
القمم العربية بين الأمس واليوم
لم تعد للقمم العربية أية أهمية وصدى يذكر لدى المواطن العربي بعد ان فقدت بريقها واهميتها وثوريتها وقوتها برحيل الزعامات والقادة العرب الكبار الذين عرفوا بثوريتهم وروحهم القومية من أجل وحدة الأمة العربية والقضية الفلسطينية أمثال ، الزعيم عبد الناصر، والسادات ، وياسر عرفات ، وبومدين ، والقذافي ، فقد تحولت القمم العربية الى مجرد اجتماعات ولقاءات باهتة لا طعم لها ولا لون ولا رائحة! ، تعقد كل سنتين وبشكل دوري في هذه العاصمة العربية وتلك ، لا أحد يعلم بانعقادها وحتى بانتهائها!وبقدر ما انعقادها لا يهز شعرة من أعداء الأمة العربية ،فبنفس الوقت كان انعقادها لا يحرك ساكنا لدى المواطن العربي! ، المهموم بمشاغله وبحياته وبكيفية تدبير معيشتهوتمشية حياته اليومية ، بعد أن صار يقينا لديه بأن الأمة العربية هي أسوء أمة أخرجت للناس! بسبب من حكامهاالظلمة وقسوتهم وجبروتهم وطغيانهم وعمالة الكثير منهم! ،وبالتالي لا خير ولا أمل يرتجى منهم ولا من قممهم . فمنذ انعقاد أول قمة عربية في قصر (أنشاص) في مصر بدعوة من الملك فاروق للفترة من 28 – 29/ مايو/ من عام 1946 ،لتدارس أوضاع البلاد العربية وموضوع فلسطين! وانتهاءبالقمة ( 34) الأخيرة التي عقدت في بغداد السبت الفائت الموافق 17/5/2025 ، وبعد مرور 79 عاما بين انعقاد أول قمة وآخر قمة ، نجد العرب قد ضاعوا وتفرقوا أكثر وازدادوا تخلفا وتمزقا واختلافا ، ووصل بهم الحال أن تحاربوا وتقاتلوا فيما بينهم واصبحوا أعداء بعضهم البعض! ، ولم تعد تجمعهم رابطة الدم واللغة والدين ، حيث لم يعد فيها أية معنى لديهم! . وبعد ان كانت أمريكا وبريطانيا والامبريالية العالمية وإسرائيل هم أعداء الأمة ، وبعد أن كانت الجماهير العربية تهتف ( أمريكا ضد العرب شيلوا سفارتها!) ، صارت القمم العربية الأخيرة تعقد بأوامر أمريكا وبحضور رئيسها شخصيا! ، فما الذي جرى؟ وأي تبدل هذا؟ ، وأي انتصار حققته أمريكا وإسرائيل على العرب !؟ ، فبعد 79 سنة أصبحت أمريكا هي من تقرر عقد القمة؟ وأين؟ ومن الذي يحضر؟ ومن الذي لا يحضر!؟ .ومن الطبيعي أن خيانة غالبية زعماء الأنظمة العربية وعمالتهم لأمريكا ولأسرائيل هو السبب وراء ما أصاب الأمة العربية من تراجع وتشتت وتمزق وهزال . ومن الطبيعي أن ينعكس ذلك التغيير والتبدل والتراجع في مواقف الأمة العربية على القضية الفلسطينية التي كانت تمثل محور وجوهر انعقاد كل القمم العربية ، فضاعت هي الأخرى! ، بين تدخل هذه الدولة ، ورأي ونصح الدولة الأخرى ، حتى تيقن الجميع وأولهم أهل فلسطين نفسها! بأن غالبية الزعامات والقيادات العربية تاجرت بالقضية الفلسطينية من أجل مصالحهم الشخصية والسياسية الفئوية الضيقة! ، ومن أجل بقائهم على كراسي الحكم أطول مدة !؟ ، مما أدى بالتالي الى تمزق القضية الفلسطينية من الداخل وتعدد فصائلها المقاومة! فهذا الفصيل يتبع لهذه الدولة وذلك الفصيل يستلم أوامره من تلك الدولة! ، حتى وصل بهم الأمر للتقاتل فيما بينهم! . لقد اختزلت القضية الفلسطينية بكل تاريخها ونضالها وجراحاتها وتضحياتها بصورة ومشهد مدينة غزة التي تذبح يوميا ويباد أهلها ويدفنون تحت التراب بدم بارد منذ اكثر من سنة ونصف من قبل إسرائيل وأمريكا ، ومعهم الأنظمة العربية العميلة الجبانة والمطبعة مع إسرائيل ، فبعد 79 عاما استطاعت إسرائيل أن تفرق العرب أكثر مما كانوا هم متفرقين! ، بعد أن وجدت لديهم الاستعداد للفرقة والعمالةوأن يكونوا أعداء بعضهم البعض! ، وما قمة بغداد التي انعقدت أخيرا وما جرى فيها من تداخلات ومواقفواحراجات! ، ناهيك عن التمثيل النسبي والصوري لغالبية الزعماء والقادة العرب وخاصة ( دول مجلس التعاون الخليجي!) حيث أرسل الجميع من ينوب عنهم! ، ألا دليل واضح على عمق الخلافات التي تعصف بهذه الأمةوصعوبة حلها! ، حتى ينتابك أحساس بان حضور من حضروا جاء من باب ذر الرماد في العيون كما يقال !! ،وبالتالي فقمة بغداد لم تكن قمة استثنائية ، كما أطلق عليها وكما كان يراد لها! ، نعم كانت استثنائية بالفشل!!وبشهادة غالبية السياسيين والمتابعين للشأن العراقي من العرب والأجانب . فالقمة لم تكن كما كنا نتصورها ونريدها ، فقد تركت غصة كبيرة من الألم لدى العراقيين بما فيهم البسطاء من الناس ، الذين لم يجدوا أي مبرر لعقدها! ،وعبر الشارع العراقي عن سخطه وألمه على أن الأموال التي صرفت من أجل التهيئة لانعقادها ، كان هو أولى بتلك الأموال! ، وكانت قمة الألم في هذه القمة الاستثنائية لدى العراقيين هو تبرع العراق بمبلغ 40 مليون دولار الى كل من غزة ولبنان!! ، بالوقت الذي يعيش أكثر من ثلث العراقيين تحت خط الفقر!! ويسكنون العشوائيات ، ناهيك عن موضوع تامين الرواتب الشهرية للموظفين والمتقاعدين التي تعاني الدولة من صعوبة تأمينها شهريا!! ، حيث يرى العراقيين أن قمة بغداد كانت استثنائية ببهرجتها الخارجية وبالبذخ الذي لا مبرر له!. والسؤال ماذا عملت هذه القمة؟ وماذا قدمت من حلول للمشاكل والأزمات والخلافات العربية؟ وماذا عملت وماذا قدمت للقضية الفلسطينية؟ فمشروع استكمال أبادة وتهجير الفلسطينيين من أهالي غزة يسير كما هو مخطط له!! ، وموضوع حل الدولتين الذي طالما نادى به القادة العرب أصبح في طي النسيان! فقد استطاعت إسرائيل وأمام هذا الصمت العالمي لكل المجازر التي ارتكبتها وترتكبها أن تغير موازين المعركة!! في غزة وفي سوريا ولبنان ، حيث توسعت كثيرا بعد أن استولت على الكثير من الأراضي على حساب هذه البلدان! . أخيرا نقول : بالأمس وأثناء انعقاد مؤتمرات القمة كانت خطابات الزعامات العربية التاريخية وهم في أوج قوتهم وعنفوانهمومواقفهم وصراخهم وعنادهم ، كانت توصف من قبل المراقبين والمحللين السياسيين ، تارة بالخطابات العنترية التي لم تقتل ذبابة! ، وتارة توصف خطابات الزعماء وصراخهم ، بأنهم ظاهرة صوتية لا يخاف منها!! ، ومرات ومرات كتبوا عن قرارات القمم بعد انتهائها العبارة الشهيرة ، ( أتفق العرب على أن لا يتفقوا!) ، وصار الشارع العربي صغيرهم وكبيرهم ، يتندر على هذه العبارة! ، فاذا كانت تلك القمم وبوجود أولئك الرؤساء توصف بتلك الأوصاف ؟! ، فيا ترى ماذا سيقولون وماذا سيوصفون قمم اليوم!!؟.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 10 دقائق
- شفق نيوز
مفوضية حقوق الإنسان: 40% من مواطني البصرة لا يمتلكون مساكن
