logo
آفاق جديدة لصناعة السينما السعودية.. مؤتمر النقد السينمائي بنسخته الثالثة تحت شعار "السينما.. فن المكان"

آفاق جديدة لصناعة السينما السعودية.. مؤتمر النقد السينمائي بنسخته الثالثة تحت شعار "السينما.. فن المكان"

مجلة هيمنذ 3 أيام
استكمالًا لمساعي هيئة الأفلام في إثراء المشهد السينمائي المحلي، ومواصلة لجهودها في تطوير البنية الثقافية لصناعة السينما في المملكة بما يواكب تطلعات المشهد السينمائي السعودي المتجدد، أعلنت الهيئة عن انطلاق النسخة الثالثة من مؤتمر النقد السينمائي وملتقياته، تحت شعار "السينما.. فن المكان"، في خطوة تؤكد التزامها ببناء حراك نقدي ومعرفي يُعزّز حضور السينما السعودية كصناعة فنية راسخة تنبع من المكان وتحتفي به.
تعد المعارض الفنية المتخصصة ضمن فعاليات المؤتمر
أعلنت هيئة الأفلام عن انطلاق الدورة الثالثة من مؤتمر النقد السينمائي وملتقياته، تحت شعار "السينما.. فن المكان"، ضمن جهودها المتواصلة لتطوير البنية الثقافية لصناعة السينما في المملكة.
يضم المؤتمر معارض فنية متخصصة
ويأتي هذا المؤتمر ليعكس التزام الهيئة ببناء مشهد نقدي يتجاوز المفهوم التقليدي للفعاليات إلى إرساء بنية معرفية تفاعلية تجمع النقاد، والباحثين، وصناع الأفلام، والمواهب السعودية الصاعدة من خلال برنامج شامل يضم جلسات معرفية، وورش عمل تطبيقية، ومعارض فنية متخصصة.
انطلاق مؤتمر النقد السينمائي في نسخته الثالثة في ثلاث محطات ثقافية
جانب من افتتاح المؤتمر في نسخة سابقة
من المقرر انطلاق الدورة الثالثة من مؤتمر النقد السينمائي وملتقياته في ثلاث محطات ثقافية على امتداد المملكة، تشمل منطقة عسير في أغسطس المقبل، ومحافظة القطيف في أكتوبر، وتختتم في نوفمبر بالعاصمة الرياض.
ومن خلال انعقاده في مناطق ثقافية متنوعة حول المملكة، يجسّد المؤتمر رؤية هيئة الأفلام في جعل النقد السينمائي عنصرًا فاعلًا من عناصر صناعة السينما المحلية، لا مجرد نشاط مواكب لها.
مؤتمر النقد السينمائي تحت شعار "السينما.. فنّ المكان"
مؤتمر النقد السينمائي
وتحمل نسخة هذا العام شعار "السينما.. فنّ المكان"، ليفتح المؤتمر أفقًا للحوار حول العلاقة المتبادلة بين السينما والمكان، بوصفها علاقة ترسيخ هوية، وتمثيل سردي، وتأمل بصري، ليثري كل منهما الآخر تاريخيًا، حيث سيستعرض المؤتمر تجسيد المكان في السينما كرمز ومرآة للواقع، أو كنافذة للخيال، بما يفتح بابًا واسعًا للمقاربات النقدية والفلسفية المتنوعة.
