًلَقِ
وثرثرةِ الرِّيحِ في أكشاكِ الهواتفِ
العموميَّةِ المطليّةِ بالأحمرِ
تردِّدُ كذبةَ نيسان
لتزهر الأحلامُ في الرَّبيعِ
لقاءٌ وعناقٌ
يا إلهي لقَدْ مرَّ الزَّمنُ مِنْ هنا
حَاملاً على ظهرهِ ما تبقَّى مِنَ الزَّمنِ
كحافلاتِ " لندن" الحَمراء
تَقلُّ الرُّكَّابَ إلى وجهتهم
وتُكمِلُ مسيرَها في صخبِ المدينةِ
الَّتي كانَتْ تجلسُ بالقربِ منّي
وأنا أحاولُ حَلَّ أحيائِها المتقاطعةِ
هكذا مرَّ الزَّمنُ
في مدائنِ المطرِ والضَّبابِ
وذهبت إلى النِّسيانِ
لأكملَ سيرةَ النَّفي والغيابِ!
تُعبر هذه الأبيات عن الزمان والمكان كعوامل مؤثرة في تجربة الإنسان. الأسلوب السلس يعكس الأمل في الحياة، رغم المعاناة، مما يجعلها تعبيرًا عن البحث عن الجمال في الفوضى.
تُبرز قصائد دورين سعد الشاعرة اللبنانية عمق المعاناة الإنسانية، مسلطةً الضوء على كوارث الواقع وآلام المرأة، الضحية الكبرى للأزمات الاقتصادية والسياسية. تتجنب الهروب إلى المتخيّل، بل تسعى لجعله يعيد تشكيل الواقع، فتطرح أسئلة وجودية عميقة دون إجابات جاهزة. تعكس كتاباتها جماليات التعبير بلغة بسيطة، تلامس الجروح المؤلمة، وتجسد مشاعر معقدة تعكس حالة المرأة التي فقدت القدرة على الاستمتاع بالحياة.
لا تسألها
لا تسلْ عن حزنٍ حفر في عيني امرأةٍ
أو ابتسامةٍ غابت عن شفَتي وردةٍ
كانت تُضيء الحياة،
تلك المرأة لا تُشبه نساء الأرض.
لا تُفرحها حفلة راقصة
ولا يُغريها غنَّآء...
تُبرز هذه الأبيات الصراع الداخلي للمرأة. الأسلوب المباشر يعكس الألم والمعاناة، مما يُكسب النص طابعًا واقعيًا، ويعبر عن حالة فقدان الأمل.
كما تمثل الشاعرة الليبية آية الوشيش صوتًا شابًا يتجاوز الحدود التقليدية للشعر، مُعَبِّرةً عن واقع مجتمعها المليء بالتناقضات والصراعات. تجمع في كتاباتها بين السخرية الحادة والبوح الأنثوي الشجاع، مُسلِّطةً الضوء على تجارب ذاتية ومجتمعية في مواجهة الأزمات الكبرى مثل الحروب والفقدان.
وانتظرتُكَ
حتَّى جفَّ قلبي
وصارَ زيتونة
مجعَّدة
انتظرت المواعيد
الَّتي حلفت بابتسامتك العريضة
أنَّها حقيقيّة
خلف تكَّات السَّاعة
كان قلبي يركض كلّ ليلة
أعدُّ الثَّواني وأراقصها
وأصنع من الصَّبر حجاباً
لكنَّك لم تأتِ.
تُعبر الأبيات عن الانتظار والأمل المفقود، حيث تتداخل الصور الشعرية لتظهر التجربة الإنسانية المعقدة. الأسلوب يمزج بين السخرية والجدية، مما يجعل النص مستنيرًا بتجارب الحياة.
