
ممثّلّة كوميديّة تصف نفسها بأجمل فتاة في أمريكا
بدأت ستالتر مشوارها في عروض "الستاند أب" في شيكاغو، وحققت انتشاراً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك"، قبل أن تحظى بدورها البارز في مسلسل "Hacks" على HBO عام 2021.
الآن، وبعد أربع سنوات فقط، تؤدي دور البطولة في أحدث أعمال دنهام، والذي يُعد من أكثر أعمال السيرة الذاتية المنتظرة منذ نجاح مسلسل "Girls" على HBO.
رغم أن بعض الممثلين قد يشعرون بثقل الشهرة المفاجئة، إلا أن ستالتر لا تأخذ الأمور على محمل الجد.
تجلّت شخصية ستالتر المبالغ فيها بوضوح منذ لحظة دخولها إلى مسرح الكوميدي الأمريكي ستيفن كولبير، حيث قاطعت الحوار قائلة: "رأيت نفسي على الشاشة! أبدو رائعة"، بينما كان شعرها المستعار يتشابك بأظافرها الطويلة. ثم مازحته قائلةً: "هل عدت للتو من ديزني؟ رأيتك في لعبة سبيس ماونتن"!، ما جعله يبدو مرتبكًا وسط ضحكات الجمهور".
لكن ما رسّخ حضورها الكوميدي القائم على الإحراج ("cringe comedy") كان مظهرها الغريب واللافت. ظهرت على المسرح مرتدية توب بلا أكمام، لتكشف لاحقًا أنه في الأصل قميص من قمصان جولتها الكوميدية، شدّته فوق كورسيه وخاطته يدويًا أثناء الطريق إلى البرنامج. حمل القميص عبارة تقول: "ميغ ستالتر أجمل فتاة في أمريكا"، إلى جانب صورتها بشعر أشقر وبيكيني بنقشة العلم الأمريكي، وخلفها العلم ذاته.
عندما عبّر كولبير عن إعجابه بالقميص، أجابت ستالتر: "الناس كرّروا هذه العبارة كثيرًا، فقلت في نفسي: لمَ لا نضعها على قميص"، قبل أن تُغمز الكاميرا في لحظة مسرحية مقصودة.
تحولّت حقيبتها إلى جزء من العرض، إذ وضعتها أمام كولبير، وعندما بدأ بتفحّصها، قاطعته قائلة: "لا يمكنك أن تتخيّل عدد الفوط الصحية التي يمكن أن تكون فيها إذا كنت في دورتي الشهرية الكبيرة".
إطلالتها تلك لم تكن بعيدة عن أزياء شخصيتها "جيسيكا" في مسلسل Too Much، حيث تؤدي دور أمريكية تعيش صدمة ثقافية بعد انتقالها من نيويورك إلى لندن، المدينة المعروفة برصانتها.
تعيش جيسيكا مواقف طريفة وسوء تفاهم، كأن تسيء فهم شتيمة بريطانية بطريقة مضحكة، ويُجسَّد كل ذلك من خلال أزياءها الصارخة التي تعكس شخصيتها غير القابلة للاندماج.على الشاشة، تبدو ملابس جيسيكا جريئة، وغريبة، ولا يمكن التنبؤ بها. في أحد المشاهد، تكمّل معطف ترنش بطبعات بيزلي من السبعينيات وياقة من الفرو بحقيبة باللون الفيروزي؛ وفي مشهد آخر، ترتدي فستانًا قصيرًا مخصّصًا لها باللون الأزرق المعدني مع كشكش ووردة كبيرة على الظهر.
هذا المزيج من الألوان الصارخة والنقشات المتضاربة، والتنسيقات غير المألوفة التي اختارتها مصممة الأزياء آرييل كوبر-ليثيم، يساهم في إبراز شخصية جيسيكا كغريبة وسط أجواء لندن، حيث أصبحت الملابس بألوان حيادية بمثابة زي موحد.
