logo
يوم الجيش والثورة العربية الكبرى والجلوس الملكي..المتقاعدون ما زالوا على العهد والوعد

يوم الجيش والثورة العربية الكبرى والجلوس الملكي..المتقاعدون ما زالوا على العهد والوعد

رؤيا نيوزمنذ يوم واحد

يحتفل أبناء الوطن في شهر حزيران من كل عام بذكرى الثورة العربية الكبرى ويوم الجيش، وعيد جلوس جلالة الملك عبدالله الثاني على العرش، وهي المناسبات الأبهى والأغلى على قلوبهم، مستذكرين البطولات والتضحيات الجسام التي قدَّمها الجيش العربي المصطفوي، منذ أن قاد الهاشميون أبناء هذه الأمة في أعظم ثورة شهدتها الأمة العربية في تاريخها الحديث، فكانت الثورة العربية الكبرى البداية الأولى لنهضة الأمة ووحدتها والخطوة الأولى على طريق تحررها.
وما زال المتقاعدون العسكريون الذين قضوا سنوات عمرهم في خدمة الوطن، يحملون نفس الروح الوطنية والوفاء للعهد الذي قطعوه على أنفسهم، فهم لم يغادروا ميدان الواجب، بل هم قوة رديفة تدعم استقرار الأردن، وتسهم في تعزيز الأمن المجتمعي، وستظل رهن إشارة جلالته، فهم درع الوطن وسند القيادة في مواجهة التحديات وسواعد تبني المجد لمستقبل واعد، وسيبقون دوما على العهد، مستعدين للوقوف صفًا واحدًا خلف جلالة الملك في الدفاع عن الوطن ومصالحه العليا، حاملين معهم قيم الولاء والانضباط التي غُرست فيهم خلال سنوات خدمتهم.
وتحمل لقاءات جلالته بالمتقاعدين العسكريين في ثناياها رسائل ملكية مهمة في مقدمتها محبة جلالته وتقديره لهذه الشريحة لما تشكله من حلقة مهمة في الأمن الوطني، وهو ما يؤكده جلالته قائلا: 'أحيي إخواني وأخواتي رفاق السلاح من المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى في يوم الوفاء، بصماتكم راسخة وخبراتكم محط الاهتمام دوماً في خدمة الوطن وأهله'، فهذه الكلمات تعكس تقدير جلالته لهذه الشريحة التي تشكل مخزوناً استراتيجياً من الخبرات العسكرية والقيادية.
ومنذ تولي جلالة الملك عبدالله الثاني العرش في التاسع من حزيران عام 1999، أولى القوات المسلحة جلّ اهتمامه، كما حرص جلالته على تحسين أوضاع منتسبيها من العاملين والمتقاعدين، تقديراً لتضحياتهم العظيمة في خدمة الوطن.
واستمر الدعم الملكي للمتقاعدين العسكريين في عهد جلالته، لما قدموه من تضحيات عظيمة في خدمة وطنهم، وقد وجّه جلالة الملك عبدالله الثاني رسالة إلى رئيس الوزراء في 21 آذار 2012، لإعلان يوم 15 شباط من كل عام، يومَ وفاءٍ للمحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين، الذين خدموا في صفوف القوات المسلحة الأردنية-الجيش العربي والأجهزة الأمنية، وقدّموا التضحيات ونماذج البذل والعطاء في خدمة وطنهم وأمتهم، والذين نافحوا وذادوا بأجسادهم وصدورهم وهم يقاتلون على أسوار القدس والشيخ جراح واللطرون وباب الواد والكرامة والجولان، وفي عمليات الأمن الداخلي.
وتجسد أندية المتقاعدين العسكريين، التي جرى إنشاؤها بتوجيهات جلالته في محافظات المملكة، جزءاً من الدعم الملكي المستمر لهذه الشريحة، إذ يقدّر عددها نحو 7 نواد، بالإضافة إلى الأندية التي تشرف عليها القوات المسلحة الأردنية في إربد ومادبا والزرقاء والتي تقدم خدماتها للعاملين والمتقاعدين العسكريين وعائلاتهم.
مدير عام المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء اللواء الركن المتقاعد عدنان الرقاد، قال: في كل عام، تطلّ علينا المناسبات الوطنية، لا كتواريخ تُسرد، بل كنبضٍ حيّ يسري في شرايين الأردنيين، ويوقظ فيهم الكبرياء والاعتزاز، ويُشعل في القلب جذوة الوفاء لوطنٍ نحبّه، ونفتديه، ونحيا لأجله، نحتفل بذكرى الثورة العربية الكبرى، ويوم الجيش العربي، وذكرى الجلوس الملكي، وكأنها مواسم فخرٍ لا تنقطع، تستنهض الهمم، وتُذكّرنا أن حب الوطن عقيدة لا تتبدل، وأن رايته لا تنكس ما دام فيه شعبٌ أبيّ وجيشٌ لا ينام.
