logo
عن زيارة عباس والسلاح الفلسطيني في لبنان الجديد

عن زيارة عباس والسلاح الفلسطيني في لبنان الجديد

المدنمنذ 2 أيام

حلّ رئيس السلطة ومنظمة التحرير ودولة فلسطين، محمود عباس، هذا الأسبوع ضيفاً في لبنان الجديد ولمدة ثلاثة أيام. الزيارة الطويلة نسبياً بالمعيار الدبلوماسي والمتعلقة بخصوصية وفرادة وتنوع البلد الصغير والجميل والمقاوم تاريخياً على كل المستويات وعلى طريقته، تستحق الترحيب كون عباس هو الرئيس الشرعي وللدقة الرسمي لفلسطين. ومن الأهمية بمكان إعلان تأييد ودعم الجمهورية الثالثة في لبنان الجديد بكل أسسه وقواعده ومحدداته بما في ذلك فرض سلطة الدولة على كامل أراضيها، وحصرية احتكار واستخدام القوة وامتلاك السلاح بما فيه الفلسطيني داخل وخارج المخيمات. ومن هنا أيضاً تأتي أهمية تأييد عباس لذلك مع الانتباه إلى أن ثمة فصائل وحتى فلسطينيين كثر لا يعترفون به كزعيم ما يعني ضرورة البحث عن آليات وتوافق محلية في لبنان، وهي موجودة أساساً عبر لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الرسمية بانتظار بلورة قيادة جديدة شابة وحيوية وديموقراطية نقية من الاستبداد والفساد تنال رضى وتأييد ودعم الفلسطينيين في لبنان كما أماكن تواجدهم المختلفة.
إذن، حلّ الرئيس محمود عباس ضيفاً لدى الجمهورية الثالثة في لبنان الجديد، معلناً تأييده الواضح للأسس والقواعد التي تستند إليها سيرورة قيامة البلاد، بما في ذلك فرض سلطة الدولة الحصرية على كامل أراضيها، وحق احتكار القوة وامتلاك السلاح، إضافة إلى مقاربة ملف اللاجئين الفلسطينيين بلبنان، وتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية ليس مقابل تسليم السلاح، وإنما كحق طبيعي لهم في لبنان إلى حين إيجاد حلّ لقضيتهم العادلة ويكفل عودتهم إلى فلسطين. علماً أن عددهم الآن قرابة ربع مليون، وهو ليس كبيراً بالطبع بعدما كان يلامس حدود النصف مليون قبل عقود مع موجة أو موجات هجرة متعاقبة خلال العقود الأربعة الماضية، وتحديداً منذ خروج منظمة التحرير وقوات الثورة من لبنان إثر اجتياح بيروت 1982، مع ضرورة التذكير مرة بل مرات بالموقف التاريخي السامي للشهيد ياسر عرفات عند الخروج لحماية الثورة ومقاتليها والمدنيين في البلد الجميل والحبيب، كون كل طفل لبناني له حق علينا كما قال أبو عمار حرفياً.
ملف السلاح واللاجئين
عموماً، وقبل الخوض في جوهر ملف السلاح واللاجئين، لا بد من التذكير منهجياً ومبدئياً بحقيقة أن عباس سافر إلى بيروت ليس فقط لإعطاء الشرعية أو دعم سيرورة التغيير في العالم العربي بلبنان الجديد بعد سوريا الجديدة، وإنما كي ينال هو نفسه الشرعية كزعيم للفلسطينيين في مشهد يبدو سوريالياً، حيث يريد عباس القول إنه الممثل الشرعي والحصري للشعب الفلسطيني، مع الانتباه إلى التعقيد والتشابك كون هذا صحيح لمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للفلسطينيين، لكن بالتأكيد ليس للمنظومة والحكومة البتراء فاقدة الميثاقية - وفق المصطلحات اللبنانية - التي تهيمن عليها وتديرها بما في ذلك لجنتها التنفيذية التي يرأسها التسعيني محمود عباس، مع أقرب مساعديه وموظفيه السبعينيين نائبه حسين الشيخ وأمين سرها عزام الأحمد، وبالمناسبة هو أيضاً مسؤول الساحة اللبنانية في مشهد يتجاوز أي منطق وعقل.
