
لماذا لا تفرج إيران عن كلّ أوراقها دفعة واحدة؟
الحرب مفاجآت. لا يفرج أطرافها عمّا في جعبتهم دفعة واحدة. حقّقت "إسرائيل" أكبر مفاجآتها في العدوان المباغت على إيران يوم 13 حزيران/يونيو الماضي. أحدث ذلك أضراراً جسيمة ومهّد لسيطرة إسرائيلية على الأجواء الإيرانية.
استخدمت "إسرائيل" ورقتها الذهبية، لكنّ مفاعيل ما أعدّته وزرعته منذ سنوات، وما حقّقته من ضربتها الابتدائية، ما زالت مستمرة. حالياً تتمتّع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بتفوّق جوي واستخباراتي تجاه إيران، يشمل المراقبة الفضائية بحيث تتتبّع الأقمار الصناعية كلّ تحرّك في الأجواء الإيرانية ومحيطها. كما تنفّذ الطائرات المسيّرة والحربية مهام استخباراتية وهجومية مستمرة تشمل ضرب الدفاعات الجوية الإيرانية، وتدمير الرادارات وملاحقة منصات إطلاق الصواريخ البالستية والفرط صوتية لتعطيلها.
هذه الهيمنة الجوية تحدّ من حرية المناورة في الجانب الإيراني، وتقلّص من كثافة العمليات المضادة الصاروخية والجوية. لكن إذا تمكّنت طهران من إدخال منظومات دفاع جوي جديدة حيّز العمل بطريقة ما، أو نجحت في استهداف منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي، الأمر الذي أشار إليه حرس الثورة في بياناته الأخيرة، فإنّ من شأن ذلك أن يغيّر شكل المعركة.
تصلح الخلاصة آنفة الذكر في حال لم تنخرط واشنطن بشكل مباشر في الحرب ضدّ إيران. يتّبع الرئيس الأميركي دونالد ترامب غموضاً مقصوداً ويبدّل مواقفه باستمرار في إطار حرب نفسية تنطوي على سقوف عالية وعلى خطاب من غطرسة القوة قلّ نظيره. لكنّ ترامب ليس إلهاً.
سجلّه حافل بمواقف عالية السقف تراجع عنها لاحقاً. عندما يتيقّن أو يشتبه في أنّ انخراطه في الحرب سيكون ذا كلفة عالية كما توعّده المرشد الإيراني علي خامنئي، فإنه سيفكّر في الأمر ثلاث مرات بدل مرتين.
حتى الآن واشنطن لم تخسر شيئاً من هذه المواجهة، ولا يضير ترامب كثيراً أن يحمّل الكلفة إلى نتنياهو في نهاية هذه الحرب، بينما في حال انخرط صاحب شعار "أميركا أولاً" فإنه سيضطرّ إلى تحمّل عواقب مغامرة ستكون لها تبعات على وضعه الداخلي قبل أي شيء آخر، إلا إذا كان هناك المزيد من المفاجآت في جعبة أميركا.
في الساعات الأخيرة نقلت "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين أنّ ترامب يريد التأكّد من أنّ ضرب منشأة فوردو ضروري حقاً ولن يجرّ الولايات المتحدة الى حرب طويلة الأمد. كما أوردت "سي بي أس" الأميركية عن مصدر أمني ومسؤول في البنتاغون أنّ ترامب أرجأ قرار الضربة في حال تخلّت إيران عن برنامجها النووي، ما يشير، في حال صحّت هذه المعلومات، إلى أنّ الأخير بدأ يتنازل عن سقوفه العالية وعن خطابات "الاستسلام" و"الإذعان".
الولايات المتحدة، بصفتها المدير الخفي للمعركة، أعدّت سيناريوهات تمتد من التدخّل المحدود إلى المواجهة الشاملة، وتقود قراراتها ببرودة أعصاب وفقاً لتطوّرات الميدان وفعّالية الضربات الإيرانية وكفاءة الأداء الإسرائيلي.