وأضاف: ما زال المتقاعدون العسكريون، كما كانوا دومًا، على عهد الوفاء والانتماء، أوفياء للقسم، مخلصين للراية، ثابتين في مواقعهم، راسخين على درب التضحية، لم تُطفئ الأيام جذوة عطائهم، ولم تُثنِهم السنون عن مواصلة الرسالة، لأن الجندية ليست مجرد وظيفة، بل روح لا تفارق الجسد، ومبدأ لا يتغيّر.
وأشار الرقاد إلى أن الثورة العربية الكبرى كانت انبعاثًا لكرامة الأمة، وإحياءً لروحها بعد طول خنوع، وكان لرايتها الهاشمية أثرٌ خالد، زرع في الأرض العربية بذور النهضة والوعي، وفتح الباب أمام ولادة الدولة الأردنية الحديثة، دولة قامت على قيم العدل والشرف والعروبة والحرية، ومن رحم تلك الثورة، وُلد الجيش العربي المصطفوي، الحامل لرسالتها، والحارس لإرثها، جيش العقيدة والمبدأ، الذي لم يحد يومًا عن درب الشرف، وظلّ درع الوطن وسياجه الأمين.
أما في التاسع من حزيران من كل عام، فيقف الأردنيون إجلالًا أمام ذكرى الجلوس الملكي، ذلك اليوم الأغرّ الذي تولّى فيه جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية، مواصلًا مسيرة البناء والنهضة التي أطلقها الملك المؤسس عبد الله الأول، وكرّسها الملك طلال بن عبد الله، ورسّخها الحسين الباني، طيّب الله ثراهم جميعًا. لقد جاء جلالة الملك عبد الله الثاني ليحمل الأمانة بثقة، ويقود البلاد بحكمة، ويجعل من الأردن قصة نجاح تتردد في محافل العالم، أساسها الإنسان، وعمادها المؤسسات، ورايتها التحديث والتمكين، دون أن يفرّط بذرة من ترابه أو يتنازل عن ثوابته، وفقا للرقاد.
وبين، أن هذه المناسبات الوطنية المجيدة، بكل ما تحمله من رمزية وقداسة، هي لحظة تأمل في ما أنجزنا، وعهد جديد نُجدد فيه البيعة والولاء والانتماء، ونغرسه في نفوس أبنائنا ليظل الوطن أكبر من أهوائنا، وأقدس من مصالحنا، وأقرب إلى أرواحنا من أنفسنا.
وقال الرقاد :'نؤكد وقوفنا الكامل خلف قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مواجهة كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن أو تهديد سلامة أبنائه، ونعاهد الله وجلالة القائد الأعلى بأن نبقى كما كنا دائماً، الجند الأوفياء والسند المخلص لهذا الوطن وقيادته'، معبرا عن اعتزازه وفخره بالمؤسسات الأمنية والعسكرية التي تثبت يوماً بعد يوم جاهزيتها وكفاءتها العالية في التصدي لأي تهديد لأمن الأردن واستقراره.
ولفت في هذا الصدد إلى أن المؤسسة أتشئت في عام 1974، وتسعى إلى أن تكون المظلة الجامعة لكل المتقاعدين العسكريين، وأن تغطي خدماتها أكبر عدد ممكن منهم، وأن تصل إليهم في جميع مواقعهم على امتداد الوطن، مستمدين العزم من رؤى واهتمام جلالة الملك، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، بالمتقاعدين العسكريين، حيث يبلغ عددهم حوالي 245 ألف متقاعد من القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية، ويبلغ عدد المنتسبين للمؤسسة حوالي 120 ألف منتسب، حيث أن الانتساب للمؤسسة اختياريًا، ويعد البوابة للاستفادة من الخدمات التي تقدمها، لذلك يستفيد من الخدمات التي تقدمها المؤسسة المتقاعدون العسكريون من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية المنتسبين للمؤسسة وذويهم وورثة المتقاعدين.
وعن أبرز الخدمات التي تقدمها المؤسسة للمتقاعدين العسكريين، قال الرقاد: تهدف المؤسسة إلى العديد من الأهداف الاستراتيجية لخدمة رفاق السلاح ولعل أبرزها أندية المتقاعدين العسكريين، والتي جرى إنشاؤها بتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، في محافظات المملكة كافة، وأُنشئت بدعم ملكي كريم من خلال مشاريع المبادرات الملكية.
وأشار إلى أن عدد الأندية يقدر بنحو 7 نواد في المفرق وعجلون وجرش والبلقاء والكرك والطفيلة ومعان، بالإضافة إلى الأندية التي تشرف عليها القوات المسلحة الأردنية في إربد ومادبا والزرقاء والتي تقدم خدماتها للعاملين والمتقاعدين العسكريين وعائلاتهم.
