logo
حايك في لقاء تضامني مع مسيحيي سوريا: من سكت لن يسلم من دينونة التاريخ!

حايك في لقاء تضامني مع مسيحيي سوريا: من سكت لن يسلم من دينونة التاريخ!

تيار اورغمنذ 5 ساعات

ألقى نائب رئيس التيار الوطني الحر للعلاقات مع الأحزاب الخارجية ناجي حايك كلمة في اللقاء التضامني مع مسيحيي سوريا بدعوة من اللقاء الارثوذكسي، جاء فيها:
‏في كنيسةٍ مار الياس في سوريا، امتدّت يدُ الحقد لتقتل الأبرياء…‏ليسوا ضحايا صدفة، بل مستهدَفون لأنهم مسيحيون، لأنهم ما زالوا يحملون الصليب في أرضٍ حاولت العتمة أن تطفئ نورها.
‏دماءُ المؤمنين سالت على أرضٍ مشبعةٍ بقداسة الشهداء والرسل.‏أرضٌ نَطَقَت فيها المسيحية قبل أن تُولد دول، وقبل أن يُرسم تاريخٌ حديث على حساب التاريخ الحقيقي.
‏نقولها بلا تردّد:‏المسيحيون في سوريا والشرق ليسوا جالية، بل هم أصل الأرض وملحها.‏جذورهم أعمق من جغرافيا الطارئين، وأقوى من سيوف الغزاة والمتسلّطين.
‏لكن الجريمة ليست في القتل فقط، بل في التواطؤ…‏في صمت العالم، وصمت 'الشركاء'، وصمت من يدّعون الحرص على التنوّع.‏هذا السكوت ليس حيادًا، بل خيانة.
‏وفي هذا المشهد الحالك، يبقى لبنان هو المنارة.‏لبنان، بجبلِه وكنائسه، بصليبه وروحية مقاومته، هو الدرع الأخير لمسيحيي الشرق.‏مسيحيو لبنان ليسوا مراقبين، بل خط الدفاع الأول، ومنهم تستمدّ الكنيسة المشرقية صلابتها وكرامتها.
‏ولذلك، نوجّه نداءً من قلب الجرح:
‏اتّحدوا أيها المسيحيون في لبنان، فوحدتكم هي الرجاء الأخير.‏اتّحدوا لأن أعين مسيحيي الشرق شاخصة إليكم، ترجو صمودكم، وتستنير بوضوحكم.‏هذه دعوة الى الاحزاب التي تمثل الشارع المسيحي ، اتحدوا لان كل تفرقة بينكم، هي ثغرة يدخلون منها لضرب كنيسةً جديدة ولمحو ذكرى اخرى
‏الدم المسفوك في سوريا، في العراق، في لبنان، في كل موطئ قدم للمسيح، هو جرس إنذار.‏إمّا أن نستيقظ ونحمل القضية، أو نُمحى قطعةً قطعة.
‏نحن هنا قبل الجميع، وسنبقى رغم كلّ الخيانات.‏من كنيسة الشام إلى بكركي الى البلمند ، ومن أنطاكية إلى بيروت، الصوت واحد: المسيحية ليست يتيمة في الشرق، هي من اصل للشرق
‏وكل من سكت، لن يَسلم من دينونة التاريخ.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مسيحيو سوريا: سيرة القلق
مسيحيو سوريا: سيرة القلق

