تجليات الذات والرمز" للدكتور سلطان المعاني.. قراءة في عمق الشعر العربي المعاصر
يقدم كتاب "تجليات الذات والرمز: دراسات في الشعر العربي المعاصر" للباحث د.سلطان المعاني قراءة متأنية في تجارب شعرية عربية معاصرة، حيث ينفتح النص أمام القارئ كحقل دلالي متعدد الطبقات، لا يقتصر على تحليل البنى اللغوية والأسلوبية، بل يتوغل في أعماق التجربة الإنسانية التي تقف خلف القصائد. لا يسعى الناقد إلى قراءة ظاهر النصوص، بل ينفذ إلى ما وراء الكلمات، متتبعًا رموزها، كاشفًا عن قلق الذات وتطلعاتها وصراعاتها، مستفيدًا من أدوات التحليل الفلسفي والنفسي، في منح النصوص أبعادًا فكرية وروحية تتجاوز المتداول والمباشر.
تتحول القصائد في هذا الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن (2025)، إلى مرايا للروح، تعكس صراعات الشاعر مع ذاته ومع الآخر ومع العالم. من خلال تحليل معمق، يكشف الناقد كيف يتحول الشاعر إلى كائن متجذر في العالم، حيث تمثل القصيدة لحظة من التجلي والبوح، تشكّل محاولة لفهم الذات في سياق وجودي مضطرب. وتظهر براعة التحليل في ربط تلك اللحظات الشعرية بجذرها الإنساني، لتغدو القصائد تجارب كونية تتقاطع فيها مشاعر الحب والخوف والانتماء والاغتراب.
يحضر المكان في هذه القراءات بوصفه شريكًا حميمًا في التجربة، ويتجسد ذلك بوضوح في قراءة قصائد تتناول مدينة عمّان، إذ تتحول المدينة من إطار جغرافي إلى كيان حيّ يحمل ذاكرة الشاعر ووجدانه، تتماهى فيه الذات مع الشوارع والأزقة والذكريات. تظهر المدينة كرمز للهوية والانتماء، ومجال للمفارقة بين الحنين والاغتراب، بين الماضي والحاضر، بين ما كان وما لم يعد. ويتحول المكان الشعري إلى مشهد داخلي، تتفاعل فيه التجربة مع البيئة، ويتداخل فيه الخاص والعام في تشكيل وعي الشاعر بذاته.
أما الحب، فيأخذ في هذه القراءات طابعًا وجوديًا عميقًا، لا يُقرأ كعاطفة عابرة بل كقوة داخلية تشكل الذات وتدفعها نحو الصراع بين البقاء والتحرر، بين الجذور والانطلاق، ففي قصائد مثل "ترابها يا نور" و"كيف اختلسنا بعضنا؟"، يظهر الحب كرحلة داخلية تتقاطع فيها الرموز (كالتراب، الجذور، الحبيب) في بناء عالم شعري يحمل أبعادًا إنسانية تتجاوز الأطر العاطفية التقليدية.
يتجلى البعد الرمزي بقوة في شعر علي الفاعوري، كما يؤكد الباحث، حيث تكتسب عناصر الطبيعة (البحر، الشراع) دلالات وجودية. البحر لا يبدو مجرد خلفية، بل يتحول إلى فضاء مفتوح على احتمالات الذات، مرآة للأحلام والتوق إلى الحرية. أما الشراع، فيرمز إلى الإرادة والمواجهة، إلى المثابرة على الرغم من العواصف. هكذا، يغدو المشهد الطبيعي انعكاسًا لمشاعر الشاعر وتقلباته، مما يمنح القصائد طابعًا فلسفيًا وروحيًا.