وبين الرقاد، أنها تُعد صروحًا حضارية تليق برفاق السلاح، المتقاعدين والعاملين، وتلبي احتياجاتهم المتنوعة، وتشمل هذه الأندية مرافق متميزة مثل صالات أفراح، وصالات رياضية، وقاعات للعلاج الفيزيائي والبخار، ومكتبات ثقافية، وملاعب خماسية لكرة القدم، ومضامير للدراجات الهوائية، بالإضافة إلى مناطق ألعاب مخصصة للأطفال، مما يسهم في توفير بيئة اجتماعية ورياضية متكاملة للمتقاعدين وعائلاتهم، ولأبناء المجتمع المحلي، بأسعار منافسة وخصومات خاصة للمتقاعدين وأسرهم.
وأوضح الرقاد دور المؤسسة في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين وذويهم ضمن الإمكانات المتاحة، واستغلال واستثمار خبرات المتقاعدين العسكريين المنتسبين للمؤسسة في المجالات كافة، وتسيير رحلات عمرة وحج للديار المقدسة بواقع 40 حاجاً و1200 معتمر في كل عام، وسيجري زيادتها بواقع 50 حاجاً و 1400 معتمر بدءا من العام المقبل.
وأشار إلى تقديم المؤسسة التسهيلات المالية للمتقاعدين العسكريين ليتمكنوا من شراء احتياجاتهم بالأقساط الميسرة، إضافة إلى القروض الشخصية وقروض شراء السيارات.
وتابع قائلا: جرى تنفيذ عدد من الاتفاقيات مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي؛ لتوفير الدعم المالي للمشاريع الصغيرة خدمة تمويل المشاريع الصغيرة، والمتمثلة بتقديم قروض ميسرة وفق الشريعة الإسلامية ودون فوائد لدعم المشاريع الصغيرة الإنتاجية/ الخدمية الجديدة أو تطوير المشاريع القائمة، بالتعاون مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي، بهدف المساهمة في عملية التنمية وتطوير القدرات الإنتاجية، وزيادة دخل الأسر، وتحسين المستوى المعيشي وإيجاد فرص عمل لهم، حيث بلغ عدد المشاريع التي جرى تنفيذها 1437، وتبلغ قيمة التمويل من ألفي دينار ولغاية سبعة آلاف دينار، بحيث يعتمد المبلغ على الراتب التقاعدي، ويجري السداد على 60 شهراً دون أية فوائد.
ولفت الرقاد إلى الجمعيات التعاونية للمتقاعدين العسكريين، ويبلغ عددها 106 جمعيات موزعة على أنحاء المملكة كافة، حيث نفذت العديد من المشاريع الإنتاجية والخدمية بالتنسيق والتعاون مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي، وفتحت 44 سوقا تجارياً، منها ثلاث جمعيات للمتقاعدات العسكريات، ومن أهدافها: خلق فرص عمل للمتقاعدين وذويهم، وتعزيز مبدأ التعاون في العمل، والمساهمة في الحد من الفقر والبطالة، والمشاركة في المناسبات الوطنية.
وتابع: جرى توقيع اتفاقية مع شركتي 'زين' و'أمنية' للاتصالات بتخصيص خطوط للمتقاعدين بسعر مميز يقل عن السوق بنسبة 40 بالمئة تباع عن طريق المؤسسة، وباقتطاع مبلغ 6.55 من الراتب التقاعدي، فضلا عن تطوير الموقع الإلكتروني،حيث أن معظم الخدمات تقدم من قبل الموقع: كالانتساب، وطلبات السلف والقروض الشخصية وطلبات المحفظة الإقراضية وطلبات التوظيف وتحديث البيانات للمنتسبين، مما زاد عدد تفاعل المستخدمين دون الحاجة لمراجعة المؤسسة.
وأشار إلى دور المساهمة في غرس الروح الوطنية وتنمية الحس الوطني وتعزيز الانتماء لدى طلبة المدارس من خلال مشاريع التدريب العسكري وإشراك 56 ألف طالب من 269 مدرسة من جميع أقاليم المملكة ببرنامج التدريب الوطني لطلبة المدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، والذي انطلق منذ عام 2005.
وأكد الرقاد دور المؤسسة في إدامـة التواصل مع المتقاعدين العسكريين في المحافظات وتعزيز ثقتهم بالمؤسسة من خلال الحوار الهادف والبنّاء الذي يسهم في تعزيز الأمن الوطني الشامل، والعمل على تلبية احتياجاتهم من خلال تعزيز قدرات المؤسسة المالية والإنتاجية وفتح آفاق جديدة للعمل.
وأضاف: تقوم المؤسسة بتنظيم زيارات دورية للمرضى وكبار السن من المتقاعدين العسكريين القدماء في منازلهم، بهدف دعمهم والاطمئنان على صحتهم وتقديم المساندة اللازمة، فضلا عن الشراكة مع مديرية الخدمات الطبية الملكية والمركز الوطني للعناية بصحة المرأة لعقد أيام طبية في المحافظات كافة، والشراكة مع مديرية الأمن العام لعقد ورشات عمل حول آفة المخدرات والجرائم الإلكترونية في جميع المحافظات.
