logo
يمنحوننا البهجة ونحرمهم من الدعاء!

يمنحوننا البهجة ونحرمهم من الدعاء!

المغرب اليوممنذ 4 أيام
من الذى أفسد إلى هذه الدرجة مشاعرنا تجاه من يعيشون معنا ونعيش معهم، نصلى الجمعة ونعبد الله الواحد الأحد، هم يصلون الأحد ويعبدون الله الواحد الأحد؟!.
لاحظنا جميعًا أن هناك قلوبًا من حجر وبدرجة إيمان صفر مربع، يعتقدون أن الله خلق الجنة فقط للمسلمين، رغم أنهم لا يشكلون أكثر من ٢٠ فى المائة من عدد سكان العالم، والباقى فى جحيم إلى أبد الآبدين، وهكذا شاهدنا مع رحيل نجوم كوميديا بحجم جورج سيدهم والمنتصر بالله وإبراهيم نصر وصولًا إلى لطفى لبيب وغيرهم، من يحرّم الدعاء لهم بالجنة، بحجة أنهم لم ينطقوا الشهادتين.
هؤلاء الفنانون منحونا البهجة فى الدنيا، وبمجرد الرحيل نستمع إلى أصوات لها ملامح السيوف، تقول لا يستحقون المغفرة ولا الرحمة، معتبرين أن من يدعو لهم بالجنة يرتكب معصية عقابها المستحق أن يحشر معهم فى النار.
يقولون: لماذا تدعو لهم بالجنة وهم لا يدينون بالإسلام؟ ترد عليهم: ندعو للجميع، خاصة من أسعدونا فى الدنيا، فيصبح الواجب مضاعفًا، إلا أنهم يعودون بنا دائمًا للمربع رقم واحد، قائلين: (لم يسبق لهم أن أعلنوا الشهادتين).
مع رحيل مشاهير الأقباط، خاصة الذين تقف أسماؤهم فى منطقة محايدة، مثل إبراهيم ولطفى والمنتصر، لا تشى الأسماء مباشرة بالديانة، المتفرج عادة يكتشف عند إعلان مكان الوداع أن هذا الفنان مسيحى، على الفور يملأ المتطرفون (النت) بكلمات نارية تحرمهم من كل حقوقهم، قائلين: عتبة الجنة لا يمكن أن يقطعها من لا يحملون وثيقة الإسلام. مع الأسف، صرنا نعتبر مادة الدين رئيسية فى تحديد المجموع، ويسعى البعض لعودة (الكتاتيب) التى كانت سائدة فى مصر خلال الأربعينيات والخمسينيات.
عندما نحب فنانًا مسيحيًا ويعز علينا عدم دخوله الجنة، نعلن على الفور أنه أشهر إسلامه قبل الرحيل، مثلما أشاعوا عن نجيب الريحانى أنه أسلم قبل أن يأتى إليه عزرائيل بلحظات، كان الريحانى يتبرك بالمصحف الشريف ووجدوه بجواره عند الرحيل، كما أنه كان صديقًا شخصيًا للشيخ محمد رفعت، ويحب سماع القرآن الكريم بصوته.
الثقافة المريضة التى تربينا عليها هى المسؤول الأول عن هذا التردى، مثلما ندعو للشفاء للمسلمين فقط بدلًا من أن يمتد الدعاء للبشر أجمعين.
هل نحن نربى أولادنا حقًا على التسامح، هل نحن تربينا أساسًا على التسامح؟!، لم يدرك أغلبنا أن ما نعيشه من تدهور يأتى أساسًا من غياب تلك الفضيلة.
أتذكر الشاعر الكبير الراحل أحمد شفيق كامل، مؤلف أغنيات مغرقة فى العاطفية لأم كلثوم، مثل (إنت عمرى) و(أمل حياتى) و(الحب كله) وغيرها.
كان الأستاذ شفيق قد تعرف فى سنوات عمره الأخيرة على الشيخ محمد متولى الشعراوى، وصار من حوارييه وأتباعه، وبناء على نصيحته اعتزل شفيق كتابة الأغانى العاطفية، وفى مرحلة ما كان يحرم أيضًا أن يحصل على قيمة الأداء العلنى لأغنياته على اعتبار أن فلوسها حرام.
سألت الأستاذ (شفيق): أسعدتنا وأدخلت السكينة فى قلوبنا ولا تزال موسيقى بيتهوفن، فهل تعتقد أنه سيدخل النار مع كتاب لم يقرأوا الشهادتين مثل شكسبير وموليير وديستوفسكى؟.
أجابنى بأن هذا السؤال بالفعل كان يؤرقه، وسأل الشيخ الشعراوى فقال له: غير المسلم يلقى جزاءه عن الأشياء العظيمة التى قدمها فى الحياة فقط فى الحياة، قلت له: أى أن مصيرهم هو العذاب؟ أجابنى: قطعًا وبئس المصير.
كلما تذكرت شاعرنا الكبير أحمد شفيق كامل دعوت له بالجنة والمغفرة، مثلما أدعو لنجيب الريحانى وجورج سيدهم وإبراهيم نصر والمنتصر بالله ولطفى لبيب.. لعلهم جميعًا يلتقون الآن فى الجنة!!.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'روكيتاس دي مار' تحتفي بعيد العرش المجيد: إشعاع دبلوماسي مغربي يرسخ روابط الصداقة مع إسبانيا
'روكيتاس دي مار' تحتفي بعيد العرش المجيد: إشعاع دبلوماسي مغربي يرسخ روابط الصداقة مع إسبانيا