تطوير صنعة النقد السينمائي في المملكة والمنطقة
يخلق المؤتمر منصة سنوية فعالة لإثراء حقل النقد السينمائي
ويمثل المؤتمر مساحة حوارية تسهم في تطوير صنعة النقد السينمائي في المملكة والمنطقة، وفتح نوافذ تواصل مع التجارب العالمية، مع التركيز على تمكين جيل جديد من الكتّاب والنقّاد عبر برامج تدريبية وممارسات مهنية منهجية، كما يسعى إلى بناء جسور مستدامة بين الممارسين والأكاديميين، وتعزيز الثقافة السينمائية لدى الجمهور باعتبار النقد جزءًا جوهريًا من تطور الصناعة.
علما بأن النسخة السابقة من المؤتمر قد شهدت حضورًا تجاوز 10 آلاف زائر من أكثر من 30 دولة، بمشاركة ما يزيد عن 35 جهة محلية ودولية، إلى جانب نقّاد ومخرجين وباحثين سينمائيين بارزين، وبنسخته السابقة واصل المؤتمر تعزيز مكانته الفريدة كمنصة تحتفي بالحركة النقدية السينمائية في المنطقة.
مؤتمر النقد السينمائي
يشارك في المؤتمر نسخة من الشخصيات الفنية والثقافية
يُذكر بأن مؤتمر النقد السينمائي يعد إحدى أبرز الفعاليات التي تقدمها هيئة الأفلام، حيث يقدم وبشكل سنوي وبمعايير دولية كمؤتمر رئيسي عام وملتقيات متخصصة تقام في مدن متعددة بأرجاء المملكة العربية السعودية، ويجمع المختصين وغير المختصين في مجال النقد السينمائي وثقافة الفيلم لتبادل الخبرات وتعزيز المشاركة الوطنية والإقليمية والدولية في الحوارات الدائرة حول الطرق والمستجدات في مجال النقد ومفاهيمها وتطبيقاتها.
يفتح المؤتمر نوافذ تواصل مع التجارب العالمية
وتتضمن أبرز أهداف المؤتمر بشكل عام دعم جهود المنظومة الثقافية الوطنية في تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية الفكرية على الصعيد العالمي، وتمكين مجتمع النقاد السينمائيين الناشئ من عرض نشاطهم الفكري وتوفير فرص الاحتكاك والتفاعل مع خبرات عالمية، بالإضافة إلى ترسيخ مفهوم النقد والتحليل السينمائي بشكل خاص والفني والثقافي والفكري بشكل عام مما يساهم في تقبل الجمهور المتخصص والعام لهذه الممارسات المهمة في فضاء الأفلام الوطني، وكذلك خلق منصة سنوية فعالة لإثراء حقل النقد السينمائي وتنميته بشكل واسع ومستدام مع جعله نقطة تواصل سلسة بين المتخصصين السعوديين والدوليين.
الصور من موقع وحساب هيئة الأفلام.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد مرور 22 عامًا على عرضه.. تامر حبيب يكشف مفاجأة عن فيلم سهر الليالي
بعد مرور 22 عامًا على عرضه.. تامر حبيب يكشف مفاجأة عن فيلم سهر الليالي