وقالت كوبر-ليثيم لمجلة W أنّها "تعيش حلمها المليء بالبريق، لكنها لا تزال غير قادرة على الاندماج تمامًا وكأنها لا تعرف كيف تكون هادئة".
أما كات تايبالدوس، التي أشرفت على إطلالات ستالتر في جولتها الصحافية الأخيرة، فاستلهمت أفكارها أيضًا من عمل كوبر-ليثيم، بحسب ما كتبت مؤخرًا في خاصيّة القصص على "إنستغرام"، مرفقة صورة لستالتر خلال عرض المسلسل في لوس أنجلوس.
مع ذلك، يعرف محبّو ستالتر منذ زمن طويل أنها دائمًا ما كانت ترى في الموضة جانبًا مضحكًا، إذ صعدت إلى المسرح في ظهور لها ضمن برنامج جيمي كيميل عام 2021، وهي ترتدي تاجًا، وفستان أميرة ضخم من التول الوردي، ووشاحًا كُتب عليه: "أجمل فتاة في العالم".
بدت كأنها فائزة في مسابقة ملكة جمال العالم، حيث حرّفت ملامح وجهها كما لو كانت تبكي وهي تحتضن باقة ورود، قبل أن ترسل القبلات للجمهور وتتخذ مكانها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


CNN عربية
منذ 21 ساعات
- CNN عربية
"صار لازم ودعّكم".. إعلان موعد جنازة زياد الرحباني
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- نعت عائلة "الرحباني" الفنّان زياد، ابن الفنّانة نهاد وديع حدّاد الشهيرة - فيروز، الذي فارق الحياة، صباح السبت، عن عمرٍ يناهز 69 عامًا. وأعلنت موعد الصلاة "لراحة نفسه" في كنيسة "رقاد السيدة" في المحيدثة، بكفيا في لبنان، في الرابعة بعد ظهر الإثنين المقبل. أتى خبر رحيل الفنّان اللبناني زياد الرحباني، صادمًا وثقيل الوقع، على محبيّه في لبنان، وسوريا، والعالم العربي، ونعاه العديد من الفنّانين اللبنانيين بوصفه "عبقريًا"، و"ثائرًا"، وصاحب "رأي حر" و"بصمة فريدة" في مسيرته الفنّية.ولد الفنّان الراحل مطلع يناير/ كانون الثاني من عام 1956، في بلدة أنطلياس بمنطقة المتن في لبنان، لأبوين من رموز الفن اللبناني والعربي؛ الموسيقار الراحل عاصي الرحباني، والفنّانة اللبنانية فيروز، ولعائلة من أشهر العائلات الموسيقية اللبنانية والعربية، عائلة "الرحباني". وكان يمكن أن يبقى زياد تحت ظل عائلته، التي تأثر بها فنّيًا بطبيعة الحال، لكنّه نهل منها وأخد نهجًا مختلفًا منذ بداياته المبكّرة، ليشكّل رافدًا أساسيًا للفن اللبناني والعربي، مزج بفرادة بين الموسيقى التراثية الأصيلة، والغربية ولاسيما الجاز. وأنتج الراحل فنّا طبُع ببصمته الخاصة، فن زياد الرحباني المؤلف الموسيقي الرائد، والصوت المسرحي الناقد، وبالغ الجرأة والحساسية، والذي لجأ للسخرية، لتقديم صورة شديدة الواقعية في مرارتها، لوطنه لبنان الذي عانى من حربٍ أهليةٍ مريرة بين عامي 1975 و1990، ووسط عالم شديد التناقض.في أواخر ستينيات القرن الماضي، وبينما لم يتجاوز الـ12 من عمره، أصدر زياد ديوانه الشعري- النثري "صديقي الله"، برعاية والده الراحل عاصي الرحباني. الرئيس اللبناني يعزي فيروز برحيل نجلها زياد.. وفنّانون لبنانيون ينعون "العبقري" وبعمر الـ 17، لحن أول أغنية لوالدته فيروز، وإحدى أغانيها الأيقونية؛ "سألوني الناس"، بالتعاون مع "الأخوين رحباني"، واعتبرت تحيّة لوالده المريض آنذاك، وكان ذلك في مسرحية "المحطة" عام 1973، التي أدى فيها دور الشرطي أيضًا.