شفق نيوز/ كشف مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في البصرة، يوم الأربعاء، عن ارتفاع نسبة الفقر في المحافظة، مؤكداً أن 40% من مواطني البصرة يفتقرون للخدمات الأساسية ولا يمتلكون مساكن خاصة بهم. وقال مدير المكتب مهدي التميمي لوكالة شفق نيوز، إن "الفرقاء السياسيين في البصرة، سواء من هم في الحكم أو من لم يصلوا إليه بعد، مطالبين بضرورة أن يكون محور الاختلاف السياسي في المحافظة قائماً على مدى وصول الحقوق الأساسية لمواطنيها، وليس وفقاً لمصالح انتخابية آنية". وأكد التميمي أن "أكثر من 40% من سكان البصرة ما زالوا لا يمتلكون سكناً كريماً ويفتقرون للخدمات الأساسية، ونسب الفقر في المحافظة قد تتجاوز إلى 40%، إذا ما تم اعتماد معيار الدخل السنوي الذي تعتمده دول العالم، ومنها الدول النامية، في تفسير الفقر"، مؤكدًا أن "هذه الأرقام تعكس أزمة اقتصادية حقيقية تتطلب تدخلاً عاجلاً". وأشار إلى أن "البصرة تعاني من نسب تلوث خطيرة في الماء والتربة والهواء، تصل في بعض المناطق إلى أكثر من 50%، ما يشكل تهديداً مباشراً على الصحة العامة، بالتزامن مع ارتفاع معدلات الأمراض الاجتماعية، والتطرف الفكري والديني، وظهور جرائم هجينة". وبيّن أن "هناك إهمالاً كبيراً لمنظومة بناء الإنسان في المحافظة، إلى جانب تدهور واضح في البيئتين التربوية والصحية، وهو ما لا يتناسب مع حجم وثروات وتاريخ محافظة البصرة التي يُفترض أن تكون نموذجاً للتنمية والاستقرار الإنساني". ووفقاً لاحصائيات حكومية، فإن عدد سكان البصرة يقدر بـ3.5 مليون نسمة، بمعدل نمو 2.9 أي أكثر من معدل النمو الوطني وهو 2.4، وتمثل البصرة 9% من سكان العراق وتأتي بعد بغداد ونينوى بالترتيب، كما أن معدلات البطالة والفقر فيها عالية نسبة إلى ما تمتلكه من موارد وإمكانيات هائلة من نفط وموانئ وتجارة دولية حيث تأتي بالمرتبة الرابعة بالبطالة بعد نينوى والمثنى وذي قار بنسبة 21.8%.


ساحة التحرير
منذ 20 دقائق
- ساحة التحرير
ماذا يفعل بنا العدو الأمريكي ؟محمد سيد أحمد
ماذا يفعل بنا العدو الأمريكي ؟! بقلم / د. محمد سيد أحمد منذ اندلاع موجة الربيع العربي المزعوم في نهاية العام 2010 وبداية العام 2011 ونحن نكتب ونتحدث ونحذر من ألاعيب العدو الأمريكي، ولم نترك منبر إعلامي سواء مقروء أو مسموع أو مرئي أتيحت لنا من خلاله فرصة الكتابة أو الحديث إلا وأكدنا على أن العدو الأمريكي هو الذي يخطط لهذه المؤامرة الكبرى على منطقتنا العربية، وأن هذا العدو لديه مشروع استعماري جديد يحمل مسمى الشرق الأوسط الكبير أو الجديد، وهو مشروع يستهدف إعادة تقسيم وتفتيت منطقتنا العربية، وهذا المشروع الاستراتيجي للعدو الأمريكي ليس بجديد، فقد وضع مخططاته مستشار الأمن القومي الأمريكي في حكومة الرئيس جمي كارتر، المفكر الاستراتيجي بريجينسكي في الفترة من ١٩٧٧ حتى ١٩٨١، والذي استعان بالمفكر الصهيوني برنارد لويس ليرسم له خرائط تقسيم المنطقة على أسس طائفية ومذهبية وعرقية، وتم اعتماد المشروع وميزانيته في جلسة سرية بالكونجرس الأمريكي في عام ١٩٨٣، وهذا المشروع الاستراتيجي للعدو الأمريكي تم تنفيذ بعض أجزائه في العراق والسودان