
جامعة بيروت العربية تحتفل بتخرج الدفعة الثانية عشرة فرع طرابلس
احتفلت جامعة بيروت العربية بإطلاق الدفعة الثانية عشرة من طلاب كليات فرع طرابلس وبلغ عددهم 365 خريجاً من مرحلتي الليسانس – البكالوريوس والدراسات العليا يتوزعون على كليات إدارة الأعمال، العمارة-التصميم والبيئة العمرانية، الهندسة، العلوم والعلوم الصحية.
حضر الاحتفال النواب احمد الخير ، وليد البعريني ، اللواء اشرف ريفي ،علي درويش ،جميل عبود النواب السابقون سمير الجسر احمد فتفت ،رامي فنج، مصطفى هاشم ، مفتي طرابلس الشيخ محمد طارق إمام ،مفتي عكار زيد محمد بكار زكريا ، مطران طرابلس يوسف يوسف ممثلاً بالمونسنيور جوزيف غبش ،رئيس بلدية طرابلس عبد الحميد كريمة، رئيس مجلس أمناء وقف البر والإحسان ورئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور عمار حوري ، ، قادة عسكريون، نقباء، رؤساء جمعيات، عمداء الكليات، وحشد كبير من فعاليات الشمال السياسية والاقتصادية والنقابية والبلدية والروحية والاجتماعية وأهالي الخريجين.
بدأ الاحتفال بدخول موكب الخريجين ثم موكب رئيس الجامعة وأعضاء الهيئة الاكاديمية، النشيد الوطني اللبناني فنشيد الجامعة وتلاوة من القرآن الكريم من القارئ محمد حبلص.
قدمت الاحتفال السيدة شيرين قصاب فتوجهت بكلمة قائلةً " اليوم نقف فِي لحظةٍ تختلطُ فيها مشاعر الفرح بالفخر، ومشاعرِ الحماسةِ بالحنين، هنا تتطابق معاني الدمعة: دمعة فرح ودمعة فراق.هي لحظةٌ تطوون فيها صفحةً جميلةً من صفَحات حياتِكم، وتفْتحُون صفْحةً جديدةً مليئة بالتحدّيات والفرص".
وتميزت كلمة الخريجين هذا العام بانها كانت مزدوجة بين الطالبة فدى ايوبي من كلية الهندسة والطالب عثمان إشراقية من كلية إدارة الاعمال ،فجاء فيها : " نحن جيل لم يعرف مهداً هادئاً بل جيل ولد ولادة قيصرية في قلب وطن تمزقه الأمواج والاعاصير ، ولكن في هذه الجامعة تعلمنا ان التعليم ليس فقط درجات وعلمات بل هو نقطة تحول ، فنحن جيل الكفاءة العلمية وهذا هو الإرث الاثمن الذي غرسته جامعتنا فينا ، إن صوتنا ليس مجرد صرخة ، بل هو صوت مسلح بالعقل ، بالفكر والعلم ، بحس المبادرة والريادة ، نحن القادة القادرون على تقديم ما هو افضل للبنان".
ثم تحدث رئيس الجامعة البروفيسور وائل نبيل عبد السلام قائلاً "رغم كل التحديات، لم تتوقف عجلة الإنجازات في جامعتنا. بل على العكس، زادتنا هذه الظروف إصرارًا على المضي قدمًا. ففي طرابلس تحديدًا، شهد فرعنا هذا العام البدء في برنامج الصيدلة، وهو إنجازٌ نفخر به، ويعكس حرص الجامعة على تلبية احتياجات سوق العمل وتوفير تخصصات حيوية لأبنائنا في الشمال. كما شهدنا إعادة افتتاح برنامج هندسة الكمبيوتر، إيمانًا منا بأهمية هذا التخصص ودوره المحوري في بناء المستقبل الرقمي".
وقد كان خطيب الاحتفال المدير التنفيذي لسلسلة متاجر "موريسونز" البريطانية التي تضم سلسلة مراكز تجارية عالمية الأستاذ رامي بيتية حيث روى بكلمته قصة حياته الشخصية والمراحل والصعوبات التي مر بها ولكن إصراره على المتابعة والاستمرارية جعلت منه قصة نجاح من قصص النجاحات الريادية العالمية التي يسجلها عدد واسع من اللبنانيين في بلدان الاغتراب."