وفي العام ذاته قدّم زياد مسرحيته الأولى "سهرية"، ثم تتالت أعماله المسرحية: "نزل السرور" 1974، "بالنسبة لبكرا شو" 1978، "فيلم أمريكي طويل" 1980، "شي فاشل" 1983، "بخصوص الكرامة والشعب العنيد" 1993، و"لولا فسحة الأمل" 1994، ورصدت تلك المسرحيات ملامح من الحرب اللبنانية، وآثارها على الشعب اللبناني، وحققت شعبية واسعة في جيل الشباب آنذاك، وكانت مصدر إلهام لأجيال عديدة لاحقة.وأذيعت مسرحيات الراحل زياد الرحباني على نطاق واسع في الإذاعات اللبنانية، والسورية لاحقًا، إلى جانب برامجه الإذاعية والتي كانت عبارة عن استكشات لاذعة، تنتقد الوضع السياسي والاجتماعي في لبنان، ويمكن إسقاطها على المنطقة كلّها، مثل "بعدنا طيبين.. قول الله"، و"العقل زينة"، و"نص الألف خمسمية". كما ألف زياد الموسيقى التصويرية لعددٍ من الأفلام اللبنانية والعربية، مثل الفيلم السوري "وقائع العام المُقبل" لسمير ذكرى 1985، و"طيّارة من ورق" لرندا الشهّال 2003.شكل ثنائيًا مميزًا مع المغني اللبناني الراحل جوزيف صقر، وقدّما أغانٍ لا تمحى من الذاكرة، مثل: "حالة تعبانة يا ليلى"، و"أنا للي عليكي مشتاق"، و"عايشة وحدها بلاك"، و"مربى الدلال" من ألبوم "بما إنّو" الذي أصدره عام 1996، وقال في مقابلات إعلامية إنّ هذه الأغنية كتبها لزوجته السابقة دلال.وكتب للفنّانة كارمن لبّس التي ارتبط بها لفترة طويلة، حسبما صرّحت في إطلالات إعلامية سابقة، إحدى أشهر أغاني الحب "بلا ولا شي.. بحبّك".وأصدر زياد العديد من الألبومات الغنائية والموسيقية شهيرة، مثل "أبو علي"، و"أنا مش كافر"، و"هدوء نسبي"، وتعاون مع المغنية اللبنانية سلمى مصفي في ألبوم "Monodose"، الذي تضمن أغنيتهما الشهيرة "شو؟ أو " Un Verre Chez Nous" بالفرنسية، وكذلك أغنية "ولّعت كتير".وتعاون مع العديد من المغنين اللبنانيين والعرب، وقدمّهم بطريقة، جريئة، مختلفة، وطريفة، وهذا ينطبق إلى حد كبير على تعاونه مع المغنية ونجمة الاستعراضات اللبنانية في التسعينيات المعروفة بـ"الليدي مادونا" في أغنية "كيفك"، وكذلك أيضًا مع الفنّانة لطيفة التونسية في ألبومها "معلومات أكيدة" في 2006.لكنّ التعاون الأبرز، وربمّا الذي سيبقى الأكثر رسوخًا في الذاكرة، تعاونه مع والدته فيروز، في الكثير من الأغنيات والألبومات، التي شكلت علامة فارقة في مسيرتها اختلفت كليًا عن تعاونها مع "الأخوين رحباني"، ومن ينسى أغانٍ مثل: "عِ هدير البوسطة"، و"كيفك إنت"، و"صباح ومسا"، "ومعرفتي فيك"، وصولاً إلى أغاني ألبومها "في أمل" عام 2011.وربمّا أكثر ما يمكن أن نتذكره وسط الحزن العميق على رحيل "العبقري" زياد الرحباني، أغنية "الوداع" التي لحنّها لفيروز، وبصوتها الملائكي: "أنا صار لازم ودّعكم.. وخبركم عنّي".


