logo
"بلومبرغ": لماذا تريد السعودية خفض أسعار النفط؟

"بلومبرغ": لماذا تريد السعودية خفض أسعار النفط؟

الميادين٠٣-٠٥-٢٠٢٥

شبكة "بلومبرغ" الأميركية تنشر مقال رأي يتناول التغيّر في سياسة السعودية النفطية، إذ يبدو أنها تسعى لخفض أسعار النفط رغم أنها تقود "أوبك"، وذلك لأسباب متعددة تتجاوز مجرد معاقبة المنتجين المخالفين.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
للتكتلات سبب واحد لوجودها: رفع الأسعار، ومنظمة "أوبك"، أشهرها على الإطلاق. فلماذا إذاً تُسهم السعودية، التي تقود المجموعة، في خفض الأسعار؟
ظاهرياً، تحاول المملكة إعادة إرساء الانضباط بين المنتجين المخالفين: كازاخستان والعراق والإمارات العربية المتحدة تُخالف أهداف الإنتاج. ولإجبارهم على التراجع، تُصوّت الرياض في اجتماعات أوبك+ على زيادة الإنتاج للمجموعة بأكملها، على أمل أن يُجبر انخفاض الأسعار المُثيرين للمشكلات على الرضوخ.
هذا التفسير منطقيٌّ للغاية.
أولاً، لأن الغش حقيقي، ويتفاقم، وقد تجاهلت الدول المُتمردة التحذيرات.
ثانياً، لأن السعودية سبق أن فعلت ذلك، حيث شنّت حروب أسعار ضد مُخالفي "أوبك" في أعوام 1985-1986، و1998، و2020.
ومع ذلك، لستُ مُقتنعاً بأن هذا كل ما في الأمر.
لتقدير سياسة النفط السعودية، من المفيد دائماً التركيز على ما تفعله المملكة، بدلاً من التركيز على ما تقوله، سواءً في العلن أو في السر. فالفعل واضحٌ تماماً: زيادة الإنتاج، ما يؤدي إلى انخفاض أسعار النفط. والأهم من ذلك، أن الرياض لم تبذل أي جهدٍ لتهدئة السوق. بل العكس هو الصحيح. في الأيام الأخيرة، وجّه السعوديون رسالةً هادئةً إلى دول "أوبك" وخارجها: يمكننا التعايش مع انخفاض أسعار النفط. وبالنظر إلى ما بين السطور، يبدو أن الرياض تهدف إلى إبقاء سعر خام برنت دون 70 دولاراً للبرميل، وربما أقل من ذلك، وهو ما يُمثّل تحولاً كبيراً عن سياستها السابقة، المعروفة بـ"سياسة السعودية الأولى"، والمتمثلة في الحفاظ على الأسعار عند أقرب مستوى ممكن من 100 دولار.
يُعد فهم النهج الجديد أمراً بالغ الأهمية قبل الاجتماع المقبل لمجموعة دول "أوبك+" الثماني، والمقرر عقده في 5 أيار/مايو. وتُعدّ الرغبة في معاقبة المُخالفين أحد تفسيرات هذا التحول. لكن، يبدو أنّ كازاخستان تُمثّل فائدةً جانبيةً لسياسة جديدة أكثر من كونها السبب الرئيسي. سياسة النفط السعودية متعددة الأبعاد: فقد يكون لها أهداف عدة في آنٍ واحد.
إليكم بعض التخمينات المدروسة حول الاعتبارات الرئيسية للرياض: 21 نيسان 12:57
17 أيلول 2024 13:05
1- أدركت المملكة العربية السعودية أنّ سياستها السابقة المتمثلة في "أقرب سعر ممكن إلى 100 دولار للبرميل" غير مستدامة، إذ ستتطلب المزيد من خفض الإنتاج.
وللحفاظ على ارتفاع الأسعار، بلغ إنتاج السعودية العام الماضي أدنى مستوياته منذ عام 2011. ولو حافظت الرياض على سياسة الأسعار المرتفعة، لما تمكنت على الأرجح من زيادة إنتاجها في عامي 2025 و2026. وبدت التوقعات بعد ذلك، في عامي 2027 و2028، أكثر صعوبةً للتوسع، ما قد يُلزم الرياض بإنتاج منخفض إلى الأبد.
