logo
مانشيت "الجمهورية": الورقة الأميركية قيد الدرس في مجلس الوزراء.. ملفا الانتخابات وسلاح الحزب إلى الاشتباك

مانشيت "الجمهورية": الورقة الأميركية قيد الدرس في مجلس الوزراء.. ملفا الانتخابات وسلاح الحزب إلى الاشتباك

الجمهوريةمنذ 7 ساعات

التطورات الأمنية التي تلاحقت بوتيرة متسارعة في الفترة الأخيرة، توحي وكأنّ أمراً ما مبيّتاً للبنان، والكلام هنا لمسؤول كبير، حذّر عبر «الجمهورية» ممّا سمّاها «مؤشرات يخشى انّها تؤسّس لإدخال لبنان في المجهول، وما يثير القلق في هذا السياق، هو «التصعيد المزدوج» الذي يتجلّى في تزامن تحرّكات الخلايا الإرهابية في غير منطقة لبنانية، مع التصعيد الإسرائيلي الذي ارتفعت وتيرة استهدافاته واعتداءاته على المناطق اللبنانية، بصورة ملحوظة وعالية بعد الحرب الإسرائيلية الإيرانية».
يُشار في هذا السياق، إلى أنّ المعطيات الأمنية المرتبطة بالملف الإرهابي، تتقاطع على أنّ «زر الإرهاب» كُبس من مكان ما، فتحرّكت بموجبه بعض الخلايا النائمة (داعشية او من خلايا من ذات العائلة التكفيرية) في بعض المناطق اللبنانية، وأمكن للأجهزة الأمنية والعسكريّة أن تلقي القبض على رؤوس إرهابيّة كبيرة ومجموعة من العناصر والخلايا في مناطق مختلفة. وما رشح عن التحقيقات معهم أنّهم كانوا بصدد تنفيذ عمليّات إرهابية في بعض المناطق اللبنانية وضدّ الجيش اللبناني.
واكّد مصدر أمني لـ«الجمهورية» أنّ التحقيقات مع الموقوفين مستمرّة، وقد أدلوا باعترافات خطيرة يُفضّل عدم البوح بها، وخصوصاً أنّ التحقيقات لم تنته بعد، وهناك متوارين يجري البحث عنهم ومن بينهم لبنانيون وغير لبنانيين.
ورداً على سؤال عمّا كان يجري التحضير له، وما إذا كان ذلك عملاً إفرادياً او ضمن خطة منظّمة، قال المصدر: «المعطيات تؤشر إلى عمل منظّم وليس عملاً إفرادياً، فالغرفة الإرهابية واحدة ولها امتداداتها، وما يمكن قوله هو أنّ توقيف الإرهابيين أحبط أمراً خطيراً جداً كانوا يعدّون له، وبكلام اوضح كانوا على وشك تنفيذه». مضيفاً: «لا يمكن فصل هذه التحركات الإرهابية عن العدوان الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار الياس في دمشق قبل ايام. كما لا يمكن فصل هذه التحرّكات عن التصعيد الإسرائيلي».
تصعيد إسرائيلي
في موازاة ذلك، لوحظ انّه من اللحظة التي أُعلن فيها وقف اطلاق النار بين إسرائيل وإيران رفعت إسرائيل وتيرة اعتداءاتها على لبنان، باستهدافات واغتيالات مكثفة، وتسللات متتالية إلى القرى والبلدات الجنوبية وتفخيخ المنازل ونسفها (في حولا وميس الجبل، وبالأمس بلدة الخيام)، وكان أعنفها العدوان الجوي على منطقة النبطية أمس، الذي أدّى إلى استشهاد امرأة واصابة ما يزيد على الـ20 شخصاً بجروح. ولوحظ انّ إسرائيل استخدمت في عدوانها أمس كمّاً كبيراً من القنابل الارتجاجية الثقيلة ضدّ ما سمّاه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي موقعاً تابعاً لـ«حزب الله» يُستخدم لإدارة أنظمة النيران والحماية في منطقة شقيف جنوب لبنان، وكان قد أُخرج من الخدمة نتيجة غارات سابقة، وتمّ استهدافه بعد رصد محاولات لإعادة إعماره».
وأدان رئيس الجمهورية جوزاف عون «التصعيد الإسرائيلي الذي استهدف منطقتي النبطية وإقليم التفاح والسكان الآمنين، واستمرار إسرائيل في انتهاك سيادة لبنان واتفاق تشرين الثاني الماضي».
وقال رئيس الجمهورية: «إنّ إسرائيل تواصل ضربها عرض الحائط بالقرارات والدعوات الإقليمية والدولية إلى وقف العنف والتصعيد في المنطقة، ما يستوجب تحرّكًا فاعلًا من المجتمع الدولي لوضع حدّ لهذه الاعتداءات التي لا تخدم الجهود المبذولة لتثبيت الاستقرار في لبنان ودول المنطقة».
بدوره أدان رئيس الحكومة نواف سلام، بشدة الاعتداءات الإسرائيلية في محيط النبطية، مؤكّداً انّها «تمثل خرقًا فاضحًا للسيادة الوطنية ولترتيبات وقف الأعمال العدائية التي تمّ التوصل إليها في تشرين الثاني الماضي، كما تشكّل تهديدًا للاستقرار الذي نحرص على صونه».
