
حان وقت تقليص أجانب الدوري
لا خلاف على أن الدوري السعودي لكرة القدم أصبح منارة للنجومية والإثارة، يجذب إليه أنظار العالم بفضل تعاقداته الكبرى واستقطابه لأبرز المواهب العالمية، ولكن، وبينما تستمتع الجماهير بلمحات من السحر الكروي الذي يقدمه اللاعبون الأجانب، يلوح في الأفق تساؤلٌ مقلقٌ يفرض نفسه بقوة على الساحة الرياضية السعودية: إلى متى سنظل نعتمد على "استيراد" النجوم على حساب "صناعة" الأبطال؟
من المؤكد أن أداء منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026 كان بمثابة جرس إنذار قوي، فالأخضر، الذي طالما عودنا على التواجد المباشر في المحافل العالمية، وجد نفسه هذه المرة مضطراً للذهاب إلى الملحق، ليصارع خمسة منتخبات أخرى على بطاقتين مؤهلتين، هذا الواقع المرير يستدعي وقفة جادة، ومراجعة شاملة لاستراتيجياتنا الكروية، خاصة تلك المتعلقة بمسابقة الدوري المحلي.
لا يمكننا إنكار أن كثرة اللاعبين الأجانب، وإن كانت ترفع من مستوى المنافسة الفنية في بعض جوانبها، إلا أنها تخنق فرص اللاعب السعودي الواعد، وتحجب عنه الأضواء والمشاركة المنتظمة التي يحتاجها للتطور والنضج، حين نرى تسعة أو عشرة لاعبين أجانب يشاركون في مباراة واحدة، بينما يتنافس لاعبونا المحليون على مقاعد محدودة للغاية، فإننا بذلك نقلل من قاعدة المواهب المؤهلة لتمثيل الوطن، ونحد من فرص احتكاكهم وتطوير قدراتهم على المستويات العليا.
حان الوقت لاتخاذ قرار جريء وشجاع، قرار يضع مصلحة الوطن والمنتخب فوق أي اعتبارات أخرى، يجب أن تتدخل وزارة الرياضة بشكل حاسم لتقليص عدد اللاعبين الأجانب في أندية الدوري السعودي إلى ستة لاعبين كحد أقصى لكل نادٍ، بحيث يشارك أربعة منهم فقط في التشكيلة الأساسية، ويبقى اثنان كاحتياطيين، هذا التحديد سيفتح المجال واسعاً أمام اللاعب السعودي للمشاركة بفاعلية أكبر، واكتساب الخبرة اللازمة، وصقل مهاراته بشكل مستمر.
وليس هذا فحسب، بل يجب أن نركز بشكل خاص على مركز حراسة المرمى الذي يعد نصف الفريق، فكيف يمكن للمنتخب أن يعتمد على حراس مرمى أجانب في أنديتهم طوال الموسم، ثم يتوقع من حراسنا السعوديين أن يكونوا جاهزين لمواجهة تحديات التصفيات القارية والعالمية؟ لذا، يصبح لزماً أن يكون جميع حراس المرمى في كافة الدرجات السعودية، من دوري المحترفين "روشن" وحتى الدرجات الأدنى، سعوديين بنسبة 100 %. هذا القرار سيسهم في بناء قاعدة قوية من حراس المرمى الوطنيين، تضمن للمنتخب خيارات متنوعة وكفاءات عالية على مدار الأجيال.
لا أدعي أن تقليص عدد الأجانب هو الحل الوحيد، بل هو جزء من منظومة إصلاح شاملة، فالمنتخب الوطني ليس مجرد مجموعة من اللاعبين يتم استدعاؤهم من أنديتهم قبل المباريات بأيام قليلة، دون انسجام أو رؤية مشتركة، يجب على وزارة الرياضة أن تأخذ زمام المبادرة وتنشئ منتخبات وطنية مستقلة لجميع الفئات العمرية، في جميع مدن المملكة. هذه المنتخبات يجب أن تكون كيانات قائمة بذاتها، لا تعتمد على أندية الدوري في تكوينها، بل تعمل على اكتشاف ورعاية المواهب منذ الصغر، وتطبيق برامج تدريبية متكاملة ومستمرة، تضمن بناء جيل من اللاعبين المتجانسين فنياً وتكتيكياً وروحياً.
لقد حان وقت العودة إلى الجذور، والبناء من الداخل.. فالأخضر يستحق الأفضل، والكرة السعودية لديها من الإمكانات والمواهب ما يجعلها قادرة على المنافسة بقوة على الساحة العالمية، شريطة أن نمنح أبناءنا الفرصة، ونستثمر فيهم بالشكل الذي يليق بطموحات وطننا ورؤيته الطموحة.
