الملك والأردن في مواجهة الارهاب
كان الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني سبّاقًا في الدعوة إلى مواجهة الإرهاب الذي لم يبقي منطقة ولم يذر مكانًا إلا وكانت له نتائجه الكارثية في مناطق واسعة من العالم، وكثيرًا وفي مناسبات ولقاءات دولية متعددة، فقد تنبّه جلالته ونبّه إلى ضرورة التصدي للمخاوف المشتركة والأخطار التي تتسبب بها الأعمال الإرهابية والتي من شأنها تقويض دعائم الأمن والاستقرار مما يستوجب العمل وفق رؤى موحّدة وقناعات راسخة بأن الإرهاب لا دين ولا وطن له، و يقول جلالته في كلمة له في مؤتمر القمة العربية في نواكشوط في العام 2017 (أن الإرهاب الذي يعصف بمنطقتنا لا يعترف بحدود أو جنسية، وهو يسعى لتشويه صورة الإسلام ورسالته السمحة، والتصدي له والحرب عليه هي حربنا نحن المسلمين).
لعب الأردن دورًا محوريًا في تعزيز أمن واستقرار المنطقة والعالم، واتخذت المملكة الأردنية الهاشمية من العمل المشترك نهجًا مع جميع شركائها الإقليميين والدوليين لتعزيز السلام والازدهار والاحترام المتبادل حول العالم، وظلّ جلالة الملك يؤمن بالفرص الكبيرة التي يجب استغلالها من أجل بناء عالم أفضل تنعم فيه الإنسانية جمعاء بالسلام والأمن.
رؤية جلالة الملك في مواجهة الإرهاب اكتسبت صفة الاستمرارية، وتحت ذلك كانت تحذيرات جلالته تشكل مرتكزًا ثابتًا في خطابه السياسي واعتبر أن العمل على المدى البعيد لمواجهة الإرهاب يجب أن يشكل أولوية قصوى باعتبار أن الإرهاب بجميع أشكاله آخذ بالتطور باستمرار وأن مواجهته تتطلب حزمًا دوليًا ونهجًا شموليًا يعالج النواحي الأمنية وجميع الأدوات والوسائل التي يستغلها المتطرفون، وفي هذا الصدد أستذكر مشاركة جلالة الملك في في أيار من العام 2019 في الاجتماع رفيع المستوى في قمة "نداء كرايست تشيرش" حيث انصبّ تركيزه على حماية الإنترنت من أولئك الذين يسيئون استخدامه من أجل إلحاق الأذى بالآخرين، وفي نفس الصدد وتحديدًا في عام 2015 وفي سعيه لإيجاد منظومة جديدة للتعاون الدولي في مجال الأمن العالمي، كان الأردن قد أطلق مبادرة "اجتماعات العقبة" والتي وجّهت جهودها إلى محاربة خطاب الكراهية أينما وجد وكان التركيز على مفهوم ان الحوار بين الحكومات والمجتمع المدني وقطاع التكنولوجيا يعتبر أمر مركزي في هذه المبادرة.
تزداد حاجة العالم اليوم لصوت جلالة الملك ولرؤاه المستفيضة والمتزنة واستثمار حجم جهوده ودعواته الكبيرة لاستعادة الزخم للنظام العالمي المبني على الشراكة والذي يضع الحفاظ على حياة الشعوب في عمق أولوياته، ومن غير الممكن الحديث عن دور الأردن وجلالة الملك في مواجهة الارهاب دون الإشارة إلى مبادرات ريادية أطلقها الملك عبدالله الثاني والتي نتج عنها حوارات إيجابية في جميع أنحاء العالم والتي كانت "رسالة عمان" و "كلمة سواء" من أبرزها فضلًا عن تبنّي الأردن لمبادرة "الوئام بين الأديان" وهي إحدى مبادرات الأمم المتحدة لتشجيع الحوار الساعي إلى الاحترام المتبادل وتعظيم قيم المحبة والتسامح وقبول الآخر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
حمى الله الأردن
لا أحد يستطيع تفسير الحب الاسرائيلي لسفك الدماء والهدم، لعله مسار لن ينتهي الا بانتهاء الدم العربي، او هكذا يبدو، ولا سيما انها كانت قد بدأت بفكرة الهروب من الظلم لتبدأ الظلم وسفك الدماء في فلسطين ولعل افعالها في غزة تتفوق على كل معاني الوحشية، لتدق ابواب ايران كما كانت قد دقت ابواب العراق بحجة القنبلة النووية التي لم يُرى اثرها حتى يومنا الذي تدق به ابواب ايران بحجة برنامجها النووي، لتزج المنطقة بمظاهر الحرب العالمية الثالثة وتجز بشعب المنطقة تحت التهديد المُبطن وتحت وزر الخوف والتوتر، والقتل لاهالي قطاع غزة، حتى شعبها لم تأبه بأمنه بل عملت على اخراجه ونزوحه فلم يكف الحكومة الاسرائيلية بأن وضعت شعبها في خانة كره الشعوب له حتى زجته في خانة الهروب او الموت. التبريرات تلو التبريرات رافقتها التحذيرات تلو التحذيرات من الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ولكن هل من آذان صاغية، فالآذان تتوق لحرب شاملة لن تخرج منها المنطقة والعالم لسنوات. الأردن قلب العالم، لموقعه الجغرافي المتميز وتاريخه المميز بالحضارات التي تعتبر اصل العالم اليوم، وكما كان لحكمة جلالة الملك عبدالله الثاني الاثر الكبير في صلابة الاردن تعود حكمته لتنقذ الاراضي الاردنية من ان تصبح