وفي ديوان "مدار الفراشات" للشاعرة عطاف جانم، تستدعي النصوص رمز الفراشة لتعبّر عن هشاشة الإنسان وسعيه الدائم للتحليق، كما يرى المعاني. تصوغ الشاعرة عالمًا متشابكًا من التناقضات، حيث تتجاور لحظات الأمل مع الألم، ويصبح الشعر وسيلة للبحث عن التوازن في خضم الاضطراب، وهنا تظهر الفراشة رمزًا مزدوجًا للجمال والضعف، للتحليق والسقوط، وتقدم القصائد تجربة تتسم بالصدق العاطفي والبعد الوجودي.
كما يتوقف الكتاب عند قصيدة "من قمة الرؤيا إلى أفق البنفسج"، التي تطرح الزمن كعنصر دائري متحول، لا يُقاس بالثواني والدقائق، بل يُعاش كتجربة وجدانية متغيرة. يغدو الزمن هنا حالة تأملية، ينسج فيها الشاعر صورًا تستنطق الذاكرة وتستحضر الرؤى، فيتحول إلى مرآة داخلية تعيد تشكيل الذات وتضع القارئ أمام تساؤلات جوهرية.
ويتناول الكتاب بالتحليل قصيدة "الجميلات" التي تُقدّم المرأة بوصفها رمزًا مركبًا للجمال والغياب، للحضور والإلهام، حيث تتداخل فيها الصور الحسية كـ"الليل" و"اليد" و"حفيف القمصان"، لترسم مشهدًا شاعريًا مشبعًا بالحنين والشوق. وفيها يشير الباحث المعاني إلى أن النرأة تتحول إلى صورة غامضة تلامس أطراف الخيال، تسكن الذاكرة وتثير المشاعر، فتجعل من القصيدة مساحة للتأمل في الحضور الأنثوي بكل ما يحمله من رمزية وجاذبية.
أما في "جلجامش الصغير" لمهدي نصير، فيعود الناقد د.سلطان إلى استدعاء الرموز الأسطورية ليكشف كيف يتحول جلجامش من بطل تاريخي إلى مرآة للذات البشرية في صراعها الأزلي مع المصير، ومع شوقها للخلود، حيث يتخذ "السيف" و"الماء" دلالات رمزية عميقة؛ الأول يمثل التحدي والإرث الثقافي، والثاني يرمز إلى الطهارة والعودة إلى الأصل، وهنا تلتقي الأسطورة بالحاضر لتُنتج قصيدة تحمل تأملًا فلسفيًا في المعرفة والزمن.
في "حمدوا سراهم" لصابر الهزايمة، يتجلى الفراق كحالة احتراق داخلي، وتُستدعى الرموز (النار، الرماد، الليل) لتشكيل فضاء درامي تعبيري، يضيء عمق التجربة النفسية المرتبطة بالوداع. يظهر الفراق كصراع لا يُغلق بابه، بل يبقى متجددًا، يعيش في النفس ويتخذ صورًا حسية ومجازية تعبّر عن عمق الألم وأثره المستمر.
أما في "انتظرني يا صديقي"، فيصبح الزمن والمكان توأمين في سرد تجربة الصداقة والوفاء، وهنا تشكل المدينة خلفية للعلاقات الإنسانية، وتتحول أزقتها إلى رموزٍ للذكريات، لتمنح القصيدة طابعًا حميميًا، وتظهر الصداقة كقيمة تتحدى الزمن، وتحمل في طياتها أبعادًا إنسانية وفلسفية.
في قصيدة "الخطايا"، تُفتح نافذة على الوعي الإنساني في علاقته بالذنب والتجربة، ويتحول الشعور بالندم إلى تأمل فلسفي، ويغدو "الذئب" رمزًا للغريزة، و"الطريق المزدحم" تعبيرًا عن التحديات اليومية. تتجاوز القصيدة فكرة الخطأ لتغدو تأملاً في النضج والإدراك، وتقدم فهمًا متصالحًا للضعف الإنساني.
أما "عودتي إلى الجنة"، فهي قصيدة تستعيد فيها الذات لحظاتها الأولى مع الطبيعة، حيث تتخذ رموز "الشجر" و"الحجارة" و"الماء" دلالات روحية تدعو إلى التوازن والانسجام مع الجذور، وتمثل القصيدة رحلة نحو النقاء الأول؛ اللحظة التي تتجلى فيها الذات في حالتها الصافية.