وليبيا واليمن وسورية، ولا زال يواصل تنفيذه ولا يمكن أن تتراجع عنه الإدارة الأمريكية أبداً، وكل من يأتي إلى البيت الأبيض عليه أن يسير نحو تحقيق الهدف المنشود. وبنظرة سريعة على ما تم انجازه من مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد يمكننا القول أن العدو الأمريكي الذي بدء مشروعه مبكراً في العراق أحد أهم الدول العربية النفطية والتي كانت تمتلك كل مقومات النهوض والتنمية والتقدم، حيث وجد العدو الأمريكي ضآلته في الرئيس العراقي صدام حسين الذي استلم الحكم في ١٦ يوليو ١٩٧٩، وبعد ما يقرب من أربعة عشر شهر أوعزوا له بغزو إيران ودخل في حرب طويلة استمرت من ٢٢ سبتمبر ١٩٨٠ وحتى ٢٠ أغسطس ١٩٨٨، وعرفت هذه الحرب بحرب الخليج الأولى، ولم يمضي سوى عامين حتى أوعز العدو الأمريكي مرة ثانية لصدام حسين بغزو الكويت في ٢ أغسطس ١٩٩٠، وكانت هذه الجريمة بداية التدخل العسكري الأمريكي المباشر في المنطقة، حيث بدأت حرب الخليج الثانية لاسترداد الكويت في ١٧ يناير ١٩٩١، وبحلول ٢٨ فبراير ١٩٩١ كان الجيش العراقي قد دمر واستعيد استقلال الكويت، وبذلك تحقق جزء من حلم الصهاينة بالقضاء على أحد أهم وأكبر جيوش المنطقة، وظل التربص بالعراق مستمر حتى جاء الغزو الأمريكي للعراق في ١٩ مارس ٢٠٠٣ والذي عرف بحرب الخليج الثالثة والتي على أثرها انتهت العراق وقسمت فعلياً، ولم تعد حتى اليوم. مع انطلاق موجة الربيع العربي المزعوم وفي ظل النيران المشتعلة في تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية، يتفاجأ الجميع في ٩ يوليو ٢٠١١ بإعلان جنوب السودان دولة مستقلة في أعقاب الاستفتاء الذي حصل على موافقة بنسبة ٩٨.٨٣٪ من الأصوات، وبالطبع دعم هذه الخطوة العدو الأمريكي الذي يسعى لتقسيم وتفتيت الوطن العربي، وبذلك أصبحت جنوب السودان دولة عضو في الأمم المتحدة، ودولة عضو في الاتحاد الأفريقي، وفي يوليو ٢٠١٢ وقعت جنوب السودان على اتفاقيات جنيف، ومنذ إعلان الاستقلال وجنوب السودان يعاني من الصراع الداخلي، واعتباراً من ٢٠١٦ لديها ثاني أعلى درجة على مؤشر الدول الهشة (الدول الفاشلة)، ولم يكتفي العدو الأمريكي بذلك بل دعم في ١٠ أبريل ٢٠١٩ الانقلاب العسكري على حكم الرئيس عمر البشير أحد أدواتهم المساهمة في تقسيم السودان وانفصال الجنوب، ولم تستقر الأوضاع حيث اشتعلت النيران من جديد في ١٥ إبريل ٢٠٢٣ بين شركاء الأمس وأعداء اليوم القوات المسلحة السودانية التي يقودها رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع تحت قيادة قاطع الطريق محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي، والتي تحولت لحرب أهلية مدمرة لازالت تأكل الأخضر واليابس، وترشح السودان لانقسامات جديدة. وفي قلب الربيع العربي المزعوم قام العدو الأمريكي باستهداف ليبيا العربية، حيث قام بانتزاع قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) عسكرياً في ليبيا، وبدأ الهجوم في ١٩ مارس ٢٠١١، وصمدت ليبيا ثمانية أشهر تحت القصف الصاروخي المجرم، وفي ٢٠ أكتوبر ٢٠١١ تم اغتيال القائد الليبي معمر القذافي والتمثيل بجثته أمام الرأي العام العالمي في مشهد مأساوي يندى له