
من صقلية إلى غزة.. انطلاق أسطول الحرية مجددًا وسط تهديدات وتحديات
ترجمة عبد الله الزطمة
بعد مرور 15 عاماً ويوم واحد على حادثة "سفينة مرمرة"، يستعد نشطاء "أسطول الحرية" مجدداً للإبحار نحو قطاع غزة، في محاولة جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض منذ عام 2007، حيث من المقرر أن تنطلق الرحلة اليوم الأحد، من جزيرة صقلية الإيطالية على متن السفينة "مادلين".
وحسب موقع "يديعوت أحرنوت" العبري فإن هذه المحاولة تأتي بعد أقل من شهر على استهداف سفينة تابعة لأسطول سابق بطائرة مسيّرة قبالة سواحل مالطا.
وتشير المعطيات إلى مسؤولية جيش الاحتلال عن الهجوم، على الرغم من عدم إعلان مسؤوليته، فيما فتحت السلطات المالطية تحقيقاً لم تعلن نتائجه بعد.
ومن أبرز المشاركين في هذه الرحلة الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ، والممثل ليام كانينغهام. كما أعلنت ريما حسن، عضوة البرلمان الأوروبي وأحد أبرز المنتقدين للسياسات الإسرائيلية، نيتها الانضمام إلى الأسطول، علماً بأنها مُنعت سابقاً من دخول (إسرائيل).
ونشر المنظمون تصريحات للمشاركين قبل الإبحار، قالت فيها ثونبرغ: "نشهد تجويعاً ممنهجاً لمليوني شخص في غزة، ويجب علينا التحرك أخلاقياً". أما كانينغهام فاعتبر أن "الصمت تجاه ما يحدث في غزة أسوأ من عدم الاكتراث".
وكان أسطول مماثل قد انطلق الشهر الماضي من تونس على متن سفينة "الضمير"، وتعرّض لهجوم بطائرات مسيّرة في المياه الدولية وفق رواية المنظمين، الذين اتهموا إسرائيل بالمسؤولية.
ويُذكر أن الحصار البحري على غزة فُرض عام 2007 بعد سيطرة حركة حماس على القطاع، واعتبرته (إسرائيل) "كياناً معادياً". ومنذ ذلك الحين، شهدت الساحة عدة محاولات بحرية لكسر الحصار، أبرزها حادثة سفينة "مافي مرمرة" عام 2010، التي انتهت بمقتل تسعة نشطاء أتراك في مواجهة مع القوات الإسرائيلية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ 6 ساعات
- فلسطين أون لاين
"من النُّقطة صفر"... القسَّام: نخوض اشتباكات ضارية مع الاحتلال شرق جباليا
متابعة/ فلسطين أون لاين أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء اليوم الإثنين، أنها تخوض اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي من المسافة صفر شرق مخيم جباليا شمالي قطاع غزة. وقالت الكتائب في بيان مقتض، "نخوض اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال من المسافة صفر، ونوقع بين قتيل وجريح شرق مخيم جباليا شمال القطاع، والاشتباكات ما زالت مستمرة". وكشفت وسائل إعلام عبرية، مساء اليوم الإثنين، عن حدث أمني وُصف بـ"الصعب والمعقّد" في جباليا شمالي قطاع غزة، حيث تعرّض جنود من جيش الاحتلال لهجوم مباشر أسفر عن مقتل وإصابة عدد منهم، بعضهم في حالٍ حرجة، وسط فشل متكرر لمحاولات الإخلاء الجوي تحت نيران المقاومة. وبحسب الرواية الإسرائيلية، فقد أطلقت المقاومة الفلسطينية قذيفة محلية الصنع من طراز "ياسين 105" باتجاه مبنى كان يتمركز فيه جنود الاحتلال، ما أدى إلى مقتل أكثر من ثلاثة جنود، وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في حصيلة أولية. وفي تطور نوعي، أطلقت المقاومة قذيفة ثانية استهدفت مروحية إخلاء عسكرية كانت تحاول إجلاء الجنود المصابين من ساحة العملية بعد الكمين قرب مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، ما أفشل المهمة الجوية، وعقد عمليات إخلاء