أسلوب أدبي متنوع
في كتابه "الشعر نداء للسلام"، يتبنى حميد عقبي أسلوبًا أدبيًا متنوعًا يجمع بين السلاسة والعمق، مما يتيح للقارئ الانغماس في عالم من المشاعر والأفكار. يتسم أسلوبه بالرمزية، حيث يستخدم الصور الشعرية لتجسيد القضايا الإنسانية المعقدة، مثل الحرب والسلام.
يمثل أسلوب عقبي في الكتابة جسرًا بين الألم والأمل، حيث يسلط الضوء على قوة الشعر كوسيلة للتعبير عن التجارب الفردية والجماعية. من خلال تناوله للوضع النفسي وتأثير البيئة، يظهر كيف يمكن للكلمة أن تكون أداة للتغيير والتواصل في عالم مضطرب. إن هذا الكتاب، بعمقه ورمزيته، يدعونا جميعًا للتفكر في دور الأدب في بناء عالم أكثر فهمًا وتسامحًا.
كما تكمن أهمية هذا الكتاب في دراسة تجارب متنوعة ونصوص جديدة تنتمي أغلبها إلى ما بعد الحداثة، حيث لا تزال دراسة مثل هذه النصوص قليلة. ومثل هذه الأعمال يصعب أن يتم تطبيق مناهج النقد القديمة أو المتداولة، فهي تتميز بالتداخل مع فنون صورية وأجناس متعددة. وكان تناول عقبي لها بعين سينمائي وفنان تشكيلي، ولم يكن تشريحًا نقديًا أكاديميًا. في تحليله للنصوص، نلمس كأنه أشبه بالدراماتورج الذي يحاول معالجة هذه النصوص مسرحيًا، أو السيناريست الذي يبحث عن المشهدية واللقطات المؤثرة التي تحمل عمقًا رمزيًا ودلاليًا وجماليات بصرية. اتبع عقبي منهج التحليل الموضوعي والنفسي، لكنه يذهب أكثر من مجرد تقديم تحليلات نقدية للدراسة الأكاديمية، كونه حاول محاورة المبدع عبر نصه وفهمه، والكشف عن نداء السلام الذي قد يأتي همسًا أو صراخًا أو مجرد حلم في هذه النصوص. كل هذه الأصوات من بلدان أصابتها الحرب والخراب ويعبث بها الموت، صورت نصوصهم لقطات من هذا الرعب المخيف والقلق النفسي وفداحة الفقد، ولكن يظل الأمل والحلم وحب الحياة والعشق للجمال رغم قسوة الواقع ورعبه.
في ختام هذا الاستعراض، يتضح أن كتاب "الشعر نداء للسلام" لحميد عقبي لا يقتصر على كونه مجرد مجموعة من النصوص الشعرية، بل هو تأمل عميق في الإنسانية وآلامها. يعكس الكتاب قضايا معقدة تتعلق بالسلام والحرب، مستندًا إلى تجارب شعراء من خلفيات متنوعة. يمثل أسلوب عقبي في الكتابة جسرًا بين الألم والأمل، حيث يسلط الضوء على قوة الشعر كوسيلة للتعبير عن التجارب الفردية والجماعية.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