وعن أبرز المشاريع التي تديرها، قال الرقاد: تدير المؤسسة العديد من المشاريع التي من شأنها المساهمة بتشغيل عدد كبير من رفاق السلاح ومنها إدارة الأمن والحماية في مؤسسة المتقاعدين العسكريين، والتي تهدف إلى توفير الخدمات الأمنية، وتنفذ حالياً العديد من المشاريع الأمنية لجميع الوزارات والمؤسسات والدوائر الرسمية، إضافة إلى عدد من الشركات الخاصة، ويتولى هذه الواجبات مجموعة من المتقاعدين العسكريين، حيث يبلغ عدد موظفي الأمن والحماية 10600 موظف موزعين على 1440 موقعاً، مشيرا إلى أنه جرى تعيين 55 ألف متقاعد منذ تأسيس الإدارة، وفقا للرقاد.
ولفت إلى مكتب تكسي المطار، والذي يضم أسطولًا من 238 سيارة، تمتلك المؤسسة منها 78 سيارة، يعمل عليها متقاعدون عسكريون، وذلك في إطار سعي المؤسسة لتوفير فرص عمل كريمة ومستقرة لهم بعد انتهاء خدمتهم العسكرية، إضافة إلى إدارة وتشغيل عدد من المشاريع، منها مزرعة الأبقار في منطقة الضليل ومزرعة للأسماك بالمنشية، ومحلات بالسوق المركزي للخضار والفواكه ومكاتب الخدمات في المراكز الحدودية في الدرة والمدورة.
وبين، أن جميع المكاتب التجارية المنتشرة بمحافظات وألوية المملكة، والتي يبلغ عددها 18 مكتباً، تقدم جميع الخدمات والمعاملات التي تقدمها الإدارة العامة، بهدف التسهيل على المتقاعدين وذويهم للاستفادة منها بكل سهولة ويسر، ومن أبرزها بيع وتسويق الأجهزة الكهربائية بأنواعها كافة، وذلك بالتعاون مع الشركات الرائدة في هذا المجال، وبيع الخطوط الخلوية وتقديم طلبات الانتساب والتوظيف والحج والعمرة، ومعرض الأثاث والمواد التي يجري إنتاجها بالمجمع المهني التابع للمؤسسة، بالإضافة إلى المشاركة في جميع المناسبات الوطنية والاجتماعية ضمن المنطقة.
وقال اللواء المتقاعد الدكتور فهد الكساسبة: إنه منذ تولي جلالته سلطاته، انطلقت مسيرة تحديث مدروسة، عززت النهج الديمقراطي، ووسّعت قاعدة المشاركة الشعبية، وعملت على ترسيخ دولة القانون والمؤسسات.
وأوضح، بأن القوات المسلحة الأردنية– الجيش العربي، شهدت بقيادة جلالة الملك، القائد الأعلى للقوات المسلحة، نقلة نوعية شاملة في التدريب والتجهيز والتسليح، لتبقى درع الوطن الحصين، وسياجه المنيع، وقد جرى تعزيز القدرات الأمنية والتكنولوجية للمؤسسة العسكرية، وتوسيع دورها في خدمة المجتمع وتقديم العون الإنساني داخل المملكة وخارجها.
ولفت الكساسبة إلى أنه في سياق تطوير المنظومة الأمنية، جاء القرار الملكي الحكيم بدمج مديرية الأمن العام، وقوات الدرك، والدفاع المدني، في جهاز موحد هو 'مديرية الأمن العام'، لتشكّل هذه الخطوة نقلة نوعية في الأداء الأمني والخدمي.
وأضاف: في هذا اليوم نجدد الولاء والانتماء، ونعاهد قيادتنا الهاشمية بأن نظل الأوفياء لمسيرة الوطن، حماةً للإنجاز، وبناةً للمستقبل، متمسكين بثوابتنا الوطنية، ماضين بثقة وعزيمة نحو أردن مزدهر وآمن، كل عام والأردن بخير، عزيزًا منيعًا، تحت راية جلالة الملك عبد الله الثاني، وسمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد.
اللواء الركن المتقاعد والنائب السابق محمد سليم الشرمان قال: المتقاعدون من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في الأردن يلعبون دورًا مهمًا في تعزيز الأمن والاستقرار حتى بعد انتهاء خدمتهم الرسمية، ومن أبرز مساهماتهم: الخبرة الأمنية المتراكمة، إذ ينقلون خبراتهم الواسعة للمجتمع ويعملون كمستشارين أمنيين في القطاعين العام والخاص، فضلا عن العمل في مؤسسات الحماية.
ولفت إلى دور المتقاعدين العسكريين في الدفاع عن الدولة في الأزمات، حيث يحتفظ كثير منهم بالجاهزية النفسية والوطنية للمشاركة عند الحاجة، فضلا عن دورهم في الإسناد الفكري والتوعوي في مشاركتهم في المحاضرات، والندوات، وبرامج الوعي الوطني خاصة في المدارس والجامعات الحكومية.
وقال الشرمان: لقد أثبت الجيش العربي والأجهزة الأمنية الأردنية كفاءتهم العالية واحترافيتهم في التصدي لمختلف التحديات والفتن التي عصفت بالمنطقة، وبفضل جاهزيتهم العالية، أصبح الأردن نموذجًا يُحتذى به في تحقيق الأمن الوقائي، وتعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي رغم كل ما يحيط به من تهديدات.
