
القضية الفلسطينية إلى أين!
لاشك أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية في العصر الحديث، وواحدة من القضايا التي شغلت العقل الجمعي العالمي على مدار ما يزيد عن قرن من الزمان، وخلال العام ونصف الأخير ومنذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 وهي القضية الأبرز على الساحة السياسية الدولية..
وإذا ما حاولنا توصيف ما حدث للشعب العربي الفلسطيني فيمكننا القول أن القضية الفلسطينية واحدة من أهم الجرائم العالمية التي ارتكبت في تاريخ البشرية، فعلى مدار التاريخ الإنساني بأكمله لم يتعرض شعب لعملية اقتلاع من أرضه ووطنه كما حدث لأبناء شعبنا العربي الفلسطيني..
وتعد هذه الجريمة مكتملة الأركان لأنها تمت مع سبق الاصرار والترصد، حيث تم اغتصاب وطننا العربي الفلسطيني من خلال عدو صهيوني غاشم، ارتكب جريمته بشكل منظم وممنهج، حيث نشأت الفكرة الشيطانية مبكرًا، ووضعت المخططات، وقاموا بتنفيذها عبر المراحل التاريخية المختلفة، وللأسف الشديد لم يجد الشعب العربي الفلسطيني منصفًا له على مدار سنوات إبادته.
وفي محاولة البحث عن جذور القضية الفلسطينية فيجب العودة إلى نهاية القرن التاسع عشر عندما طرح موشي هس فكرة انبعاث الأمة اليهودية، لكن الفكرة دخلت حيز التنفيذ مع بداية الظهور الفعلي للحركة الصهيونية والتي تم إنشائها على يد ثيودور هرتزل والذى كتب في يومياته في عام 1895 حول موقف الحركة الصهيونية من العرب الفلسطينيين..
ومع فرض الانتداب البريطاني على فلسطين دخلنا إلى مرحلة جديدة من الجريمة حيث بدأت بريطانيا في مساعدة الصهاينة في التوسع في بناء المستوطنات في مستعمراتها، حيث زادت نسبة الاستيطان وصولًا إلى قيام الكيان الإسرائيلي وتشريد الشعب العربي الفلسطيني من أرضه ووطنه، وعندما وافق بن جوريون مؤسس الكيان على قرار التقسيم 181 كشرط دولي للاعتراف بالكيان، كان يدرك أن بقاء أقلية عربية فلسطينية في القسم الإسرائيلي ستتعاظم وقد تصل إلى حد التوازن الديموغرافى..
فلجأت العصابات الصهيونية إلى أساليب الترويع والطرد وارتكبت المجازر بأبشع صورها وشردت العائلات الفلسطينية من ديارها وقراها ومدنها واستولت على ممتلكاتها واستوطنت أراضيها، ومن هنا بدأت معاناة الشعب العربي الفلسطيني.
ولم يكتفي العدو الصهيوني بذلك بل استمر في ممارسة أبشع الجرائم والاعتداءات اليومية ضد شعبنا العربي الفلسطيني، تحت سمع وبصر العالم أجمع وبالمخالفة للمواثيق والعهود الدولية، وكما يحدث اليوم في غزة من حرب إبادة مصورة بالصوت والصورة ولا يستطيع أحد نكرانها..
والعجيب والغريب أن النظام الدولي العالمي الذى وضع هذه المواثيق والعهود قد أغمض عينيه على هذه الجريمة البشعة، بل ويقف في صف المغتصب، بل وصل فجره بوصف الشعب العربي الفلسطيني المجني عليه بالإرهابي، وهذه أحد أهم سمات هذا النظام العالمي الذى يكيل بأكثر من مكيال فيما يتعلق بحقوق الإنسان..
وكم من جرائم ترتكب باسم حقوق الإنسان وتحت مظلة منظماته الدولية التي تشرعن العنف والتطرف والإرهاب وحرب الإبادة مادامت صادرة من الذين يمتلكون القوة على الخريطة الدولية.
واتخذ العدو الصهيوني من موجة الربيع العربي المزعوم والثورات الوهمية فرصة لالتقاط الأنفاس واستراحة قليلة لإعادة ترتيب الأوراق بعيدًا عن الصراع العربي العربي، والذى خطط له وفقًا لمشروع الشرق الأوسط الجديد، والذى يهدف إلى تقسيم وتفتيت الوطن العربي على أسس طائفية ومذهبية وعرقية.. ينشغل كل كيان فيها بصراعاته الداخلية بعيدًا عن الصراع الأساسي وهو الصراع العربي الصهيوني..
وعلى الرغم من فشل المشروع إلا أن ما يحدث الآن على الأرض الفلسطينية يعنى أن العدو الصهيوني قد نجح في جزء من مخططه، وهو أن ينشغل كل قطر عربي بقضاياه ومشكلاته وصراعاته الداخلية، ليستفرد العدو ببقايا شعبنا العربي الفلسطيني الصامد والمقاوم عبر عقود طويلة في مواجهة الكيان المغتصب لدرجة أنه وبمفرده تمكن من الانتفاضة ضد هذا الكيان الغاصب عدة مرات في الأربعة عقود الأخيرة..