وتابع بيتية بتقديم النصائح لجيل الشباب التي تركز على أهمية الوفاء بالكلمة، التسامح، الإنصات، القدرة على الإبداع، الصبر، والاستمرارية في العمل .كما حثهم على بناء علاقات قوية مع الآخرين، والتركيز على تحقيق النجاح من خلال الاستمرار في المحاولة، حتى في مواجهة الفشل."
وفي الختام منح رئيس الجامعة الى الأستاذ رامي بيتيه درع الجامعة التذكاري عربون تقدير ووفاء، ثم وزعت الشهادات الجامعية على الخريجين والمتفوقين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 2 أيام
- ليبانون 24
جامعة بيروت العربية تحتفل بتخرج الدفعة الثانية عشرة فرع طرابلس
احتفلت جامعة بيروت العربية بإطلاق الدفعة الثانية عشرة من طلاب كليات فرع طرابلس وبلغ عددهم 365 خريجاً من مرحلتي الليسانس – البكالوريوس والدراسات العليا يتوزعون على كليات إدارة الأعمال، العمارة-التصميم والبيئة العمرانية، الهندسة، العلوم والعلوم الصحية. حضر الاحتفال النواب احمد الخير ، وليد البعريني ، اللواء اشرف ريفي ،علي درويش ،جميل عبود النواب السابقون سمير الجسر احمد فتفت ،رامي فنج، مصطفى هاشم ، مفتي طرابلس الشيخ محمد طارق إمام ،مفتي عكار زيد محمد بكار زكريا ، مطران طرابلس يوسف يوسف ممثلاً بالمونسنيور جوزيف غبش ،رئيس بلدية طرابلس عبد الحميد كريمة، رئيس مجلس أمناء وقف البر والإحسان ورئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور عمار حوري ، ، قادة عسكريون، نقباء، رؤساء جمعيات، عمداء الكليات، وحشد كبير من فعاليات الشمال السياسية والاقتصادية والنقابية والبلدية والروحية والاجتماعية وأهالي الخريجين. بدأ الاحتفال بدخول موكب الخريجين ثم موكب رئيس الجامعة وأعضاء الهيئة الاكاديمية، النشيد الوطني اللبناني فنشيد الجامعة وتلاوة من القرآن الكريم من القارئ محمد حبلص. قدمت الاحتفال السيدة شيرين قصاب فتوجهت بكلمة قائلةً " اليوم نقف فِي لحظةٍ تختلطُ فيها مشاعر الفرح بالفخر، ومشاعرِ الحماسةِ بالحنين، هنا تتطابق معاني الدمعة: دمعة فرح ودمعة فراق.هي لحظةٌ تطوون فيها صفحةً جميلةً من صفَحات حياتِكم، وتفْتحُون صفْحةً جديدةً مليئة بالتحدّيات والفرص". وتميزت كلمة الخريجين هذا العام بانها كانت مزدوجة بين الطالبة فدى ايوبي من كلية الهندسة والطالب عثمان إشراقية من كلية إدارة الاعمال ،فجاء فيها : " نحن جيل لم يعرف مهداً هادئاً بل جيل ولد ولادة قيصرية في قلب وطن تمزقه الأمواج والاعاصير ، ولكن في هذه الجامعة تعلمنا ان التعليم ليس فقط درجات وعلمات بل هو نقطة تحول ، فنحن جيل الكفاءة العلمية وهذا هو الإرث الاثمن الذي غرسته جامعتنا فينا ، إن صوتنا ليس مجرد صرخة ، بل هو صوت مسلح بالعقل ، بالفكر والعلم ، بحس المبادرة والريادة ، نحن القادة القادرون على تقديم ما هو افضل للبنان". ثم تحدث رئيس الجامعة البروفيسور وائل نبيل عبد السلام قائلاً "رغم كل التحديات، لم تتوقف عجلة الإنجازات في جامعتنا. بل على العكس، زادتنا هذه الظروف إصرارًا على المضي قدمًا. ففي طرابلس تحديدًا، شهد فرعنا هذا العام البدء في برنامج الصيدلة، وهو إنجازٌ نفخر به، ويعكس حرص الجامعة على تلبية احتياجات سوق العمل وتوفير تخصصات حيوية لأبنائنا في الشمال. كما شهدنا إعادة افتتاح برنامج هندسة الكمبيوتر، إيمانًا منا بأهمية هذا التخصص ودوره المحوري في بناء المستقبل الرقمي". وقد كان خطيب الاحتفال المدير التنفيذي لسلسلة متاجر "موريسونز" البريطانية التي تضم سلسلة مراكز تجارية عالمية الأستاذ رامي بيتية حيث روى بكلمته قصة حياته الشخصية والمراحل والصعوبات التي مر بها ولكن إصراره على المتابعة والاستمرارية جعلت منه قصة نجاح من قصص النجاحات الريادية العالمية التي يسجلها عدد واسع من اللبنانيين في بلدان الاغتراب." وتابع بيتية بتقديم النصائح لجيل الشباب التي تركز على أهمية الوفاء بالكلمة، التسامح، الإنصات، القدرة على الإبداع، الصبر، والاستمرارية في العمل .كما حثهم على بناء علاقات قوية مع الآخرين، والتركيز على تحقيق النجاح من خلال الاستمرار في المحاولة، حتى في مواجهة الفشل." وفي الختام منح رئيس الجامعة الى الأستاذ رامي بيتيه درع الجامعة التذكاري عربون تقدير ووفاء، ثم وزعت الشهادات الجامعية على الخريجين والمتفوقين.