2- أقرّ وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان منذ فترة طويلة، على الأقل سراً، بأنّ الرياض استفادت من العقوبات الأميركية المفروضة على منافسين في "أوبك+": إيران وفنزويلا.
لو كان إنتاج أي منهما قريباً من مستويات ما قبل العقوبات، لكانت السعودية ستواجه انخفاضاً في الأسعار أو انخفاضاً في الإنتاج، أو كليهما. كما عمل الأمير عبد العزيز على افتراض أن العقوبات لن تدوم إلى الأبد. إذا شعرت الرياض باقتراب ذلك اليوم، لنقل لأن البيت الأبيض يتفاوض مع طهران، فمن المحتمل أن يساعد ذلك في زيادة الإنتاج قبل مفاوضات "أوبك+" المحتملة حول كيفية التعامل مع عودة الطاقة الإنتاجية الخاملة حالياً.
3- لا تخوض المملكة العربية السعودية حروب أسعار ضد منافسيها في "أوبك+" فحسب؛ بل خاضت تاريخياً أيضاً معارك مع المنتجين الخارجيين، وأكبرهم الولايات المتحدة. في الفترة من 2014 إلى 2016، أغرقت السوق لسحق منتجي النفط الصخري الأميركيين.
في تصريحٍ شهير، قال وزير النفط السعودي السابق علي النعيمي لشركات الحفر الأميركية في فبراير 2016 إنها تستطيع "خفض التكاليف، أو الاقتراض، أو التصفية" في مواجهة أسعار أقل من 50 دولاراً للبرميل. لكن إعلان حرب أسعار أخرى ضد النفط الصخري سيكون صعباً سياسياً على الرياض. صحيح أن دونالد ترامب يريد أسعاراً أقل للنفط، حتى لو أضر ذلك بصناعة الطاقة المحلية. لكنني لست متأكداً من موافقة المشرعين الأميركيين، لنأخذ على سبيل المثال السيناتور تيد كروز من تكساس وليزا موركوفسكي من ألاسكا.
4- على مدى ما يقرب من عقد من الزمان، عملت المملكة العربية السعودية بشكل وثيق مع روسيا.
لكن هذه العلاقة، التي دامت لفترة أطول مما توقعه الكثيرون في البداية، تبدو أكثر ارتباطاً بالمعاملات منها بالاستراتيجية. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتودد إلى ترامب، وقد تدير موسكو ظهرها للرياض يوماً ما. ربما يستشعر السعوديون تغيراً في لهجة الكرملين، فيتحوطون في رهاناتهم، ويزيدون الإنتاج قبل ظهور أي انقسام فعلي.
5- أخيراً، يُجري السعوديون محادثات مع الولايات المتحدة حول قضايا عدة: ضمانات الدفاع، وعقود الأسلحة، وإيران، والبرنامج النووي المدني السعودي. ولا شك أن للنفط دوراً في هذه المحادثات.
سيتوجه ترامب إلى الرياض في أيار/مايو، لتكون جزءاً من رحلته الخارجية الثانية (كانت الأولى رحلةً غير مُجدولة إلى روما لحضور جنازة البابا).
في نهاية المطاف، ستُشكّل العديد من هذه الاعتبارات الأساس المنطقي السعودي للسماح بانخفاض أسعار النفط. سيكون أحدها الدافع الرئيسي، بينما ستكون البقية منافع جانبية. ومن المرجح أن يكون الحفاظ على موقف كازاخستان ضمن هذا السياق.
نقله إلى العربية: الميادين نت.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أميركا تتسلم طائرة أهدتها قطر لترامب
أميركا تتسلم طائرة أهدتها قطر لترامب