CNN عربية
منذ يوم واحد
- CNN عربية
الرئيس اللبناني يعزي فيروز في رحيل نجلها زياد الرحباني
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كشف وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة عن "تفاقم" حالة الفنّان زياد رحباني الصحيّة، و"تضاؤل رغبته في العلاج"، قبل الإعلان عن وفاته، السبت، عن عمر يناهز 69 عامًا، ونعاه الرئيس اللبناني، ورئيس الحكومة اللبنانية، وفنّانون لبنانيون، وتوجهوا بالعزاء لوالدته الفنّانة فيروز. وقال سلامة في تدوينةٍ نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس": كنا نخاف من هذا اليوم لأننا كنا نعلم تفاقم حالته الصحية، وتضاؤل رغبته في المعالجة. وتحولت الخطط لمداواته في لبنان أو في الخارج إلى مجرد أفكار بالية، لأن زياداً لم يعد يجد القدرة على تصور العلاج والعمليات التي يقتضيها".وأعرب رئيس اللبناني جوزيف عون عن ألمه لـ "غياب الفنّان الكبير زياد الرحباني"، وقال في تدوينة نشرها حساب رئاسة الجمهورية اللبنانية على منصة "إكس": " زياد لم يكن مجرد فنان، بل كان حالة فكرية وثقافية متكاملة. وأكثر، كان ضميرًا حيًّا، وصوتًا متمرّدًا على الظلم، ومرآةً صادقة"، وتوجه بـ"أصدق التعازي" للفنّانة فيروز بوفاة نجلها، وللعائلة الرحبانية.وقال رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، في تدوينة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس": "بغياب زياد الرحباني، يفقد لبنان فنانًا مبدعاً استثنائيًّا وصوتًا حرًّا ظلّ وفيًّا لقيم العدالة والكرامة. زياد جسّد التزامًا عميقًا بقضايا الإنسان والوطن". ونوه سلام لجرأة الراحل قائلاً: "من على خشبة المسرح، وفي الموسيقى والكلمة، قال زياد ما لم يجرؤ كثيرون على قوله، ولامس آمال اللبنانيين وآلامهم على مدى عقود. بصراحته الجارحة، زرع وعيًا جديدًا في وجدان الثقافة الوطنية"، وتقدّم بـ"أحرّ التعازي" لعائلته، و "لكل اللبنانيين الذين أحبّوه واعتبروه صوتهم".ونعت الفنّانة ماجدة الرومي الفنّان الراحل زياد الرحباني، في تدوينة نشرتها عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، قائلة: "ويرحل عبقري من بلادي.. تحية إكبار لإبداعك.. وموسيقى السلام لروحك الثائرة".ونشر الفنّان اللبناني مارسيل خليفة، عبر حسابه على إنستغرام، صورة جمعته بالراحل زياد الرحباني، علّق عليها بعبارة مستوحاة من قصيدة للراحل محمود درويش: "لعلّنا لم نفترق أبداً.. لكنّنا لن نلتقي". A post shared by Marcel Khalife (@khalifemarcel) وكتب الفنّان اللبناني راغب علامة في تدوينة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس": "رحل اليوم عبقري لبنان زياد الرحباني، الفنان والإنسان الذي سكن قلوبنا بفنه الحر، وكلماته الصادقة. زياد لم يكن مجرد فنان، بل حالة استثنائية متمرّدة، تركت أثراً لا يُمحى في تاريخنا الثقافي"، وتوجه بـ" أحر التعازي للسيدة فيروز، ولعائلة الرحباني، ولكل من أحبّه".