ليبانون 24
منذ 3 أيام
- ليبانون 24
قطاع المرأة في "تيار العزم" نظم لقاء روحيا حول فضل العشر الأولى من شهر ذي الحجة
نظّم قطاع المرأة في تيار العزم لقاءً روحيًا في مقرّه بطرابلس، تحت عنوان "فضل العشر الأوائل من شهر ذي الحجة"، قدّمت خلاله جمانة البقار محاضرة تناولت فيها مكانة هذه الأيام المباركة وأعمالها المستحبّة. استهلّت البقار اللقاء بالإشارة إلى عظمة هذه الأيام، مستشهدةً بقول الله تعالى: وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ موضحةً أن المقصود بها هو العشر الأوائل من ذي الحجة، ما يدلّ على مكانتها الرفيعة في الإسلام. وأوضحت أن هذه الأيام تتضمّن يوم عرفة الذي يُعدّ من أعظم أيام السنة، ويُستحبّ صيامه لما له من فضل كبير في تكفير الذنوب. كما أشارت إلى أن هذه الأيام تشمل أداء فريضة الحج و يوم النحر في عيد الأضحى. وختمت اللقاء بتعداد الأعمال المستحبّة في هذه الأيام، ومنها: الإكثار من الصلاة على النبي، صيام الأيام التسعة الأولى وخاصة يوم عرفة، التكبير والتهليل والتحميد، قراءة القرآن الكريم ، الصدقة، صلة الرحم، وذبح الأضحية لمن استطاع. وشدّدت على أن هذه الأيام تُعدّ فرصة عظيمة للتقرّب إلى الله، وموسمًا للطاعات لا يتكرّر إلا مرة في السنة.


شبكة النبأ
٢١-٠٥-٢٠٢٥
- شبكة النبأ
التديُّن الشكليّ.. هل أصبح الأكثر شيوعاً
التديُّن الانتقائي، الذي يظهر من خلال أداء العبادات مثل الصلاة والصوم والحج، وفي الوقت نفسه، هناك إهمال لقيم أخلاقية أساسية مثل النزاهة الاجتماعية أو الأمانة في العمل. وهكذا، فإن التديُّن الانتقائي، أو ما يُعرف أحياناً بـ التديُّن الشكلي، هو ظاهرة نفسية واجتماعية تتجلى في تبني جوانب معينة من الدين... الهوية الدينية أو المذهبية غالباً ما تُختزَل في الانتماء العائلي أو الاجتماعي (مثل الانتساب إلى مذهب أو طائفة دون دراسة وفهم)، والممارسات الشكلية (أداء الصلاة، والصوم، أو اتباع العادات دون حضور القلب)، وأيضاً التمسك بالرموز الخارجية (اللباس، والشعارات، أو الخطابات). بالتالي، هذه الهوية تتبلور الى تديُّن، الذي هو نهاية المطاف، تدين ناتج عن انتماء اجتماعي - ثقافي – تقاليدي أكثر منه تديُّن عَقَدي، وهو تديُّن شكلي أكثر منه إيماني. في المقابل، هناك الانتماء الديني الحقيقي أو التديُّن الحقيقي، وهو إنتماء/تديُّن ناتج عن فَهْم الغاية من الدين، والغاية من العبادة (كالصلاة سبيلٌ لتهذيب النفس، لا مجرد حركات جسدية)، وتحويل القيم الدينية إلى سلوكيات أخلاقية (كالصدق، والعدل، والرحمة، والأمانة، والاحترام)، ثم التفكر في الآيات الكونية والقرآنية لترسيخ الإيمان وصقله والارتقاء به. وهكذا، يجب التمييز بين الدين كـ "إيمان وتديُّن حقيقي" والدين كـ "هوية اجتماعية وتديُّن شكلي"، من خلال أمثلة تاريخية ومعاصرة عن التديُّن الشكلي أو التديُّن غير الحقيقي: أمثلة تاريخية - المنافقون في عصر النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، ذكر القرآن الكريم صفاتهم: (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ)(البقرة: 9). كانوا يعلنون إيمانهم، ويشاركون المسلمين في عباداتهم، لكن قلوبهم فارغة من الإيمان، فانتقدهم القرآن الكريم لانفصالهم عن التديُّن الحقيقي أو جوهر