محافظ الفيوم يناقش الاستعدادات لتنظيم مهرجان الفيوم السينمائي
محافظ الفيوم يناقش الاستعدادات لتنظيم مهرجان الفيوم السينمائي

الجمهورية

timeمنذ 4 أيام

  • الجمهورية

محافظ الفيوم يناقش الاستعدادات لتنظيم مهرجان الفيوم السينمائي

بهدف تطوير البيئة الثقافية، ووضع المحافظة على خريطة الإنتاج الثقافي السينمائي التي تهتم بالبيئة والفنون المعاصرة. جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقد بديوان عام محافظة الفيوم، بحضور الدكتور محمد التوني نائب المحافظ، و نرمين عامر أمين عام مهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة في دورته الثانية، والدكتور سمير شاهين نائب رئيس المهرجان، و سيد عبدالخالق مدير المهرجان، و شريف أبو هميلة مسئول التنظيم بالمهرجان، والدكتور معتز أحمد عبدالفتاح مدير عام السياحة بديوان عام محافظة الفيوم، و كامل معوض منسق عام المهرجان بالمحافظة. أشار المحافظ، خلال الاجتماع أن المحافظة مقبلة على تنظيم حدث ثقافي كبير على أرضها ممثلاً في "مهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة"، في دورته الثانية، لافتاً أن المهرجان يأتي في إطار التعاون بين محافظة الفيوم ووزارات البيئة، والسياحة والأثار، والثقافة، وجامعة الفيوم، وعدد من المؤسسات والشركات المهتمة بالثقافة والفنون، و بهدف الى جذب أهم نجوم السينما من مصر ومختلف الدول العربية والأجنبية، في إطار الترويج السياحي لمقومات المحافظة السياحية والأثرية ووضعها على خريطة السياحة العالمية. وأكد، على تحديد الخطوط الرئيسية لأجندة المهرجان، والفعاليات المصاحبة له، ومواقع تنفيذ تلك الفعاليات، وآليات استقبال الضيوف، لوضع الرؤى المشتركة بشكل واضح لتنفيذ المهرجان في دورته الثانية، بما يسهم في إظهار الفيوم بالمظهر الحضاري اللائق أمام ضيوفها الوافدين إليها من مختلف الدول العربية والأجنبية، والعمل بشكل موجه ومركز استثماراً للوقت والجهد، وتضافر الجهود وحشد كافة الإمكانيات لاستمرارية النجاح الذي تحقق بالدورة الأولى للمهرجان، هذا النجاح الذي يحتم على الجميع بذل المزيد من الجهد والاستعداد بالشكل الجيد. لافتاً، أن مهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة ، يعد أحدى الفعاليات التى تنفذها المحافظة التي تسهم فى الترويج السياحى لها، وتسلط الضوء على إمكانياتها المتعددة، بما يساعد في الحفاظ على المحميات الطبيعية والبيئية في مصر والوطن العربي، مشيراً إلى أن الفيوم تعد من المحافظات ذات الميزات النسبية، بسبب طبيعتها الخلابة وحرفها التراثية واليدوية المتنوعة، وبيئتها التى تصلح لتنفيذ مختلف الفعاليات. ومن جهته، قال مدير مهرجان الفيوم السينمائي الدولى لأفلام البيئة والفنون المعاصرة ، في دورته الثانية، إنه سيتم اختيار الأفلام التى تشارك بالمهرجان بعناية من خلال لجان تحكيم مدققة، لتحقيق الأهداف المرجوة من حفاظ على المحميات الطبيعية والبيئية في مصر والوطن العربي، وإلقاء الضوء على تلك المحميات واستخدامها كأماكن تصوير مفتوحة للسينما العالمية، فضلاً عن توعية المشاركين بخطورة الكربون وأهمية الحفاظ على البيئة والمناخ، وتوعية المجتمع بالحفاظ على المياه والطبيعة الزراعية الخلابة، وما يترتب على ذلك من أنشطة. Previous Next تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز

بين هوية الغربة واسرار الفنتازيا في الجني وران ل"حميد عقبي"
بين هوية الغربة واسرار الفنتازيا في الجني وران ل"حميد عقبي"

يمرس

timeمنذ 4 أيام

  • يمرس

بين هوية الغربة واسرار الفنتازيا في الجني وران ل"حميد عقبي"