تدور الحرب في الخفاء بقدر ما تدور في العلن. يشمل هذا الأمر، إضافة إلى المفاجآت غير المفعّلة، معارك لا تعكسها الشاشات، كما يشمل كلّ ما أُعدّ من خطط وبدائل وإجراءات وأصدقاء محتملين. صحيح أنّ إيران تعرّضت إلى عملية خداع استراتيجي بمشاركة فعّالة من دونالد ترامب باغتها فجر يوم الجمعة الماضي، لكن ليس صحيحاً أنها لم تعدّ العدّة منذ وقت طويل لمثل هذا اليوم وللمواجهة الدائرة حالياً.
في خضمّ ذلك تتوقّف مسارات الحرب أمام مفترق حاسم يتمثّل بإمكانية دخول واشنطن بشكل مباشر على خط المواجهة، وهو احتمال أبقاه ترامب على طاولة الخيارات، أقلّه في العلن.
في حال الانكفاء عن ذلك أو في حال الانخراط، سيقود كلّ من الاحتمالين إلى نتائج تغيّر وجه الشرق الأوسط، لكن ليس بالضرورة كما يريده نتنياهو رغم أنه احتمال قائم، لكن ربما في صورة معاكسة تماماً تعيد الأمور إلى مربّع يوم 7 أكتوبر 2023.
إذا صمدت إيران تنتصر، وإذا لم تسيّل "تل أبيب" كلّ إنجازتها الأمنية والعسكرية إلى نتائج سياسية ملموسة تخسر، خصوصاً إذا استمرّ هطول الصواريخ الإيرانية عليها.
ما زال في أيدي "إسرائيل" أوراق قوة، أبرزها كان وما زال مظلّة الحماية الأميركية. تمتلك "إسرائيل" أيضاً رؤوساً نووية وتتفوّق على معظم جيوش المنطقة بإمكاناتها التقنية والعسكرية. لكنها في المقابل تعاني من نقاط ضعف غير بسيطة من السذاجة تجاهلها.
- تدمير البنية النووية الإيرانية واستئصال البرنامج النووي، بما في ذلك ما يصفه العدو بـ "البرنامج السرّي".
- تقويض القدرات الصاروخية الإيرانية عبر استهداف المخازن والمصانع وأجزائها، لتعطيل البرامج الباليستية والتكتيكية.
- استهداف أركان وأصول النظام الإيراني البشرية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، تمهيداً لتغيير طبيعة الحكم وإسقاط النظام، وفق ما تلمّح إليه تصريحات نتنياهو وقادة العدو.
19 حزيران 10:59
19 حزيران 10:53
لم تدفع إيران بكلّ أوراقها الرابحة إلى المعركة بعد. لهذا الأمر أسبابه التي تتعدّد بدءاً من إمكان حصول أضرار في الجانب العملياتي الذي يتحكّم بالأصول الاستراتيجية، كما تتحسّب طهران لإمكانية دخول واشنطن الحرب بشكل مباشر.
لكنّ الأهمّ يتعلّق بطريقة إدارة الحرب وخدمة أهدافها الاستراتيجية، إذ من الواضح أنّ طرفي الصراع يخوضان المعركة من منظورين مختلفين: منظور إسرائيلي هدفه الأقصى إسقاط النظام ومواجهة صفرية بات من الصعب التراجع عنها، ومنظور إيراني يبدو حتى الآن أنه يسعى إلى جرّ "تل أبيب" بشكل تدريجي إلى حرب استنزاف ورفع أكلاف عدوانها بما يؤدّي إلى إفشال أهدافها، ليس فقط أمام الإقليم والشعب الإيراني، إنما أيضاً أمام الرأي العامّ الإسرائيلي.
من هذا المنطلق، تعمد طهران إلى إطلاق رشقات مقنّنة ومحسوبة، فيما تحاول "إسرائيل" الزجّ بكلّ قدراتها ودفع ترامب إلى دخول المعركة لحسمها في وقت مبكر. من دون شكّ فإنّ أيّ قرار أميركي بدخول الحرب سيترك تداعياته وتبعاته الخطرة، ليس على المنطقة فحسب، إنما أيضاً على العالم بأسره.