الدين. - الخوارج في التاريخ الإسلامي، اشتهروا بالتمسك الحرفي بالنصوص والعبادات، لكنهم انحرفوا عن روح الإسلام حين سفكوا الدماء بحجة "التكفير". رُوي عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال في الخوارج: "أيها الناس إني سمعت رسول الله يقول: يخرج قوم من أمتي يقرؤن القرآن، ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرأون القرآن، يحسبون أنه لهم وهو عليهم، لا يجاوز قراءتهم تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" (بحار الأنوار: ج 33 - ص 329). أي أن الخوارج كانوا يقرأون القرآن الكريم لكن لم يصل إلى قلوبهم ليُغيّر أخلاقهم، وكانوا يصلون ويصومون لكنهم كانوا في أبعد مكان عن الدين، فكان مآلهم أن يقاتلوا علياً بن أبي طالب الذي قال فيه نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله): "هذا أول مَنْ آمن بي، وأول مَنْ يصافحني يوم القيامة، وهذا الصدّيق الأكبر، وهذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل، وهذا يعسوب المؤمنين" (*). وقال (صلى الله عليه وآله): "إن هذا أخي، ووصييّ، وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا" (**). فأي إيمان أو تدين لدى هؤلاء "المتدينين" وهو كفّروا وقاتلوا أمير المؤمنين. - تحوّل فقهاء أو علماء الدين إلى أدوات لتبرير سياسات الحكام الظالمين، متناسين وصايا وتحذيرات الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وقد قال: "ألا إن شر الشر شرار العلماء" (منية المريد: ص 137). وقال (صلى الله عليه وآله): "ويل لامتي من علماء السوء" (الكافي: ج 2 – ص 319). وعنه (صلى الله عليه وآله) لما سئل عن شر الناس، قال: "العلماء إذا فسدوا" (تحف العقول: ص 35). وقال (صلى الله عليه وآله): "سيأتي على أمّتي زمان لا يبقى من القرآن إلّا رسمه، ولا من الإسلام إلّا اسمه، يسمّون به وهم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شرّ فقهاء تحت ظلّ السماء، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود" (بحار الأنوار. ج 2 – ص 109). أيضاً، قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) عن علماء الدين المنافقين: "وإنْ حكموا أسرفوا، قد أعدوا لكل حق باطلاً، ولكل قائم مائلاً، ولكل حي قاتلاً.. يقولون فيشبهون، ويصفون فيموهون.. فهم لمة الشيطان، وحمة النيران، أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون" (نهج البلاغة). لاشك، عند هذا النوع من العلماء، الانتماء الديني أو التديُّن "الشكلي" هو مجرد غطاء لتحقيق مصالح دنيوية، ولا شأن لها بقيم الدين ولا مبادئ التديُّن الحقيقي. أمثلة معاصرة - مجتمعات تهتم بالمظهر وتغفل عن الجوهر؛ مثل التركيز على "الحجاب الشكلي" دون مراعاة أخلاقيات التعامل كمن ترتدي الحجاب وتُسيء إلى جيرانها. أو الاهتمام ببناء المساجد الفاخرة بموازة إهمال القيم الإنسانية؛ مثل نصرة المظلوم، ومساعدة الفقراء، ونشر التسامح في المجتمع، وحُسْن التعامل مع الناس، أو مسؤول "متديِّن" يزعم أنه يدافع عن الدين أو الطائفة لكنه يسرق أموال الشعب، الذي أتباع ذلك الدين أو المذهب جزء منه، أو سياسي "متديِّن" يُقسِم على الحفاظ على حقوق شعبه لكنه يخون شعبه ويبيع وطنه. - الخطاب الديني أو الطائفي