
«أساطير أوروم» بلمسات مبدعين
تفتتح ندوة الثقافة والعلوم في دبي، مساء غدٍ، المعرض الفني الثنائي «أساطير أوروم» للفنانين عبدالرحيم سالم وعائشة حداد.
وأوضحت الندوة، في بيان، أن «أساطير أوروم» أكثر من معرض، إذ يُعدّ بمنزلة جولة فنية فريدة من نوعها تنطلق من دبي، وبعدها إلى العديد من مدن العالم في دول عدة، من بينها الولايات المتحدة، ومصر، وكندا، وقطر، وعمان، والسعودية، واليابان.
وأضاف البيان: «(أساطير أوروم) رحلة تكشف عمق اللون وتحتفي بصلابة العنصر وصمود الحضارات، رحلة تحكي تراثنا، وتأخذنا في أعماق وأبعاد أخرى في ما وراء الزمن وما نعرفه من حكايات».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
٣١-٠٣-٢٠٢٥
- البيان
التراث والإبداع في الإمارات.. علاقة ترتكز على الأصالة وتفوح بالجمال
تستمد كثير من الأعمال الإبداعية بصورها الأدبية والفنية المختلفة عناصر خلودها وروعتها من التراث الإماراتي الأصيل، وتصنع من مفرداته أساليبها الغنية بالدهشة وتجاوز المألوف، ويرحل المبدعون بخيالاتهم في جوانب ذلك التراث وزواياه العميقة، فتفيض عليهم بجمالياته العذبة وأسراره الفاتنة. ومن جهة أخرى، يكتسب التراث عوامل بقائه واستمراريته من توظيف الإبداع لملامحه الفريدة داخل نسيج الصنعة الإبداعية، لتنجح أشكال الأدب والفن المتنوعة في تأكيد أحقية المجتمع بتراثه الذي يشكل بصمته المميزة بين سائر الشعوب. مصدر إلهام وأكد الكاتب والباحث الإماراتي الدكتور حمد بن صراي، لـ «البيان»، أن التراث الإماراتي بشقيه المادي الذي يشتمل على الجانب المعماري، وكذلك المعنوي الذي يتضمن تفاصيل الحياة القديمة، يشكل مصدر إلهام للأعمال الإبداعية، مشيداً بالمهرجانات التراثية التي تستعرض زوايا مهمة من التراث المدون. وأوضح أن دور تلك المهرجانات التي ترعاها الدولة يبرز من خلال تحويل ما هو مكتوب من التراث إلى واقع يشاهده أفراد المجتمع، الأمر الذي يسهم في إحيائه، داعياً إلى ضرورة التركيز في الكتابات الأدبية على القرى الإماراتية البعيدة، وخصوصاً في المناطق الجبلية، التي تزخر بقيم تراثية غنية. قيمة إنسانية من جانبه، أوضح الفنان التشكيلي الإماراتي عبد الرحيم سالم أنه سعى من خلال أعماله الفنية ومفرداتها ذات الدلالات الثرية إلى التعبير عن التراث الإماراتي بوصفه قيمة إنسانية أصيلة تشترك مع ثقافات العالم في نقاط التقاء عدة، مؤكداً أن ثمة علاقة بين البيوت القديمة في الإمارات وفي غيرها من البلدان العربية كالدول الخليجية ومصر، ما يعني أن التراث يشكل لغة إنسانية واحدة. ولفت سالم إلى أنه ركز عبر مسيرته الإبداعية على محاكاة الأشكال الحجرية في الصحراء والمناطق الجبلية وعلى شواطئ الإمارات لما تمثله من عنصر تراثي فريد، مبيناً أن الحجر يرمز في التاريخ البشري إلى البناء والإعمار كما يشير أيضاً إلى السلاح الأول الذي عرفه الإنسان من بيئته واستعمله. من جهته، أكد الدكتور مأمون عبد الكريم، نائب عميد كلية الآداب وأستاذ الآثار والتاريخ في جامعة الشارقة، أهمية الأعمال الإبداعية بأنواعها المختلفة ودورها الفعال في حفظ التراث وحمايته وضمان بقائه جيلاً بعد جيل، مشيراً إلى أنها تسهم في رفع الوعي بقيمة التراث إذا احترمت تفاصيله ومفرداته. وأوضح عبد الكريم أن الكثيرين ربما لا يقرؤون عن تراثهم بصورة كافية، لكن الأعمال الإبداعية، ولا سيما الدرامية، قادرة على الوصول إلى الجميع ومخاطبة الفكر بلغة فنية، لافتاً إلى أن الإبداع ينجح عادة في تعريف المجتمع بقضايا استثنائية تتعلق بتراثه العريق، بشرط عدم التلاعب بها لأغراض تجارية. وأشاد بالدور اللافت الذي تنهض به الإمارات في سبيل خدمة التراث وتعزيز الارتباط الوثيق به، والذي يظهر من خلال الحركة المتحفية والاهتمام بالمقتنيات التاريخية وتوثيقها ودراستها واحتضان اللقاءات الفكرية ذات الصلة، منوهاً باختيار دبي لاستضافة المؤتمر العام للمجلس الدولي للمتاحف «آيكوم 2025» لتكون أول مدينة عربية في الشرق الأوسط تحظى بشرف التنظيم.