تبدأ رواية "الجني وردان" للكاتب اليمني حميد عقبي من عنوانها الذي يحمل دلالات عميقة تتجاوز الإشارة إلى شخصية خيالية. يعبر العنوان عن التوتر بين العالمين المادي والماورائي، ويجسد الصراع الداخلي للأفراد في مواجهة قوى غير مرئية. يمثل الجني "وردان" الخيال والغرابة، بينما يرمز "يحيى" إلى الإنسان العادي الساعي لفهم ذاته ومكانه في عالم معقد. مدينة الأحساء التاريخية مسرح أحداث الرواية تقع الرواية في ثلاثة فصول، حيث يفتتح الكاتب الفصل الأول بصورة شعرية ساحرة تصف "يحيى" وهو يتأمل بوابة القيصرية في مدينة الأحساء ، المليئة بالحركة والأضواء. تعكس هذه اللحظة التوتر الجميل بين الواقع والخيال، حيث تمثل البوابة مدخلًا إلى عالم غني بالتفاصيل الحياتية، مما يظهر روح البحث عن الهوية والانتماء. يتقدم "يحيى" نحو البوابة، مما يمنحه حرية الحركة. يتأمل جمالها وكأن ضوءها الساحر يشجعه على المضي قدمًا. تبرز أوراق مكرمشة تتدحرج أمامه، داعية إياه ليتبعها إلى زقاق ضيق، مما يخلق شعورًا بالقلق والرعب. تتسارع الأحداث عندما يشعر "يحيى" بقشعريرة تدفعه، وفي تلك اللحظة يرن هاتفه ويتحدث مع حبيبته التي تعبر عن قلقها من حياته المزدحمة. تجسد هذه المحادثة الفجوة بين عالمين: عالمه المليء بالصراعات وعالمها الساعي للهدوء. في مشهد لاحق، يستقل "يحيى" تاكسي ويتحدث مع سائق إثيوبي يشارك ذكرياته عن اليمن ، معبرًا عن الحنين إلى الوطن. يثري هذا الحوار موضوعات الهوية والانتماء، ويظهر وعيًا بالتاريخ المشترك بين اليمن وإثيوبيا. عند وصوله إلى المقهى، يلتقي بشابين مبدعين يتحدثون عن مشروعهم السينمائي، مما يطرح مواضيع الإبداع والسرقة الأدبية. تتقاطع أفكارهم مع رؤى "يحيى"، مما يعكس صراع الأجيال والرؤى الفنية ويطرح تساؤلات حول حقوق المؤلف. تشكل هذه الأحداث لوحة معقدة من التجارب الإنسانية، حيث تتجلى الصراعات النفسية والاجتماعية. يعكس عقبي من خلال "يحيى" التحولات الثقافية في المجتمع السعودي، مما يمنح القارئ رؤية معمقة حول التحديات التي تواجه الأفراد. رحلة يحيى بين صراع الهوية وغموض الأحساء في الفصل الثاني، على شاطئ العقير الفارغ، حيث ينسكب ضوء القمر على البحر، تتراقص الأمواج مع ضوء القمر كأنها تحكي قصة قديمة. تداعب الأمواج القنينة الزجاجية الفارغة، في مشهد يجسد براءة الطبيعة ومرحها. يبدو أن القنينة تمثل شيئًا من الماضي، وكأنها تحاول العودة إلى عمق البحر، بعيدًا عن عالم البشر. تدخل المجموعة إلى صالة البيت، حيث يسود الضوء الثابت. "يحيى"، المحاط بأصدقائه، يتأملهم مبتسمًا وهو يستمع إلى نقاشاتهم حول اللوحات المعلقة. هنا، يظهر تأثير الفن في حياتهم، كأنه جسر يربط بين العوالم المختلفة. لكن "مواهب"، الشخصية التي تحمل هموم الجميع، تتدخل بلطف. تأخذ السيجارة من "يحيى"، وتحثه على التفكير في صحته وصحة من حوله. تعبر عن قلقها بعبارات تحمل وزنًا فلسفيًا، مما يعكس عمق شخصيتها. "يحيى"، بتقبل، يعترف بأن الدخان يضر الجميع، كأنما يشير إلى مسؤوليتهم المشتركة عن العالم الذي يعيشون فيه. تبدأ "مواهب" في استكشاف عالم "يحيى" الغامض، فتسأله عن قصة "عرس الجن". يجيب "يحيى" بحماس، مستعيدًا ذكريات طفولته، حيث اختلطت الحقيقة بالخيال. تتداخل الأصوات كأنها تعيد إحياء تلك اللحظات السحرية، ما يجعل المجموعة تتخيل الأحداث وكأنها تعيشها. تظهر شخصية "وردان"، الجني الطيب، كرمز للحوار بين العوالم. يروي "يحيى" تفاصيل علاقته بالجنية التي تشبه والدته، مما يعكس