والآن وفيما يخص قصة السلاح فلا شك أننا بصدد موقف متقدم لعباس ينسجم مع قناعاته المتجذرة عبر التاريخ كما حساباته الشخصية والفئوية والحزبية بالهيمنة على القرار الفلسطيني.
بالسياق، لا بد من الاشارة كذلك على أن السلاح بات عبء لا ذخر على اللاجئين والقضية، ولا يحميها أو يحميهم، وفقد بالتأكيد صفته المقاومة منذ سنوات بل عقود طويلة. ورأينا مثالاً واضحاً على ذلك في المشاركة بجبهة الإسناد خلال الحرب الأخيرة، كما إطلاق الصواريخ المشبوهة والعبثية ليس لمرة واحدة بل لمرات من قبل خلية تابعة لحماس رغم وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
نزع السلاح
وقبل ذلك وبعده من البديهي أن اللاجئين الفلسطينيين كمقيمين وضيوف مطالبين بالتزام الدستور كما التفاهمات اللبنانية الداخلية الجامعة، التي تبدت في خطاب القسم للرئيس جوزيف عون والبرنامج الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام الأولي بالجمهورية الثالثة بلبنان الجديد، التي نالت تأييد الغالبية الساحقة من اللبنانيين مع إجماع على نزع السلاح الفلسطيني داخل وخارج المخيمات وهو ما حصل جزئياً بالخارج بعد اتفاق الطائف-1990- ثم بشكل كامل بعد سقوط الوصاية الإيرانية ونظام بشار الأسد الذي ارتد إيجاباً على سوريا ولبنان والمنطقة برمتها.
بالبعد الإيجابي لم ينتج عن الزيارة الأقوال وتفاهمات نظرية فقط على أهميتها بل جرى تشكيل لجنة ثنائية لبنانية فلسطينية تعمل إلى جانب لجنة الحوار الرسمية مع وضع جدول زمنى واقعى ومنطقي لنزع سلاح المخيمات، والانطلاق من الأسهل الى الأصعب بداية من مخيمات بيروت ثم طرابلس، ثم تلك الواقعة جنوب نهر الليطاني والمشمولة باتفاق وقف النار ونزع السلاح، وهى مخيمات تهيمن عليها حركة فتح ولن تواجه قصة نزع السلاح فيها مشكلة، تمهيداً للتوجه نحو مخيمات صيدا وتحديداً عين الحلوة باعتباره الجوزة الصلبة، وبالعموم سيخلق نزع السلاح بمخيمات العاصمة والشمال وجنوب الليطاني زخماً وسيرورة تسهل تطبيقها في عين الحلوة، وتضغط على الفصائل الرافضة أو المتحفظة خاصة حماس التي لن تواجه التيار وحدها، خصوصاً مع تآكل هيمنة العسكر على القرار بالحركة وعودتها تدريجياً إلى رشدها كحركة إخوانية ما كان يجب عليها أن تنحو إلى العسكرة -لا المقاومة بكافة أساليبها- لهذه الدرجة، وتنخرط في محور ايران وأذرعها الطائفية.
ملف اللاجئين
جري التوافق كذلك على فتح ملف اللاجئين بالتوازي بعيداً عن المقاربة الأمنية والعسكرية، وحلّ مشاكل متعددة لهم اقتصادية واجتماعية وقضائية وفق القوانين المرعية وسيادة البلاد.
أخيراً وباختصار اتخذ محمود عباس الخطوة الشجاعة الأولى فيما يخص السلاح الفلسطيني في لبنان بالتأكيد، لكن ذلك لا يتيح المجال أمام قيامة وسيرورة فلسطينية لقيادة منظمة التحرير عبر قيادة شابة جديدة، نقية من الاستبداد والفساد كما هو الحال بلبنان الجديد وسوريا الجديدة. حيث أظهرت صور عباس التسعيني الهرم إلى جانب جوزيف عون ونواف سلام وأحمد الشرع التناقض الفاضح والصارخ بين الماضي والمستقبل والغروب والشروق.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