وها هو الآن ينتفض من جديد في غزة في مواجهة العدو الصهيوني في عملية هي الأكبر في تاريخ المواجهة مع العدو الصهيوني وهي عملية طوفان الأقصى، التي كبدت العدو خسائر هائلة على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية بل والنفسية والمعنوية، مما أفقده صوابه وجعله يعود إلى أسلوبه القديم في استهداف وتدمير البشر والحجر.
وعلى الرغم من الدمار الشامل الذي لحق بالشعب العربي الفلسطيني نتيجة حرب الإبادة الصهيونية، لازال العرب صامتون بحجة السلام المزعوم، ووما يؤكد أن القضية الفلسطينية تتجه إلى الزوال أنه وعلى الرغم من إعلان العدو الصهيوني ومن خلفه العدو الأمريكي أنه يجب إخلاء الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة من سكانها العرب الفلسطينيين، وتهجيرهم قسريًا إلى أي مكان أخر، فإن الصوت العربي سواء الرسمي أو الشعبي جاء خافتًا، ولا يكاد يسمع..
لذلك حين استأنف العدو الصهيوني عدوانه مجددًا على غزة في 18 مارس الماضي وفي أقل من ثلاثة ساعات ارتقى أكثر من 300 شهيد بخلاف مئات الجرحى، ثم واصل العدو الصهيوني مجازره اليومية لتصل إلى 1800 شهيد في شهر، وبالطبع لازالت غزة محاصرة، في ظل عجز عربي وعالمي عن إنقاذ سكانها..
فمن لم يمت بقذائف وصواريخ العدو الصهيوني سوف يموت جوعًا وعطشًا ومرضًا، وبذلك يجبر الشعب الفلسطيني الأعزل الذي لا حول له الآن ولا قوة إما بقبول التهجير القسري أو الموت تحت الانقاض أو في العراء، وبذلك تصفى القضية الفلسطينية بشكل نهائي، في الوقت الذي اختفت أخبار فلسطين وغزة من فوق وسائل الإعلام المختلفة، وبشكل عمدي وكأن مشغل كل هذه الوسائل الإعلامية شخص واحد يجلس في واشنطن أو تل أبيب، اللهم بلغت اللهم فاشهد.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

يمرس
منذ 5 ساعات
- يمرس
الرئيس المشاط : الوحدة اليمنية مشروع ٌجامعٌ في مواجهه مشاريع التفتيت والهيمنة
الرئيس المشاط استهل خطابه بتهنئة الشعب اليمني وقائد الثورة والعلماء وقوات الجيش والأمن وكافة قبائل اليمن بعيد الوحدة المباركة، مؤكدًا أن هذا المنجز لم يكن حكرًا على منطقة أو فئة، بل جاء امتدادًا طبيعيا لتاريخ طويل من الكفاح الوطني. وبيّن أن الوحدة اليمنية لم تكن مجرّد تقارب جغرافي، بل وحدة قلوب ومصير وموقف، وأنها لا تزال تمثل اليوم عنوان عزة اليمنيين وضمان سيادتهم، والملاذ الآمن لجمع الكلمة ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية. وفي ظل محاولات الخارج لتمزيق اليمن ، شدد الرئيس المشاط على أن التمسك بالوحدة لم يكن بدافع عاطفي، بل من منطلق وطني، عقلاني، إيماني وعروبي، يؤمن بأن التفتيت ليس حلاً، بل بوابة للفوضى والتبعية. وأكد أن أخطاء الماضي لا تُعالج بالتقسيم والانفصال، بل عبر الإنصاف والعدالة والإصلاح وضمان الحقوق والمشاركة العادلة لكل أبناء الوطن. وفي مقارنة لافتة ، أشار المشاط إلى معاناة المواطنين في المناطق المحتلة من الانهيار وانعدام الخدمات، مقابل وحدة الشعب اليمني وصموده من الشمال إلى الجنوب في وجه العدوان. وأكد أن من خانوا الوحدة وتمحوروا حول مصالحهم الضيقة يعيشون اليوم في فنادق الخارج، بينما الشعب في الداخل يواجه التحديات ويصنع المواقف المشرفة. وأضاف: "كما تجاوزنا محاولات التقسيم قديماً والأقلمة حديثاً، فإننا قادرون على كسر مخططات قوى العدوان الرامية لتفتيت اليمن"، معتبرًا أن الرهان على الخارج طريق للدمار، بينما الرهان على الشعب هو طريق المستقبل. الرئيس المشاط لم يغفل البعد القومي والإسلامي للوحدة، فرأى أن الوحدة اليمنية هي اللبنة الأولى في طريق الوحدة العربية الشاملة، وأشار إلى أن العالم اليوم يشهد تشكّل تحالفات على الرغم من تنوعها، بينما نحن في اليمن أولى بالوحدة وأحق بالحفاظ عليها. وفي ظل معركة "طوفان الأقصى"، أوضح أن اليمن جسّد أسمى صور الوحدة العربية والإسلامية من خلال موقفه