مفهوم الألفة بين الأنس والجن. يعكس هذا الحوار أيضًا رغبة البشر في فهم المجهول، في محاولة للتواصل مع ما هو غير مرئي. تدخل شخصية "حسان"، المخرج، لتطرح أسئلة تعكس قلق المجتمع من الخيال. يتحدث عن أهمية تقديم الجن بصورة إيجابية، وهو ما يعكس الصراع بين الواقع والخيال. هنا، يظهر النقد الاجتماعي من خلال تسليط الضوء على الصور النمطية التي تحيط بالجن. مواهب تعبر عن أملها في إمكانية الحوار بين الثقافات المختلفة في عالم مليء بالصراعات. يحمل حديثها طابعًا فلسفيًا، مما يضفي عمقًا على النص ويعكس تطلعات الإنسان نحو السلام والتفاهم. ومع ذلك، تظل هناك لمحات من الغموض، حيث يفاجئهم القط المفترس الذي يقف عند باب الخروج. تحمل هذه اللحظة دلالة على الخطر الكامن في كل شيء، حتى في الأوقات التي تبدو فيها الأمور طبيعية. يُشير وجود القط إلى التوتر بين العوالم، حيث يمكن أن يختبئ الخطر في تفاصيل الحياة اليومية. في مشهد آخر، يكتشف "يحيى" مائدة طعام فاخرة، مما يجسد التناقض بين الراحة الداخلية والقلق الخارجي. لكن الأحداث تتصاعد عندما يبدأ الماء في التدفق دون سبب واضح، مما يثير الرعب في قلبه. يرمز هذا التصوير إلى عدم الاستقرار الذي يعيشه، ويعكس الصراع الداخلي الذي تواجهه الشخصيات. وهكذا، يبقى "يحيى" محاصرًا بين عالمين، حيث تتداخل فيهما الحقيقة والخيال. يقدم الفصل الثاني لمحات من التعقيد البشري، ويبرز أهمية التواصل والتفاهم في عالم مليء بالغرابة. بين اسرار الفن وغموض الأرواح يبدأ الفصل الثالث والأخير بوقوف "يحيى" في وسط الصالة، متأملاً لوحاته التي تحمل دلالات عميقة. يلاحظ بقعة حمراء تتسلل برفق إلى أسفل اللوحة، مما يثير تساؤلاته حول معاني التغير والتحول. تمثل هذه البقعة بداية شيء جديد، وكأن الألوان الأخرى تستجيب لها، مما يعكس صراعًا فنيًا بين الداخل والخارج، وبين الإبداع والواقع. يسود السكون المكان، ثم يتخلله صوت الأطفال من الطابق العلوي، مما يضيف بعدًا إنسانيًا إلى مشهد التأمل. لكن المكالمة من زوجته تخرجه من هذا العالم الفني، وتعيده إلى واقع الحياة اليومية المليء بالتوترات. تعكس نبرة الغضب في صوتها قلقها من المنزل الذي يحيط به الجن والعفاريت، مما يجعل "يحيى" يشعر بالعزلة. بعد المكالمة، تأتي رسالة من "حسان" والمجموعة، وهي بمثابة دعوة للخروج إلى ساحل العقير. هنا، ينتقل "يحيى" من عالم اللوحات إلى عالم الطبيعة، حيث يعكس المشهد الخارجي جمال الغروب وسكون البحر. يمثل هذا الانتقال تحولًا من القلق إلى الهدوء، ومن العزلة إلى الجماعة، حيث يجتمع الأصدقاء في حلقة من الفرح. عندما يبدأون بالرقص والغناء، يتجلى الفرح كوسيلة للتواصل بين الشخصيات. تعكس الأغنية مشاعرهم، وتربط بينهم بشكل عميق، كأنها تفتح قنوات للحوار بين عالمهم الداخلي والعالم الخارجي. لكن الشخصية غير المرئية تظل تراقب، مما يضيف عنصر الغموض والقلق. يعكس هذا التباين بين الفرح والخوف صراعًا دائمًا بين الأنس والجن، وبين المألوف والغريب. تظهر القنينة الزجاجية التي تطفو على الموج كرمز للغموض، وتجذب انتباه الشخصيات، لكنها تظل دون اهتمام. تعكس هذه اللحظة كيف يغفل البشر عن المخاطر المحيطة بهم، رغم محاولاتهم للعيش في اللحظة. ثم تنتقل الأحداث إلى حديقة بيت "يحيى"، حيث تبدأ العناصر الغريبة في الظهور، مما يعكس تداخل العوالم. يتوقف الماء الذي يتدفق من الحنفية فجأة، كأنه تمهيد لشيء غير متوقع. يخلق هذا الريب توترًا في المشهد، ويشير إلى أن الأمور ليست كما