المُتعصِّب الذي يكرِّس انقسام المجتمع إلى طوائف متكارهة وفئات متناحرة وجماعات متنافرة، فيصبح الانتماء الديني أو المذهبي هوية عدائية تُبرِّر الكراهية، وتكرّس الضغينة، وتقصي قيم التسامح والتعايش والتعاون، بعيداً عن قوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران: 103). مثال على ذلك، صراعات حول تفاصيل فقهية وتاريخية، بينما يتشاركون في الإهمال الأخلاقي (كترك السعي الى الإصلاح، أو السكوت عن الجور، أو عدم نصرة المظلوم، أو خذلان الفقير والمريض والمحروم، أو الكذب، أو الظلم). - التديُّن الانتقائي، الذي يظهر من خلال أداء العبادات مثل الصلاة والصوم والحج، وفي الوقت نفسه، هناك إهمال لقيم أخلاقية أساسية مثل النزاهة الاجتماعية أو الأمانة في العمل. وهكذا، فإن التديُّن الانتقائي، أو ما يُعرف أحياناً بـ التديُّن الشكلي، هو ظاهرة نفسية واجتماعية تتجلى في تبني جوانب معينة من الدين (غالباً الطقوسية أو المرئية) مع إهمال أو تجاهل القيم الأخلاقية والإنسانية الأساسية التي تشكل جوهر الدين. بالتالي، هو ممارسة الفرد أو الجماعة لبعض مظاهر التدين (كالصلاة، الصوم، الحجاب، الذهاب إلى الحج أو المسجد...) مع تجاهل أو تبرير السلوكيات غير الأخلاقية مثل الكذب، والغش، والظلم، والفساد. هذا النوع من التديُّن لا يُظهِر التزاماً متكاملاً بقيم الدين، بل يختار ما يناسبه، ويُهمّش ما يتطلب تضحية أو مراجعة للذات. - في جانب من كلمته الرمضانية السنوية، في العام الماضي 1445هـ، قال سماحة المرجع الديني السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله): "أتذكّر أنه قبل قرابة سبعين سنة كان الفساد نادراً. فمن يساوينا بالعمر، يتذكّرون ندرة وجود الفساد في ذلك الزمان بين الرجال والنساء. وعلى سبيل المثال: كان الطلاق في ذلك الزمان لا يقع إلاّ بالقليل والقليل، وكان مذموماً. وكذلك كان زواج الشباب والشابات في تلك الحقبة الماضية لا يواجه ما يواجهه اليوم من مشاكل وصعوبات، وكان الطلاق في كل شهر لا يتجاوز ثلاث حالات في كل محافظة كربلاء المقدّسة وحواليها وأطرافها، لكن إحصائيات الطلاق اليوم فاقت حدّ حتى التصوّر واتّسعت دائرته بشكل رهيب، فالكثير من حالات الطلاق تقع اليوم في أيّام الخطوبة والعقد بل وحتى في مراسيم إجراء عقد الزواج!" وأضاف سماحته: "الإحصائيات الكثيرة لعمليات الخطف والقتل والانتحار وتعاطي المخدرات والسرقات والرشاوى ازدادت في المجتمعات البشرية. وخلال ثلاثين سنة من وجودي في مدينة كربلاء المقدّسة لا أتذكّر وقوع حالة واحدة من الانتحار، ولكن نسمع في مجتمع اليوم دائماً انتحار فلان الشخص وآخر وآخر، ويخلقون بانتحارهم ويسبّبون تبعات مؤلمة لوالديهم أو لنسائهم أو لأبنائهم أو لأزواجهم ويتأثّروا به". والعراق من أبرز الأمثلة على التديُّن الشكلي. رغم أنه هذا البلد هو الأكثر بعدد العطل والمناسبات والفعاليات الدينية، على مستوى العالم، إلا أنه وبحسب المنظمات الدولية يحتل الصدارة في قائمة الفساد على مستوى العالم، فيما الفشل يدب في مفاصل الحكومة وعموم الحياة السياسية. بالإضافة الى الفساد في المجتمع من خلال الغش في بيع الأدوية والرشوة واختلاس المال العام، وصولاً إلى المحسوبية والتمييز في التعاملات الحكومية، على سبيل