إذا كان هناك من عِبر خلّفها المرور الكثيف والثقيل للتاريخ في ذاكرتنا خلال أكثر من عقد، فإنّ من بينها عدم التسرّع أو الاستسلام لموجات الحرب النفسية المتولّدة من زخم الضربة الأولى. الاحتمالات ما زالت حتى الساعة مفتوحة، وأمامنا نموذجان من الحروب الحديثة على مقربة من جغرافيا المنطقة يمكن الاسترشاد فيهما:
الحرب الروسية الأوكرانية، وهي نموذج الحرب الطويلة التي يتضافر فيها عامل الاقتصاد بشكل بارز مع سائر العوامل السياسية والاجتماعية والنفسية والتسليحية، إضافة إلى القدرة على الصمود، وتأمين خط إنتاج مستمر من الأسلحة والذخائر. هذا النموذج يصعب أن تتحمّله "تل أبيب" بسبب ضعف تكوينها البنوي، وبسبب عاملي التاريخ والجغرافيا اللذين يميلان إلى كفّة إيران.
الحرب الأذربيجانية الأرمنية، وهي نموذج الحرب الخاطفة والحاسمة التي تفضّلها "إسرائيل" بسبب عدم طاقتها على احتمال حرب لمدة طويلة. قد يُشار إلى أنّ ذلك يتعارض مع واقع الحرب الطويلة التي يخوضها الكيان في وجه محور المقاومة في المنطقة منذ 7 أكتوبر، لكن يختلف الأمر تماماً بين ما يحصل في غزة وما حصل مع حزب الله، وبين ما يحصل الآن مع طهران.
في الحالة الأولى تمارس "إسرائيل" مذبحة يومية، والحالة الثانية أرادتها "إسرائيل" حرباً مباغتة حاولت فيها تحييد القدرات الاستراتيجية لحزب الله ونجحت إلى حدّ كبير لتصطدم بصمود بري أعاق خططها واضطرّها إلى إيقاف الحرب بعد شهرين عندما وجدت أنّ المقاومة في لبنان عادت من جديد لتشكّل تهديداً على جبهتها الداخلية.
أما في الحالة الإيرانية فالوضع مختلف تماماً، إذ رغم السيطرة الجوية والإطباق الاستخباري الأميركي والإسرائيلي (وربما الأطلسي) ما زالت تتعرّض الجبهة الداخلية الإسرائيلية لهجمات دقيقة ومحدّدة ومؤثّرة يصعب أن تتحمّلها "إسرائيل" لوقت طويل، من دون أن تنضمّ الولايات المتحدة إلى الحرب.. أو توقفها.
في هذا السياق يبرز مغزى ما رمى إليه المرشد الإيراني علي خامنئي عندما قال إنّ دخول الولايات المتحدة إلى جانب الكيان الإسرائيلي في العدوان على إيران هو مؤشّر ضعف هذا الكيان، لافتاً في ثاني خطاباته في خضمّ الحرب على إيران إلى أنّ الأميركيين يعلمون أنّ تدخّلهم في العدوان الإسرائيلي سيلحق بهم ضرراً كبيراً، أكبر من الضرر الذي يمكن أن يلحق بإيران.
تتمثّل استراتيجية إيران الردعية في التصعيد المدروس بدل الاندفاع العشوائي، وتعتمد على حرب استنزاف طويلة الأمد، تقوم على إدخال أسلحة جديدة وتصعيد تدريجي لاستنزاف العدو نفسيّاً وجغرافيّاً وزمنيّاً. كما تشمل استراتيجية الردع الإيراني حساباً دقيقاً للطرف الأميركي.
الاثنين الماضي، زعم سلاح الجو الإسرائيلي أنه دمّر نحو ثلث منصات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية. إذا سلّمنا بذلك جدلاً، فهذا يعني أنّ العدد الأكبر من المنصات ما زال في الخدمة، وقادر على تشكيل تهديد حقيقي على الكيان، كما تؤكّد الوقائع اليومية ذلك.
من دون الأخذ بعين الاعتبار قدرة طهران على تعويض خسائرها وترميم قدراتها العسكرية، فإنّ الإمكانات وأوراق القوة التي ما زالت بحوزتها تدفع إلى التشكيك وعدم الركون إلى مزاعم تفيد بأنّ الحرب حُسمت، وهي مزاعم تُستشف من تصريحات نتنياهو وترامب.
أوراق القوة الإيرانية لا تنحصر في هذا المضمار بالتاريخ والجغرافيا والقدرة على الصمود، كما بالقدرة على إغلاق مضيق هرمز والتأثير في الاقتصاد العالمي، واستهداف المصالح والأصول الأميركية في المنطقة.