وفي "الغروب الأخير"، كما يشير الباحث، يُقدَّم الموت كتحوّل فلسفي، لا كمجرد نهاية، ويتحول الغروب إلى رمز للعبور والسكينة، إلى لحظة صفاء تجعل من الموت تجربة تأملية، لا خوفًا، بل فهمًا. تُنهي القصيدة رحلة الذات في مواجهة أسئلة المصير، لتترك القارئ في حالة من الصفاء والتصالح مع الحياة.
يشكل هذا الكتاب الذي جاءت في نحو مئة صفحة، عملًا نقديًا غنيًا بالتحليل والتأمل، يقدم نصوص الشعر العربي المعاصر كمساحات للبوح الوجودي، ويعيد تشكيل العلاقة بين الناقد والنص، في قراءة تفيض بالفهم العميق، وتثري المتلقي في رحلته مع الكلمة والرمز.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ 9 ساعات
- الدستور
مجلة "كتاب" تتناول البصمة الصوتية لمحمود درويش في ذكرى رحيله
عمان - الدستور - عمر أبو الهيجاء نشرت مجلة "كتاب" دراسة عن البصمة الصوتية لدى الشاعر الفلسطيني محمود درويش، في الذكرى الـ 17 لرحيله، التي تصادف في التاسع من أغسطس/ آب الجاري. وخلصت الدراسة إلى أنّ بِنيةَ ضمير المُتكلم في شعر درويش الذي تصدّرت صورته غلاف العدد الجديد، "تعجّ بالأصوات الرّساليّة والأسطورية، كما تَعجّ بأصوات شعرية من تراثنا العربي"، ومن ثقافات العالم. وفي خطوة جديدة للإضاءة على الأدب في منطقة البلقان، نشرت المجلة التي تصدر شهرياً عن هيئة الشارقة للكتاب، دراسة عن الشاعر والروائي البلغاري غيورغي غوسبودينوف، وهو أوّل أديب في بلاده ينال جائزة بوكر الدولية. وكتب الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، رئيس التحرير، أحمد بن ركاض العامري افتتاحية العدد الجديد، بعنوان "تكريم الرؤية والمكانة"، عن نيل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وسام الرئيس الفخري لجامعة إكستر الذي تقدمه الجامعة للمرة الأولى في تاريخها. وقال في المقال "عندما تقترن الرؤية الثقافية الإنسانية بإنجازات كبيرة على صعيد الدرس التاريخي والكتابة الإبداعية والتأليف وحماية الإرث العربي الإسلامي وخصوصاً المخطوطات، فإن الصورة تتكامل، وندرك معنى المكانة العالمية المرموقة للحاكم الحكيم، والمثقف المؤرخ، والمبدع المؤلف، في مختلف دول العالم"، موضحاً أن الوسام يأتي "تكريماً لإسهامات سموه في الثقافة والتعليم والبحث العلمي والتنمية الثقافية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية، ودوره الكبير في تعمير الجسور الثقافية". كما تحدث أحمد العامري في الافتتاحية عن منح جامعة ليستر البريطانية الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الجامعة الأميركية في الشارقة ورئيسة مجلس أمنائها، ورئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، لقب "أستاذ فخري"، قائلاً إن هذا اللقب "هو الأول من نوعه الذي تمنحه الجامعة، تقديراً لإسهاماتها المؤثرة في تمكين المرأة، ونشر القراءة بين الأطفال، وتطوير الثقافة على مختلف المستويات". ونشرت مجلة "كتاب" في عدد أغسطس/ آب الجاري، استطلاعاً تحدث فيه أدباء عرب عن لحظة الكتابة، وحواراً مع الشاعر والناقد والمترجم الكاميروني بيل ف. نْدي أكد فيه أن "الكتابة وسيلة لتوعية العالم باستخدام سحر الكلمات للتنديد بالشرور ومواجهتها". كما نشرت مقالات ودراسات عن كل من الكاتب الكونغولي