النهار

timeمنذ 36 دقائق

  • النهار

أميركا تتسلم طائرة أهدتها قطر لترامب

أكد متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الولايات المتحدة تسلمت طائرة بوينغ 747 هدية من قطر، وطلبت من القوات الجوية إيجاد طريقة لتطويرها سريعا لاستخدامها طائرة رئاسية جديدة. وقال شون بارنيل، المتحدث باسم البنتاغون، في بيان اليوم الأربعاء: "تسلّم وزير الدفاع طائرة بوينغ 747 من قطر وفقاً لجميع القواعد واللوائح الفيدرالية". وأضاف: "ستعمل وزارة الدفاع على ضمان مراعاة الإجراءات الأمنية المناسبة ومتطلبات المهام الوظيفية للطائرة المستخدمة لنقل رئيس الولايات المتحدة". وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب دافع عن قبول الطائرة رغم القوانين الصارمة التي تنظم منح الهدايا لرؤساء الولايات المتحدة. وتبلغ قيمة الطائرة 400 مليون دولار وهي من إنتاج شركة بوينغ. وقال خبراء إن تحديث الطائرة الفاخرة التي قدمتها الأسرة الحاكمة في قطر سيتطلب تحسينات أمنية كبيرة وتعديلات بمنظومة الاتصالات بها لمنع التنصت عليها وإكسابها القدرة على التصدي لصواريخ قادمة، وهو ما قد يكلف مئات الملايين من الدولارات. والتكاليف الدقيقة لهذه التعديلات غير معروفة لكنها ربما تكون كبيرة بالنظر إلى أن الكلفة الحالية لإنتاج بوينغ طائرتين جديدتين (إير فورس وان) تتجاوز خمسة مليارات دولار. وعلى مدى العقد الماضي واجه برنامج (إير فورس وان) تأخيرات متتالية، ومن المقرر تسليم طائرتين جديدتين 747-8 في 2027، أي بعد ثلاث سنوات من الموعد المحدد سابقا. وفازت بوينغ في 2018 بعقد قيمته 3.9 مليارات دولار لتصنيع الطائرتين لاستخدام الرئيس الأميركي لكن التكاليف صارت أعلى. وقالت بوينغ إنها أنفقت 2.4 مليار دولار حتى الآن في هذا المشروع.

رامافوزا مازحا لـ ترامب: آسف لا أملك طائرة لك .. والأخير يرد بجدل حول الإبادة
رامافوزا مازحا لـ ترامب: آسف لا أملك طائرة لك .. والأخير يرد بجدل حول الإبادة