تبدو. تبدأ المجموعة بالتحضير لتصوير فيلم "وردان"، مما يمثل خطوة نحو التعبير عن الفكرة الأساسية للحوار بين الأنس والجن. هنا، يظهر "حسان" كقائد، مما يعكس أهمية القيادة في أي مشروع جماعي. تتطور العلاقة بين "ملاك" و"داعم"، ويبدو أن الأغنية تعبر عن مشاعرهم الخفية. يعكس هذا الحوار الصامت بين عيونهما الرغبات المتدفقة، مما يجسد أملًا في التواصل الإنساني الصادق. يظل القمر شاهدًا على هذا التفاعل الإنساني، مضيفًا لمسة من السحر على ما يحدث. تعكس هذه اللحظات التوازن بين الفرح والخوف، بين الأنس والجن، مما يجعل القارئ يتساءل عن طبيعة العالم الذي تعيش فيه الشخصيات، وما إذا كان يمكن حقًا التوصل إلى تفاهم بين هذين العالمين. لكن العلاقة تواجه عقبات معقدة، حيث تتحدث "ملاك" عن المصاعب القانونية التي تمنع زواجهما، مما يعكس واقعًا اجتماعيًا معقدًا. تعبر عن قناعتها بأن الحب قادر على تجاوز هذه الحواجز، مضيفة بعدًا اجتماعيًا للنص، فالحب هنا يمثل الأمل في التغيير. سرعان ما يتبدل المشهد عندما تظهر شخصية الجني "أبو شيداك"، مما يدخل عنصر الرعب والفوضى إلى القصة. يتحول الحديث من الرومانسية إلى كابوس، ويظهر الصراع الداخلي للشخصيات في مواجهة المخاوف. هذا الانتقال يُظهر كيف تتداخل الأحلام مع الكوابيس. تزداد الفوضى عندما يحاول "أبو شيداك" السيطرة على الوضع، مما يرمز إلى التحديات الكبرى التي تواجهها الشخصيات. رغم الذعر، تتحد الشخصيات في مواجهة الخطر، مما يُظهر قوة الصداقة والتعاون. تتوالى الأحداث، وتنقل الشخصيات من مكان إلى آخر، في رحلة تعكس التغيرات الجذرية في حياتهم. تصل الرحلة إلى نقطة مثيرة عندما يجد الأبطال أنفسهم في قارب وسط البحر، بعد أن هربوا من الفوضى. هذه النقطة تمثل تحولًا جديدًا، حيث يتجاوزون الصراعات ليواجهوا المجهول. في وسط هذه الأحداث، يصبح البحر رمزًا للأمل والنجاة. وفي النهاية، يُشير الكاتب، بطل الرواية اليمني عقبي، إلى أنهم ليسوا بعيدين عن شاطئ مدينة المكلا في اليمن. هذه الإشارة تعزز الانتماء وتربط الأحداث بمكان معروف، مما يضيف عمقًا للأحداث ويعكس أهمية الهوية. رغم كل ما مروا به، يبقى الأمل في النجاة موجودًا، حيث يتجاوزون الفوضى إلى بر الأمان، في تجربة غنية تجمع بين الحب والرعب، وتترك أثرًا عميقًا في نفوس القارئ. عقبي بين الم الغربة وسحر الابداع تتألف الرواية من 85 صفحة متوسطة الطول، وتنتمي إلى أدبيات النوفيلا ما بين الأقصوصة والرواية. صدرت عن دار الدراويش للنشر والترجمة – بلوفديف – بلغاريا في مطلع هذا العام 2025. وتُعد الرواية السابعة عشرة لحميد عقبي، إلى جانب العديد من الأعمال الأدبية في السينما والمسرح والنقد الأدبي والشعر. فهو متعدد المواهب وخياله واسع، مما جعل أعماله مميزة. يتناول عقبي في "الجني وردان" مواضيع معقدة تتعلق بالهوية والانتماء، مستفيدًا من تجربته الشخصية ككاتب يعيش في الغربة منذ عام 2001 في فرنسا. هذه الخلفية تجعله أكثر قدرة على استكشاف مشاعر الاغتراب والصراع بين الثقافات، مما يضفي عمقًا على شخصياته وأحداث روايته. تنبض اللغة المستخدمة في الرواية بالحياة، حيث ينجح عقبي في خلق أجواء شعرية ترسخ في ذهن القارئ. تتنقل الأحداث بين الواقع والخيال، مما يمكّن القارئ من الاندماج في عالم مليء بالتوترات النفسية والاجتماعية. يتجلى ذلك أيضًا في شخصياته، التي تحمل في طياتها مشاعر القلق والحنين، مما يعكس تجربته الذاتية كعربي يعيش في مجتمع أجنبي. نقلا عن ليبا بيديا

صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة
صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة

يمرس

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • يمرس

صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة

صدرت عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة ثلاثة كتب جديدة للكاتب والمخرج اليمني المقيم في فرنسا حميد عقبي، تنوّعت بين الشعر والمسرح، وجاءت لتؤكد استمراره في التجريب الإبداعي والانفتاح على أشكال فنية متعددة. الكتاب الأول يحمل عنوان «ألف ليلة وليلتين – نص مفتوح»، وهو الديوان الشعري السادس لعقبي، وقد قدّم له الناقد العراقي د. سعد التميمي، الذي وصفه بقوله: «يأتي ديوان ألف ليلة وليلتين بوصفه تجربة نصية ذات خصوصية تتماهى بين الشعر والسرد، وتعيد تشكيل المونولوج الداخلي في بنية أكثر تعقيدًا وحيوية. إنه ليس مجرد نص سردي أو قصيدة نثرية طويلة، بل فضاء أدبي متعدد الطبقات، تتداخل فيه الأصوات والذكريات والهواجس الفلسفية، متجسدًا في لغة تفيض بالحلم والاغتراب والتأمل العميق في مفاهيم الوجود والفقد والموت». وأضاف التميمي أن النص ينطلق من تجربة ذاتية تتجاوز البوح التقليدي، ليتحول إلى تأملات فلسفية تتنقل بين العوالم الواقعية والمتخيلة، مشكّلًا تيار وعي ينهدم ويُعاد بناؤه عبر تدفقات حرة للأفكار والمشاعر. كما يتجاوز السرد طابعه الداخلي، ليتحول إلى حوار بين شخصيات واقعية وأسطورية، مما يخلق تشابكًا ثريًا بين الذاتي والجمعي، وبين الواقعي والمتخيل. أما الكتاب الثاني فهو نص مسرحي بعنوان «فتافيت زرقاء»، وقد صدر مع ترجمته إلى اللغة الإنجليزية التي أنجزها المترجم اليمني محمد المخلافي، وراجعها الأستاذ والمترجم الكبير البروفيسور عبدالرحمن الدربجي. وقد كتب التقديم للنص العربي الكاتب والمخرج المسرحي د. علي الشوابكة، مؤكدًا على الأبعاد الرمزية والدرامية التي ينطوي عليها النص. أما الكتاب الثالث، فهو نص مسرحي بعنوان «أنشودة الحياة»، صدر بالعربية مع ترجمته إلى الفرنسية، وقد أنجز الترجمة علاء السعيدي، المترجم والباحث التونسي. يستند هذا النص إلى قصيدة طويلة للشاعر السوري صبري يوسف، وقد اشتغل عليها عقبي دراميًا ليخلق تجربة تتقاطع فيها تقنيات المسرح مع الشعر. وتُعد هذه التجربة امتدادًا لمشروعه المسرحي الشعري الذي سبق أن قدّم فيه نصوصًا مثل «بعض اللحظات»، الذي تفاعل فيه مع شعر الشاعرة اللبنانية دورين سعد الصادر عن المجلة العربية للترجمة في لندن ، ونص «يا إلهي»، المستلهم من مقتطفات شعرية للشاعر اليمني الكبير عبدالعزيز المقالح، وقد نُشر في كتابه السابق «ثلاثة نصوص مسرحية من زمن الحرب اليمنية» الصادر عن أطياف للترجمة ولنشر بالمغرب العربي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store