الجنود المصابين. وأوضح موقع حدشوت لو تسنزورا، أن القوة الإسرائيلية التي وقعت في الكمين شرق جباليا شمالي قطاع غزة تتألف من 20 ضابطًا وجنديًا من "اللواء التاسع – لواء المدرعات"، وقد سقط معظم أفرادها بين قتيل وجريح بعد استهداف المبنى الذي تحصنوا فيه بقذيفة مضادة للدروع من طراز "ياسين 105"، فيما فشلت وحدات الإسناد في إنقاذهم تحت كثافة نيران المقاومة. وذكرت منصات عبرية أخرى، أن حماس نجحت في إحباط عملية عسكرية كبيرة للجيش هناك، القوات تنسحب حاليًا من كامل منطقة الحدث. كما وتحدثت التقارير العبرية عن استدعاء ثلاث مروحيات عسكرية إلى منطقة الحدث، في محاولة للسيطرة على الموقف، فيما أطلقت طائرات الاحتلال نيراناً كثيفة من الجو لتأمين منطقة الإخلاء. وحتى اللحظة، لا يزال الحدث الأمني في جباليا مستمراً، وسط تكتم واضح من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بشأن تفاصيل الخسائر. ويأتي ذلك تزامنًا مع غارات عنيفة يشنّها طيران الاحتلال وأحزمة نارية على مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة. ومنذ استئناف جيش الاحتلال حرب الإبادة في 18 مارس/ آذار الماضي، نجحت المقاومة في تنفيذ عدة كمائن قوية ضد قوات جيش الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة، أدت إلى مقتل وإصابة العديد من الجنود. ووفقا لمعطيات جيش الاحتلال، فقد قُتل 854 ضابطا وجنديا منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بمن فيهم 413 عسكريا في معارك برية. وتشير المعطيات الإسرائيلية إلى إصابة 5846 ضابطا وجنديا منذ بداية الحرب، منهم 2641 عسكريا في معارك برية، وتشمل هذه المعطيات الضباط والجنود القتلى والجرحى في غزة والضفة الغربية ولبنان وإسرائيل، لكنها لا تشمل عناصر الشرطة والمخابرات. وخلافا للأرقام المعلنة، يُتهم الجيش الإسرائيلي بإخفاء الأرقام الحقيقية لخسائره في الأرواح، خاصة مع تجاهل إعلانات عديدة للمقاومة الفلسطينية بتنفيذ عمليات وكمائن ضد عناصره، تؤكد أنها تسفر عن قتلى وجرحى.


فلسطين أون لاين
منذ 7 ساعات
- فلسطين أون لاين
تقرير غزة تحوّل قنابل الموت إلى أدوات للغذاء
غزة/ جمال غيث: في منزلٍ تعرض للقصف وسط مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، يكرّس الشقيقان محمد وأنس أبو شنب جهدهما لتحويل أدوات الموت إلى وسيلة للحياة. فمن بقايا القنابل الدخانية والنارية، يصنعان مواقد بدائية تساعد سكان القطاع المحاصر على طهو الطعام، مع انعدام الغاز والوقود. في زاوية مهدّمة من المنزل، يعمل محمد بمطرقة حديدية على تعديل أسطوانة معدنية انتشلها من بين أنقاض المخيم. هذه الأسطوانة، التي كانت في الأصل قنبلة دخانية أو إنارة ألقاها جيش الاحتلال خلال عدوانه المتواصل على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، أصبحت اليوم حجر الأساس في موقد نار محلي الصنع. قنابل دخانية يقول محمد، وهو خريج تخصص الهندسة الطبية: "القنابل التي أُلقيت على المخيم كانت تُستخدم لإجبار السكان على النزوح. بعضها انفجر، وأخرى تحولت إلى كتل من الحديد، لكننا رأينا فيها فرصة للبقاء." ومع اشتداد الحصار ومنع إدخال الوقود والغاز منذ بداية الحرب، قرر الشقيقان اللجوء إلى هذا الخيار البديل، مدفوعين بالضرورة وروح الابتكار. ويشرح محمد آلية صناعة الموقد، قائلًا: "نجمع قطع الحديد من الزوايا المهدمة أو نشتريها من سوق الخردة بأسعار معقولة، ثم نفرّغ القنابل