logo
دمشق تعرض النفط والسلام مقابل رفع العقوبات: هل تقبل واشنطن الصفقة؟

دمشق تعرض النفط والسلام مقابل رفع العقوبات: هل تقبل واشنطن الصفقة؟

الوطن الخليجية٠٨-٠٥-٢٠٢٥

في تحول لافت في المشهد السوري، عرضت الحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس المؤقت شَرع، الذي أسقط حكم عائلة الأسد في ديسمبر الماضي، اتفاقًا متعدد الأوجه على الإدارة الأميركية يتضمن تنازلات سياسية وأمنية واقتصادية مقابل تخفيف العقوبات القاسية المفروضة على البلاد والمساعدة في جهود إعادة الإعمار.
وبحسب تقرير نشرته وول ستريت جورنال، فإن حكومة شَرع – التي تنصلت من ماضيها المتطرف وأعلنت استعدادها لتأسيس نظام سياسي شامل – قد بدأت سلسلة خطوات تهدف إلى إقناع واشنطن بأن 'سوريا ما بعد الأسد' جادة في التحول، وأنها شريك محتمل في الشرق الأوسط الجديد.
في الأسابيع الأخيرة، أقدمت دمشق على اعتقال قادة من فصائل فلسطينية مسلحة، في خطوة وُصفت بأنها تلبية لأحد المطالب الأميركية الرئيسية. كما أرسلت الحكومة رسائل عبر وسطاء إلى إسرائيل تظهر فيها رغبتها في تجنب التصعيد العسكري، رغم تصاعد التوتر على الحدود الجنوبية، والتي شهدت ضربة إسرائيلية قرب القصر الرئاسي في دمشق الأسبوع الماضي.
يسعى شَرع إلى لقاء مباشر مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لعرض خطة لإعادة إعمار سوريا على غرار 'خطة مارشال'، يُمنح بموجبها الأميركيون وشركاؤهم الغربيون الحصة الأكبر من مشروعات البنية التحتية والموارد، على حساب نفوذ دول مثل الصين وروسيا.
وقال جوناثان باس، ناشط جمهوري مقرب من ترامب والرئيس التنفيذي لشركة Argent LNG الأميركية، إنه قدّم إلى شَرع مقترحًا لتطوير قطاع الطاقة السوري بمساعدة شركات غربية، بما في ذلك تأسيس شركة نفط وطنية مدرجة في السوق الأميركية. وردّ شَرع بإيجابية على المقترح، بشرط تخفيف العقوبات الأميركية.
مصدر كبير في وزارة الخارجية السورية قال: 'سوريا الحرة الجديدة تسعى لبناء شراكة استراتيجية مع واشنطن في مجالات الطاقة والتكنولوجيا. نريد أن نصبح حليفًا موثوقًا للولايات المتحدة.' وفي لفتة رمزية، عرض باس رسائل نصية من وزير الاتصالات السوري تحتوي على كلمة واحدة متكررة: 'AT&T'، في إشارة إلى تفضيل البنية التحتية الأميركية على الشركات الصينية مثل هواوي.
رغم هذه الخطوات، فإن إدارة ترامب لا تزال متشككة. فالرئيس شَرع كان منخرطًا سابقًا في التمرد ضد القوات الأميركية في العراق، وانشق عن تنظيم القاعدة قبل نحو عقد. وعلى الرغم من إزالة اسمه من قائمة المطلوبين في ديسمبر، لا يزال مصنفًا ضمن الجماعات الإرهابية.
وقال جيمس هيويت، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي: 'الولايات المتحدة كانت واضحة بأن دعمها سيتوقف على أفعال السلطات الجديدة في سوريا، وليس مجرد أقوال.'
يحذر محللون من أن عدم التجاوب الأميركي قد يُبقي سوريا في دائرة الفوضى. تقول دارين خليفة، كبيرة مستشاري مجموعة الأزمات الدولية: 'من دون تحرك أميركي ملموس، لن يجرؤ أحد على الاستثمار، وسينهار الاقتصاد ببطء'. ويرى آخرون أن غياب الدعم المالي والسياسي قد يفتح الباب أمام عودة الجماعات المتطرفة إلى الساحة السورية.
من المرتقب أن يزور الرئيس ترامب السعودية وقطر والإمارات الأسبوع المقبل. وبحسب مصادر مطلعة، فإن هذه الدول ستدفع باتجاه ضم سوريا إلى جهود إقليمية أوسع للاستقرار، ضمن استراتيجية تقودها واشنطن. وقد بعث شَرع برسالة إلى البيت الأبيض يطلب فيها عقد اجتماع على هامش زيارة ترامب، عبر وساطة باس ومعتز مصطفى، رئيس فريق الضغط في مجموعة الطوارئ السورية.
واشنطن قدمت قائمة مطالب إلى الحكومة السورية، تشمل اتخاذ إجراءات صارمة ضد الفصائل الفلسطينية المسلحة، والتعاون في ملف المفقودين الأميركيين، إضافة إلى السماح لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالوصول الكامل إلى أي مخزونات متبقية. وقد بدأت دمشق بالفعل بتنفيذ بعض هذه الشروط، منها اعتقال قادة من الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية – القيادة العامة، وإغلاق مقرات تابعة لها.
تعيش سوريا لحظة حاسمة في تاريخها الحديث. فإما أن تكون هذه المبادرة بوابة للعودة إلى المجتمع الدولي، أو مجرد محاولة يائسة من نظام يبحث عن شرعية اقتصادية لا تغفر له تاريخه الأمني. ويبقى السؤال الأهم: هل تُغري وعود النفط، والشركات الأميركية، إدارة ترامب بما يكفي لتغيير موقفها؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: سأتراجع عن مساعي إنهاء النزاع الروسي الأوكراني إن لم تحدث تطورات إيجابية
ترامب: سأتراجع عن مساعي إنهاء النزاع الروسي الأوكراني إن لم تحدث تطورات إيجابية