مجلة سيدتي

timeمنذ ساعة واحدة

  • مجلة سيدتي

بعد مرور 22 عامًا على عرضه.. تامر حبيب يكشف مفاجأة عن فيلم سهر الليالي

على الرغم من مرور 22 عامًا على عرضه، كشف الكاتب والسيناريست تامر حبيب مفاجآة عن فيلمه " سهر الليالي"، والذي يُعد طفرة في تاريخ السينما المصرية؛ وهي أن كل القصص بالفيلم هي قصص واقعية لمجموعة من أصدقائه، وذلك خلال حلوله ضيفًا في بودكاست "فايق ورايق" مع الإعلامي إبراهيم فايق. تامر حبيب: "سهر الليالي قصص أصدقائي وأحدهم سبني" تحدث الكاتب والسيناريست تامر حبيب عن كواليس فيلمه " سهر الليالي"، كاشفًا عن سرًا وهو أن القصص التي عرضت في الفيلم واقعية لمجموعة من أصدقائه، حيث قال: "وأنا بكتب الفيلم كنت متأكد إنه مش هيتنفذ وهيترفض بسبب جرأته، خصوصًا إنه أتكتب في وقت كانت السينما النظيفة هي المسيطرة". وتابع حبيب: "فكرة البطولة الجماعية ماكنتش منتشرة، والكوميدي كان هو السائد، وبعض الأكشن اللي كان بيقدمه السقا، وكتبته لمتعتي الشخصية، ومكانش في بالي إنه ينجح بالشكل ده". وأوضح تامر حبيب: "أنا فضحت 25 من أصحابي في هذا الفيلم، حكاياتهم جمعتها وطلعت بقصص الـ 8 اللي أتعرضوا في الفيلم، وعزمتهم على العرض الخاص وتفاجئوا وهم قاعدين بيتفرجوا على الفيلم إنه دي القصص بتاعتهم وفي مشاهد من الفيلم واخدها كوبي بيست من حكايات صحابي". وأكمل حبيب موضحًا أن أحد أصدقائه قد شتمه بسب نقله لمشكلة كاملة من حياته الشخصية بتفاصيلها داخل أحداث الفيلم، حيث قال: "لدرجة أن واحدًا من أصدقائي وقتما شاهد الفيلم في العرض الخاص؛ وهو الذي جسد الفنان فتحي عبد الوهاب شخصيته داخل الفيلم، شتمني وقالي مش هحكيلك حاجة تاني، أنت نقلت الخناقة التي حدثت بيني وبين زوجتي نصًا، وذلك عندما اكتشفت خيانتي لها". اطلعوا على تامر حبيب معلقًا على أزمة منة شلبي الأخيرة.. "أسود أيام حياتي" تامر حبيب: "المخرج داود عبد السيد شجعني على كتابة سهر الليالي" وعن نجاح الفيلم الذي لم يكن يتوقعه، قال تامر حبيب: "لم أكن أتوقع نجاحه أو عرضه من الأساس وكان أول كتاباتي، ولكن أعتقد أن سبب نجاح الفيلم هو صدقه ولإنه حر، وقد آمن بنجاحي الأستاذ داود عبد السيد، وهو الذي شجعني على كتابة الفيلم وخاصة لأني كنت أعاني من الإحباط بعد توقف مشروعين لي". مضيفًا: "عندما ذهبت له وأخبرته أنني أعاني من الإحباط، قال لي محبط إيه أنا علشان أعمل أول فيلم ليا كتبت 10 سيناريوهات، وقال لي أكتب لمتعتك الشخصية، فأنا كنت كاتب هذا الفيلم وأنا متأكد أنه مش هيتعرض، فبكتب وأنا صادق وحر جدًا غير متخوف من الرقابة أو جماهيريًا، ونزل الفيلم ونجح ولم يحذف منه أي مشاهد". فيلم "سهر الليالي" تبدأ أحداث الفيلم في الليلة التي يجتمع فيها الجميع في حفل يوم ميلاد ابنة أحدهم "خالد- فتحي عبدالوهاب" و"بيري- منى زكي"، وفي هذه الليلة تقع خلافات بين الأزواج وزوجاتهم؛ حيث إن حياتهم العاطفية شديدة التوتر، يجتمع الرجال الأربعة، ويقررون ترك القاهرة ومشاكلها، والسفر إلى الإسكندرية للاستمتاع وإعادة حساباتهم. وشارك في العمل الكثير من النجوم، من بينهم: منى زكي، أحمد حلمي ، شريف منير، حنان ترك، علا غانم، فتحي عبدالوهاب، وغيرهم, ومن تأليف تامر حبيب، وإخراج هاني خليفة. كان أول أعمال منى زكي التي قدّمتها وهي مرتدية الحجاب: فيلم "سهر الليالي"، والذي قدّمته عام 2003؛ حيث جسّدت دَور "بيري" زوجة الفنان فتحي عبد الوهاب ضمن أحداثه، وهو فيلم دراما رومانسي، يحكي عن أدق التفاصيل والخبايا في حياة أربعة من الأزواج الأصدقاء. تامر حبيب يكشف تحضيره للجزء الثاني من "سهر الليالي" وعلى هامش حضوره حفل توزيع جوائز Joy Awards 2025، كشف السيناريست تامر حبيب عن أعماله الفنية الجديدة، وذلك خلال تصريحات تلفزيونية؛ حيث قال: "سأعيش صحوة فنية في العام الجديد 2025، حيث أُحضر للجزء الثاني من فيلم سهر الليالي، ولكن بأبطال جدد وسنناقش مشاكل العصر الحالي". قد يعجبكم لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».

مصطفى غريب نجم "الشاطر" لمجلة الرجل: بدأت بالكتابة.. والأكشن ليس مجالي
مصطفى غريب نجم "الشاطر" لمجلة الرجل: بدأت بالكتابة.. والأكشن ليس مجالي

