
درس من عُمان
حبا الله سلطنتنا الحبيبة عُمان بواحدة من أقوى أمثلة العيش المشترك والتآلف المذهبي والتسامح الديني، فأصبحت واحة سلام وتسامح منذ قرون طويلة، وظل أهلها أناسًا شرفاء كرامًا يعيشون في ظل لحمة وطنية واحدة، جذورها ضاربة في عمق التاريخ والزمن، تُسقى بماء المحبة والتآلف في ظل حكمة ووعي غرسه فيها الأجداد الحكماء، وظل السلاطين الكرام ينمّون هذه الشجرة المباركة.
واليوم، مهما ظهرت محاولات لاقتلاع هذه الشجرة الأصيلة من أجل إثارة الفتنة الطائفية بيننا، فنقول لهم: هيهات.. هيهات، لأن هذه الأرض الطيبة لا ينبت فيها إلا كل طيب، وإننا في عُمان جميعًا صفٌّ واحد في مواجهة هذه التحديات، سواء كانت داخلية أو خارجية، ونقول لهم إن التنوع ثراء وقوة، وليس هناك من دواعي أو أسباب للخلاف والفرقة ما دمنا ننتمي إلى أرض واحدة، ونعبد ربًّا واحدًا، ونسترشد بنبيٍّ واحدٍ عليه أفضل الصلاة والسلام، ونتحدث لغة واحدة، ولنا تاريخ واحد مشترك.
لقد تعلمنا من عُمان أن الدين ليس أداة للتفريق، بل هو وسيلة للحياة والجمع بين الناس، فبنينا من خلاله علاقاتنا، وأقمنا مجتمعاتنا الآمنة المستقرة المتقدمة بقيمها وأخلاقها.
ومن كافة منابر عُمان، نقول لأولئك الذين يريدون إشعال الفتنة: انظروا إلى تجربتنا عن قرب وتعلموا منها كيف تعيش الأوطان وتتفاهم، فتنبذ الشرور والمكائد، وتعيش في أمن وأمان واستقرار وسعة من الخلق والأخلاق وهي حصينة متينة. فجميعنا يعي تمامًا أننا نعيش في زمن الفتن والخطر الذي يهدد الأمة من خلال هذه الفتنة الطائفية التي تتسلل إلى العقول والقلوب من أجل غرس بذور الشك والكراهية بين أبناء الوطن الواحد.
وفي مثل هذه الأوقات من ضعف الأمة الإسلامية، يقتات بعض الجهلة المتعصبين على فتات من شرارات الفرقة، وهم يحسبون أنها ستجدي شيئًا، لكن مرة أخرى نقول: هيهات أن تنالوا ما تسعون له، أو يحدث شيء مما تخططون له؛ فالمشهد في عُمان مشهد نوراني واضح، في واحة من السلام والتسامح متجذرة منذ زمن طويل، تعلو راية القبول بالآخر، وتحكمه ثقافة الاحترام المتبادل بين جميع أبنائها على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، لأن الوحدة بينهم ليست شعارًا فقط، بل خطاب رسمي وقيم متأصلة، وجذور تاريخية أصيلة، سيقانها ممدودة عبر السنين.
لقد أثبتت الأيام أن هناك محاولات متوالية لإشعال مثل هذه الفتنة الطائفية في عُمان، أو في غيرها من الأوطان المستقرة، لكنها باءت بالفشل بسبب لحمة الوطن الواحد وثبات أبنائه على الرسالة الواحدة التي تتآلف فيها قلوبهم.
نحن هنا في عُمان لا نتحدث عن تجربة أو قصة نجاح فقط، بل عن درس للعالم العربي والإسلامي في كيفية العيش مُحصنًا في مجتمعاته ضد الطائفية، وهي رسالة واضحة لكل من يُشعل نار الفرقة بأن محاولته باءت بالفشل الذريع.
وختامًا، نسأل الله أن تبقى عُماننا الحبيبة منارة للوئام، ودرعًا حصينًا قويًا في هذا الوقت العصيب أمام كل التحديات التي تواجهها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الرؤية
منذ 6 ساعات
- جريدة الرؤية
662
المعتصم البوسعيدي الإنسان ليس مجرّدَ رقمٍ؛ فالإحصائيّات شاهدةٌ على عالمٍ ماتَ فيه العدل والإنصاف، وسقطتْ فيه أقنعةٌ كثيرة، وفضحتْ غزّة الكرامةِ من فضحت، وذلك الكيان اللقيط المزروع في خاصرةِ أمّتِنا، ما كانت لتقومَ له قائمة لولا الضعف والهوان، والتصهيُن والخذلان، والتقاتل على فتاتِ القضايا، وتأسُّد بعضِنا على بعضٍ، ودَفن الرؤوسِ لحظةَ الحربِ الضروس. وهل نكتفي بذلك؟ لا، بل نطعن في المُقاومةِ، ونرضى بتسليمِ السلاحِ، ونتنازل عن عزّتنا وشرفِنا مقابلَ الخنوعِ، والتباكي، والتسابقِ على مَن منّا أكثر تماسيحَ تذرف الدموع. غزّة، أيّتها الملعب الكبير الذي غيّرَ قواعدَ اللعبة؛ فالفائز ليس أكثرَك أهدافًا، ولا الرامي الحائزَ على أعلى النقاط، الفائز هو المتمّسك بحقِّ أرضهِ، الصابر على ابتلاءِ ربّه، المرابط في الثغور، الثائر على المغتصِبِ وحشدِ الشرور. 