الرأي

timeمنذ 21 دقائق

  • الرأي

ترامب: سأتراجع عن مساعي إنهاء النزاع الروسي الأوكراني إن لم تحدث تطورات إيجابية

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أهمية أن تحدث تطورات إيجابية في سياق محادثات إيقاف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، لافتا إلى أنه سيتراجع عن مساعيه لإنهاء النزاع العسكري بين البلدين «إن لم تحدث هذه التطورات». وقال ترامب في تصريح للصحافيين خلال فعالية لوكالات إنفاذ القانون في البيت الأبيض مساء أمس الإثنين عقب إجرائه مكالمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإيقاف إطلاق النار بين موسكو وكييف «أعتقد أن شيئا ما إيجابي سيحدث.. وإن لم يحدث فسأتراجع ببساطة وسيضطرون إلى الاستمرار». وأضاف «أعتقد أن الرئيس الروسي بوتين يريد إنهاء النزاع مع أوكرانيا.. ولو لم يرد ذلك لما تحدثت عنه» مشيرا في الوقت ذاته إلى صعوبة التصديق أن أحدا يريد استمرار الحرب. وذكر «أعتقد الآن أن هناك فرصة جيدة لإنجاز إيقاف إطلاق النار.. لقد قلت لبوتين إنه حان الوقت لإيقاف هذا الأمر.. وأعتقد أنه يريد التوقف». وفيما يتعلق بعدم فرض واشنطن عقوبات إضافية على موسكو قال ترامب «لأنني أعتقد أن هناك فرصة لإنجاز شيء ما وإذا فعلت ذلك - فرض عقوبات - فقد تزداد الأمور سوءا.. ولكن قد يأتي وقت يحدث فيه ذلك». وعما إذا كانت أوكرانيا تبذل جهودا كافية لإنجاز اتفاق ينهي النزاع العسكري مع روسيا قال الرئيس الأميركي «أفضل أن أخبركم بذلك بعد نحو أسبوعين من الآن لأنني لا أستطيع الجزم بذلك» واصفا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه «شخص قوي وليس من السهل التعامل معه.. ومع ذلك أعتقد أنه يريد التوقف». وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إجراءه مساء أمس مكالمة هاتفية مطولة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول إيقاف إطلاق النار في أوكرانيا مؤكدا أن موسكو وكييف ستبدآن «فورا» مفاوضات إيقاف إطلاق النار تمهيدا لإنهاء الحرب المستمرة منذ فبراير 2022.

الذهب يتراجع وسط تفاؤل باحتمال وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا
الذهب يتراجع وسط تفاؤل باحتمال وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا

الرأي

timeمنذ 3 ساعات

  • الرأي

الذهب يتراجع وسط تفاؤل باحتمال وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا

انخفضت أسعار الذهب، اليوم الثلاثاء، حيث أدى الارتفاع الطفيف للدولار والتفاؤل بشأن احتمال وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا إلى تراجع الطلب على الملاذ الآمن.وبحلول الساعة 02.10 بتوقيت غرينتش، نزل الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.4 في المئة إلى 3215.31 دولار للأوقية. وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.5 في المئة إلى 3218.40 دولار.وتعافى الدولار بشكل طفيف بعد أن لامس أدنى مستوى له في أكثر من أسبوع في الجلسة السابقة، مما يجعل الذهب المسعر بالعملة الأميركية أقل جاذبية لحائزي العملات الأخرى.وقال محلل الأسواق المالية لدى «كابيتال دوت كوم» كايل رودا «نحن نشهد تلاشي رد الفعل غير المحسوب على تخفيض التصنيف الائتماني للديون السيادية للولايات المتحدة، وهناك بعض الأمل في التوصل إلى هدنة بين أوكرانيا وروسيا».وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الاثنين وقال إن روسيا وأوكرانيا ستبدآن على الفور مفاوضات من أجل وقف إطلاق النار.وأضاف رودا «نشهد ظهور مشترين عند الانخفاضات التي تقل عن 3200 دولار. ومع ذلك، أعتقد أننا سنشهد تراجعا أكبر، خاصة إذا كان هناك المزيد من التراجع في المخاطر الجيوسياسية».وسجل الذهب، الذي يعد أحد الأصول الآمنة خلال فترات عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، مستويات قياسية عديدة، وارتفع بنحو 23 في المئة هذا العام حتى الآن.وتعامل مسؤولو مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بحذر مع تداعيات تخفيض التصنيف الائتماني وظروف السوق غير المستقرة مع استمرارهم في التعامل مع بيئة اقتصادية غير مستقرة للغاية.وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.3 في المئة إلى 32.25 دولار للأونصة، وارتفع البلاتين بنسبة 0.3 في المئة إلى 1000.71 دولار، وخسر البلاديوم 0.1 في المئة ليسجل 973.74 دولار.