مجموعة من الدول الوازنة تبرز على هذا الصعيد وتتحسّس خطراً من احتمال انكسار إيران أو انهيار نظامها، الأمر الذي من شأنه أن يخلّ بتوازنات المنطقة وبالأمن القومي لهذه الدول، كما بمصالحها الاستراتيجية والاقتصادية المباشرة. لا يقتصر الأمر، على دول جوار إيران مثل تركيا التي تعتبر نفسها الهدف التالي بعد طهران، أو باكستان النووية التي تخوض نزاعاً مستمراً مع الهند، بل على مجتمع الدول الكبرى وعلى رأسها الصين وروسيا اللتان تنخرطان مع إيران بمعاهدات للشراكة الاستراتيجية، ولا يستبعد أن تعمدا إلى تقديم مساعدات معيّنة إليها بعيداً من الأضواء.
في هذا الإطار، يبدو تصريح وزارة الخارجية الروسية الأربعاء الماضي غريباً من الوهلة الأولى، إذ يحذّر أميركا من تقديم مساعدات عسكرية مباشرة لـ "إسرائيل"، أو حتى مجرّد التفكير في الأمر، فهل تقف وراء الصياغة الدبلوماسية هذه رسالة مشفّرة؟ أم تكتفي روسيا بدعم سياسي فقط لإيران في ظلّ انكفاء عن دعم فعلي لحلفائها كما حدث في سوريا؟
وكالة "بلومبرغ" نقلت الثلاثاء الماضي عن مصدر وصفته بأنه مطلع على مواقف الكرملين، بأنّ موسكو لا تعتزم تقديم أيّ دعم دفاعي لطهران. لكنّ مصدراً أمنياً مطلعاً أفاد قناة الميادين بأنّ واشنطن و"تل أبيب" تواصلان عملياتهما النفسية من خلال بثّ أخبار كاذبة حول التعاون بين إيران وبين روسيا، وأنهما غاضبتان للغاية من التعاون الاستخباراتي والعسكري الواسع والقائم بين موسكو وطهران.
سوف يكون النصر من نصيب من يسيطر على إيقاع المواجهة بينما يخسر من يصرخ أولاً في معركة عضّ الأصابع. تشي التطوّرات الميدانية حتى الآن أننا في خضمّ حرب غير قصيرة تتضاءل فيها فرص الحسم السريع ويبدو أنّ المعركة مرشّحة للاستنزاف الزمني، إلا إذا قرّر ترامب وقف الحرب والتفاوض بناء على النتائج التي تمّ تحقيقها حتى الآن.
في خضمّ ذلك تحاول إيران رغم الأضرار التي تكبّدتها إعادة توازن الردع بما يشمل توظيف كامل أدواتها الصاروخية والإلكترونية لتثبيت معادلات القوة، في مقابل محاولة إسرائيلية لتثبيت تفوّق الردع.
سيناريوهات التصعيد تعتمد على حرب الظلّ التي تشمل تبادل صواريخ وطائرات مسيّرة وهجمات إلكترونية.
التدخّل الأميركي المباشر تتعزّز فرصه إذا سنحت فرصة لإسقاط النظام، وسوف تقابله محاولة استهداف مصالح حيوية أميركية في المنطقة، وأزمة طاقة عالمية متوقّعة نتيجة إغلاق مضيق هرمز، ما يرفع كلفة النفط ويعيد ترتيب أولويات القوى الكبرى.
الوضع داخل إيران ليس سهلاً حيث تواجه الأخيرة عدة مستويات وجبهات خفية في الحرب، يظهر منها فقط رأس جبل الجليد. بهذا المعنى فإنّ محاولات الاغتيال وإطلاق المسيّرات والأعمال الأمنية ما زالت مستمرة.
تواجه إيران بشكل أساسي ثلاثيّاً؛ أميركا وبريطانيا و"إسرائيل"، من دون أن ننسى تصريح المستشار الألماني، بحيث أسست هذه الأطراف منظومات أمنية متعدّدة وخلايا تجسّسية في الداخل الإيراني، كما على امتداد جغرافية جبهة المقاومة، الأمر الذي يستدعي تعزيز الجهد الأمني والاستخباراتي. لكن رغم أنّ الاغتيالات تصيب منظومة القيادة والسيطرة الإيرانية بالضرر، فإنّ قدرة حرس الثورة على التعافي سريعاً مشروط باتخاذ الاحتياطات اللازمة.