الألباب

timeمنذ 32 دقائق

  • الألباب

'روكيتاس دي مار' تحتفي بعيد العرش المجيد: إشعاع دبلوماسي مغربي يرسخ روابط الصداقة مع إسبانيا

الألباب المغربية/ إبراهيم أبركان في أجواء احتفالية غمرها الفخر والاعتزاز، احتضنت مدينة روكيتاس دي مار بمحافظة ألميريا الإسبانية، فعاليات متميزة بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله عرش أسلافه المنعمين. الاحتفال، الذي تميز بحضور رفيع المستوى من مسؤولين سياسيين ودبلوماسيين إسبان، شكّل حدثًا غير مسبوق في تاريخ المحافظة، بفضل الجهود الدبلوماسية التي قادتها السيدة سمية الفاتحي، القنصل العام للمملكة المغربية بألميريا وغرناطة، وأول امرأة مغربية تتولى هذا المنصب في المنطقة. وشارك في هذه المناسبة عدد من الشخصيات البارزة، من بينها نائب مندوب الحكومة المركزية في ألميريا، ومندوبة حكومة جهة الأندلس، وعمدة بلدية روكيتاس دي مار، وعمدة بلدية أدرا، ورؤساء السلطات المينائية في ألميريا وموتريل، إضافة إلى قيادات أمنية وعسكرية، وممثلين عن الهيئات الاقتصادية، في مقدمتهم رئيس غرفة التجارة المحلية. وإلى جانب الطابع البروتوكولي، كان الحفل مناسبة لإبراز غنى الثقافة المغربية، حيث استمتع الحضور بفقرات فنية تقليدية، وتذوقوا أشهى الأطباق المغربية، في أجواء جسدت روح التلاقي بين الثقافتين. كما عُرض شريط وثائقي تناول أبرز الإنجازات التي حققها المغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، على المستويين الداخلي والخارجي، مسلطًا الضوء على دوره الإقليمي في إفريقيا، وشراكاته الاستراتيجية مع مختلف الدول. وفي كلمتها، أعربت السيدة سمية الفاتحي عن امتنانها للمسؤولين الإسبان على مشاركتهم الفعّالة، مؤكدة عمق الروابط التاريخية بين المغرب وإسبانيا، ومشيدة بآفاق التعاون المستقبلي، خصوصًا في ظل التحضير المشترك مع البرتغال لتنظيم كأس العالم 2030، والذي اعتبرته 'جسرًا حضاريًا بين الشعوب والثقافات'. الاحتفال في روكيتاس دي مار لم يكن مجرد مناسبة وطنية للجالية المغربية، بل جسّد رسالة دبلوماسية تعكس المكانة المتميزة للمغرب على الساحة الدولية، وإرادته في تعزيز قيم التعايش والانفتاح، مع إبراز الحضور النوعي للمرأة المغربية في العمل الدبلوماسي، من خلال التجربة المشرقة للقنصل العام سمية الفاتحي.

خالد المظفر يتحدى الجلطة ويظهر على المسرح ليطمئن جمهوره
خالد المظفر يتحدى الجلطة ويظهر على المسرح ليطمئن جمهوره