العلاقات الخليجية الأميركية.. شراكة راسخة وآفاق واعدة
العلاقات الخليجية الأميركية.. شراكة راسخة وآفاق واعدة

الأنباء

timeمنذ 3 ساعات

  • الأنباء

العلاقات الخليجية الأميركية.. شراكة راسخة وآفاق واعدة

«تحولات الشرق الأوسط الكبيرة تعود للرؤية المذهلة لقادته.. اليوم أظهرت دول الخليج أن المنطقة آمنة وتعمل لتوفير الإبداع والتناغم والتقدم». الرئيس الأميركي ـ دونالد ترامب. تجسد العلاقات بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي والولايات المتحدة الأميركية نموذجا راسخا للتفاهم والاحترام المتبادل، القائم منذ عقود طويلة على التعاون البناء، حيث ساهمت بشكل كبير في تقريب وجهات النظر في العديد من المواضيع خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية، ممتدة إلى شراكة إستراتيجية شاملة، بما يحقق مصالح الجانبين، وتطلعات الشعوب الصديقة. القمة الخليجية الأميركية الخامسة: عقدت الأسبوع الماضي أعمال مؤتمر القمة الخليجية الأميركية في العاصمة السعودية الرياض والتي شارك فيها صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وقادة دول التعاون وممثلوهم والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبرئاسة مشتركة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولى العهد رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وفخامة رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب. وفي هذه الأثناء توجهت أنظار العالم إلى هذا الحدث المهم على مستوى المنطقة والعالم، لاسيما مع ما يعكسه أن تكون أول رحلة خارجية رسمية للرئيس الأميركي لحضور القمة، من أهمية متزايدة توليها إدارته للتعاون بين الولايات المتحدة ودول الخليج. التبادل التجاري: تكتسب العلاقات الخليجية الأميركية عمقا خاصا يعكسه التنسيق المتواصل في الملفات الإقليمية والدولية، وهو ما يتجلى في التصريحات الرسمية والمواقف المتبادلة، إضافة إلى سعيها لتعزيز استثماراتها في قطاعات واعدة مثل الذكاء الاصطناعي، من خلال إنشاء مراكز بيانات وبنية تحتية رقمية، إلى جانب مجالات أخرى مثل الصحة، الصناعة، العقارات، والبنية التحتية. يرتبط مجلس التعاون الخليجي بعلاقات وثيقة تجارية واستثمارية مع الولايات المتحدة، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري بينهما 180 مليار دولار في عام 2024. (مكتب الإحصاء الأميركي). صفقات تاريخية: شهدت زيارة الرئيس ترامب إلى منطقة الخليج عددا من الاتفاقيات المهمة، حيث أعلن الرئيس الأميركي عن صفقات بمليارات الدولارات مع شركات كبرى واتفاقات استثمارية ضخمة مع السعودية والامارات وقطر، وبدوره كشف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء عن توقيع اتفاقيات بـ600 مليار دولار وسعي لشراكات تصل إلى تريليون دولار مع واشنطن مستقبلا، وهو ما يؤكد أهمية هذه الزيارة من الناحية الاقتصادية كما من الناحية السياسية. يؤكد ذلك أيضا استقبال أمير دولة قطر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الرئيس ترامب في الدوحة، ضمن جولته الخليجية والتي تعد المحطة الثانية في زيارة ترامب للمنطقة، حيث حصلت فيها الولايات المتحدة على تعهدات استثمارية من قطر بقيمة تتخطى 1.2 تريليون دولار، في اتفاقيات ضمت قطاعات الدفاع والطيران والبنية التحتية للطاقة والتكنولوجيا. في السياق نفسه الذي يصب في تنمية الاقتصادات الخليجية كان ختام جولة الرئيس ترامب الخليجية في الامارات، حيث أشاد رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالشراكة القوية التي تعززت بين الطرفين تحت قيادة الرئيس ترامب، وتعهد باستثمار 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات العشر المقبلة. أخيرا يعزز المأمول من النتائج الإيجابية للقمة الخليجية الأميركية والاتفاقيات المشتركة ما أكده رؤساء كبرى الشركات الأميركية والمصرفية ورؤساء شركات التكنولوجيا، من أن المملكة العربية السعودية والامارات وقطر باتت وجهة الاستثمارات العالمية المتقدمة، من خلال الفرص الهائلة في مختلف القطاعات الحيوية، مشيدين بقوة اقتصاد الدول الخليجية، كنموذج ناجح لاقتصاد المستقبل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store