المثال. أيضاً تزايد خطير في تعاطي المخدرات، وارتفاع نسب انتحار الشباب. وبناءً على آخر تقرير لـ "منظمة الشفافية الدولية" عن مؤشر مدركات الفساد (CPI) لعام 2023، (على مقياس من "0 - شديد الفساد" إلى "100 - خالٍ من الفساد") كان الترتيب العالمي لـ: العراق (154 من 180 دولة)، لبنان (149 من 180 دولة)، مصر (130 من 180 دولة)، إيران (141 من 180 دولة)، وتركيا (101 من 180 دولة)، على سبيل المثال. بالتالي، فإن هذه الدول الخمس تعاني من مستويات فساد مرتفعة نسبياً، مع تفاوت في الأسباب، رغم وجود الحالة الدينية واضحة في مجتمعات هذه الدول. في الوقت أن لبنان والعراق من بين الأسوأ في المنطقة العربية، وفقاً لـ مؤشر مدركات الفساد (CPI). كيف يصبح التدين شكلياً؟ فَهْمُ الدين بمعزل عن العقل ما هو إلا تشويه للدين وانحراف في التدين، يقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): "مَنْ لا عقل له لا دين له." وهكذا، حين يغيب العقل فإن العبادات والطقوس الدينية تصبح جوفاء، ويصبح التدين مجرد ممارسات شكلية لا تؤثر في السلوك، ولا تضبط الجوارح. فترى الشخص يُصلي ويصوم ويحج ويدعو الناس الى الورع والفضيلة، لكنه يكذب، ويغش، ويظلم، ويرتكب الفساد، وأيضاً يخون شعبه ويخذل بلده. أيضاً، يصبح التديُّن شكلياً أو مزيَّفاً، عندما يتحول إلى مجرد عادات أو تقاليد اجتماعية؛ مثل توارث الأفكار دون بحث أو اقتناع. ويصبح التديُّن شكلياً، عندما يُستخدم لأغراض سياسية؛ كأن ترفع جماعة شعارات دينية للوصول إلى السلطة. كما، يصبح التديُّن شكلياً، عندما يفتقد المراجعة النقدية، ويتحول الى إنسياق بلا حجة وانقياد بلا بيّنة. يُروى أن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) قد وجَّه عتاباً أو نقداً أو توبيخاً لجماعة من شيعته حضروا عنده بأجسادهم دون عقولهم وقلوبهم، فكانوا ساهين ولاهين وغافلين عن إدراك ما كان يقوله (عليه السلام)، وهو ما أغاظ الإمام، حتى أطرق ملياً، ثم رفع رأسه، وقال لهم كلاماً؛ دعاهم فيه الى التمسك بطاعة الله سبحانه، ثم وعظهم ليستردوا عقولهم، ويعودوا الى الإيمان الحقيقي والتديُّن الواعي، ومما قاله (عليه السلام): "إن كلامي لو وقع طرف منه في قلب أحدكم لصار ميتاً. ألا يا أشباحاً بلا أرواح، وذباباً بلا مصباح، كأنكم خشب مسندة وأصنام مريدة" (تحف العقول: ص 291). إن نَقْدَ أو توبيخ الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) لجماعة من شيعته أو لمجتمعات الدينية غير ملتزمة بقيم الدين وروح الإسلام، هذا النقد أو التوبيخ إنما هو تذكير بأن الإيمان/التديُّن ليس هوية تُورَّث أو شكلاً يُقلَّد، بل حركة وعي تُحيي القلب وترتقي بالسلوك الإيماني؛ قولاً وعملاً. فكما أن الشجرة الميتة -وإنْ كانت ضخمة- لا تُثمِر، فإن الانتماء بلا وعي داخلي يصبح فكرة فارغة أو حركة خاوية، كما أن التديُّن بلا فهم لجوهر الدين يصبح بلا مضمون. يقول المرجع الديني المجدد السيد محمد الحسيني الشيرازي (قده): "صحة المبادئ شيء، وتطبيق تلك المبادئ على الواقع شيء آخر، وإذا لم يطبّق الإنسان أعماله على تلك المبادئ الصحيحة، عاش حالة الدروشة." ويقول: "لا الدين وحده، ولا الأخلاق وحدها، بل دين وأخلاق. وهكذا؛ فمَنْ لا فضيلة له، لا دين له، وإنْ صلّى وصام وزكّى وحج، ومَنْ لا دين له، لا فضيلة له، وإنْ جاد وأعطى، وواسى ووفى." بهذا النص، الإمام الشيرازي الراحل يعيد يؤكد أن التديُّن الحقيقي وحدة عضوية بين الإيمان والعمل، وبين الاعتقاد والسلوك، ويحذّر (قده) من اختزال الدين في طقوس أو مظاهر تفتقر إلى العمق الأخلاقي. وهو بذلك يتماهى مع الرؤية القرآنية التي تُعلي من شأن التقوى كمرادف للعمل الصالح؛ (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ...)