تصعيد للتعويض
إلى ذلك، قال مرجع كبير لـ«الجمهورية» إنّه لا يستغرب التصعيد الإسرائيلي على الإطلاق، في ظل التراخي الفاضح من قبل لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، ومراوغة الدول الراعية لهذا الاتفاق التي نيّمت لبنان على حرير الوعود والاوهام، فيما هي تخلّت عن مسؤوليتها واعتمدت مبدأ «شاهد ما شفش حاجة»، غطّت به حرّية الحركة التي منحتها لإسرائيل لتجاوز اتفاق وقف اطلاق، وإكمال عدوانها.
وفي رأي المرجع عينه «انّ التصعيد واحد ونتيجته واحدة، وهي انّ اللبنانيين يدفعون الثمن، بمعزل عمّا إذا كان هذا التصعيد مرتبطاً من جهة بشعور إسرائيل بأنّها بعد الحرب مع إيران وانخراط الولايات المتحدة إلى جانبها، صارت محميّة اكثر، بما يمنحها حرّية الحركة أكثر نحو تثبيت واقع أنّ يدها وحدها هي العليا فيه. او مرتبطاً من جهة ثانية بحاجة إسرائيل إلى التعويض عن فشلها في تحقيق الانتصار الحاسم على إيران، وعن الخسارة المعنوية وغير المعنوية التي مُنيت بها في هذه الحرب، ولذلك نقلت جهدها التصعيدي إلى غزة ولبنان».
وتبعاً لذلك، يؤكّد المرجع عينه «انّ لبنان على التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، وكل الأطراف من دون استثناء أيّ منها، مدركة أصلاً أنّ لبنان لا يستطيع أن يجازف بأمنه. ولكن الوضع دقيق جداً بل اكثر من مقلق، وما يُخشى منه - وهذا أمر غير مستبعد على الإطلاق - هو أن تتعمّد إسرائيل رفع وتيرة التصعيد اكثر في هذه المرحلة، مع ما قد يستتبعه ذلك من سيناريوهات دراماتيكيّة وربما مفاجآت تغيّر من قواعد اللعبة».
هذه الوقائع، تتزامن مع وضع ملف سلاح «حزب الله» على النار، وعلى ما يرجح متابعون لهذا الملف وما يحيط به من طروحات ومراسلات ونقاشات في المجالس السياسية، فإنّ ملامح اشتباك داخلي تحوم حوله، ترجّح التقديرات فتح حلبته في المدى القريب المنظور.
وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ الورقة الأميركية التي قدّمها الموفد الأميركي توماس براك إلى الرؤساء الثلاثة، يبدو انّها مطروحة لنقاش خلف الجدران، لا تؤشر مجرياته إلى انّه من النوع القابل لأن يصل إلى مساحة التقاء داخلية حول مضمونها الذي يتمحور في جوهره على مسألة وحيدة، وهي التعجيل في سحب سلاح «حزب الله» في كلّ لبنان، وليس فقط جنوبي نهر الليطاني.
وبحسب المعلومات، فإنّه على الرغم من الانقسام الداخلي حول ملف سلاح «حزب الله»، فإنّ جهات سياسية ممثلة في الحكومة، ومناوئة لـ«حزب الله» وسلاحه، ترى في الورقة الأميركية نافذة حل، وتشجع على مقاربة عاجلة لمضمون هذه الورقة على طاولة مجلس الوزراء، واتخاذ قرار صارم حول هذا السلاح، مستندة بذلك إلى الحاجة إلى إزالة ما سمّتها كل مسببات التوتير وإعاقة مسار نهوض البلد، التي يتصدرها سلاح «حزب الله».
الّا انّ هذا الامر، وفق المعلومات، دونه تحذيرات جرى التعبير عنها من مستويات رفيعة في الدولة من التسرّع في الإقدام على خطوات غير محسوبة، او «دعسات ناقصة». ومخاوف من أن تؤدّي أي خطوة من هذا النوع لا إجماع عليها، إلى تعميق الشرخ السياسي أكثر، وأزمة كبرى ليس فقط في داخل الحكومة بل على مستوى البلد بصورة عامة.
وكما أنّ سحب سلاح «حزب الله» له جمهوره في الحكومة، وعلى مستوى الشارع، وهو أمر آخذ بالتنامي ربطاً بما يعتبره المتحمسون لنزع سلاح الحزب، التحوّل الجذري ضدّ السلاح في الداخل اللبناني، وبالتطورات الإقليمية المتسارعة، التي فرضت معادلات جديدة أضعفت محور السلاح الممتد من إيران إلى «حزب الله». وكانت لافتة في هذا السياق، مبادرة الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، إلى الانضمام بصورة علنية إلى المطالبين بسحب سلاح «حزب الله»، وجازماً في الوقت نفسه انّ اسرائيل والغرب بالتحالف مع الولايات المتحدة انتصرت على إيران، وحاسماً بأنّ «مزارع شبعا سورية وليست لبنانية».