الدخانية من الداخل، ونثقبها، ونثبت داخلها شبكة حديدية لتكون غرفة احتراق." يتم تجميع هذه القطع في شكل هندسي مربع بطول نحو 30 سم، وتُثبَّت بواسطة البراغي. يُركّب أنبوب حديدي صغير يُوصل بالموقد، ويُضخ فيه الهواء عبر مروحة صغيرة أو منفاخ يُغذى ببطارية أو مصدر كهربائي محدود. ويضيف أبو شنب: "الموقد يستخدم المخلفات البلاستيكية مثل خراطيم المياه المدمّرة وخزانات المياه المحترقة كوقود بديل، في ظل شحّ الحطب وارتفاع أسعاره بشكل كبير. وكلما أضفنا مزيدًا من البلاستيك، زاد اللهب. إنه بسيط لكنه فعّال." مشروع صغير بعد توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة "حماس" والاحتلال الإسرائيلي في 19 يناير الماضي، بوساطة مصرية وقطرية وبدعم أمريكي، عاد الشقيقان إلى منزلهما المدمر، واشتريا موقدًا بدائيًا. لكن الاتفاق لم يصمد، إذ انقلبت (إسرائيل) عليه في 18 مارس، فعادت المعاناة من جديد. غير أن التجربة الأولية كانت كافية لزرع بذور مشروع صغير. ويقول أنس: "بعدما نجح أول موقد صنعناه، بدأ الجيران يطلبون منا مواقد مماثلة، فالناس بحاجة ماسة للطهي، ولا يوجد غاز، والحطب نادر وباهظ الثمن." أصبح الاخوان يصنعان المواقد للآخرين بأسعار رمزية مقارنة بما يفرضه السوق من أسعار باهظة. ويتابع أنس: "نحاول أن نبقي السعر في متناول الجميع. لا نهدف إلى الربح، بل إلى تقديم حل في وقت يعاني فيه الجميع." صديق للبيئة ورغم أن البلاستيك مصدر معروف للتلوث، يؤكد الشقيقان أن المواقد مصممة بعناية لتقليل الدخان إلى أدنى حد. ويقول محمد: "الدخان الناتج محدود جدًا، واحتراق البلاستيك يتم بشكل سريع ومباشر مع تدفّق الهواء." ويُبيّن أن صناعة الموقد الواحد تستغرق ما بين 7 ساعات إلى يوم كامل، حسب توفر المواد الخام. الأمر مرهق لكنه يستحق. وقطاع غزة، المحاصر منذ أكثر من 17 عامًا، اعتاد أهله على إيجاد حلول إبداعية للنجاة. ففي ظل انقطاع الوقود، لجأ السكان لاستخدام بدائل كالحطب، والفحم، وحتى الكرتون. أما الآن، فالقنابل التي كانت تهدف إلى إخافتهم، أصبحت وسيلة لصناعة الدفء. ويختم محمد حديثه قائلًا: "ما نفعله ليس فقط محاولة للبقاء، بل هو رسالة: لن نُهزم رغم الحصار، وسنحوّل أدوات الدمار إلى حياة بأيدينا." المصدر / فلسطين أون لاين


فلسطين أون لاين
منذ 8 ساعات
- فلسطين أون لاين
من قطاع طرق إلى "مستعربين".. تحقيق يكشف: هذه القصة الكاملة لـ "ياسر أبو شباب"
غزة/ فلسطين أون لاين في أعقاب الاجتياح الإسرائيلي الشرس لمحافظة رفح في مايو/أيار 2024، بدأت تتكشّف خيوط خطيرة تشير إلى تشغيل مجموعات فلسطينية مسلّحة تعمل بتنسيق مباشر مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتنفّذ مهاماً أمنية وعسكرية في مناطق خاضعة لسيطرته داخل قطاع غزة، بالتوازي مع تواطؤ إقليمي يتستّر بغطاء "المساعدات الإنسانية" ويمهّد عملياً لعمليات تهجير ممنهجة. برز اسم الشاب المسلّح ياسر أبو شباب بعد اجتياح رفح، حيث قاد مجموعة مسلّحة تورطت في قطع طرق المساعدات والسطو عليها، ما أدى إلى صدامات متكررة مع أمن المقاومة الفلسطينية. لكنّ الدور لم يتوقّف عند هذا الحد، إذ سرعان ما تحوّلت المجموعة إلى أداة بيد جيش الاحتلال، تُنفّذ عمليات تمشيط داخل رفح. تسجيل مصوّر نشرته المقاومة، أظهر اشتباكاً مع وحدة من "المستعربين"، ليتبيّن لاحقاً أنهم عناصر من مجموعة "أبو شباب". ووفق مصادر أمنية تحدثت إلى صحيفة الأخبار، فإنّ المجموعة