الرجل

timeمنذ 6 ساعات

  • الرجل

مصطفى غريب نجم "الشاطر" لمجلة الرجل: بدأت بالكتابة.. والأكشن ليس مجالي

في حواره مع مجلة "الرجل"، كشف الفنان مصطفى غريب عن ملامح تجربته السينمائية الجديدة من خلال فيلم "الشاطر"، الذي يُعد أحد أبرز الأعمال المنتظرة هذا العام، لما يجمعه من مزيج بين الأكشن والكوميديا الاجتماعية. ويشارك في بطولة الفيلم نخبة من نجوم السينما المصرية، يتقدمهم النجم أمير كرارة، تحت قيادة المخرج أحمد الجندي، المعروف بتقديم أعمال تتسم بالإيقاع السريع والطرح الكوميدي المتوازن. منذ الإعلان عن المشروع، لفت "الشاطر" الأنظار بتركيبته الدرامية التي تمزج بين التشويق والعلاقات الإنسانية، في إطار قصة تدور داخل بيئة شعبية نابضة بالحياة، حيث يطغى الطابع الحركي وتتخلله لمسات ساخرة تعكس واقع الشباب المصري من زوايا متعددة. شخصية "فتوح" في فيلم الشاطر يجسد مصطفى غريب في الفيلم شخصية "فتوح"، وهو مدرب رياضي يعمل في صالة ألعاب، ويعيش حياة غير تقليدية تجمع بين الاستقلال والانغماس في الأجواء العائلية. تتميز الشخصية بخلفية اجتماعية خاصة، حيث يرافق والدته في أغلب تفاصيل يومه، ما يخلق له شبكة علاقات غير معتادة مع صديقاتها ومعارفها. ويُصوَّر "فتوح" كشخص شديد الارتباط بصديقه المقرب "أدهم"، ويشاركه في معظم مواقف الفيلم، سواء في لحظات التورط أو الهروب أو المواجهة. وتقدَّم الشخصية من منظور كوميدي قائم على المفارقة، إذ تأتي تحركاته وردود أفعاله دائمًا خارج التوقعات، ما يجعله عنصر توازن بين الحدّة الحركية للأحداث والطرافة اليومية في حياة الأبطال. عرض الفيلم وتوسّع حضوره يشهد فيلم "الشاطر" حضورًا لافتًا على الساحة السينمائية منذ بدء عرضه في دور العرض المصرية والعربية، وقد حظي باهتمام خاص بعد انطلاق عروضه في مدينة دبي، التي تُعد منصة رئيسية للأفلام العربية الحديثة. يُنتظر أن يحقق الفيلم انتشارًا أوسع في منطقة الخليج، بدعم من التفاعل الإيجابي الذي حظي به من الجمهور المصري. يعكس "الشاطر" التوجه الجديد للسينما المصرية، القائم على المزج بين الأكشن والكوميديا دون التضحية بجودة السرد أو عمق الشخصيات، وهو ما يمنحه قابلية أكبر للنجاح الجماهيري. ومن خلال هذه المشاركة، يواصل مصطفى غريب تعزيز مكانته كأحد أبرز الوجوه الشابة في المشهد الفني المعاصر، عبر أدوار تعكس التنوع والجرأة في اختيار الشخصيات.

عن زهرات المنفى وبريق الأمهات في مهرجان عمان السينمائي 2025
عن زهرات المنفى وبريق الأمهات في مهرجان عمان السينمائي 2025