المدن

timeمنذ 32 دقائق

  • المدن

مسيحيو سوريا: سيرة القلق

غداة هروب بشار الأسد، وسيطرة "هيئة تحرير الشام" على الحكم في دمشق، وهي تضم في صفوفها فصائل متشدّدة، كانت الأنظار مشدودة نحو طرائق تعاطي الحكم الجديد مع الأقليات الطائفية والعرقية وأماكن اللهو والترفيه والسهر، مثل باب توما وباب شرقي والشعلان. ولئن وقف المسيحيون بمنأى من التجاذبات والتوترات، لكنهم لم يكونوا بمنأى من المخاطر مثل كل السوريين، فشهدوا اعتداء على شجرة الميلاد في منطقة حماة، وتكسير صلبان في بعض المقابر، وإطلاق نار على كنيسة أو إقفال بار سياحي في حمص، سيارات دعوية تجوب أحياء مسيحية في دمشق. كانت تلك الأحداث مجرد تفاصيل في خضم التحولات والتبدلات في سوريا الجديدة، لكن ما حدث الأحد الماضي من تفجير إرهابي لكنيسة مار الياس في منطقة الدويلعة بدمشق، لم يكن تفصيلاً ولا عابراً، واتخذ أبعاداً سياسية خطيرة في هذه المرحلة بالذات، وفي ظل حكم جديد محسوب على الإسلام السياسي. لكن كيف هي العلاقة التاريخية بين الإسلام والمسيحيين؟ تُبيّن الوقائع والمرويات التاريخية والسوسيولوجية، أن في مسيحيي سوريا شيء من الإسلام وأن في إسلام سوريا شيء من المسيحية، لكن مصائر هذه العلاقة كانت دائماً عرضة للتحولات السياسية والإيديولوجية والدينية والاجتماعية. يجزم مؤرخون بأن مسيحيي سوريا تقبلوا العرب بقلوب رحبة، لأنهم رأوا فيهم محرّرين، لا غزاة. وفي محاضرة قدمها الباحث ادمون رباط في بيروت، استشهد ببعض الأقوال من هذا القبيل، كميخائيل السرياني، بطريرك السريان الأرثوذكس في القرن الثاني عشر، أي بعد خمسة قرون على الفتح الإسلامي، لنجد عبارات استهجان لسياسة الروم، كالتالية: "لأنّ الله هو المنتقم الأعظم، الذي وحده على كل شيء قدير، والذي وحده إنما يبدّل ملك البشر كما يشاء، فيهبه لمن يشاء، ويرفع الوضيع بدلاً من المتكبّر، ولأنّ الله قد رأى ما كان يقترفه الروم من أعمال الشر، من نهب كنائسنا ودياراتنا، وتعذيبنا من دون أيّة رحمة، فإنما قد أتى من مناطق الجنوب ببني إسماعيل، لتحريرنا من نير الروم... وهكذا كان خلاصنا على أيديهم من ظلم الروم وشرورهم وحقدهم واضطهاداتهم وفظاعاتهم نحونا". ينقل الباحث حسام عيتاني في كتابه "الفتوحات العربية في روايات المغلوبين" عن يوحنا الفنكي، وهو أحد الإخباريين السريان الذين عاشوا في النصف الثاني من القرن السابع الميلادي، أنه قال في روايته عن الفتوحات العربية في بلاد الشام والعراق إن "ظهور المسلمين وتحقيقهم للانتصارات المتوالية لا يمكن أن يكون أمراً عادياً. بل يجب التعامل معه باعتباره أمراً إلهياً، فقد وضع الله النصر بين أيديهم كما لو كانت الكلمات التي تعنيهم تنفذ بحذافيرها: رجل يطارد ألفاً، واثنان يهزمون عشرة آلاف (سفر التثنية، الإصحاح 32، الآية 30). وإلا كيف أمكن لعراة يمتطون جيادهم من دون دروع أو تروس أن يفوزوا في غنى عن المساعدة الإلهية؟ لقد دعاهم الله من أقاصي الأرض حتى يدمر بهم مملكة آثمة، وحتى يذل بهم روح الفرس المتفاخرة". ويذكر المؤرخ سوزومين (ولد حوالي سنة 400م، في بلدة صغيرة تسمى بيثيليا قرب غزة في فلسطين، وكان جده من أوائل أهل البلدة الذين اعتنقوا المسيحية): "نظرت البلاد التي شملها الغزو إلى الفاتحين العرب بصفتهم كارثة حلّت عليها، ولم تبد اهتماماً بالتعرّف إلى معتقداتهم وأفكارهم، وأقل منها طرق معيشتهم، وبناهم الإجتماعية والسياسيّة والثقافيّة، إلاّ عندما استقر العرب في العراق وإسبانيا وبلاد الشام". ويشير هذا، ليس إلى اعتبار العرب محررين، بل إلى تأخّر فهم تلك الشعوب لدوافع تلك الحملات، والتي نظروا إليها في البدء كغزوات بدويّة عابرة تعرّضت لها المنطقة طويلاً عبر تاريخها. وأكثر من مرويات جَلد الذات والكلام العقابي وتأخر فهم ما يجري، منذ القرن السابع، ومع وصول العرب المسلمين إلى سوريا، وجد الإسلام نفسه متآلفاً مع المسيحية، فلم يستهدف القضاء عليها ولا الحد من حركتها. استطاع المسيحيون التأقلم مع القوانين الجديدة التي فُرِضت عليهم. ولما كانوا يشكلون غالبية سكان سوريا في ذلك الوقت، لم يشكل دفع الجزية عبئاً ثقيلاً. بل إنَّ المسيحيين السوريين شكلوا البنية العملانية للدولة الأمويّة، فحضرت النقوش والرسوم البيزنطية في الأروقة والقصور الأموية، وحتى الأفكار. الباحث اللاهوتي، نجيب جورج عوض، أصدر كتاباً بعنوان "المسيحية الأموية: يوحنا الدمشقي كمثال سياقي لتشكل الهوية مطلع الإسلام"، ويتناول فيه حياة المسيحيين والمسلمين واندماجهم في حضارة جامعة، ألا وهي الحضارة الأموية، ويُبرز فكرة تعايشهما بعيدًا من صراع الأديان. وفي رأي عوض أنه، عندما يتطرق الباحثون في الحقبة الحديثة، إلى القرن الميلادي السابع، لدراسة الإمبراطورية الأموية الإسلامية، التي يقع قلبها في سوريا ــ فلسطين، أو لدراسة المسيحية في العصور القديمة المتأخرة وخلال الفترة البيزنطية الوسطى، فإنهم يتوقفون عند كتابات يوحنا الدمشقي وإرثه اللاهوتي عن الإسلام كدراسة حالة، وذلك كونه أحد أهم اللاهوتيين والمفكرين المسيحيين الأمويين الذين جاؤوا من دمشق وخدموا في بلاط الخليفة الأموي. والاندماج المجتمعي والتلاقي، تجلى في احتواء المسجد الأموي ضريح يوحنا المعمدان (النبي يحيى). وبحسب التقاليد السورية الفولكلورية المتوارثة، فإن يوحنا قُتل وقُطعت رأسه بعدما انتقد ملك الجليل، هيرودس أنتيباس، في فلسطين. وصار المرقد المنسوب إليه مزاراً مقدساً لدى المسيحيين والمسلمين على حد سواء. حتى دير صيدنايا، يتميز بأن قاصديه للصلاة والتبرُّك ليسوا فقط مسيحيين، بل إن بعضهم مُسلم. غير أن التبدلات السياسية والدينية في سوريا، وبروز دول جديدة مثل الفاطميين والمماليك، فضلاً عن الحروب الصليبية، كانت عوامل أثّرت بشكل كبير في وجود المسيحيين في سوريا، وتناقَص عددهم ينقص حتى باتوا من الأقليات. وعندما نشأت السلطنة العثمانية، ومن ضمنها سوريا، كانت أمام واقع معقد: طوائف وجماعات ومِلل، فضلاً عن أثر الحروب الصليبية في انتماءات بعض المسيحيين. فكان "نظام المِلل" العثماني هو ما تمّ إقراره للتصدي لهذا الوضع. ويقتضي هذا النظام تقسيم السكان بحسب مِللهم، وإعطاء كل ملّة حقوق التصرف في شؤونها الخاصة، ما يعني أن النظام هذا شكل انفراجاً كبيراً بالنسبة للمسيحيين، مقارنة بوضعهم أيام المماليك، بحسب ملاحظة بعض الباحثين. وأثارت إصلاحات الإمبراطورية العثمانية في منتصف القرن التاسع