تعتمد الحرب الحالية إلى حدّ كبير على عاملي الإرادة والزمن، تراهن إيران فيها على صمود شعبها، وقوة إمكاناتها، وتماسك نظامها، وحكمة قيادتها، بينما تتحرّك "إسرائيل" وأميركا بدهاء وحذر خشية الانزلاق في استنزاف طويل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ ساعة واحدة
- الميادين
رضائي: استخدمنا أقل من 5% من طاقتنا الكامنة ولدينا أوراق كثيرة...
أعلن عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي أنّ بلاده أطلقت 400 صاروخ و600 طائرة مسيّرة حتى الآن في اتجاه الكيان الإسرائيلي، مشيراً إلى أنّ ذلك أدى إلى سقوط 50 قتيلاً وأكثر من 2000 جريح.


الميادين
منذ 3 ساعات
- الميادين
وسائل إعلام إسرائيلية: دوي صفارات الإنذار مجدداً بعد رصد تسلل طائرة مسيرة في منطقة البحر الميت
وسائل إعلام إسرائيلية: دوي صفارات الإنذار مجدداً بعد رصد تسلل طائرة مسيرة في منطقة البحر الميت


الميادين
منذ 3 ساعات
- الميادين
باكستان: خشية من صعود الجماعات المسلحة عند الحدود إذا "تزعزع استقرار إيران"
أعرب قائد الجيش الباكستاني، عاصم منير، عن قلق بلاده من أن يستغل انفصاليون و"متشددون" عند الحدود الباكستانية - الإيرانية أيّ "انهيار للسلطة في إيران". وفي وقتٍ يواصل الاحتلال عدوانه على إيران ويحاول زعزعة استقرارها، رحبت بعض الجماعات المسلحة عند تلك الحدود بالعدوان الإسرائيلي، ورأت في ذلك "فرصة عظيمة". كذلك، أعربت باكستان عن قلقها من مهاجمة "إسرائيل" للمنشآت النووية في إيران، وقد جاء ذلك في اجتماع لمنير مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، هذا الأسبوع. وناقش الاجتماع ملف إيران مع تأكيد الجانبين على "أهمية حل الصراع"، بينما قال ترامب "إنهم غير راضين عن كل شيء"، في إشارة إلى وجهات نظر باكستان بشأن الحرب على إيران. اليوم 02:33 اليوم 01:40 ونددت باكستان بالعدوان الإسرائيلي على إيران ووصفته بأنه انتهاك للقانون الدولي. وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، شفقت علي خان، إنّ "ما يحدث في إيران الشقيقة يمثل لنا قضية خطيرة للغاية". وأضاف أنّ ذلك "يعرض الهياكل الأمنية الإقليمية بأكملها للخطر، ويؤثر علينا بشدة". ويُعدّ استقرار إيران مسألة حيوية لباكستان، نظراً للحدود الطويلة والمفتوحة بين البلدين، خصوصاً في إقليم بلوشستان الذي يشهد نشاطاً لجماعات مسلحة وانفصالية. وبالتالي فإن أي اضطراب أمني في إيران قد يؤدي إلى تصاعد التهديدات عبر الحدود، وتعتمد إسلام آباد على تعاون طهران في ضبط الحدود ومنع تهريب السلاح والمسلحين. لذلك، ترى باكستان أن أمن إيران جزء لا يتجزأ من أمنها الداخلي. وترد إيران على العدوان الإسرائيلي المستمر عليها ضمن عملية "الوعد الصادق 3"، مستهدفةً بالصواريخ البالستية والمسيّرات مواقع عسكرية واستراتيجية للاحتلال على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة. ورغم محاولات الاحتلال زعزعة أمن إيران الداخلي عبر عدوانه، إلا أن الحرب على إيران زادت من الالتفاف الشعبي حول القيادة والقوات المسلحة، وسط تظاهرات ووقفات داعمة لخيار المواجهة والثأر لدماء الشهداء.