مستشار وزير الاتصال الحكومي ومدير التوجيه المعنوي الأسبق ممدوح سليمان العامري قال: يحتفي الأردنيون في شهر حزيران بثلاث محطات وطنية عظيمة، تُجسد فصول المجد، وتروي سيرة وطنٍ نذر نفسه للكرامة، وقيادةٍ نذرت نفسها لأبنائها، وجيشٍ ما توانى عن التضحية، وشعبٍ ظل عنوانًا للصبر والانتماء.
وتابع: إنه عيد الجلوس الملكي، ويوم الجيش، وذكرى انطلاق الثورة العربية الكبرى، مناسبات تتقاطع فيها دلالات النشأة مع معاني الفداء، وترتبط فيها شرعية القيادة بتاريخٍ من التضحية والإصلاح والبناء.
في عيد الجلوس الملكي، يستذكر الأردنيون مسيرة مليكهم، جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي تسلّم أمانة القيادة وسط ظروف إقليمية معقدة، فواجه التحديات بعزيمة لا تلين، وعمل منذ اللحظة الأولى على تعزيز سيادة الأردن ومكانته، وتحقيق أمنه واستقراره، وبناء مؤسساته وتعزيز جبهته الداخلية.
واستكمل حديثه قائلا:'اليوم، بعد أكثر من عقدين على توليه سلطاته الدستورية، يقف الأردنيون بإجلال أمام قائدهم، وهم يرون في حكمته وحنكته وتواضعه ورؤيته نهجًا يؤمن بالإنسان أولاً، ويكرّس كل جهد من أجل مستقبل أفضل للأردن'.
ولفت العامري إلى أن ذكرى الثورة العربية الكبرى تُعيد إلى الأذهان ذلك النداء الشريف الذي أطلقه الحسين بن علي قبل أكثر من قرن، مستنهضًا الهمم لتحرير الأمة، وبناء نهضتها على أسس الحرية والوحدة والحياة الفضلى.
وبين أنه لم تكن الثورة العربية الكبرى مجرد حدث تاريخي، بل لحظة فاصلة غيّرت ملامح المنطقة، وأسست لهويةٍ وطنيةٍ قائمة على الكرامة والانتماء، وشكلت أساس النشأة الأردنية، ورسخت قيم الفداء والشجاعة، لتظل محفورةً في وجدان الجندي الأردني، وهو يؤدي واجبه بشرف تحت الراية الهاشمية، وفي يوم الجيش، يحتفي الأردنيون بمؤسستهم العسكرية، التي لم تكن يومًا مجرد قوةٍ عسكرية، بل مدرسة وطنية شكلت هوية الأردن وروحه.
وأشار إلى أن الجيش العربي الأردني يتميز بعقيدته الراسخة، وولائه الثابت للعرش الهاشمي، واحترافيته العالية، إلى جانب إنسانيته في أداء مهامه، سواء داخل الوطن أو خارجه في مهام حفظ السلام والدعم الإنساني.
وأضاف العامري :أود هنا أن أذكر حرص جلالة الملك الدائم على رعاية المتقاعدين العسكريين، وحرصه على أن ينعموا بحياة كريمة تليق بما قدموه من عطاء وتضحيات، تقديرًا لجهودهم وعرفانًا بما بذلوه دفاعًا عن الوطن وأبنائه، كذلك الدور المتواصل الذي يقوم به سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، في تكريم هذه النخبة من أبناء الوطن، والاستفادة من خبراتهم المتراكمة في بناء مؤسسات الدولة وتعزيز الأمن الوطني الشامل.
وقال:' في هذه المناسبات الوطنية الخالدة، يجدد الأردنيون عهد الوفاء والولاء لقيادتهم الهاشمية، ويعبّرون عن اعتزازهم بجيشهم، وتقديرهم لكل من خدم وقدم وضحى، لتبقى راية الوطن مرفوعة، ولتتواصل المسيرة بكل عزيمة وإصرار، حمى الله الأردن، قيادةً وجيشًا وشعبًا'.
العميد الركن المتقاعد عاكف عوده الحجايا قال: تزدهر المملكة في عهد الملك المعزز عبد الله الثاني، إذ شهدت العديد من التطورات والنهضة على جميع المستويات في مختلف مؤسسات الأردن وجميع أطيافه، وقد أولى جلالته اهتمامًا خاصًا بتطوير القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية، والاهتمام بالمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، إذ خُصص لهم يوم الخامس عشر من شباط للاحتفال وتكريمهم والاستماع إلى حاجاتهم وإعطائها الأولوية الأولى.
وقال: 'كان لي الشرف أن أخدم في القوات المسلحة الأردنية، الجيش العربي، في سلاح الهندسة الملكي، أمضيت فيه ثلاثة وثلاثين عاما، تسلمت خلالها العديد من المهام المشرفة لي، والتي في كتاب حياتي سطرت حروفه بدمي بالحب والولاء والانتماء الوطني، لقائدنا، ولأرضنا، لهذا الوطن الذي كابد وجاهد حتى يصل لهذه المرحلة العظيمة'.



Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مادلين..!
مادلين..!

الغد

timeمنذ 2 ساعات

  • الغد

مادلين..!

اضافة اعلان للتذكير: في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2023، نشرت «منظمة التعاون الإسلامي» على موقعها ما يلي: «اختتمت القمة العربية والاسلامية المشتركة غير العادية، التي انعقدت في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية بتاريخ 11/11/2023، أعمالها بحضور قادة دول وحكومات منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية... وتضمن القرار خطوات سياسية وقانونية وانسانية بما فيها كسر الحصار على غزة وفرض ادخال قوافل مساعدات إنسانية عربية واسلامية ودولية».فلنتخيل فقط –حيث «كسر الحصار» المقرر لم يتجاوز منطقة الخيال القصصي- لو انطلقت في البحر المتوسط 57 سفينة تمثل دول منظمة التعاون الإسلامي، (الدول التي ليس لديها سفن يمكن أن تستأجر واحدة) بنية كسر الحصار عن غزة. يغلب أن ترافقها سفن تمثل دولًا متعاطفة مع إنسانية القضية الفلسطينية قاطعت الكيان مُسبقًا، وربما تتشجع دول أخرى محايدة. كان ذلك ليشكل عبئًا لوجستيًا على بحرية الكيان الصهيوني، وعبئًا سياسيًا وقانونيًا على الكيان كله. يصعب تصور أن يهاجم الكيان كل هذه السفن ويعتقل ركابها، خاصة إذا كانت ذات صفة رسمية وترفع أعلام الدول التي أرسلتها وتتبناها.يمكن أيضًا تصوُّر أن تعلن هذه الدول –بصيغة جمعية كمنظمة- أن أي اعتداء على ركاب هذه السفن سيُعتبر إعلان حرب عليها جميعًا. وليس ضروريًا أن يكون الرد على «إعلان الحرب» إرسال الجيوش –الذي تخشاه هذه الدول. يكفي أن يكون الرد على دولة تعلن عليك الحرب قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية معها وفرض مقاطعة وحصار عليها، وإثارة قضية قانونية صاخبة تقيمها الدول معًا على أساس القانون الدولي. وثمة بديل أقل كلفة أيضًا هو سماح الدول المعنية للنشطاء ومنظمات المجتمع المدني لديها بالالتحاق بنشاط «أسطول الحرية» الدولي لتمكينه من إرسال عشرات السفن وآلاف النشطاء، وتسهيل مهمتهم والقيام بما يقتضيه واجب دفاع الدول عن مواطنيها.غير ممكن؟ يصعب العثور على عائق إعجازي لا يمكن التغلب عليه. لكنه مع ذلك غير ممكن لأن ثمة عوزًا في الإرادة والدوافع –إنسانية كانت أو حتى استراتيجية. وللمرء أن يتصور أي انقلاب سيحدثه تحرك من هذا النوع في الموقف الاستراتيجي لهذه الدول، لو أنها تصرفت بطريقة تنم عن شخصية، ككتلة، تحتمي كل واحدة من دولها بدفء المجموع! ولكن، يحدثُ دائمًا أن تنفض الاجتماعات التي يفترض أن تنشئ إرادة مشتركة وخطة واحدة، ويعود كل مشارك إلى بلده ويقول لنفسه: لم يبادر أحد، فلماذا أكون المبادر؟ ومن يضمن ألا يخذلني الآخرون ويتركونني في العراء؟ وعندئذٍ يُهرع المبرِّرون للنجدة وعقلنة عدم الفعل -عادة بوصف المبادرة بالتهور والانتحار الوطني.مسألة الإمكانية حسمها الاثنا عشر متطوعًا الشجعان على متن «مادلين» عندما تصرفوا بلا إمكانيات تقريبًا -سوى يقظة الضمير وتحرر الإرادة. بهذه المؤهلات الذاتية العظيمة تجاوزوا العراقيل السياسية والدبلوماسية، وتحدوا تهديدات الكيان ومسيّراته متشجعين بعدالة الموقف وثقة الحس الأخلاقي. كانوا الرواد. وفي إثرهم انطلقت «مسيرة الصمود» من مواطنينا في دول المغرب العربي ليكونوا هم أيضًا أول العرب من أصحاب الضمير الصاحي. والوعد أن تأتي سفن «أسطول الحرية» تباعًا بالمزيد من الشجعان.من المفهوم أن لا تصل «مادلين» إلى ساحل غزة لتوصل المساعدات الرمزية والدعم المعنوي المهم إلى المحاصرين المتروكين. ولا تحمل «مسيرة الصمود» مساعدات عينية من الأساس، وربما تتم إعاقتها حتى قبل اضطرار الكيان إلى التدخل. لكنّ الرحلتين في الحقيقة كسرتا الحصار حين هدمتا جدران الصمت واللامبالاة المتواطئة التي سمحت لحصار غزة بالاستمرار كل هذه المدة. والرسالة هي أن الحصار يمكن أن يُكسر بغير التصريحات، وبأكثر الطرق مباشرة وعملية.سوف تضع شجاعة الاثني عشر بحارًا على متن «مادلين» والمشاركين في مسيرة الصمود ضغوطًا مستحقة على الحكومات التي تدعي التضامن ولا تترجمه إلى شيء. بل من المفارقات المفارقات أن بعض الاعتذاريين المعروفين على وسائل التواصل الاجتماعي لم يستطيعوا سوى الإشادة بالمتطوعين الشجعان وتقدير ما فعلوه. لم يصفوا عملهم بالتهور وأثنوا على حسهم الأخلاقي.لم يغيّر ما فعله الشجعان في الرحلتين الواقع العسكري ولم يفرض شروطًا سياسية، لكنه أعاد للقيم الأخلاقية بعض الاعتبار.كان بحارة «مادلين» يعرفون أن سفينتهم قد تُحتجز، وأنهم قد يُعتقلون، لكنهم بادروا إلى تمزيق ستار الصمت العالمي المُسدل للتغطية على الجريمة المستمرة، وحمّلوا أنفسهم مسؤولية الفعل حين اختارت الحكومات عبء التبرير. كانت «مادلين» أكثر من سفينة، وكانت رسالتها كتابة واضحة على الجدار: من لا يقف مع المظلومين اليوم ربما يكون غدًا ضحية لظلم يتحمله وحيدًا بعد أن يكون قد ساهم في تطبيع الصمت. كانوا 12 متطوعًا شجاعًا، وإنما بضمير كوكب.