عشر، توترات في دمشق. ابتداءً من أربعينيات القرن التاسع عشر، بدأت السلع الصناعية الأوروبية تغمر أسواق العاصمة. وكان المسيحيون السوريون، الذين تم تعيينهم كوكلاء لبيوت التجارة الأوروبية، هم المستفيدون الرئيسيون من الأعمال التي قوّضت النسّاجين والتجار المحليين. بحلول خمسينيات القرن التاسع عشر، كان المسيحيون في دمشق يكتسبون الثروة والنفوذ بفضل علاقاتهم الأوروبية. وتفاقمت هذه المكاسب بسبب الإصلاحات العثمانية العام 1856 التي منحت المساواة أمام القانون، للمسلمين والمسيحيين واليهود. وفجأة، تخلت مجتمعات الأقليات عن مكانتها كمواطنة من الدرجة الثانية وطالبت بالمساواة مع النخب المسلمة في المدينة. وقد ولّد عقدان من المكاسب المسيحية على حساب المسلمين، استياءً عميقًا. وانتهت صدمة التطور والتحولات بمجزرة 1860 ضد المسيحيين في باب توما ومناطق أخرى، لتبرز بعدها نُخب قادمة من أوساط أرثوذكسية وبروتستانتية تنادي بالعروبة. وبقيت العروبة، كتيار ناشئ في خضم التطورات والتحولات في الدولة العثمانية، حكراً على نخب عربية، كانت في معظمها مسيحية في البداية ثم ما لبثت أن انتشرت في أوساط مسلمة. يرجّحُ الباحثان إياد العبدالله وعبد الله أمين الحلاق، في ورقتهما عن مسيحيي سوريا، أن انتهاء الدولة العربية الأولى زمن الشريف حسين، ودخول الإنتداب الفرنسي إلى سوريا ولبنان، كان البداية الرسمية لانكفاء المسيحيين نحو ما سندعوه بـ"الجماعة المسيحية". شهد العقد الأول من الانتداب الفرنسي، هجرة مسيحية لافتاة، وكانت غالبية هذه الهجرات نحو الأميركيتين وأفريقيا الغربية. لكن، بسبب الأوضاع الاقتصادية التي ستمر بها البلدان المضيفة في الثلاثينيات المنصرمة، تراجع زخم هذه الهجرة. وثمة هجرة مسيحية إلى سوريا أيضاً، بدأت منذ العام 1915 مع بدء مجازر الأتراك بحق الأرمن. ثم، في عهد الفرنسيين، استقبلت سوريا موجات من المهاجرين الأرمن واليونانيين. وفي العام 1933، حصلت موجة لجوء أخرى، لكن هذه المرة من العراق، ونتحدث هنا عن الآشوريين الذين تم توطينهم في الجزيرة العربية على ضفاف الخابور (المرجع السابق). بعد الاستقلال، سيتراجع حديث المكونات الطائفية، لصالح تصورات تسعى أو تجتهد للكلام عن هوية وطنية سورية. وفي زمن الانقلابات والأنظمة العروبية والقومية وتصدع المدن وتأميم الاقتصاد والصراع العربي الإسرائيلي، سنشهد موجة جديدة من الإيديولوجيات والتحولات. كانت هناك مؤشرات إلى تراجع وضع المسيحيين وتزايد قلقهم في عهد الوحدة بين سوريا ومصر، واغتيال فرج الله الحلو. ولئن تغنّى كثر من العروبيين ببطولة الطيار جول جمال، المسيحي السوري الذي قدم نفسه دفاعاً عن مصر في حرب السويس 1956، إلا أنه، وخلال سنتَين من الوحدة، لم يتقلد أي مسيحي منصباً وزارياً في الإقليم الشمالي "سوريا"، وفي مرحلة ما راجت نكتة عبد الناصر حول اسم ميشال عفلق، باعتبار انه اسم مسيحي. حتى علاقة العروبيين والوطنيين بمسيحيي العروبة، منذ زمن الانتداب، فيها شيء من الالتباس، وتأتي لأغراض سياسية وليست حقوقية. في كتاب صقر أبو فخر "سوريا وحطام المراكب المبعثرة حوار مع نبيل الشويري: عفلق والبعث والمؤامرات والعسكر"، يروي الشويري أنه لمع في الحركة الوطنية المناضلة ضد الانتداب على سوريا، اسم فارس الخوري، فشغل مناصب مهمة وأساسية. وتولى في الحكم رئاسة البرلمان ورئاسة الوزارة في سوريا. وبعد وفاته، سرت شائعات عديدة تقبلها الناس، بأنه أسلَم. وشائعة إسلامه تستند إلى أن المشايخ في دمشق قرأوا له القرآن في مأتمه العام 1962، وإلى أنه كان يحب الاستماع الى تجويد القرآن في حياته. يقول الشويري إن السند الحقيقي للشائعة هو راحة النفس من التناقض القائم بين قبولهم بزعامته وبين كونه مسيحياً. بينما الحقيقة تكمن في أن مسيحيته بالذات كانت سلاحاً في وجه الفرنسيين وسحباً للبساط من تحت أقدامهم كحمُاة للأقليات كما زعموا! وكان اختيار فارس الخوري المسيحي، لتأكيد وطنية السوريين، وفي المقابل يقول القيادي العروبي جلال السيد تعليقاً على تولي عفلق رئاسة حزب البعث: "نحن اخترناه لرئاسة الحزب أصلاً لكونه مسيحياً، مع أن هناك من هو أكفأ منه للرئاسة، لكننا قصدنا بذلك أن يكون عنواناً لعلمانية الحزب. وفي مرحلة شطح بعض البعثيين في الحديث عن أسلمة ميشال عفلق وتحوله إلى أحمد عفلق بحسب وثيقة مزعومة سربها نظام صدام حسين". لا يتعلق الأمر بأسلمة ميشال عفلق فحسب. ففي عهد "البعث" استمرَّ وزن المسيحيين في التراجع على صعيد الشأن العام، وستدخل سوريا بعد ذلك في الزمن الأسدي، وسيمنع الشيخ الأمني الحديث عن أي مكونات اجتماعية، وستكون الهجرة المسيحية القسرية بسبب التأميم والأوضاع الاقتصادية والحريات. استسلم المسيحيون لقدرهم، وربما لمصلحتهم وسط لعبة الأمم والاتفاقات السرية والدولية. ومع أن الأسد كان يختار وزراء من المسيحيين، لكنهم في معظم الحالات كانوا مجرد ديكور وزينة للنظام الاستبدادي البعثي، واستمر هذا الأمر في عهد بشار الأسد. في أحسن الأحوال كان المسيحيون ورقة في يد النظام، ويتجلى ذلك في كلام المطران اليازجي وغيره. اندلاع الثورة السورية العام 2011 كان إيذاناً بتوترات مجتمعية وسياسية كبرى، اختفاء من هنا، قتل وغزوات من هناك، جماعات متطرفة في أماكن مسيحية مقدسة، نزوح وهجرات، خطف راهبات، وراهبات يؤيدين الاستبداد... سريعاً ما بدت ورقة الإرهاب بنداً في السياسة الدولية في الساحة السورية. روّج النظام البائد سردية وقوف المسيحيين والأقليات عموماً معه، دعماً منه لرواية حربه المزعومة على الإرهاب، وهو ساهم بقوة في "تدعيش" الثورة وأرهبتها وأسلمتها. أطاح الأسماء السلمية أو زجها في السجون أو اختفت. في النهاية دُمّرت سوريا وكثرت التدخلات/الاحتلالات الخارجية، من روسيا إلى ايران وحزب الله والفاطميية والزينبيين، وزاد الوضع قلقاً، وتقلص وجود المسيحيين. وبعد هروب بشار، كانت العين الغربية على الأقليات، خصوصاً المسيحيين. إذ بدا النظام الجديد غامضاً ومبهماً في توجهاته، وقد تعاطي ببراغماتية مع الواقع، أُعيد للمسيحيين بعض أملاكهم التي سبق للنظام البعثي أن صادرها، واختيرت هند قبوات، وزيرة مسيحية في الحكومة. لكن مكونات الفصائل المسلحة متعدّدة الجنسيات والهويات والإيديولوجيات، لطالما أثارت التوجس والخوف والقلاقل، وثمة الكثير من الوقائع التي أظهرت ذلك، من الساحل إلى السويداء، وأتى تفجير الكنيسة الانتحاري ليزيد الطين بلة.