الجبين الإنساني، ومنذ ذلك التاريخ اندلعت أعمال العنف بين مليشيات مختلفة تابعة للعدو الأمريكي وأعضاء حلف الناتو المتصارعين على تقسيم الكعكة الليبية، وقسمت ليبيا فعلياً على الأرض، ولازالت النيران مشتعلة حتى اليوم، وأصبحت ليبيا التي كانت أحد أهم الدول العربية النفطية تصنف على أنها دولة فاشلة، بفضل التدخل العسكري الكارثي لحلف الناتو بقيادة العدو الأمريكي. وفي إطار الربيع العربي المزعوم كانت اليمن مستهدفة بقوة، ففي ١١ فبراير ٢٠١١ حرك العدو الأمريكي النشطاء الحقوقيين في صنعاء مطالبين برحيل الرئيس علي عبدالله صالح، واستمرت النيران مشتعلة لمدة عام تقريباً، انتهت باتفاق برعاية مجلس التعاون الخليجي وبدعم من مجلس الأمن والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بنقل السلطة لنائب الرئيس عبد ربه منصور الهادي مقابل حصانة علي عبدالله صالح ومساعديه من الملاحقة على الجرائم المرتكبة أثناء رئاسته، وفي ٢١ فبراير ٢٠١٢ انتخب عبد ربه منصور الهادي رئيساً انتقالياً لمدة عامين، ولم تستقر الأوضاع في اليمن واندلعت الحرب الأهلية وفي ٢٠ يناير ٢٠١٥ فرض الحوثيون على عبد ربه منصور الهادي إقامة جبرية بعد سيطرتهم على صنعاء، ثم تمكن من الفرار، ثم بدأ التحالف العربي هجوماً عسكرياً في ٢٦ مارس ٢٠١٥ ضد الحوثيين عرف بعاصفة الحزم التي انتهت بهدنة وقعت في ٢ إبريل ٢٠٢٢ برعاية الأمم المتحدة، ولازالت النيران مشتعلة بالداخل اليمني وشبح التقسيم يطارد أهلها، وتصنف اليمن بأنها دولة فاشلة. وفي سياق الربيع المزعوم ذاته خاضت سورية العربية أعنف معركة في تاريخها وتاريخ أمتنا العربية، فعلى مدار ١٤ عام صمدت خلالها صموداً أسطورياً في مواجهة العدو الأمريكي وأدواته، وتمكن الجيش العربي السوري من تجفيف منابع الإرهاب المدعوم أمريكياً، لكن الحصار الاقتصادي الرهيب كان أكثر فاعلية، حيث أدى في النهاية مع تخلي الحلفاء إلى سقوط الدولة بشكل دراماتيكي غريب وسريع، ومنذ إعلان سقوط النظام في ٨ ديسمبر ٢٠٢٤، تحرك العدو الصهيوني للقضاء على الجيش العربي السوري، وفي ذات الوقت احتلال الجنوب السوري، وقسمت سورية فعلياً بين العدو الأمريكي والصهيوني والتركي. ولم يكتفي العدو الأمريكي بما فعله بنا خلال السنوات الماضية، بل جاء رئيسه في زيارة للمنطقة خلال هذا الأسبوع، وتسابقت الدول التي قام بزيارتها بمنحه جزء من ثروات شعوبهم، ووقف هو بمنتهى الوقاحة والبجاحة ليفرض شروطه على الجميع، ولعل أهم ما أسفرت عنه زيارته هو التأكيد على الصفقة السورية، فقد أحضر الإرهابي الدولي أبو محمد الجولاني الذي كانت بلاده قد أعلنت أن تنظيمه تنظيماً إرهابياً وأنها سوف تمنح من يدل على مكانه ١٠ ملايين دولار، وذلك في عام ٢٠١٧ أثناء ولاية المعتوه ترامب الأولى، واليوم يستقبله ويصفه بأنه 'رائع وشاب يافع وماضيه قوي جداً'، وبذلك تنكشف الجريمة في حق سورية، فالجولاني سينفذ تعليمات ترامب، حيث أكد على قبوله الانضمام للاتفاقيات الإبراهيمية وتطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني، وبذلك يكون العدو الأمريكي قد تمكن من تحقيق جزء كبير من مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد، فهل سنقف متفرجين حتى يستكمل ما تبقى من مشروعه ؟!، أم أن المارد العربي سوف تكون له كلمة أخرى، كما حدث في محطات كثيرة عبر التاريخ، اللهم بلغت اللهم فاشهد. 2025-05-21