وزير الدولة لتطوير القطاع العام: الحكومة مهتمة برقمنة جميع خدماتها
وزير الدولة لتطوير القطاع العام: الحكومة مهتمة برقمنة جميع خدماتها

رؤيا نيوز

timeمنذ 6 ساعات

  • رؤيا نيوز

وزير الدولة لتطوير القطاع العام: الحكومة مهتمة برقمنة جميع خدماتها

قال وزير دولة لتطوير القطاع العام خير أبو صعيليك، إن مشروع نظام إدارة وتطوير الخدمات يأتي بهدف وضع إطار وطني لتحديث الخدمات وتحسين مستويات الحصول عليها. وأضاف أبو صعيليك: أن الحكومة مهتمة برقمنة جميع الخدمات الحكومية وإعادة هندسة الإجراءات، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين للتسهيل عليهم ونيل رضاهم. وبين أن وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، وهي المعني الأساس بهذا النظام، ستقوم بدور محوري في وضع السياسات الرقمية والتقنية المتعلقة بالخدمات الحكومية، من خلال وضع السياسات والاستراتيجيات والمعايير اللازمة لتحقيق رقمنة الخدمات الحكومية وتطوير البنية التحتية الرقمية، وتوفير الحلول الرقمية الداعمة للتحول الرقمي، بما يشمل الهوية الرقمية، وتكامل قواعد البيانات، وتفعيل منصات تقديم الخدمات الإلكترونية وبما يشمل التحول نحو خدمات رقمية تعزز مفهوم الحكومات الرقمية. ولفت إلى أن نظام إدارة وتطوير الخدمات الحكومية لسنة 2025 المعدل، يلزم الوزارات والمؤسسات الحكومية بإعادة هندسة الإجراءات التي تقدمها، والسعي نحو رقمنة جميع خدماتها. وأقر مجلس الوزراء الأربعاء، نظام إدارة وتطوير الخدمات الحكومية لسنة 2025، ليشكل الإطار الوطني المؤسسي والتنظيمي الشامل لتحديث الخدمات الحكومية وتحسين مستويات الحصول على الخدمات من قبل مستقبليها. ويأتي النظام، كخطوة أساسية نحو الوصول إلى خدمات حكومية محدثة لخدمة المواطن؛ وتجسيداً لرؤية الدولة في بناء خدمات حكومية تعتمد على البيانات والحوكمة الفعالة لتخدم المواطن بفعالية. كذلك يهدف النظام إلى تأسيس منظومة حوكمة مرنة وفعالة توضح الأدوار والمسؤوليات والالتزامات للوزارات والدوائر ذات الصلة. وقد استند النظام في بنائه إلى مبادئ متطورة في مجال إدارة وتطوير الخدمات الحكومية؛ أبرزها خدمات حكومية محورها التسهيل على المواطن، خدمات حكومية رقمية، خدمات حكومية مبتكرة، مشاركة فاعلة للمواطن ومتلقي الخدمة في كافة مراحل إدارة وتطوير الخدمات، ومقدمي خدمات مؤهلين وممكنين ومسائلين ومحفزين. وبموجب النظام، تتولى هيئة الخدمة والإدارة العامة وضع الأطر والاستراتيجيات والسياسات الناظمة لإدارة وتطوير الخدمات الحكومية، وتقديم الدعم الفني لبناء القدرات المؤسسية في مجال تطوير الخدمات الحكومية والرقابة على امتثال الدوائر الحكومية للمتطلبات كافة، إضافة إلى تطوير المعايير والمؤشرات في مختلف مجالات دورة إدارة الخدمة. كما تشكل وحدة التحول الرقمي في رئاسة الوزراء، الدور المساند لجهود التحول الرقمي الحكومي، عبر دعم الجهات الحكومية في تطوير خارطة طريق رقمنة الخدمات، وتوفير الأدلة الإرشادية والمعايير الفنية لتحقيق التحول الرقمي الشامل والمتكامل. وتتولى وحدة إدارة وتنفيذ برنامج تحديث القطاع العام في رئاسة الوزراء، متابعة تنفيذ الالتزامات المتعلقة بتطوير الخدمات ضمن برنامج تحديث القطاع العام، وضمان تكامل جهود تطوير الخدمات وجودة المخرجات. ويلزم النظام الوزارات والمؤسسات الحكومية بتحسين وتطوير خدماتها، من خلال تحديث سجل خدماتها بشكل دوري، ومراجعة رحلة المتعامل وتحسين تجربة المستخدم عبر تبسيط الإجراءات وإعادة هندستها وتقليل الزمن والجهد، وبذل الجهود اللازمة في التحول الرقمي للخدمات وتوفيرها عبر قنوات متعددة، بالإضافة إلى قياس مستوى أداء الخدمات المقدمة والاستماع للتغذية الراجعة من متلقي الخدمة من خلال الوسائل المناسبة وتوظيف هذه البيانات للتحسين المستمر، وبما يكفل تقديم خدمات متميزة. ويضع النظام الأسس لمأسسة مراكز الخدمات الحكومية الشاملة باعتبارها نموذجاً ريادياً لتقديم خدمات متكاملة من موقع واحد، بما يضمن سهولة الوصول، وتحقيق الكفاءة التشغيلية، وتقليل الجهد والوقت على المواطن، بالإضافة إلى تقليل كلفة التنقل.