شو الوضع؟ العين على توقيت مفاوضات أميركا وإيران... جنبلاط يوجه رسائل للحزب: سلّمتُ سلاحي ومزارع شبعا سورية!
شو الوضع؟ العين على توقيت مفاوضات أميركا وإيران... جنبلاط يوجه رسائل للحزب: سلّمتُ سلاحي ومزارع شبعا سورية!

تيار اورغ

timeمنذ 2 ساعات

  • تيار اورغ

شو الوضع؟ العين على توقيت مفاوضات أميركا وإيران... جنبلاط يوجه رسائل للحزب: سلّمتُ سلاحي ومزارع شبعا سورية!

كل الشرق الأوسط ودوله المكوية بالصراع الأميركي - الإيراني، يتوجه نحو توقيت المفاوضات بين الدولتين. ففي ذلك "تقريش" حسابات الربح والخسارة، وحدود الأدوار، وضبط النفوذ الإقليمي. فعلى نتائج هذه المفاوضات، يتقرر الكثير. إذ لا ينسى أحد تداعيات انتهاء الحرب العراقية - الإيرانية في ولادة إيران جديدة وانعكاسها على دخول حزب الله مؤسسات الدولة بعد العام ١٩٩٠. وفيما يكرر دونالد ترامب في كل مناسبة فوز بلاده، واحتفاله بالفوائد المنتظرة، أطلّ المرشد الإيراني علي خامنئي ليؤكد انتصار بلاده، معتبراً أن الولايات المتحدة دخلت الحرب "لأنها شعرت أن الكيان الصهيوني سيدمر بالكامل". وخلص خامنئي للإعلان أن أميركا لم تحقق أي إنجاز من هذه الحرب، لا بل أنها تلقت "صفعة قاسية" من إيران. لبنانياً، أطل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ليعكسَ اتجاهه مع المشهد الجديد المرسوم أميركياً، وليوجّه سلسلة رسائل وإشارات بالغة الدلالة.جنبلاط بدا في مؤتمره الصحافي وكأنه في اواخر العام ٢٠٠٥ حين أمسك بخريطة تظهر مزارع شبعا ويؤكد عدم لبنانيتها.فإذ دعا حزب الله في شكلٍ مباشر إلى جعل السلاح "من الذاكرة"، كشف أنه "سلّم" مخزن سلاح في المختارة يتضمن النوعين المتوسط والخفيف، للدولة. وإذ لفت جنبلاط الى التغيرات وانتصار أميركا وإسرائيل، رأى ان مزارع شبعا تخضع للقرار ٢٤٢ الذي صدر بعد حرب ١٩٦٧، وبالتالي اعتبارها سورية وليس لبنانية. موقف جنبلاط تعتبر أنها مواكبة للإتجاه في المنطقة والمرعية أميركياً لحل النقاط العالقة سورياً ولبنانياً مع إسرائيل، بما في ذلك تصفية قضية الجولان المحتل نفسه. على خط آخر، بقي تفجير كنيسة مار الياس في دمشق، مثاراً للادانة والتضامن خاصة في لبنان، من خلال سلسلة لقاءات ومواقف تأبى نسيان قضية الحفاظ على التنوع في مجتمعات المشرق.

اللقاء الارثوذكسي ندد بمجزرة كنيسة مار الياس في دمشق والكلمات دعت الى التضامن ومواجهة الارهاب
اللقاء الارثوذكسي ندد بمجزرة كنيسة مار الياس في دمشق والكلمات دعت الى التضامن ومواجهة الارهاب

النهار

timeمنذ 2 ساعات

  • النهار

اللقاء الارثوذكسي ندد بمجزرة كنيسة مار الياس في دمشق والكلمات دعت الى التضامن ومواجهة الارهاب