وفي المقابل، فإنّ للتمسك بهذا السلاح جمهوراً ايضاً في الحكومة وعلى مستوى الشارع، ربطاً بما يؤكّده «حزب الله» ومعه بيئته، بأنّ التمسك بهذا السلاح، وفي ظل التطورات المتسارعة، والاعتداءات الإسرائيلية المكثفة، صار اكثر صلابة من أي وقت مضى. وليس خافياً في هذا السياق، أنّ «حزب الله» يشعر في هذه الفترة بشيء من ارتفاع المعنويات جراء ما يعتبره انتصار إيران في الحرب على إسرائيل، وإحباط مشروعها بصناعة شرق اوسط جديد وفق مواصفاتها، ومن ضمنه لبنان».
الموقف الحكومي
وكان وزير الإعلام بول مرقص قد سُئل بعد جلسة مجلس الوزراء امس - التي أقرّت رفع الحد الأدنى للأجور إلى 28 مليون ليرة - عن احتمال عقد جلسة وزارية حول الورقة الاميركية، فقال: إنّ «الحكومة ستشرع فورًا بالتحرك إذا تقدّمت الاتصالات السياسية». مشيراً إلى انّ الرئيس نواف سلام استعرض زيارة الموفد الأميركي الذي تقدّم بمجموعة اقتراحات حول وقف إطلاق النار، وأكّد سلام على الالتزامات الواردة في البيان الوزاري لا سيما انسحاب إسرائيل ووقف أعمالها العدائية والالتزام بحصرية السلاح بيد الدولة وقواها الذاتية حصراً وامتلاك قرار السلم والحرب والالتزام بإعادة الإعمار». ولفت إلى أنّ سلام بحث مع رئيس الجمهورية جوزاف عون المقترحات الأميركية، وسيناقشها (اليوم) مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.
المواجهة النيابية
وعلى الخط السياسي، يعقد المجلس النيابي جلسة تشريعية الاسبوع المقبل، تؤشر بعض المعلومات المحيطة بها إلى توجّه فريق واسع من النواب لإثارة ملف الانتخابات النيابيّة، والسعي إلى إقرار اقتراح قانون يجيز للمغتربين الاقتراع ليس فقط للنواب الستة الذين سيمثلون الاغتراب بل لكل المجلس النيابي على غرار ما جرى في الانتخابات السابقة، علماً انّ هذا الامر محدّد لمرّة واحدة في القانون الحالي، على أن يحصر انتخاب المغتربين بنواب الاغتراب الستة.
على أنّ مصادر مجلسية مسؤولة اكّدت لـ«الجمهورية»، استحالة تمرير مثل هذا الاقتراح في جلسة الاثنين، كونه ليس مدرجاً في جدول اعمالها. فيما توقفت مصادر في «كتلة التنمية والتحرير» التي يرأسها الرئيس نبيه بري، باستغراب عند ما سمّتها الخطوة غير المفهومة بمضمونها وتوقيتها، بتوقيع عريضة نيابية لحمل رئيس المجلس على إدراج اقتراح قانون مرتبط بقانون الانتخابات النيابية، في وقت انّ هذا الامر مطروح امام اللجان النيابية المشتركة، حيث هناك مجموعة اقتراحات قوانين يُصار الى درسها، كما يُنتظر ان تحيل الحكومة مشروع قانون انتخابي جديد.
وقالت المصادر لـ«الجمهورية»: «بالتأكيد هناك قطبة مخفية نسجت هذه الحماسة المفاجئة على تصويت المغتربين، ولكن هذه الخطوة اقل ما يُقال فيها انّها خطوة غير ذكية على الإطلاق، يرمون من خلالها إلى توتير الأجواء السياسية، وفرض مشيئتهم، حيث يريدون أن يمرّروا اقتراحات تمكّنهم من ربح الانتخابات والحصول على الأكثرية ليحكموا ويتحكّموا، وفي الوقت نفسه يطلبون ممّن يريدون استهدافهم أن يساعدوهم في تحقيق هدفهم وتسليمهم البلد، هذا وهمٌ، وخفة غير مسبوقة».
وخلصت المصادر إلى القول: «لرئيس المجلس صلاحيات يمارسها، ولا احد في مقدوره أن يتجاوزها، او انّه بالضغط بأي وسيلة يمكن أن يحقق شيئاً، وثمة تجارب سابقة كثيرة تؤكّد ذلك. ولذلك لن تنفعهم لا عرائض من هذا النوع، ولا اصوات عالية، ولا افتعال مشاكسات، وحتى لو استعانوا بكلّ الدول وكل السفارات، لن يحصلوا على مبتغاهم، وإن كانوا يحلمون بذلك فليحلموا، وإن كانوا لا يصدّقون فليجربوا».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قراءة هادئة في خطاب البطريرك
قراءة هادئة في خطاب البطريرك