من يصنع الحساسيات بين الأردن والعراق؟
من يصنع الحساسيات بين الأردن والعراق؟

رؤيا نيوز

timeمنذ 6 ساعات

  • رؤيا نيوز

من يصنع الحساسيات بين الأردن والعراق؟

يعتقد محللون سياسيون في تواقيت مختلفة ان هناك حساسيات في العلاقة بين الأردن والعراق، خصوصا، بعد سقوط النظام العراقي السابق عام 2003. والمؤكد هنا أن الأردن بقي حريصا على علاقته بالعراق، في ظل محاولات صناعة انفصام في العلاقة وهي محاولات تورطت بها جهات عراقية ايرانية الهوى وأردنية بعثية الهوى، واقليمية وتحديدا ايران التي صنفت الأردن عدوا في أدبياتها السياسية في بعض الظروف لاعتبارات كثيرة، وأطلقت حملات إساءات عبر السوشال ميديا، خصوصا في حرب غزة، وصنعت موجات النفور من خلال غرف الانترنت السوداء، والتي استدرجت خلفها الجماهير الحاشدة. في تواقيت معينة خرجت تيارات عراقية بعد عام 2003 واعتبرت ان الأردن كان صدامي الهوى، وبعض هذه التيارات طالبت امام بقطع العلاقة، أو قطع النفط، او حتى اغلاق الحدود، وفي تلك التواقيت جاءت تيارات عراقية الى الحكم ولم تكن ايجابية تماما مع الأردن، ويمكن ذكر اسماء محددة حول حقب مختلفة استعدت الأردن، ومقابل هذه التيارات كانت هناك اتجاهات عراقية قوية على صلة ايجابية بالأردن، وبعض رموزها زار الأردن مرارا، وبعضها الآخر حظي بدعم الأردن الكامل خلال توليه مواقع سياسية، مثلا، او في ظروف متباينة. اللافت للانتباه هنا ان العلاقة بقيت قوية برغم حالات التقلب، فالأردن من جهته منع تدفق الارهاب الى العراق، وهو الإرهاب الذي فتك بالعراقيين، وتسبب بأذى كبير لهم، كما ان جاذبية العراقيين بين الأردنيين بقيت مرتفعة، وليس ادل على ذلك من المعاملة الاجتماعية الخاصة التي يحظى بها العراقيون بين الناس في الأردن، سواء الطبقة المحسوبة على العهد السابق وتعيش في الأردن، او حتى من النواب العراقيين الحاليين وعائلاتهم، او من رموز التغيير في العراق، وهذا يعني في المحصلة ان الأردن تجاوز بكثير محاولات تعريف الأردن بكونه صدامي الهوى، وحاول طوال سنوات تأسيس علاقة ايجابية مع العراقيين، وهي علاقة لا تستند اصلا الى ما يظنه البعض حول فروقات سعر النفط المباع الى الأردن، وهي تكاد لا تذكر مقارنة باستهلاك الأردن، ولا قيمة لها اصلا في مقياس الامن الجيوسياسي، ولا تعد ذات اهمية استثنائية مقارنة ببقية الحسابات بين البلدين. مناسبة هذا الكلام محاولات صدع العلاقة بين الشعبين على خلفية كرة القدم، والفوضى التي نراها قبل وبعد كل مباراة بين منتخبي البلدين، ودخول الجماهير على خط التحريض والتجييش، وكأن هناك ثأرا بين البلدين والشعبين، وهذا امر لا يمثل حالة سياسية، تعبر عن توجهات مراكز القرار في البلدين، بقدر تعبيرها في جانب من جوانبها عن سوء فهم لطبيعة العلاقة بين الشعبين، من جوانب مختلفة، بعضها يرتبط ربما بالتحريض المذهبي، او العلاقة مع ايران، او حتى الظن بأن هناك ازمة بين البلدين، وهكذا تتبدى صورة مغايرة للواقع، حيث تختطف الجماهير عناوين العلاقة التي تعد اليوم جيدة جدا، حتى في الحد الادنى. هذه مناسبة للدعوة لتصعيدالعلاقة بين البلدين بالمعنى الايجابي، وهناك تقصير من النخب السياسية والاقتصادية والدينية والاجتماعية والاعلامية في البلدين. تداخل العوامل السياسية والمذهبية والتدخل الاقليمي، ترك ثقلا في مراحل مختلفة من العلاقة، واربك المزاج الشعبي، لكن قراءة العوامل المشتركة وتداخل المصالح الاهم، وعناصر التاريخ والجغرافيا والدم اهم بكثير، من اتجاهات نخبوية تستعدي الأردن او العراق، وتتشارك معها للمفارقة اتجاهات شعبية تتجاهل حقا كلفة هكذا مناخات تريد الفصل بين بلدين متجاورين، وبينهما تاريخ وارث ومصالح. ما يمكن قوله ختاما ان قراءة العلاقة الأردنية العراقية يجب ان تتجنب الخضوع لعوامل مثل الحملات الشعبية على خلفية مباراة كرة قدم، ولا لعوامل مثل اتجاهات سياسية تستعدي هذا البلد او ذاك، لان الاهم هو حسبة الواقع، وليس تفاصيل اللحظة التي تعبر احيانا عن قصور في النظرة، وعن قلة ادراك لخريطة التحالفات في المنطقة، وحاجتنا جميعا الى بعضنا بعضا في ظل ظروف متقلبة جدا. هذه حساسيات زائفة بين الأردن والعراق، ولا ينبغي الاستثمار فيها ابدا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store