تشيكايا أوتامسي، والشاعرة الألمانية حنة آرنت، والشاعرة والمترجمة البولندية يوليا هارتفيغ، فضلاً عن مراجعات لكتب أدباء من مصر، فرنسا، عُمان، العراق، المغرب، فلسطين، الأردن، تركيا، صربيا، وسوريا. وتضمّن العدد الـ 82 من المجلة تقريراً عن منح فنزويلا وسام أندريس بيّو من الدرجة الأولى، لستة شعراء فلسطينيين شاركوا في الدورة الـ 19 من المهرجان العالمي للشعر في العاصمة كراكاس. وفي زاويته "رقيم"، كتب مدير تحرير مجلة "كتاب"، علي العامري، مقالاً بعنوان "التجربة الفنزويلية"، تناول فيه الثقافة باعتبارها استراتيجية في الجمهورية البوليفارية، مضيئاً على مدرسة خوان كالساديّا الوطنية للشعر التي أسست في العام 2022، وتُعنى برعاية الموهوبين شعرياً من طلبة المدارس، لتمتد إلى 19 ولاية في عموم فنزويلا، إذ تدرّب في دفعتها الأولى 2500 طالب وطالبة.

الدستور
منذ 3 أيام
- الدستور
"بيت المخيم".. سيرة اللاجئ ومآلات الحنين في نوفيلا للدكتور إبراهيم غبيش
عمّان –الدستور –عمر أبو الهيجاء يواصل الدكتور إبراهيم غبيش في إصداره الجديد "بيت المخيم" مشروعه الأدبي الذي يدور بين فنَّين من فنون الكتابة السردية هما القصة القصيرة والنوفيلا. وينتمي بيت المخيم إلى فن النوفيلا، وفيه تبرز انشغالات الكاتب التي تتناول قضايا الشتات الفلسطيني، والمعاناة التي يواجهها اللاجئون في أصقاع الأرض كافة. وجاء الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 120 صفحة، وظهرت خلال مفاصله "أسلوبية" الكاتب وملامح لغته؛ وهي لغة مقتضبة مكثفة، لكنها تضم العناصر بعضها إلى بعض فتكتمل الصورة المؤلمة والصادقة التي أراد إيصالها إلى القارئ. واهتم د. غبيش كذلك بالتفاصيل النفسية والعاطفية لأبطاله، فامتزج النضال عنده بالحب، والغربة بالحنين، وبدت مشاعر أبطاله قادرة على تجاوز الحواجز المرتبطة بالعمر أو اختلاف البيئة أو المستوى الاجتماعي للأبطال. يقول أحد مقاطع النوفيلا: "كانت لي شقة، غرفة، هنا، هناك، هنا، هناك. لكنه بيت المخيم، يتخلل نفسي، بيت طفولتي، مراهقتي، لا، لا أدري. البشر يتنقَّلون، يتوالدون. ما كان غير مسموحٍ به أصبح ممكنًا. شوارع جديدة، طوابق، متاجر. وبناء على الأطراف، لكنه، مخيم. ماذا لو عدت، وجدت أن المحتلين هدموه تمامًا، وجعلوا سكّانه يرحلون، هناك وهناك". وتمتاز أعمال إبراهيم غبيش بثيمة الارتحال، لكنه ارتحال مشدود دائما إلى الأصل وإلى المخيم الذي هو قَدَر لا يغادر أبناءه الذين كبروا فيه وإن ابتعدوا عنه إلى أبعد بلاد الأرض.. "حينما رأيتُ النهر الواسع الكبير، البطات تسبح، غابات مجاورة وبشَرًا، سفُنًا، عصافير غريبة ملونة، فكرتُ: هناك حياة أخرى تستحق. هل خنت وطني؟! أعود، أبحث عن شوارع، أزقة، بنايات، موائد طعام ونهر. طرق جانبية، وجوه أصدقاء وصديقات. أسمعُ صوتًا هنا، نداءً هناك، ثم لا أجد أحدًا". والدكتور إبراهيم غبيش عضو رابطة الكتاب الأردنيين والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وهو حاصل على بكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة المنصورة في مصر، وله العديد من الإصدارات في الرواية والقصة من بينها: أسكدنيا، شمال غرب، كائنات وكرنفال، برق ورعد، أيوب في حيرته، ثلاث برك آسنة، بيت رحيم.