البيان
١٦-٠٢-٢٠٢٥
- البيان
التشكيل الإماراتي والأساطير.. توثيق بأبجديات اللون والجمال
في الحضارات المختلفة، امتلكت مخيّلة البشر قدرة مذهلة على صُنع شخصيات وكائنات وأحداث لا تمت إلى الواقع بصلة، لكنها تعالج بجوانبها الإنسانية قضايا اجتماعية، وترمز إلى تفاصيل معقدة في الحياة. واتسعت ذاكرة المجتمع الإماراتي منذ القِدم لأمثال تلك الأساطير التي تمنح الثقافة المحلية سمة مميزة وطابعاً ذا نكهة فريدة، ووفرت للمبدعين عناصر فنية تشع بدلالات مكثفة، وتربط المتلقي بتراثه الغني. وفي دبي، اكتسبت هذه القيمة الفكرية حضوراً باهراً من خلال معارض تشكيلية استطاعت أن توظف الأساطير وتستعملها ببراعة عالية، منها معرض «أساطير أوروم» للفنانين عبدالرحيم سالم وعائشة حداد الذي احتفت به ندوة الثقافة والعلوم أخيراً، حيث كان لـ«البيان» لقاء معهما حول دور الفن في استلهام الأساطير المحلية وتوظيف قصص الحضارات. بُعد أعمق وأكد الفنان التشكيلي الإماراتي عبدالرحيم سالم، لـ«البيان»، أهمية الجانب الأسطوري في التراث المحلي لدى الفنان بما يتضمنه من عوامل انتماء إلى الثقافة الأصيلة، مشيراً إلى أن الأساطير تشكّل قاعدة راسخة ينطلق منها المبدع في عمله، وتضيف إلى الفكرة التي يتبنّاها بُعداً أعمق، وتقدِّم للأجيال حالة اجتماعية تضيء على زوايا واقعية. وأوضح سالم أنه سعى، من خلال أعماله الفنية في معرض «أساطير أوروم»، إلى تحقيق نوع من التقارب في توظيف الأسطورة داخل العمل الفني، بالتركيز على ماهية الإنسان والبحث عن سماته في مدلولات الأساطير، لافتاً إلى إمكانية تجاور الأساطير ذات الثقافات المختلفة وتفاعلها في نسيج عمل فني واحد، بشرط وجود رابط مشترك يجمعها دون تعارض يؤدي إلى التصادم. وذكر أنه استخدم في أعمال فنية سابقة أسطورة محلية تنتمي إلى التراث الإماراتي، وتتجسّد في شخصية تدعى «مهيرة» كانت تعيش في الشارقة، وتعبّر عن قصة معاناة امرأة مسحورة انقلبت حياتها رأساً على عقب بسبب موقف عابر، موضحاً أنه طوّر طريقة توظيف هذا الرمز الأسطوري من مرحلة تجسيدية إلى لونية، انتهاءً بالتجريد عبر أساليب طرح متنوعة. قوة تعبيرية من جانبها، أكدت الفنانة التشكيلية المصرية عائشة حداد أن الأساطير المحلية شكَّلت مصدر إلهام للفنانين في الإمارات، وكان لها دور رئيس في مسيرتهم الإبداعية، مشيرةً إلى أن لدى الفنانين المتأثرين بالتراث مساراً مميزاً في إبداعاتهم يتسم بالأصالة والقوة التعبيرية، على عكس من انغمسوا في الثقافات الأخرى دون أن تكون لهم عناية بهويتهم الفريدة. وأوضحت عائشة أن ثمة عناصر فنية مشتركة تجمع كثيراً من الأساطير وتوحّدها على المستوى الإنساني، وإنْ تباينت دلالاتها وفقاً لثقافة كل شعب، لافتةً إلى أن صورة الشمس أو القط الأسود وغيرهما من الرموز تحمل مفاهيم أسطورية لدى مجتمعات متعددة، وأن التراث العمراني الذي سعت إلى توظيفه في أحد أعمالها يمكن قراءته تشكيلياً من وجهات مختلفة؛ ليدل على مزيج فكري تتحد فيه الحضارات. وذكرت أن الاهتمام بالأساطير التراثية كان الدافع لها وللفنان عبد الرحيم سالم إلى التعاون في معرض فني بعنوان أساطير «أوروم»، التي تعني باللغة النوبية القديمة: اللون الأسود، وأن الفعالية اشتملت على عناصر فنية تشترك فيها حضارات العصر الحجري الوسيط حتى ما قبل الستينيات في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، منوهةً بتزايد اهتمام جمهور الفن بالتراث وما يحمله من حكايات وأساطير، وذلك بفضل ما تقدّمه دبي من مبادرات ثقافية تدعم هذا التوجّه.