عقد اللقاء الارثوذكسي، لقاء تضامنيا مع ضحايا مجزرة كنيسة مار الياس للروم الأرثوذكس في دمشق، في فندق لو غابرييل - الاشرفية، حضره وزير المهجرين ووزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الدكتور كمال شحادة ممثلا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس الوزراء القاضي نواف سلام، النائب محمد خواجه ممثلا الرئيس نبيه بري، النائب هاكوب ترزيان، الوزير السابق نقولا نحاس ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، الوزيرة السابقة فارتينيه اوهانيان، الاسقف كوستا كيال ممثلاً بطريرك انطاكية وسائر المشرق يوحنا العاشر، الاب سركيس والاب موفساس ممثلي كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس أرام الأول، الدكتور ناجي حايك ممثلا التيار الوطني الحر، دانيال سبيرو ممثلا حزب القوات اللبنانية، سمير خلف ممثلا حزب الكتائب، زياد الخازن ممثلا تيار المردة، هاكوب ملكيان ممثلاً حزب الطاشناق، المطارنة؛ يوحنا جهاد بطاح، شارل مراد، جورج صليبا، الارشمندريت أندريه فرح ممثلا المطران جورج بقعوني، المتقدم في الكهنة الأب رومانوس جبران ممثلا المتروبوليت الياس عودة، الخوري شريل شدياق ممثلا المطران بولس عبد الساتر، الأب مخايل ممثلا المطران مخائيل شمعون، انطوان حكيم ممثلا طائفة الكلدان، مستشار رئيس الجمهورية لحقوق الإنسان وحوار الاديان حبيب افرام، عضو المجلس التنفيذي للرابط المارونية الدكتور ايلي مخايل،رئيس الرابطة اللبنانية للروم الارثوذكس الدكتور بشارة غلام، رئيس الجمعية الرومية الدكتور نجيب جهشان، رئيس حركة التجدد للوطن شارل عربيد، رئيس الرابطة المارونية مارون حلو، رئيس المجلس العام الماروني ميشال متى والأمين العام للقاء النائب السابق مروان أبو فاضل. بعد النشيد الوطني، أدت مطرانية بيروت ترتيلة المسيح قام لراحة انفس الضحايا الذين سقطوا في مجزرة كنيسة مار الياس للروم الأرثوذكس في دمشق، بعدها القى الامين العام للقاء كلمة رأى فيها ان "هذه المجزرة عادت بنا الذاكرة إلى الايام السوداء التي اردنا ان نمحيها من اذهاننا، عدنا الى ايام الاستهداف الممنهج لمسيحيي المشرق وعادت بنا الذاكرة إلى مسلسلات التطهير العرقي والديني، وجميعكم تعرفونها جيدا، فهي اصبحت جزءا من تاريخكم وأطاحت بأجدادكم وأهلكم وحفرت في قلوبكم وباتت من صميم التاريخ الأسود لهذه المنطقة". اضاف: "وأنتم تناضلون لاحقاق او لهذا الماضي المفجع، نسأل الرب إلا تكون الدوامة قد عادت إلى دورتها. وليسمعنا الجميع، نحن أبناء هذه الأرض، نحن ملحها، لسنا كفارا ونحن راسخون في عمق ايماننا بالرب، نحن لن ننسى ولن نسكت. لقد بات العالم الأرثوذكسي يمتد على عشرين دولة، وأنه امر سهل علينا ان نطلب اللجوء، لكن الأمور ليست هكذا. نحن محفورون في هذه الأرض وجذورنا داخلها قبل غيرنا، ولن نقبل اي ترانسفير جديد. لن نرضى ان يقال لنا ان هذه الجرائم تقع على يد مختل عقلي او ذئاب منفردة، عليكم أيها الحكام ان تضربوا هذا الخلل الأرهابي الان كي تبددوا الشك بالنوايا المبطنة وتظهروا للجميع بان العدالة والمساواة والمواطنة قائمة فعلا، لأننا لا نزال نقرأ على جدران الكنائس وعلى المنازل كلمات الارهاب والتهديد، حتى انه يقال سننقل هذا الارهاب والتهديد إلى لبنان". وتوجه أبو فاضل الى رئيس الجمهورية، وقال: "انه رمز مسيحي كبير، وهو رجل نال ثقة العالم العربي والرئيس المسيحي الوحيد من إندونيسيا إلى شمال أفريقيا، نقول له "كتافه عراض وبيحمل" نطلب منه ان يحث الجميع على أخذ الخطوات اللازمة لحماية جميع مسيحيي هذا الشرق". شحادة ثم القى الوزير شحادة كلمته، فقال: "أقفُ اليومَ أمامكم ممثّلًا فخامةَ رئيسِ الجمهوريّةِ جوزاف عون ودولةَ رئيسِ مجلسِ الوزراءِ نواف سلام، لنقدّمَ تعازينا الحارّة للشعبِ السوريِّ الذي تألّمَ جرّاءَ مجزرةِ كنيسةِ مار الياس للرومِ الأرثوذكسِ في دمشق، هذهِ المجزرةُ التي طالتِ الأبرياءَ، شهداءَ المسيحِ، داخلَ بيتِ الله". اضاف: "إنّ يدَ الإرهابِ، التي لا تفرّقُ بينَ طائفةٍ وأخرى أرادتْ من خلالِ هذا الاعتداءِ أن تضربَ الإيمانِ وأن تزرعَ الخوفَ في المكان الذي يزرعُ المحبةَ في قلوبِ الناس، وأن تهدّدَ السلمَ الأهليَّ والروحيَّ، في المكانِ الذي يبشرُ بالسلم. لكنّنا نعرفُ أنّ الإيمانَ أقوى من الإرهاب، وأنّ المحبّةَ، محبّةَ الوطنِ والعائلةِ والأرضِ، أقوى من الحقد". وقال: "من لبنانَ الجريحِ مثلِ سوريا، من أرضِ الكنائسِ والمساجدِ، من بلدِ الشهداءِ والرجاءِ، نؤكّدُ أنّ الوجعَ واحدٌ، وأنّ هذهِ الجريمةَ النكراءَ لن تمرَّ من دونِ محاسبةٍ، ولا من دونِ تحقيقِ العدالةِ التي يجب أن تكونَ مع القانونِ، أقوى من الإرهابِ والقتلِ وأعداءِ الحياةِ. نلتقي اليومَ من أجلِ راحةِ أرواحِ الشهداءِ، ومن أجلِ شفاءِ الجرحى، ومن أجلِ أن تبقى كنائسُنا ومساجدُنا أماكنَ آمنة للصلاة لا مسارحَ للحقد. ونصلّي من أجلِ السلام في سوريا ولبنان". الخواجه بدوره تحدث النائب الخواجة باسم رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقال: "أتقدم باحر التعازي لأبناء الطائفة الأرثوذكسية الكريمة والى أهالي الضحايا الشهداء الذين سقطوا منذ أيام في كنيسة مار إلياس