المدن

timeمنذ 28 دقائق

  • المدن

قراءة هادئة في خطاب البطريرك

حين أطلق البطريرك يوحنّا العاشر (يازجي) صرخته المدوّية، إبّان صلاة الدفن التي أقيمت لضحايا التفجير الإرهابيّ في كنيسة مار الياس في الدويلعة-دمشق، تعاطف معه كُثُر من المسيحيّين في سوريا وخارجها، وذلك على الرغم من أنّ الخطاب بدا انفعاليّاً وغير متماسك في أكثر من موضع - وربّما يكون هذا طبيعيّاً بفعل الارتجال وضغط اللحظة. من حقّ السلطة السياسيّة في سوريا، طبعاً، أن تفنّد بالنقد بعض مضمون هذا الخطاب. لكنّ ما يبدو اليوم أشدّ أهمّيّةً بما لا يقاس، ضرورةُ أن تتفكّر هذه السلطة في مغزى هذا التعاطف مع موقف البطريرك. لماذا يا ترى؟ لماذا شعر كُثُر من المسيحيّات والمسيحيّين في سوريا بأنّ البطريرك ينطق باسمهم كما لو أنّه "رئيس الملّة" إبّان الزمن العثمانيّ؟ لعلّ السبب الرئيس هو تعثّر الدولة السوريّة الجديدة الفاقع حتّى اليوم في أن تصبح دولة. من مذابح الساحل، مروراً بالاشتباكات في جرمانا وصحنايا، وصولاً إلى مجزرة كنيسة مار الياس، يسيطر شعور على كُثُر من السوريّات والسوريّين، لا المسيحيّين وحسب، بأنّ مشروع دولة المواطنة التي يتساوى فيها الجميع في حمى القانون وتوفّر لهم الأمن والأمان، لم يتحقّق بعد بالحدّ الأدنى. يضاف إلى ذلك إحساس بأنّ السلطة السياسيّة غير محايدة تجاه الأديان، بل تحاول، كلّما سنحت لها الفرصة، أن تضيّق على بعض مساحات المجتمع، وأن تأخذه نحو شكل من أشكال الأسلَمة، خَفِر تارةً وسافِر طوراً. حيال الخوف الذي يعتري المسيحيّين (وغيرهم) من الأسلمة وشعورهم بعدم الأمان، من الطبيعيّ أن يضعف التصاقهم بمشروع الدولة، وأن يشتدّ تماهيهم بالجماعة الدينيّة التي ينتسبون إليها، والتي يشعرون بأنّ انتماءهم إليها مهدّد. ولعلّ هذا ما يسوقهم إلى التعاطف مع قادة هذه الجماعة، واستحضار محطّات من ذاكرتهم التاريخيّة كان فيها هؤلاء القادة "رؤساء الملّة" والناطقين باسمها. حيال تقهقر مشروع الدولة وعدم قدرته على فرض ذاته بالسرعة المطلوبة، كان من الطبيعيّ والمشروع والضروريّ أن يحمّل البطريرك الحكومة مسؤوليّة مجزرة الكنيسة، مستخدماً كلمات قاسيةً ومتهكّمة. فالقضيّة قضيّة حياة أو موت. وإذا بقيت سوريا على ما هي عليه اليوم، جمهوريّة موز، الكلمة فيها للرعاع وقطّاع الطرق، سيمعن الناس في الافتقار والهجرة، وربّما انفجرت حرب أهليّة لا تبقي ولا تذر. بيد أنّ مشكلة خطاب البطريرك تكمن في موضعين: أوّلاً أنّه استعاد مذابح