(البقرة: 177)، وأيضاً قوله سبحانه: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)(البيّنة: 5). في السياق، قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): "كم من صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع، وكم من قائمٍ ليس له من قيامه إلا السهر والعناء" (غرر الحكم: ص 4763). وقال (عليه السلام): "إنَّ لأهل الدين علامات يُعرفون بها: صدق الحديث، وأداء الأمانة، والوفاء بالعهد، وصلة الأرحام، ورحمة الضعفاء، وقلة المؤاتاة للنساء، وبذل المعروف، وحسن الخلق، واتباع العلم، وما يقرّب إلى زلفى" (نهج البلاغة – الخطبة رقم 193). إن التديُّن الشكلي ليس جديداً، لكن تحوله إلى ظاهرة أو يصبح التديُّن الأكثر شيوعاً، يعكس أزمة في الفهم الصحيح للدين وتشوّه في التدين، في الوقت أنه يدل على أزمة في التديُّن الحقيقي، وهذه أزمة بالغة الخطورة، وإن هذه الخطورة لن تقف عند حد بل تشتد تداعياتها وتأثيراتها بمرور الأيام. وهكذا، فإن العلاج يبدأ بإعادة تعريف "التديُّن الحقيقي" كوحدة لا انفصام فيها بين العبادة والأخلاق، وبين القول والعمل، فإنما روح العبادة هي مكارم الأخلاق، وإن من التديُّن الحقيقي "احترام الذات"، يقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): "مَنْ كَرُمت عليه نفسه لم يهنها بالمعصية" (غرر الحكم: ص 8730)، كما أن من التديُّن الحقيقي "حُسْن السلوك" مع الأسرة والأهل والجيران والأصدقاء والمجتمع، بل مع الجميع، يقول الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): "ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال: وقورٌ في الهزاهز، صبورٌ عند البلاء، شكورٌ عند الرخاء، قانعٌ بما رزقه الله، لا يظلم الأعداء، ولا يتحامل للأصدقاء، بدنه منه في نَصَب، والناس منه في راحة، وإن العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والصبر أمير جنوده، والرفق أخوه، واللين والده" (الخصال: ص 406). وإن التديُّن الحقيقي هو الذي وصفه الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) حيث قال: "المؤمن مَنْ طاب كسبه، وحسنت خليقته، وصحَّت سريرته، وأنفق الفضل مِنْ ماله، وأمسك الفضل مِنْ قوله، وكفى الناس شره، وأنصف الناس مِنْ نفسه" (الكافي: ج 2 - ص 235). إذن؛ أين غالبية الناس مِنْ هذه الصفات؟! أو أين غالبية الناس مِْن بعض هذه الصفات؟!!! ..................................... (*) أخرجه الطبراني في الكبير، وأخرجه البيهقي في سننه، وابن عدي في الكامل، وهو الحديث 2608 من أحاديث الكنز: ص 156 ج 6. (**) راجع تاريخ الطبري ج 2 ص 217، وتاريخ ابن الأثير ج 2 ص 22، وتاريخ أبي الفداء ج 1 ص 116، مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 111، والمستدرك للحاكم ص 159 ج 1).