وقالت الفنّانة اللبنانية إليسا في تدوينة لها على منصة "إكس"، إنّ زياد لم يكن فنّانًا عاديًا، وأضافت: "والأكيد انو ما كان شخص عادي كمان. عبقريته الموسيقية والفنية ما بتتكرر، واليوم بخسارته خسر لبنان شقفة منو وشقفة كبيرة من ذاكرته الجماعية". وتوجهت بالدعاء لوالدته قائلة: "فيروز سفيرتنا للدني كلها، هي اليوم أم زياد، الله يعطيها الصبر والقوة.وكتبت الفنّانة اللبنانية نانسي عجرم في تدوينةٍ نشرتها عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس": "المبدع ما بموت… صعب كتير وصف إنسان بحجم زياد وفكره. الرحمة لروحك وأحرّ التعازي لأيقونة الفن السيدة فيروز.. الله يصبر قلبك".وعبرّت الفنّانة اللبنانية كارول سماحة عن حزنها الكبير لوفاة الفنّان الراحل، وقالت في تدوينة نشرتها عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس": "عبقري، فنان، تاريخ… رحيلك يا زياد كسرلي قلبي. كنت دايمًا الصوت المختلف، الحقيقة اللي ما بتخاف، والإبداع اللي ما بيخلص. رح تضلّ بأعمالك، بذاكرتنا، وبحبنا لإلك.. الله يرحمك يا كبير". وتوجهت بالعزاء للفنّانة فيروز قائلة: "بعزّي الأم اللي خسرِت ابنها، والروح اللي غابت عنها قطعة منها. كلنا معك بهاللحظة الصعبة".وتقدمتّ الفنّانة اللبنانية هيفاء وهبي بـ "خالص التعازي للسيدة فيروز، لشقيقته ريما، لعائلته، ولكل من أحب فنه الحر والصادق، وقالت في تدوينة نشرتها عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس": "زياد الرحباني.. فقدنا فناناً لن يتكرر، سبق عصره وأثر بأجيال".وبكادرٍ أسود لصورة فارغة، نعت الفنّانة اللبنانية كارمن لبّس التي ارتبطت بالفنّان الراحل زياد الرحباني في مرحلة من مراحل حياتها، وكتب لها إحدى أكثر أغاني الحب شهرة "بلا ولا شي.. بحبّك". وتساءلت كارمن في تدوينة مؤثرة نشرتها عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس": "ليش هيك .. حاسة كل شي راح، حاسة فضي لبنان".


CNN عربية
منذ يوم واحد
- CNN عربية
الكشف عن الصور الفائزة بجوائز تصوير المانغروف لعام 2025
ملاحظة المحرر: "نداء الأرض" عبارة عن سلسلة تحريرية من CNN تلتزم بتقديم التقارير حول التحديات البيئية التي تواجه كوكبنا، والحلول لمواجهتها. أبرمت رولكس عبر مبادرة "الكوكب الدائم" شراكة مع CNN لزيادة الوعي والمعرفة حول قضايا الاستدامة الرئيسية وإلهام العمل الإيجابي. دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يحلّق سرب من طيور أبو ملعقة الوردية في السماء بالتزامن مع افتراس قرش لسمك البوري في الأسفل، وفي الخلفية تبرز مياه أراضي إيفرغليدز الرطبة في فلوريدا بلونها الأزرق الفيروزي. لكن هذه الصورة الهادئة تروي قصة أكبر، عن طيور أبو ملعقة الوردية زاهية اللون، التي أصبحت نادرة بشكل متزايد، ومردّ ذلك جزئيًا إلى ارتفاع مستوى سطح البحر وفقدان موائل أشجار المانغروف التي تعتمد عليها في البحث عن الأسماك. وهذه الصورة البارزة، التي التقطتها عدسة مارك إيان كوك، فازت بالجائزة الكبرى في إطار جوائز تصوير المانغروف