صدى البلد

timeمنذ 3 ساعات

  • صدى البلد

رامافوزا مازحا لـ ترامب: آسف لا أملك طائرة لك .. والأخير يرد بجدل حول الإبادة

في مستهل اللقاء الذي جمع بين رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، استهل الزعيمان حديثهما بلمحة مرحة حول رياضة الجولف، التي تُعد من اهتمامات ترامب الشخصية والتجارية البارزة. وفاجأ رامافوزا نظيره الأمريكي بإهدائه كتابًا ضخمًا يزن 14 كغ يوثق ملاعب الغولف في جنوب أفريقيا، قائلاً: 'أحضرت لك هذا الكتاب عن ملاعب الغولف في بلادنا'، مضيفا :أنا آسف، لأنني لا أملك طائرة لأعطيك إياها"، في إشارة ساخرة إلى الجدل الأخير حول الطائرة التي قُدمت للرئيس الأمريكي من قطر. ورغم البداية الدافئة، سرعان ما تحوّل اللقاء إلى ساحة حوار دبلوماسي مشحونة بالتوترات حول قضايا شائكة، أبرزها مزاعم "إبادة جماعية" تستهدف المزارعين البيض في جنوب أفريقيا، وهي ادعاءات لطالما روّج لها ترامب وحلفاؤه، بمن فيهم مستشاره إيلون ماسك الذي حضر اللقاء. وعرض ترامب في المكتب البيضاوي مقاطع فيديو توثق مزاعم عن عمليات قتل وتشييع لمزارعين بيض، كما أشار إلى وجود مقبرة جماعية مزعومة دون أن يحدد موقعها، مما دفع رامافوزا للرد متسائلًا: "هل أخبروك بمكانها يا سيادة الرئيس؟"، ليجيبه ترامب: "في جنوب أفريقيا". وفي مواجهة هذه الادعاءات، نفى رامافوزا وجود أي سياسة حكومية تستهدف المزارعين البيض، مؤكدًا أن الجريمة تطال جميع فئات المجتمع، سواء كانوا من البيض أو السود. كما شدد على أن التصريحات التحريضية التي ظهرت في مقاطع الفيديو، والتي تعود إلى زعيم حزب المعارضة "المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية"، جوليوس ماليما، لا تعبّر عن موقف الحكومة. وأضاف رامافوزا: "لو كانت هناك إبادة جماعية فعلاً، لما كان أصدقاؤك من جنوب أفريقيا حاضرين معنا هنا". ومن جانبه، حاول ترامب تسليط الضوء على القضية باستخدام مواد أعدها مسبقًا، بما في ذلك صور ومقالات حول ضحايا مزعومين، قائلاً: "نريد الحديث عن هذا"، ما أدخل اللقاء في حالة من الفوضى وسط تدافع الأسئلة من الصحفيين. وفي ختام الجدل، سعى رامافوزا إلى إعادة المحادثات لمسار أكثر إنتاجية، مشيرًا إلى أهمية الشراكة التجارية والتكنولوجية بين البلدين، وداعيًا إلى حوار مغلق بعيدًا عن الكاميرات قد يفضي إلى نتائج إيجابية لكلا الطرفين.

أنباء الضربة المحتملة ضد إيران ترفع أسعار النفط
أنباء الضربة المحتملة ضد إيران ترفع أسعار النفط

المدن

timeمنذ 3 ساعات

  • المدن

أنباء الضربة المحتملة ضد إيران ترفع أسعار النفط

ارتفعت أسعار النفط الخام بأكثر من واحد بالمئة، في أولى تداولات صباح اليوم الأربعاء، على خلفيّة تقرير أصدرته شبكة CNN، أشار إلى تحضيرات إسرائيليّة لتوجيه ضربة ضد منشآت إيران النوويّة. وإثر صدور التقرير، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت -تسليم شهر تمّوز- بنحو 86 سنتاً، لتقارب حدود 66.24 دولاراً أميركياً، بينما ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس بأكثر من 90 سنتاً، لتقارب 62.93 دولاراً أميركياً. وكان تقرير وكالة CNN قد نقل عن مسؤولين أميركيين مطّلعين أنّ معلومات استخباراتيّة جديدة حصلت عليها الولايات المتحدة تشير إلى أنّ إسرائيل تستعد لضرب المنشآت النوويّة الإيرانيّة. وبينما تواظب إدارة الرئيس الأميركيّة دونالد ترامب على التفاوض مع إيران، للتوصّل إلى اتفاق سلمي بشأن البرنامج النووي الإيراني، جاء هذا التقرير ليعيد التصويب على احتمالات التصعيد العسكري في حال فشل المفاوضات. ومن المعلوم أن إيران تمثّل ثالث أكبر منتج للنفط بين أعضاء منظمة أوبك، وهو ما يفسّر خشية الأسواق من احتمال حصول اضطرابات في إمدادات النفط، في حال تعرّض إيران لهجوم عسكري. كما يخشى المتداولون في أسواق النفط من احتمالات قيام إيران بمنع مرور ناقلات النفط عبر مضيق هرمز في منطقة الخليج العربي، الذي تعتمد عليه السعوديّة والإمارات والكويت والعراق لتصدير النفط الخام. وفي الوقت الراهن، سيترقّب المتداولون بيانات مخزون النفط الأميركي، التي ستصدر اليوم الأربعاء، والتي يفترض أن تؤشّر إلى تحوّلات الطلب والعرض في السوق الأميركيّة. ومن المفترض أن تؤثّر هذه البيانات بشكل كبير على اتجاه أسعار النفط، خلال تداولات هذا النهار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store