662 رياضيًّا وأكثر استشهِدوا في لمحةِ عين، لم يذكرْهم سوى قلّةٍ قليلة، لكنّ عند ربِّهم يذكرون، منهم "بيليه فلسطين" لاعب كرةِ القدمِ النجم سليمان العبيد، رحلَ وكرته تتدحرج مُعلِنةً خسارةَ "الفيفا" رأسِ التناقضاتِ، وميزانِ التقلّبات، والوجهِ القبيحِ للاصطفافِ وتلوينِ الأحداث. لقد اجتمعْنا وتوحَّدْنا- نحن العرب- على موقفٍ واحدٍ، كعادتِنا منذ عهدٍ؛ ألا وهو الصمت والحياد في مواطنَ لا حيادَ فيها، ونحن نتباهى باستضافةِ أقوى البطولات، ونحتفي برئيسِ "الفيفا" أيَّما احتفال، وهو المُبتسم المدّاح، المشيد الصدّاح، الذي قاد حملةَ مقاطعةِ روسيا حينما تجرّأت على حربِها ضدّ أوكرانيا، فوقفْنا معه، ورفعْنا العلمَ الأصفرَ والأزرقَ تضامنًا ومساندةً، ولمّا فعلَ الكيان الصهيونيّ اللقيط فعلتَه، هربْنا إلى مواسمِنا الرياضيّة، وحكاياتِنا المستقبليّة، دونَ تحريكِ سنِّ شَفَةٍ عن وقفِ رياضةِ الكيانِ، والتضامنِ مع رياضةٍ تُباد، وقبلها إنسانٌ يطهّر عِرقيًّا ودينيًّا؛ لأنّه لم يرضَ بالدنيئةِ والذلّ، والجمهور إما يصفّق، أو يشاهِد بصمتٍ كالحَجَر، لا كالبَشَر. كان لِسليمان العبيد رصيدٌ من البطولاتِ والإنجازات، وقد فتِحَت له أبواب الخروجِ من "الأرضِ المحروقة"، لكنه اختارَ قضيّتَه، وطنَه، ناسَه، وأخيرًا جنتَه بإذنِ اللهِ تعالى. تنقّل - رحمه الله - في الملاعبِ من نادي خدماتِ الشاطئ، إلى أنديةِ هلال القدسِ وشبابِ جباليا، وحمل رايةَ المنتخبِ الفدائيّ، وكان، وكان، وكان... كلّها طموحاتٌ وأحلامٌ في وطنٍ لطالما أرادَ فقط السلامَ والأمان. مثل "بيليه فلسطين" كُثُرٌ؛ فبحسبِ بياناتِ الاتحادِ الفلسطيني- قبلَ أيّام- هناك أكثر من 662 شهيدًا من الرياضيين الفلسطينيين ضمنَ قافلةٍ بلغ عددها أكثر من ربعِ مليونٍ، بين شهيدٍ ومصاب، ومجتمع الرياضةِ على استحياءٍ يفتح فاه، والاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية في غياهبِ الجبِّ؛ لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم، فأمريكا راعية إرهابِ بني صهيون الذين يصولونَ ويجولونَ في كلِّ الألعابِ ولا حرجَ عليهم، وأمّةٌ لا زالت تتجادل: أيّها الفِرقة الناجية؟ ولعمري، لا ناجٍ أوضح من سليمان العبيدِ ورفاقِه وأهلِ غزةَ ومُقاومتِها العظيمة، وتبًّا لكلِّ رياضةٍ لا مبادئَ فيها، ولا قِيَم.


جريدة الرؤية
منذ 9 ساعات
- جريدة الرؤية
بتكليف سامٍ.. السيد شهاب يودع السفير المصري
مسقط- العُمانية بتكليفٍ سامٍ من لدن حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- استقبل صاحب السّمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع بمكتبه بمعسكر المرتفعة اليوم سعادة خالد محمد عبدالحليم راضي سفير جمهورية مصر العربية المعتمد لدى سلطنة عُمان، وذلك للتوديع بمناسبة انتهاء مهام عمله. وقد شكر صاحب السمو السيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع سعادة السفير على الجهود التي بذلها لتعزيز العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان وبلاده، متمنيًا له دوام التوفيق، كما أعرب سعادة السفير عن شكره لجلالة السُّلطان المعظم- أيده الله- على الدعم خلال فترة عمله بسلطنة عُمان، مما سهل أداء مهامه، متمنيًا لجلالته وافر الصحة ومديد العمر، ولسلطنة عُمان المزيد من التقدم والنماء في ظل قيادة جلالته الحكيمة.


الشبيبة
منذ 13 ساعات
- الشبيبة
بتكليفٍ سامٍ.. صاحب السمو السيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع يستقبل السفير المصري
الشبيبة - العمانية بتكليــفٍ سامٍ من لدن حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - استقبل صاحب السّمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع بمكتبه بمعسكر المرتفعة اليوم سعادة خالد محمد عبدالحليم راضي سفير جمهورية مصر العربية المعتمد لدى سلطنة عُمان، وذلك للتوديع بمناسبة انتهاء مهام عمله. وقد شكر صاحب السمو السيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع سعادة السفير على الجهود التي بذلها لتعزيز العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان وبلاده، متمنيًا له دوام التوفيق، كما أعرب سعادة السفير عن شكره لجلالة السُّلطان المعظم - أيده الله - على الدعم خلال فترة عمله بسلطنة عُمان، مما سهل أداء مهامه، متمنيًا لجلالته وافر الصحة ومديد العمر، ولسلطنة عُمان المزيد من التقدم والنماء في ظل قيادة جلالته الحكيمة.