للعام 2025. وأفاد عضو لجنة التحكيم، والمصور الصحفي وعالم الأحياء البحرية سيراتشاي "شين" آرونروغستيشاي، في بيان صحفي: "تُظهر الصورة بوضوح تنوّع الحياة التي تعيش وتموت، سواء في الجو أو في الماء، في ذات الزمان والمكان، وتعتمد جميعها على نظام المانغروف البيئي". وفي عامها الـ11، تهدف الجوائز إلى زيادة الوعي بغابات المانغروف، وهي أشجار تتحمّل الملوحة وتنمو في المناطق التي يلتقي فيها الماء العذب بالماء المالح. نجدها في أكثر من 120 دولة حول العالم. وقد استلمت الجائزة هذا العام رقماً قياسياً من المشاركات بلغ 3,303 مشاركة من 78 دولة. وقال ليو توم، المدير الإبداعي ومؤسس الجوائز، لـCNN: "الهدف من جوائز تصوير المانغروف إلهام وجذب الجماهير حول العالم. نريد أن نظهِر جمال وتعقيد نظم المانغروف البيئية، والأهم من ذلك، تحفيز الناس لاتخاذ خطوات فعلية من أجل حمايتها على أرض الواقع". وتُعد أشجار المانغروف عنصراً أساسياً في مكافحة تغيّر المناخ، إذ أنها تمتصّ الكربون، وتعمل كحاجز طبيعي ضد الفيضانات، وتوفر موطناً للحيوانات المهدّدة بالانقراض مثل النمور والجاغوار.لكنها تُعد من أكثر النظم البيئية المهددة في العالم. وبحسب القائمة الحمراء للأنظمة البيئية الصادرة عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، فإن أكثر من نصف غابات المانغروف حول العالم معرضة للانهيار بحلول العام 2050. وأضاف توم: "رغم أهميتها، كثيرًا ما يتم تجاهل غابات المانغروف. فبخلاف النظم البيئية الأيقونية مثل غابات الأمازون المطيرة، غالبًا ما يُساء الحكم على غابات المانغروف وتُرى على أنها مستنقعات موبوءة بالبعوض أو أراضٍ مهملة". وتابع: "هنا تأتي قوة التصوير الفوتوغرافي كأداة للتغيير، إذ يفتح نافذة على القصص الحقيقية لغابات المانغروف". إحدى فئات الجوائز مخصصة لتهديدات غابات المانغروف. إذ تُظهر الصورة الفائزة التي التقطها توم كوينّي، جبلًا من النفايات يعلو فوق غابة مانغروف متناقصة في جنوب بالي، إندونيسيا. أما الصور التي جاءت في المرتبة الثانية ضمن الفئة عينها، فتصوّر سرطانات حدوة الحصان عالقة في شباك الصيد، وغابات مانغروف تم تحويلها إلى مزارع لتربية الجمبري، وكذلك الجفاف. وتُبرز صور أخرى نالت إشادة، كيفية اعتماد الناس على غابات المانغروف في معيشتهم. وتعرض سلسلة من الصور نساءً يجمعن شمع العسل في غابة سونداربانس، وهي أكبر غابة مانغروف في العالم، تقع في بنغلاديش. ويؤدي ارتفاع مستويات سطح البحر، وزيادة الملوحة، والأعاصير الشديدة إلى تدمير الغابة وتشريد المجتمعات. وأوضح توم أنّ "الصور تكشف عن العلاقات المعقدة والتنوع البيولوجي الزاخر.. وتُظهر الروابط العميقة بين البشر والمجتمعات الساحلية التي تعتمد على غابات المانغروف في أسلوب حياتها". وخلص إلى أنّ "الأمر يتجاوز كونها مجرد مسابقة. إنها دعوة للملاحظة، والإحساس، والتعلُّم. إنها منصة للمصوّرين حتى يتحدثوا باسم أحد أهم النظم البيئية في العالم وأكثرها سوءًا للفهم".