الشرق السعودية

timeمنذ 6 ساعات

  • الشرق السعودية

عن زهرات المنفى وبريق الأمهات في مهرجان عمان السينمائي 2025

مع تجاوز منتصف العقد الأول من عمر مهرجان عمان الدولي (أول فيلم) المعني بالتجارب الأولى لصناع الأفلام، شهدت الدورة السادسة من المهرجان التي اختتمت مؤخراً، منافسة 7 أفلام وثائقية ضمن مسابقة الفيلم الوثائقي الطويل، والتي تبارى فيها على جائزة السوسنة السوداء لأفضل فيلم 6 مخرجين في أعمالهم الأولى. من المغرب "أمك. أمي"، ولبنان "نحن في الداخل" و"فتنة الحاجبين"، والأردن "احكي لهم عنا" و"أم المدارس"، وسوريا "وقت مستقطع 22"، بالإضافة إلى مصر التي شاركت بفيلم المخرج بسام مرتضى "أبو زعبل 89"، وهو عمله الثاني، لكنه انضم إلى المسابقة في تنافس على جائزة أفضل مونتاج أول، والتي حصل عليها المونتير المصري أحمد أبو الفضل. من بين الأفلام السبعة المشاركة استطاع المغربي "أمك. أمي" للمخرجة سميرة الموزغيباتي، والأردني احكي لهم عنا لرند بيروتي، واللبناني نحن في الداخل لفرح القاسم أن يحصدوا جوائز المسابقة هذا العام (أفضل فيلم مناصفة بين المغربي واللبناني) وجائزتي لجنة التحكيم والجمهور للفيلم الأردني، بينما حصل "أبو زعبل 89" على جائزة اتحاد النقاد الدولي، وهي المرة الثانية التي يحصل عليها، بعد أن حصدها في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عقب عرضه الأول في الشرق الأوسط. وكما هو ظاهر، فالحضور النسائي يرفرف على جوائز المسابقة هذا العام، أربع جوائز لثلاثة أفلام من أصل خمس جوائز يمنحها المهرجان سنوياً، مع الأخذ في الاعتبار أن جائزة السوسنة ذهبت مناصفة في هذه الدورة لفيلمين، وكلاهما من إخراج صانعات أفلام. الكاميرا وبريق الأمهات تبدو الأمهات عنصراً مشتركاً وحاضراً في تجليات متعددة ضمن الأفلام الفائزة بالمسابقة هذا العام، في الفيلم المغربي "أمك. أمي" يبدو العنوان صريحاً بلا مواربة أو حاجة للتأويل، هذا فيلم يتحدث عن العلاقة مع الجذور عبر شخصية الأم – أم المخرجة – التي بسبب مأساة عائلية تنفصل شعورياً ووجدانياً عن بناتها – أخوات المخرجة – وتقرر سميرة عبر وسيط الصورة أن تعيد إنتاج رحلة العائلة وصولاً إلى لحظة الأزمة ثم تفجرها بمواجهة الأم مع البنات، حيث توقفت الأخوات عن مناداة أمهن بلقبها المعتاد – الوالدة – وأصبحت فقط تخص سميرة – والدتك – ومن هنا يأتي العنوان على لسان سميرة (أمك. أمي) موجهة خطابها إلى أخواتها؛ أي أن أمهن واحدة! وفي المقابل، تلعب فرح القاسم في فيلمها "نحن في الداخل" دور الأم البديلة للأب الشاعر الطرابلسي العجوز بعد عودتها عبر سنوات الغياب والمنفى الاختياري، هكذا نراها وهي تحلق له رأسه وتعاونه في إدارة نشاط نادي الشعر الخاص به، تطمئنه أمومياً تجاهها، مما يجعله يستريح من قلقه الشعري الغريزي ويفتح لها خزائن ذاكرته ودفاتر أيامه حكياً وشعراً ونثراً أمام الكاميرا. أما رند بيروتي في فيلمها "احكي لهم عنا"، فأول ما تفعله مع مجموعة الفتيات التي قررت أن يكونن محط المعايشة والدراسة الوثائقية لحياتهن، من بين آلاف الفتيات الهاربات اللائي يعشن في المنفى الإجباري، بعد أن تركن بلادهن العربية الممزقة، نقول أول ما تفعله هو أن تتفق معهن على إعادة إنتاج مشاهد علاقتهن مع أمهاتهن، وكيف تنظر الأمهات من جيل ما قبل الهجرة واللجوء إلى واقع بناتهن، وسط خضم الغربة الجغرافية والاغتراب المكاني والنفسي عن الأصول والجذور الأولى، سواء كانت اجتماعية أو عاطفية أو حتى متخيلة. ولا ننسى، وسط قراءتنا