انتخابات رؤساء المجالس البلدية في قضاء الكورة تحت إشراف كاترين الكفوري
انتخابات رؤساء المجالس البلدية في قضاء الكورة تحت إشراف كاترين الكفوري

سيدر نيوز

timeمنذ 28 دقائق

  • سيدر نيوز

انتخابات رؤساء المجالس البلدية في قضاء الكورة تحت إشراف كاترين الكفوري

تتواصل عملية انتخاب رؤساء المجالس البلدية في قضاء الكورة بإشراف قائمقام الكوره كاترين الكفوري في سرايا اميون. ففي بلدية برسا فاز بشار جرجس البستاني رئيسا وسليم جرجي فيجلون نائبا. وعن بلدية راسمسقا فاز سيمون البار نخول رئيسا وادهم زياد عبدو نائبا. وعن بلدية كفريا شلق علي علي شلق رئيسا وكارلوس قبلان نصر نائبا. وعن بلدية بنهران علي عارف حسين رئيسا وجاد عدنان سعيد نائبا.

بالصور: العثور على جهاز تجسس في بليدا وإزالة سواتر ترابية جنوباً
بالصور: العثور على جهاز تجسس في بليدا وإزالة سواتر ترابية جنوباً

سيدر نيوز

timeمنذ 28 دقائق

  • سيدر نيوز

بالصور: العثور على جهاز تجسس في بليدا وإزالة سواتر ترابية جنوباً

في سياق متابعة عمليات المسح الهندسي في المناطق الجنوبية، عثرت وحدة عسكرية مختصة على جهاز تجسس للعدو الإسرائيلي، مموه ومزود بآلة تصوير في خراج بلدة بليدا – مرجعيون، وعملت على تفكيكه. كما عملت الوحدة على إزالة ساترَين ترابيَّين بعد إقامتهما في بلدتَي بليدا وميس الجبل – مرجعيون من قبل العدو. العثور على جهاز تجسس في بليدا وإزالة سواتر ترابية جنوباً — Cedar News (@cedar_news) May 27, 2025 تتابع قيادة الجيش الوضع في الجنوب بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، وسط استمرار العدو الإسرائيلي في انتهاكاته لسيادة لبنان وأمنه، واعتداءاته على اللبنانيين ولا سيما في منطقة الجنوب.

اجتماع بين الهيئات الاقتصادية والبنك الدولي حول دعم القطاع الخاص وزيادة التنافسية
اجتماع بين الهيئات الاقتصادية والبنك الدولي حول دعم القطاع الخاص وزيادة التنافسية

سيدر نيوز

timeمنذ 28 دقائق

  • سيدر نيوز

اجتماع بين الهيئات الاقتصادية والبنك الدولي حول دعم القطاع الخاص وزيادة التنافسية

عقدت الهيئات الاقتصادية اجتماعا مع مديرة التجارة والاستثمار والتنافسية في البنك الدولي الدكتورة منى حداد والمدير الإقليمي للشرق الأوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاري، اليوم في مقر غرفة بيروت وجبل لبنان. وأشارت الهيئات الاقتصادية في بيان، إلى أن 'البحث تطرق إلى البرامج التي ينفذها البنك الدولي في لبنان وبرامج أخرى تتعلق بزيادة تنافسية القطاع الخاص وجذب الاستثمارات'. وألقى الأمين العام للهيئات الاقتصادية نقولا شماس كلمة الهيئات، فعرض 'حاجات لبنان الكبيرة لإعادة بناء بنيته التحتية والخدماتية وزيادة تنافسية اقتصاده، وكذلك في مجال الحماية الاجتماعية لمواجهة الفقر والبطالة'. ودعت الهيئات الاقتصادية 'البنك الدولي إلى إعطاء الأفضلية للشركات اللبنانية على مثيلاتها الأجنبية، في مشاريعه لإعادة إعمار سوري'. وأشار ممثلا البنك الدولي إلى أن 'القيادة الجديدة للبنك الدولي تركز على خلق فرص العمل'، وقالا: 'اعتبارا من أول تموز، سيكون هناك مسؤول يمثل مجموعة البنك الدولي في لبنان'. وكشفا عن 'لقاء للبنك الدولي الأسبوع المقبل مع رئيس الحكومة نواف سلام لمناقشة ما يعرف بورقة سياسة البنك الدولي والتي تعرض رأي البنك الدولي أهم الإصلاحات التي يجب أن تطبق في كل القطاعات، وليس فقط القطاع المصرفي'. وفي نهاية الاجتماع، اتفق الجانبان على 'استمرار التواصل لمتابعة المشاريع المطروحة'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store