ولا نغفل عن أن استضافة المملكة العربية السعودية لكأس العالم 2034م تمثل خطوة محورية نحو تعزيز مكانة الرياضة السعودية عالميًا، وتُعد فرصة استراتيجية لتجهيز الأندية الوطنية لتكون رافدًا أساسيًا للمنتخب السعودي. ويأتي هذا الإنجاز انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي يقودها بعزيمة وإلهام عرّاب الرؤية، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 2 ساعات
- صحيفة سبق
الكأس الذهبية 2025: عبر بوابة ترينداد وتوباغو.. الأخضر السعودي إلى دور ربع النهائي
تأهل المنتخب السعودي الأول لكرة القدم إلى ربع نهائي بطولة كأس كونكاكاف الذهبية 2025 المُقامة في الولايات المتحدة الأمريكية، إثر تعادله أمام نظيره ترينداد وتوباغو، فجر اليوم الاثنين بنتيجة 1-1. كان ترينداد وتوباغو البادئ بالتسجيل عن طريق دانتي سيلي في الدقيقة العاشرة من عمر المباراة، ونجح فراس البريكان في إدراك التعادل للأخضر في الدقيقة 59. وبتلك النتيجة، بلغ الأخضر النقطة الرابعة، ليحتل المركز الثاني خلف المنتخب الأمريكي ويتأهل إلى ربع نهائي الكأس الذهبية 2025.


الشرق السعودية
منذ 2 ساعات
- الشرق السعودية
إنزاغي: غياب الأهداف لا يسعدني وأثق في تحقيق شيء رائع مع الهلال
أبدى سيموني إنزاغي مدرب الهلال السعودي رضاه عن التعادل أمام سالزبورغ النمساوي في كأس العالم للأندية، لكنه منزعج في الوقت ذاته من عدم هز الشباك. كانت المباراة سجالاً بين الفريقين وأهدرا العديد من الفرص، ليحقق الهلال، الذي تأثر بغياب الهداف الصربي ألكسندر ميتروفيتش للإصابة، النقطة الثانية على التوالي بعد التعادل 1-1 أمام ريال مدريد. ويتصدر الريال المجموعة بأربع نقاط من مباراتين، بفارق الأهداف عن سالزبورغ، مقابل نقطتين للهلال ورصيد بلا نقاط لباتشوكا. ولا بديل عن فوز فريق إنزاغي أمام باتشوكا في الجولة الأخيرة إذا أراد التأهل لثمن النهائي. وقال المدرب الإيطالي في مؤتمر صحفي عقب مباراته الثانية مع "الزعيم" منذ رحيله عن إنتر ميلان: "سعيد بالأداء، ولست سعيداً بعدم تسجيل أهداف، صنعنا الكثير من الفرص عبر سافيتش ومالكوم، لكن ليس بوسعي سوى شكر جميع اللاعبين على الأداء". وأضاف: "نعمل على التحسن كل مباراة واستغلال الحصص التدريبية في التطور، لم نعمل معاً سوى لأسبوع واحد، نحتاج لتطور أكبر قبل لقاء باتشوكا الحاسم". وتابع: "قبلت التحدي مع الهلال وسعيد بقراري ومقتنع بقراراتي، وأؤمن بأننا يمكننا تحقيق شيء رائع". تمبكتي مصاب؟ وعن خروج المدافع حسان تمبكتي متألماً، أوضح إنزاغي: "كان مرهقاً بعد مباراة ريال مدريد، أتمنى أن يستعيد عافيته، يجب أن ننتظر لتقييم حالته، لكن لدينا خيارات دفاعية أخرى مثل لاجامي والبليهي، كما لعب روبن نيفيز في الدفاع بنهاية المباراة". كما حذر من خطورة باتشوكا رغم خروج الفريق المكسيكي من المسابقة بعد هزيمتين، قائلاً: "تنافس بقوة أمام سالزبورغ، لم أر مباراته ضد ريال مدريد حتى الآن، لكنه يلعب بطريقة سالزبورغ ويجب أن نستعد جيداً، إنه فريق قوي وسيقاتل بشراسة في آخر مباراة له".


صحيفة سبق
منذ 3 ساعات
- صحيفة سبق
كأس العالم للأندية 2025: الهلال يتعثر بالتعادل السلبي أمام سالزبورغ النمساوي
خرج فريق الهلال السعودي الأول لكرة القدم بالتعادل السلبي أمام نظيره سالزبورغ النمساوي، في المباراة التي أُقيمت بينهما اليوم الاثنين، على ملعب أودي فيلد، ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثامنة في كأس العالم للأندية 2025. وبهذه النتيجة، أصبح رصيد الهلال نقطتين في المركز الثالث، فيما رفع سالزبورغ رصيده إلى النقطة الرابعة في المركز الثاني. ويلعب الهلال في الجولة الأخيرة ضد باتشوكا المكسيكي، بينما يلعب ريال مدريد ضد سالزبورغ.