الاتحاد
١٥-٠٢-٢٠٢٥
- الاتحاد
عبد الرحيم سالم.. أساطير التجريد
محمد نجيم لا يمكن لأي باحث أو مهتم بالحركة التشكيلية في الإمارات أو الخليج العربي، أن يغفل عن ذكر اسم بارز من الأسماء التي أضاءت المشهد التشكيلي، ونقصد هنا الفنان الإماراتي عبدالرحيم سالم، أحد الفاعلين والمؤثرين في الحركة التشكيلية الإماراتية، حيث تظل مساهمته مضاعفة على الساحة الفنية الإماراتية، إذ عمل مع عدد من الفنانين على تأسيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، التي تم إشهارها رسمياً عام 1981، وترأّس مجلس إدارتها بعد ذلك لأربع دورات، وحقق خلال فترة رئاسته عدداً من الإنجازات، التي نقلت الفن التشكيلي الإماراتي إلى العالم، وكذلك عرّفت الجمهور المحلي بالتجارب العالمية، التي أثرت الرؤية البصرية، وهو ما ساعد في مراحل لاحقة على تكريس الفن التشكيلي في الإمارات. في كتابها الصادر حديثاً عن مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، ضمن سلسلة «أعلام من الإمارات»، تحت عنوان «عبد الرحيم سالم، أساطير التجريد»، تأخذنا الناقدة والكاتبة السورية عبير يونس في رحلة شيقة للتعرف على التجربة الفنية والجمالية لهذا الفنان الكبير، حيث أرَّخت لحياته ومسيرته منذ ولادته في دبي سنة 1955، مروراً بسنوات الطفولة في البحرين، قبل أن يستقر مع عائلته في «فريج الفاضل»، قائلة إنه في تلك الحقبة البعيدة حرص مع عائلته على زيارة دبي في مواسم الصيف. وهكذا تشاركت المدن كثيراً في ذاكرة الطفولة، إذ ظهرت موهبته الفنية المبكرة في المنامة، وكان حينها في الصف الأول الابتدائي، وعمره لم يتجاوز سبع سنوات، حيث استهوته حينها رسوم الكتب المدرسية، التي كانت تأتي من مصر، وتتميز برسومها الجاذبة لقرى وبيوت قديمة وفلاحات مصريات يحملن الجرار الفخارية فوق رؤوسهن، فكان ينقل بعض الصور بحرفية، وحين يكون في منزله تتغير مواضيعه، ويجد في مكونات المنزل إغراء لموضوع فني جديد، فيستغرق في رسمه بمتعة. لم يكن عبد الرحيم، حسب المؤلفة، ملتزماً بدوام المدرسة كاملاً، فقد جعلته روحه الحرة متمرداً على تقليد الالتزام منذ أن كان طالباً في «رأس الرمان» مدرسته الابتدائية، وعند وصوله إلى المرحلة الثانوية شارك بمعارض على مستوى البحرين، كما شارك في جمعية الفن المعاصر بأكثر من معرض، وأبلغ تشجيع بقي في أوراق الذاكرة من تلك الفترة التي كان فيها المدرسون يثنون على موهبته المميزة، كان تشجيع مدرس الفنون المصري الفنان حامد ندا، الذي كان يعزّز حبه للرسم ويقترح عليه فكرة دراسة الفن في مصر مستقبلاً، وهو ما حدث بالفعل، حيث التحق بالدراسة بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وقد رافقه في هذه البعثة طلاب آخرون عملوا فيما بعد مجتمعين على إطلاق الحركة التشكيلية في الإمارات، وكانت الفنانتان نجاة مكي ومنى الخاجة زميلتيه في البعثة الدراسية، التي سبقهم إليها قبل سنة عدد من الفنانين الإماراتيين الذين كانوا طلاباً أيضاً، وهم محمد يوسف، وعبيد سرور، وحمد السويدي، وعبدالرحيم زينل، وسلمى المري. «مهيرة» الأسطورة تشير عبير يونس في كتابها إلى الشخصية الأسطورية «مهيرة» التي تحضر في أعمال عبدالرحيم سالم، وهي حسب قوله «امرأة عاشت في الشارقة في خمسينيات القرن الماضي، ويقال إنها وقعت ضحية سحر فأصبحت مجنونة، كما يقال إنها كانت جميلة جداً، وكان هناك رجل يريد أن يقيم علاقة معها، ورفضت ذلك بقوة، فحضّر لها سحراً، ونتيجة السحر حولها إلى مجنونة.. ولهذا دفعت ثمناً غالياً لأنها قالت لا لرجل». وتعد «مهيرة» واحدة من أهم التطورات في تعامله الفني مع هذه الشخصية التراثية أو الأسطورية.