في العاصمة السورية دمشق. وفي مناسبات كهذه تسقط كل عبارات الشجب والاستنكار والإدانة امام هول الجريمة الكبرى وأمام الدماء الزكية التي سالت في بيت من بيوت الله". اضاف: "ان من اقدم على هذا الفعل الاجرامي معروف وسبق ان تلوعنا في لبنان من جرائم كهذه واستهدافات. هي جماعات تكفيرية لا دين لها ولا مذهب ولا تمت إلى اي دين بصلة. علينا كلبنانيين ان نتخذ من هذه المناسبة الحزينة العبرة ونتمسك بوحدتنا الوطنية ونحصن وطننا لنقفل كل نوافذ الفتن التي لا يزال البعض ولا سيما اسرائيل، تعمل كي تنفث رياحها الصفراء داخل لبنان. ولنضع هذه الجريمة النكراء كما الجرائم التي سبقتها المتنقلة في اكثر من محافظة سورية، في رسم دول الغرب وبعض دول الإقليم الراعية للوضع الجديد في سوريا". نحاس من جهته قال الوزير السابق نقولا نحاس: "انه يوم حزين، ولكن الحزن لا يكفي اذ من المهم ان نملك الإرادة لنعبر عما يجب ان يكون بعد ذلك كي لا يعاد المصاب. وان ناخذ العبرة من التطور الحاصل في سوريا؟ اذ ان الجرائم على المستوى الطائفي تطال مجالات عدة، وهي تدخل ضمن اطار الخلافات المستمرة في سوريا، ونحن لا يمكننا ألا نتأثر بذلك. لذلك المطلوب اليوم، ان يكون للإخوة في سوريا الشجاعة والقدرة على إعطاء الثقة بان هذا الموضوع لن يمر من دون عقاب وان تأخذ العدالة مجراها". كيال كما القى ممثل بطريرك انطاكية وسائر المشرق يوحنا العاشر الاسقف كوستا كيال، كلمته وقال: "شرفني فكلفني مولانا صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر أن أنوب عنه في هذا اللقاء التضامني المبارك مع شهدائنا الأبرار الذين سالت دماؤهم في كنيسة مار إلياس في دمشق. نقف اليوم أمام مشهد مؤلم، أمام جريمة نكراء، ونلتقي لا لنرثي شهداءنا، بل لنعلن بصوت واحد أن دم الشهادة وصوتها أقوى من الجريمة النكراء وأن المحبة أثبت من كل حملات التشويه والافتراء ننحني في حضرة الألم لا ضعفا، بل إيمانًا". اضاف: "وفي وجه العنف لا نصرح انتقامًا، بل صلاة. تعلي الصوت لا من أجل الانتقام، بل من أجل الحق، من أجل كرامة الإنسان، من أجل أن تبقى دور العبادة مصونة كما أرادها الله لكل الشعوب. شهداؤنا الأبرار كانوا يصلون بقلوب صادقة فاستهدفوا بوحشية لا تعرف الرحمة. دماؤهم الطاهرة صرخة حقيقية في وجه كل مَنْ يريد أن يزرع الفتنة و الدمار". واكد الأسقف كيال إن "ما حصل هو اعتداء ليس فقط على الكنيسة كمكان، بل على ما تمثله من رمزية المحبة والغفران والتلاقي. إنها رسالة كراهية وبغض نواجهها برسالة حياة. إنها محاولة خنق لإيماننا القويم، نرد عليها بثباتنا المتجذر في صليب المسيح وقيامته". وشدد على ان "هذا الاعتداء الغاشم هو اعتداء على الإنسان، هو محاولة يائسة لإسكات صوت الرجاء، لكننا نؤكد أن الرجاء لا يقصف والنور لا يطفأ، وكنيستنا كما قال ربها أبواب الجحيم لن تقوى عليها. هذه الجريمة النكراء ليست فقط ضد المؤمنين الأبرياء، بل ضد كل القيم التي تجمعنا في هذا الشرق العزيز . نقول وبكل فخر واعتزاز لن تهزم الكنيسة، لن تنكسر إرادة المؤمنين، وسوف تبقى دماء الشهداء نورا لا ينطفئ وشهادة أبدية على قوة الإيمان". وقال الأسقف كيال: "نحن في وسط هذا الجمر نبشر، نعم نبشر. نبشر بقيامة جديدة بصبر شعوبنا، بإيماننا الحي الذي لا يموت وبصوتنا الذي سيبقى يرنم المسيح قام حتى من تحت الرماد. في هذه الأيام الصعبة التي تمر بها كنيستنا نقف بكل جرأة إلى جانب راعينا الجليل الذي أعطى حياته لكنيسته وصار رمزا للوحدة، والصبر، وصوت الحق، والحكمة. نقف إلى جانب الراعي الأمين الذي لم تنحن له إرادة ولا إنكسر له موقف رغم كل ما يواجهه من افتراءات وأصوات نشاز تحاول النيل من صورته وهيبة كرسينا الانطاكي المقدس". وتابع: "نقول ونؤكد أنه لا يمكن لمن يحاولون تشويه صورة غبطة البطريرك أن يُضعفوا قوة الحق والمحبة التي يحملها في قلبه البطريرك يوحنا هو صوت الوحدة، صوت السلام، صوت الإيمان وما يتعرض له من تجنن وافتراء لا يمس شخصه فقط، يمسنا جميعا، يمس كنيستنا ويمس شهداءنا الذين رووا بدمائهم الطاهرة هذه الأرض الطيبة. نحن نؤمن ونعرف أن التاريخ لا يكتب بتغريدة، وان الحقيقة لا تغتال بهجمة إعلامية همجية، وان من يزرع في الأرض بذار الرجاء لا تزعزعه رياح عابرة. نصلي من أجل شهدائنا الأبرار، نصلي من أجل شفاء الجرحى، نصلي من أجل بطريركنا التي اختبرته الكنيسة راعيًا وطنيا، وأبا حقيقيا. نصلي من أجل سلام العالم أجمع. نحن أبناء الحياة لا نهاب الموت، نحن أبناء القيامة أبناء المحبة لا نرد الكراهية بالكراهية، بل نحول الألم إلى صلاة والشهادة إلى قيامه". افرام تحت عنوان "تحد ان نبقى ونستمر رغم التحديات" اكد حبيب أفرام، "أننا نؤمن بالقيامة نؤمن بان الأوطان لا تنهيها فتنة ولا تفجير، نحن لسنا على الحياد، نحن مع الحريات بكل ابعادها مع المساواة مع المواطنة مع احترام الخصوصيات، لكل إنسان وكل جماعة وكل قومية وكل دين وكل مذهب وكل عقيدة، في كل اوطان الشرق وفي العالم، وبيروت ستبقى صوتا للحق". اضاف: "نحن ضد الإرهاب، ضد العنف، ضد الالغاء، ضد القمع والذمية، ضد التهميش والترهيب، ضد كل خطف وكل تصفية كائنا من كان الظالم والمعتدي، كائنا من كان المذبوح، لا مساومة، لا