هبة بريس

timeمنذ 8 ساعات

  • هبة بريس

خالد المظفر يتحدى الجلطة ويظهر على المسرح ليطمئن جمهوره

هبة بريس في لفتة مؤثرة تعبّر عن وفائه لجمهوره، حرص الفنان الكويتي خالد المظفر على الحضور إلى المسرح وتوجيه كلمة مباشرة إلى الحاضرين، رغم تعرضه لأزمة صحية مفاجئة استدعت نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج. وظهر المظفر وهو يلف يديه بضمادات طبية، مطمئنًا الجمهور على صحته وسلامة نطقه، بعد الأخبار المتداولة حول إصابته بجلطة دماغية خلال مشاركته في عرض مسرحية 'ملك المسرح'. ووسط حالة من القلق التي انتشرت إثر تلك الأنباء، نفى الفنان تأثره بالحركة أو النطق، وظهر بحالة جيدة تحدث من خلالها إلى محبيه، مؤكداً أنه بخير. ونشر خالد مقطعاً مصوراً من ظهوره المسرحي، أرفقه برسالة مؤثرة قال فيها: 'شكراً من القلب… وامتنان كبير من القلب لأهل الرياض والكويت والخليج والوطن العربي على محبتكم وسؤالكم المستمر… الله لا يحرمني محبتكم ودعواتكم الصادقة.' وكانت مصادر طبية قد أكدت أن حالة الفنان بدأت في التحسن التدريجي، مشيرة إلى أنه يتلقى رعاية دقيقة. كما تفاعل عدد من الفنانين والجهات الرسمية مع حالته، معربين عن حبهم وداعمين له برسائل مؤثرة وهدايا رمزية. وذكرت وسائل إعلام محلية أن المظفر كان يعاني منذ أيام من التهابات في أوتار اليد ورعشة، ما استدعى تدخلاً جراحياً عاجلاً ولفّ يديه بضمادات. ورغم حالته الصحية، أصرّ الفنان على مواصلة العرض المسرحي، في مشهد لاقى إعجاب الجمهور وتقديرهم لعزيمته.

نداء منظمو مهرجان شابكة الدولي للفنون الحضرية لمسؤولي مدينة سلا
نداء منظمو مهرجان شابكة الدولي للفنون الحضرية لمسؤولي مدينة سلا

الألباب

timeمنذ يوم واحد

  • الألباب

نداء منظمو مهرجان شابكة الدولي للفنون الحضرية لمسؤولي مدينة سلا

الألباب المغربية/ عماد مليجي منذ انطلاقه، لم يكن مهرجان شابكة الدولي للفنون الحضرية مجرد تظاهرة ثقافية عابرة، بل مشروعًا حمل على عاتقه رسالة نبيلة: أن يجعل من مدينة سلا منارة للفنون الحضرية ومركزًا للإبداع الشبابي، وأن يرسّخ مكانتها كعاصمة الراب المغربي وحاضنته الأولى. لقد كانت سلا سبّاقة على الصعيد الوطني والعربي والإفريقي في احتضان هذا الفن الشبابي الذي انطلق من أزقتها قبل 32 سنة، قبل أن ينتشر إلى باقي المدن والمجتمعات. ومن خلال مهرجان شابكة، فتحت المدينة أبوابها أمام ألمع الفنانين من مختلف دول العالم؛ فاستقبلت فرقًا عالمية، وخلقت فضاءات للتبادل الثقافي والتلاقي الفني، لتصبح جسراً يربط شباب المغرب بثقافات وتجارب متعددة، وجعلت من الراب والهيب هوب أداة للتعبير والحوار وبناء الأمل. لكن، ورغم النجاح الكبير الذي حققته الدورات السابقة، عرف المهرجان توقفًا قسريًا دام 6 سنوات، بسبب غياب الدعم الكافي الذي يرقى لقيمة المهرجان ومكانته، خاصة وأنه تمكن في سنواته الأولى من عقد شراكات مع مؤسسات دولية، ومن تقديم صورة مشرّفة عن سلا في مختلف المحافل الثقافية والفنية. وتأتي الدورة العاشرة هذا العام احتفاءً بعيد الشباب المجيد، هذا العيد الذي يجسد رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في دعم الشباب، والاهتمام الكبير الذي توليه المملكة المغربية للطاقات الإبداعية الشابة، إيمانًا بأنهم ركيزة الحاضر وأمل المستقبل. اليوم، نحتفل بأكثر من ثلاثة عقود على ظهور الراب المغربي، ونستعيد ذاكرة الأجيال المؤسسة، ونربط الحاضر بالماضي لصناعة مستقبل أفضل للشباب الذي يرى في هذا الفن متنفسًا ومساحة للتعبير والإبداع. من هذا المنبر، نتوجه بنداء من القلب إلى مؤسسات المدينة ورجالات سلا: كونوا سندًا لهذا المهرجان وادعموه بما يستحق، فهو ليس مجرد حدث، بل مرآة لمدينة سلا، وعنوان لتاريخها مع الفنون الحضرية، ورسالة أمل لشبابها. إن مهرجان شابكة هو صوت مدينة بأكملها، وصوت جيل آمن أن الفن يمكن أن يصنع التغيير، وأن سلا ستظل دائمًا رائدة ومصدر إلهام، تحت الرعاية السامية والرؤية الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، الذي جعل من دعم الشباب أولوية وطنية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store