ساحة التحرير
منذ 20 دقائق
- ساحة التحرير
هل يستوجب إصرار الأحزاب القابضة على السلطة في العراق تدخلًا عسكريًا خارجيًا؟وليد الحيالي
هل يستوجب إصرار الأحزاب القابضة على السلطة في العراق تدخلًا عسكريًا خارجيًا؟ بقلم: وليد الحيالي منذ سقوط النظام السابق في 2003، والعراق يعيش تحت قبضة منظومة سياسية مشوهة، تتغذى على المحاصصة، وتُدار وفق منطق الولاء قبل الكفاءة، والغنيمة قبل الدولة. سيطرت أحزاب ما بعد الاحتلال على مقدرات البلاد تحت شعارات الديمقراطية، لكنها سرعان ما حولتها إلى واجهة لسلطة مغلقة، قائمة على الزبائنية والفساد وتكميم الأفواه. ومع تصاعد خيبة الأمل الشعبية، وتآكل الأمل بالتغيير السلمي، يتساءل البعض، ولو همسًا، عن جدوى انتظار إصلاح داخلي، ويتجه تفكيره نحو الحلول القصوى، ومنها التدخل العسكري الخارجي. إن طرح هذا الخيار، رغم فجاجته وخطورته، ليس وليد خيال منفصل عن الواقع، بل هو تعبير عن يأس دفين، يعيشه العراقي البسيط الذي ينهشه الفقر وتخذله الدولة. لكن السؤال الأهم ليس: هل هذا التدخل ممكن؟ بل: هل هو مشروع؟ وهل سيؤدي فعلًا إلى إنقاذ الشعب؟ التدخل العسكري: تجربة مريرة لا تُحتمل تكرارها لقد خَبِرَ العراقيون التدخل العسكري الأجنبي بجميع وجوهه، وكان أكثرها كارثية الغزو الأميركي عام 2003. فقد جاء ذلك التدخل تحت راية 'تحرير الشعب'، لكنه فَكَّكَ الدولة، ودمر مؤسساتها، وفتح الأبواب أمام الفوضى، والطائفية، والإرهاب، والفساد. خرج الأميركيون بعد سنوات دامية، وتركوا العراق في حالة يرثى لها، منهكًا، فاقدًا لبوصلته الوطنية، تتجاذبه الولاءات الإقليمية. فأي منطق سيبرر تكرار هذه التجربة؟ وأي ضمان أن يكون التدخل القادم مختلفًا؟ إن القوى الخارجية، أيا كانت، لا تتحرك بدوافع أخلاقية أو إنسانية، بل بمصالحها الجيوسياسية. وما يُصدَّر على شكل 'إنقاذ' هو غالبًا إعادة تشكيل للمشهد بما يخدم خارطة مصالح جديدة. هل هناك بديل؟ نعم، هناك بدائل، لكنها شاقة وتتطلب صبرًا ووعيًا جماعيًا طويل النفس. في مقدمتها: • تصعيد الضغط الشعبي السلمي، كما فعلت انتفاضة تشرين المجيدة، التي كشفت زيف الطبقة السياسية، وأعادت بناء الوعي الشعبي على أساس مدني ووطني. • التدويل السياسي السلمي عبر استثمار أدوات القانون الدولي، وتوثيق الانتهاكات، ومطالبة المجتمع الدولي بعقوبات موجهة ضد الفاسدين ومجرمي السلطة. • إعادة بناء العقد الاجتماعي، من خلال حراك وطني حقيقي، يتجاوز الطوائف والمكونات، ويؤسس لدولة مواطنة. المعركة الحقيقية: استعادة الإرادة المعركة ليست بين شعب وأحزاب فحسب، بل بين وعي يريد التحرر، ومنظومة تريد إبقاءه أسيرًا. التدخل الخارجي ليس خلاصًا، بل استبدال لهيمنة بهيمنة. أما خلاص العراق، فسيأتي من أبنائه، حين يتحول الغضب إلى مشروع، واليأس إلى تصميم، والاحتجاج إلى بديل سياسي ناضج. لقد خسرنا الكثير بتجربة الاحتلال. فلنخسر اليأس هذه المرة، ولنربح الوطن. 2025-05-21