تبرير، لا تسول لحقوق"، معتبر ان "الرد يكون بثورة فكر ونهضة عقل والعودة إلى الدولة الراعية العادلة الحاضنة واقتلاع جذور السم القاتل في العقول، وهذا دورنا في لبنان، في ما هو ابعد من تضامن وصرخة حق ونموذج حضارة، وهذا رهاننا ونضالنا ودورنا نحن المؤسسات والنخب المسيحية مع عهد جديد لنعيد ترتيب الأولويات، الدولة اولا، الدستور، تعميق فكرة الوحدة الوطنية مع كل مشاكلنا لا بديل، اعادة اختراع الدور اللبناني الرائد في الشرق، بلا مغامرات ولا مؤامرات". كما دعا أفرام إلى "التأهب، الشرق امام تحديات مذهلة، ولبنان امام فرصة ذهبية، نحتاج إلى رسل، يؤمنون بقضية، حتى لا نستمر شهداء نكتفي بعد الضحايا، او مشاريع جوازات حاضرة للتسفير، او معدين للتصدير او تابعين لأجندات كل الاخرين. هنا وفي الشرق سنعيد رونق التنوع والتعدد وكرامة الانسان، لن يقوى علينا الجهل ولا الحقد، لسنا عددا ولا نسبا ولا حارات نصارى - رغم كل التراجع - ،نحن سكر الشرق وملحه، لا نطلب حماية لنا، لا من غرب ولا من سلطان بل من مؤسسات الدول الوطنية". وأشار إلى "انها مسؤوليةكل الأنظمة ايضا بدءا من سوريا، لا يمكن لاحد انً يغسل يديه، ذبح مطارنة، خطف مطرانين ولا اثر لهما حتى بعد التغيير، فجرت كنائس وهجر بشر، وارتكبت مجازر، فإلى متى؟ فلنتحلق حول رئيسنا، دون تخاذل او جنون، ولننطلق إلى ابعد من صراعات ضيقة صغيرة حول سلطة -ولو مشروعة - على ان لا ننسى لبنان الكبير، نحن نتذكر هنا حتى لا تتكرر اي مجزرة". بطاح وشدد المطران يوحنا جهاد بطاح الذي أتى من سوريا، على ان "لبنان ليس وطنا فقط انما هو رسالة للعيش المشترك الأسلام بالنسبة لنا نحن مسيحيو الشرق ليس ثقافة، الإسلام بالنسبة لنا معاش وحياة. ان خبرتنا مع المسلمين خبرة جيدة ورسالة للعالم كله"، لافتا إلى ان "ما حدث في دمشق لا يمت للإسلام باي صلة ولا ايضا للدولة التي تحكم، لا يمكن ان يقوموا بهكذا عمل، هناك خلل امني لا يجوز ان يتكرر". بدوره القى الحلو كلمة أشار فيها إلى أننا "نجدد الالتزام برسالتنا كمسيحيين في هذا المشرق، الذي ما برح منذ ألفي عام يحمل الصليب ويتبع المصلوب حباً لا عنفاً، واستشهادًا لا هروبا". وراى إن "عملية قتل المؤمنين وهم في كنيسة مار الياس في دمشق، لم يكن مجرد عمل إرهابي عابر بل هو استهداف مباشر للمسيحية المشرقية، لتاريخها، ولرسالتها. إن الذين استشهدوا في ذلك اليوم الأسود، لم يكونوا ضحايا، بل شهود حق على أن الإيمان لا يُقهر ، وإن كنيسة الشهداء باقية، مهما اشتدت عليها رياح الكراهية والحقد والموت"، مشددا على إن "المسيحيين في سوريا، كما في لبنان ليسوا بقايا شعب، بل أصل هذا المشرق وروحه. دماء شهدائنا اليوم، هي امتداد لدم الشهداء الأوائل، الذين أسسوا كنائس الحجر والبشر، في أنطاكية ودمشق والقدس، وفي صيدا وصور وبيروت". وقال: "نحن في الرابطة المارونية، نرفع الصوت عاليا : كفى استهدافا للمؤمنين، وكفى تعاميًا عن آلام هذا المشرق ونزيفه المتواصل. إن أمن المسيحيين هو معيار السلام في المنطقة، وأي تفريط بهذا الأمن هو تفريط بوحدة المجتمعات العربية وبتنوعها الحضاري. ان المسيحيين في سوريا ليسوا طارئين، بل شركاء في الأرض والتاريخ. تناشد المؤتمنين على سلامة الشعوب أن يحموا الوجود المسيحي في سوريا كما في سائر الدول العربية، ليس المطلوب امتيازات لهم، بل ضمانات للحرية والكرامة والعيش بسلام في دول تحترم حقوق الانسان" . متى كما أعرب ميشال متى، عن أشد الإدانة والاستنكار للتفجير الإرهابي المجرم الذي استهدف كنيسة مار إلياس، مشيرا إلى أن "هذا الاجرام الهمجي يعكس وحشية منفذيه وتجردهم من كل قيم الإنسانية والرحمة، ويأتي في سياق الهجمات المتكررة التي تتعرض لها المسيحية المشرقية، في محاولات متواصلة لترويع أبناء هذا المشرق وتفريغ الأرض من أهلها الأصليين". وختم: "يتقدم المجلس العام الماروني بأحرّ التعازي، مجددا تأكيده على وقوفه الثابت إلى جانب المسيحيين المشرقيين في مواجهة الأخطار التي تحدق بوجودهم"، محذرًا من "المخططات التي تستهدف ضرب التعددية والنسيج الإنساني والحضاري في هذه المنطقة"،. داعيا المجتمع الدولي إلى "تحمّل مسؤولياته في حماية الحريات الدينية وصون الكرامات البشرية". تصوير نبيل اسماعيل عربيد من جهته قال شارل عربيد: " إن المسيحيين في سوريا ولبنان –وفي كل بلاد المشرق– فاعلون في صناعة التاريخ، وتحمل المسؤوليات الوطنية، والحفاظ على العيش الواحد المتناغم والمنتج والخلّاق. وهم اليوم، في وجه حدثٍ جلل من أحداث هذه البلاد، يحملون الألم بكرامة وصلابة وصبر ويمسكون بتحدٍ مصيرهم، ويؤكدون الثبات والانتماء لبلدانهم ومنطقتهم ككل". اضاف: "فإن تضامننا مع الكنيسة في سوريا، ومع أهلنا المسيحيين فيها، هو قبل كل شيء تضامن مع ذاتنا العميقة، مع قيمنا في الأخوّة، والعدالة، والكرامة الإنسانية. و انطلاقاً من قناعة راسخة بأن أي استهداف لهم هو استهداف لنا، وأن أي تهديد لوجودهم، هو مسّ بجوهر التنوع الذي شكّل روح هذا الشرق". الحايك وشدد ناجي حايك على ان "المسيحيين في سوريا والشرق ليسوا جالية، بل هم أصل الأرض وملحها. جذورهم أعمق من جغرافيا الطارئين، وأقوى من سيوف الغزاة والمتسلّطين. لكن الجريمة ليست