للأفلام الثلاثة، أن نشير إلى البريق الساطع لحضور الأم في فيلم "أبو زعبل 89"، حيث تلعب أم المخرج بسام مرتضى دوراً محورياً هائل التأثير والأثر سواء على أسلوب حكي القصة أو إعادة بناء لحظات الماضي التي انطلق منها المخرج في محاكمته لأبيه – المناضل اليساري المحبوس في سجن أبو زعبل عام 89 إثر حركة عمالية غاضبة تجاه السلطة الرأسمالية الغاشمة – وكيف أن لحظة زيارة الأب مع الأم في ذلك العام البعيد شكّلت تحولًا يصعب احتواؤه على نفسية وعقل وشخصية المخرج نفسه، هذا التحول الذي ظلت الأم جزءاً لا يمكن طمسه أو المرور عليه، دون أن يكون لشهادتها وحكيها كل هذا الثقل الشعوري والدرامي في الفيلم. تلمع الأفلام الأربعة الفائزة ببريق الأمهات على اختلاف درجات الحضور والتوظيف والتأويل، والملاحظ في الأفلام الأربعة أن وسيلة الحصول على التواصل أو الاتصال المباشر أو غير المباشر أو استدعاء الماضي أو الولوج إلى أعمق الأقبية الداخلية في نفوس الشخصيات يأتي عبر الكاميرا أو صناعة الفيلم نفسه! وأن البريق الذي يشع من كيان الأم في كل تجلياته – حتى وهي غائبة أو ممثلة كما في الفيلم الأردني أو مجازية كما في الفيلم اللبناني الذي تقوم فيه المخرجة نفسها بدور الأم لأبيها – هذا البريق تلتقطه الكاميرا ضمن عملية المكاشفة عبر السينما، فالأفلام الأربعة تقريباً يستخدم صناعها السينما كأكثر من مجرد عملية إبداعية أو أداة تعبير أو توثيق، بل يتجاوز الأمر في أفلام مثل "أمك. أمي" و"أبو زعبل 89" ونحن في الداخل إلى مواجهة الذات ومحاولات الاستشفاء أو إصلاح ما أفسدته أزمنة سابقة متراكمة وثقيلة، أو تحقيق الأحلام المستحيلة واستشراف المستقبل كما في احكي لهم عنا. الأرشيف واللغة المحكية لا يمكن غض الطرف عن توظيف اللغة المحكية والأرشيف في الأفلام الفائزة بالمسابقة، وإن اختلفت أشكال الأرشيف واختلفت تجليات اللغة. في "أمك. أمي" ثمة اعتماد كبير على الأرشيف العائلي المصوّر لأسرة المخرجة، مادة هائلة يصعب تصور كيف استطاعت أن تسيطر عليها مونتاجياً وتعيد إنتاجها دون رطانة أو إسهاب أو وقوع في فخ النوستالجيا، عشرات الدقائق من حفلات أعياد الميلاد والزفاف والتجمعات العائلية التي شكّلت جزءاً مهماً من سؤال الماضي الذي يتم محاكمة الأم من خلاله! الفيلم بالأساس يبدأ بمشهد أرشيفي، وتختلط فيه الأزمنة بصورة تتلاشى معها الحدود ما بين السابق والحاضر، وهو تلاشٍ متعمد لعجن الزمن ككل في كتلة واحدة ثقيلة تُشعر المتفرج بحجم وطأة الأزمة التي تعيشها عائلة المخرجة والمحاولات المضنية عبر صناعة الفيلم في منح الأم فرصة للدفاع عن نفسها ومصالحة بناتها في الماضي قبل المستقبل. ولا يمكن أيضاً تجاهل عنصر لغة الحوار بين الشخصيات في الفيلم والتي تغلب عليها الفرنسية بشكل كبير نظراً لكون العائلة تعيش بين هويتين، المغربية – بحكم الأصول – والفرانكفونية – بحكم ميراث الاستعمار والجغرافيا والثقافة – اللغة هنا هي عنصر مهم من عناصر تشريح الأسرة المغربية الذي تجريه المخرجة، وليس المقصود بها أداة ولكن جزء، أي أنها مثل الأرشيف المصوّر، من الصعب أن تكتمل رؤية الفيلم دون النظر إلى اللغة الفرنسية على اعتبار أنها جزء من تكوين العائلة وأزمتها الثقافية والاجتماعية. وفي "احكي لهم عنا" تبدو اللغة ليس فقط جزءاً من حاضر الشخصيات – زهرات المنفى من الفتيات العربيات المراهقات اللائي يعشن مع أسرهن اللاجئة إلى ألمانيا – حيث يتوجب عليهن أن يدرسنها ليس فقط من أجل أن يدرسن بها، ولكن كجزء من برنامج اللجوء للانخراط في