العام 1860 في دمشق من دون أيّ مبرّر واضح. ليس الموضوع أنّ الخطاب البطريركيّ ينكأ جراح التاريخ، إذ من حقّنا أن نتكلّم على التاريخ وأن نتفحّصه بالنقد. لكنّ الخطاب أعطى الانطباع أنّ البطريرك يحمّل مسؤوليّة مجزرة الكنيسة للدمشقيّين من أهل السنّة عموماً، وهذه مقاربة إشكاليّة تتجاهل مدى تضامن المسلمين مع المسيحيّين في إثر حادثة الكنيسة. يضاف إلى ذلك أنّ الحديث عن "طوشة 1860"، كما يحلو لأهل دمشق أن يسمّوها، لا يستقيم من دون الحديث عن عبد القادر الجزائريّ، الذي حمى آلاف المسيحيّين ومنع إخوته في الدين من قتلهم. ربطُ مجزرة الكنيسة بمجازر العام 1860، سببه الخوف المتراكم في الوعي الجمعيّ لدى المسيحيّين لأسباب يجدر بالمؤرّخين وعلماء الاجتماع والسيكولوجيا أن يدرسوها. لكن من واجب الخطاب البطريركيّ أن يفكّك هذا الخوف، لا أن يزكيه. المشكلة الثانية في كلمة البطريرك أنّها خاطبت السلطة السياسيّة بإسم المسيحيّين، لكنّها لم تقدّم خطاباً يتكلّم باسم السوريّات والسوريّين عموماً. في الآونة الأخيرة، كثيراً ما استرجع السيّد البطريرك مآثر سلفه مغبوط الذِّكر، غريغوريوس حدّاد. إنّ سيرة البطريرك الحدّاد تُظهر، بما لا يقبل الجدل، أنّ عبقريّة الديناميّة المسيحيّة تكمن في قدرتها على تقديم خطاب لا يتخطّى الخوف المسيحيّ القابع في مطاوي منظومة أهل الذمّة فحسب، بل يذهب إلى الحيّز الذي يتلاقى فيه السوريّات والسوريّون أجمعون بوصفهم أهل أرض واحدة يتشاركون في الهواء والخبز والإبداع والأحلام، ويستطيعون من هذا المنطلق أن يؤسّسوا عقداً اجتماعيّاً قوامه المشترك بينهم، أي المواطنة. هذا البحث عن الحيّز المشترك يملي علينا أن نلقي عنّا، إلى غير رجعة، الغباوة التي تفترض، عن وعي أو عن غير وعي، أنّ دماء المسيحيّين أغلى من دماء سواهم، أو أنّهم يشكّلون في منطقتنا حالةً خاصّةً تبرّر لهم التعالي على سواهم. فالمسيحيّون لا يصبحون حالةً "خاصّة" إلّا عبر إخلاصهم لإنجيل المصلوب. وهذا الإنجيل يعلّمهم شيئاً واحداً: أن يكونوا "غَسَلة أرجُل"، وأن أيّ هويّة أخرى لهم من خارج هذه الهويّة الإنجيليّة تفضي بهم إلى اللامعنى. في غمرة المذبحة، من الصعب أن يختطّ المرء الطريق الذي يأخذنا من الحلقة المفرغة المتّصلة بالهويّة المأزومة، إلى رحاب خطاب يشعر معه الجميع، كائناً مَن كانوا، أنّ أسقف الجماعة المسيحيّة ينطق بإسمهم كما لو كان شيخهم الصوفيّ. لكن هذا تحدّي الكبار. وإذا لم يعكف الكبار على هذه المهمّة، مَن يقوم بها؟