في القتل فقط، بل في التواطؤ، في صمت العالم، وصمت الشركاء، وصمت من يدّعون الحرص على التنوّع. هذا السكوت ليس حيادًا، بل خيانة". واكد ان" لبنان هو المنارةو الدرع الأخير لمسيحيي الشرق"، مضيفا " اتّحدوا أيها المسيحيون في لبنان، فوحدتكم هي الرجاء الأخير". سبيرو بدوره شدد ممثل القوات اللبنانية دانيال سبيرو على "ضرورة التضامن لدعم مسيرة قيام دولة قوية فعلية في لبنان وفي المنطقة، لان منطق الدولة هو الوحيد الذي يحمي وجودها الحر وحقوق الجميع والحرية وحرية المعتقد وكرامة الانسان"، مضيفا "علينا ان نتضامن ونكون يدا واحدة لدعم قيام دولة قوية تحصر السلاح في اطار اجهزتها الأمنية وتفرض القانون على الجميع وتحمي حقوق الجميع". وهنأ سبيرو الأجهزة الأمنية على إنجازها وإلقاء القبض على فلول الارهابيين "لأنه في هذه المنطقة لن يبقى منطق الارهاب، وسيبقى فقط منطق الحرية وحرية المعتقد والسلام وكرامة الإنسان تحت سقف القانون وفي اطار دولة فعلية نصونها جميعا وندعمها ونعيش في كنفها". خلف اما ممثل حزب الكتائب ورئيسه، عضو المكتب السياسي المحامي سمير خلف، فشجب ودان" المجزرة الوحشية التي طالت كنيسة مار الياس في دمشق وذهب ضحيتها عشرات من الابرار الذين كانوا يصلون بداخلها". وقال: "رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الذي يتوجه بأحر تعازيه للكنيسة الارثوذكسية في سوريا معتبراً أن استهداف المسيحيين عبر ادوات الارهاب، ليس الا محاولة لأيصال رسائل سياسية على حساب ارواح الابرياء، طالباً من السلطة الجديدة في سوريا ان تتحمل مسؤوليتها الكاملة وتُقرن الأقوال بالأفعال عبر معاقبة المنفذين وملاحقة المحرضين، والتصدي بصرامة لخطاب الكراهية الذي يمهد للعنف المنظم، والإدانة وحدها لم تعد كافية". الخازن من جهته، اعتبر ممثل تيار المردة زياد الخازن، ان "جريمة كنيسة مار الياس ليستْ جَريمةً ضدَّ المسيحيِّينَ فحسب، بل ضدَّ الشَّرقِ كُلِّهِ، ضدَّ روحِهِ، وتاريخِهِ، وحضارتِهِ الَّتي قامَتْ على التَّنوُّعِ، وتسامَتْ بالتَّلاقي. هو الإرهابُ حينَ يَلبَسُ قناعَ الدِّينِ ليذبَحَ الدِّينَ، ويُقيمَ باسمِ الإيمانِ مذابِحَ ضدَّ الإيمانِ". أضاف:٬ "نحنُ لسنا أقليّاتٍ في أوطانِنا، لأنَّنا لسنا زائدينَ عن حاجةِ التَّاريخِ. نحنُ لا نَطلُبُ حمايةً مِن أحدٍ، بل نُطالِبُ بدولةٍ تَحفَظُ الكرامةَ، وتَحرُسُ التَّنوُّعَ، وتُقيمُ ميزانَ العدالةِ، لا ميزانَ العَدَدِ. تَفجيرُ كنيسةِ مارِ إلياسَ لم يَكُنْ عملًا إرهابيًّا فحسب بل رسالةٌ مُغلَّفَةٌ بالدَّمِ، تُريدُ طَمسَ إنجيلِ المشرقِ، وقطعَ أرزِهِ مِن الجذورِ. إنَّهُ نَفيٌ للحَقِّ، وجَحدٌ للهُويَّةِ، وعُدوانٌ على الحياةِ المُشتَرَكَةِ". وشدد على ان "لا مجالَ للعيشِ إلا معاً ونرفُضُ أن يُصبحَ الإرهابُ سياسةَ دولةٍ، أو وسيلةَ ضغطٍ، أو أداةَ صراعٍ. نحنُ نؤمنُ أن لا خلاصَ إلّا بدولةِ القانونِ لا بدولةِ السِّلاحِ، لا بديلَ عن العدالة لا خلاصَ بالانتقامِ". وتوجه إلى "الإخوةِ في الكنيسةِ الأرثوذكسيَّةِ قائلا: "لسنا مَعَكُم فقط في الألمِ، نحنُ أنتم. نحنُ جسدٌ واحدٌ في هذه الأرضِ، إذا نزفَ طرفٌ، شَعَرَ بهِ الجَسدُ كلُّهُ. دِماؤُكم ليستْ سِلعَةَ تفاوضٍ، ولا صمتُكم إذعانٌ. ندعو مَن تبقّى فيهِ ذرَّةُ ضميرٍ، في سوريا، ولبنان، والشَّرقِ كلِّهِ، أن لا يصمُتَ. لأنَّ الصَّمتَ شراكةٌ، والحيادَ تواطؤٌ، والهُروبَ جريمةٌ". ملكيان وراى ممثل حزب الطاشناق هاكوب ملكيان، "ان الطريق الوحيد لخلاصنا هو وحدتنا وان نجتمع جميعنا حول رئيس جمهوريتنا الرئيس الوحيد المسيحي في الشرق". غلام وتمنى الدكتور بشارة غلام من المسؤولين الروحيين والمدنيين "وضع خطة واستراتيجية لتثبيت الوجود المسيحي في الدولة وتفعيل دورهم، لأنهم بقوتهم يعطون القوة للمسيحيين في الدول المجاورة". جهشان كلمة "الجمعية الثقافية الرومية" ألقاها البروفسور نجيب جهشان، استذكر فيها المجازر التاريخية، وطلب من المسلمين، "إخوتَنا في الإنسانية والوطنية، أن يجرِّموا هذه الأفعال بأقصى التعابير والمواقف والإجراءات، وأن يحرِّموا إستعمالَ التعاليم الدينية في خدمةِ الكراهية والتعصّبِ والتمييز. كلنا أبناءُ الله نُدعى، ومن واجبِنا أن نقفَ سدّاً منيعاً في وجهِ الأصوليةِ النابعةِ من جهلِ القيمِ السماويةِ والرسائل الإلهية. لكنَّنا نلاحظُ بأنَّ هذا التصرّفِ الشنيع الذي يُرتكبُ بإسمِ الدين ينبعُ من معتقداتٍ دفينةٍ تؤمنُ بأحاديةِ المكوِّنِ الديمغرافيّ والإجتماعي والسياسيّ في بلادنا، بحيثُ يُحرمُ المسيحيون وغيرُهم من مكوِّنات المجتمع المشرقي من حقوقِهم الأساسية، ويُعتبرون ضيوفاً دُخلاءَ على أوطانِهم". وراى انه "لن تستقيمَ أمورُ بلادِنا ما لم يُعترفْ لكلِّ المكوِّنات المسيحية فيها بحقوقٍ كاملةٍ متساويةٍ مع الأغلبية الديموغرافية، وما لم يعطَوا دوراً واضحاً ووازناً في إدارةِ أوطانِهم وشؤونِهم". وكانت مداخلات للمطارنة وممثلين للمرجعيات الروحية المسيحية. اختتم اللقاء بتأليف لجنة مصغرة لتجول على مختلف المسؤولين المدنيين والروحيين لتقديم الشكر على مواقفها وبمتابعة هذه القضية. تصوير نبيل اسماعيل

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store