تضم نحو 300 عنصر، جرى تجنيد العشرات منهم من خلال جهاز مخابرات السلطة الفلسطينية، ومن بينهم عناصر من "تفريغات 2005". وتشير التحقيقات إلى أن أفراد هذه المجموعة يتقاضون رواتب تصل إلى 3 آلاف شيكل شهرياً فوق الراتب الأساسي، وعدد منهم متورط في جرائم قتل وسطو خلال الحرب، بينهم متشددون سابقون وعناصر ذات سوابق أمنية. ووفقاً للمصادر التي تشير إلى أن "بعضهم متورّطون في جرائم قتل وعمليات سطو وسرقة أثناء الحرب، وبعضهم الآخر من التيار التكفيري المعروف بسوابقه الأمنية قبل الحرب". وتورد المصادر أن من بين هؤلاء شخصاً يُدعى ع. ن. كان قد اقتحم عقدة قتالية شمال النصيرات، حيث قتل عدداً من المقاومين، ثم استولى على عتادهم العسكري، وآخر تورّط في جرائم قتل في مدينة دير البلح، حيث قتل شخصاً من عائلة «أ». وبحسب المعطيات المتوافرة، فقد تلقّت المجموعة مبالغ مالية لشراء السلاح من السوق المحلّي، ونجحت فعلياً في تكديس كمّيات من الأسلحة، فيما تتمركز حالياً قرب "موقع صوفا"، على بُعد 300 متر فقط من حدود المنطقة العازلة التي تحوّلت إلى مساحة عمل مفتوحة لها. وتفيد مصادر أمن المقاومة في غزة بأنّ المجموعة تتبع مباشرة لبهاء بعلوشة، أحد أبرز قادة جهاز المخابرات في السلطة، والمسؤول عن التمويل والتسليح والتوجيه المباشر لها، فيما كان لافتاً إعلان عائلة "أبو شباب" براءتها من ياسر، ودعوتها المحيطين به إلى "قتله"، بعدما تبيّن للعائلة أنّه خدعهم حول طبيعة عمله، بادّعاء أن مهمّته تقتصر على تأمين المساعدات الإنسانية. في تصريح سابق له لصحيفة "واشنطن بوست"، أقر أبو شباب بأنه وأقاربه يأخذون مواداً إغاثية من الشاحنات، وفي تصريح آخر لصحيفة "نيويورك تايمز"، أقر أبو شباب بأن رجاله المسلحين ببنادق الكلاشينكوف، هاجموا شاحنات منذ بداية الحرب. في ذات الوقت، زعم أبو شباب أنهم يأخذون مساعدات من الشاحنات "من أجل أن يأكلوا، لا أن يبيعوا"، وزعم أيضاً أنه يقدم الطعام لأسرته وجيرانه. وأنهم لا "يمسون الطعام أو الخيام أو الإمدادات المخصصة للأطفال". وبرر مهاجمته للشاحنات بإلقاء اللوم على حركة "حماس"، واتهمها بأنها كانت تسعى للسيطرة على المساعدات، وفق قوله. وبالتزامن مع تزايد انتشار عمليات النهب لشاحنات الإغاثة، باتت تنتشر على شبكات التواصل عشرات الفيديوهات التي تظهر بيع مساعدات قادمة من منظمات إنسانية بأسعار باهظة، خصوصاً الطحين. كانت الأجهزة الأمنية التابعة لحركة "حماس"، قد سجنت سابقاً أبو شباب بتهم تتعلق بارتكاب جرائم جنائية وتهريب ممنوعات، وتم الإفراج عنه في بداية الحرب الإسرائيلية على غزة المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، وذلك بعدما صار الاحتلال يستهدف المقار الأمنية للحركة. وورد اسم أبو شباب في مذكرة داخلية من الأمم المتحدة، تحدثت عنها صحيفة "واشنطن بوست"، وتذكر المذكرة أن أبو شباب هو الجهة الرئيسية والأكثر تأثيراً في عمليات النهب الممنهجة والواسعة النطاق لقوافل المساعدات التي تدخل إلى غزة. حرمت عمليات السطو على شاحنات الإغاثة عشرات الآلاف من سكان غزة الجائعين من الحصول على المساعدات، لا سيما الدقيق. وجرت عمليات نهب الشاحنات تحت أعين الاحتلال الإسرائيلي الذي يراقب كل حركة في القطاع. وتفاعلاً مع ذلك، أعلنت عائلة "أبو شباب" براءتها من نجلها ودعت إلى تصفيته، بعد انكشاف تورطه في خدمة الاحتلال تحت ستار توزيع المساعدات. وبحسب المصادر الأمنية في غزة، فإن