رجّي: لا نريد من أحد أن يتدخل بشؤوننا الداخلية أو أن نتدخّل بشؤون أي دولة وللمرة الأولى النظام الحالي في سوريا اعترف بلبنان كدولة ونتفاوض مع الجهات الدولية لعودة النازحين السوريين
رجّي: لا نريد من أحد أن يتدخل بشؤوننا الداخلية أو أن نتدخّل بشؤون أي دولة وللمرة الأولى النظام الحالي في سوريا اعترف بلبنان كدولة ونتفاوض مع الجهات الدولية لعودة النازحين السوريين

الديار

timeمنذ ساعة واحدة

  • الديار

رجّي: لا نريد من أحد أن يتدخل بشؤوننا الداخلية أو أن نتدخّل بشؤون أي دولة وللمرة الأولى النظام الحالي في سوريا اعترف بلبنان كدولة ونتفاوض مع الجهات الدولية لعودة النازحين السوريين

Aa اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب حزام ناري «اسرائيلي» يطوّق الجنوبيين ونقاشات ساخنة في الحكومة اجراءات امنية بعد معلومات عن استهداف داعشي لخيم عاشورائية عودة «الحجوزات» وموسم الاصطياف ينتعش ماذا يفعل التطبيع بالعرب؟! ملكيّة القرنة السوداء: قرار قضائي جديد... ماذا في التفاصيل؟ : باسيل دعا حزب الله إلى تسليم السلاح للدولة: لبنان يحتاج إلى وسيلة دفاع عن نفسه اشترك بنشرة الديار لتصلك الأخبار يوميا عبر بريدك الإلكتروني إشترك عاجل 24/7 12:41 رجّي: لا نريد من أحد أن يتدخل بشؤوننا الداخلية 12:40 رجّي: لا نريد من أحد أن يتدخل بشؤوننا الداخلية أو أن نتدخّل بشؤون أي دولة وللمرة الأولى النظام الحالي في سوريا اعترف بلبنان كدولة ونتفاوض مع الجهات الدولية لعودة النازحين السوريين 12:36 وزارة الداخلية: اليوم، عنصر من أبطال قوى الأمن الداخلي ، انضمّ إلى قافلة شهداء الوطن، أثناء أداء واجبه ليذكرنا أن هناك من يسهر ويخاطر كي نبقى بأمان. الرحمة للشهيد، والدعاء بالشفاء للجرحى، وإلى رفاقهم كل التقدير. تحية لكل من يحمل أمانة حماية الناس ويؤمن أن الواجب فوق كل شيء 11:33 المتحدث العسكري باسم أنصار الله في اليمن: نفذنا عملية عسكرية ضد هدف للعدو في بئر السبع بصاروخ باليستي 11:26 اعتراض دورية لليونيفيل من دون مرافقة الجيش اللبناني في بلدة ابل السقي 11:22 مقتل 13 جنديا في هجوم انتحاري في شمال غرب باكستان