مشاعاً لأطراف نزاع يتخذ كل منهما من الآخر الفزاعة لشحذ همم الحكومات، حيث ان دوافع الطرفين تتمحور حول غاية شخصية من اسرائيل. ثقة الشعب العربي بقياداته جعلت منه العائلة الواحدة، المتماسكة والمتلاحمة، أمام التشدق الاسرائيلي للقتل والتدمير، ولن يُثنيها ما يحدث عن صمود مواقفها مع الحق الفلسطيني وانهاء المحرقة الاسرائيلية لاهل غزة، وستبقى أمة على قول واحد. وسيبقى الأردن بملكه وشعبه قلب العالم رغم الاوضاع الاقتصادية التي زجت بها اسرائيل اليه كتراجع السياحة الخارجية، ولربما ارتفاع في الاسعار بشكل عام وارتفاع كلف الكهرباء بشكل خاص وارتفاع أسعار العملات والذهب، بجانب الزيادات الجديدة في أسعار المحروقات في حال استمرار التصعيد المستمر والغير مُبرر من الجانب الاسرائيلي لمنطقتنا. حتى باتت الاجراءات التي تتخذها الحكومة الأردنية وجعل حتمية ارتفاع الاسعار في وضعية الاحتمال، ومواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واضطرابات البحر الأحمر وباب المندب، كالذي يدفع الثمن في معركة موقفه الوطني والقومي. وإلى متى وإلى أين سينتهي هذا المسار الاجباري الذي وجدت منطقتنا نفسها فيه، حيث اصبح السلام كالجزرة التي تلوح به أياد خفية وكأن الحرب أصبحت المأوى لطموحاتهم. حمى الله أمتنا حمى الله الأردن

الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
الملك بين رفاق السلاح.. صوت الاعتدال في زمن الاصطفاف
في ظل الأوضاع السياسية المشحونة بالأحداث والتوترات، يبرز جلالة الملك عبد الله الثاني كواحد من أكثر القادة حكمة ومرونة في التعاطي مع المستجدات الإقليمية والدولية، لا بالصوت المرتفع ولا بالخطابات الطنانة، بل برؤية متزنة، تقرأ الواقع وتتهيأ للمستقبل، وتوازن ما بين الثوابت الوطنية والاستحقاقات الجيوسياسية المتغيرة. لقاء الملك بالمتقاعدين العسكريين في قصر الحسينية، بدا وكأنه استدعاء للذاكرة الأردنية العميقة، حين كانت البندقية الأردنية لا تطلق إلا دفاعاً عن السيادة، وعمق الدولة لا يُقاس بعدد التصريحات بل بعمق الالتزام بكرامة المواطن وحماية الحدود. الملك، وهو يضع أولويات الأمن والاستقرار الأردني فوق كل اعتبار، بعث برسائل واضحة: الأردن لا يسمح بأن يكون ميداناً للانفجار، ولا ساحة للتصعيد، مهما ضاقت الجغرافيا، واشتدت المعادلات. وفي لحظة اشتعلت فيها الضفة الغربية بالنار، واحترقت غزة تحت نيران الاحتلال، كان صوت الملك في الداخل والخارج يطالب بوقف الحرب لا بتجميلها، بتهدئة شاملة لا مؤقتة، وبسلام يعيد الحق لا يجمّد المعركة. وعندما رحّب الملك بالجهود الأميركية لخفض التصعيد، لم يكن ذلك موقف مجاملة، بل قراءة دقيقة لميزان القوى، وتحريك لعجلة الضغط السياسي ضمن هوامش التحرك المتاحة، تماماً كما يفعل القادة الذين يفهمون أن البراعة السياسية ليست في كسب المعركة بل في تجنيب أوطانهم خوضها. الملك في كلماته أمام رفاق السلاح، لم يُطلق مواقف فضفاضة، بل ركّز على عناصر واضحة: حماية المواطن، التنسيق مع الحلفاء، واحترام القانون الدولي. كل كلمة كانت محسوبة، نابعة من مدرسة سياسية نضجت في أتون الأزمات، لا في مكاتب التنظير ولا في قاعات التصفيق. حتى حين تحدث عن «محاربة الإرهاب والتطرف»، أعاد التأكيد على دور الأردن في تلك المعركة الأخلاقية الكبرى، التي لم يتخلَّ عنها يوماً رغم كل ما جرى من تحولات إقليمية. حضور، وهم من أبناء المؤسسة العسكرية التي صنعت الكرامة الأردنية، لم يخفوا فخرهم بالملك، ليس من باب الولاء التقليدي، بل من إيمانهم بأن هذا القائد لا يبدّل موقعه عند اشتداد الرياح. الأردن معه، ليس دولة تترنح بين المحاور، بل دولة لها إحداثياتها الخاصة، تقف بثقة، وتُشيد بنيانها بهدوء بعيداً عن ضجيج الساحات. وفي لحظة يُختبر فيها كل شيء، من الحدود إلى المبادئ، يظهر الملك عبد الله كما عهدناه: قائدًا لا يُجامل على حساب السيادة، ولا يُقايض المبادئ بالواقع، بل يصوغ معادلة أردنية خالصة، تقوم على المصلحة الوطنية أولاً، وعلى صلابة الموقف في زمن السيولة. بصراحة من يعرف السياسة يعرف أن الحنكة لا تُقاس بعدد المؤتمرات ولا بحجم الضجيج الإعلامي، بل بقدرة القائد على الإمساك بخيوط الأزمة، وتوجيه البوصلة حين يضيع الاتجاه، وهذا ما يفعله الملك عبد الله الثاني، مرة بعد مرة، دون أن يُشهر النصر، لأن النصر عنده ليس صورة تُلتقط، بل وطن يُصان.. حمى الله الوطن وقائده من كل مكروه.

الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
حرب الإبادة والقدس وتهجير الشعب الفلسطيني
حكومة الاحتلال العنصرية تواصل حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 19 شهرا وبحملات التدمير والقتل الممنهج في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، حيث تسعى لتصفية القضية الفلسطينية بما فيها حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وخاصة في ظل عدم قدرة المجتمع الدولي الوصول الى وقف إطلاق نار دائم ومستدام، وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم (2735)، بما يساهم في وقف العدوان وتطبيق الخطة العربية الإسلامية للتعافي وإعادة الإعمار لقطاع غزة، وضمان تقديم الدعم السياسي والمالي للحكومة الفلسطينية لتمكينها من تولي مسؤولياتها في قطاع غزة كما في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية. ما تقوم به حكومة الاحتلال واستخدامها التجويع كأداة من أدوات الإبادة الجماعية من خلال منع دخول المساعدات، ومنع المنظمات الإنسانية الأممية من القيام بمهامها بهدف التهجير القسري، واستمرارها إغلاق المعابر والحدود، ومنعها إدخال المساعدات ومحاربتها للمنظمات الدولية العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتعمل حكومة الاحتلال على تصعيد ممارساتها العدوانية الهادفة الى تغيير المعالم الحضارية لمدينة القدس الشريف وطابعها العربي والإسلامي، والمساس بوضعها القانوني، وبالأخص العمل على تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، ولا بد من العمل على صون هوية المدينة المقدسة باعتبارها رمزا للتسامح والتعايش بين الديانات السماوية، وكذلك دعم صمود أهلها أبناء بيت المقدس، وأهمية دعم جهود المملكة الأردنية الهاشمية في حماية ورعاية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، ودور الوصاية الهاشمية على هويتها العربية والإسلامية والمسيحية والوضع التاريخي والقانوني القائم فيها . تصعيد إرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه قوات الاحتلال وعصابات المستعمرين، يتطلب تحرك دولي عاجل لفرض العقوبات على حكومة الاحتلال وعزلها ومحاسبتها أمام المحاكم الدولية، بما يضمن حماية الشعب الفلسطيني ووقف العدوان، ويجب على المجتمع الدولي تعزيز آليات لتفعيل قرارات اليونسكو بتثبيت تسمية المسجد الأقصى الحرم القدسي الشريف كمترادفين لمعنى واحد والتأكيد على أن تلة باب المغاربة جزء لا يتجزأ من الحرم القدسي الشريف، وحق إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية في إعادة ترميم باب المغاربة وصيانة المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، والحفاظ عليه وتنظيم الدخول إليه باعتباره الجهة القانونية الحصرية الوحيدة المسؤولة عن الحرم البالغة مساحته 144 دونما، وباعتباره مكان عبادة خالص للمسلمين، ومحمياً بالقانون الدولي والوضع القانوني والتاريخي القائم فيه. لا بد من المجتمع الدولي العمل على أهمية استمرار الدعم الثابت لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، والتي تضطلع بدور لا غنى عنه في توفير الخدمات للاجئين الفلسطينيين، ولا بد من المجتمع الدولي مواصلة دعمه لها سياسياً ومالياً في مواجهة الوضع الإنساني المتدهور في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس. كما يجب الرفض بشكل قاطع أي سيناريوهات تستهدف تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، لما ينطوي على هذا الإجراء في تصفية للقضية الفلسطينية، وبما يشكل انتهاكا جسيماً لأحكام القانون الدولي، واستهداف إسرائيل لمقومات الحياة الأساسية في غزة بشكل ممنهج بنية وضعهم أمام ظروف مستحيلة لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أرضهم، وبرغم كل ما يمارسه الاحتلال أن إرادة الشعب الفلسطيني لن تنكسر، وسيواصل كفاحه المشروع لنيل حريته واستقلاله وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة، وعاصمتها القدس.