الدستور
منذ 3 أيام
- الدستور
في العدد الجديد من مجلة "المسرح" الشهرية التي تصدرها دائرة الثقافي الشارقة
عمان – الدستور – عمر أبو الهيجاء احتوى العدد (71) من مجلة المسرح الشهرية التي تصدرها دائرة الثقافة، مجموعة متنوعة من القراءات والمتابعات والحوارات والرسائل حول أبرز ما شهدته الساحة المسرحية في الشارقة والعالم خلال المدة الماضية. في مدخل العدد نقرأ تقريراً حول حفل تخرج الدفعة الثالثة في أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، كما نطالع إفادات لعدد من الفنانين الإماراتيين، أعربوا من خلالها عن شكرهم وتقديرهم العميق للمكرمة الجديدة التي تفضل بها صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بتخصيص مبنى من ستة طوابق في منطقة التعاون لصالح جمعية المسرحيين الإماراتيين. وفي الباب ذاته، نقرأ استطلاعاً حول مسيرة مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، بمناسبة دورته الثانية عشرة التي تنظم في سبتمبر المقبل. وفي «قراءات» نجد عدداً من المراجعات حول العروض المسرحية التي شهدتها العواصم العربية أخيراً، حيث كتب محمد لعزيز عن «أشلاء» أحدث أعمال المخرج المغربي محمد فركاني، وقرأ الحسام محيي الدين «ميديا» للمخرج اللبناني كريس غفري، وحلل عبدالكريم قادري «الساقية» للمخرجة الجزائرية سمية بوناب، وكتب سامر محمد إسماعيل عن «لتحضير بيضة مسلوقة» للمخرج الكويتي مصعب السالم، بينما كتب كمال الشيحاوي عن «جاكاراندا» للمخرج التونسي نزار السعيدي. في «حوار» نشرت المجلة مقابلة مع الكاتب والباحث والمخرج المصري محمود أبو دومة، تحدث فيها عن بداياته والمؤثرات الثقافية والأكاديمية التي شكلت شخصيته، وجهوده في تجربة المسرح المستقل في مدينة الإسكندرية، وأبرز قضايا الراهن المسرحي على الصعيدين المحلي والعربي. وتضمن «أفق» محاورة مع الفنانة التونسية الشابة مروى المنصوري التي حققت حضوراً ملحوظاً في المشهد المحلي بصفتها مصممة أزياء مسرحية، حيث برزت عبر العديد من العروض المسرحية الناجحة، من أهمها أعمال المخرج فاضل الجعايبي. في «متابعات» نطالع حواراً قصيراً مع الناقدة التونسية فوزية المزي تتحدث فيه عن تجربة تأسيس جمعية للنقاد المسرحيين، وأبرز التحديات والإمكانات في تجارب النقد المسرحي الجديدة، كما تضمن الباب إضاءة حول مسرح نجيب محفوظ وتوجهاته الفكرية، وذلك بمناسبة ذكرى رحيله الثلاثين. في «مطالعات» تناول علاء الجابري بالتحليل كتاب «بريشت في المسرح الخليجي» للكاتب العراقي ظافر جلود. وفي «رؤى» كتب وليد الدغسني «المسرحيات القصيرة من الفكرة إلى الإنجاز»، وكتب حسام المسعودي «النصوص القصيرة.. مستقبل الدراما المعاصرة".»