كتائب القسام بدأت بالفعل حملة تصفية مباشرة لعناصر هذه المجموعات، وأدرجت عدداً منهم على قائمة المطلوبين. كما أن المجلس العسكري للقسام اتخذ قراراً مركزياً بإعدام المتورطين في قضايا السطو والخيانة، واعتبر ذلك جزءاً من "عمليات الضرب ضد وحدات الجيش الإسرائيلي" العاملة بواجهات فلسطينية. في موازاة ذلك، تبرز الأنشطة الإماراتية في القطاع كواجهة أخرى لا تقلّ خطورة، بعدما حلّت أبو ظبي محلّ الدوحة في إدارة بعض ملفات الإغاثة. عبر عناوين متعددة، مثل "الهلال الأحمر الإماراتي" و"الفارس الشهم"، تعمل الإمارات تحت إشراف تيار محمد دحلان المعروف بعلاقاته الأمنية الإقليمية والدولية. لكن، وبحسب مصادر مطّلعة، فإن الدور الحقيقي لهذه الأذرع كان أبعد من الإغاثة. فقد تكشّف أن الإمارات جمّعت مخازنها داخل "بركس" موحّد في رفح بناءً على طلب إسرائيلي، في سياق خطة أميركية - إسرائيلية بدأت بتطبيقها منذ نوفمبر الماضي، لحصر السكان في مناطق محددة ضمن "المواصي". المنشأة الإماراتية تضمّت مخابز مستوردة وباصات نقل ومخزوناً غذائياً ولوجستياً كبيراً، لكنها تعرضت للإحراق من قِبل الاحتلال الإسرائيلي، في حادثة طرحت علامات استفهام حول حقيقة دور أبو ظبي. وفي خطوة أكثر إثارة للريبة، كشف المصدر عن كشوفات سفر "مرافقة" مدعومة إماراتياً، خرج بموجبها عشرات الأشخاص غير مصنّفين كمصابين أو مرضى، ما يعزّز المخاوف من تحوّل المساعدات إلى واجهة لتهجير مدنيين، وسط تصريحات إسرائيلية تتفاخر بـ"نجاح عمليات الإجلاء" من غزة. تكشف هذه التطورات عن تحول خطير في مسار المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث يجري توظيفها أمنيًا واستخباريًا لخدمة أجندات الاحتلال وأذرعه الإقليمية، وسط صمت دولي مطبق. ويبدو أن المعركة لم تعد فقط على الجبهات، بل في وجوه الطحين والدواء والنقل، حيث يُصادر الخبز ليُستعمل غطاءً للرصاص. وقبل أيام، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، مساء الجمعة، عن تنفيذ عملية نوعية ضد قوة من "المستعربين" التابعين لجيش الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وقالت الكتائب، في بيانٍ مصور، إن مجاهديها رصدوا تحركات مجموعة من عناصر المستعربين بزيٍّ مدني وهم يتنقلون في مناطق حدودية شرقي رفح، حيث اقتحموا عدداً من المنازل بهدف تنفيذ عمليات ميدانية. وتضمنت اللقطات تفجير مقاتلي القسام منزلا مفخخا في قوة المستعربين شرقي رفح، مما أدى إلى قتلى ومصابين في صفوفهم. ووفق القسام، فقد استخدم الاحتلال عددا من المستعربين في تمشيط المنازل والبحث عن الأنفاق والمقاومين خلال التوغل الإسرائيلي بمختلف محاور قطاع غزة. كما منح جيش الاحتلال -حسب فيديو القسام- المستعربين مهاما أخرى مثل زراعة العبوات وتفخيخ المنازل، إذ يتجولون بعربات مصفحة في مناطق التوغل. وفي السياق ذاته، كشف مصدر أمني في المقاومة لقناة "الجزيرة" أن التحقيقات أظهرت أن هذه القوة تضم عملاء يعملون لصالح جيش الاحتلال، وكانت مكلفة بمهام تمشيط ومراقبة تحركات المقاومين، إضافة إلى نهب المساعدات الإنسانية في المنطقة. وأوضح المصدر أن أفراد القوة ينتمون لما وصفها بـ"عصابة المدعو ياسر أبو شباب"، وتعمل بالتنسيق المباشر مع جيش الاحتلال داخل رفح، مؤكداً أن المقاومة "ستتعامل مع العملاء وغيرهم بحزم كامل، وستعتبرهم جزءاً من الاحتلال مهما تستروا خلفه أو ادّعوا غير ذلك". المصدر / نقلًا عن الأخبار اللبنانية