رجّي: الدولة "بدّا تاكل عنب مش تقتل الناطور" ونحاول بالديبلوماسيّة والصداقات إخراج إسرائيل من لبنان ولواشنطن مصلحة في استقرار البلد عبر قيام دولة فاعلة وعدم تدخّل دول خارجيّة به
رجّي: الدولة "بدّا تاكل عنب مش تقتل الناطور" ونحاول بالديبلوماسيّة والصداقات إخراج إسرائيل من لبنان ولواشنطن مصلحة في استقرار البلد عبر قيام دولة فاعلة وعدم تدخّل دول خارجيّة به

الديار

timeمنذ ساعة واحدة

  • الديار

رجّي: الدولة "بدّا تاكل عنب مش تقتل الناطور" ونحاول بالديبلوماسيّة والصداقات إخراج إسرائيل من لبنان ولواشنطن مصلحة في استقرار البلد عبر قيام دولة فاعلة وعدم تدخّل دول خارجيّة به

Aa اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب حزام ناري «اسرائيلي» يطوّق الجنوبيين ونقاشات ساخنة في الحكومة اجراءات امنية بعد معلومات عن استهداف داعشي لخيم عاشورائية عودة «الحجوزات» وموسم الاصطياف ينتعش ماذا يفعل التطبيع بالعرب؟! ملكيّة القرنة السوداء: قرار قضائي جديد... ماذا في التفاصيل؟ : باسيل دعا حزب الله إلى تسليم السلاح للدولة: لبنان يحتاج إلى وسيلة دفاع عن نفسه اشترك بنشرة الديار لتصلك الأخبار يوميا عبر بريدك الإلكتروني إشترك عاجل 24/7 12:43 رجّي: الدولة "بدّا تاكل عنب مش تقتل الناطور" ونحاول بالديبلوماسيّة والصداقات إخراج إسرائيل من لبنان ولواشنطن مصلحة في استقرار البلد عبر قيام دولة فاعلة وعدم تدخّل دول خارجيّة به 12:42 رجّي عن سحب السلاح الفلسطيني: هذا أمر تقني أمني عسكري محض 12:41 رجّي: لا نريد من أحد أن يتدخل بشؤوننا الداخلية 12:41 رجّي: لا علاقة لنا ببقاء النظام الحالي في إيران ونريد أمرًا واحدًا هو احترام سيادة لبنان 12:40 رجّي: لا نريد من أحد أن يتدخل بشؤوننا الداخلية أو أن نتدخّل بشؤون أي دولة وللمرة الأولى النظام الحالي في سوريا اعترف بلبنان كدولة ونتفاوض مع الجهات الدولية لعودة النازحين السوريين 12:36 وزارة الداخلية: اليوم، عنصر من أبطال قوى الأمن الداخلي ، انضمّ إلى قافلة شهداء الوطن، أثناء أداء واجبه ليذكرنا أن هناك من يسهر ويخاطر كي نبقى بأمان. الرحمة للشهيد، والدعاء بالشفاء للجرحى، وإلى رفاقهم كل التقدير. تحية لكل من يحمل أمانة حماية الناس ويؤمن أن الواجب فوق كل شيء

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store