الشجاع في نصرة الشعب الفلسطيني ، مذكّرًا بأن الشعب اليمني توحّد ضد العدوان الأمريكي والإسرائيلي، وأن اسم اليمن الموحد بات يُذكر بإكبار في المحافل الدولية. وجّه المشاط تحذيراً واضحاً لقوى العدوان وأدواتها من مغبة المساس بالوحدة اليمنية ، مؤكداً على استمرار الجهاد والنضال حتى طرد المحتلين وتحرير كل شبر من أرض الجمهورية اليمنية ، مع الاستعداد التام لمواجهة أي تجدد للعدوان الأمريكي أو الأمريكي الصهيوني. وفي رسالة مباشرة لأهالي غزة ، شدد الرئيس المشاط على ثبات الموقف اليمني المبدئي والديني في دعم القضية الفلسطينية ، قائلاً: "لا يضركم خذلان المتخاذلين، فالله معكم ونحن معكم، دمكم دمنا وألمكم ألمنا"، مؤكداً أن مقدرات القوات المسلحة اليمنية تحت تصرفهم حتى وقف العدوان ورفع الحصار. وعلى الصعيد الإقليمي، عبّر الرئيس عن أسفه من المواقف الشكلية للقمة العربية في بغداد ، التي كان من المفترض بها أن تفرض إدخال المساعدات لغزة وتكسر قيود الحصار، لا أن تبقى رهينة المواقف الإنشائية. وأكد في ختام خطابه أن الصراع اليوم هو في جوهره صراع عربي وإسلامي مع الكيان الصهيوني الغاصب، الذي لا يستهدف فلسطين وحدها، بل الأمة جمعاء، محملاً الأمة العربية والإسلامية مسؤولية الجهاد والمواجهة، وليس فصيلاً أو دولة بمفردها. خطاب الرئيس المشاط جاء ليؤكد أن اليمن لن يكون إلا موحداً، حراً، مستقلاً، متماسكاً في وجه كل المشاريع التقسيمية، وأن الوحدة اليمنية ستبقى عنوان العزة والكرامة والسيادة، وصخرة تتحطم عليها مشاريع الغزاة والطامعين.


يمني برس
منذ 9 ساعات
- يمني برس
صنعاء مديرية الوحدة : مسير مسلح نصرة لغزة
شهدت مديرية الوحدة بأمانة العاصمة صنعاء اليوم مسيراً شعبياً مسلحاً دعماً لغزة والشعب الفلسطيني، وتأكيداً على البراءة من الخونة والعملاء والاستعداد لمواجهة تصعيد العدو الصهيوني. وانطلق المشاركون من شارع حدة مروراً بعدة شوارع رئيسية، مرددين هتافات الغضب والاستنكار لجرائم الاحتلال الصهيوني ، ومباركين قرار القوات المسلحة اليمنية بفرض الحظر البحري على ميناء 'حيفا' رداً على تصعيد العدوان على غزة. وأكد المشاركون تفويضهم المطلق لقائد الثورة، ودعمهم الكامل للقوات المسلحة بالمال والرجال، مع استمرار النفير العام والتحشيد للالتحاق بدورات 'طوفان الأقصى'، مشددين على الجهوزية الكاملة لمواجهة أي تصعيد والتصدي لكل المؤامرات التي تستهدف اليمن وفلسطين.


يمني برس
منذ 11 ساعات
- يمني برس
المقاومة الفلسطينية تشكر القوات المسلحة اليمنية: موقفكم عزز صمود غزة
يمني برس | وجهت فصائل المقاومة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، تحية تقدير للشعب والقوات المسلحة اليمنية تقديراً لدورهم الفاعل في دعم القضية الفلسطينية ومشاركتهم في معركة 'طوفان الأقصى'. ودعت الفصائل في بيان رسمي شعوب الأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم للانخراط في هذه المعركة، ووصفتها بالمعركة المقدسة من أجل فلسطين. وحذرت الفصائل من محاولات الاحتلال الصهيوني دفع الفلسطينيين للنزوح نحو جنوب غزة تمهيداً لتهجيرهم من القطاع، مؤكدة أن هذه المخططات ستفشل كما فشلت سابقاتها. وأشارت إلى أن تصعيد الكيان المحتل لهجماته، بما يسمى 'عربات جدعون'، لن يغير من الواقع، وأن غزة ستظل مقبرة للغزاة عبر التاريخ. كما أشادت الفصائل بصمود الشعب الفلسطيني وثبات المقاومة الباسلة التي تواصل الدفاع عن الأرض والشعب، مؤكدة أن الفلسطينيين متمسكون بأرضهم ولن يغادروها، فغزة وفلسطين أرض مباركة وستظل أرض رباط وجهاد حتى زوال الاحتلال. وفي ختام بيانها، طالبت الفصائل قادة وشعوب الأمة العربية والإسلامية بكسر حالة الصمت، والتحرك العاجل لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية والوقود إلى غزة، وتوفير المستشفيات الميدانية لإغاثة السكان في ظل استمرار العدوان والحصار.