المجتمع من ناحية وكوسيلة دعم ومواجهة لكونهن غريبات على مجتمع يقبلهن على مضض. تتنوّع استخدامات اللغة في الفيلم ما بين العربية والألمانية، تعتمد المخرجة الشابة على نوع مختلف من الأرشيف، حيث لا تستعين بصور أو مواد مصورة للشخصيات – والتي غالباً لا يتوفر لديهن هذا النوع من الأرشيفات كونهن لاجئات جاءت أسرهن ربما بما عليهن من ملابس – حيث تصنع لهن المخرجة أولاً أرشيفاً من حاضرهن المعاش نراه في البداية كجزء من التعريف بهن شكلياً وعمرياً واجتماعياً على الأقل. ثم عبر إعادة تمثيل بعض المواقف التي سبق وأن حدثت لهن – مع أمهاتهن مثلاً أو مع فتيات ألمانيات ممن يتسمن بالعنصرية ضدهن – تتنوع اللغة هنا بين العربية والألمانية، صحيح أن العربية تغلب – بشكل متعمد كجزء أساسي في وصف هويتهن الأصلية وأرشيفهن النفسي والثقافي – إلا أن حضور الألمانية أيضاً يعزز من الحاضر الذي يعشنه، ويمتد عبر أسلوب وثائقية المعايشة – أي تتبعهن على مدار سنوات بالتعايش معهن ورصد تطورات حياتهن – إلى الوقوف على شكل مستقبلهن القريب وعن بوابات الحياة العملية والمهنية اللاتي شرعن في المرور عبرها. تبدو إعادة بناء المواقف تمثيلياً من قبل البنات لعبة أرشيف ذكية من المخرجة، وربما تفسر سر حصول الفيلم على جائزة الجمهور، حيث إن الفتيات يتسمن بقدر كبير من الحيوية والمواهب الدفينة والتصالح مع الحياة والقوة النفسية في مواجهة ماضٍ مؤلم وحاضر هش – يتحرك بين قوسي العنصرية والخوف من الترحيل كما نرى في مشاهد تعرض بعضهن للتنمر بسبب الحجاب واللغة العربية – وبالطبع مستقبل مجهول – بحكم كونهن لاجئات من أسر لاجئة. تستغل المخرجة لعبة ورش التدريب على الرسم أو الغناء أو التمثيل للقفز فوق الشكل التقليدي للأسئلة والبوح، حيث تعمل الورش على استخراج ما بداخلهن بصورة سلسة وغير تقليدية، بل تستثمر رند فكرة الورش من أجل تحقيق أحلام البنات – التي تبدو ظاهرياً مستحيلة – في مغامرة سينمائية تستحق الإشادة، كونها استغلت إمكانيات الفيلم في تجسيد الأحلام – والسينما بالمناسبة هي أقرب الفنون تعبيرية في القدرة على أن تجعل كل منها يرى أحلام الآخر – حيث تقوم المخرجة مع البنات بكتابة وتمثيل وتصوير – وتحقيق – حلم كل فتاة منهن أن تكون الإنسانة التي تريدها، سواء مهنياً أو اجتماعياً، حيث تحقق على سبيل المثال حلم واحدة منهن بأن تكون شرطية – في بلد بيروقراطي يشترط الجنسية للالتحاق بسلك الشرطة – وهكذا. ربما أيضاً كان أكثر ما أهل "احكي لهم عنا" لجائزة مهمة مثل جائزة الجمهور هو تجنب التعاطف المجاني مع واقع البنات، ولجوء المخرجة إلى تصويرهن في لحظات تحقق وقوة، مع الأخذ في الاعتبار رقة اللحظات اللائي يضعفن نسبيًا فيها، كي لا تُبتذل مثل هذه الأوقات لصالح ميلودراما يمكن أن تتبخر سريعاً، وهي حساسية سينمائية تُحسب لها في تجربتها الأولى الجذابة، بالإضافة إلى ذكائها في التعامل مع قضايا حساسة مثل العنصرية – والتي تأتي بشكل ديناميكي كجزء من سياقات المجتمع الألماني وليس بالتركيز عليها على اعتبار أنها جزء من أجندة مضمونة لدعم سمعة الأفلام التي تتحدث عن اللاجئين من أجل استدرار الدموع أو ابتزاز دول المهجر. يمكن اعتبار قائمة جوائز مسابقة الأفلام الطويلة بالمهرجان هذا العام مساحة مشبعة بالتكريم المستحق لمجموعة من الأعمال الأولى التي بلا شك سوف تظل عالقة في ذاكرة جمهور المهرجان، وعلامة مميزة لدورة منتصف العقد الأول من عمره الشاب. * ناقد فني

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store